abu-jehad
Post نموذج الخصائص التعريفية ( الذاكرة الدلالية )
أحبتي في الله لرغبتي في تقديم شيء مفيد ولتثقيف غير المختصين في هذا المنتدى أقدم لكم أحد نماذج تمثيل المعلومات في الذاكرة طويلة المدى( نموذج الخصائص التعريفية- الذاكرة الدلالية )
اقترح سميث و شوبين و ريبس(Rips, Shoben, Smith 1974 ) نموذجاً للعمليات الدّلالية، التي تتضح فيها المعلومات الدّلالية عن طريق المميزات الدّلالية ( أبو الهيجاء، د ت ).
وقد استمدّ هذا النموذج من التساؤل التالي: متى تكون هناك سمات محدّدة بالنسبة لمعظم المفاهيم المألوفة؟
يعتمد هذا النموذج الشبكي على فكرة مفادها أنّ الذاكرة الدّلالية تنتظم في سمات، وأن الكلمات ( المفاهيم ) مخزّنة بشكل منفصل، حيث يتمّ تمثيل كل واحدة منها بلائحة من السمات الدّلالية.
ومن هذا المنطلق فإن التحقق من الكلمة ليس هو البحث في الشبكة، بل المقارنة بين مجموعتين من السّمات على مجموعة واسعة من المعطيات التجريبية، على مجموعة من السّمات التي تختلف حسب درجة الانتماء إلى الفئة ( زغبوش، 2008 ).
ويلجأ الباحثون لاختيار هذه النظريات من خلال طريقة زمن الاستجابة ( زمن الرجع ) Reaction time حيث يطلب من المفحوصين الضغط على أزرار ( نعم ) أو ( لا ) استجابة لأسئلة تتعلق بالمعارف والمعلومات العامة.
مثل: هل السلوقي كلب؟
ويقاس زمن الاستجابة بالملي ثانية ( واحد بالألف من الثانية ) والمنطق الأساسي لهذا النمط من القياس يقول أن الزيادة في زمن الاستجابة يدلّ على زيادة المعالجة العقلية لمحتوى الذاكرة من الكلمات والمفاهيم أو المعالجة الأعمق للكلمات، لأن المعالجة العميقة تتطلّب زمناً أكثر ( الحمداني، 2007 ).
وقد قام سميث وزملاؤه بوضع التنبؤات التالية حول المهمة الثابتة لأية جملة:
1. يجب أن يتناقص وقت الاستجابة لأية فئة مستهدفة كلما ازدادت النموذجية أو القرب ( إذا كانت س وص متشابهتين جّداً أو غير متشابهتين قطعاً ) ( كلاتسكي، 1995 ).
2. صحة أو خطأ الاستجابة يجب أن تتناقص كلما تناقص التقارب بين س و ص، وبالتالي يزداد زمن الاستجابة.
3. في الحالات التي يزداد فيها المعيار الفئوي تزداد فيها المماثلة " التطابق " مما يوجب حصول تناقص في وقت الاستجابة الصحيحة ( أبو الهيجاء، د ت ). ففي حالة الانتقال من قيمة س " ثديي" إلى قيمة ص "حيوان" فإن هذا التغيّر لسعة الفئة يؤدّي على العكس إلى تقارب س و ص، وفي هذه الحالة يتقلّ زمن الاستجابة ( كلاتسكي ، 1995 ).
* وقد توصل سميث وزملاؤه إلى نتيجة مفادها: أن تأثير سعة الفئة غير واضح تماماً ( كما كان متوقعاً ) فهو يتغيّر بشكل كبير جداً، وعلى الأغلب يمكن ردّه إلى تغيرات تقارب س و ص المرافقة لتغيّر سعة الفئة.
•وقد افترض ماير ( Meyer,1970 ) أنّ كل مفهوم، وبالتالي كلّ كلمة في الذاكرة تخزّن على هيئة طاقم من السمات
List Of Subsets وقد اعتبر ماير أن التحقق الدلالي في الانتماء إلى فئة معيّنة يحصل وفق معالجة من مرحلتين:
المرحلة الأولى:
يتم في هذه المرحلة استرجاع المفهوم أو خصائصه، ثم تقارن مقارنة شاملة بمجموعة محتملة مستخلصة من التشابهات بين المجموعتين بهدف تقييم انتماء المجموعة إلى الفئة، وتفضي إلى قرار سريع.
1. إذا كان التطابق عالياً، مثل البلبل طائر ) يكون الجواب صحيحاً.
2. إذا كان التطابق ضعيفاً " أي يقل عن الحدّ الأدنى " مثل الحصان طائر ) يكون الجواب خاطئاً.
3. إذا كانت درجة التطابق متوسطة بين المفهومين" السمتين " مثل البطريق طائر ) فيتم الانتقال إلى:
المرحلة الثانية:
في هذه المرحلة تشتغل عمليات ثانية للمقارنة تستند فقط على السمات التعريفية المحدّدة، حيث يفصل الشخص الخواص التعريفية للفئة عن الخواص التمييزية للمجموعة محطّ الاختبار " التجربة ".
مثال ذلك: كلمة ( أبو الحنّ ) يمكن أن تكون ممثلة في الذاكرة الدّلالية بمجموعة من السمات ( ثنائي الأرجل )و( له جناحان ) و ( له صدر أحمر ) و ( يقف على الأشجار ) و ( غير مدجّن ) السمات الثلاث الأولى" سمات تعريفية محدّدة "
وهي أكثر أهمية لتحديد مفهوم ( أبو الحنّ )من السمتين الأخيرتين، والتي تعدّ " سمات تمييزية ".
* في هذا النموذج المعتمد على السمات تعطى أهمية أكبر للسمات المحدّدة أكثر من السمات التمييزية ( سميت تمييزية، لأنها تقتصر على بعض الطيور دون الأخرى ) ( كلاتسكي ، 1995 ).
كيفية انتقال العلامات من طائر ( أبي الحنّ ) إلى الفئة الواقعة فوقه ( الطيور ):
تعدّ فئة طيور ( أبو الحنّ ) تنتمي إلى الطيور، فكل السمات المحدّدة لفئة ( الطيور ) يجب أن تكون موجودة أيضاً في الطائر ( أبي الحنّ ) في حين يجب أن تكون عند( أبي الحنّ ) سماته إضافية.( كلما كانت الفئة أكثر تجريداً؛ كلما كانت علاماته المحدّدة أقل ) ( كلاتسكي ، 1995 ).
نموذج إيضاح مقارنة السمات كما أورده الحمداني ( 2007 ):
وتتنبأ نظرية ماير أن الإجابة على العبارة ( بعض ق هو ك ) تستغرق زمناً أقصر من ( كل ق هو ك ) لأن الإجابة على الثانية تتطلب مرحلتين، بينما تتطلّب الإجابة على الأولى مرحلة واحدة. كما تنبأ أن زمن الاستجابة سيزداد بزيادة سعة حجم الفئة ( ك ) لأن قائمة الفئات التي تحت ( ك ) ستكون أطول.
وقد عجز نموذج ماير ( كما عند كولنز وكويليان ) عن تفسير بعض النتائج. مثل: لماذا تستغرق الإجابة على جملة
( الكلب لبون ) أطول مما تستغرق الإجابة على جملة ( الكلب حيوان ).
* وقد طوّر ربس وزملاؤه ( Rips et al, 1974 ) نموذجاً لطواقم الذاكرة الدّلالية يفسّر مثل هذا الاشكال.
العنصر الجديد في هذا النموذج هو ماشك فيه ( كولنز وكويليان ) أي الافتراض القائل أن بنية الذاكرة الدلالية هي بنية منطقية. ففي إحدى الدّراسات طلب الباحث وزملاؤه من مجموعة من الأفراد أن يقدّروا مدى تقارب أزواج من الكلمات مع بعضها الآخر؛ لكي يستخرجوا قياساً للمسافة الدلالية. فقد طلبوا من المفحوصين أن يقدّروا المسافة بين أسماء عدد من الطيور مع صنف طائر، كما طلبوا منهم أن يقدّروا المسافة بين أسماء الطيور هذه وكلمة حيوان، كما طلبوا منهم تقدير المسافة بين اللبائن المختلفة وفئة اللبائن.
(( هناك جداول لم استطع تنزيلها لذا هناك بتر ))
* الخارطة مبنية على تقديرات مدى تقارب أزواج من الكلمات. فالمسافة القصيرة تعني علاقة وثيقة:
ويتنبأ هذا النموذج من تمثيل الذاكرة الدلالية أن زمن الاستجابة المطلوب لإطلاق الأحكام ذو علاقة وثيقة بالمسافة الدلالية. وقالوا أن سبب التأخر في الضغط على زر صح في العصفور حيوان مقارنة بالعصفور طائر، هو المسافة الدلالية.
ويرى الباحثون أن المسافة الدلالية هي أساساً عدد السمات الدلالية المشتركة بين مفهومين، أو مدى التطابق بين قوائم السمات التي تتألف منها الطواقم " المجموعات الممثلة للفئة " ( الحمداني، 2007 ).
البناء الهرمي للمفاهيم:
1. يلجأ الناس في إدراك العلاقات بين الفئات إلى إدخال فئة معينة ضمن أخرى.
مثل: ضم فئة الكراسي ضمن الفئة الأكبر منها فئة الأثاث.
2. للأبنية الهرمية في الفكر البشري ثلاث مستويات من الفئات، المستوى الأعلى، والمستوى الأساسي، والمستوى الأدنى.
3. المستوى الأساسي هو المستوى الذي يحتوي على أكثر السمات المميزة، وهو أكثر المستويات اقتصادية من الناحية المعرفية. كما أنه المستوى الذي تنفرد به الحالة فلا تشترك الحالات من فئة مع أخرى بأية سمة معه.
4. السمات على المستوى الأساسي مهمة للغاية في كثير من العمليات المعرفية.
فالسمات في المستوى الأساسي هي التي نتعامل معها حركياً بصيغة معينة. مثل: نجلس على الكرسي وننام على السرير.
كما أنها هي التي تقفز إلى الذهن عندما نريد أن نتخيل الفئة كاملة.
4. تتعرض المواقع في المستوى الأساسي للتغير بدلالة الفروق الفردية في الخبرة والفروق الثقافية.
فإذا كان مفهوم الشجرة هو المستوى الأساسي لديك فقد تكون الصنوبريات هي المستوى الأساسي بالنسبة للباحث في علم الغابات. وقبيلة البورورو في أمريكا الجنوبية الاستوائية لا تملك كلمة واحدة لجميع الببغاوات بل لكل نوع منها اسمه الخاص به ( الحمداني، 2007 ).
معوّقات النموذج:
بالرغم من أهمية هذا النموذج، فإن فيه بعض القصور المرتبط بالتمييز بين سمات التعريف والسمات التمييزية، بسبب صعوبة تحديد السمات التعريفية بالنسبة لموضوع معين، ومن المعوقات التي تعترض التطبيق الجيد لهذا النموذج مايلي:
1. غموض كيفية تحديد السمات التمييزية، إذ عادة ما توظف هذه المعالجة من خلال إتيان الأفراد بمجموعة من الكلمات وتقييمها في إطار كل فئة من خلال مؤشري مهم أو نمطي سميث و شوبين و ريبس ( 1973 ). إلا أن المشكلة الناتجة عن ذلك هي إلى أي مدى يمكن تعميم النتائج التجريبية في هذا النموذج. فما دام أن تصنيف الكلمة يتلازم مع زمن الاستجابة؛ فإن الأمر يقود إلى صعوبات في التفسير. إذ من الممكن أن سهولة الإجابة ترجع إلى التشابهات بين الفئات كما أشار Carroll,1989. وهناك عنصر آخر مسئول عن التلازمات التي تمت ملاحظتها، أثاره Mccloskey,1980 عندما أثبت أن التقارب بين أزواج من الفئات المتماثلة ( وليس تشابهها ) هو أهم عنصر دال في دراسة سميث و شوبين وريبس ( 1973 ).
2. بالنسبة للسمات الدلالية تكمن الصعوبة الثانية في عدم وضوح متى يمكن تعميم هذه السمات على وحدات لغوية أكثر اتساعاً مثل: الجملة أو الخطاب. فما دامت عملية الفهم تحتم معرفة كيفية دمج دلالات الكلمة في سياق أكثر اتساعاً من معالجة الوحدات اللغوية المعزولة، وإذا كانت معرفتنا بالكلمات تتم من خلال سماتها، فكيف تتركب هذه السمات لتكوين معنى جملة تامة أو فقرة؟ في هذه الحالة لم يحدد نموذج السمات الدلالية بوضوح كيفية اشتغال هذا الإجراء Carroll, 1986 ( زغبوش، 2008 ).
3. المرحلة الثانية من المعالجة مقيدة بالمقارنة مع مجموعات المميزات الثانوية المعروضة للتجربة فقط، وذلك إذا كانت السمات التعريفية للمفهومين متوافقة، وحينئذ تظهر استجابة إيجابية إذا كانت نتيجة المعالجة تتذكر بأن تلك المجموعات تربطها المصادفة فقط مثل عبارة ( الكأس قهوة )فهذه الجملة تعتبر خطأ. أظهر كينتش 1974 أن هذا الرأي جامد جداً بالنسبة للذاكرة، وأن هذا يعتبر بمثابة استنتاج نهائي.
4. إن الكلام المطاط الذي تحدث عنه لاكوف 1972 لا يمكن أن يفهم تماماً إلا في حالة كون العضوية الفئوية نسبية ( ليس الكل ولا الصفر ). وقد بيّن روش 1973 أن الفئات الطبيعية إدراكية كانت أم تصورية تعرف بواسطة الفحص والعناصر النموذجية فقط، وبيّن أن هناك بعض الصعوبات الفئوية المتنوعة.
5. المميزات التي تميز المفهوم ولا تعرّفه تكون دائماً مميزات محتملة لا غير، وأي مميزات يمكن أن تنشط ضمن أي وحدة زمنية معطاة تعتمد على السياق، وبالتالي فإن أي معلومات تخزّن في الذاكرة تكون متساوية في اعتمادها على السياق.
6. الذاكرة المعنوية ليست منطقية بالكامل ( أبو الهيجاء، د ت ).
هذه المشاركة المتواضعة من إعداد أخيكم الراجي عفو ربه ورضوانه.
أسأله تعالى أن ييسر لي بقية النماذج التي قد تتأخر لمشاغلي العملية والدراسية
لا تنسوني من صالح دعائكم
__________________
متى يبلغ البنيان يوما تمامه ،،، إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم