ميخائيل باختين في كتابه (فلسفة اللغة) وكان يعني به دراسةَ التفاعل بين
نصوص معيّنَة - أو التّعالُق بين نصوص معيّنَة - سواء أكان التناصُّ شبهاً
بين النّصوص أم كانَ إحالَة نصّ على نصّ سابق...
واتّضح المفهومُ فيما بعدُ على يدٍ باحثين لسانيين آخَرين، من أبرزهم الباحثة اللسانية جوليا كرستيفا
[انظر: محمد بنيس ، الشعر العربي الحديث بنياته وإبدالاتها ، ج 3 : الشعر المعاصر، درا توبقال ، المغرب،ط1، 1990]
[محمد مفتاح، تحليل الخطاب الشعري : استراتيجية التناص ، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء ، ط3، 1992]
وقد حدد د.محمد بنيس للتناص - وهو المفهوم النقدي الرّئيس - ستَّةَ أصناف :
1- الاستشهاد وهو نوع من التناص صريحٌ
2- السرقة وهو تناصّ خفيّ
3- النص الموازي : كلّ نصّ يُصاحبُ النصّ الأصلي كعنوان الكتاب أو مقدّمتِه أو تمهيده...
4- الوصف النصي : علاقة النص الواصف بالنص الموصوف
5- النصية الواسعة : علاقة الاشتقاق أو التضمّن بين النص الأصلي والنص المشتقّ.
6- النصية الجامعة : العلاقة الخفية للنص بأجناسِه التي ينحدرُ منها
ويمكن أن يدخل في التناصّ الأدبُ المقارِن ؛ لأنَّه يدرس علاقة نصوص أدبية
بأخرى في عصور مختلفة، على سبيل التأثّر أو الاقتباس أو غير ذلك من أشكال
العلاقات بين الآداب المختلفة
أمّا التّشاكُل أو
المُشاكَلَة [Isotopie] فإنّه يعني تشابه وحدتيْن لسانيتين أو تماثُلُما
في الوظيفة (كلمتان مختلفتان معجميا وصرفيّا تؤدّيانِ وظيفةً نحويّة
متشابهة، مثلا...) كما أفادَه معجم جان دوبوا اللّساني J.Dubois
أمّا
التبايُن Dissimilation فيعني ميل وحدتيْن صوتيتينِ من أصلٍ واحد إلى
الاختلاف، أو الاختلاف في أداء كلمة أصليّة بين صيغتيْن مختلفتيْن
وقد اختلف الباحثون في الدّلالة على هذا المفهوم باستعمال مجموعة من
المصطلحات، منها التّشاكل والتماثُل والتّناظُر والتّجانُس والمشابَهَة
أمّا التّناصّ فهو علاقة التّفاعُل بين النصوص تأثّرا أو إحالَة أو أخذا
واقتباساً أو شرحا وتفسيرا أو تحقيقا أوتعليقا أو أيّ نوع من أنواع
التّداخُل التي تجعلُ النّصّ محمَّلاً بنصوص أخرى
وهناك فروق كبيرة
بين التناصّ والتّشاكُل، أمّا العلاقَة بينَهما فقد يكون التّشاكُل نوعا
من الشّبَه بين نصين أو أكثر في جهة من الجهاتِ
وهي علاقة لا تجعل التّشاكُلَ نظيرا للتناصّ
فلكلّ مصطلَح منهما مجالُه ودلالته
هذا أول موضوع لي ضمن المنتدى المميز
ودون إطالة نص السؤال:
وأنا أعرج على مفهوم التناص صادفت مفاهيم أخرى ذات صلة شعبت التعريفات بدلا من تحديدها وتبسيطعا من بينها التعاريف التالية:
التشاكل:
وظف المصطلح في علم الكيمياء إلى أن عاب عليه النقاد هذا الاستعمال الضيق فنقلوه من العلوم التجريبية إلى حقل العلوم اللسانياتية
من كتاب: مصطلحات النقد العربي السيماءوي الإشكالية والأصول والامتداد 2003/2004 ـــ د.مولاي على بوخاتم
إفرنسو راستيه حدد التشاكل بأنه "كل تكرار لوحدة لغوية مهما كانت"
من كتاب: تحليل الخطاب الشعري(استراتيجية التناص).
للدكتور محمد مفتاح
التباين:
يعدّ محمد رشاد الحمزاوي من النقاد القليلين الذين أشاروا إلى مسألة
(التباين) كمصطلح نقيض للتشاكل، محدداً المصطلح في اللفظ (la
Dissimilation) وهو عكس الإدغام أي نزعة صوتين متماثلين أو متقاربين إلى
التباعد والتباين. ويكثر ذلك خاصة في معالجة الكلمات الدخيلة في نطق
العامة للكلمات العربية الأصل
من كتاب: مصطلحات النقد العربي السيماءوي الإشكالية والأصول والامتداد 2003/2004 ـــ د.مولاي على بوخاتم
وتعريفات أخرى بدت أكثر ميلا للتعقيد منها إلى الوضوح والجلاء ولهاذا أطلب
منك سيدي الفاضل التكرم بتبسيط هذه المفاهيم لتكون بمتناول القارئ العادي.
التشاكل
اللاتشاكل أو التبتين
التناص وعلاقته بالتشاكل والتباين