منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    بنية النص السردي لحميد لحمداني

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    بنية النص السردي لحميد لحمداني Empty بنية النص السردي لحميد لحمداني

    مُساهمة   الإثنين يناير 17, 2011 4:48 am

    [center]
    بنية النص السردي لحميد لحمداني

    بنية النص السردي من منظور النقد الأدبي (د. حميد الحميداني)
    -المؤلف وأعماله العلمية:
    أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب بفاس، حاصل على دكتوراه الدولة في النقد الحديث والمعاصر سنة 1989، يحاضر ويشرف على البحث العلمي في مجالات التخصص التالية:
    -النقد الحديث والمعاصر
    -السرديات
    -السيميائيات والأسلوبية
    -نظرية التلقي.
    قائمة مؤلفاته:
    -من أجل تحليل سوسيوبنائي للرواية (رواية المعلم علي نموذجا) 1984.
    -الرواية المغربية ورؤية الواقع الاجتماعي 1985.
    -في التنظير والممارسة، دراسات في الرواية المغربية 1986.
    -أسلوبية الرواية، مدخل نظري 1989.
    -سحر الموضوع 1990.
    -النقد الروائي والإيديولوجي 1991.
    -بنية النص السردي من منظور النقد الأدبي 1991.
    -النقد النفسي المعاصر تطبيقاته في مجال السرد 1991.
    -كتابة المرأة من المنولوج إلى الحوار 1993.
    -الواقعي والخيالي في الشعر العربي القديم 1997.
    -النقد التاريخي في الأدب (رؤية جديدة) 1999.
    -قضايا المصطلح في الآداب والعلوم الإنسانية 2000.
    إضافة إلى مجموعة من الأعمال المترجمة وأعمال إبداعية (دهاليز الحبس القديم) و(صباح جميل في مدينة شرقية).
    *وصف الكتاب (موضوع الدراسة):
    بنية النص السردي من منظور النقدي الأدبي لمؤلف حميد الحميداني، الصادر عن المركز الثقافي العربي سنة 1991 الدار البيضاء (المغرب).
    مكون من 160 صفحة، ومقسم إلى قسمين، قسم نظري تحت عنوان: أصول تحليل بنية النص السردي وقسم ثان بعنوان: بنية النص الروائي من منظور النقد العربي.
    تقديم:
    يحدد الحميداني الهدف من وضع كتاب عن بنية النص السردي في غاية ذات بعدين: الأول تقديم معرفة منتظمة بالجهود المبذولة خارج العالم العربي، والثاني يتمثل في محاولة اختبار المسيرة النقدية التي قطعتها التجربة العربية في هذا الميدان.
    من خلال تبني المنهج البنائي على النص العربي السردي خصوصا من الناحية النظرية والتطبيقية.
    وقد أشار المؤلف إلى ضرورة الإشارة إلى جهود نقدية يمكن اعتبارها تمهيدا للمقاربة البنائية، ويقصد بها جهود الأنجلوسكسونيين فيما عرف في العالم العربي تحت اسم (النقد الفني)، ثم يؤكد لحميداني ضرورة تقديم النظرية البنائية في شكلها الواضح من خلال الحديث عن مكونات الحكي والكشف عن أسرار النظام الداخلي للأعمال الإبداعية السردية، وعند الانتقال إلى التطبيق، فقد تناول مثالا رئيسيا وهو كتاب سيزا قاسم (بناء الرواية)، معربا على النقد الفني في العالم العربي وانتقادات لحميداني الموجهة إليهم.
    وسنحاول في هذا العرض: التطرق لمحتويات الكتاب مع إبراز بعض ملاحظاتنا.
    I-القسم النظري:
    *الحوافز:
    أشار لحميداني لما ذهب إليه توماشوفسكي بتمييزه بين أغراض ذات مبنى وأغراض لا مبنى لها، حيث الأولى تقتضي الخضوع لمبدأ السببية وللنظام الزمني، والثانية لا تخضع لا للترتيب الزمني ولا للسببية، حيث تنتهي القصة والرواية والملحمة إلى الصنف الأول. والحوافز نوعان:
    الحوافز المشتركة والحوافز الحرة، فالأولى أساسية إذا سقطت من الحكي اختلت القصة، والثانية إذا سقطت تبقى القصة محتلفظة بانسجامها.
    *أما التحفيز: فهو عند توماشوفسكي التهيؤ الذي يعمد إليه الكاتب لإظهار حافز جديد وهو على ثلاثة أنواع: التحفيز التأليفي والتحفيز الواقعي والتحفيز الجمالي.
    *وبخصوص الوظائف: فالباحث يعود للشكلانية الروسية خصوصا مع فلاديمير بروب صاحب كتاب (مورفولوجيا الحكاية) حيث ينطلق أساسا من ضرورة دراسة الحكاية، اعتمادا على بنائها الداخلي، وأن ماهو مهم في دراسة الحكياة هو التساؤل عما تقوم به الشخصيات، وقد حصر بروب هذه الوظائف في 31 وظيفة.
    -أما الوظائف عند رولاند بارت: فهي الوحدات التي تكون كل أشكال الحكي، وهو لا يحصر الوظيفة في الجملة، فقد تقوم كلمة واحدة بدور الوظيفة في الحكي إذا ما نظر إليها في سياقها الخاص، وهو يلح أيضا على علاقة كل وظيفة مع مجموع العمل، وأن كل وظيفة تأخذ مكانها ضمن مجموع العلاقات، وموقعها في الحكي هو الذي يحدد دورها فيه، ويميز بارت بين نوعين من الوحدات الوظيفية: الوحدات التوزيعية والوحدات الإدماجية.
    -وبالنسبة للعوامل فيشير لحميداني إلى أن غريماس في هذا الباب استفاد من الدراسات الميثولوجية ومن اللسانيات، إذ ينطلق من ملاحظة (Tesnière) التي تشبه فيها الملفوظ البسيط أي الجملة بالمشهد، واستخلص عاملين أساسيين يقوم عليها الملفوظ البسيط ووضعها في شكل متعارض:
    الذات ≠ الموضوع
    المرسل ≠ المرسل إليه
    وقد استفاد غريماس من العوامل في المسرح كما تحدث عنها Souriau فوضع نموذجا للتحليل يقوم على ستة عوامل تتألف من ثلاث علاقات هي: علاقة الرغبة، لعلاقة التواصل وعلاقة الصراع.
    المرسل المرسل إليه
    الذات الموضوع
    المساعد المعارض
    *أما منطق الحكي:
    فقد وضع فيه (كلود بريمون) كتابه (منطق الحكي) حدد فيه المنطلقات الأساسية التي وجهت جهوده في مضمار دراسة الحي، وقد تناول القسم الأول من كتابه أعمال فلاديمير بروب وتناول في القسم الثاني دراسته (الأدوار السردية الرئيسية) معتبرا إياها بمثابة حبكة الأحداث في الحكي. وقد حاول بريمون الخروج من التصور التبسيطي الذي أخذ به بروب، معتبرا بنية الحكي شديدة التعقيد وقابلة لعدد معين من الاحتمالات في مسار تكونها، وهذا ما سمح له بأن يعمم دراسته على أنواع كثيرة من الحكايات العجيبة كالرواية مثلا. ويوضح بريمون اقتراحه انطلاقا من تقديم تصور خاص للمتتالية الحكائية البسيطة وللقانون الذي يحكمها، والتي لابد أن تمر بثلاث مراحل:
    1-وضعية (تفتح) إمكانية سلوك ما أو حدث ما.
    2-الانتقال إلى بداية الفعل بالنسبة لتلك الإمكانية.
    3-نهاية الحدث الذي (يغلق) مسارا لمتتالية بالنجاح أو الفشل.
    II-مكونات الخطاب السردي:
    أ-السرد:
    يعرف لحميداني السرد بأنه الكيفية التي تروى بها القصة عن طريق قناة تقتضي مرور الراوي إلى المروي له عبر القصة، وما تخضع له من مؤثرات، بعضها متعلق بالراوي والمرودي له والبعض الآخر متعلق بالقصة ذاتها، وقد ميز توماشوفسكي بين نمطين من السرد (سرد موضوعي) يكون الكاتب مطلعا على كل شيء، وهو يترك الحرية للقارئؤ ليفسر ما يحكى له ويؤوله، ونموذج هذا الأسلوب هو الروايات الواقعية، أن السرد الذاتي ففيه نتتبع الحكي من خلال عيني الراوي ونموذج هذا الأسلوب هو الروايات الرومانسية.
    وعند الناقد الفرنسي (Pouillon) ففصل القول في وجهة النظر، حيث صنف زاوية الرؤية:
    1-الراوي < الشخصية الحكائية (الرؤية من الخلف)
    2-الراوي = الشخصية الحكائية (الرؤية مع)
    3-الراوي< الشخصية الحكائية (الرؤية من الخارج)
    ب-الشخصية الحكائية:
    يشير لحميداني اعتمادا على ابحاث بروب وغريماس أن الشخصية قابلة لأن تتحدد من خلال سماتها ومظهرها الخارجي، ويضاف إلى هذا كله أن هوية الشخصية الحكائية ليست ملازمة لذاتها، فيما ذهب بارت معرفا الشخصية الحكائية بأنها (نتاج عمل تأليفي) كان يقصد أن هويتها موزعة في النص عبر الأوصاف والخصائص التي تستند إلى اسم (تحكم) يتكرر ظهوره في الحكي، ففي وجهة نظر التحليل البنائي المعاصر لا ينظر لها إلا على أنها بمثابة دليل (signe) له وجهان أحدهما دال (signifiant)، والآخر مدلول (signifié). فيما لجأ بعض الباحثين إلى طريقة خاصة في تحديد هوية الشخصية الحكائية، تعتمد محور القارئ لأنه هو الذي يكون بالتدريح صورة عنها ويكون ذلك بواسطة مصادر إخبارية ثلاثة:
    ما يخبر به الراوي / ما تخبر به الشخصيات ذاتها / ما يستنتجه القارئ من أخبار عن طريق سلوك الشخصيات.
    ويؤكد (جريماس) أن الشخصية تصبح مجرد دور ما يؤدى في الحكي بغض النظر عمن يؤديه وهو في هذا الصدد يميز بين مستويين: مستوى عاملي ومستوى متمثلي.
    ج-الفضاء الحكائي:
    يرصد الباحث مختلف التصورات الموجودة عن الفضاء الحكائي من خلال:
    1-الفضاء كمعادل للمكان: ويطلق عليه عادة الفضاء الجغرافي كما ذهبت إىل ذلك (جوليا كريستيفا) حيث لم تجعله منفصلا عن دلالته الحضارية، فهو غذن يتشكل من خلال العالم القصصي يحمل معه جميع الدلالات الملازمة له.
    2-الفضاء النصي: ويقصد به الحيز الذي تشغله الكتابة ذاتها على مساحة الورق، ويشمل ذلك طريقة تصميم الغلاف وتنظيم الفصول وتغييرات الكتابة المطبعية...إلخ.
    وفي هذا الإطار يشير (بوكور) إىل مجموعة من مظاهر تشكل الفضاء النصي أهمها: الكتابة الأفقية، الكتابة العمودية، التأطير، البياض، الواح الكتابة، التشكيل التيبوغرافي...إلخ.
    3-ثم تحدث لحميداني عن الفضاء الدولي كما تطرق إليه (جيرار جنيت) باعتبار هذا الفضاء يتأسس بين المدلول المجازي والمدلول الحقيقي.
    4-الفضاء كمنظور أو كرؤية: وهنا يشير إلى الطريقة التي يستطيع الراوي الكاتب بواسطتها أن يهيمن على عالمه الحكائي بما فيه من أبطال يتحركون على واجهة تشبه واجهة الخشبة في المسرح.
    د-الزمن الحكائي:
    يميز (جرار جنيت) أن في كل رواية زمنين: زمن السرد وزمن القصة، فزمن السرد لا يتقيد بتتابع منطقي، بينما يخضع زمن القصة للتتابع المنطقي للأحداث، وقد يسبق زمن السرد الأحداث بحيث يتعرف اقلارئ إلى وقائع قبل حدوثها في زمن القصة، وقد يستخرج أحيانا أحداثا ماضية: (المفارقات السردية)، ويقترح (جنيت) دراسة الإيقاع الزمني من خلال أربع تقنيات حكائية وهي: الخلاصة – الاستراحة – المشهد – المقطع.
    -الوصف الحكائي:
    يحدد جنيت وظائفه في وظيفتين أساسيتين: الأولى جمالية يقوم الوصف فيها بعمل تزميني حيث يشكل استراحة وسط الأحداث السردية، والثانية توضيحية أو تفسيرية تجعل للوصف وظيفة رمزية دالة على معنى معين في إطار سياق الحكي.
    II –النقد الروائي الفني في العالم العربي (من النظرية إلى التطبيق):
    مثل له بـ "تيل راغب" في كتابه:"قضية الشكل الفني عند نجيب محفوظ" و"فن الرواية عند يوسف السباعي".
    في الكتاب الأول:
    -يبدو نبيل راغب شديد الحيرة بين الأخذ بالمعطيات النظرية التي وضعها النقاد الانجليز وبين محاولة تجاوزها.
    كما أنه أكد على أن دراسته لم تحاول أن تفرض على الأعمال الروائية المدروسة نظرية معينة، بل احتكمت دائما لطبيعة الرواية نفسها، وبذلك فهو يتحرر من أية نظرية نقدية.
    يطرح الحمداني سؤالا: هل كان نبيل راغب وفيا لتصوراته النظرية هذه؟
    ينتقد الحمداني "نبيل راغب"، في صفة النقد الروائي الانجليزي بأنه كان يخفي مصادره، لكن نبيل راغب وقع في نفس الشيء عندما ميز أعمال نجيب محفوظ بين اربع مراحل شكلية أساسية دون أن يخبرنا كيف استطاع التوصل غلى هذا التصنيف.
    بعد ذلك يتساءل الحمداني: هل استطاع الناقد أن يكون لنفسه نظرية فنية لنقد الرواية تتجاوز ما وصفه النقاد والغربيون.
    نعثر على الجواب في الكتاب الثاني، حيث يحتفظ بالمنهج الفني إلا انه يدعو غلى ضرورة التخلص من أحكام القيمة.
    يبدو أن موقفه كان متذبذبا بين انتقاد المنهج الفني (موير خصوصا) في الكتاب الأول، واتباع خطته في الكتاب الثاني.
    يقف بعد ذلك الحمداني على أهم الانتقادات التي وجهها راغب للنقاد الإنجليز وهي:
    -ليست الحبكة هي البناء الدرامي وإنما هي جزء من هذا البناء.
    -ليست الرواية فنا تابعا للحياة، وإنما هي خلق جديد لها.
    وهنا يتبنى الانتقاد الذي ورد في كتاب "موير" عن "جون كاروثر" دون اية إحالة أخرى، المنهج الموضوعاتي، والمنهج التاريخي، والمنهج الاجتماعي، والمنهج النفسي. هذا بالإضافة إلى استخدامه مفهوم "البناء الدرامي" دون تقديم تعريف محدد له.
    على أن الفصل الثامن هو القسم النموذجي هو أيضا أخذ بالمنهج الفني، مستعملا بعض مصطلحاته ومضيفا أخرى.
    محمود أمين العالم:
    كتاب "تأملات في عالم نجيب محفوظ"
    يسجل الحمداني مجموعة ملاحظات بخصوص هذا الكتاب:
    -الفصل الأول منه عبارة عن تأملات فلسفية.
    -خلو الكتاب من أي مرجع في الدراسة الفنية للرواية، الشيء الذي جعل الجانب التطبيقي منه يعتمد على ذكاء الناقد.
    -لم يستطع الناقد التخلص من ثقافته الجدلية.
    -إضافته البعد السوسيونصي.
    -استخدامه بعض المصطلحات مع قليل من التصرف.
    يستخدم مفاهيم ثلاثة متقاربة: الوحدة العضوية – الوحدة التعبيرية – الوحدة الشعرية.
    خلاصة:-النقد الروائي الفني العربي لم يكن خالصا.
    -بقي هذا النقد مشدودا في العموم إلى الجذور الأرسطية لتحليل الشكل.
    II-النقد الروائي البنائي في العالم العربي
    -الجانب النظري:
    عرض الحمداني أربعة كتب، وقام بدراسة تطبيقية على أحدها (بناء الرواية، سيزا قاسم).
    1-كتاب الألسنية والنقد الأدبي، في النظرية والممارسة: د.موريس أبو ناضر.
    يعتبر هذا الكتاب أو محاولة في العالم العربي يختص بدراسة أنساق الحكي ومكوناته الداخلية بمنظور بنائي معاصر، إلا أننا نلاحظ النزعة التركيبية في استخدام مناهج أخرى.
    ينطلق أبو ناضر من انتقاد المناهج النقدية التي تفسر الأدب استنادا إلى السياق الاجتماعي والتاريخي ( مع عدم نفيه لدورها في صياغة الظاهرة الأدبية)، بحيث يركز على القراءة الداخلية. وقد استفاد من "بيير ماشيري" (من النقاد الذين لهم توجه نحو سوسيولوجيا النص الأدبي) ثم بعد ذلك عرض الحمداني أهم القضايا النقدية المتصلة بالحكي عند أبي ناضر،
    -تعرض لمستوى الوظائف، ومستوى الأعمال ومستوى السرد ومستوى المعنى (نفس الشيء، عند بارت).
    -تحدث عن النموذج العاملي لـ "غريماس" مع الاقتصار على أربعة عوامل.
    -استفادة الناقد تتمثل أيضا في مسألة التمييز بين دراسة شخصيات الحكي من جانب الأعمال التي تقوم بها، وبين دراستها من جانب أوصافها، مع جملة من الأخطاء في عدم تمثل التصورات الفريماسية كما يجب.
    -إيراده بعض المصطلحات المتصلة بالدراسة المرفولوجية للحكي (بروب)، وهنا يرى الحمداني:
    *عدم ضبط المصطلح المأخوذ من "بروب"
    *حذف بعض العناصر من البناء الوظيفي
    *لم يلتزم بصيغ ثابتة لأسماء الوظائف التي استعملها.
    كما أنه يأخذ بعض الأسس النظرية، خارج سياقها (مثلا اعتباره القصة هي مجموعة من الجمل).
    بالإضافة إلى استفادته مما قبل عند النقاد البنائين بصدد مسألة الوصف في الفن الحكائي، انطلاقا من التمييز القائم بين السرد والوصف، لكنه لا يقدم حصرا نظريا شاملا ومركزا لجسيم القضايا التي أثارتها الدراسة البنائية للوصف.
    2-"نقد الرواية من وجهة نظر الدراسات اللغوية الحديثة" د.نبيلة إبراهيم.
    كتاب يتبنى بشكل عام بعض المناهج النقدية التي صاغت نسقها المنهجي اعتمادا على التطور الحاصل في ميدان اللغة.
    والكتاب يطرح بعض المشاكل منها:
    -تمييز بين الخيال والتخيل في الشعر بكلام مفرق في الذاتية.
    -استخدام بعض التأملات الميتافيزيقية لتصوير طبيعة الشعر.
    -ورود افكار متناقضة.
    -تحريف المصطلحات عن دلالتها الأصلية.
    -القول إن الشعر يلغي الواقع الخارجي، وهذا يصعب قبوله.
    ويعتبر هم الكتاب التوصل إلى منهج نقدي يمكن الدارس من تحليل الفن القصصي والروائي بشكل أقرب إلى الموضوعية.
    ويشمل الجانب النظري من الكتاب عرضا لأهم الاتجاهات النقدية المعاصرة للقصة، في حين يعتبر القسم الثاني أهم جزء من الكتاب، فهو يتعرض إلى:
    *المنهج البنائي، وهنا تدمج الناقدة ثلاثة توجهات:
    بنيوية لفي ستروس، وعلم الدلالة عند غريماس، ونحو الحكاية كما حدده تودوروف دون الإحالة على ذلك. أشارت كذلك إلى اتجاه منطق الحكي عند بريمون ودائما بدون إحالة. ويشير الحمداني إلى أن الناقدة قامت بعرض النظريات بطريقة جد مختصرة.
    3-"القراءة والتجربة حول التجريب في الخطاب الروائي الجديد بالمغرب" د.سعيد يقطين.
    غاية هذا الكتاب هي البحث في مكونات الخطاب الروائي البنيوية.
    في التمهيد يعلن الناقد عن استفادته من السرديات دون الإعلان عن ماهي النظرية السردية المحددة التي يهتدي لها.
    ويشير الحمداني إلى أن الناقد استعمل بعض المفاهيم التي لا تقع في صميم النقد السردي البنائي: الانزياح السردي –الميثاق السردي- الخلفية النصية.
    4-بناء الرواية (دراسة مقارنة لثلاثية نجيب محفوظ) سيزا قاسم.
    -ورواية الفرنسية للكاتب نفسه، وتختار من ثلاثية "جون كالزورذي" الفورسايت ساجا" جزءها الأول "صاحب الأملاك".
    2-نصوص ما بعد الواقعة: عبارة عن نصوص رواية ظهرت في القرن العشرين، ترى أن نجيب محفوظ تأثر بها.
    *البحث عن الزمن الضائع لـ مارسيل بروست.
    *بوليسيس جيمس جويس.
    *مسزد اللوي لـ فريجينيا وولف.
    3)ونصوص عرضية: وهي لم تتم الإشارة إليها في المقدمة، ولكن رجعت إليها الناقدة، في إطار المقارنة بين الثلاثية والأشكال المختلفة للفن الروائي، من الأدب الروسي.
    *الإخوة كرامازوف لـ دوستويفسكي.
    *آجولوجوف لـ ميخائيل سالياتكون سدرين.
    *الحرب والسلام لتوستوي.
    وفي الأدب الألماني: البودنبروكس لـ توماس مان.
    ج-الممارسة النقدية: يتساءل الناقد الحميداني هل أخلصت سيزا قاسم لمنطلقاتها:
    1-الوصف:
    في الوصف، يشير إلى اهتمام الناقدة بالبنى الثلاث بنية الزمان يذهب إلى أن الناقدة لم تقدم صورة كلية عن التركيب الزمني لمجموع النص وإنما قدمت تخطيطا بسيطا، وتقارن في هذا المجال افتتاحية "بين القصرين" في الوظيفة الفنية مع افتتاحية الرواية الواقعةي ونفس الشيء يمكن أن يقال عن بنية المكان فتناولها ذا طابع تجزيئ، وترى أن بنية المكان تتميز في الثلاثية بالانغلاق: البيوت، متجاورة وثابتة بينما قصر الشوق والسكرية تضيف أمكنة أرحب "عوامة، قصر آل شداد، بيت الدعارة، بيت في المعادي، الجامعة، الجامعة الأمريكية، قسم الشرطة.
    أما عن بنية المنظور، فتقر الناقدة باختلاف الثلاثية في المنظور عن الرواية الواقعية الغربية، إذ تجعله هذه الأخيرة ذا بعد إيديولوجي، لكن نجيب محفوظ لا يتدخل ويجعل رواياته متعددة الأصوات، ومن هنا فواقعية نجيب محفوظ ليست واقعية ولكنها واقعية حياد... تشبه غلى حد ما واقعية دوستوفسكي التي اعتمدها باختين لتحديد "الصوات"، ويرى الحميداني أن سيزا لم تقدم صورة متكاملة عن منظور الثلاثية مادام قائما بالضرورة من خلال تعددية الأصوات فإن بنية هذا التعدد لم يلحقها التحليل.
    أهمية دراسة سيزا تكمن في تقديم كثير من المعلومات النظرية عن مفهوم الزمن والوصف والمنظور، لها ضحية كبرى بالنسبة للفترة التي صدر فيها الكتاب، فيف بتية الزمن عرفت بأنواع الاسترجاع جيرار جنيت: الاسترجاع الخارجي، الداخلي، والمزجي إلا أنها غيبت المفارقات الزمنية التي تساعد على ضبط البنية كما أشارت إلى الاستباق واستعارت الخطاطة الترميزية لتوضيح أشكال الاستغراق الزمني في الحكي –جيرار جنيت-.
    وتحدثت الناقدة في الوصف عن أهم وظائفه في الرواية وحددتها في الوظيفة الزخرفية، التفسيرية، الإيهامية تعرضت في زاوية النظر (أو بناء المنظور) للحالات الثلاث لزاوية الرؤيا، كما أشار إليها "جان بويون" (الرؤية مع، الرؤية من خلف، الرؤية من خارج).
    وتستفيد أيضا من شاعرية التأليف لـ. ب أوسينسكي، التي تلتقي أفكاره مع باختين حيث ميز بين الرواية المثولوجية ذات الصوت الواحد، والرواية الديالوجية متعددة الأصوات.
    2-التنظيم:
    ترتبت فصول الدراسة على أساس ثلثاة مكونات أساسية هي مكونات حكائية أساسية: البناء الزمني، البناء المكاني والمنظور كمكون دلالي له ارتباط بشكل المحتوى لا بالمعنى.
    3-التأويل:
    يرى الحميداني أن النشاط الذهني للناقد يختلف ساعة التفكير في الجوانب النظرية عنه في ساعة تطبيق المعطيات، وتبعد الناقدة عن نفسها كل تأويل إلا أننا نجد ميلا في غير موضع إلى التأويل والتأمل بالاعتماد على ماهو خارج النص، فهي تلجأ كثيرا إلى التأويلات الاجتماعية والفلسفية والإيديولوجية لتفسير بعض القضايا الروائية وهو ما تعتبره خروجا صريحا عن المنطلقات البنائية لدراستها.
    4-التقويم الإجمالي:
    يلاحظ الناقد على سيزا قاسم، انها تلجأ إلى أحكام القيم بعد كل قضية مدروسة، كما يلاحظ الانبهار بالمستوى الفني الذي وصلت إليه الثلاثية، وتجرد في جدول مجموعة أحكام القيمة ويبين نوعه من استحسان أو استهجان: ولاحظ عليها أن الالتزام بالدراسة الداخلية الوصفية لم يكن كافيا لتجنب أحكام القيمة والمفاضلة بين النصوص الروائية وتأويلها بالرجوع إلى الواقع الخارجي، والاعتماد على مواقف فلسفية وإيديولوجية.

    5-اختيار الصحة:
    في تساؤله عن النموذج الكلي الذي انطلقت منه الناقدة يقرر أن الأبحاث المتعلقة بالزمان، والمكان، والمنظور، كلها أبحاث جديدة، اعتمدت فيها على مراجع غربية كثيرة، وتبين الفروق الموجودة بين الثلاثية وغيرها من الروايات الغربية معتمدة النقد الشاعري، الذي يعمل على استخلاص الخصائص العامة المشتركة بين الأنماط القصصية.
    ويلاحظ باختبار الصحة.
    لم تستطع الناقدة أن تنتهي إلى خلاصات عامة لغلبة الطابع التجريبي عليها، وإن النصوص الإيداعية عموما والروائية قابلة للتأويل، أن النقاد يختلفون من حيث الخلفيات الفلسفية والمنهجية والإيديولوجية التي ينطلقون منها ويرى أن النص الروائي في دراسته يحتاج إلى الاستعانة ببرنامج إحصائص يضبط ويسجل جميع العلاقات الممكنة في النص ثم يبدي ملاحظات عامة (تبين خلالها) رأيه في تفسير وتحليل بعض الآراء ردا على الناقدة، أو محصيا عليها الأخطاء في الترجمة وفي الطباعة وكذلك الأخطاء النحوية ممثلا لكل ذلك.
    استنتاجات:
    تميل الكتاب مع الكتابين السابقين حلقة تكامل في جانبه النظري ويعترف للناقدة بالسيق يقول: إن الجوانب المنهجية الزاردة في متن كتاب سيزا أحمد قاسم هي محاولة لتقريب نظرية الرواية إلى القارئ العربي بالشكل الذي تبلورت به في الثقافة الغربية ولهذا العمل –كما أشرنا سابقا- مشروعية كاملة بحكم أن العالم العربي ليس له رصيد نقدي روائي يؤسس عليه مثل هذه النظرية، إلا أنه يأخذ عليها اهتمامها في الثلاثية بشكل للتعبير أي المكونات التقنية التي تعتمد عليها كتابة الرواية، وهو من اهتمام بلاغة السرد، بينما أهملت بنية الدلالة وهي أهم ما قامت عليه دراسة الأعمال الحكائية عند أشهر الدارسين، ولم تستفد في هذا المجال أعمال "بروب، وبرسميون، وكريماس"، وكذلك لجوءها غلى المفاضلة بين النصوص مما يربطها بالنقد التقليدي.
    ملاحظات:
    *أعلن لحميداني في مقدة الكتاب تبني المنهج البنائي، باستثناء مبحث الفضاء، حيث نجده يصرح بآرائه الخاصة كما يظهر ذلك جليا في ص67 و ص72، حيث إنه في هذا المبحث (الفضاء) توسع قليلا في دراسة القضايا المطروحة إلى الحد الذي تجاوز فيه التصور البنائي أحيانا، ويضيف بقوله:"وغايتنا من ذلك هو طرح المشاكل التي يفرضها موضوع الفضاء، فكثيرا ما يقف التحليل البنائي في مفترق طرق متشعبة تقتضي مثل هذه الإطالة على تصورات مغايرة".
    *يبدو أن لحميداني لم يكن دقيقا –في تقديرنا- في اختياره لعنوان (مكونات الخطاب السودي) إذ نجده هنا يجمع بين البنيات الحكائية والبنيات الخطابية.
    *نرى أن لحميداني يصدر أحيانا أحكاما عامة، فمثلا في ص 95 يصف النقد الروائي الفني العربي بأنه لم يكن خالصا بمعنى أن مناهج أخرى تخللته، وهو لم يعتمد إلا على نموذجين اثنين وهما نبيل راغب ومحمود أمين العالم.
    *يظهر أن الحميداني يدعو إلى الصرامة في تطبيق المنهج البنائي في النقد الأدبي العربي، وهنا نتساءل: أليس في هذا انتهاك للنص؟ ألا يمكن تطويع المنهج مع مقتضيات النص، بدل التقيد بمنهج نجح في مقاربة نصوص أخرى لها ما لها من خصوصيات.


      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 08, 2024 5:44 am