الباحث: أ / عادل صالح حسن نعمان القباطي
الدرجة العلمية: ماجستير
تاريخ الإقرار: 2004
نوع الدراسة: رسالة جامعية
الملخص :
تميم بن أبي بن مقبل العجلاني واحد من الشعراء المخضرمين بين الجاهلية والإسلام من بني العجلان بن عبدالله بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، ولا تعرف سنة ولادته ولا وفاته، وهو أحد المعمرين عاش 120 سنة نصفها في الجاهلية. تزوج امرأة أبيه في الجاهلية، فلما أسلم فُرق بينهما، وكان يحبها، ولم يزل يذكرها ويحن إليها حتى وفاته.
جعله ابن سلام في الطبقة الخامسة من فحول الشعراء الجاهليين، وأشار ابن النديم إلى أن القدماء وجهوا اهتمامهم إلى جمع شعره وشرحه، وذكر كثيراً منهم غير أن هذه الشروح لم تصل إلينا، وقد أشاد كثير من النقاد والشعراء القدماء بشعره من ذلك:
ـ شهادة الأخطل أمام عبد الملك بن مروان بتقديمه شعر ابن مقبل على من سواه.
ـ قال اليعقوبي عنه: ((من شعراء الجاهلية الفحول المتقدمين الذين أدركوا الإسلام))، وقال النهشلي عنه: ((من الشعراء الحذاق المجودين))، وعندما سأل مسلمةُ بن عبد الملك خالدَ بن صفوان أن يصف له الشعراء العشرة ذكر من بينهم تميم بن مقبل إلى جانب امرىء القيس والنابغة...الخ.
غير أن المتتبع لحياة هذا الشاعر يلاحظ قلة المصادر التي تناولته، وقلة ما ذكر عنه، ويلاحظ أيضاً إكثاره من الغريب، وأسماء الأماكن، فأغلب ألفاظ ديوانه بحاجة إلى العودة للقواميس اللغوية؛ لمعرفة معانيها، ويرجع ذلك إلى حياته البدوية وتمثله لها في شعره.
وأيضاً قلة الدراسات التي تناولت هذا الشاعر مثل دراسة الباحث /عبد الرحمن الفيفي (شعر ابن مقبل _ قلق الخضرمة بين الجاهلي والإسلامي _ دراسة تحليلية نقدية) وهي دراسة لم تتبع منهجاً معيناً وغلب عليها التركيز على الجوانب الاجتماعية والتاريخية، ولم تهتم باللغة الشعرية إلا في القليل.
وتحاول هذه الدراسة قراءة شعر تميم بن أُبيّ بن مقبل معتمدة المنهج الأسلوبي، وقد يستعين الباحث ببعض المناهج النقدية التي تناولت الشعر الجاهلي إذا اقتضت الحاجة.
والدراسة الأسلوبية أفادت من معطيات الدرس اللغوي وربطته بالنص الأدبي ، الذي هو نص لغوي في المقام الأول، عرضت له انزياحات معينة شكلت قيمته الجمالية، ومهمة الدارس الأسلوبي الكشف عن هذه القيم بالاعتماد على الظواهر اللغوية والبلاغية في النص.
وعمدت في دراستي على الأسلوب منتحياً إلى جانب النص باعتباره بناء لغوياً تتعدد مستوياته وتتداخل فيما بينها، لتعكس رؤية الشاعر لذاته أولاً وللواقع من حوله ثانياً، وإعادة تقييم هذه الرؤية من وجهة نظره هو لا الواقع الحقيقي، بما يساعده على مواجهة ما يعترض طريقه و يقف حائلاً دون تحقيق التوازن النفسي مع العالم من حوله.
ويعترض هذا النص انزياح عن النمط المألوف الذي ارتضاه علماء النحو والبلاغة إلى نمط آخر يحيل الخطاب العادي إلى خطاب فني أدبي، وبما يعرف بـ(الاختيار أو الانتقاء)، أي اختيار -الشاعر هنا- من صور الأداء اللغوي (مفردات اللغة وترتيبها...الخ) بما يناسب الموقف الذي يتخذه الشاعر ويوضح رؤيته للعالم من حوله.
ولا يعني الانطلاق من النص ((إغفال أمر المبدع والمتلقي في الإبداع الأدبي ولكن معناه ألاَّ نعلق إدراكنا لطبيعة الرسالة وفنية أسلوبها على المبدع أو المتلقي فقط، فإذا كانت الرسالة وليدة لمبدعها وخالقها فإن الأسلوب هو وليد هذه الرسالة الذي له الأحقية في أن يأخذ خاصاً، بل ودراسة مستقلة)).
إذ إن آليات تحليل النص وفق هذا المنهج تعمل على تفكيك البنى الداخلية للنص ودراسة علاقاتها الداخلية المتشابكة فيما بينها، ثم إعادة بناء هذا النص وفهمه للانطلاق إلى الخارج، إذ لا يمكن إغفال منظومة العلاقات فيما بين النص والخارج بما فيه الشاعر، فالنص الأدبي عادة ما يمثل رؤية الشاعر للعالم من حوله، ويعبر عن موقفه من الحياة والواقع المحيط به، ومهمة الدارس الأسلوبي كشف النقاب عن البنى التعبيرية والتصويرية التي تتشكل في نسيج من العلاقات المتشابكة، لإيضاح هذه الرؤيا دون فرض أفكار مسبَّقة على النص لمحاولة إثباتها.
واعتمدت في هذا التحليل الأسلوبي على المزاوجة بين أسلوبيات عدة:
أولها الأسلوبية الفردية القائمة على ربط علاقات التعبير اللغوي بالمبدع، وهذه الأسلوبية تبدأ باللغة وأساليبها المختلفة وتنتهي بنفسية الذات ورؤيتها للعالم من حولها.
وثانيها الأسلوبية التعبيرية الوصفية التي تركز على اللغة وتحاول إبراز الملامح الأسلوبية في اللغة (مفردات، تراكيب، أصوات ...)؛ للكشف عن المضمون الوجداني، وبجانب ذلك تحاول هذه الدراسة الكشف عن القيم الجمالية في النص .
وثالثها الأسلوبية الإحصائية التي تركز على دراسة الأسلوب إحصائياً؛ سعياً لتحقيق الموضوعية للدراسة.
وتتكون دراستي من مقدمة وبابين وخاتمة و قائمة المراجع:
يشتمل الباب الأول على ثلاثة فصول خصصتها للحديث عن تعالق الموضوع الشعري بالذات.
في الفصل الأول تحدثت عن الطبيعة الحية موضحاً صفات هذه الطبيعة وتعالقها بالذات، فبدأت بالحديث عن الحيوان: الناقة والخيل وحمار الوحش وبقرة الوحش والظباء والنعام والذئب والوعل والأسد والكلب، ثم الطيور مثل القطا والبوم والهدهد والديك...الخ.
وأنهيت هذا الفصل بالحديث عن المرأة والظعائن: مكوناتها الجسمية وصفاتها ووصف رحلة الظعائن.
وفي الفصل الثاني تناولت (الطبيعة الصامتة) وفيه تناولت الدهر والأطلال والقداح والماء و والجبال والرمال و الفلاة والمطر .
وخصصت الفصل الثالث للحديث عن طبيعة الذات، حيث تبين أن للذات تجاه الموضوع طبيعتين: إحداهما الاستعلاء، والأخرى التضاؤل، وأنهيت هذا الفصل بالحديث عن اغتراب الذات نتيجة عجزها عن مواجهة واقعها.
أما الباب الثاني فأوضحت فيه (مستويات الصياغة):
في الفصل الأول تناولت طرق تشكيل الخطاب الشعري موسيقياً في ديوان تميم ، فبدأت بالإيقاع الخارجي، بوصف البحور وأوزانها ثم القوافي وأنواعها وهي: المطلقة والمقيدة والمتدارك والمتراكب والمتواتر، وحروف الروي، وصفاتها ونصيب الأصوات العربية منها، وأوضحت طول مقاطع هذه البحور والقوافي وقصرها وعلاقة كل ذلك بالمعنى المقصود.
ثم تناولت الإيقاع الداخلي فأوضحت الجناس و الترديد و الترصيع و التصدير والتكرار.
ورصدت في الفصل الثاني (المستوى التركيبي) الظواهر التركيبية: التقديم والتأخير، الحذف، والاعتراض، والاستفهام، والأمر.
أما الفصل الثالث (مستوى الصورة) فبدأت بتفصيل الحديث عن التشبيه: أدواته وأنواعه الواردة في الديوان وهي: المجمل المرسل، والمفصل المرسل، والبليغ، والتمثيلي، ثم تحدثت عن الاستعارة المكنية والتصريحية، وأيهما أكثر شيوعاً المرشحة أم المجردة، واختتمت الاستعارة بالحديث عن تشخيص الاستعارة.
ثم انتقلت للحديث عن المجاز المرسل وعلاقاته الواردة، والمجاز العقلي والفرق بينه وبين المجاز اللغوي وعلاقاته الواردة في الديوان.
وأخيراً تحدثت عن الكناية، وأنواعها: كناية عن صفة وكناية عن موصوف.
واختتمت البحث بخاتمة اشتملت على المحاور الأساسية، وأبرز النتائج التي توصل إليها البحث. ثم قائمة المصادر و المراجع وفهرست عام للموضوعات.
وأما عن مصادر البحث ومراجعه فقد اعتمدت على ديوان الشاعر تحقيق / عزة حسن، وهو المصدر الأول للبحث، وتوزعت بقيتها بين: كتب البلاغة العربية كدلائل الإعجاز وأسرار البلاغة والمثل السائر...الخ، وكتب المحدثين خاصة ما يتعلق بالأسلوبية، بالإضافة إلى بعض الكتب التي أشارت إلى الشاعر كالفهرست والأعلام.
واعترافاً بالجميل وإقراراً بالفضل لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر إلى استاذَيَّ: الأستاذ الدكتور/ محمد أحمد النهاري، المشرف الرئيس على الرسالة، والذي لم يأل جهداً في إرشادي وتوجيهي طيلة فترة الدراسة، فكان - بحق - أخاً فاضلاً وأستاذاً موجهاً، شدَّ من أزري كلما وهنت عزيمتي.
والأستاذ الدكتور/ عبد الله حسين البار، المشرف المشارك على الرسالة؛ لدعمه وتشجيعه المستمرين طيلة فترة الدراسة.
ولا يفوتني أن أشكر جميع أعضاء قسم اللغة العربية بكلية الآداب، وكل من مديد العون لإنجاز هذا البحث.
وأخيراً أتمنى أن أكون قد وفقت في بحثي هذا، فإن أصبت فبتوفيق من الله تعالى، وإن قصرت فمن نفسي.
(رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ([8])).
([1]) طبقات فحول الشعراء، ابن سلام الجمحي، قرأه وشرحه/ محمود محمد شاكر، مطبعة المدني- القاهرة، د.ط، د.ت،1/143،150.
([2]) الفهرست ابن النديم، مكتبة خياط، بيروت لبنان، د. ط، 1964، 224.
([3]) العمدة، ابن رشيق القيرواني، تحقيق / محمد محي الدين عبد الحميد، دار الجيل، بيروت، لبنان، ط5 1981، 1 /97.
([4]) المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، جواد علي، دار العلم للملايين، بيروت - لبنان، مكتبة النهضة بغداد، ط1، 1970،1/312.
([5]) أسرار البلاغة، عبد القاهر الجرجاني، تصحيح وتعليق/ السيد محمد رشيد رضا، دار الكتب العلمية بيروت - لبنان، ط1، 1409ـ 1988، ص 148، 149.
([6]) الأعلام، الزركلي، بيروت - لبنان، ط3،1969- 1970، 2/166.
([7]) البلاغة والأسلوبية، محمد عبد المطلب، الشركة المصرية العالمية للنشر، لونجمان، ط1، 1994م، ص264.
[8]) ) سورة البقرة آية 286
الدرجة العلمية: ماجستير
تاريخ الإقرار: 2004
نوع الدراسة: رسالة جامعية
الملخص :
تميم بن أبي بن مقبل العجلاني واحد من الشعراء المخضرمين بين الجاهلية والإسلام من بني العجلان بن عبدالله بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، ولا تعرف سنة ولادته ولا وفاته، وهو أحد المعمرين عاش 120 سنة نصفها في الجاهلية. تزوج امرأة أبيه في الجاهلية، فلما أسلم فُرق بينهما، وكان يحبها، ولم يزل يذكرها ويحن إليها حتى وفاته.
جعله ابن سلام في الطبقة الخامسة من فحول الشعراء الجاهليين، وأشار ابن النديم إلى أن القدماء وجهوا اهتمامهم إلى جمع شعره وشرحه، وذكر كثيراً منهم غير أن هذه الشروح لم تصل إلينا، وقد أشاد كثير من النقاد والشعراء القدماء بشعره من ذلك:
ـ شهادة الأخطل أمام عبد الملك بن مروان بتقديمه شعر ابن مقبل على من سواه.
ـ قال اليعقوبي عنه: ((من شعراء الجاهلية الفحول المتقدمين الذين أدركوا الإسلام))، وقال النهشلي عنه: ((من الشعراء الحذاق المجودين))، وعندما سأل مسلمةُ بن عبد الملك خالدَ بن صفوان أن يصف له الشعراء العشرة ذكر من بينهم تميم بن مقبل إلى جانب امرىء القيس والنابغة...الخ.
غير أن المتتبع لحياة هذا الشاعر يلاحظ قلة المصادر التي تناولته، وقلة ما ذكر عنه، ويلاحظ أيضاً إكثاره من الغريب، وأسماء الأماكن، فأغلب ألفاظ ديوانه بحاجة إلى العودة للقواميس اللغوية؛ لمعرفة معانيها، ويرجع ذلك إلى حياته البدوية وتمثله لها في شعره.
وأيضاً قلة الدراسات التي تناولت هذا الشاعر مثل دراسة الباحث /عبد الرحمن الفيفي (شعر ابن مقبل _ قلق الخضرمة بين الجاهلي والإسلامي _ دراسة تحليلية نقدية) وهي دراسة لم تتبع منهجاً معيناً وغلب عليها التركيز على الجوانب الاجتماعية والتاريخية، ولم تهتم باللغة الشعرية إلا في القليل.
وتحاول هذه الدراسة قراءة شعر تميم بن أُبيّ بن مقبل معتمدة المنهج الأسلوبي، وقد يستعين الباحث ببعض المناهج النقدية التي تناولت الشعر الجاهلي إذا اقتضت الحاجة.
والدراسة الأسلوبية أفادت من معطيات الدرس اللغوي وربطته بالنص الأدبي ، الذي هو نص لغوي في المقام الأول، عرضت له انزياحات معينة شكلت قيمته الجمالية، ومهمة الدارس الأسلوبي الكشف عن هذه القيم بالاعتماد على الظواهر اللغوية والبلاغية في النص.
وعمدت في دراستي على الأسلوب منتحياً إلى جانب النص باعتباره بناء لغوياً تتعدد مستوياته وتتداخل فيما بينها، لتعكس رؤية الشاعر لذاته أولاً وللواقع من حوله ثانياً، وإعادة تقييم هذه الرؤية من وجهة نظره هو لا الواقع الحقيقي، بما يساعده على مواجهة ما يعترض طريقه و يقف حائلاً دون تحقيق التوازن النفسي مع العالم من حوله.
ويعترض هذا النص انزياح عن النمط المألوف الذي ارتضاه علماء النحو والبلاغة إلى نمط آخر يحيل الخطاب العادي إلى خطاب فني أدبي، وبما يعرف بـ(الاختيار أو الانتقاء)، أي اختيار -الشاعر هنا- من صور الأداء اللغوي (مفردات اللغة وترتيبها...الخ) بما يناسب الموقف الذي يتخذه الشاعر ويوضح رؤيته للعالم من حوله.
ولا يعني الانطلاق من النص ((إغفال أمر المبدع والمتلقي في الإبداع الأدبي ولكن معناه ألاَّ نعلق إدراكنا لطبيعة الرسالة وفنية أسلوبها على المبدع أو المتلقي فقط، فإذا كانت الرسالة وليدة لمبدعها وخالقها فإن الأسلوب هو وليد هذه الرسالة الذي له الأحقية في أن يأخذ خاصاً، بل ودراسة مستقلة)).
إذ إن آليات تحليل النص وفق هذا المنهج تعمل على تفكيك البنى الداخلية للنص ودراسة علاقاتها الداخلية المتشابكة فيما بينها، ثم إعادة بناء هذا النص وفهمه للانطلاق إلى الخارج، إذ لا يمكن إغفال منظومة العلاقات فيما بين النص والخارج بما فيه الشاعر، فالنص الأدبي عادة ما يمثل رؤية الشاعر للعالم من حوله، ويعبر عن موقفه من الحياة والواقع المحيط به، ومهمة الدارس الأسلوبي كشف النقاب عن البنى التعبيرية والتصويرية التي تتشكل في نسيج من العلاقات المتشابكة، لإيضاح هذه الرؤيا دون فرض أفكار مسبَّقة على النص لمحاولة إثباتها.
واعتمدت في هذا التحليل الأسلوبي على المزاوجة بين أسلوبيات عدة:
أولها الأسلوبية الفردية القائمة على ربط علاقات التعبير اللغوي بالمبدع، وهذه الأسلوبية تبدأ باللغة وأساليبها المختلفة وتنتهي بنفسية الذات ورؤيتها للعالم من حولها.
وثانيها الأسلوبية التعبيرية الوصفية التي تركز على اللغة وتحاول إبراز الملامح الأسلوبية في اللغة (مفردات، تراكيب، أصوات ...)؛ للكشف عن المضمون الوجداني، وبجانب ذلك تحاول هذه الدراسة الكشف عن القيم الجمالية في النص .
وثالثها الأسلوبية الإحصائية التي تركز على دراسة الأسلوب إحصائياً؛ سعياً لتحقيق الموضوعية للدراسة.
وتتكون دراستي من مقدمة وبابين وخاتمة و قائمة المراجع:
يشتمل الباب الأول على ثلاثة فصول خصصتها للحديث عن تعالق الموضوع الشعري بالذات.
في الفصل الأول تحدثت عن الطبيعة الحية موضحاً صفات هذه الطبيعة وتعالقها بالذات، فبدأت بالحديث عن الحيوان: الناقة والخيل وحمار الوحش وبقرة الوحش والظباء والنعام والذئب والوعل والأسد والكلب، ثم الطيور مثل القطا والبوم والهدهد والديك...الخ.
وأنهيت هذا الفصل بالحديث عن المرأة والظعائن: مكوناتها الجسمية وصفاتها ووصف رحلة الظعائن.
وفي الفصل الثاني تناولت (الطبيعة الصامتة) وفيه تناولت الدهر والأطلال والقداح والماء و والجبال والرمال و الفلاة والمطر .
وخصصت الفصل الثالث للحديث عن طبيعة الذات، حيث تبين أن للذات تجاه الموضوع طبيعتين: إحداهما الاستعلاء، والأخرى التضاؤل، وأنهيت هذا الفصل بالحديث عن اغتراب الذات نتيجة عجزها عن مواجهة واقعها.
أما الباب الثاني فأوضحت فيه (مستويات الصياغة):
في الفصل الأول تناولت طرق تشكيل الخطاب الشعري موسيقياً في ديوان تميم ، فبدأت بالإيقاع الخارجي، بوصف البحور وأوزانها ثم القوافي وأنواعها وهي: المطلقة والمقيدة والمتدارك والمتراكب والمتواتر، وحروف الروي، وصفاتها ونصيب الأصوات العربية منها، وأوضحت طول مقاطع هذه البحور والقوافي وقصرها وعلاقة كل ذلك بالمعنى المقصود.
ثم تناولت الإيقاع الداخلي فأوضحت الجناس و الترديد و الترصيع و التصدير والتكرار.
ورصدت في الفصل الثاني (المستوى التركيبي) الظواهر التركيبية: التقديم والتأخير، الحذف، والاعتراض، والاستفهام، والأمر.
أما الفصل الثالث (مستوى الصورة) فبدأت بتفصيل الحديث عن التشبيه: أدواته وأنواعه الواردة في الديوان وهي: المجمل المرسل، والمفصل المرسل، والبليغ، والتمثيلي، ثم تحدثت عن الاستعارة المكنية والتصريحية، وأيهما أكثر شيوعاً المرشحة أم المجردة، واختتمت الاستعارة بالحديث عن تشخيص الاستعارة.
ثم انتقلت للحديث عن المجاز المرسل وعلاقاته الواردة، والمجاز العقلي والفرق بينه وبين المجاز اللغوي وعلاقاته الواردة في الديوان.
وأخيراً تحدثت عن الكناية، وأنواعها: كناية عن صفة وكناية عن موصوف.
واختتمت البحث بخاتمة اشتملت على المحاور الأساسية، وأبرز النتائج التي توصل إليها البحث. ثم قائمة المصادر و المراجع وفهرست عام للموضوعات.
وأما عن مصادر البحث ومراجعه فقد اعتمدت على ديوان الشاعر تحقيق / عزة حسن، وهو المصدر الأول للبحث، وتوزعت بقيتها بين: كتب البلاغة العربية كدلائل الإعجاز وأسرار البلاغة والمثل السائر...الخ، وكتب المحدثين خاصة ما يتعلق بالأسلوبية، بالإضافة إلى بعض الكتب التي أشارت إلى الشاعر كالفهرست والأعلام.
واعترافاً بالجميل وإقراراً بالفضل لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر إلى استاذَيَّ: الأستاذ الدكتور/ محمد أحمد النهاري، المشرف الرئيس على الرسالة، والذي لم يأل جهداً في إرشادي وتوجيهي طيلة فترة الدراسة، فكان - بحق - أخاً فاضلاً وأستاذاً موجهاً، شدَّ من أزري كلما وهنت عزيمتي.
والأستاذ الدكتور/ عبد الله حسين البار، المشرف المشارك على الرسالة؛ لدعمه وتشجيعه المستمرين طيلة فترة الدراسة.
ولا يفوتني أن أشكر جميع أعضاء قسم اللغة العربية بكلية الآداب، وكل من مديد العون لإنجاز هذا البحث.
وأخيراً أتمنى أن أكون قد وفقت في بحثي هذا، فإن أصبت فبتوفيق من الله تعالى، وإن قصرت فمن نفسي.
(رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ([8])).
([1]) طبقات فحول الشعراء، ابن سلام الجمحي، قرأه وشرحه/ محمود محمد شاكر، مطبعة المدني- القاهرة، د.ط، د.ت،1/143،150.
([2]) الفهرست ابن النديم، مكتبة خياط، بيروت لبنان، د. ط، 1964، 224.
([3]) العمدة، ابن رشيق القيرواني، تحقيق / محمد محي الدين عبد الحميد، دار الجيل، بيروت، لبنان، ط5 1981، 1 /97.
([4]) المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، جواد علي، دار العلم للملايين، بيروت - لبنان، مكتبة النهضة بغداد، ط1، 1970،1/312.
([5]) أسرار البلاغة، عبد القاهر الجرجاني، تصحيح وتعليق/ السيد محمد رشيد رضا، دار الكتب العلمية بيروت - لبنان، ط1، 1409ـ 1988، ص 148، 149.
([6]) الأعلام، الزركلي، بيروت - لبنان، ط3،1969- 1970، 2/166.
([7]) البلاغة والأسلوبية، محمد عبد المطلب، الشركة المصرية العالمية للنشر، لونجمان، ط1، 1994م، ص264.
[8]) ) سورة البقرة آية 286