التحليل النسقي
.fullpost { display: inline; }
الاقتراب النسقي : دافيد ايدسون :
يعود
الفضل إلى عالم السياسة الأمريكي دافيد ايستون في تطوير اقتراب تحليل
النظام وإدخاله إلى حقل العلوم السياسية و قد عمل ايستون على تطوير هذا
الاقتراب عبر مراحل كانت بدايتها عام 1953 حينما نشر كتاب " النظام
السياسي" تم كتاب تحليل النظم السياسية في عام 1965.
نظر
دافيد ايستون إلى الحياة السياسية على نسق سلوك موجود في بيئة يتفاعل معها
أخذا و عطاء من خلال فتحتين : المداخل و المخرجات و أن هذا النسق بمثابة
كائن حي يعيش في بيئة فيزيائية مادية و بيولوجية و اجتماعية و سيكولوجية و
هو نسق مفتوح على البيئة التي تنتج أحداثا و تأثيرات يتطلب من أعضاء النسق
الاستجابة لها .
لقد
بني ايستون إطاره التحليلي على مجموعة من الفروض التي تعتمد على مجموعة من
المفاهيم الجديدة التي ادخلها إلى حقل الدراسات السياسية و منها :
أ- النظام
: و هو وحدة التحليل الأساسية و يعني " مجموعة من العناصر المتفاعلة و
المترابطة وظيفيا مع بعضها البعض بشكل منتظم بما يعنيه ذلك من أن التغير
في احد العناصر المكونة للنظام يؤثر في بقية العناصر " و أي نظام يمكن أن
يشكل في ذاته نظاما كليا شاملا كما يمكن أن يكون نظاما فرعيا من نظام أخر
كلي .
ب- البيئة
: يعيش النظام السياسي في بيئة التي تمثل أو تشمل كل ما هو خارج النظام
السياسي و لا يدخل في مكوناته و لكنه يؤثر فيه أو يتأثر به و تقسم البيئة
إلى نطاق المجتمع إلى :
1- بيئة
داخلية : و تشمل الأنساق الداخلية مثل الاقتصاد ، الثقافة ، البناء
الاجتماعي ، ... و تمثل مصدرا للضغوط و التأثيرات المتعددة التي تعمل على
صياغة الشكل ، و هي كل شيء ماعدا المنظومة السياسية .
2- بيئة
خارجية : و هي تشمل كل ما يقع خارج المجتمع الموجود فيه النسق السياسي و
تتمثل في الأنساق الدولية السياسية و الاقتصادية ، الثقافية و تشكل النسق
الدولي الكلي .
ت- الحدود
: تصور ايستون أن للنظام السياسي حدودا تفصل بينه و بين بيئة و تختلف هذه
الحدود من مجتمع إلى أخر و تتأثر بالقيم و الأوضاع الاجتماعية و الثقافية
السائدة .
ث- المدخلات
: و هو كل ما يتلقاه النظام السياسي من بيئته الداخلية و الخارجية و هي
مجموع التغيرات التي تحدث في البيئة المحيطة بالنظام و التي تؤثر فيه و
تعمل على تغييره و تبديله بأي صورة كانت و يقسمها إلى :
1- مطالب
: التي تمثل حاجات الأفراد و المجتمع و تفضيلا تهم المتنوعة تقوم الأبنية
و التنظيمات المختلفة بجمعها و تنظيمها و صياغة على شكل برامج أو مشاريع
تطرح على النظام السياسي الذي ينبغي عليه الاستجابة لها من تلك الأبنية ،
نجد الأحزاب السياسية ، جماعات الضغط ، الرأي العام ...... .
2- التأييد
:أن النسق السياسي وسيلة تجند خلالها و توجه موارد المجتمع و طاقاته نحو
السعي إلى تخفيف أهداف معينة و منه تم ينبغي على هذا النظام تجميع دعم
أعضاءه من اجل كسب القدرة على الفعل و الحركة و النشاط و لضمان استقرار
القواعد القانونية و الهياكل التي يتم من خلالها تحويل مدخلات إلى مخرجات
و المحافظة على الحد الأدنى من الانسجام بين أعضاء .
و
قد يكون التأييد أما موجها للمجتمع السياسي ا والى النظام السياسي و يساند
القواعد العامة للعبة السياسية أخرى للحكومة مع وجود تأثير متبادل بين هذا
الأصناف بحيث إذا ارتفع احدهما انخفض الأخر .. و هناك تأييد صريح و تأييد
ضمني (غير مباشر).
هـ
- التحويل : هي مجموعة النشاطات و التفاعلات التي يقوم بها النظام و يحول
عن طريقها مدخلاته المتمثلة في المطالب و المساندة و الموارد إلى مخرجاته
و تتم هذه العملية داخل أبنية لنظام السياسي و تتولاها أجهزته المختلفة
حيث تقوم بعملية التصفية و الترتيب و التقديم و التأخير للمطالب حسب
الأهمية و الحساسية .
و-
المخرجات : و تتمثل في مجموعة الأفعال و القرارات الملزمة و السياسات
العامة و الدعاية التي يخرجها النظام السياسي فهي ردود أفعال النظام و
استجاباته للمطالب الفعلية أو المتوقعة التي يرد إليه من بيئته و تمثل
المخرجات النقطة الختامية في العمليات المعقدة التي تتحول عبرها المطالب و
التأييد و الموارد إلى قرارات و أفعال .
و تتضمن المخرجات القرارات الملزمة و غير الملزمة و التصريحات الأفعال الاقتصادية و الاجتماعية و القوانين و المراسيم .....الخ .
ز-
التغذية الإسترجاعية : و يقصد بها مجموعة ردود الأفعال البيئة على مخرجات
النظام السياسي و ذلك في شكل طلبات تأييد و موارد جديدة توجهها البيئة إلى
نظام السياسي عبر فتحة المدخلات .
الفروض التي بني ايستون إطاره التحليلي عليها :
ü النظام السياسي نظام مفتوح يؤثر و يتأثر بالأنظمة الأخرى و يمتلك مقدرة على التكيف مع الضغوط المختلفة .
ü يسعى النظام إلى تحيق التوازن و الاستقرار و ذلك من خلال الخصائص التي يمتلكها و تعينه إلى مواجهة متطلبات البيئة .
ü للنظام مجموعة من الوظائف لا بد له منها لاستقرار .
ü النظام السياسي في حالة حركة دائمة يأخذ من البيئة و يعطيها .
عمل النظام السياسي في شكله المبسط :
تأتي
الطلبات و التأييد إلى النظام السياسي من البيئة الداخلية و الخارجية و
ذلك من خلال فتحة المدخلات فتقوم أجهزته الداخلية بمعالجتها و دراستها و
تصفيتها تم بعد ذلك تحولها إلى مخرجات في شكل أجوبة تتخذ صفة القرارات و
السياسات و الأقوال و الأفعال ، تنتج ردود أفعال تتخذ صفة الطلبات او
التأييد توجه مرة أخرى للنظام السياسي عبر فتحة المدخلات في حركة دورية
مستمرة .
http://siassa.1fr1.net/montada-f8/topic-t148.htm