إشكالية المصطلح النقدي (مصطلحات السيميائية السردية نموذجاً) أ.ميلود عبيد منقور(1)
1. واقع المصطلح السردي في الخطاب العربي النقدي:
مما لا شك فيه أن التقدم الهائل الذي حظيت به السرديات "علم السرد narratologie قد دفع نفرا من النقاد بحكم التأثر إلى وضع وتأسيس المصطلح في المسار النقدي المعاصر، الأمر الذي أحدث أزمة عكرت صفو الباحث، ولا تزال تعيق سبيله كلما تناول المصطلح في عملية الترجمة بسبب تعدد الآراء واختلاف وجهات النظر والتضارب في إصدار الأحكام الناتجة عن الصراعات الفكرية.
وهذا راجع إلى أن الفكر العربي يعيش حالة من التبعية للفكر الغربي، حيث استمد الباحث أو الناقد العربي المفاهيم النقدية دفعة واحدة دون أن يعرف ويفهم مراحل الحركة النقدية الأجنبية وحيثياتها، متجاهلاً نشأتها الطبيعية ومهتماً بما "يلائم الإبداع الأدبي بل إن كثيراً من المفاهيم النقدية التي أدخلت إلى الساحة العربية جاءت جاهزة قبل أن تنشأ الأعمال الأدبية التي تنطبق عليها، هذا ما جعل قضية المصطلح تبدو قضية ترجمة وتغريب في المحل الأول للمقابل الأجنبي إزاء ما يقترح من ألفاظ عربية"(2).
إن إثارة موضوع إشكالية الترجمة في الفكر العربي يشير إلى البيئة التي ساعدت على تفشي هذه المعضلة، من ذلك الاختلاف بين بلدان المشرق العربي التي تعتمد الثقافة الإنكليزية في تعامله مع المصطلح الأجنبي، وبين بلدان المغرب العربي التي تميل أكثر إلى الثقافة الفرنسية، وتحاول أن تقترب أو تعبّ أكثر من مصطلحاتها.
وعن هذا التواصل أو ذاك، نجم تداخل المفاهيم الدلالية للمصطلح الواحد، ووجود مفهوم واحد لعدد من المصطلحات مما أدى إلى ضبابية في فهم المصطلح السردي، وذلك لأن علم السرد narratologie علم حديث في حقل النقد الأدبي المعاصر، ولا يمكن بأي حال من الأحوال "عزل رصيده الاصطلاحي عما تراكم من رصيد إصطلاحي في مجال النقد الأدبي واللسانيات الاجتماعية، أو ما يسمى بعلم اللغة الاجتماعي، واللسانيات النفسية أو ما يسمى بعلم اللغة النفسي وعلم السيمياء وغير ذلك من العلوم والحقول المعرفية ذات الصلة بتطور هذا العلم"(3)
من هذه العلوم مجتمعة استفاد علم السرد واستفاد بما لها من مصطلحات.
فالسيميائية السردية تتمفصل حول موضوع السردية narrativitè كذلك السرديات أو علم السرد narratologie تعتبر المصطلح عينه موضوعها وباستعمال اللفظة نفسها، لكن مدلول المصطلح مختلف تماماً، لأن طبيعة استعماله تخص الإطار النظري الذي يشغله، كما أن هذه المصطلحات هي تنتمي إلى إطارات نظرية مختلفة تشترك في الدلالة العامة.
لكننا مع ذلك سنجد أنها تختلف جذرياً "فالراوي" في السرديات يلتقي مع "المرسل" في السيميائيات أو المتكلم في نظرية التلفظ، غير أن هذه المصطلحات لا تتحقق إلا في المجال النظري الذي تنتظم فيه ولا تتجسد إلا في إطار الحقل الدلالي والشبكة النسقية التي تنتمي إليها.
وإذن، فالمصطلحات تتحول وتتعدد دلالتها لا لشيء إلا لأنها تملك تاريخاً خاصاً بها، وبناء على هذا التحول تتغير لفظاً ودلالة.
إن هذه التحولات تعطي للمصطلح الواحد إمكانات التعبير متعددة وتسمه بالاختلاف الدلالي، وهو ينتقل من الزمن أو يهاجر في المكان، وهذا حال المصطلحات السردية وهي تنتقل إلى الحقل الاصطلاحي العربي كما أن دلالة المصطلح تتحدد إلى جانب الطابع التاريخي أي الموقع الذي يحتله في الحقل الدلالي الذي ينتمي إليها، ومعنى هذا أن لأي مصطلح موقعه الخاص في التراتبية النظرية "فكلما تطورت المصطلحات اتخذ دلالات جديدة بناء على المقتضيات التي عرفتها في نطاق عملية التحول"(4).
وعندما يكون الوعي غائباً والعمل على تجاوزها أمراً لازماً، يجب الحرص على نقل المصطلح بطريقة ذكية وواعية، لأن استقبال المصطلح ونقله إلى اللغة العربية، والاستعمال النقدي لا يعني نقل الكلمات ليس إلا...، ولكن نقل مفاهيم مثقلة بحمولات تاريخية ومعرفية ووظيفية.
من هنا، نريد أن نقف عند وضعية المصطلح السردي العربي.
لقد عرفت المصطلحية السردية العربية تحولاً كبيراً حيث تزايد المشتغلون العرب بالتحليل السردي وبترجمة الدراسات السردية، فهناك عدد لا يستهان به من الباحثين الذين برزوا في التحليل السردي من خلال الترجمة.
فكان أن ترجمت مقالات أو كتب حول السرد من الفرنسية أو الإنكليزية إلى العربية.
وعن ترجمة الكتب نذكر مثلاً recent theories of narrative للمؤلف "ولاص مارتين" (walace martin) حيث قامت الدكتورة "حياة جاسم محمد" بترجمته بعنوان "نظريات السرد الحديثة"، لأن الكتاب يتحدث عن النظريات السردية الحديثة، بدءاً من نظريات الرواية منذ القرن العشرين، ومرورا بآراء كثير من النقاد أمثال "فاراي" (frye) وبوث (boot)، وبروب (prop) ليقف عند رؤية الشكلانيين الروس، وبعض الاتجاهات الحديثة، لكن ما يستحق التوقف عنده من خلال هذه الترجمة هي مسألة ترجمة المصطلح الإنكليزي narrative فقد ترجم ب "السرد" وهناك كتاب آخر مترجم للناقد الفرنسي "جرار جينات" (Gerard genette) بعنوان discours du rècit أو بالإنكليزية narrative discours، فجاءت ترجمته بعنوان "خطاب الحكاية" وهنا نسجل مقابلين لمصطلح واحد: الحكاية والسرد، لذلك نتساءل: على أي أساس يقوم المشتغلون في حقل السرديات بترجمة المصطلحات الأجنبية؟ وكيف يتفقون على توحيدها؟
2. ترجمة المصطلح: أسباب ومشاكل وآفاق:
صحيح أن عملية الاستفادة من النظريات السردية الغربية أمر ضروري وحيوي لا يمكن الاعتراض عليها أيا كانت الدواعي والأسباب، ولكن حيث تتحقق عن طريق الترجمة أو التعريب تنجر عنها عدة مشاكل.
ولا بد أن نميز في هذا المقام بين المترجم والدارس، فالأول عمله هو البحث عن المقابلات بناء على العمل الذي يزاوله، فتغدو المصطلحات بالنسبة إليه كالمفردات اللغوية التي يستعصي عليه إدراكها، فيستعين عليها بما توفر له من قواميس اللغة الأصلية أو القواميس المزدوجة نحو المنهل والمورد، ويجتهد في اقتراح المقابل الذي يراه مناسباً "أما الدارس فليس الذي يعنيه هو حل مشكلة معجمية، إنما المصطلحات وكيف تشتغل أو توظف في نسق معين"(5)
قد يستعين بالمعاجم اللغوية، لكنه قد لا يجد ضالته، فيتجه إلى توليد مصطلحات جديدة تتناسب ولادتها في سياقاتها المختلفة التي توظف فيها، ويتطلب منه ذلك فهم طبيعة المصطلح وكيفية تشكله وإيحاءاته المتعددة، كما أنه في الوقت نفسه ملزم بتقديم المقابل العربي الملائم وفق قواعد الصياغة العربية ودلالتها وحقولها المعرفية المتعددة، لأن ترجمة المصطلح في كل الحالات لا يستدعي إتقان اللغة ليس إلا.. ولكن يقتضي من الدارس المعرفة السردية وشروط تحققهما وتطورهما ومجالاتهما المختلفة.
وما يحكم عمل المترجم أو الدارس هو الانتقاء والانتقال الدائم من حقل إلى آخر، ومن نظرية إلى غيرها.
فكثيراً ما نجد ترجمة لمقال في موضوع، وقلما نجد مترجماً في حقل بعينه.
ومن هنا، تبقى إشكالية ترجمة المصطلح السردي قائمة، وللتمثيل على ذلك، نأخذ الفعل narrer الذي تتعدد مقابلاته في اللغة العربية بشكل عجيب و ملفت: روى سرد خبر حكى قص، أما مصطلح narrateur فهو الراوي أو الحاكي أو القصاص أو السارد، كما يترجم مصطلح narration ب السرد والقصة والحكاية فيقال مثلاً سرد تاريخي أو سرد شعري(6)
وقد أثار مصطلح narrativite مشاكل جمة إذ ترجم بالسردية والقصصية والحكائية فيتداخل مع لفظة "العلم" من جهة narratologie سرديات وحكائيات وعلم السرد ومع الصفة narratif (7)
من أجل ذلك ولّد له "سعيد الغانمي" مصطلحاً جديداً هو "الساردية"غير أن هذا المصطلح "يثير لبسا كذلك لأنه يشير إلى السارد أو الراوي وليس إلى العملية السردية ذاتها"(.
إن ما نلاحظه هو أن عدداً كثيراً من المترجمين والنقاد لم يتقيدوا باستخدام اشتقاقات ذات جذر واحد، بل خلطوا بين الجذرين العربيين: راو narrateur والمروي له narrataire، في حين ترجمها الثنائي سمير المرزوقي وجميل شاكر ب "سارد" وخلاصة القول: إذا كان مصطلح السرد وما تفرع عنه من مصطلحات لا يزال عائماً غائماً مضطرباً في اللغة العربية، فهو يؤخذ مرة من الجذر "روى" ومن الجذر "سرد" تارة أخرى وطوراً آخر من الجذر "قص".
هذا غيض من فيض، يدل على أن قضية التعامل مع المصطلح السردي لا تزال تشكل معضلة كبيرة في مجال التطبيقات عند الباحث العربي الذي حار وتاه أمام تراكمات اصطلاحية تحتاج إلى ضبط وتحديد وفق المستوى الإبستيمولوجي ثم المستوى التاريخي الإيديولجي.
فلا بأس أن نأخذ عينة من النقاد وكتبهم التي ضمنوها مصطلحات ذات مقابلات مختلفة، على أن نقطع جزءاً من الوقت المستقبل إن شاء الله لرصد المصطلحية المترجمة من لدن النقاد والدارسين الذين يشتغلون بالمصطلح السيميائي السردي في البلاد العربية.
3. معاينة المصطلحات السيميائية السردية:
سبقت الإشارة إلى أن ترجمة المصطلح النقدي عامة، والمصطلح السيميائي السردي خاصة لا تزال قائمة، ولعل أسباب هذه الإشكالية تعود إلى المشاكل التي واجهت البحث السيميائي السردي، منها قلة البحوث والدراسات السيميائية، والفوضى في ترجمة النصوص "بحكم تعبيرها عن رغبة فردية تخضع لميول شخصية بدلاً من أن تكون نتيجة لفعل معرفي جماعي"(9)
كما أن اختلاف بعض الباحثين "لا يؤدي في جميع الحالات إلى إجماع يؤسس لخطاب علمي جديد جدير بهذا الاسم(10)
المصطلح رشيد بن مالك عبد الحميد بورايو سعيد بن كراد لحميداني
Adjuvant مساعد(11) مساعد(12) مساعد(13) مساعد(14)
Opposant معارض معارض معيق(15) معارض
Supjet dètat ذات الحال ذات الحال ذات الحال ذات الحالة
Sujet de faire ذات الفعل ذات الفاعل(16) ذات الفعل ذات الإنجاز(17)
Isotopie نظيرة ايزوطوبيا(18) قطب دلالي(19) تناظر(20) ؟
Syntagmatique نظمي (21) نظمي(22) توزيعي(23) تركيبي(24)
Conjonction وصلة(25) اتصال اتصال اتصال
Disjonction فصلة(26) انفصال انفصال انفصال
Actant عامل فاعل(27) عامل عامل
Performance الأداء(28) الأداء(29) الإنجاز(30) الإنجاز(31)
Sèquence مقطوعة(32) متتالية(33) مقطع(34) متتالية(35)
Thèmatique موضوعاتي تيمي(36) غرضي(37) تيمي(38) ؟
Manipulation استعمال تحريك إيعاز تحريك دفع تحريك الترغيب (في عن)
Modalitè جهة كيفية صيغة صيغة ؟
إن أول ما ملاحظة نستنتجها إثر اطلاعنا على الجدول هو الاختلاف القائم بين المترجمين على مستوى المصطلح، فلكل واحد منهم منظومته المصطلحية الخاصة به، قد تقترب تارة وتبتعد طوراً آخر من بعضها البعض، وهذا ربما يدل على أن الباحث العربي يفتقر إلى تنسيق الجهود الجماعي في إطار مجمعات علمية.
وإذا حاولنا فحص أسباب الاختلاف لوجدنا أنه مشكل نسقي لساني أي شكل المصطلح العربي بدليل أنه يعبر عن معطى ومفهوم واحد، فالتضارب يتموقع على مستوى الشكل ليس إلا.
فلو أخذنا مثلا مصطلح conjonction التي ترجمها رشيد بن مالك ب "الوصلة" وسعيد بن كراد ب "الاتصال"، نلاحظ أن كلا المصطلحين يلتقيان في المفهوم فكل من الاتصال والوصلة يراد بهما اتصال الذات أو الفاعل بموضوع القيمة، لكن إذا كان سعيد بن كراد و بورايو ترجما مصطلح conjonction ب "اتصال" فكيف يترجم مصطلح communication كذلك مصطلح actant فهو عند رشيد بن مالك بن كراد ولحمداني "عامل" وترجم بورايو ب "الفاعل" في حين أن مصطلح actant يكون مرسلاً ومتلقياً وموضوع القيمة وهذا ما يجافي الصواب.
كما نلاحظ أيضاً التعدد في وضع المقابل للمصطلح الأجنبي من ذلك مصطلح isotopie الذي عربه رشيد بن مالك ب "إزوطوبيا" بعد أن وضع له مقابلا "نظيرة" وقد ترجمه كل من الدكتور "عبد المالك مرتاض" والدكتور فيدوح في دراستهما الحديثة ب "التشاكل" في حين نجد من النقاد من ترجمه بالتناظر أو القطب الدلالي كما هو عند بورايو.
ففي الوقت الذي تقدم اللغة الأجنبية مصطلحاً واحداً، فإننا نجد عدد المصطلحات في اللغة العربية بعدد الدارسين ولعل السبب كما يقول الدكتور عزوز. "إما عدم اقتناع كل باحث بما يقدمه غيره من الدارسين واجتهاداتهم في المجال المصطلحي وكذا الهيئات والمجامع، وإما عدم إطلاعه على ما قدمه غيره"(39) أو "برغبة فردية تخضع لميول شخصية بدلاً أن تكون نتيجة لفعل معرفي جماعي"(40) كما قال باحث آخر في مقدمة كتابه.
وبعد رصد المنظومة المصطلحية عند بعض الباحثين العرب من المغرب والجزائر. كيف السبيل إلى توحيد وضبط المصطلح؟
تجدر الإشارة في هذا المقام أن غياب الحوار في الوطن العربي يتوقف على أزمة المنهج وتحديد لغة الحوار ذاتها، وهي لغة الاصطلاح أو بالأحرى المصطلح بوصفه الإجرائية المثلى لتشكيل الآليات الخطاب النقدي توخياً للغاية المنهجية والعلمية والمعرفية على حد سواء، ومن ثم فإن أي وعي بالمصطلح وملابساته هو وعي بالذات والهوية إذ كلما سعينا إلى توضيح المصطلح توضيحاً منهجياً مقصوداً، فإن ذلك سيعبر أولاً عن وعي صاحب الخطاب.... ويحقق ثانية ذلك التعاقد الضمني الموجود بينه وبين القارئ(41) خاصة عندما يتعلق الأمر بتقديم مصطلح جديد في إطار تحصيل مثاقفة فكرية ولمّا كان واقع المصطلح و الاصطلاح في الوطن العربي يتخبط في مزالق منهجية لا حصر لها، بات من البديهي أن تتعثر عملية الحوار العربي على جميع المستويات، فالصياغة المصطلحية للخطاب السردي السيميائي لم ترق بعد لمهمة التعبير الواعي عن اللغة العربية وملابساتها الفكرية والثقافية.
ومن ههنا نلمس تأثير المصطلح على الممارسة النقدية من نقص وقصور أديا إلى عجز النقاد عن المساهمة في بلورة جهاز مصطلحي عربي ثابت للخطاب السردي السيميائي وليس أدل على ذلك من غياب التنسيق بين الهيئات والمجامع اللغوية والمؤسسات التعريبية وبالتالي غياب التواصل الفعلي بين المشتغلين على تأسس ونقل المصطلح واستخدامه في الحقول المعرفية.
المصادر والمراجع:
(1) أزمة المصطلح في النقد القصصي، محمد عبد الرحيم محمد عبد الرحيم، مجلة فصول، المجلد السابع، العدد 2/3 ، 1978.
(2) البطل الملحمي والبطلة الضحية في الأدب الشفوي الجزائري، دراسات حول خطاب الروايات الشفوية، الأداء، الشكل، الدلالة، عبد الحميد بورايو، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر 1998.
(3) بنية النص السردي من منظور النقد الأدبي، حميد لحمداني، المركز الثقافي العربي للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، آب 1991.
(4) الحكايات الخرافية للمغرب العربي، دراسة تحليلية في معنى لمجموعة من الحكايات، دار الطليعة، بيروت، 1992.
(5) السيميائية بين النظرية والتطبيق، رواية اللوز نموذجا، رسالة الدكتوراه، سنة 1998، مخطوط.
(6) قال الراوي البنيات الحكائية في السيرة الشعبية، سعيد يقطين، المركز الثقافي، دار البيضاء، 1977.
(7) قاموس مصطلحات التحليل السيميائي للنصوص، عربي، إنجليزي، فرنسي، رشيد بن مالك، دار الحكمة، سنة 2000.
( اللغة الثانية في إشكالية المنهج، النظرية، والمصطلح في الخطاب النقدي العربي الحديث، فاضل تامر، المركز الثقافي العربي، بيروت، الطبعة الأولى، 1994.
(9) مدخل إلى السيميائيات السردية، سعيد بن كراد، دار تينمل للطباعة والنشر، الطبعة الأولى، 1994.
(10) مدخل إلى علم المصطلح، ونقد النقد العربي الحديث، أحمد بو حسون، مجلة الفكر العربي المعاصر، العدد 60/61، بيروت، 1989.
(11) المسار السردي وتنظيم المحتوى، عبد الحميد بورايو، رسالة الدكتوراه، سنة 1995/ 1996، مخطوط.
(12) المصطلح السردي، قضايا واقتراحات www.Saidyaktine.com-patrimoi.Htm ، سنة 2004.
(13) مصطلح المعجمية في الدرس اللساني المعاصر، عزوز أحمد، مجلة المصطلح، مجلة علمية أكاديمية، جامعة أبو بكر بلقايد تلمسان، العدد 3، 2005.
(14) المنهج لسهيل إدريسي وجبور عبد النور.
(1) كاتب جزائري، جامعة مستغانم.
(2) أزمة المصطلح في النقد القصصي، عبد الرحيم محمد عبد الرحيم، مجلة فصول في النقد الأدبي، قضايا المصطلح الأدبي، المجلد 7 العدد 3/2، أبريل سبتمبر 1978، القاهرة ص 103.
(3) اللغة الثانية في إشكالية المنهج، النظرية، والمصطلح في الخطاب النقدي العربي الحديث، فاضل تامر، المركز الثقافي العربي بيروت الطبعة الأولى 1994م ص 178.
(4) المصطلح السردي، قضايا واقتراحات، سعيد يقطين، www.saidyaktine.com-patrimoi.htm
(5) المصطلح السردي، قضايا واقتراحات سعيد يقطين، www.saidyaktine.com-partimoi.htm
(6) المنهل لسهيل إدريسي وجبور عبد النور، ص 692.
(7) قال الراوي، البنيات الحكائية في السيرة الشعبية، سعيد يقطين، المركز الثقافي، الدار البيضاء 1977، ص 14 15.
( اللغة الثانية في إشكالية النهج، النظرية، والمصطلح في الخطاب النقدي العرب الحديث، فاضل تامر المركز الثقافي العربي بيروت، الطبعة الأولى 1994م، ص 178.
(9) قاموس مصطلحات التحليل السيميائي، رشيد بن مالك، دار الحكمة، فيفري 2000م، ص 11.
(10) المرجع نفسه ص 11.
(11) مصطلح المعجمية في الدرس اللساني المعاصر، عزوز أحمد، عن مجلة المصطلح، مجلة علمية أكاديمية جامعة أبو بكر بلقايد تلمسان العدد 3، 2005، ص 27.
(12) قاموس مصطلحات التحليل السيميائي، رشيد بن مالك، ص 11.
(13) مدخل إلى علم المصطلح، المصطلح ونقد النقد العربي الحديث، أحمد بوحسون، مجلة الفكر العربي المعاصر، العدد 60 61 بيروت 1989 ص 84.
(14) السيميائية بين النظرية والتطبيق، رسالة لنيل الدكتوراه مخطوط وقاموس مصطلحات التحليل السيميائي للنصوص، عربي إنجليزي، فرنسي، رشيد بن مالك دار الحكمة سنة 2000.
(15) الحكايات الخرافية للمغرب العربي (دراسة تحليلية في معنى المعنى لمجموعة من الحكايات) دار الطليعة بيروت سنة 1992، و المسار السردي وتنظيم المحتوى دراسة سيميائية لنماذج من الحكايات "ألف ليلة وليلة" رسالة مقدمة للحصول على درجة الدكتوراه في الأدب بإشراف الدكتور عبد الله بن حلي.
(16) مدخل إلى السيميائيات السردية، سعيد بن كراد الطبعة 1 1999 دار تيمل للطباعة والنشر ص ب 150 أمر شيش.
(17) بنية النص السردي من منظور النقد الأدبي المركز الثقافي العربي للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى آب 1991.
(18) مدخل إلى السيميائيات السردية، المرجع السابق ص 97 47.
(19)البطل الملحمي والبطلة الضحية في الأدب الشفوي الجزائري، دراسات حول خطاب الروايات الشفوية، الأداء، الشكل، الدلالة، ديوان المطبوعات الجامعية بن عنكون الجزائر سنة 1998 ، ص 98.
(20) بنية النص السردي، المرجع السابق ص 34.
(21) قاموس مصطلحات التحليل السيميائي، والسيميائية بين النظرية والتطبيق لرشيد بن مالك
(22) المسار السردي وتنظيم المحتوى، عبد الحميد بورايو ص 32.
(23) مدخل إلى السيميائيات السردية، سعيد بن كراد ص 96.
(24) المسار السردي وتنظيم المحتوى، السيميائي بين النظرية والتطبيق.
(25) مدخل إلى السيميائيات السردية سعيد بن كراد م س 99.
(26) بنية النص السردي، حميد لحمداني، م س ص 30.
(27) قاموس مصطلحات لتحليل السيميائي، م س ص 40.
(28) المصدر نفسه ص 61
(29) المسار السردي وتنظيم المحتوى، عبد الحميد بوراو ص 257.
(30) السيميائية بين النظرية والتطبيق، وقاموس مصطلحات التحليل السيميائي ص 128، لرشيد بن مالك، والمسار السردي وتنظيم المحتوى ص 260.
(31) مدخل إلى السيميائيات السردية، المصدر نفسه ص 98.
(32) بنية النص السردي ص 35.
(33) قاموس مصطلحات التحليل السردي ص 189.
(34) البطل الملحمي والبطلة الضحية في الأدب الشفوي الجزائري، م س ص 90 91.
(35) مدخل إلى السيميائيات السردية ص 99.
(36) بنية النص السردي ص 62.
(37) بنية النص السردي ص 62.
(38) ينظر عبد الحميد بورايو المسار السردي وتنظيم المحتوى
(39) ينظر سعيد بن كراد مدخل إلى السيميائيات السردية.
(40) د. عزوز أحمد، مجلة المصطلح، مجلة علمية أكاديمية، جامعة أبو بكر بلقايد تلمسان، العدد 3، يناير 2005 ص 33.
(41) رشيد بن مالك، قاموس مصطلحات التحليل السيميائي ص 11.
1. واقع المصطلح السردي في الخطاب العربي النقدي:
مما لا شك فيه أن التقدم الهائل الذي حظيت به السرديات "علم السرد narratologie قد دفع نفرا من النقاد بحكم التأثر إلى وضع وتأسيس المصطلح في المسار النقدي المعاصر، الأمر الذي أحدث أزمة عكرت صفو الباحث، ولا تزال تعيق سبيله كلما تناول المصطلح في عملية الترجمة بسبب تعدد الآراء واختلاف وجهات النظر والتضارب في إصدار الأحكام الناتجة عن الصراعات الفكرية.
وهذا راجع إلى أن الفكر العربي يعيش حالة من التبعية للفكر الغربي، حيث استمد الباحث أو الناقد العربي المفاهيم النقدية دفعة واحدة دون أن يعرف ويفهم مراحل الحركة النقدية الأجنبية وحيثياتها، متجاهلاً نشأتها الطبيعية ومهتماً بما "يلائم الإبداع الأدبي بل إن كثيراً من المفاهيم النقدية التي أدخلت إلى الساحة العربية جاءت جاهزة قبل أن تنشأ الأعمال الأدبية التي تنطبق عليها، هذا ما جعل قضية المصطلح تبدو قضية ترجمة وتغريب في المحل الأول للمقابل الأجنبي إزاء ما يقترح من ألفاظ عربية"(2).
إن إثارة موضوع إشكالية الترجمة في الفكر العربي يشير إلى البيئة التي ساعدت على تفشي هذه المعضلة، من ذلك الاختلاف بين بلدان المشرق العربي التي تعتمد الثقافة الإنكليزية في تعامله مع المصطلح الأجنبي، وبين بلدان المغرب العربي التي تميل أكثر إلى الثقافة الفرنسية، وتحاول أن تقترب أو تعبّ أكثر من مصطلحاتها.
وعن هذا التواصل أو ذاك، نجم تداخل المفاهيم الدلالية للمصطلح الواحد، ووجود مفهوم واحد لعدد من المصطلحات مما أدى إلى ضبابية في فهم المصطلح السردي، وذلك لأن علم السرد narratologie علم حديث في حقل النقد الأدبي المعاصر، ولا يمكن بأي حال من الأحوال "عزل رصيده الاصطلاحي عما تراكم من رصيد إصطلاحي في مجال النقد الأدبي واللسانيات الاجتماعية، أو ما يسمى بعلم اللغة الاجتماعي، واللسانيات النفسية أو ما يسمى بعلم اللغة النفسي وعلم السيمياء وغير ذلك من العلوم والحقول المعرفية ذات الصلة بتطور هذا العلم"(3)
من هذه العلوم مجتمعة استفاد علم السرد واستفاد بما لها من مصطلحات.
فالسيميائية السردية تتمفصل حول موضوع السردية narrativitè كذلك السرديات أو علم السرد narratologie تعتبر المصطلح عينه موضوعها وباستعمال اللفظة نفسها، لكن مدلول المصطلح مختلف تماماً، لأن طبيعة استعماله تخص الإطار النظري الذي يشغله، كما أن هذه المصطلحات هي تنتمي إلى إطارات نظرية مختلفة تشترك في الدلالة العامة.
لكننا مع ذلك سنجد أنها تختلف جذرياً "فالراوي" في السرديات يلتقي مع "المرسل" في السيميائيات أو المتكلم في نظرية التلفظ، غير أن هذه المصطلحات لا تتحقق إلا في المجال النظري الذي تنتظم فيه ولا تتجسد إلا في إطار الحقل الدلالي والشبكة النسقية التي تنتمي إليها.
وإذن، فالمصطلحات تتحول وتتعدد دلالتها لا لشيء إلا لأنها تملك تاريخاً خاصاً بها، وبناء على هذا التحول تتغير لفظاً ودلالة.
إن هذه التحولات تعطي للمصطلح الواحد إمكانات التعبير متعددة وتسمه بالاختلاف الدلالي، وهو ينتقل من الزمن أو يهاجر في المكان، وهذا حال المصطلحات السردية وهي تنتقل إلى الحقل الاصطلاحي العربي كما أن دلالة المصطلح تتحدد إلى جانب الطابع التاريخي أي الموقع الذي يحتله في الحقل الدلالي الذي ينتمي إليها، ومعنى هذا أن لأي مصطلح موقعه الخاص في التراتبية النظرية "فكلما تطورت المصطلحات اتخذ دلالات جديدة بناء على المقتضيات التي عرفتها في نطاق عملية التحول"(4).
وعندما يكون الوعي غائباً والعمل على تجاوزها أمراً لازماً، يجب الحرص على نقل المصطلح بطريقة ذكية وواعية، لأن استقبال المصطلح ونقله إلى اللغة العربية، والاستعمال النقدي لا يعني نقل الكلمات ليس إلا...، ولكن نقل مفاهيم مثقلة بحمولات تاريخية ومعرفية ووظيفية.
من هنا، نريد أن نقف عند وضعية المصطلح السردي العربي.
لقد عرفت المصطلحية السردية العربية تحولاً كبيراً حيث تزايد المشتغلون العرب بالتحليل السردي وبترجمة الدراسات السردية، فهناك عدد لا يستهان به من الباحثين الذين برزوا في التحليل السردي من خلال الترجمة.
فكان أن ترجمت مقالات أو كتب حول السرد من الفرنسية أو الإنكليزية إلى العربية.
وعن ترجمة الكتب نذكر مثلاً recent theories of narrative للمؤلف "ولاص مارتين" (walace martin) حيث قامت الدكتورة "حياة جاسم محمد" بترجمته بعنوان "نظريات السرد الحديثة"، لأن الكتاب يتحدث عن النظريات السردية الحديثة، بدءاً من نظريات الرواية منذ القرن العشرين، ومرورا بآراء كثير من النقاد أمثال "فاراي" (frye) وبوث (boot)، وبروب (prop) ليقف عند رؤية الشكلانيين الروس، وبعض الاتجاهات الحديثة، لكن ما يستحق التوقف عنده من خلال هذه الترجمة هي مسألة ترجمة المصطلح الإنكليزي narrative فقد ترجم ب "السرد" وهناك كتاب آخر مترجم للناقد الفرنسي "جرار جينات" (Gerard genette) بعنوان discours du rècit أو بالإنكليزية narrative discours، فجاءت ترجمته بعنوان "خطاب الحكاية" وهنا نسجل مقابلين لمصطلح واحد: الحكاية والسرد، لذلك نتساءل: على أي أساس يقوم المشتغلون في حقل السرديات بترجمة المصطلحات الأجنبية؟ وكيف يتفقون على توحيدها؟
2. ترجمة المصطلح: أسباب ومشاكل وآفاق:
صحيح أن عملية الاستفادة من النظريات السردية الغربية أمر ضروري وحيوي لا يمكن الاعتراض عليها أيا كانت الدواعي والأسباب، ولكن حيث تتحقق عن طريق الترجمة أو التعريب تنجر عنها عدة مشاكل.
ولا بد أن نميز في هذا المقام بين المترجم والدارس، فالأول عمله هو البحث عن المقابلات بناء على العمل الذي يزاوله، فتغدو المصطلحات بالنسبة إليه كالمفردات اللغوية التي يستعصي عليه إدراكها، فيستعين عليها بما توفر له من قواميس اللغة الأصلية أو القواميس المزدوجة نحو المنهل والمورد، ويجتهد في اقتراح المقابل الذي يراه مناسباً "أما الدارس فليس الذي يعنيه هو حل مشكلة معجمية، إنما المصطلحات وكيف تشتغل أو توظف في نسق معين"(5)
قد يستعين بالمعاجم اللغوية، لكنه قد لا يجد ضالته، فيتجه إلى توليد مصطلحات جديدة تتناسب ولادتها في سياقاتها المختلفة التي توظف فيها، ويتطلب منه ذلك فهم طبيعة المصطلح وكيفية تشكله وإيحاءاته المتعددة، كما أنه في الوقت نفسه ملزم بتقديم المقابل العربي الملائم وفق قواعد الصياغة العربية ودلالتها وحقولها المعرفية المتعددة، لأن ترجمة المصطلح في كل الحالات لا يستدعي إتقان اللغة ليس إلا.. ولكن يقتضي من الدارس المعرفة السردية وشروط تحققهما وتطورهما ومجالاتهما المختلفة.
وما يحكم عمل المترجم أو الدارس هو الانتقاء والانتقال الدائم من حقل إلى آخر، ومن نظرية إلى غيرها.
فكثيراً ما نجد ترجمة لمقال في موضوع، وقلما نجد مترجماً في حقل بعينه.
ومن هنا، تبقى إشكالية ترجمة المصطلح السردي قائمة، وللتمثيل على ذلك، نأخذ الفعل narrer الذي تتعدد مقابلاته في اللغة العربية بشكل عجيب و ملفت: روى سرد خبر حكى قص، أما مصطلح narrateur فهو الراوي أو الحاكي أو القصاص أو السارد، كما يترجم مصطلح narration ب السرد والقصة والحكاية فيقال مثلاً سرد تاريخي أو سرد شعري(6)
وقد أثار مصطلح narrativite مشاكل جمة إذ ترجم بالسردية والقصصية والحكائية فيتداخل مع لفظة "العلم" من جهة narratologie سرديات وحكائيات وعلم السرد ومع الصفة narratif (7)
من أجل ذلك ولّد له "سعيد الغانمي" مصطلحاً جديداً هو "الساردية"غير أن هذا المصطلح "يثير لبسا كذلك لأنه يشير إلى السارد أو الراوي وليس إلى العملية السردية ذاتها"(.
إن ما نلاحظه هو أن عدداً كثيراً من المترجمين والنقاد لم يتقيدوا باستخدام اشتقاقات ذات جذر واحد، بل خلطوا بين الجذرين العربيين: راو narrateur والمروي له narrataire، في حين ترجمها الثنائي سمير المرزوقي وجميل شاكر ب "سارد" وخلاصة القول: إذا كان مصطلح السرد وما تفرع عنه من مصطلحات لا يزال عائماً غائماً مضطرباً في اللغة العربية، فهو يؤخذ مرة من الجذر "روى" ومن الجذر "سرد" تارة أخرى وطوراً آخر من الجذر "قص".
هذا غيض من فيض، يدل على أن قضية التعامل مع المصطلح السردي لا تزال تشكل معضلة كبيرة في مجال التطبيقات عند الباحث العربي الذي حار وتاه أمام تراكمات اصطلاحية تحتاج إلى ضبط وتحديد وفق المستوى الإبستيمولوجي ثم المستوى التاريخي الإيديولجي.
فلا بأس أن نأخذ عينة من النقاد وكتبهم التي ضمنوها مصطلحات ذات مقابلات مختلفة، على أن نقطع جزءاً من الوقت المستقبل إن شاء الله لرصد المصطلحية المترجمة من لدن النقاد والدارسين الذين يشتغلون بالمصطلح السيميائي السردي في البلاد العربية.
3. معاينة المصطلحات السيميائية السردية:
سبقت الإشارة إلى أن ترجمة المصطلح النقدي عامة، والمصطلح السيميائي السردي خاصة لا تزال قائمة، ولعل أسباب هذه الإشكالية تعود إلى المشاكل التي واجهت البحث السيميائي السردي، منها قلة البحوث والدراسات السيميائية، والفوضى في ترجمة النصوص "بحكم تعبيرها عن رغبة فردية تخضع لميول شخصية بدلاً من أن تكون نتيجة لفعل معرفي جماعي"(9)
كما أن اختلاف بعض الباحثين "لا يؤدي في جميع الحالات إلى إجماع يؤسس لخطاب علمي جديد جدير بهذا الاسم(10)
المصطلح رشيد بن مالك عبد الحميد بورايو سعيد بن كراد لحميداني
Adjuvant مساعد(11) مساعد(12) مساعد(13) مساعد(14)
Opposant معارض معارض معيق(15) معارض
Supjet dètat ذات الحال ذات الحال ذات الحال ذات الحالة
Sujet de faire ذات الفعل ذات الفاعل(16) ذات الفعل ذات الإنجاز(17)
Isotopie نظيرة ايزوطوبيا(18) قطب دلالي(19) تناظر(20) ؟
Syntagmatique نظمي (21) نظمي(22) توزيعي(23) تركيبي(24)
Conjonction وصلة(25) اتصال اتصال اتصال
Disjonction فصلة(26) انفصال انفصال انفصال
Actant عامل فاعل(27) عامل عامل
Performance الأداء(28) الأداء(29) الإنجاز(30) الإنجاز(31)
Sèquence مقطوعة(32) متتالية(33) مقطع(34) متتالية(35)
Thèmatique موضوعاتي تيمي(36) غرضي(37) تيمي(38) ؟
Manipulation استعمال تحريك إيعاز تحريك دفع تحريك الترغيب (في عن)
Modalitè جهة كيفية صيغة صيغة ؟
إن أول ما ملاحظة نستنتجها إثر اطلاعنا على الجدول هو الاختلاف القائم بين المترجمين على مستوى المصطلح، فلكل واحد منهم منظومته المصطلحية الخاصة به، قد تقترب تارة وتبتعد طوراً آخر من بعضها البعض، وهذا ربما يدل على أن الباحث العربي يفتقر إلى تنسيق الجهود الجماعي في إطار مجمعات علمية.
وإذا حاولنا فحص أسباب الاختلاف لوجدنا أنه مشكل نسقي لساني أي شكل المصطلح العربي بدليل أنه يعبر عن معطى ومفهوم واحد، فالتضارب يتموقع على مستوى الشكل ليس إلا.
فلو أخذنا مثلا مصطلح conjonction التي ترجمها رشيد بن مالك ب "الوصلة" وسعيد بن كراد ب "الاتصال"، نلاحظ أن كلا المصطلحين يلتقيان في المفهوم فكل من الاتصال والوصلة يراد بهما اتصال الذات أو الفاعل بموضوع القيمة، لكن إذا كان سعيد بن كراد و بورايو ترجما مصطلح conjonction ب "اتصال" فكيف يترجم مصطلح communication كذلك مصطلح actant فهو عند رشيد بن مالك بن كراد ولحمداني "عامل" وترجم بورايو ب "الفاعل" في حين أن مصطلح actant يكون مرسلاً ومتلقياً وموضوع القيمة وهذا ما يجافي الصواب.
كما نلاحظ أيضاً التعدد في وضع المقابل للمصطلح الأجنبي من ذلك مصطلح isotopie الذي عربه رشيد بن مالك ب "إزوطوبيا" بعد أن وضع له مقابلا "نظيرة" وقد ترجمه كل من الدكتور "عبد المالك مرتاض" والدكتور فيدوح في دراستهما الحديثة ب "التشاكل" في حين نجد من النقاد من ترجمه بالتناظر أو القطب الدلالي كما هو عند بورايو.
ففي الوقت الذي تقدم اللغة الأجنبية مصطلحاً واحداً، فإننا نجد عدد المصطلحات في اللغة العربية بعدد الدارسين ولعل السبب كما يقول الدكتور عزوز. "إما عدم اقتناع كل باحث بما يقدمه غيره من الدارسين واجتهاداتهم في المجال المصطلحي وكذا الهيئات والمجامع، وإما عدم إطلاعه على ما قدمه غيره"(39) أو "برغبة فردية تخضع لميول شخصية بدلاً أن تكون نتيجة لفعل معرفي جماعي"(40) كما قال باحث آخر في مقدمة كتابه.
وبعد رصد المنظومة المصطلحية عند بعض الباحثين العرب من المغرب والجزائر. كيف السبيل إلى توحيد وضبط المصطلح؟
تجدر الإشارة في هذا المقام أن غياب الحوار في الوطن العربي يتوقف على أزمة المنهج وتحديد لغة الحوار ذاتها، وهي لغة الاصطلاح أو بالأحرى المصطلح بوصفه الإجرائية المثلى لتشكيل الآليات الخطاب النقدي توخياً للغاية المنهجية والعلمية والمعرفية على حد سواء، ومن ثم فإن أي وعي بالمصطلح وملابساته هو وعي بالذات والهوية إذ كلما سعينا إلى توضيح المصطلح توضيحاً منهجياً مقصوداً، فإن ذلك سيعبر أولاً عن وعي صاحب الخطاب.... ويحقق ثانية ذلك التعاقد الضمني الموجود بينه وبين القارئ(41) خاصة عندما يتعلق الأمر بتقديم مصطلح جديد في إطار تحصيل مثاقفة فكرية ولمّا كان واقع المصطلح و الاصطلاح في الوطن العربي يتخبط في مزالق منهجية لا حصر لها، بات من البديهي أن تتعثر عملية الحوار العربي على جميع المستويات، فالصياغة المصطلحية للخطاب السردي السيميائي لم ترق بعد لمهمة التعبير الواعي عن اللغة العربية وملابساتها الفكرية والثقافية.
ومن ههنا نلمس تأثير المصطلح على الممارسة النقدية من نقص وقصور أديا إلى عجز النقاد عن المساهمة في بلورة جهاز مصطلحي عربي ثابت للخطاب السردي السيميائي وليس أدل على ذلك من غياب التنسيق بين الهيئات والمجامع اللغوية والمؤسسات التعريبية وبالتالي غياب التواصل الفعلي بين المشتغلين على تأسس ونقل المصطلح واستخدامه في الحقول المعرفية.
المصادر والمراجع:
(1) أزمة المصطلح في النقد القصصي، محمد عبد الرحيم محمد عبد الرحيم، مجلة فصول، المجلد السابع، العدد 2/3 ، 1978.
(2) البطل الملحمي والبطلة الضحية في الأدب الشفوي الجزائري، دراسات حول خطاب الروايات الشفوية، الأداء، الشكل، الدلالة، عبد الحميد بورايو، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر 1998.
(3) بنية النص السردي من منظور النقد الأدبي، حميد لحمداني، المركز الثقافي العربي للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، آب 1991.
(4) الحكايات الخرافية للمغرب العربي، دراسة تحليلية في معنى لمجموعة من الحكايات، دار الطليعة، بيروت، 1992.
(5) السيميائية بين النظرية والتطبيق، رواية اللوز نموذجا، رسالة الدكتوراه، سنة 1998، مخطوط.
(6) قال الراوي البنيات الحكائية في السيرة الشعبية، سعيد يقطين، المركز الثقافي، دار البيضاء، 1977.
(7) قاموس مصطلحات التحليل السيميائي للنصوص، عربي، إنجليزي، فرنسي، رشيد بن مالك، دار الحكمة، سنة 2000.
( اللغة الثانية في إشكالية المنهج، النظرية، والمصطلح في الخطاب النقدي العربي الحديث، فاضل تامر، المركز الثقافي العربي، بيروت، الطبعة الأولى، 1994.
(9) مدخل إلى السيميائيات السردية، سعيد بن كراد، دار تينمل للطباعة والنشر، الطبعة الأولى، 1994.
(10) مدخل إلى علم المصطلح، ونقد النقد العربي الحديث، أحمد بو حسون، مجلة الفكر العربي المعاصر، العدد 60/61، بيروت، 1989.
(11) المسار السردي وتنظيم المحتوى، عبد الحميد بورايو، رسالة الدكتوراه، سنة 1995/ 1996، مخطوط.
(12) المصطلح السردي، قضايا واقتراحات www.Saidyaktine.com-patrimoi.Htm ، سنة 2004.
(13) مصطلح المعجمية في الدرس اللساني المعاصر، عزوز أحمد، مجلة المصطلح، مجلة علمية أكاديمية، جامعة أبو بكر بلقايد تلمسان، العدد 3، 2005.
(14) المنهج لسهيل إدريسي وجبور عبد النور.
(1) كاتب جزائري، جامعة مستغانم.
(2) أزمة المصطلح في النقد القصصي، عبد الرحيم محمد عبد الرحيم، مجلة فصول في النقد الأدبي، قضايا المصطلح الأدبي، المجلد 7 العدد 3/2، أبريل سبتمبر 1978، القاهرة ص 103.
(3) اللغة الثانية في إشكالية المنهج، النظرية، والمصطلح في الخطاب النقدي العربي الحديث، فاضل تامر، المركز الثقافي العربي بيروت الطبعة الأولى 1994م ص 178.
(4) المصطلح السردي، قضايا واقتراحات، سعيد يقطين، www.saidyaktine.com-patrimoi.htm
(5) المصطلح السردي، قضايا واقتراحات سعيد يقطين، www.saidyaktine.com-partimoi.htm
(6) المنهل لسهيل إدريسي وجبور عبد النور، ص 692.
(7) قال الراوي، البنيات الحكائية في السيرة الشعبية، سعيد يقطين، المركز الثقافي، الدار البيضاء 1977، ص 14 15.
( اللغة الثانية في إشكالية النهج، النظرية، والمصطلح في الخطاب النقدي العرب الحديث، فاضل تامر المركز الثقافي العربي بيروت، الطبعة الأولى 1994م، ص 178.
(9) قاموس مصطلحات التحليل السيميائي، رشيد بن مالك، دار الحكمة، فيفري 2000م، ص 11.
(10) المرجع نفسه ص 11.
(11) مصطلح المعجمية في الدرس اللساني المعاصر، عزوز أحمد، عن مجلة المصطلح، مجلة علمية أكاديمية جامعة أبو بكر بلقايد تلمسان العدد 3، 2005، ص 27.
(12) قاموس مصطلحات التحليل السيميائي، رشيد بن مالك، ص 11.
(13) مدخل إلى علم المصطلح، المصطلح ونقد النقد العربي الحديث، أحمد بوحسون، مجلة الفكر العربي المعاصر، العدد 60 61 بيروت 1989 ص 84.
(14) السيميائية بين النظرية والتطبيق، رسالة لنيل الدكتوراه مخطوط وقاموس مصطلحات التحليل السيميائي للنصوص، عربي إنجليزي، فرنسي، رشيد بن مالك دار الحكمة سنة 2000.
(15) الحكايات الخرافية للمغرب العربي (دراسة تحليلية في معنى المعنى لمجموعة من الحكايات) دار الطليعة بيروت سنة 1992، و المسار السردي وتنظيم المحتوى دراسة سيميائية لنماذج من الحكايات "ألف ليلة وليلة" رسالة مقدمة للحصول على درجة الدكتوراه في الأدب بإشراف الدكتور عبد الله بن حلي.
(16) مدخل إلى السيميائيات السردية، سعيد بن كراد الطبعة 1 1999 دار تيمل للطباعة والنشر ص ب 150 أمر شيش.
(17) بنية النص السردي من منظور النقد الأدبي المركز الثقافي العربي للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى آب 1991.
(18) مدخل إلى السيميائيات السردية، المرجع السابق ص 97 47.
(19)البطل الملحمي والبطلة الضحية في الأدب الشفوي الجزائري، دراسات حول خطاب الروايات الشفوية، الأداء، الشكل، الدلالة، ديوان المطبوعات الجامعية بن عنكون الجزائر سنة 1998 ، ص 98.
(20) بنية النص السردي، المرجع السابق ص 34.
(21) قاموس مصطلحات التحليل السيميائي، والسيميائية بين النظرية والتطبيق لرشيد بن مالك
(22) المسار السردي وتنظيم المحتوى، عبد الحميد بورايو ص 32.
(23) مدخل إلى السيميائيات السردية، سعيد بن كراد ص 96.
(24) المسار السردي وتنظيم المحتوى، السيميائي بين النظرية والتطبيق.
(25) مدخل إلى السيميائيات السردية سعيد بن كراد م س 99.
(26) بنية النص السردي، حميد لحمداني، م س ص 30.
(27) قاموس مصطلحات لتحليل السيميائي، م س ص 40.
(28) المصدر نفسه ص 61
(29) المسار السردي وتنظيم المحتوى، عبد الحميد بوراو ص 257.
(30) السيميائية بين النظرية والتطبيق، وقاموس مصطلحات التحليل السيميائي ص 128، لرشيد بن مالك، والمسار السردي وتنظيم المحتوى ص 260.
(31) مدخل إلى السيميائيات السردية، المصدر نفسه ص 98.
(32) بنية النص السردي ص 35.
(33) قاموس مصطلحات التحليل السردي ص 189.
(34) البطل الملحمي والبطلة الضحية في الأدب الشفوي الجزائري، م س ص 90 91.
(35) مدخل إلى السيميائيات السردية ص 99.
(36) بنية النص السردي ص 62.
(37) بنية النص السردي ص 62.
(38) ينظر عبد الحميد بورايو المسار السردي وتنظيم المحتوى
(39) ينظر سعيد بن كراد مدخل إلى السيميائيات السردية.
(40) د. عزوز أحمد، مجلة المصطلح، مجلة علمية أكاديمية، جامعة أبو بكر بلقايد تلمسان، العدد 3، يناير 2005 ص 33.
(41) رشيد بن مالك، قاموس مصطلحات التحليل السيميائي ص 11.