نشاط الاتساق و الانسجام في النص الأدبي
من طرف abbassia في الجمعة مايو 04, 2012 9:18 pm
السيد المفتش: داز
المادة: الأدب العربي
المنطلقات:
1-تعريف الاتساق
أنواع الاتساق النصي
مثال تطبيقي
2-تعريف الانسجام
أنواع الانسجام النصي
مثال تطبيقي
من إنجاز أساتذة المادة
و تقديم الأستاذة قاسمي عباسية
توطئة
يكتسي نشاط النصوص الأدبية أهمية بالغة في بناء شخصية التلميذ، إذ هو ميدان يكون التلميذ شخصيته من خلاله، فيصبح منهجيا في تفكيره، موضوعي في نقاشه.
و عليه فالنص الأدبي يقوم في دراسته على عدة مراحل،ثالثها مرحلة اكتشاف الاتساق و الانسجام في تركيب فقرات النص أين تحدد عوامل الانسجام من كلمات و مفردات المساعدة على تسلسل الجمل و ترابطها. كما يذكر التكرار و أثره في إثبات المعنى و تأكيده، تعين الأفعال و الأحداث و ما بينهما من علاقة، يتبين معاني النص اعتمادا على علامات الوقف و الأحكام النحوية و الصيغ الصرفية كما يستعان بالقواعد النحوية لمعرفة العلاقات القائمة بين الكلمات و المفردات.
الإتساق
ـ تعريف الاتساق
الاتساق ذلك التماسك الحاصل بين المفردات والجمل المشكلة للنصّ، وهذا التماسك يتأتّى من خلال وسائل لغويّة تصل بين العناصر المشكلة للنص، وهذه الوسائل اللغوية حققت الاتساق التركيبي والدلالي بين عناصر النص.
ـ الاتساق الدلالي والتركيبي
الاتساق التركيبي:ويتحقق بوسائل لغوية كالوصل الذي يكون بأدوات الربط (و ـ أو ـ ف ـ ثم...) والأسماء الموصولة(الذي ـ التي ـ الذين...) وحروف التفسير (أي ـ أعني ـ أقصد...) وتحقق الربط عبر عملية الوصل بين متواليات النص .
الاتساق الدلالي: ويتحقق بالإحالة وهي علاقة دلالية بين عنصر محيل وعنصر محال إليه وبهذا تكون إحالة قبلية عندما تحيل إلى ما سبق ، وإحالة بعدية عندما تحيل إلى العنصر اللاحق،كما تكون الإحالة مقامية عندما تحيل إلى عنصر خارج النص وإحالة مقالية أو نصية عندما تحيل إلى عنصر داخل النص.
ومن الوسائل اللغوية المعتمدة في الإحالة نجد الضمائر وأسماء الإشارة .
ـ الاتساق المعجمي: التكرار ـ التضام
الاتساق المعجمي مظهر من مظاهر اتساق النص يربط بين جمله بدون وصل أو إحالة، وإنما عبر العلاقات المعجمية القائمة بين مفردات النص ووحدات من جمله، ويحققها التكرار والتضام.
ـ الاتساق المعجمي بواسطة علاقة التكرار: ويتم بتكرار عنصر معجمي بعينه ،أو بمرادفه ، أو عنصر مطلق أو عام شامل له.
ـ الاتساق المعجمي بواسطة علاقة التضام: ويتم عبر توارد زوج من الكلمات ترتبط بعلاقة معجمية غير التكرار كالطباق، والجزئية، والكلية، والعموم، والخصوص، والترتيب، والمجاورة، وغيرها من العلاقات الممكنة بين مفردات النص ووحداته.
وهناك عناصر يمكن اعتمادها كأدوات لاتسّاق النص منها :
الإحالة
وهي أهم عنصر من عناصر الاتساق داخل النص وتعني إرجاع اللفظ للفظ قبله أو بعده داخل النص وتسمى هذه الإحالة، الإحالة النصية (الداخلية)إما الإحالة المقامية فهي تساهم في جعل النص منفتحا على مستويات التأويل والقراءة المتعددة اعتمادا على الخلفية المعرفية للقارئ وانفتاحه على العنصر الثقافي,الأسطوري, التاريخي,الخرافة, الدين و لنظم السلوكية المعيارية وغيرها كفضاء مشترك يخزّن المعلومات ويستخرجها في المواضع التي يحتاجها للتفاعل مع النص وتفسيره.
الضمائر هي البني الرئيسية في عنصر الإحالة بالإضافة إلى أسماء الإشارة وأدوات المقارنة .
غير إن هذه البني تخلو من أي محتوى دلالي يقود إلى الكشف عن مكنونات النص بدون إحالتها إلى مرجعياتها التي هي الوحدات الدلالية القبلية أو البعدية داخل النص أو المرجعيات التي هي خارج النص والتي سوف
تسهم في فتح النص على مستويات من التأويل واتسّاقه وأيضا في عدم تفككه الذي يؤدي إلى الإشكال في القراءة التواصلية كما إن هذه العناصر الاحالية تسهم بشكل كبير للكشف عن مقاصد النص الذي هو أساس نصّيته وتجعل منه بنية قابلة للفهم والقراءة من خلال عناصر الإحالة النصيّة والمقامية وحضورهما واشتراكهما معا سوف يقودان النص إلى تحقيق وحدته الدلالية الكبرى.
إن الاستعارات والتشبيه والكناية والمجاز والضمائر أسماء الإشارة و بنى التشبيه و المقارنة وأدوات الوصل والحذف هي عناصر تعمل كلّها من اجل المحافظة على نص حقق ذاته شكلا ومعنى وتعمل على تماسكه وتجنح إلى تفسيره وفهمه والوصول لغائيته النصية.
ومن اجل تفكيك النص الذي يكون بين أيدينا لابدّ لنا من رصد حركة الإحالات داخل النص ومدى توفيقها في الحفاظ على جسد النص من الترهل والتفكك الذي يجعل منه غير قابلا لتوريط القارئ بالدخول إلى فضاءه المغلق.
كما أننا نرصد تأثير وفاعلية عناصر الإحالة على تفسير جسد النص مع اعتماد النظر إلى عتبات النص أو العنوان بالتحديد إضافة للهوامش وإحالة عناصر الاتساق لهذه المرجعية التي تتجلى أهميتها في كونها مفهوما يعتمد على رفع الابهام باعتباره أي العنوان نصّا مكثفا وهو بؤرة لجسد النص الأصلي ومفتاح الولوج إلى عوالمه ومعانيه التي تتجلى من خلال تفكيك وحداته واتساقه و دراستها
.. كما أنه يجب أن نستعين بمعجم النصّ لان اللفظ هو الوحدة الأساسية في البناء اللغوي وهو المشكّل لكل طبقات النصّ التي فوقه ونقصد المتواليات الجملية ومن خلال تفكيك وحدات المعجم تتيح لنا اكتشاف الحقول الدلالية وتحديد بنياتها التي سوف تعرّي من خلال طاقاتها الإيحائية غاية النص الدلالية كما أنه يجب التصدى للنصّ من خلال المستوى التركيبي للجمل الفعلية والاسمية وإيحاءها الدلالي داخل جسد النص بالإضافة إلى محاولة رصد الأسلوبية بما يخص المستوى البلاغي واستخدام أدوات المقارنة والتشبيه والإيجاز وغيرها وكذلك يمكن المرور وبشكل سريع على أشكال تخلخل الرتبة النحوية داخل المتواليات وحركة الانزياحات داخل النصّ .
مثال تطبيقي:
"شاع في النقد الحديث البحث في الأصول الاجتماعية للعمل الأدبي أو تفسير الأدب بالنظر إلى أصوله الاجتماعية وتعليل نزعة الأدب بالنظر إلى موقعه الاجتماعي. وفي عملية التفسير هذه ،يوجه أنصار هذا الاتجاه اهتمامهم نحو مضمون الأثر ،لأنه أقدر على إبراز الدلالات الاجتماعية أو التاريخية أو النفسية فيه ،ومن هنا كان بحثهم في مسألة تأثير البيئة والوسط الاجتماعي في مضمون الأثر الأدبي الذي لا يعدو أن يكون تعبيرا عن موقف اجتماعي محدد،واستجابة لموقف الطبقة التي يجد الأديب نفسه فيها ،ولذا لا يمكن أن يعد الأدب حدثا فرديا ، بل هو حدث اجتماعي يرتبط في شكله ومضمونه واتجاهاته الفنية بظروف المجتمع وتياراته المختلفة"
ملاحظة الأمثلة:
جمل النص تخضع لعملية بناء منظمة ومترابطة تركيبيا ودلاليا، كل جملة تؤدي إلى الجملة اللاحقة وقد تحقق هذا التعالق بواسطة أدوات ووسائل لغوية ،ويعرف هذا الترابط المنظم بين الجمل بالاتساق وهو الذي يضمن تماسك النص وتمييزه عن اللانص وقد ساهمت في عملية الاتساق مجموعة من الوسائل والأدوات النحوية والدلالية وهذا ما جعل الاتساق يكون تركيبيا ودلاليا.
فالاتساق التركيبي تم عبر عملية الوصل بين الجمل إما بالعطف (و ـ أو )أو بالموصولية (الذي ـ التي )أو التعليل (لأنه ـ لذا)أو الاستدراك (بل)
والاتساق الدلالي فقد تم عبر الإحالة ووظف فيها الكاتب الضمائر (الهاء ـ هوـ هم) وهي تحيل على ما سبق أي إحالة قبلية ،وأسماء الإشارة (هذا ـ هذه ـ هنا )وهذه الأسماء منها ما أحال على سابق (وفي عملية التفسير هذه)أي إحالة قبلية،ومنها ما أحال على لاحق (يوجه أنصار هذا الاتجاه)أي إحالة بعدية .
فالضمائر وأسماء الإشارة حققت اتساق النص بربط السابق باللاحق واللاحق بالسابق، كما أنها تحيل على عنصر موجود داخل النص(عملية التفسير هذه ) وتسمى إحالة نصية أو مقالية ، وقد تحيل على عنصر خارج النص (يوجه أنصار هذا الاتجاه)وتسمى إحالة مقامية.
الانسجام
تعريف الانسجام
الانسجام في اللغة هو ضم الشيء إلى الشيء، و في الاصطلاح هو مجموع الآليات/ العمليات الظاهرة والخفية التي تجعل قارئ خطاب ما قادرا على فهمه وتأويله،وهناك مجموعة من المبادئ والعمليات التي تساهم في تحقيق الانسجام:
ـ مبادئ الانسجام
مبدأ السياق: ويتشكل من علاقة النص بالقارئ مما يمكنه من تحديد ظروف القضية وزمانها ومكانها ...
مبدأ التأويل المحلي : ويرتبط بقرائن النص التي يؤول بعضها بعضا ،فنعرف موضوع النص والعلاقات والقرائن التي تربط بين عناصره .
مبدأ التشابه: ويتم ذلك عبر تشابه النص مع نصوص أخرى في القضية التي يقاربها.
مبدأ التغريض: ويقصد به الموضوع الرئيسي/ [النواة الرئيسية] الذي يتمحور حوله الخطاب المدروس.
وهذه المبادئ ساهمت في تحققها عمليات أساسية تساهم في بناء الانسجام منها:
ـ عمليات بناء الانسجام
ـ الخلفية المعرفية :وهي ما يحمله المتلقي من معلومات ومعارف تمكنه من التأويل والتفسير والتحليل .
ـ الخلفية التنظيمية : وهي ما نستحضره من تمثلات حول النص مرتبة بانتظام كتحديد مجال النص وجنسه ونمطه وخلفيته النظرية، مما يساعد على فهم النص والانسجام مع معطياته.
التكرارظاهرة موسيقية ومعنوية تقتضي الإتيان بلفظ متعلق بمعنى ، ثم إعادة اللفظ مع معنى آخر في نفس الكلام.
أنواع التكرار : يتحقق التكرار عبر عدة أنواع:
1ـ تكرار الحرف : وهو يقتضي تكرار حروف بعينها في الكلام ، مما يعطي الألفاظ التي ترد فيها تلك الحروف أبعادا تكشف عن حالة الشاعر النفسية.
2ـ تكرار اللفظة: وهو تكرار يعيد نفس اللفظة الواردة في الكلام لإغناء دلالة الألفاظ ، وإكسابها قوة تأثيرية
3ـ تكرار العبارة أو الجملة: وهو تكرار يعكس الأهمية التي يوليها المتكلم لمضمون تلك الجمل المكررة باعتبارها مفتاحا لفهم المضمون العام الذي يتوخاه المتكلم.إضافة إلى ما تحققه من توازن هندسي وعاطفي بين الكلام ومعناه. أغراض التكرار ووظائفه:
1ـ الوظيفة التأكيدية: ويراد بها إثارة التوقع لدى التلقي ، وتأكيد المعاني وترسيخها في ذهنه.
2ـ الوظيفة الإيقاعية: فالتكرار يساهم في بناء إيقاع داخلي يحقق انسجاما موسيقيا خاصا .
3ـ الوظيفة التزينية: وتكون بتكرار ألفاظ مختلفة في المعنى ومتفقة في البنية الصوتية،مما يضفي تلوينا جماليا على الكلام.
مثال تطبيقي:
"إن مؤرخي الآداب العرب ، وإن اتفقوا على القول بتأثير الوسط الاجتماعي في الأدب العربي الذي يظهر فيه ، لم يتفقوا على أي العوامل الاجتماعية يؤثر أكثر من غيره في الآداب ،فذهب زيدان والزيات إلى أن العامل السياسي هو المؤثر الأقوى في الأدب (...) ولكن طه حسين لم ير في ذلك رأيهما ، إذ العامل السياسي عنده لا يعدو أن يكون مؤثرا من بين مؤثرات أخرى عديدة في الأدب (...) وأما الرافعي فإن العامل السياسي عنده يؤثر في الأدب حينا ، ولا يؤثر فيه حينا آخر ."حسين الواد " في تاريخ الأدب ـ مفاهيم ومناهج " المؤسسة العربية للدراسات والنشر ـ بيروت 1993 ط3 ص 76
- ملاحظة الأمثلة:
بقراءة النص يتبين أنه تحققت فيه شروط الاتساق تركيبيا ودلاليا ومعجميا عبر روابط ووسائل لغوية.
وبتمعن مضمونه نعرف أنه نص نقدي يتناول قضية تأثير الوسط الاجتماعي في الأدب العربي ،فمكونات النص تجمع بينها علاقات متينة يدركها المتلقي، ويستطيع تأويلها تأويلا مناسبا ،وهو ما يحقق انسجامنا مع النص .
وهذا الانسجام تم عبر عدة مستويات أو مبادئ وعلى رأسها:
مبدأ السياق :فعند قراءة النص عرفنا أنه نص نثري نقدي ويركز على قضية نقدية محددة وهي أي العوامل الاجتماعية أكثر تأثيرا في الأدب العربي.وهذا قربنا من النص وجعلنا ننسجم معه .
وهناك أيضا التأويل المحلي : ويتجلى ذلك من خلال قدرتنا على تأويل ما جاء في النص من مفردات تجمع بينها علاقات جعلتها منسجمة مع بعضها ومع القارئ فمؤرخي الأدب العربي نجد منهم في النص (طه حسين وأحمد الزيات وزيدان ثم الرافعي)وكلهم اهتموا بقضية تأثير الوسط الاجتماعي في الأدب العربي.
وبقراءة النص نجده يتشابه مع نصوص نقدية أخرى تهتم بالجانب الاجتماعي في الأدب العربي) فتحقق الانسجام من خلال مبدأ التشابه).
وبقراءة النص نجده يتمحور حول تيمة مركزية تتكرر عبر النص وهي الأدب العربي محور الدراسة في النص وفيه تصب كل المحاور الجزئية المطروحة في النص ،فتحقق الانسجام عبر هذا المبدأ مبدأ التغريض (الكلمة المحور).وبتتبع مبادئ الانسجام المحصلة نجد أنها تحققت عبر مجموعة من العمليات التي قربت بين النص والمتلقي وأول هذه العمليات المعرفة الخلفية ،وهي المخزون الفكري والثقافي الذي يجعلنا نفكك تأول المفردات المختزلة في النص فنتعرف دلالاتها وأبعادها الفكرية (تاريخ الأدب ـ الوسط الاجتماعي ـ طه حسين ـ العامل السياسي.
وهذه المعرفة الخلفية تمكننا من تنظيم أفكار النص من العام إلى الخاص حسب الأهمية فالنص دراسة أدبية نقدية تهتم بتاريخ الأدب العربي ،واختلاف المؤرخين حول أي العوامل الاجتماعية يؤثر أكثر من غيره في الآداب ،وكل هذه الخطوات تمت عبر العملية التنظيمية.
أنشطة الاكتساب:
يتم الربط بين الأفكار بواسطة مجموعة من العمليات التي تمكن القارئ من إدراك العلاقات التي تحكم بنية ومعطيات النص . وللتعرف على عمليات الربط يجب أولا فحص مضمون النص :
-القضية التي يطرحها النص
-صياغة مضمون الفقرات في عناوين دالة :
يمكن ملاحظة المنطق المتحكم في عملية الانتقال من فقرة إلى أخرى والتوقف عند بعض الوسائل التي وردت في أشكال مختلفة من عمليات الربط ....
الربط الدلالي:
يقوم الربط الدلالي علالإشارة، التي تعني العلاقة الدلالية المتجلية في التوافق والتطابق و تتمثل في سمات الجنس(التذكير والتأنيث) والعدد(المفرد والمثنى والجمع)والشخص (المتكلم والمخاطب والغائب)وبين عنصرين أساسين هما : المحال والمحال عليه .ومن أهم أدوات الإحالة الضمائر وأسماء الإشارة، وهي أدوات تضمن اتساق النص وانسجام عناصره.
+استخراج الضمائر من الفقرة الأولى وتحديد الأسماء التي تحيل عليها:
أنواع الإحالة:
الإحالة النصية : نسبة إلى النص وهي التي يحيل فيها الضمير أو اسم الإشارة إلى محال عليه موجود في النص
الإحالة المقامية : نسبة إلى المقام المرتبط بالشروط التداولية للتخاطب بين المتكلم والمخاطب وهي التي يكون فيها المحال عليه خارج النص
استنتاج : الربط الدلالي علاقة معنوية وهو يتحقق من خلال الإحالة النصية والمقامية بواسطة الضمائر وأسماء الإشارة .
-الربط المنطقي :
يتجلى الربط المنطقي من خلال مجموعة من العلاقات التي تضمن توالد أفكار النص ومعانيه بواسطة مبادئ التضمين والسببية والتشابه
+التضمين: علاقة تربط جزءا بكل
+مبدأ السببية :علاقة تفسر نتيجة ما بسبب معين
+مبدأ التشابه : علاقة تبرز التماثل الموجود بين عنصرين أو وضعيتين ، مثل
استنتاج : الربط المنطقي هو مجموعة من العلاقات العقلية التي تتجلى من خلال مبادئ التضمين والسببية والتشابه .
-الربط التركيبي : وهوالربط الذي يبني العلاقات بين الجمل بواسطة مجموعة من الروابط اللغوية مثل العطف .
ومن أهم الروابط اللغوية التي تساعد على إقامة علاقات بين الجمل:
-الربط الزمني : ويقصد به الربط الذي يقيم علاقة بين جملة رئيسية وأخرى ثانوية بواسطة رابط دال على الزمن مثل : عندما – بينما – حينما – بعد أن – قبل أن- عقب ...........
-الربط الشرطي: يتم بواسطة رابط يحيل على الشرط ويقوم بمهمة الوصل بين جملتين مثل: إذا – لو-إن- لولا- شرط – شريطة أن.........
-الربط السببي: يربط بين جملتين بواسطة أداة دالة على السبب أو العلة مثل: لأن- ل- بسبب –لذلك.....
-الربط الغائي:يتم بواسطة روابط تفيد الغاية مثل:قصد – لأجل- بغية – بهدف.........................
-الربط الموصولي:يتم بواسطة اسم موصول يربط بين جملة رئيسية وأخرى موصولية مثل :الذي – التي – من- ما ........
استنتاج: : الربط التركيبي يتم بين الجمل بواسطة العطف والزمن والشرط والسبب والغاية والوصل .
الربط السياقي / الخطابي :
قد تقوم الروابط اللغوية بعملية ضم الجمل إلى بعضها البعض وكذلك بعملية الربط بين الفقرات ومن ابرز أنواع هذا الربط الأخير :
-الربط التماثلي مثل : بموازاة ذلك – بشكل مماثل – وينسحب هذا على .......
-الربط التعارضي نحو : خلافا لذلك – غير أن – في المقابل ......
-الربط الإضافي مثل : إلى جوار- فضلا عن ذلك- علاوة على ذلك ......
-الربط الموضوعاتي نحو: في هذا السياق – في هذا الإطار- في هذا الصدد – في هذا الشأن .....
-الربط الاستنتاجي مثل : بناء على ذلك – تأسيسا على هذا – ارتباطا بما سبق – ونتيجة لهذا – ويترتب عن ذلك......
الاستنتاج : الربط السياقي يتم بين فقرات النص بواسطة روابط لغوية متنوعة الدلالة تبرز علاقة الفقرة اللاحقة بالسابقة .
تركيب : الربط آلية دلالية وتركيبية ومنطقية وسياقية تضمن اتساق النص وانسجامه بواسطة روابط متنوعة تقوم بمهمة الربط بين الجمل أو الفقرات ...
الخاتمة
مرحلة اكتشاف الاتساق و الانسجام مرحلة أساسية تساعد التلميذ على تطوير قدراته الفكرية و تساهم في ترويض فكره على الملاحظة و القدرة على تحديد الروابط و تأويلها
من أدوات الاتّساق والانسجام حروف العطف مثل الواو والفاء، وحروف الجرّ مثل الباء، في: من وإلى،والتّكرار اللّفظيّ ...
أدوات الربط التي تحقّق الاتساق النّصّي: من الأدوات نجد: لكن، إذن، أمام، قبل... دورها هو تحيق الترابط والاتساق
حروف الرّبط ووظيفتها في بناء النّصّ : هي كثيرة منها حروف العطف (الواو، ثمّ )وحروف الجرّ ( من – على – في – حتّى - عن ) إضافة إلى حروف أخرى مثل: ( قد– إنّما) وتسهم في اتّساق النّصّ وانسجامه
التكرار : دور التّكرار في النّص : هو تأكيد الحقائق وتقريرها .
من طرف abbassia في الجمعة مايو 04, 2012 9:18 pm
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
وزارة التربية و التعليم
مديرية التربية لولاية سيدي بلعباس
المفتشية العامة
المقاطعة الثانية
المشروع البيداغوجي للمفت
وزارة التربية و التعليم
مديرية التربية لولاية سيدي بلعباس
المفتشية العامة
المقاطعة الثانية
المشروع البيداغوجي للمفت
السيد المفتش: داز
المادة: الأدب العربي
المنطلقات:
1-تعريف الاتساق
أنواع الاتساق النصي
مثال تطبيقي
2-تعريف الانسجام
أنواع الانسجام النصي
مثال تطبيقي
من إنجاز أساتذة المادة
و تقديم الأستاذة قاسمي عباسية
توطئة
يكتسي نشاط النصوص الأدبية أهمية بالغة في بناء شخصية التلميذ، إذ هو ميدان يكون التلميذ شخصيته من خلاله، فيصبح منهجيا في تفكيره، موضوعي في نقاشه.
و عليه فالنص الأدبي يقوم في دراسته على عدة مراحل،ثالثها مرحلة اكتشاف الاتساق و الانسجام في تركيب فقرات النص أين تحدد عوامل الانسجام من كلمات و مفردات المساعدة على تسلسل الجمل و ترابطها. كما يذكر التكرار و أثره في إثبات المعنى و تأكيده، تعين الأفعال و الأحداث و ما بينهما من علاقة، يتبين معاني النص اعتمادا على علامات الوقف و الأحكام النحوية و الصيغ الصرفية كما يستعان بالقواعد النحوية لمعرفة العلاقات القائمة بين الكلمات و المفردات.
الإتساق
ـ تعريف الاتساق
الاتساق ذلك التماسك الحاصل بين المفردات والجمل المشكلة للنصّ، وهذا التماسك يتأتّى من خلال وسائل لغويّة تصل بين العناصر المشكلة للنص، وهذه الوسائل اللغوية حققت الاتساق التركيبي والدلالي بين عناصر النص.
ـ الاتساق الدلالي والتركيبي
الاتساق التركيبي:ويتحقق بوسائل لغوية كالوصل الذي يكون بأدوات الربط (و ـ أو ـ ف ـ ثم...) والأسماء الموصولة(الذي ـ التي ـ الذين...) وحروف التفسير (أي ـ أعني ـ أقصد...) وتحقق الربط عبر عملية الوصل بين متواليات النص .
الاتساق الدلالي: ويتحقق بالإحالة وهي علاقة دلالية بين عنصر محيل وعنصر محال إليه وبهذا تكون إحالة قبلية عندما تحيل إلى ما سبق ، وإحالة بعدية عندما تحيل إلى العنصر اللاحق،كما تكون الإحالة مقامية عندما تحيل إلى عنصر خارج النص وإحالة مقالية أو نصية عندما تحيل إلى عنصر داخل النص.
ومن الوسائل اللغوية المعتمدة في الإحالة نجد الضمائر وأسماء الإشارة .
ـ الاتساق المعجمي: التكرار ـ التضام
الاتساق المعجمي مظهر من مظاهر اتساق النص يربط بين جمله بدون وصل أو إحالة، وإنما عبر العلاقات المعجمية القائمة بين مفردات النص ووحدات من جمله، ويحققها التكرار والتضام.
ـ الاتساق المعجمي بواسطة علاقة التكرار: ويتم بتكرار عنصر معجمي بعينه ،أو بمرادفه ، أو عنصر مطلق أو عام شامل له.
ـ الاتساق المعجمي بواسطة علاقة التضام: ويتم عبر توارد زوج من الكلمات ترتبط بعلاقة معجمية غير التكرار كالطباق، والجزئية، والكلية، والعموم، والخصوص، والترتيب، والمجاورة، وغيرها من العلاقات الممكنة بين مفردات النص ووحداته.
وهناك عناصر يمكن اعتمادها كأدوات لاتسّاق النص منها :
الإحالة
وهي أهم عنصر من عناصر الاتساق داخل النص وتعني إرجاع اللفظ للفظ قبله أو بعده داخل النص وتسمى هذه الإحالة، الإحالة النصية (الداخلية)إما الإحالة المقامية فهي تساهم في جعل النص منفتحا على مستويات التأويل والقراءة المتعددة اعتمادا على الخلفية المعرفية للقارئ وانفتاحه على العنصر الثقافي,الأسطوري, التاريخي,الخرافة, الدين و لنظم السلوكية المعيارية وغيرها كفضاء مشترك يخزّن المعلومات ويستخرجها في المواضع التي يحتاجها للتفاعل مع النص وتفسيره.
الضمائر هي البني الرئيسية في عنصر الإحالة بالإضافة إلى أسماء الإشارة وأدوات المقارنة .
غير إن هذه البني تخلو من أي محتوى دلالي يقود إلى الكشف عن مكنونات النص بدون إحالتها إلى مرجعياتها التي هي الوحدات الدلالية القبلية أو البعدية داخل النص أو المرجعيات التي هي خارج النص والتي سوف
تسهم في فتح النص على مستويات من التأويل واتسّاقه وأيضا في عدم تفككه الذي يؤدي إلى الإشكال في القراءة التواصلية كما إن هذه العناصر الاحالية تسهم بشكل كبير للكشف عن مقاصد النص الذي هو أساس نصّيته وتجعل منه بنية قابلة للفهم والقراءة من خلال عناصر الإحالة النصيّة والمقامية وحضورهما واشتراكهما معا سوف يقودان النص إلى تحقيق وحدته الدلالية الكبرى.
إن الاستعارات والتشبيه والكناية والمجاز والضمائر أسماء الإشارة و بنى التشبيه و المقارنة وأدوات الوصل والحذف هي عناصر تعمل كلّها من اجل المحافظة على نص حقق ذاته شكلا ومعنى وتعمل على تماسكه وتجنح إلى تفسيره وفهمه والوصول لغائيته النصية.
ومن اجل تفكيك النص الذي يكون بين أيدينا لابدّ لنا من رصد حركة الإحالات داخل النص ومدى توفيقها في الحفاظ على جسد النص من الترهل والتفكك الذي يجعل منه غير قابلا لتوريط القارئ بالدخول إلى فضاءه المغلق.
كما أننا نرصد تأثير وفاعلية عناصر الإحالة على تفسير جسد النص مع اعتماد النظر إلى عتبات النص أو العنوان بالتحديد إضافة للهوامش وإحالة عناصر الاتساق لهذه المرجعية التي تتجلى أهميتها في كونها مفهوما يعتمد على رفع الابهام باعتباره أي العنوان نصّا مكثفا وهو بؤرة لجسد النص الأصلي ومفتاح الولوج إلى عوالمه ومعانيه التي تتجلى من خلال تفكيك وحداته واتساقه و دراستها
.. كما أنه يجب أن نستعين بمعجم النصّ لان اللفظ هو الوحدة الأساسية في البناء اللغوي وهو المشكّل لكل طبقات النصّ التي فوقه ونقصد المتواليات الجملية ومن خلال تفكيك وحدات المعجم تتيح لنا اكتشاف الحقول الدلالية وتحديد بنياتها التي سوف تعرّي من خلال طاقاتها الإيحائية غاية النص الدلالية كما أنه يجب التصدى للنصّ من خلال المستوى التركيبي للجمل الفعلية والاسمية وإيحاءها الدلالي داخل جسد النص بالإضافة إلى محاولة رصد الأسلوبية بما يخص المستوى البلاغي واستخدام أدوات المقارنة والتشبيه والإيجاز وغيرها وكذلك يمكن المرور وبشكل سريع على أشكال تخلخل الرتبة النحوية داخل المتواليات وحركة الانزياحات داخل النصّ .
مثال تطبيقي:
"شاع في النقد الحديث البحث في الأصول الاجتماعية للعمل الأدبي أو تفسير الأدب بالنظر إلى أصوله الاجتماعية وتعليل نزعة الأدب بالنظر إلى موقعه الاجتماعي. وفي عملية التفسير هذه ،يوجه أنصار هذا الاتجاه اهتمامهم نحو مضمون الأثر ،لأنه أقدر على إبراز الدلالات الاجتماعية أو التاريخية أو النفسية فيه ،ومن هنا كان بحثهم في مسألة تأثير البيئة والوسط الاجتماعي في مضمون الأثر الأدبي الذي لا يعدو أن يكون تعبيرا عن موقف اجتماعي محدد،واستجابة لموقف الطبقة التي يجد الأديب نفسه فيها ،ولذا لا يمكن أن يعد الأدب حدثا فرديا ، بل هو حدث اجتماعي يرتبط في شكله ومضمونه واتجاهاته الفنية بظروف المجتمع وتياراته المختلفة"
ملاحظة الأمثلة:
جمل النص تخضع لعملية بناء منظمة ومترابطة تركيبيا ودلاليا، كل جملة تؤدي إلى الجملة اللاحقة وقد تحقق هذا التعالق بواسطة أدوات ووسائل لغوية ،ويعرف هذا الترابط المنظم بين الجمل بالاتساق وهو الذي يضمن تماسك النص وتمييزه عن اللانص وقد ساهمت في عملية الاتساق مجموعة من الوسائل والأدوات النحوية والدلالية وهذا ما جعل الاتساق يكون تركيبيا ودلاليا.
فالاتساق التركيبي تم عبر عملية الوصل بين الجمل إما بالعطف (و ـ أو )أو بالموصولية (الذي ـ التي )أو التعليل (لأنه ـ لذا)أو الاستدراك (بل)
والاتساق الدلالي فقد تم عبر الإحالة ووظف فيها الكاتب الضمائر (الهاء ـ هوـ هم) وهي تحيل على ما سبق أي إحالة قبلية ،وأسماء الإشارة (هذا ـ هذه ـ هنا )وهذه الأسماء منها ما أحال على سابق (وفي عملية التفسير هذه)أي إحالة قبلية،ومنها ما أحال على لاحق (يوجه أنصار هذا الاتجاه)أي إحالة بعدية .
فالضمائر وأسماء الإشارة حققت اتساق النص بربط السابق باللاحق واللاحق بالسابق، كما أنها تحيل على عنصر موجود داخل النص(عملية التفسير هذه ) وتسمى إحالة نصية أو مقالية ، وقد تحيل على عنصر خارج النص (يوجه أنصار هذا الاتجاه)وتسمى إحالة مقامية.
الانسجام
تعريف الانسجام
الانسجام في اللغة هو ضم الشيء إلى الشيء، و في الاصطلاح هو مجموع الآليات/ العمليات الظاهرة والخفية التي تجعل قارئ خطاب ما قادرا على فهمه وتأويله،وهناك مجموعة من المبادئ والعمليات التي تساهم في تحقيق الانسجام:
ـ مبادئ الانسجام
مبدأ السياق: ويتشكل من علاقة النص بالقارئ مما يمكنه من تحديد ظروف القضية وزمانها ومكانها ...
مبدأ التأويل المحلي : ويرتبط بقرائن النص التي يؤول بعضها بعضا ،فنعرف موضوع النص والعلاقات والقرائن التي تربط بين عناصره .
مبدأ التشابه: ويتم ذلك عبر تشابه النص مع نصوص أخرى في القضية التي يقاربها.
مبدأ التغريض: ويقصد به الموضوع الرئيسي/ [النواة الرئيسية] الذي يتمحور حوله الخطاب المدروس.
وهذه المبادئ ساهمت في تحققها عمليات أساسية تساهم في بناء الانسجام منها:
ـ عمليات بناء الانسجام
ـ الخلفية المعرفية :وهي ما يحمله المتلقي من معلومات ومعارف تمكنه من التأويل والتفسير والتحليل .
ـ الخلفية التنظيمية : وهي ما نستحضره من تمثلات حول النص مرتبة بانتظام كتحديد مجال النص وجنسه ونمطه وخلفيته النظرية، مما يساعد على فهم النص والانسجام مع معطياته.
التكرارظاهرة موسيقية ومعنوية تقتضي الإتيان بلفظ متعلق بمعنى ، ثم إعادة اللفظ مع معنى آخر في نفس الكلام.
أنواع التكرار : يتحقق التكرار عبر عدة أنواع:
1ـ تكرار الحرف : وهو يقتضي تكرار حروف بعينها في الكلام ، مما يعطي الألفاظ التي ترد فيها تلك الحروف أبعادا تكشف عن حالة الشاعر النفسية.
2ـ تكرار اللفظة: وهو تكرار يعيد نفس اللفظة الواردة في الكلام لإغناء دلالة الألفاظ ، وإكسابها قوة تأثيرية
3ـ تكرار العبارة أو الجملة: وهو تكرار يعكس الأهمية التي يوليها المتكلم لمضمون تلك الجمل المكررة باعتبارها مفتاحا لفهم المضمون العام الذي يتوخاه المتكلم.إضافة إلى ما تحققه من توازن هندسي وعاطفي بين الكلام ومعناه. أغراض التكرار ووظائفه:
1ـ الوظيفة التأكيدية: ويراد بها إثارة التوقع لدى التلقي ، وتأكيد المعاني وترسيخها في ذهنه.
2ـ الوظيفة الإيقاعية: فالتكرار يساهم في بناء إيقاع داخلي يحقق انسجاما موسيقيا خاصا .
3ـ الوظيفة التزينية: وتكون بتكرار ألفاظ مختلفة في المعنى ومتفقة في البنية الصوتية،مما يضفي تلوينا جماليا على الكلام.
مثال تطبيقي:
"إن مؤرخي الآداب العرب ، وإن اتفقوا على القول بتأثير الوسط الاجتماعي في الأدب العربي الذي يظهر فيه ، لم يتفقوا على أي العوامل الاجتماعية يؤثر أكثر من غيره في الآداب ،فذهب زيدان والزيات إلى أن العامل السياسي هو المؤثر الأقوى في الأدب (...) ولكن طه حسين لم ير في ذلك رأيهما ، إذ العامل السياسي عنده لا يعدو أن يكون مؤثرا من بين مؤثرات أخرى عديدة في الأدب (...) وأما الرافعي فإن العامل السياسي عنده يؤثر في الأدب حينا ، ولا يؤثر فيه حينا آخر ."حسين الواد " في تاريخ الأدب ـ مفاهيم ومناهج " المؤسسة العربية للدراسات والنشر ـ بيروت 1993 ط3 ص 76
- ملاحظة الأمثلة:
بقراءة النص يتبين أنه تحققت فيه شروط الاتساق تركيبيا ودلاليا ومعجميا عبر روابط ووسائل لغوية.
وبتمعن مضمونه نعرف أنه نص نقدي يتناول قضية تأثير الوسط الاجتماعي في الأدب العربي ،فمكونات النص تجمع بينها علاقات متينة يدركها المتلقي، ويستطيع تأويلها تأويلا مناسبا ،وهو ما يحقق انسجامنا مع النص .
وهذا الانسجام تم عبر عدة مستويات أو مبادئ وعلى رأسها:
مبدأ السياق :فعند قراءة النص عرفنا أنه نص نثري نقدي ويركز على قضية نقدية محددة وهي أي العوامل الاجتماعية أكثر تأثيرا في الأدب العربي.وهذا قربنا من النص وجعلنا ننسجم معه .
وهناك أيضا التأويل المحلي : ويتجلى ذلك من خلال قدرتنا على تأويل ما جاء في النص من مفردات تجمع بينها علاقات جعلتها منسجمة مع بعضها ومع القارئ فمؤرخي الأدب العربي نجد منهم في النص (طه حسين وأحمد الزيات وزيدان ثم الرافعي)وكلهم اهتموا بقضية تأثير الوسط الاجتماعي في الأدب العربي.
وبقراءة النص نجده يتشابه مع نصوص نقدية أخرى تهتم بالجانب الاجتماعي في الأدب العربي) فتحقق الانسجام من خلال مبدأ التشابه).
وبقراءة النص نجده يتمحور حول تيمة مركزية تتكرر عبر النص وهي الأدب العربي محور الدراسة في النص وفيه تصب كل المحاور الجزئية المطروحة في النص ،فتحقق الانسجام عبر هذا المبدأ مبدأ التغريض (الكلمة المحور).وبتتبع مبادئ الانسجام المحصلة نجد أنها تحققت عبر مجموعة من العمليات التي قربت بين النص والمتلقي وأول هذه العمليات المعرفة الخلفية ،وهي المخزون الفكري والثقافي الذي يجعلنا نفكك تأول المفردات المختزلة في النص فنتعرف دلالاتها وأبعادها الفكرية (تاريخ الأدب ـ الوسط الاجتماعي ـ طه حسين ـ العامل السياسي.
وهذه المعرفة الخلفية تمكننا من تنظيم أفكار النص من العام إلى الخاص حسب الأهمية فالنص دراسة أدبية نقدية تهتم بتاريخ الأدب العربي ،واختلاف المؤرخين حول أي العوامل الاجتماعية يؤثر أكثر من غيره في الآداب ،وكل هذه الخطوات تمت عبر العملية التنظيمية.
أنشطة الاكتساب:
يتم الربط بين الأفكار بواسطة مجموعة من العمليات التي تمكن القارئ من إدراك العلاقات التي تحكم بنية ومعطيات النص . وللتعرف على عمليات الربط يجب أولا فحص مضمون النص :
-القضية التي يطرحها النص
-صياغة مضمون الفقرات في عناوين دالة :
يمكن ملاحظة المنطق المتحكم في عملية الانتقال من فقرة إلى أخرى والتوقف عند بعض الوسائل التي وردت في أشكال مختلفة من عمليات الربط ....
الربط الدلالي:
يقوم الربط الدلالي علالإشارة، التي تعني العلاقة الدلالية المتجلية في التوافق والتطابق و تتمثل في سمات الجنس(التذكير والتأنيث) والعدد(المفرد والمثنى والجمع)والشخص (المتكلم والمخاطب والغائب)وبين عنصرين أساسين هما : المحال والمحال عليه .ومن أهم أدوات الإحالة الضمائر وأسماء الإشارة، وهي أدوات تضمن اتساق النص وانسجام عناصره.
+استخراج الضمائر من الفقرة الأولى وتحديد الأسماء التي تحيل عليها:
أنواع الإحالة:
الإحالة النصية : نسبة إلى النص وهي التي يحيل فيها الضمير أو اسم الإشارة إلى محال عليه موجود في النص
الإحالة المقامية : نسبة إلى المقام المرتبط بالشروط التداولية للتخاطب بين المتكلم والمخاطب وهي التي يكون فيها المحال عليه خارج النص
استنتاج : الربط الدلالي علاقة معنوية وهو يتحقق من خلال الإحالة النصية والمقامية بواسطة الضمائر وأسماء الإشارة .
-الربط المنطقي :
يتجلى الربط المنطقي من خلال مجموعة من العلاقات التي تضمن توالد أفكار النص ومعانيه بواسطة مبادئ التضمين والسببية والتشابه
+التضمين: علاقة تربط جزءا بكل
+مبدأ السببية :علاقة تفسر نتيجة ما بسبب معين
+مبدأ التشابه : علاقة تبرز التماثل الموجود بين عنصرين أو وضعيتين ، مثل
استنتاج : الربط المنطقي هو مجموعة من العلاقات العقلية التي تتجلى من خلال مبادئ التضمين والسببية والتشابه .
-الربط التركيبي : وهوالربط الذي يبني العلاقات بين الجمل بواسطة مجموعة من الروابط اللغوية مثل العطف .
ومن أهم الروابط اللغوية التي تساعد على إقامة علاقات بين الجمل:
-الربط الزمني : ويقصد به الربط الذي يقيم علاقة بين جملة رئيسية وأخرى ثانوية بواسطة رابط دال على الزمن مثل : عندما – بينما – حينما – بعد أن – قبل أن- عقب ...........
-الربط الشرطي: يتم بواسطة رابط يحيل على الشرط ويقوم بمهمة الوصل بين جملتين مثل: إذا – لو-إن- لولا- شرط – شريطة أن.........
-الربط السببي: يربط بين جملتين بواسطة أداة دالة على السبب أو العلة مثل: لأن- ل- بسبب –لذلك.....
-الربط الغائي:يتم بواسطة روابط تفيد الغاية مثل:قصد – لأجل- بغية – بهدف.........................
-الربط الموصولي:يتم بواسطة اسم موصول يربط بين جملة رئيسية وأخرى موصولية مثل :الذي – التي – من- ما ........
استنتاج: : الربط التركيبي يتم بين الجمل بواسطة العطف والزمن والشرط والسبب والغاية والوصل .
الربط السياقي / الخطابي :
قد تقوم الروابط اللغوية بعملية ضم الجمل إلى بعضها البعض وكذلك بعملية الربط بين الفقرات ومن ابرز أنواع هذا الربط الأخير :
-الربط التماثلي مثل : بموازاة ذلك – بشكل مماثل – وينسحب هذا على .......
-الربط التعارضي نحو : خلافا لذلك – غير أن – في المقابل ......
-الربط الإضافي مثل : إلى جوار- فضلا عن ذلك- علاوة على ذلك ......
-الربط الموضوعاتي نحو: في هذا السياق – في هذا الإطار- في هذا الصدد – في هذا الشأن .....
-الربط الاستنتاجي مثل : بناء على ذلك – تأسيسا على هذا – ارتباطا بما سبق – ونتيجة لهذا – ويترتب عن ذلك......
الاستنتاج : الربط السياقي يتم بين فقرات النص بواسطة روابط لغوية متنوعة الدلالة تبرز علاقة الفقرة اللاحقة بالسابقة .
تركيب : الربط آلية دلالية وتركيبية ومنطقية وسياقية تضمن اتساق النص وانسجامه بواسطة روابط متنوعة تقوم بمهمة الربط بين الجمل أو الفقرات ...
الخاتمة
مرحلة اكتشاف الاتساق و الانسجام مرحلة أساسية تساعد التلميذ على تطوير قدراته الفكرية و تساهم في ترويض فكره على الملاحظة و القدرة على تحديد الروابط و تأويلها
من أدوات الاتّساق والانسجام حروف العطف مثل الواو والفاء، وحروف الجرّ مثل الباء، في: من وإلى،والتّكرار اللّفظيّ ...
أدوات الربط التي تحقّق الاتساق النّصّي: من الأدوات نجد: لكن، إذن، أمام، قبل... دورها هو تحيق الترابط والاتساق
حروف الرّبط ووظيفتها في بناء النّصّ : هي كثيرة منها حروف العطف (الواو، ثمّ )وحروف الجرّ ( من – على – في – حتّى - عن ) إضافة إلى حروف أخرى مثل: ( قد– إنّما) وتسهم في اتّساق النّصّ وانسجامه
التكرار : دور التّكرار في النّص : هو تأكيد الحقائق وتقريرها .