منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    هل هناك أسلوبية في الأدب العربي؟؟؟؟

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    هل هناك أسلوبية في الأدب العربي؟؟؟؟ Empty هل هناك أسلوبية في الأدب العربي؟؟؟؟

    مُساهمة   الخميس ديسمبر 30, 2010 7:03 am



    هل هناك أسلوبية في الأدب العربي؟؟؟؟








    كتبهاأبو ريــــم محمد هواس ، في 9 أغسطس 2008
    الساعة: 19:02 م






    يقول الطالب أسامة البواريد من جامعة الأردن ،في موضوع نشره على الموقع الذي جعلناه منطلقا لسلسلاتنا حول البلاغة والأسلوبية: الأسلوبية
    مصطلح ظهر في العصر الحديث ، يدع ما يحيط بالنص ، ويلج إلى داخل مكنوناته،
    وعناصره الجوهرية ، وذلك للوصول إلى فهم أعمق لحقيقة النص من خلال دراسة
    اللغة عبر الإنزياحات اللغوية والبلاغية ، فأمام المتحدث أو الكاتب مادة
    لغوية ضخمة ومتعددة يتكلم بها ويكتب فيها ، فاختياره للكلمات والتراكيب مما
    يؤثره عما سواها لأنه يجد فيها أكثر تعبيراً عن أفكاره ورؤاه ، وأعمق
    تاثيراً في المتلقي ، فالأسلوبية كيفية القول أو الطريقة التي استخدمت
    فيها اللغة ، ومدى الأثر الذي تركته في المتلقي.


    وفي
    تراثنا تظهر ملامح الأسلوبية ، وبداية من خلال التعريف المتداول للبلاغة
    بأنها مطابقة الكلام لمقتضى الحال مع فصاحته فمقتضى الحال يدل على تعدد
    وتنوع في الأساليب المستخدمة بين المفنن والمتلقي ، بمراعاة وضع المتلقي
    الثقافي والإجتماعي وحالته الصحية والنفسية وغير ذلك ، مع الأخذ بعين
    الإعتبار المناسبة التي يقال فيها ، أي مراعاة أدق الجزئيات حتى أن العرب
    قالت لكل مقام مقال . اذاً فالأسلوبية والبلاغة تنظران بأن في اللغة طرقاً
    متعددة للتعبير والقائل أو الكاتب يختار منها ما يراه مناسباً ومودياً
    للغرض الذي قيل من أجله.


    فالأسلوب في العربية مقترن الصلة بالقرآن الكريم ، فهو يمثل الأسلوب الأمثل ، النموذج الأعلى ، فقد جاء
    إلى العرب في فترة كانت تفتخر أكثر ما تفتخر بلغتها وبيانها وفصاحتها ،
    ويتبارون في ذلك ، فوقفوا أمامه منبهرين حائرين عاجزين لا يقدرون على
    مجاراته بل لا عهد لهم بمثله من قبل ، ويفعل في قلوبهم فعل السحر ، هذا
    باعتراف أعداء القرآن من أهل الفصاحة والبيان ، فإذا كانت الحروف نفسها
    والألفاظ نفسها بل كثير منها مما تتداوله الألسن واللغة هي اللغة ، فما الجديد في ذلك ؟


    الجديد في النسج والتركيب وطريقة النظم الأسلوب.


    ويلي القرآن الكريم أحاديث النبي صلىالله عليه وسلم الذي بلغ الغاية من
    الفصاحة والبلاغة والبيان ، وكأن البيان العربي قد مخضه الله وألقى زبدته
    على لسان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أوتي جوامع الكلم ، فيقول
    أنا أفصح العرب بيد أني من قريش ويتجلى فهمه للأسلوبية ، والعلاقة بين
    المتفنن والمتلقي في قوله: أومرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم وتطبيقاً
    من خلال مخاطبته لأصحابه وتوجيههم ، وضرب الأمثلة الواقعية المطابقة
    لحياتهم بطريقة جديدة سهلة مؤثرة .



    ونشأت البلاغة العربية لخدمة القرآن الكريم ، بفهمه وإثبات إعجازه
    أسلوبياُ ، فالقدماء تحدثوا عن الأسلوب حين عرضوا لقضايا كثيرة في
    الدراسات القرآنية والبلاغية والنقدية والشروح الشعرية ، مثل :


    تأويل
    مشكل القرآن لابن قتيبة و الكشاف للزمخشري ، و مفتاح العلوم للسكاكي ،
    وكذلك الرسائل الثلاث للرماني والخطابي والباقلاني ، بما فيها من موازنات
    بين القرآن الكريم ، وكلام الحكماء والبلغاء ، وشعر أجل الشعراء ، وبيان
    قصور ذلك ، بل السخرية والتهكم منه - كما فعل الباقلاني- إذا قيس ذلك
    بالقرآن الكريم .


    وكل
    ذلك لإثبات إعجاز القرآن في نظمه ، وتميزه في جنسه ، وانفراده في نسجه ،
    المستقل عن غيره ، من خلال تدقيق في المفردات من تقديم وتأخير ، تعريف
    وتنكير ، وتكرار وغير ذلك من تتبع لتفاصيل التركيب اللغوي الأسلوب . وما
    قام به القدماء من موازنات بين الشعراء مثل ، الوساطة بين المتنبي وخصومه
    للقاضي الجرجاني ، والموازنة بين أبي تمام والبحتري للآمدي ، وكذلك شروح
    الدواوين الشعرية، بل شرح الديوان الواحد من عدد من الشارحين مع اختلاف في
    المنهج، إضافة إلى المعارضات والنقائض والمختصرات الكثيرة في تراثنا ،
    وهذا كله قراءات أسلوبية .


    ومما
    يكاد يتصل بالأسلوبية الحديثة في تراثنا البلاغي نظرية النظم ، التي فصل
    الحديث فيها الإمام عبد القاهر الحرجاني ، وذلك من خلال دراسته للنحو
    دراسة جديدة ، لا تقوم على الإعراب كما يفعل الآخرين ، بل نظرة إليه نظرة
    جديدة من حيث التقديم والتاخير، التعريف والتنكير ، وغير ذلك من تغيير في
    التركيب يتبعه طريقة جديدة في التعبير، أي أسلوب جديد فالجملة الواحدة
    تنتقل من ضرب إلى ضرب . من إنشاء إلى خبر أو العكس ومن استفهام إلى تعجب
    وغير ذلك .


    فتراثنا فيه من الإشارت والنظرات وبعض الدراسات مما
    يشكل نواة لأسلوبية عربية ، وبذلك فالذهنية العربية متشبعة بروح التطبيق ،
    والنص عندهم مصدر حركة في التحليل والتأويل لا ينقطع ومعين لا ينضب ، فأهل
    العربية أصحاب تطبيق لا تنظير فالإطار التطبيقي في الأسلوبية العربية واسع
    رحب ثري خصب .
    تم نقله بالكامل من موقع الاسلوبية العربية تحت إشراف الدكتور: محمد بركات أبو علي.


    أقول
    : إن الأجداد قد تركوا ومضات مشعة فعلا، ولكنها حصلت لهم بالعرض، فهي
    تفتقر إلى مقومات النظرية، لذلك من الإفراط القول إن هناك أسلوبية عربية،
    لأنها نظيرتها في الغرب بنيت على أسس علمية، وحتى عبد القاهر الجرجاني
    الذي يتكئ عليه الدارسون العرب لأجل البحث عن اصول للأسلوبية العربية
    تجدهم غير مقنعين في طرحهم، ألا ترى أن عبد القاهر حين فاق النحاة في
    تحليلاته وعاب على سيبويه أنه لم يقدم مثالا في التقديم للعناية والاهتمام
    أنه هو
    الآخر وقع في نفس المأزق؟؟ فحين قدم مثال الخارجي وقال إنما قدم المفعول
    لأهميته كان مثالا تقريريا أيضا؟ ثم ألا ترى أنه لو كان الأهم هو ذكر المفعول به لكان التعبير بالمبني للمجهول أوضح أيضا، لاحظ أنه يمكن القول : قتل الخارجي، فيكون الخارجي هنا نائب فاعل، وهو
    بذلك قد أدى الوظيفة نفسها. ثم إن عبد القاهر حين وصى بأن يكون هذا المثال
    سائرا في كل موضع يشبهه إنما دليل على أنه بعيد عما يقرره علم الأسلوب
    الحديث، حيث إن لكل نص نظامه، فلا يمكن أن تقرر في نص ما قاعدة فتعمها على
    باقي النصوص والمواضع التي يطرد فيها. وهذا ما وقع فيه النحاة والبلاغيون مما
    جعلهم يعجزون عن فك مغاليق النص الأدبي، ولقد أوضحنا هذا في موضوع سابق
    بعنوان : قراءة في كتاب الاعجاز الأسلوبي والنحو للدكتور عز الدين الذهبي
    ، حيث بينا الاضطراب الذي وقع فيه النحاة في معالجتهم للانزياحات
    القرآنية.


    وأما
    الموازنات التي تحدث عنها الطالب، فإنها لم تخل هي الأخرى من افتقار في
    كشف المسالك الأسلوبية فيها، ألم يخطئ النحاة والبلاغيون كثيرا من الأبيات
    الشعرية لبشار وغيره؟ انظر كتاب الأسلوب في شعر بشار للدكتور عز الدين
    الذهبي. إن معيارية كل من النحو والبلاغة هو
    ما جعلهما عاجزين عن كشف المسالك الأسلوبية في النصوص الفنية التي لا تقبل
    التنميط والخضوع للقواعد، فالنحو والبلاغة يفيدانك في استعمال مقولاتهما ،
    وكشف مواطن الانزياحات، أما تفسير ذلك ، فهو في حاجة إلى علم الأسلوب ومبادئه.


    كان
    هذا تعليقا وجيزا عن الموضوع الأول من المواضيع التي نشرت على الموقع
    المذكور آنفا، وفي الحلقة القادمة سنقدم موضوعا آخر فكونوا في الموعد.


    محمد هواس.




    أض

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 08, 2024 2:01 am