« الأمنية الرابعة
نقد النقد الأدبي ووظائفه الثلاث »
جمال غلاب
ورقة : جدلية اللازمكان في خطاب احلام مستغانمي الروائي …؟إ
إمدادات هذا الكاتب جمال غلاب 29 ديسمبر 2009
عملا بالقرار الإ داري للجامعة الحرة في هولندا . و بعد الإطلاع على توصية لجنة الدراسات العليا . و بعد استكمال بالأمر الشروط المطلوبة لإجراء مناقشة رسالة طالبة الماجستير ـ أسماء بوبكري ـ في قسم اللغة العربية ـ جدلية اللازمكان في خطاب أحلام مستغانمي الروائي ـ , تقرر تشكيل لجنة المناقشة المكونة من الأساتذة . استاذ التعليم العالي الدكتور حبيب مونسي . الاستاذ المشارك الناقد و الكاتب جمال غلاب نيابة عن الدكتور عبد الرضا علي المشرف . استاذ مساعد الدكتور محمد الأمين بن محمد خلادي عضوا و المدير الفرعي للجامعة الحرة بالجزائر علي صاولي .
….تمت مناقشة الرسالة يوم الأربعاء الموافق ل : 23 ديسمبر 2009 و على الساعة 14بكلية العلوم الاقتصادية و علوم التسيير بجامعة عمار ثليجي بمدينة الأغواط الجزائرية . و قد حضرالمناقشة جمع غفير من الطلبة و المثقفين و المواطنين و الطاقم الاداري للجامعة .
تسيير أطوار الجلســـــة:
و بعد استكمال المقدمات البروتوكولية من تعريفات للمؤسسة العلمية ـ الجامعة الحرة في هولندا ـ و الكشف عن الهوية العلمية و الابداعية للأساتذة المناقشين , و التعريف بالطالبة و المحاور التي يستند عليها النقاش أحيلت الكلمة للطالبة ـ أسماء بوبكري ـ لتقديم ملخص رسالتها .
ـ ركزت الطالبة في ملخص رسالتها على المكان . حيث رصدته من العصر الجاهلي مستشهدة بقصيد للشاعر الجاهلي ـ أمرئ القيس ـ في معلقته : ..قفا نبك من ذكرى حبيب ….. و في هذه البكائية للشاعر. الطالبة عاشت وجدانه بقولها :..فكأن البكاء , تأكيد على حالة الضعف أمام الزمن الذي لا يكترث ببقاء الأشياء, و أمام ذاكرة عصية عن النسيان , نسيان اللحظات السعيدة الهاربة من قيود المواقف العادية التي لا تأبه الذاكرة ’ في تسجيل مرورها , ما عدا القاسية….ـ . المكان المشحون بالأحاسيس و المشاعر الانسانية ’ ـ .
المكان في بحث الطالبة أخذ صورا و اشكالا متعددة .حيث جمع بين المرؤة و الحب والوفاء والاخلاص ..الى آخره من القيم التي تصنع الحياة ..؟إ. صورة المشهد الأول للمكان كانت مع أمرئ القيس و الثانية مع الشنفرى و الثالثة مع بطل الثلاثة خالد بن طوبل ونظرا للتصوير الرائع الذي وسمت به الطالبة رسالتها سوف ننقل عينة منه :أمرؤ القيس بكى ديار التي سكنتها الظباء و غيرها من حيوانات الصحراء..هي الأخرى بقايا عبور ها على ذلك المكان , مما أشعل فيه الحنين بإدراكه الحقيقة ’ أن تلك الأيام الحالمة تحولت الى ذكريات ..تستيقظ من حين لآخر بحاجة دائمة الى حياة جديدة في نص فني تتصدره …أما الشنفرى فرفض مكان القبيلة مطلقا ’ و صارت البراري كلها له في اللامية , فالكرامة أولا , السيادة مبدأ يقوم على الحرية أصالة و ما سلف ذكره نجده يتلخص في صورة بطل الثلاثية لأحلام مستغانمي *خالد بن طوبال *
المنــــــــــــــــاقشة
وعملا بتعليمات اللجنة العليا للجامعة الحرة بهولندا المتمثلة أساسا في مراعاة الجانب للغوي و التدقيق فيه . تقدم الدكتور حبيب مونسي . بورقة تتضمن مسحا لرسالة الطالبة و باستثناء بعض الأخطاء اللغوية الطفيفة التي تعد على الأصابع اليد الواحدة ’ و قد الزم الطالبة بتصحيحها أثناء الجلسة . و استرسل الدكتور المناقش في مداخلته مثمنا و شاكرا لجهود ها ’ و ما تتوفر عليه رسالتها من جماليات اللغة و حسن الأداء في توظيف اللفظ و تعاملها مع أوجه البلاغة …. ثم أحيلت الكلمة الى الكاتب و الناقد جمال غلاب نيابة عن المشرف الدكتور علي عبد الرضا الذي تعذر عليه الحضور من بريطانيا . حيث توجه بجملة من الأسئلة الى الطالبة و قد تمثلت فيما يلي :
1 ـ هل يمكنك الاستاذة أسماء تنوير الحضور بعناصر السرد في بنية الرواية ؟ .2ـ ماهي مبرراتك لنفي الزمان و المكان من ثلاثية أحلام مستغانمي ـ اللا زماكان ـ ؟ .3 ـ برأيك آ لآ يعد ما أقدمت عليه بمثابة تكسير لعناصر السرد في الرواية ؟. 4 ـ الروائية في نص ذاكرة الجسد تتخذ من ذاكرة البطل بن طوبل مكانا لها . ماهي مواصفات الأسئلة التي طرحتها و ما هي علاقتها بالحاضر ؟ .
عددت الطالبة عناصر بنية السرد في الرواية بقولها : ..وفق توجيهات المشرف و ما توصلت اليه أبحاثي عبرالمصادر و المراجع المرفقة برسالتي ..فقد اتضح لي أن بنية الرواية تشتمل على عناصر السرد التالية: اللغة ’ الزمان ’ المكان ’ الشخوص ’ الحوار ’ الحدث ’ الوصف …. هذه العناصر مجتمعة اذا توفرت في اي نص روائي ناضج و ناجح يحيلنا الى دراسة التفاصيل الدقيقة لها ’ و الى التأكد من التناغم ببعضها البعض ’ و لذلك يجب الأخذ بحسبان وظيفة كل عنصر من هذه العناصر من ناحية التوظيف و الأداء و مستويات الوصف…و لدى اجابتها عن سؤال نفي الزمان و المكان من ثلاثية احلام مستغانمي . الطالبة لخصت مبررتها بقولها دائما : أنا لم أنف الزمان و المكان من ثلاثية أحلام مستغانمي ..؟إ . بدليل أنني رصدتهما من أمرئ القيس الى الشنفرى ’ و لخصتهما في نص الثلاثية ذاكرة الجسد ’ فوضى الحواس ’ عابر سرير ـ .لكن حسب قراءتي و ادراجي للنفي. كان القصد كل القصد منه ’ الاعلان عن أزمة ؟إ…الروائية احلام مستغانمي من خلال ابداعها
الراقي ..استطاعت الارتقاء بالزمان و المكان الى مصاف المجرد و ليس الى المحسوس و نصف المحسوس..؟إ.
..نعم لقد سكنت ذاكرة البطل بنص ذاكرة الجسد و راحت تسترجع ما تراكم من ذكريات الماضي مع رفاقه الذين كانوا يخضون نضالاتهم اليائسة ضد الجوع و ضد المرض و ضد الفقر و ضد الموت ..من أجل جزائر لكل الجزائريين ..و من أجل جزائر تتدفق بالأحلام الجميلة …بكائية البطل على الأطراف المنسية لمدينة قسنطينة ..زلزلت المكان و الغت الزمان ؟ ..و هو المقصد الرئيس لرسالة بحثي ـ اللازمكان ’ في ثلاثية أحلام مستغانمي …
وأ ثناء رصد الدكتور حبيب مونسي لإجابة الطالبة ..و في سياق المقارنات . الدكتور استعرض جملة من النصوص لكتاب جزائريين عايشوا بنصوصهم الروائية الواقع الوطني المتغير بدءا من الاستقلال و الى يومنا ..و ما خلصت اليه خلاصة خلاصاته ..أن الروائية أحلام مستغانمي من خلال ثلاثيتها ـ ذاكرة الجسد و فوضى الحواس و عابر سرير ..كانت اضافتها مميزة لحظيرة المكتبة الوطنية و حظيرة المكتبة العربية ..و هو ما يجد ر التنويه به ..ومن باب لتثمين الدكتور حبيب مونسي اقترح على الطالبة اضافة فصل يتضمن بعضا من النقد و الانتقاد الذي ساير الثلاثية قبل طبع رسالتها كما حبذا الدكتور ان يكون هذا الفصل مذيلا برؤية و رأي الطالبة ………….؟إ. و تزكية لما سلف ذكره عقب جمال غلاب على المقترح بقوله: هو مقترح مفيد ’ لأنه يفتح الباب واسعا للبحث في ثلاثية احلام مستغانمي بغية إضاءة الكثير من الزوايا المظلمة بها ..و للأمانة العلمية يبقى عنصر التجرد من العواطف بحكم أن التجرد هو من يجب أن يسود و يجول و يدول على حلبة المجادلات الفكرية و الابداعية و الثقافية .
و من جهته الدكتور محمد الأمين بن محمد الخلادي . و بعد رصد ه للنقاش . خرج بثمانية عشرة ملاحظة و قد توزعت عبر مسارات الشكل و المضمون للرسالة اضافة الى النقاشات المستفيضة أثناء الجلسة . و في خضم المجادلات الفكرية بين الأعضاء المناقشين و التي كانت نتيجتها انعكاسا اجابيا على الحضور في المدرج و هو ما عبر عنه جمهور القاعة في ردود افعاله الايجابية . و بعد المداولة خرجت اللجنة المناقشة بقرار منح شهادة المجستير للطالبة أسماء بوبكري بدرجة جيد جد