الإحالة: منهجية البحث العلمي
كتبهاأبو ريــــم محمد هواس ، في 27 ديسمبر 2008
الساعة: 11:50 ص
1- تعريف الإحالة:
يطلق مصطلح الإحالة على كل المعلومات التي لا يمكن وضعها في المتن والتي تكتب في أسفل الصفحة في إطار مفصول عن المتن إما ببياض واضح (وهي طريقة أنجلوسكسوتية) أو بخط أفقي (طريقة فرنسية) قبل كتابتها، أو تكتب في آخر كل فصل أو في آخر البحث.[1]
والإحالة نوعان:
- إحالة توثيقية: قصد ضبط العناصر التوثيقية للمصدر أو المرجع المنقول منه الاستشهاد أو المعلومة في البحث.
- إحالة توضيحية: هدفها تجنب الحشو في المتن حتى لا تتفكك وحدته، متيحة فرصة لمن يرغب في التوسع أو التحقق من قراءة البحث بالعودة إليها.
أما طريقة كتابتها وضوابطها فتتمثل على الشكل التالي:
2- ضوابط الإحالة وتطبيقاتها:
لا توضع الهوامش عشوائيا، بل لكل إحالة مقابل في
المتن، وذلك بربطها بعلامة مشتركة، قد تكون هذه العلامة نجمة * (وتخص هذه
الطريقة الإحالة التوضيحية) أو رقما (وتخص هذه الطريقة الإحالة
التوثيقية). وتوضع هذه العلامة أو الرقم فوق المكتوب بالمتن مباشرة.
أما
طريقة كتابة الإحالة فتختلف من اتجاه لآخر، فالاتجاه الأنجلوسكسوني يخالف
الاتجاه الفرنسي، كما أن عملية توثيق الكتب ليست هي العملية في المجلات والدوريات.
بالنسبة
للكتب، بعد رقم الإحالة المخصصة بالهوامش والمرتبط بالمتن، وبعد التفريجة
التي تليه، يكتب الاسم العائلي للمؤلف قبل اسمه الشخصي، هذا الثاني الذي
يمكن أن يختصر بالحرف الأول من اسمه. ثم ترسم الفاصلة، (طريقة
أنجلوسيسونية) أو نقتطين للتفسير (طريقة فرنسية) وبعدها يكتب عنوان الكتاب بشكل مائل لتمييزه عن باقي المكتوب على الهوامش (طريقة أنجلوسكسونية)، ترسم بعد ذلك فاصلة أخرى ويكتب بعدها مكان الطبع، وبعد هذا الأخير ترسم نقطتين للتفسير ويكتب بعدها اسم الطابع أو الناشر، غير أن هاتين المرحلتين الأخيرتين يختلف فيهما، فإذا كانت هذه طريقة أنجلوسكسونية فالفرنسيون يضعون الفاصلة عوض نقطتي التفسير، ويقدمون اسم الناشر أو الطابع عن مكان الطبع. بعد ذلك (سواء في كلتا الطريقتين) ترسم الفاصلة ثم سنة النشر وأخيرا الصفحة أو الصفحات التي رجع إليها المستشهد، بعد ذلك توضع نقطة النهاية.[2]
مثال:
الطريقة الفرنسية: فيصل (شكري): منهاج الدراسات الأدبية، دار العلم للملايين، بيروت، ط3، 1993.
الطريقة الأنجلوسكسونية: : فيصل (شكري)، منهاج الدراسات الأدبية، بيروت: دار العلم للملايين، ط3، 1993.
فإذا تعددت الصفحات فيجب
كتابة رقم الصفحة التي يبدأ منها الاقتباس، ثم ترسم عارضة وبعدها رقم
الصفحة التي ينتهي منها الاقتباس؛ عوض أن تكتب أرقام الصفحات بالتتالي. مثال: فبدل كتابة: مثال: فيصل (شكري): منهاج الدراسات الأدبية، دار العلم للملايين، بيروت، ط3، 1993، ص 23، 24، 25 / يكتب: فيصل (شكري): منهاج الدراسات الأدبية، دار العلم للملايين، بيروت، ط3، 1993، 23-25.
أما إذا كانت الفكرة المستشهد بها متكررة في أكثر من صفحة غير متتالية فتفصل أرقام هذه الصفحات بعلامة فاصلة. مثال: فيصل (شكري): منهاج الدراسات الأدبية، دار العلم للملايين، بيروت، ط3، 1993. ص 16، 39، 47.
أما إذا كانت نفس الفكرة المستشهد بها واردة في أكثر من مرجع، فإنه المعلومات المتعلقة بالمرجع الأول تكتب وتفصل عن المعلومات المتعلقة بالمرجع الثاني بعلامة نقطة فاصلة، وهكذا…
مثال:
باختين (ميخائيل): شعرية دسويفسكي، تر: د. جميل نصيف التركيتي، دار
توبقال، الدار البيضاء، ط2، 1986؛ مفتاح (محمد): تحليل الخطاب الشعري
(استراتيجية التناص)، دار التنوير للطباعة والنشر، المركز الثقافي العربي، بيروت، البيضاء، 1985.
ناهيك عن هذه المحددات فإنه لا يجوز اختصار المعلومات المتعلقة بمرجع ما إذا ورد هذا الأخير لأول مرة في الهامش.
أما فيما يتعلق بالمجلات، فيجب احترام الأعراف والقواعد التالية:[3]
بعد رقم الإحالة والتفريجة التي تليه، يكتب اسم كاتب المقال العائلي والشخصي (مثل الطريقة الأولى) ثم فاصلة، ثم يكتب عنوان مقاله موضوعا بين مزدوجتين أو عدم وضعها بين قوسين، ثم فاصلة، ثم عنوان
المجلة، ثم فاصلة، ثم الجزء أو العدد، (أو هما معا) ثم فاصلة، ثم سنة
النشر بعدها فاصلة، وأخيرا أرقام الصفحات التي يشغلها المقال في المجلة، كالعادة، يجب أن لا تنسى كتابة نقطة النهاية.
مثال: أيت أعشير (عبد الله): حسن الأخذ والتناص بين القديم والحديث، عالم الفكر، العدد3، المجلد 31، يناير مارس، 2003.
ومن ضوابط كتابة الإحالة كذلك، عدم كتابة عناوين الكتب أو المقال الأجنبية الغير المترجمة بحروف عربية، وإلا وجبت الإشارة إلى اللغة التي قرئ بها المرجع في نهاية المعلومات التي أعطيت عن المرجع بحروف عربية تكتب بين معقوفتين العبارة [ باللغة الفرنسية] أو [باللغة الألمانية] مثلا.
كما يستحسن أن يكون البياض المتروك بين السطور في الهوامش أقل من البياض المتروك بين السطور في المتن (ينظر شكل كتابة الإحالة بهذا العرض)، على أن هناك اتجاهين في
طريقة هندسة كتابتها. فالمدرسة الفرنسية تحبذ وضع فاصل بين المتن والهامش،
ولهذا يتركون بياضا واضحا قبل وبعد هذا السطر أو على الأقل قبله، فإن
الانجليز لا يحبذون هذه الطريقة.
بالإضافة إلى هذه الخاصيات،هناك عمليات أخرى في رسم الإحالة وتتمثل في: أنه اذا اعتمد على عدة مراجع في الصفحة الواحدة فإن طريقة توظيف الإحالة يكون بالتتابع حسب استرسالها في المتن،أما اذا اعتمد على مرجع واحد إلى جانب مراجع أخرى في الصفحة الواحدة(أو حتى باقي صفحات العمل نفس) فإنه يعاد ذكر عناصره التوثيقة المقتصرة فقط على اسم المؤلف وعنوان كتابه،وبعدها يكتب مرجع مذكور( أو سابق)،(على ان يلتزم الباحث بإحدى الصيغتين في كامل العمل) وبعدها تكتب الصفحة ورقمها.أما إذا رجع إلى المعلومة أو الفكرة المستشهد بها الماخوذة من صفحة واحدة فيكتب الصفحة نفسها بعد كتابة العناصر التوثيقية،ونقدم مثالا عن هذه الخطوات الإجرائية في الإحالة العلمية:
وتجدر الإشارة إلى أن هناك طرق مختلفة لتنظيم الإحالة، فإما أن تكتب في آخر الصفحة أو في آخر الفصل أو في آخر البحث/الكتاب. على أن تراعى الأرقام التي أعطيت في كل فصل أو في
الكتاب كاملة، إلا أن هذه الطريقة تسهل عمل الكاتب على الآلية لكنها تصعب
عمل القارئ، لأن هذا الثاني يضطر إلى قلب الصفحات كلما رغب في قراءة هامش.
بالإضافة إلى هذه الضوابط هناك قاعدة في وضع الإحالة في أسفل الصفحة، فإذا كانت الإحالة طويلة ولم تستوعبها المساحة التي خصصت لها في أسفل الصفحة فيمكن نقل تتمتها على الصفحة الموالية، على أساس أن يرسم قبل كتابة تتمة الإحالة رمز = وبعدها يتمم الباحث كتابة إحالته.
3- أهمية الإحالة:
تكمن أهمية الإحالة في أنها تبرز خصوصية المراجع وأهميتها التي اعتمد عليها الباحث في بحثه وصحتها، ومصدر نقلها، بالإضافة إلى إضفاء قيمة عملية على البحث[4].
مع الإشارة أن طرق رسمها، خاصة وضع خط فاصل بين المتن والهامش وحجم
كتابتها، يهدف إلى أن التمييز بين المتن والهوامش وإيضاحها للقارئ.
علاوة عن
هذا، فالإحالة تقوم بدور التسهيل على المتلقي بالرجوع إلى المراجع التي
ذكرت موضوع ما أو فكرة معينة. ناهيك أنها تتجنب الاستطرادات التي بإمكانها
أن تخل بمتن البحث.
إلى جانب هذا فإنها تعمل على عملية تنظيم المعلومات والأفكار والنصوص المستشهد بها في المتن، بهدف ألا يكون هناك تشويش للقارئ عند رجوعه إلى أصل المرجع المقتبس منه.
4 - تـركيب:
رغم اختلاف كتابة الإحالة في البحث بين من يقدم الاسم الشخصي عن العائلي أو يضع فاصلة أو نقطتين للتفسير بعده، أو يضع فاصلة أو نقطتين بعد مكان النشر، أو من يقدم أو يؤخر مكان النشر عن اسم الطابع أو الناشر، فإن القاعدة هي الالتزام بحرف معين من بداية البحث إلى نهايته، مع مراعاة الدقة والوضوح وتجنب الغموض والالتباس.
على أن وظيفتها تكمن في إضفاء القيمة العلمية والتوثيقية على البحث مع التسهيل للقارئ بالعودة إلى المراجع المعتمة للاستفادة منها، استغلالا للوقت وعدم هدره في البحث.
[1] - د. يحيى وهيب الجبوري: منهجية البحث وتحقيق النصوص، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، ط1، 1993، ص 150-151.
[2] - بن ميس عبد السلام: مرشد للطلبة والباحثين في أعراف الكتابة والرقانة والطباعة، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرباط، 1985، ص 69-70.
[3] - بن ميس عبد السلام: مرشد للطلبة والباحثين في أعراف الكتابة والرقانة والطباعة، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرباط، 1985، ص 71.
[4] - د. رشيد عبد الرحمن العبيدي: التطبيق العلمي لمنهج البحث الأدبي والتحقيق العلمي، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة القاضي عياض، مراكش، 1983،1984، ص 62.