منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    الأسلوبية وتحليل الخطاب كتاب في النقد

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    الأسلوبية وتحليل الخطاب كتاب في النقد Empty الأسلوبية وتحليل الخطاب كتاب في النقد

    مُساهمة   الأربعاء ديسمبر 30, 2009 5:52 am

    لبيات > الأقسام الإدارية > قسم المواضيع المكررة > الأسلوبية وتحليل الخطاب كتاب في النقد
    المساعد الشخصي الرقمي

    مشاهدة النسخة كاملة : الأسلوبية وتحليل الخطاب كتاب في النقد
    sufana
    11-17-2007, 05:37 PM
    هذا البحث تقدمت به في الجامعة.
    وهو عبارة عن تلخيص لكتاب الأسلوبية وتحليل الخطاب
    للكتاب منذر عياشي

    مخطط البحث
    منذر عياشي في سطور

    مقدمة

    الأسلوب والأسلوبية

    الأسلوب والحدث الأسلوبي
    1ـ الأسلوب
    2ـ الحدث الأسلوبي

    الأسلوبية اتجاهاتها وحدودها
    أولاً : أسلوبية التعبير
    ثانياً : أسلوبية الفرد

    الإيصال والوظائف

    الأسلوبية بين اللغة والإيصال

    في نظرية النص

    السمات العامة

    ما يمكننا في آخر المطاف القول

    المصدر
    منذر عياشي في سطور *

    ولد في حلب 24/6/1945.
    1-دكتوراه في الأسلوب -فرنسا- إكس آن بروفانس 1979.
    قسم اللسانيات- "الأسلوبية المقارنة" .
    2-دكتوراه-دار العلوم - جامعة القاهرة- مصر 1983.
    علم اللغة (النظرية التوليدية ونحو الجملة العربية).
    عضو جمعية النقد الأدبي
    بعض مؤلفاته المترجمة
    1- الأسلوب والأسلوبية - بيير جيرو- ترجمة- مركز الإنماء الحضاري – حلب .
    2- مفهوم الأدب- تزيفتان تودورف- - ترجمة النادي الأدبي - جدة
    3- نقد وحقيقة . رولان بارت- (ترجمة)مركز الإنماء الحضاري-حلب .
    4- أطياف ماركس- جاك ديريدا- (ترجمة) مركز الإنماء الحضاري . حلب
    5- القرآن وعلم القراءة . جاك بيدك- (ترجمة) مركز الإنماء الحضاري-حلب .
    التأليف:
    1- قضايا لسانية وحضارية - دار طلاس - دمشق 1990.
    2- مقالات في الأسلوبية -اتحاد الكتاب العرب- دمشق 1990.
    3- اللسانيات والدّلالة - مركز الإنماء الحضاري- حلب .
    4- الكتابة الثانية وفاتحة المتعة- المركز الثقافي العربي بيروت .
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    * نقلاً عن موقع اتحاد كتاب العرب عنوان الصفحة http://www.awu-dam.org/dalil/14ain/dlil105.htm
    بســـم الله الرحـمـن الرحـيـــم

    مقدمة :
    يبدأ المؤلف كتابه في تناوله لموضوع الأسلوبية في ربطه ومدى علاقته في علم اللسانيات حيث ارتبط موضوع الأسلوبية باللسانيات ، وذلك أن اللسانيات تُعنَى أساسًا بالجملة ، والأسلوبية تُعنى بالإنتاج الكلي للكلام ، وأن اللسانيات تعنى بالتنظير إلى اللغة كشكل من أشكال الحدوث المفترضة ، وأن الأسلوبية تتجه إلى المحدث فعلاً .
    وأن اللسانيات تعنى باللغة من حيث هي مدرك مجرد تمثله قوانينها ، وأن الأسلوبية تعنى باللغة من حيث الأثر الذي تتركه في نفس المتلقي مباشرة ، هذا إلى جملة فروق أخرى .
    لكن اللسانيات ما لبثت أن تطورت تطورًا سريعا ، وبذلك التحمت الدراسات الأسلوبية عن طرقها وصارت بها أداة مهمة من أدوات النقد وتحليل النصوص ، ودراسة الخطاب ، وتصنيفه .
    وتداخلت بما أمدتها به النظرية العامة للسانيات مع كل الأجناس الأدبية .
    وهكذا نرى أن الأسلوبية قد تطورت مع تطور اللسانيات بشكل سريع ، ونضجت واكتملت وصارت علمًا له خصوصياته ، ولكنها مع ذلك ، لم تقو على مغادرة دائرة اللسانيات ، فظلت فرعًا من فروعها .
    وهذا ما قرره فيها ثلاثة من كبار الأسلوبيين في عصرنا ، وهم "ميشيل أريفه" في قوله : ( إن الأسلوبية وصف للنص الأدبي حسب طرائق مستقاة من اللسانيات ) .
    و "دولاس" يقول : ( إن الأسلوبية تعرف بأنها منهج لساني ) .
    و "ريفاتير" يقول : ( الأسلوبية لسانيات تعنى بظاهرة حمل الذهن على فهم معبر وإدراك مخصوص )(1)
    ثم ينتقل المؤلف إلى دراسة القسم الأول من بحثه وهو بعنوان :
    ______________________________________________
    (1) انظر منذر عياشي ، الأسلوبية وتحليل الخطاب ، ص 9
    الأسلوب والأسلوبية

    حيث يعرض لنا معنى الأسلوبية بشكل عام والخاص ثم يتناول الأسلوب ، فالأسلوبية علم يدرس اللغة ضمن نظام الخطاب ، وهي أيضًا علم يدرس الخطاب موزعًا على مبد أ هوية الأجناس ، فموضوع هذا العلم متعدد المستويات ، مختلف المشارب والاهتمامات ، متنوع الأهداف والاتجاهات
    وما دامت اللغة ليست حكرًا على ميدان إيصالي دون آخر فإن موضوع علم الأسلوبية ليست حكرًا أيضًا على ميدان تعبيري دون آخر .
    ولكنه يبقى صحيحًا أن الأسلوبية علم يرقى بموضوعه ، أو هو يعلو عليه لكي يحيله إلى درس علمي. ولولا ذلك لما حازت الأسلوبية على هذه الصفة ولما تعددت مدارسها ومذاهبها .
    كما أن الأسلوبية هي صلة اللسانيات بالأدب ونقده ، وبها تنتقل من دراسة الجملة "لغة" إلى دراسة اللغة نصًا ، فخطابًا ، فأجناسًا . ولذا كانت الأسلوبية جسر اللسانيات إلى تاريخ الأدب ( كما عبر سبيتزر عن ذلك )(2) .

    ولقد عرف التراث العرب الظاهرة الأسلوبية فدرسها ضمن الدرس البلاغي ، ولو تأمل المتأمل لتأكَّدَ له أن الدرس البلاغي العربي إنما كان درسًا أسلوبيًا على وجه الإجمال ، وما كان ذلك ليكون إلا لأن الدرس اللغوي كان سابقًا على الدرس البلاغي في التراث العربي ، وهذه نقطة خلاف وتميُز مع ومن التراث اليوناني الذي كان الدرس البلاغي فيه سابقًا على الدرس اللغوي(3) .



    ______________________________________________
    (2) انظر منذر عياشي ، الأسلوبية وتحليل الخطاب ، ص 15
    (3) انظر المصدر نفسه ، ص 17
    ولقد انطلق العرب في درسهم اللغوي من النص _ تنظيرًا وممارسةً _ فجاءت علومهم في هذا الميدان تمثيلاً حضاريًا له ، فأسسوا بذلك حضارة معرفية يمكن أن نصطلح عليها باسم حضارة النص .

    وعلى العكس من ذلك نجد أن الدراسات اليونانية ووليدتها الغربية قد انطلقت في درسها البلاغي اللغوي من الشخص _ تنظيرًا وممارسةً_ فجاءت العلوم في هذا الميدان تمثيلاً حضاريًا له .
    وكانت نظرته للأسلوب أنه أثر من آثار الشخص ونتيجة من النتائج الدالة عليه ، فأسسوا بذلك بنيان حضارة معرفية يمكن أن نصطلح عليها باسم حضارة الشخص وكانت نتائج اختلاف هذين الموقفين عظيمة (4) .
    وتؤكد الموسوعة الفرنسية Encyclopoedia على أن كلمة أسلوب تحمل معنيين :
    الأول عام والثاني خاص فردي .
    أما العام فتدل على الوسائل والقواعد المعمول بها أو المخترعة ، وأما الخاص فتدل على أن امتلاكها فضيلة . وتقديم المعنى العام على الخاص يعطي التعريف صفة التعريف الجماعي ، أما إذا قدمنا المعنى الخاص على العام مما يمنح هذا التعريف بذلك صفة الفردية . ونتيجة لذلك فإن الأسلوب سمة مميزة ونظام في آن واحد . "شارل بالي"
    أما المؤسس الأول لهذا العلم فيعرِّف الأسلوبية من خلال زاويتين (5) :
    _ الزاوية الأولى : يضع فيها وقائع التعبير اللغوي
    _ الزاوية الثانية : يضع فيها أثر هذه الوقائع على الحساسية .
    فهو يقول : ( تدرس الأسلوبية وقائع التعبير اللغوي من ناحية مضامينها الوجدانية ، أي تدرس تعبير وقائع الحساسية المعبرة عنها لغويًا ، كما تدرس فعل الوقائع اللغوية على الحساسية .
    ______________________________________________
    (4) انظر منذر عياشي ، الأسلوبية وتحليل الخطاب ، ص 29
    (5) انظر المصدر نفسه ، ص 33
    فثمة أمران يشكلان موضوع الدرس الأسلوبي بالنسبة إلى "شارل بالي" :
    _ الأول فهو علاقة اللغة بالتفكير .
    _ أما الثاني فيضع بالي الأسلوبية خارج دائرة الدرس اللساني للنص الأدبي .
    إن "شارل بالي" في تحديده هذا يضيق واسعًا ، ويمنح الدراسات الأسلوبية دخول ميادين هي بها أولى.
    فهو لا يرى في الأسلوب حدثًا لغويًا يفصح عنه شكله الخاص ، كما لا يرى في الأسلوبية شكلها المضاعف أي أنها ( علم التعبير ونقد الأساليب الفردية ) .
    أما الأسلوب فيعرفه "شارل بالي" من خلال نظرته التي توحي أن ثمة خلافات بين الدارسين، لأنها تعود بنا إلى متناقضين ، فهي تدفعنا إلى الظن أن ميدان الدرس الأسلوبي غير محدد ، أو هو ميدان لا يقتضي تحديده إجماع الدارسين عليه ، هذا من جهة أولى ، وهي تحيلنا من جهة ثانية ، إلى تتبع الدارسين عبر مدارسه المختلفة ،حيث تكون الأسلوبية في منظور كل مدرسة علمًا يدرس اللغة في ميدان محدد ، ووفق أدوات نظرية منهجية محددة (6) .













    ______________________________________________
    (6) انظر منذر عياشي ، الأسلوبية وتحليل الخطاب ، ص 39
    الأسلوب والحدث الأسلوبي

    الأسلوب (7) :
    حدث لساني لأن اللغة أداة بيانه ، وحدث نفعي ؛ لأن الأثر غاية حدوثه، وحدث اجتماعي لأن وجود الآخر أمر ضروري . وعلى ذلك يستلزم نوعين من النشاط :
    _ الأول : يتعلق بالمرسل .
    _ الثاني : يتعلق بالمرسل إليه .
    أما النشاط نفسه فقد يكون عمليًا أي بمعنى أنه يقف عند حدود البحث في ظاهرة من الظواهر بشكل موضوعي . فنحن نستعمل في تواصلنا أنواعًا من الجمل قد تكون تعبيرية عفوية وقد تكون قصدية انطباعية ، أو قد تكون لا تحمل أحد هذين المعنيين . غير أ، التحليل الأسلوبي يرى فيها قيمة أسلوبية في ( لا تعبيريتها على وجه الدقة ) كما يرى "بيير جيرد" .
    إن هذه الأشكال نتاج لتعدد قيم الملفوظ اللغوي ، وإن وعينا بها هو وعي بالقيم التي تتمثلها المتغيرات الأسلوبية في كل أداء لغوي .
    وهكذا نجد أن الاعتبارات اللسانية لا تكفي _ بمفردها _ لتشكيل الظواهر الأسلوبية ، فلابدَّ من الاعتبارات الاجتماعية ، والنفسية ، والثقافية ، والآخذ بهذه جميعًا يؤدي بالضرورة إلى حدوث تغيرات أسلوبية عند المرسل الواحد ، كما يؤدي إلى تغيرات أسلوبية عنده في طريقة تعبيه عن الفكرة.
    الحدث الأسلوبي :
    كما أن الإنسان يتميز بين المخلوقات باللغة فكذلك اللغة تتميز بالأسلوب عن بقية الأدوات وتخلق شكلها الخاص . ولذا كان الفكر الإنساني رهن حاجته في تجليه ، كما إن اللغات رهن حاجتها إليه في دلالتها ، ولما اجتمع لدى الإنسان هذا الحدثان جعلا منه فصيحًا .
    ______________________________________________
    (7) انظر منذر عياشي ، الأسلوبية وتحليل الخطاب ، ص 55
    وقد يكون الأسلوب كلمة أو لونًا أو إشارة فالأسلوب شكل يقيمه نظامه .

    الأسلوبية اتجاهاتها وحدودها
    إن الأسلوبية لا ترى في الأسلوب تعبير عن جواهر ، وإنما هو تعبير عن متغيرات لا تنتهي ، وقد أدى انقسامها إلى ميلاد عدة نزعات في النظر إلى الأسلوب ، وأدى كذلك لميلاد اتجاهات فيها بحسب الدارسين وانفعالاتهم به . وتعود هذه النزعات إلى نوعين من أنواع الدرس نظرًا للتقاطعات القائمة بينهما :
    أولاً : أسلوبية التعبير (Cool ( وتتميز بما يلي ) :
    1_ أنها عبارة دراسة العلاقات مع التفكير ، أي التفكير عمومًا ، وهي تتناسب مع تعبير القدماء .
    2_ أن أسلوبية التعبير لا تخرج عن إطار اللغة أو عن الحدث اللساني المعتبر لنفسه .
    3_ إذا كانت أسلوبية التعبير تدرس الحدث اللساني المعتبر لنفسه فإن أسلوبية الفرد تدرس هذا التعبير نفسه إزاء المتكلمين .
    4_ تذهب أسلوبية الفرد لتحديد الأسباب وبهذا تعد تكوينية وهي من أجل هذا تنتسب إلى النقد الأدبي .
    _ وقد أراد "ليو سبيتزر" مؤسس الأسلوبية المثالية أن تكون الأسلوبية جسرًا بين اللسانيات وتاريخ الأدب ، فاتجه النظر عنده ، نتيجة لذلك إلى زاويتين :
    الأولى :ويدرس التعبير من خلال علاقته مع الفرد من جهة ، ومع المجتمع من جهة أخرى.
    الثانية :ويدرس التعبير فيها بحثًا عن أسبابه وتشترك الأسلوبية التكوينية معها في هذا الأمر.
    ويذهب بعضهم إلى أن العبارة تحتوي على الأسلوب كقول الأعشى :
    وقد غدوت إلى الحانوت يتبعني شاو مشل شلول شلشل شول
    فترتيب الحروف على هذه الصورة لم يأت مصادفة أ فالصنعة بادية ظاهرة شعوريًا أو لا شعوريًا .
    ______________________________________________
    (Cool انظر منذر عياشي ، الأسلوبية وتحليل الخطاب ، ص 65
    ثانياً : أسلوبية الفرد :
    يحتاج الكلام في الأسلوب إلى طرح عدد من الأسئلة لرصد الظاهرة الأسلوبية ، كما تحتاج الظاهرة الأسلوبية لطرح عدد من الفرضيات للولوج فيها والوقوف عليها ، ويقصد بها هنا "الإنسان والأسلوب"
    فغاية الخطاب إيصال فكرة وقد تتوافق هذه مع أفكار فئة اجتماعية معينة يمكن أن نفترض أن لها أداءً وأسلوبًا معينًا . فنلاحظ أن الأسلوب إنما هو يتبع الإنسان سواء كان فئة أم فردًا ، وأن الأسلوب ليس سوى أداة الإنسان في دلالة الإنسان على نفسه اجتماعيًا أو ذاتيًا وذلك عبر مستويات الأداء الأسلوبي . أو عبر الشحنات الوجدانية والعاطفية التي يحملها الأسلوب .
    وهذا يدل أن الإنسان محكوم بقضاء المكونات الاجتماعية ، وبقضاء المكونات لأنه اجتماعي ، وكذلك اللغة محكومة بقضاء المكونات اللغوية وقضاء الوجود الإنساني...

    الإيصال والوظائف
    إن كل من "باختين" و "شارل بالي" قد نظرا إلى الكلام من خلال الوظائف التقليدية ( الانفعالية _ الإفهامية _ المرجعية ) ، وإن لم يتكلما عن هذه الوظائف مباشرة.
    وقد رأى "جاكسبون" أن كل وظيفة تتناسب إما مع الشخص المرسل أو المرسل إليه أو الشخص الثالث (9) .








    ______________________________________________
    (9) انظر منذر عياشي ، الأسلوبية وتحليل الخطاب ، ص 79
    الأسلوبية بين اللغة والإيصال(10)

    إن اللغة نظام مجرد أو افتراضي لمجموعة من الإشارات وهذه الإشارات تخضع لقواعد معينة ( صوتية ونحوية ودلالية ) ، ولكن المتكلم حين يتكلم لغته الأم ، لا يعني أنه يستخدم النظام اللغوي صوتًا ، ونحوًا ، ودلالةً , أو هو يستخدمه دون شعور منه ، والسبب أنه يكتسب اللغة اكتساباً، وعرفته بنظامها القاعدي ذات طبيعة ضمنية وهذا ما يسميه "تشومسكي" : الكفاية والتمكن .
    أما الإيصال فهو عبارة عن جملة من الأفكار أو المعلمات المنقولة ، اصطُلح على تسميتها الرسالة ، والتي يتم نقلها إلى سامع أو قارئ أو مخاطب عبر قناة تسمى الإيصال ، وقد تتكون هذه القناة من أدوات مختلفة . و الإيصال لا يقوم على مستوى دلالي إلا عندما يتصف كل من الباحث والمتلقي بالشيفرة نفسها في بناء الرسالة وتفكيكها .
    ويعد الإيصال وظيفة لغوية عندما يتفق كل من الباحث والمتلقي على اتخاذ اللغة أداة للإيصال ، فيتخذ الإيصال من اللغة أداة له ، وبدورها فإن اللغة تتخذ من الإيصال هدفًا لها . فيكون الكلام بذلك هو جوهر العملية الإيصالية .

    في نظرية النص(11)

    النص شكل من أشكال الإنجاز اللغوي ، يقيمه نظامه الخاص ، وهو لأنه كذلك يستغني بلغته عن غيره ، أي عن المرسل والمرسل إليه . ولعله من أجل هذا قد نظر إليه المنظرون خلقًا مستقلاً قائمًا بذاته :


    ______________________________________________
    (10) انظر منذر عياشي ، الأسلوبية وتحليل الخطاب ، ص 87
    (11) انظر نفس المصدر ، ص 121
    _ انقسم كبار المنظرين في تعريف النص ثلاثة أقسام :
    فقسم يذهب لتعريفه مباشرة من خلال مكوناته ويمثله "تودوروف" . وقسم يذهب بتعريفه مذهبًا يربطه بفعل الكتابة ، ويمثله "بول ريكور" وقسم يذهب إلى تعريفه من خلال ارتباطه مع الإنتاج الأدبي ويمثله "رولان بارت".
    لكن هذه الدراسات وأشكالها قادتنا إلى عالم ما بعد الأسلوبية حيث تصبح قراءة النص فعالية نشاط النص ووجوده .
    وعلى هذه المذاهب التي اتجه إليها كبار المنظرين يمكننا القول أن الأسلوبية مضطرة أن تدخل مرحلة ثالثة من تطورها ، وهي مرحلة النص الكامل ، أو القول التام ، وذلك بعد أن كانت في مرحلتها الأولى تقيمية ، ووصفية جدولية في مرحلتها الثانية ، أي تقوم أساسًا على الجملة ، وتعمل إلى إدخالها في جدول إحصائي إلى جانب جمل أخرى ،تدرس فيها الإنزياحات والتكرارات ، وتوزيع الكلمات الخ ...
    إننا نستطيع أن نسمي هذه المرحلة مرحلة ما بعد الأسلوبية ، فلقد صار النص كاملاً هو موضوع البحث . ومن أجله قامت لسانيات النص ، فأحرزت بهذا تقدمًا على نفسها بعد أن كانت حدود الدرس مقصورة على لسانيات الجملة . والأسلوبية مضطرة أن تماشي خطا هذا التطور ، وأن تكون أسلوبية للخطاب ، وأن تتعدد الأجناس الأدبية نفسها ، وهذا يعني أنها لا تستطيع أن تبقى ذوقية أو وصفية .كما يعني أنه لم يعد بإمكانها أن تقف عند حدود الجملة . فلقد صارت حتمًا مقضيًا أن تكون أسلوبية للرواية والقصة والشعر (12)...






    ______________________________________________
    (12) انظر منذر عياشي ، الأسلوبية وتحليل الخطاب ، ص 141
    السمات العامة :

    يعد هذا الكتاب من أهم الكتب التي عالجت الأسلوب ، وكيفية توصيل ما يجول في فكر الكاتب إلى المتلقي ، بحيث يفهم الأخير ما يريده الكاتب ، فعلى الكاتب أن يعرف مع من يتكلم ، وما هو مستواه الثقافي ، والاجتماعي ، والفكري ، وحتى إلى حد ما مستواه المالي . حيث عندما يخاطب الكاتب شخص ذو سلطة تختلف ألفاظه ، وكلماته، ومفرداته ، بشكل مغاير تمامًا إذا كان يخاطب أحد من أفراد الشعب ، وكذلك عندما يخاطب العامل ، يختلف عن المدير ، أو صاحب الشركة ، وينطبق ذلك على كل مستويات المجتمع . مثل الأديب ، رجل الدين ، أصحاب النفوذ ...
    فقد عرض الكاتب أفكاره ، من خلال عرض الفصول ، ولم يكن يعلق أو يشرح الأقوال التي استشهد بها ، كأقوال الغربيين أمثال "باختين" و "شارل بالي" "ميشيل أريفه" "دولاس" "بيير جيرد" .
    وأيضًا قد أجرى مقارنة ولكنها خجولة ؛ بعض الشيء ، التراث اليوناني ، والتراث الغربي . وبيّن أن الأسلوب يظهر عند العرب من خلال المعنى أي البلاغة .

    وقد نهج الكاتب في عرض أفكاره ، من خلال النهج الوصفي ، حيث كان يسرد أفكاره من خلال عرض تقريري ، و أيضًا قد سرد بعض الأفكار التاريخية ، فمال إلى النهج التاريخي ، وكانت دراسته هي دراسة لنص اللغوي العربي ، ولكنه كان يستند إلى الآراء الغربية والعلماء الغربيين .
    ويبدو أنه تأثر بالغرب بسبب دارسته في فرنسا ، وأن معظم دراساته ترجمةً أو تأليفًا كانت قائمة على الآراء الغربية ، وأعتقد أن هذا الدراسات لا تخدم الأدب العربي بشكل خاص ، لأن الأدب كُلٌ متكامل حيث أن اللغة هي التي تتحكم بالخطاب ، والأسلوب ، والمفردات ، والتعبير ، وحتى نفسية المرسل ، والمرسل إليه ، يختلف حسب البيئة الغربية عن العربية.
    ما يمكننا القول في آخر المطاف :

    إن الأسلوبية رؤية والرؤيا فكر ، ولذا كان طبيعيًا أن تنقسم على نفسها ، فالأشكال أي الأساليب ، أداء للفكر وتعبير عنه ، وهي تتعدد . ومادام الأمر هكذا فقد كان طبيعيًا أيضًا أن تتسع ميادينها كما كان الأمر طبيعيًا أن تتعدد طرائقها بتعدد الرؤى والأفكار المتضمنة فيها .
    ولذا ما كان لتضييق أفق الأسلوبية وتقييده ، كما ذهب "باختين" ، أن يمنع النص حريته ، فيعلوا على الرقابة الاجتماعية ، بل يعمل على خرقها أيضًا وكذلك فإن جعل الأسلوب أسير حدوده الدنيا ضمن أسلوبية التعبير أو الأثر الوجداني ، من خلال ما يدل عليه نظام اللغة المكتملة واليومية فقط ، كما ذهب بذلك "بالي" ، لن يمنع لغة الأدب أن تدخل ميدان الدرس الأسلوبي فيغتني بها ويعدد نفسه بتعددها (13) .














    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (13) انظر منذر عياشي ، الأسلوبية وتحليل الخطاب ، ص 150
    المصادر :

    عياشي ، منذر
    الأسلوبية وتحليل الخطاب ، مركز الإنماء الحضاري ، حلب ، الطبعة 2002

    موقع : اتحاد كتاب العرب
    http://www.awu-dam.org/

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 3:38 am