منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    فضاءات عربية

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    فضاءات عربية Empty فضاءات عربية

    مُساهمة   السبت أكتوبر 16, 2010 12:57 pm

    واية التجربة الحربيــــــة ...

    الرابط : فضاءات عربية
    بقلم: السيد نجم
    مدخل..:تشترك الرواية مع الحكاية والأسطورة في عناصر الحكى والسردية والخيالوالتضمين وغيرها, وهما الجذور الأولى للرواية. ومن النقاد من يرى أنللرواية نظريتين: نظرية رواية
    التحليل.. ونظرية الرواية الموضوعية.الأولى تعتمد على إيضاح كل شئ في الكتابة, على العكس من أنصار النظريةالأخرى (يرون أن كل ما له صلة بعلم النفس يجب أن يختفي في الإبداع)..بينما نجد أصحاب النزعات التجديدية يتشككون في كل ما هو متعارف عليه.وهوبالضبط ما تلاحظ في مجال الرواية التي عالجت التجربة الحربية, فالتجربةتتيح هذا البعد التقني وتساعد لما لها من خصائص قد لا تتوافر في الكثير منالتجارب الحياتية الأخرى للإنسان.. سواء في حياته اليومية أو حياته فيجماعة. إنها تجربة التعبير عن الخاص/ العام للذات الأنا/الجمعية.
    وقدذهب "رولان بارت" إلى القول: أن الرواية عمل قابل للتكيف مع المجتمع, وأنالرواية تبدو كأنها مؤسسة أدبية ثابتة الكيان. لعله يعنى أن الروايةقادرة على التعبير عن الجماعات وأنها بالتالي من أكثر الأشكال الأدبيةيملك صفة "الاجتماعي".
    الرواية فعل مقاومي
    لقدشاركت القصة(القصة القصيرة والرواية) في التعبير عن الذات الجمعيةالمقاومة منذ أن عرفتها العربية بشكلها المعاصر (الشكل الأوروبي). وقدأدعى أن نشأة الفن الروائي تحديدا لم ينضح (وربما لم ينشأ أصلا في بعضالبلدان العربية) إلا بوازع "المقاومة". وقد يبدو الأمر جليا بمتابعةنشأة الرواية في الشمال الأفريقي, ومتابعة الروايات المصرية خلال النصفالأول من القرن العشرين.. حتى أن "جرحى زيدان" لم يكتب إلا من هذا المنطلقفي كل أعماله (وبصرف النظر عن البعد الفني للرواية بالمفهوم الحالي),وغيره كثر من الروايات التي تابعت الأحداث الوطنية والبحث عن الهوية وغيرذلك.. منها "روايتا فرح أنطون "الدين والعلم والمال" و"أورشليم الجديدة"..و"رواية "فتاة الثورة العرابية" ليوسف أفندي حسن صبري, ورواية "عذراءدنشواى لمحمود طاهر حقي.. وغيرها.
    لقد عبرت الرواية العربية عنمفردات المقاومة طوال تاريخها (القصير). كان ذلك من خلال فكرة "الأرض" ذلكالتعيين المكاني, والتي تكتسب الدلالات والمعاني بما يتجاوز ملامحهاالمادية, فتكتسب بعدا روحيا وقيما عليا, حتى أن التحقق الإنساني ذاته لاوجود له ولا معنى دون ذلك الحضور الباقي دوما للأرض. مثل روايات: "الأرض/عبد الرحمن الشرقاوى", "الوباء/ هانى الراهب", "قدرون/ أحمد رفيقعوض"..الخ.
    كما كان البعد التراثي والتاريخي دوره في تشكيل الملمحالمقاومى للرواية العربية . فاختيار الموضوع التراثي أو التاريخي (بصرفالنظر عن الخلاف التنظيرى للتفريق بينهما) من حيث تفاعله مع عناصر تشكلالواقع / الحاضر.. يعد ملمحا مقاوما استفاد منه الروائي في إطار البحث عن"الهوية" و"الخلاص من مأزق الحاضر". مثل الروايات: "الزينى بركات/ جمالالغيطانى", "حدث أبو هريرة ..قال/ محمود المسعدى", "العودة إلى المنفى/أبوالمعاطى أبو النجا"..بالإضافة إلى الكثير من كتابات "محمد فريد أبوحديد", "على أحمد باكثير", "أمين معلوف" ....
    وغير تلك المحاور حرص الروائي العربي على تناولها واعيا أو على غير وعى بمصطلح "أدب المقاومة" أصلا!
    الحرب والرواية..
    المتابع لتقنيات وأشكال "الرواية" حتما سيتوقف أمام تلك التعددية والثراء التي أصبحت عليها الرواية بمضي الوقت أو لنقل بعد بلزاك.
    وهناكبعض الدوافع المؤثرة بعمق بحيث جعلت الروائي أمام ضرورة إضافة إنجازاجديدا (وان بدا غير متعمد أو غير قصدي). وقد عدت العوامل التي أعادت تشكيلالرواية المعاصرة بأربعة عوامل (في نظرية الرواية-بحث في تقنيات السرد..بقلم د.عبد الملك مرتاض.. سلسلة "عالم المعرفة, العدد240) وهى:الحربالعالمية الثانية.. الحرب التحريرية الجزائرية..اكتشاف واستخدام السلاحالذرى.. غزو الفضاء.
    ثلاثة من أربع عوامل لها علاقة مباشرة بالتجربةالحربية . فلم تهزم النازية إلا بعد احتلت كثيرا من الأقطار, ودمرت المدنالكثيرة عن كاملها, بل وقتل الملايين من البشر. وهو ما أحدث زلزالا فيمفاهيم القيم التي يفترض ثباتها , وبالتالي توالت المفاهيم والأشكال وحدثتغييرا في الكثير من الفنون والآداب ومنها "الرواية".
    أما حربالتحرير الجزائرية, فقد اقترن الميلاد الفعلي للرواية الجديدة بفرنسامتوازيا مع تأثير أخبار حرب التحرير في الجزائر..منها ثلاثة أعمال "ناتالىثاروت", وستة أعمال "الان روب جرييه", كما نشرت مجموعة مقالات هامة"الكتابة تحت درجة الصفر" لرولان بارت, و"عصر الشك" لنتالى ثاروت" .
    كماكان تفجير قنبلتي أمريكا الذريتين على "نجازاكى" و"هيروشيما" آثرهما, فقداحترقت الأرض والسماء, وكل شئ على الأرض في لحظات. فكانت أفكار نبذ القيم,الكفر بالزمان, التنكر للتاريخ, بل والاستسلام للعبث والقلق والعدميةوالتشاؤم. وهكذا تأثر الروائي الجديد في روايته الجديدة .
    الرواية الحربية..
    يعدهذا النوع من الرواية بات من أهم الأنواع في الأدب العربي المعاصر, نظراللظروف التاريخية التي مرت بها بلدان الأمة العربية. منذ الكفاح من اجلالتحرر الوطني من الاستعمار, ومع تلك الحروب العالمية والإقليمية التياشتعلت على ارض المنطقة: الحرب العالمية الأولى والثانية.. حروب التحررالوطني.. معارك 48 و56 و67 ثم 73.. حروب الخليج الثلاث خلال عقدين منالزمان (تقريبا) العراق/إيران, العراق/الكويت, غزو الولايات المتحدةوبريطانيا للعراق. بالإضافة إلى معارك أخرى قد لا تتابعها الأقلام والقراءلسبب أو لآخر مثل تلك التي تشتعل في جنوب السودان, وبين أريتريا وأثيوبيا,والصومال وجيرانها, فضلا عن منطقة شمال العراق (الأكراد) ومنطقة الصحراءمع المغرب.. وغيرها!
    ولأن الحروب ليست دوما "حربا عادلة", لكنها عندالكتاب دوما عادلة. وتلك المفارقة الطريفة تعود أساسا إلى تبنى الكاتب إلىوجهة نظر الجماعة أيديولوجيا. فحرب العدوان الأوروبي على البلدانالعربية.. يتناولها العربي على أنها غير عادلة, بينما الكاتب الأوروبييعبر عنها على اعتبارها عادلة!
    وتلك المفارقة نفسها هي التي وحدت بين جملة ملامح الرواية الحربية.. سواء للمعتدى أو المعتدى عليه.
    وربماجملة السمات في شخصيات الرواية الحربية تعبر عن الأيديولوجيا التي تحملهاتلك الشخصيات, والانتصار هدفا يرجى في كل الأعمال مع التأهب لمواجهة الموتفي كل وقت.
    هل للرواية الحربية تقنية ومواصفات خاصة فنيا؟
    بناءالرواية وتشكلها يعتمد عدة عناصر ومفردات أساسية: الشخصيات- اللغة- الحيزالروائي- الحدث- السرد- علاقة السرد بالزمن وبالمؤلف والقارئ وبالوصف...
    ..لقد حكموا على الروائي الذي يكتب الرواية التقليدية, أو على الأقل فيبداية العهد بالفن الروائي وحتى نهاية الحرب العالمية الأولى. اتهموه بأنهيكتب "التاريخ" , أليست الشخصيات على أنماطها والوانها جزء من التاريخ, بلوحرص الروائي على استحضار شخصيات روايته كاملة الأوصاف في الملبس والمأكلوالمعيشة, بل وطريقة الكلام والسلام ونزواته وأطروحته على كل تفاصيلها,يعد تاريخا لتلك الشخصية, على أساس أن الشخصية كائن حي له وجوده الفيزيقي,والإخلاص الفنى بل والمهارة تقتضي نقلها بكليتها إلى الورق.
    ومع بشائراقتحام عالم الرواية بعد الخرب العالمية الأولى, باتت النظرة إلى الشخصيةعلى أنها كائن ورقى, ثم كتبها "كافكا" رمزا أو حرفا واحدا في رواية(القصر), كما جعلها بلا اسم في رواية (المحاكمة)..وشاعت. بل أصبحتالشخصيات تعانى من الاغتراب والتناقض مع المجتمع إلى النفى كما في أعمال"بيكيت".
    لكن الورطة الحقيقية أن الشخصيات العظيمة هي التي تخلقالروايات العظيمة وأقرب إلى ذهن وفهم وتصور القارئ. صحيح أن الروايةالجديدة.. جميلة ومثيرة ودالة, ويمكن قراءاتها على تجردها كما نقرأالقصائد الجميلة. ولكن يبقى السؤال: حول الباقي في وجدان القارئ رفضا أوقبولا لتلك الشخصية التي قد تقابل القارئ في الحياة العامة أو يتمنى ذلكأو حتى يتمنى عدم مقابلتها!
    هنا تبدو علاقة الرواية (الحربية) بالشخصية/الشخصيات/الأبطال بالمعنى الفنى والأيديولوجي .. علاقة مركبة:
    فالحرب(الإعداد لها- أثناءها– بعدها) بكل ما تضمنه الكلمة من تأثير ومؤثرات خاصةجدا.. تبدو وحدها "شخصية" لها وجودها الطاغي, وان لم نصفها بأوصاف البشر.
    كماأن شخصيات التجربة الحربية (كتجربة إنسانية) تتواجد في ذروة أحوالهاوجواهرها, يتعامل الروائي إذن مع جوهر أناس حقيقيين من جانب ونتمنى وجودهمدوما على الجانب آخر. ولا يتحقق ذلك حقيقة حتى تغور في أعماق النفس والعقلإلا من خلال: الاسم والوصف ثم ملاحقة تلك الشخصيات ككائنات فاعله وليسمفعول بها.
    والمقصود بالوصف هنا هو استحضار شخص ما أو شئ ما, وهو في المعاجم الفرنسية يعنى "التعريف" إلا أن التعريف للأفكار والمفاهيم.
    بهذا التحديد ماذا نريد من الوصف في الرواية الحربية؟
    أظنأن غلبة الوصف على السرد قد يعطل التنامي الدرامي, ويشعر القارئ بالقلق..بينما الوصف الواعي الذي يكتب لإضافة دلالة ما أو تمهيدا لحدث ما هوالأفضل. والفضل القول بالوصف السردي في مقابل السردي الوصفي. حرصا علىالقارئ وتماسك وحبكة الرواية نفسها داخل زمانها ومكانها.
    بالتالييعد "الحيز" أو تبسيطا "المكان" من أهم ملامح الرواية الحربية. فقد نبدأرواية ما دون أن نقرا وصفا لحيزها الجغرافي, ولا نقلق على فقدانه. بينماهذا الحيز يضيف دلالات ومعان وخبرات إلى الكاتب والقارئ على السواء.
    (يمكنالرجوع إلى كتاب "الحرب: الفكرة-التجربة-الإبداع" / السيد نجم/ سلسلة أدبالحرب- هيئة الكتاب المصرية.. حيث دلالات الأزمنة والأمكنة في الرواياتالحربية, والتي أضافت التجربة الحربية إلى المواقيت والمساحات دلالات فنيةوخاصة للرواية الحربية).

    والآن هل ندعى أن للرواية الحربيةضرورة أو أهمية لغلبة التناول التقليدي للشخصيات والوصف والحيز, وللتجربةالحربية وحدها قدرتها الخاصة على إضافة دلالات جديدة للمألوف سواء فيالشخصية والزمان والمكان؟ أظن أنه يمكن ذلك! فالشخصية الهامشية في الحياةوالتي تبدو بلا دور فاعل في الحياة التقليدية, قد تصبح أنموذج للبطلالمرجو..كما أن مواقيت الحرب "ساعة الصفر", "فجر الحرية", "الغد المنتظر"لها ولغيرها دلالات مضافة أثناء الحروب.. كما أن الأحداث التي تقع فيأماكن قد لا نجدها إلى في بيئة أو حيز التجربة الحربية مثل "الخندق","السلاحليك", "خلف خطوط العدو" وغيرها, لها دلالة قد لا نجدها إلا فيرواية التجربة الحربية.
    مع ذلك فان التناول الفنىوالتجريبي للتجربة الحربية مشروع, وقد نجح البعض في تحقيق ذلك , والتجريبليس مرفوضا, لكنه حتما لا يحقق كل المرجو من وراء الرواية الحربية.. حيثتعضيد الذات وتقويتها, وكشف الآخر العدواني للوثوب على نقاط ضعفه, ثمالتوثيق للأجيال القادمة. فكل الأمم الخالدة هي الأمم صاحبة الذكرىالخالدة المفعمة بالإنجاز والانتصار والتحقق.

    الرواية الحربية وما يقال عنها الآن؟
    لمتكن الرواية وحدها التي انشغلت بالتجربة الحربية, شاركتها كافة فنون الشعروالنثر والموسيقى و التشكيل وغيرها. ربما كان الشعر أسبق تلك الفنونالمنطوقة أو المكتوبة, لكن تعتبر الرواية على رأس تلك الفنون الآن. ربماذلك بسبب تقنيات الرواية ذاتها: قدرتها على التعبير و التصوير والتسجيلالفني– التسجيل من أجل المعايشة– وبالتالي مشاركة القارئ0
    لعل بعضالفنون الأحدث من الرواية, لعبت دورا بارزا في التعبير عن التجربةالحربية, مثل دراما التليفزيون والسينما, إلا أن الأعمال الكبيرة منهاعادة ما اعتمدت على نص روائي ناجح. كما أن فن الرواية نفسه استفاد منتقنيات تلك الفنون البصرية وخصوصا في توظيف التسلسل الفكري (ألزماني المكاني) مع إبراز الشخصيات والمواقف.
    هناك ما يمكن أن يعتبر مأخذاعلى الرواية المعبرة عن تلك التجربة.. فالبعض ممن يظن أن التجربة الحربيةيمكن تمثلها دون معايشتها, وهنا مربط الفرس كما يقولون. إنها تجربة خاصةجدا على قدر عموميتها ويلزم معايشتها قبل تمثلها. ولا يلزم أن تكون تلكالمعايشة بمعنى المشاركة في ميدان المعركة, هناك معايشة أخرى في القرىوالمدن, ومعايشة للأم والزوجة والحبية, بل والطفل.. المعايشة تعنى التعاملمع ملابسات التجربة وتأثيراتها. لذا فلا يعد الكتابة عن أية معركة قديمةأو في مكان قصى غير مؤثر على الكاتب وأهله, لا تجد تجربة حربية. لذا شاععن الرواية الحربية مأخذين: التسجيلية وإقحام الأيديولوجيا الرسمية للدول.
    أولا: التسجيلية
    قدتغلب الأديب حماسته فيعجز الجانب الفنى الأصيل في أي عمل فنى أصيل أياكان شكله وطبيعة الموضوع المتناول لمعالجته . فتأتى "المباشرة", بلو"الخطابية والتقريرية والتي تبدو أكثر فجاجة خصوصا في الرواية الحربية.فالرواية الفنية على قدر ما فيها من تفاصيل معاشه عديدة وشخصيات كثيرة(غالبا) هي في الحقيقة عمل فنى مواز لعالم الواقع ولا تماثله وان أخذت منالعالم تفاصيله و عناصر موجداته, ويبقى على الروائي واجب إعادة صياغة هذاالعالم, بحيث تصبح الرواية الجيدة قائمة على عناصرها الفنية والبناء الخاصبها في تكامل بما يوحي ويشي ولا يصرح.
    لا يعفينا هذا من القول بأنالرواية الحربية.. لطبيعة تجربتها الخاصة وموضوعها المعقد, لا يعفى منالقول بضرورة وجود قدر هائل من التسجيلية, وربما أكثر من أى تجربة أخرىتقتحمها الرواية كفن سردي.
    فالرمال والأرضلفنية, والتي تدفع إلى معايشةأجواء العمل الفني, ربما إلى حد المشاركة. فالرمال والأرض والجنودوالخنادق التي يعيش عليها وفيها الجنود.. ليست هي الأرض و الرمال التييرتمي فوقها عند شواطئ الأنهار والبحار. كيف يكون ذلك؟ بقدر تحقيق ذلكبالتسجيلية الفنية تنجح الرواية الحربية فنيا.
    ليست هي التسجيليةالباردة أو المجردة.. فالقمر هو, هو.. لكنه مختلف تماما في عين المقاتل,وعلى الروائي رصد تلك العلاقة الخاصة والغامضة, ليس فقط مع القمر, بل معكل الكائنات الحية وغير الحية من حوله.
    ثانيا: الأيديولوجيا
    فلاأدب الحرب.. أدب تسجيلي ولا هو أدب أيديولوجي, ولا يجب أن يكون, خصوصاالرواية منه, حيث الرواية أقرب الفنون النثرية لو تضمنت قدر ولو ضئيل منالخطابية و الأفكار الزاعقة.
    لقد عبرت بعض الرواياتالمعبرة عن التجربة الحربية, عبرت عن لحظة الاستشهاد, كأن الشهيد غير راغبفي الحياة!, يبدو متلهفا للحظة موته/ عريسا كما جاءت في بعض الأعمالالعربية.
    تحت مظلة تلك اللحظة المعقدة المقدسة تشتعل الكلمات بتمجيدنظام ما من الحكم أو بتمجيد فكرة سياسية ما. كأن النفس البشرية جبلت علىحب الموت و لم تجبل على حب الحياة؟!
    الموت هو الموت, الحياة غريزةوالدافع الحقيقي لان نقاتل.. نقاتل من أجل الحياة, ولو أيقن المقاتل للحظةأنه هالك لا محالة ما تقدم خطوة عن موضع قدميه. ما أشد مقاومة المقاتلللموت, حتى لحظات الهلاك يقاوم ولو ببضع كلمات يردد بها الشهادتين.. إنمات على الأرض فهو يرجو الحياة بجنة الخلد.
    على اختلاف أنماط الأدب المعبرة عن التجربة الحربية, تبقى دائما الأيديولوجيا في العمل الفنى الجيد في خلفية المشاهد والحوارات.
    الروايةالحربية الفنية, هي رواية إنسانية وأن عالجت موضوعا شديد التعقيد.. حيثالموت مقابل الحياة, وقد عبر "شو" عن ذلك بقوله: "أن الفن هو المرآةالسحرية التي تقوم بعكس الأحلام غير المرئية وتحويلها إلى أحلام مرئية."
    كمايمكن إضافة مأخذا آخر, ألا وهو الصوت الزاعق أو التقريرية أو الانفعاليةغير الفنية. وربما تصدق تلك المآخذ إذا ما توفر أحدها, فكل مرتبط بالآخربهامش رقيق شفيف
    والسؤال الآن.. كيف تتحقق المعادلة, أن تكتب الروايةالمعبرة عن التجربة الحربية, والتي تعنى بالتسجيلية المعاشة وأيضا بالقيمالعليا والإنسانية, دون أن تتعلق عينا الروائي بالسحاب غافلا آثار أقدامهوأقدام من حوله على الأرض؟! وهنا خصوصية رواية التجربة الحربية الفنية.
    -------------
    Ab_negm@yahoo.com
    5-5-2010
    فضاءات عربية Printفضاءات عربية Friend

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 9:34 pm