الخليل بن أحمد الفراهيدي ( مؤسس علم العروض )
الخليل بن أحمد الفراهيدي ( مؤسس علم العروض )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله الأطهار.. ثم بعد
توطئة :
هذه ترجمة مختصرة لإمام من أئمة النحو واللغة ، وهو الخليل بن أحمد الفراهيدي مؤسس علم العروض والإمام النحوي الكبير ويكفي أن من ثمراته إمام آخر من الأعلام في اللغة وهو سيبويه تلميذه النجيب .. وحتى لا أطيل أترككم مع هذه الترجمة المختصرة لهذه القامة الشامخة .
الخليل بن أحمد الفراهيدي ( مؤسس علم العروض )
هو الخليل بن أحمد بن عبدالرحمن الفراهيدي الازدي وقيل هو منسوب إلى فرهود بن شبابة بن مالك بن فهم ، وقال أبو بكر بن أبي خيثمة : أول من سمي في الإسلام أحمد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم - أبو الخليل بن أحمد العروضي
قال القفطي في انباء الرواة : هو نحوي ، لغوي ، عروضي ، استنبط من العروض وعلله ، ما لم يستخرجه أحد ، ولم يسبقه إلى عِلمه سابق من العلماء كلهم ، قيل : انه دعا بمكة أن يُرزق علما لم يسبقه إليه أحد ، ولا يؤخذ إلاّ عنه ، فرجع من حجه ففُتح عليه بالعروض . .
قال أبو الحجاج المزي :
روى عن : ايوب السختياني وعاصم الأحول وعثمان بن حاضروالعوام بن حوشب وغالب القطان .
و ممن روى عنه : ايوب بن المتوكل البصري القارئ و سيبويه و وعبدالملك بن قريب الأصمعي و موسى بن ايوب والمؤرخ ابن عمرو السدوسي والنحوي هارون بن موسى الاعور . .
ذكر شيء من حاله وأخلاقـه:
كان الخليل بن أحمد من الزهاد ، وقال : إ،ن لم تكن هذه الطائفة _ يعني أهل العلم _ أولياء الله فليس لي ولي وكان عفيف النفس لا يختار صحبة الملوك والأمراء ، وقال النضر بن شميل : أقام الخليل في خص من أخصاص البصرة لا يقدر على فلس ، واصحابه يكسبون بعلمه الاموال ، ولقد سمعته يقول : اني لأغلق علي بابي ، فما يجاوزه همي .
وقال الخليل رحمه الله تعالى : أربع تعرف بهن الاخرة ، الصفح قبل الاستقالة ( طلب الصفح ) وتقديم حسن الظن قبل التهمة ، والبذل قبل المسألة ، ومخرج العذر قبل العتب .
ثناء العلماء عليه :
قال ابن حبان رحمه الله تعالى : كان من خيار عباد الله المتقشفين في العبادة ، وكان غاية في في استخراج مسائل النحو وتصحيح القياس فيه وهو اول من استخرج العروض وحصر اشعار العرب بها وعمل اول كتاب ( العين ) المعروف المشهور الذي به يتهيأ ضبط اللغة وكان من الزهاد في الدنيا والمنقطعين الى العلم
وقال الذهبي رحمه الله تعالى : وكان رأسا في لسان العرب دينًا ورعا قانعا متواضعا كبير الشأن يقال : أنه دعا الله أن يرزقه علما لا يسبق اليه ففتح له علم العروض وله كتاب العين في اللغة وكان مفرط الذكاء وكان هو ويونس إمامي أهل البصرة في العربية .
وقال أيوب بن المتوكل : كان الخليل إذا فاد إنسانا شيئا ، لم يره بأنه أفاده ، وان استفاد من أحد شيئا أراه بأنه استفاد منه ، قال الذهبي رحمه الله تعالى : صار طوائف في زماننا بالعكس.
قال ابن حجر رحمه الله تعالى : الخليل بن أحمد صاحب العروض والنحو صدوق عالم عابد .
من أعماله في خدمة اللغة العربية :
له من التصانيف كتاب العين ( اختلف في نسبته ) وكتاب العروض وكتاب النقط والشكل وكتاب العوامل .
تأسيس علم العروض : قال : حمزة بن الحسن الأصبهاني: وفإن دولة الإسلام لم تخرج أبدع للعلوم التي يكن لها عند علماء العرب أصول من الخليل، وليس على ذلك برهان أوضح من علم العروض الذي لا عن حكيم أخذه، ولا على مثال تقدمه احتذاه، وإنما اخترعه من ممر له بالصفارين من وقع مطرقة على طست ليس فيهما حجة ولا بيان يؤديان إلى غير حليتهما أو يفيدان غير جوهرهما، فلو كانت أيامه قديمة ورسومه بعيدة لشك فيه بعض الأمم لصنعته ما لم يصنعه أحد منذ خلق الدنيا من اختراعه العلم الذي قدمت ذكره، ومن تأسيسه بناء كتاب "العين" الذي يحصر لغة أمة من الأمم قاطبة، ثم من إمداده سيبويه من علم النحو بما صنف منه كتابه الذي هو زينة لدولة الإسلام. اهـ.
وروى ابن خلكان أن الخليل كان له ولد ، فدخل على أبيه يوماً فوجده يقطع بيت شعر بأوزان العروض، فخرج إلى الناس وقال:
إن أبي قد جن، فدخلوا عليه وأخبروه بما قال ابنه، فقال مخاطباً له :
لو كنت تعلم ما أقول عذرتني... أو كنت تعلم ما تقول عذلتكا
لكن جهلت مقالتي فعذلتني... وعلمت أنك جاهل فعذرتك
وله جهد واضح في النحو حتى يقال ان سيبويه أخذ كتابه في النحو من الخليل بن أحمد ، فضلا عن جهوده في علم التجويد اذا انه اشتغل اشتغالا عظيما في علم مخارج الحروف وصفاتها .
وبالرغم من أن الخليل هو من وضع علم العروض إلا إن إنتاجه الشعري قليل فما عرف عنه إلا البيت والبيتين ، قال السيرافي : وكان الخليل يقول الشعر البيتين والثلاثة ونحوها
في الآداب والزهد كمثل ما يروى له :
وقلبك داوي الطبيب المريض ... فعاش المريض ومات الطبيب
فكن مستعدا لداء الفناء ... فإن الذي هو آت قريب
وله أيضا : حسبك من دهرك هذا القوت ... ما أكثر القوت لمن يموت .
وفاته :
قال القفطي : ولد الخليل سنة مئة وتوفي سنة مائة وخمس وسبعين ، قال الزبيدي في الطبقات توفي سنة سبعين ومائة . وقيل في سبب وفاته : انه أراد أن يقرب نوعاً من الحساب تمضي به الجارية إلى البياع فلا يمكنه ظلمها، فدخل المسجد وهو معمل فكره في ذلك ، فصدمته سارية وهو غافل عنها بفكره، فانقلب على ظهره، فكانت سبب موته ،وقيل بل كان يقطع بحرا من العروض وكان ذلك بالبصرة ودفن بها
وصلى الله على محمد
الخليل بن أحمد الفراهيدي ( مؤسس علم العروض )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله الأطهار.. ثم بعد
توطئة :
هذه ترجمة مختصرة لإمام من أئمة النحو واللغة ، وهو الخليل بن أحمد الفراهيدي مؤسس علم العروض والإمام النحوي الكبير ويكفي أن من ثمراته إمام آخر من الأعلام في اللغة وهو سيبويه تلميذه النجيب .. وحتى لا أطيل أترككم مع هذه الترجمة المختصرة لهذه القامة الشامخة .
الخليل بن أحمد الفراهيدي ( مؤسس علم العروض )
هو الخليل بن أحمد بن عبدالرحمن الفراهيدي الازدي وقيل هو منسوب إلى فرهود بن شبابة بن مالك بن فهم ، وقال أبو بكر بن أبي خيثمة : أول من سمي في الإسلام أحمد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم - أبو الخليل بن أحمد العروضي
قال القفطي في انباء الرواة : هو نحوي ، لغوي ، عروضي ، استنبط من العروض وعلله ، ما لم يستخرجه أحد ، ولم يسبقه إلى عِلمه سابق من العلماء كلهم ، قيل : انه دعا بمكة أن يُرزق علما لم يسبقه إليه أحد ، ولا يؤخذ إلاّ عنه ، فرجع من حجه ففُتح عليه بالعروض . .
قال أبو الحجاج المزي :
روى عن : ايوب السختياني وعاصم الأحول وعثمان بن حاضروالعوام بن حوشب وغالب القطان .
و ممن روى عنه : ايوب بن المتوكل البصري القارئ و سيبويه و وعبدالملك بن قريب الأصمعي و موسى بن ايوب والمؤرخ ابن عمرو السدوسي والنحوي هارون بن موسى الاعور . .
ذكر شيء من حاله وأخلاقـه:
كان الخليل بن أحمد من الزهاد ، وقال : إ،ن لم تكن هذه الطائفة _ يعني أهل العلم _ أولياء الله فليس لي ولي وكان عفيف النفس لا يختار صحبة الملوك والأمراء ، وقال النضر بن شميل : أقام الخليل في خص من أخصاص البصرة لا يقدر على فلس ، واصحابه يكسبون بعلمه الاموال ، ولقد سمعته يقول : اني لأغلق علي بابي ، فما يجاوزه همي .
وقال الخليل رحمه الله تعالى : أربع تعرف بهن الاخرة ، الصفح قبل الاستقالة ( طلب الصفح ) وتقديم حسن الظن قبل التهمة ، والبذل قبل المسألة ، ومخرج العذر قبل العتب .
ثناء العلماء عليه :
قال ابن حبان رحمه الله تعالى : كان من خيار عباد الله المتقشفين في العبادة ، وكان غاية في في استخراج مسائل النحو وتصحيح القياس فيه وهو اول من استخرج العروض وحصر اشعار العرب بها وعمل اول كتاب ( العين ) المعروف المشهور الذي به يتهيأ ضبط اللغة وكان من الزهاد في الدنيا والمنقطعين الى العلم
وقال الذهبي رحمه الله تعالى : وكان رأسا في لسان العرب دينًا ورعا قانعا متواضعا كبير الشأن يقال : أنه دعا الله أن يرزقه علما لا يسبق اليه ففتح له علم العروض وله كتاب العين في اللغة وكان مفرط الذكاء وكان هو ويونس إمامي أهل البصرة في العربية .
وقال أيوب بن المتوكل : كان الخليل إذا فاد إنسانا شيئا ، لم يره بأنه أفاده ، وان استفاد من أحد شيئا أراه بأنه استفاد منه ، قال الذهبي رحمه الله تعالى : صار طوائف في زماننا بالعكس.
قال ابن حجر رحمه الله تعالى : الخليل بن أحمد صاحب العروض والنحو صدوق عالم عابد .
من أعماله في خدمة اللغة العربية :
له من التصانيف كتاب العين ( اختلف في نسبته ) وكتاب العروض وكتاب النقط والشكل وكتاب العوامل .
تأسيس علم العروض : قال : حمزة بن الحسن الأصبهاني: وفإن دولة الإسلام لم تخرج أبدع للعلوم التي يكن لها عند علماء العرب أصول من الخليل، وليس على ذلك برهان أوضح من علم العروض الذي لا عن حكيم أخذه، ولا على مثال تقدمه احتذاه، وإنما اخترعه من ممر له بالصفارين من وقع مطرقة على طست ليس فيهما حجة ولا بيان يؤديان إلى غير حليتهما أو يفيدان غير جوهرهما، فلو كانت أيامه قديمة ورسومه بعيدة لشك فيه بعض الأمم لصنعته ما لم يصنعه أحد منذ خلق الدنيا من اختراعه العلم الذي قدمت ذكره، ومن تأسيسه بناء كتاب "العين" الذي يحصر لغة أمة من الأمم قاطبة، ثم من إمداده سيبويه من علم النحو بما صنف منه كتابه الذي هو زينة لدولة الإسلام. اهـ.
وروى ابن خلكان أن الخليل كان له ولد ، فدخل على أبيه يوماً فوجده يقطع بيت شعر بأوزان العروض، فخرج إلى الناس وقال:
إن أبي قد جن، فدخلوا عليه وأخبروه بما قال ابنه، فقال مخاطباً له :
لو كنت تعلم ما أقول عذرتني... أو كنت تعلم ما تقول عذلتكا
لكن جهلت مقالتي فعذلتني... وعلمت أنك جاهل فعذرتك
وله جهد واضح في النحو حتى يقال ان سيبويه أخذ كتابه في النحو من الخليل بن أحمد ، فضلا عن جهوده في علم التجويد اذا انه اشتغل اشتغالا عظيما في علم مخارج الحروف وصفاتها .
وبالرغم من أن الخليل هو من وضع علم العروض إلا إن إنتاجه الشعري قليل فما عرف عنه إلا البيت والبيتين ، قال السيرافي : وكان الخليل يقول الشعر البيتين والثلاثة ونحوها
في الآداب والزهد كمثل ما يروى له :
وقلبك داوي الطبيب المريض ... فعاش المريض ومات الطبيب
فكن مستعدا لداء الفناء ... فإن الذي هو آت قريب
وله أيضا : حسبك من دهرك هذا القوت ... ما أكثر القوت لمن يموت .
وفاته :
قال القفطي : ولد الخليل سنة مئة وتوفي سنة مائة وخمس وسبعين ، قال الزبيدي في الطبقات توفي سنة سبعين ومائة . وقيل في سبب وفاته : انه أراد أن يقرب نوعاً من الحساب تمضي به الجارية إلى البياع فلا يمكنه ظلمها، فدخل المسجد وهو معمل فكره في ذلك ، فصدمته سارية وهو غافل عنها بفكره، فانقلب على ظهره، فكانت سبب موته ،وقيل بل كان يقطع بحرا من العروض وكان ذلك بالبصرة ودفن بها
وصلى الله على محمد