التمثيل التكويني لشفرة النص الروائي
علاء هاشم مناف
الحوار المتمدن - العدد: 2092 - 2007 / 11 / 7
المحور: الادب والفن
راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع Bookmark and Share
"المنظومة البنائية"
دراسة نقدية لرواية دان براون(شيفرة دافنشي)
ما يتعلق بالدور الفعال لظاهرة النص الروائي وارتباطه بفعاليات التجسيد والغور داخل "ابستيمات" تبين مستوى النسيج الخطابي داخل الرواية وبانحسار
يختفي فيه مفهوم التسويات داخل ظاهرة الوعي النصي وبآثار يتوقعها القارئ .
أنها نتاج تمثيلي نصي يتعلق بخرافة الرواية حيث البحث عن الفكرة الثابتة في الرواية على طغيان الاستغراق في طبيعة المنظور المنعكس في تحولات الرؤية داخل النص الروائي ،وراح البعد السردي للنص يأخذ شكله المتهدج في اللغة والصارم أحيانا ، حيث السكنات "االسيكولوجية" وهي التي ميزت النص السردي البرتكولي وأصبحت نظرية النص الروائي تخضع للتناول الموضعي الاني في تحديد واقع التجربة داخل تاريخ المنظور الروائي ، ويرى القارئ ، بان تاريخ التشكيل السردي للمنظور الروائي تحركه أنماط من الأدوات المتولدة من تاريخ المعرفة المتعلق بتاريخ البحث عن الحقيقة الخفية وأنشطتها المعيارية داخل منهاج الوعي النظري – ومتضيات الأزمنة داخل النص الروائي . ان زمن الرواية له ايقاع خاص ومتميز من تاريخ الحقيقة لأنه يفرز زمكانية خاصة تتعلق برصد انماط من التواصل وصلة تقييمها بشروط الظل المعاكسة من عملية التطور داخل "ابيستمولوجيا الرواية"فتاريخ الرواية هو تاريخ "ابيستمولوجيا المنظور المعرفي" وبلورة مقاييسه وفق الاتصال التدريجي بالمقولات والمفاهيم التي يتأسس عليها المشروع الروائي . ورواية شيفرة دافنتشي لدان براون تأخذ شروط الإمكانية بانتسابها إلى الأشياء التمثيلية لتاريخ لا يزال يتفصل عن منظوره الطبيعي فالمرئي فيه يشكل مظهرية وهيئة تفرضها بداهة للأمور وتشعرك وأنت تقرأ هذه الرواية وكأنك تقرأ "سيناريو معد للبنتوماين" وشروط من الحدود المتعلقة بالإذعان للحقبة الطويلة ولكن سرعان ما يتبدد هذا الحلم في حقل الرؤية ثم تتأسس أبعاد هذا النص الروائي وفق سببية متأرجحة في النظر إلى الأشياء تحت ضغط محاور في التدقيق والحضور المحصور في زوايا المكان الحاد جداً . نقول إن ما يرى القارئ من تقلص وانحسار في المنطق الجواري في حقل التجربة الروائية ، ونحن نلاحظ الابتداء بالمكان ثم يتقلص ويتحدد حسب الموقف في السرد الفني ويتصاعد الى أقصاه في إخبارية مروية وحوارية تبتعد عن نكهة الحس الروائي كما هو واضح في عنصر التفكيك والحصر الضيق للمنظور وحتى على مستوى السيناريو خاصة في شخصية "جاك سونيير القيّم على المتحف وصاحب المسدس الذي شهره باتجاه القيم وهو يستفسر عن أصحابه الثلاثة الذين سبقوه لسرقة السر من المتحف في اللوحة المعنية . وتجدر الإشارة هنا الى محاور المنطق الحسي المباشر والتخصيص الأولي والمباشر للامتياز الأول في المطلق للرؤية التي أصبحت تترافق مع بداهة السرد وبالامتداد نفسه وبمعنى التحليل الى أقصى جزيئاته ذلك في تحقيقه لإجمالي القول في البحث عن الضريح في لندن حيث قالت غيتوم أمينة المكتبة التي استنجدا بها "لانفندون وصوفي للتعرف على معلومات من خلال الحاسوب قالت غيتوم.
"ما الذي تبحثان عنه ؟ إننا نحاول أن نعثر على الضريح في لندن . بدت غيتوم مترددة هناك عشرين ألف ضريح ها . هل بإمكانك ان تكون أكثر تحديدا ؟] ص416.
وقد مثل الخصوص في الحوار الى خصائص حقل الرؤية باستنباط الملاحظة ونفورها وهو ما تبقى من تلك الاقصاءات فهي رؤية قد تجردت من مكنونها الحسي وشيوع الرتابة في حقول السرد الروائي وظهور خطوط ومساحات داخل"زمكانات التشكيل الروائي وبحدود المعاينة للأشياء . وقبل الغور بالعرض الضيق للسرد ، جاءت التجربة الحسية للرواية بمعرفة افتراضية ملتبسة وقد توسعت نحو اشارات مسبقة وبتقنيات سينارستية ، سيطرت على النص الروائي وبتقنيات سردية فجة احيانا "وضعت غيتوم نظارتها وقد احتارت في امرها وراحت تتامل الورقة التي اعطياها للتو . وهو البحث عن قبر الفارس بواسطة ابيات الشعر المشفرة وقد استعملت الكمبيوتر في عملية التغذية حيث ظهرت
" نتائج البحث على الشاشة وهي عشرات من النصوص التي تشير في معظمها الى الكاتب الانكليزي الذي يعود الى القرن الثامن عشر الكسندر البابا الذي كتب شعرا ملحميا ساخرا من الدين ويبدو انه يحتوي من الإشارات الى الفرسان
ولندن "ص418.
إن دخول المنهجية البصرية اظهر الرغبة في حصر الرؤية في النص الروائي من خلال تقنيات العدسة والحاسوب أدى الى الاعتماد على المرويات من التقنيات السردية فالتغيير الذي حصل على مستوى المنظور الحواري تتقدمه الانطباعات ، والاندماج المحوري المحدد بواسطة المجهر الذي اتصل بمفصل الآلية البصرية وقد استعملت لحل الاشكايات الكيفية في الرواية وهذا يذكرنابرواية " صورة الفنان في شبابه لجويس " وكذلك لعبة الكريات الزجاجية لهيرمان هيّسه " رغم مكانة الصيرورة الحوارية في كلا الروايتين ولكن تنكشف دلالة الايجاز العقد المؤقتة التي تصور عملية التنافر والاستطراد الحاصل في تلك الحوارات وفق بنية في تجربة الزمن تأخذ بعدها التاملي وهذا يتضح في تقنيات بروست " في الزمن الضائع" "دوى صوت المسدس واحس القيم سونيير بحرارة لافحة من الرصاص التي استقرت في معدته ووقع الى امام مقاوما الالم الذي يعصره . ارتد سونيير بجسده الى جهة القضبان وحدق بمهاجمه"ص14 "وجاك سونيير يعتبر هو الصلة الوحيدة المتبقية ،الوصي الوحيد على احد اقوى واعظم الاسرار التي تم حفظها حتى الان " ص15 فالذي تشكل من هذا الاكتشاف هو الانتقال الى مرحلة التمييز والتكاثر الكيفي الذي انتقل بالتوارث والتماثل والرغبة الرؤيوية الجامحة في حل هذه الاشكالات المتعلقة بالتاريخ الفني للاشياء حيث اعطى الاولوية للحواس من خلال المعطي الفني للنص الروائي فجاءت الرؤية الفنية قبل ظهور المنهج التحليلي للرواية وقد مثل " روبرت لانفدون" الخصوبة الغامضة في تكنيك الرواية بما يتفق وجميع التشابهات والتماثلات البصرية وقد برزت جلية ومنكشفة وقد تماثلت في الوانها في نهاية المعنى الفني والإلهي للوحة الدافنشية . وكان لانفدون باعتباره استاذ علم الرموز الدينية في جامعة "هارفرد"
وكانت كل كتبه حول الرسوم الدينية وعلم الرموز حتى اصبح ابرز المعارضين المشهورين في عالم الفن له كتب منها :
1. الرمزية في المذاهب السرية .
2. فن الطبقة المستنيرة .
3. لغة الكتابة الرمزية الضائعة.
4. وقد ألف كتابا يتحدث فيه عن الإيقونات الدينية وتعد كتبه مراجع جامعية مهمة.
فالموضوع التاريخي الذي تكتنزه الرواية يتعين بالمتغيرات وكيفية السيطرة على هذا المتغير بفضاء ومقدرة مستقاة من هندسة النص الروائي وطريقة توزيع هذه المتغيرات وفق منظومة تساوقية تتماثل بالتمييز والامتداد المعرفي ليعطي صفة التحقق التمثيلي في الرواية بإجماع المعرف البياني وفق منظور يتعلق بلغة السرد داخل تكنيك الرواية.
(التشكيل النظري- للرواية )
ويتحدد بتشكيلة المكان المرئي وبالانتقال الى الخطاب العياني بظهور المنحى اللغوي وهو من ابرز الاشكاليات في القراءة الفلسفية للرواية لانها تنتسب الى هذه المنظومة الممتدة خطابيا الى جذرية منغرسة في تلك الأرضية الفكرية من اللاهوت حيث برز النقيض الأكثر إحياء لطروحات المسار اللاهوتي بانقلابية جديدة تتأكد داخل منعطف ستراتيجي للتأويل ووفق منظومة من العلامات تعكس الخروج الفلسفي اللاهوتي بشكل مقوض في بعض مقوماته وان تاريخ هذه الاشكالية تم داخل تفاصيل هذا التساؤل وتفاصيله في فضاء الرواية من خلال علاقة السيد "لانفدون بالسيد سونيير" قبل مقتله بلحظات في نفس الزمان، فكان رد "لانفدون للسيد فاش"بانه معجب بالسيد "سونيير"هذا يعني ان المسار السيكولوجي كان قد شكل لحظة من التركيز في استخدام نصوص "سونيير"من قبل "لانفدون" في المحاضرات لأنها نصوص مهمة تتعلق بعلم "الإيقونات الذي يشمل عبادة الإلهة الأنثى"" أي مفهوم قدسية الأنثى وما يرافقها من الفن والرموز "ص33
وهكذا اصبحت فلسفة سونيير هي تفكيك النص الرمزي وتأكيد علاقته بالكينونة منذ اليونان حتى نيتشه. ولسونيير مكانة متشكلة في تاريخ علم أيقونات الآلهة
الانثى لأنه يعتبر علم الايقونات هو الاول على وجه الارض وان عبادة الانثى المقدسة تشكل الصيرورة عند سونيير خاصة خلال فترة العشرين عام التي شغل فيها مركز القيّم على المتحف و هذا ساعده في الاطلاع على اكبر مجموعة متعلقة بفن الالهة وموؤس لابريس من كاهنات اقدم ضريح يوناني في دلفي وصولجانات ذهبية ومفاتيح عنخ التي تشبه الملائكة صغيرة في وصفية الوقت وصلاصيل وخشاخيش كانت تستخدم في مصر القديمة لطرد الارواح الشريرة بالاضافة الى عدد من التماثيل التي تصور حورس ترضعه الالهة ايزيس "ص34.
لقد شكلت الرؤية النظرية في الرواية سر هذه الكينونة الالهية في الانثى وفق صيرورة ميزت فعل الارادة والقوة في تعيين الرموز الرئيسة للانثى المقدسة ويتأكد هذا الاتجاه الفردي الفلسفي للنص بالقراءات المعاصرة التي ترى في هذا النص عمقا نظريا باعادة ستراتيجية التاويل في ظل حاضرة القوة بثنايا الخطاب اللاهوتي ومرجعياته الدقيقة وان جذرية "الزمكان الروائي" تتوجه الى تشكيل المعنى المستقبلي للوجه المناقض والمقوض لهذه المعادلات داخل مناخ من الاشكاليات التي تفهم الحرص على انه مقولات "انطولوجية"في لحظة انبثاق المعادل الموضعي وتحويل مبدأ الهوية الى حكم الواقع حيث يقتضي هذا التصور محاولة تحويل الحس باتجاه المطلق . فالوجود المثالي لحقيقة الالهة الانثى المقدسة يتعلق بالحقيقة الازلية من خلال صيرورة هذا الصراع الخفي بين التجربة والقلق الذي ارتبط بانشطار هذه الثنائيات داخل الحيز المنفي – كذلك النفي لحقيقة الجمال الذي حدث في الارث الديني، وان الميلاد الذي اوجد الوجوب والوجود يتشكل في هذه الايقونات الجميلة . "لأوبوس" وهو الذي يقع في مدينة نيويورك "وارينفاروز"قام بنشر رسالة الرب هذه الرؤية كانت قد اكتنزت بالتحليل والتقليد بخصائص التمثيل الغامضة وقد تم التعرف عليها من عدة اشكاليات غامضة كانت قد ادخلتها التماثلات البصرية وقد برزت جلية ومنكشفة ومجردة من قوامها العنصر اللاهوتي حيث شكلت متغيرات حصرت المرئي منها وفق انتقال للرؤية وترجمة للحدث عبر التلقين "اوبوس داي لا تنتمي الى اية منظومة دينية مسيحية متقصية وهم مجموعة من الرهبان الكاثوليك"ص40.
"تشكيل اوبوس العرفي"
هذا التشكيل من المنتسبين يقومون بعملية التسامي وفق مكونات طقسية مرئية اساسها ايمان غير مرئي للوصول من خلال هذه الصيرورة في التعذيب الجسدي ومن ثم النتقال الى النشوة الايمانية وهي تتعلق بحالة سيكولوجية مريضة بالتقدير العام . هذا الانتقال تشعر به هذه المجموعة وكانها ادت وضيفة دينية وفق مكونات غير مرئية للوصول الى عملية التسامي الايماني داخل منظومة الرؤية الدينية وهو تقليد مثيولوجي تسري احكامه عند بعض الاديان البدائية وهنا يتشكل المتغير وللازمة بعملية انحرافية تستطلع أراء الآخرين ، هذا المحور من الانحراف قاده احد المنحرفين جنسيا بعد ان نصب كاميرات في غرفة نومه ليصور العملية الجنسية من خلال زوجته وهذا في تقديري جاء نتيجة تأسيسية قيمتها حجب العملية التفكيرية وفق تناسق بألسمات ومن ثم بمقياس لا مرئي للخفاء ويعد الخفاء لهذه الطقوس هو الخفاء الازلي لسلسلة من اللقاءات المتراكمة في ازمة غائرة وازمنة سحيقة وهو ركام سينطلق يوما ما ليحدد الكيفيات بحالة التعيين المرئي ونقله بالاصرة اللغوية عن طريق الفرز والانتقاء الذي قام على رؤية "هذا مسرح جريمة سيد لانفدون"ص44 وفي إطار فاصلة المكان يقول "فاش":
اما البوابة فهي التي فصلت "سونيير" عن مهاجمته فقد احتجز القاتل خارج المدخل وكان مقتل "سونيير" خارج هذه البوابة بعد ان اطلق عليه النار. "سونيير" شكل خرقاً جديداً في منظومة الرواية لتشكل الرؤية . من هنا كانت اللغة الدامية وفق صورة للنطق وفق ترجمة ناقلة لحالة الوعي التاريخي ، فكان الاتصال بالعالم من خلال الجملة المكتوبة بالدم وهذه العلامة الصوتية الحمراء كانت متطابقة مع منطق الطبيعة وهي المرجح الرئيس لمعرفة الاخرين عبر الاثر التاويلي وتشكيلاته اللغوية.
"لغة الدم لغة الغداء"
يبدو ان المدلول الاحالي من حيث الاشتغال على المضامين يتشكل من عمليات الاحالة التي تكون مرتبطة ارتباطا غريزيا بالاعتقاد ،فاللغة المكتوبة بالدم عند "سونيير"قد اشتملت مقامية ذات تعيين وقد مثلت الاشارات اللفظية تماسكها من حيث التصدر التزامني للفظ وهي التي مثلت التعبير السيميائي للفظ من التشكيل الدلالي للنص ووظيفة اللفظ داخل المفردة والجملة وهو ايعاز يعبر عن الطريقة الفنية لمدلولات الالفاظ بشكل مباشر وهنا ، يتأكد المدلول اللفظي في جميع حالات المعنى النصي فمدلول الانثى المقدسة على سبيل المثال يرتبط بمدلولين معجميين من الناحية النظرية وتعني " الانثى المقدسة" اختيارا لغويا يحتم الامكانيات" الذاتية والموضعية" التي توفرها لغة النص لان " الانثى المقدسة " تمثل جنس الاناث في سياق نص محدد التداول استنادا الى لفظة تصاحب القول المشفوع بالقواعد السياقية وقد ارتبطت هذه اللفظة "بالنص البنفسجي المضيء" باعتبارها الرسالة التي وجهها "سونيير" الى العالم ، لان الرؤيا جاءت اثناء الاحتضار والكتابة بالدم هي جزء من نداء صوفي خفي انشده الاله الانثى بنشوة الكأس المقدسة وكان رمز الرسالة قد تكون من الشيفرات المرسومة وكما يلي:
5- 8- 1-1-21- 2- 3- 13
O,Draconian deril !
Oh, lame saint ! ص50
هذه الشيفرة الرمزية قد ارتبطت بمضامين الاشارات اللفظية التي كان يرددها "سونيير"اثناء فترة الاحتضار وهي مضامين مرتبطة برسم بسبابته اليسرى والملطخة بالدم والتي غمست داخل الجرح تشكل مشهدا حمل الكثير من الشد للمسيح المختار في ظهوره وقد بلغ من القوة تجاوزت ما بلغ قيصر الزمان في هزيمته فهي ايذانا بفك الرموز ليظهر المخلص فهي من ضمن احلام دانيال الغريبة . فكان سرير موت "سونيير"هو لمحة خاطفة عصرت السنين في تشكيل هذه الرموز من خلال الاستعادة لوعية المتماسك واستخدامه الدم كحبر وقد استخدم بطنه العاري لوحة للكتابة وللإفصاح عن الأشياء الخفية في شروح مكتملة وهو الخفي من البواطن تحت سطوح اللغة حيث سيادة قوة الشيفرة النصية المتفاعلة باستقامة الجسد حيث كلمة السر داخل الاسطوانة التي امسكتها "صوفي"بتجريبة فجة للوصول الى حقيقة الرمز
G –R –A – I –L
وبإعادة لمرة أخرى
V- I- N –C –I
وأخرى
V – o- u- T- E ص242
لكنها اخفقت في الكشف الدقيق عن المعلومات التي تلقتها على يد جدها فالحقيقة ان الشرح والدرس للجد الكبير والحضور المقترن بحركة تراجعية كان سببه اخفاء السر من قبل جد صوفي لانه كان يعرف الحقيقة ويعرف طريقة الانقاذ بالظهور ذلك الامر الغريب لمعنى الدور الذي اختزل في شخصية "سونيير"ان ما تسترجعه صوفي ولانفدون يشكل حجر الزاوية في استقرار جسد "سونيير" بعد ان قام برسم رمزا بسيطا على جسده ، هذا الرمز يتكون من خمسة خطوط مستقيمة تتقاطع فيما بينها مشكلة نجمة ذات خمسة نقاط وهي "رموز النجمة الخماسية الدموية"المتركزة في سرة "سونيير"اضفت على جسده وبشكل واضح مسحة مرعية وشريرة "ص46 والنجمة الخماسية سياق تاريخي كان قد انعكس في زمكانية عابرة للقارات في الوقت الحاضر وهي ليست بالشيء العرضي ان تظهر الفعاليات باصطلاح تاويلي يؤكد مرجعيتا بطريقة يغلب عليها المنظور السياقي القاري وبتعالق يمر عبر زمكانية مفضوحة من خلال الإحالة .ففي سياق التصور وببنية سياقية سردية نلاحظ ان هناك اعادة النظر بهذه التصورات المريبة ، فهي على العموم تشكل مرحلة تاريخية حديثة في هذا الفراغ الهائل في الشرق الاوسط
لانه وكما يقول "لانفدون"وهي احد اقدم الرموز على وجه الارض وقد استخدم منذ اربعة الاف سنة قبل الميلاد قال "لانفدون"" النجمة الخماسية هي رمز ديني وثني "ص46 وهي تؤكد قرار الاحالة بانها تنفي عبادة الطبيعة ،فقد كان القدماء يتصورون ان عالمهم منقسم الى نصفين " المذكر والمؤنث"وهم يعملون في المحافظة على هذا التوازن الموضعي في العالم بسلام ، اما اذا كانا غير متوازيين كحالة هذه الاشكاليية العالمية فستعم الفوضى في العالم وباشارة من "لانفدون"الى معدة "سونيير" فقد اكتشف ان هذه النجمة الخماسية تمثل " النصف المؤنث " في كل الاشياء وهو مفهوم يطلق عليه المؤرخون اللاهوت " الانثى المقدسة" او الالهة المقدسة و "سونيير" قد عرف هذه الشيفرة اثناء عملية الاحتضار استنادا الى مكنون سر لوحة دافنتشي لانها تستند الى ترميز خماسي في ادق تعبير لمعناها الى تعقيدات "فينوس" الهة الجمال " والحب الانثوي الجنسي".
كوكب فينوس
يتحدد بنجمة خماسية وهي حالة فلكية تظهر كل أربع سنوات عند دورانه في السماء ولذلك كانت فينوس رمزا للكمال والطبعية الدورية للحب والجنس وجاء هذا التقدير لسحر فينوس ولذلك قام اليونان بأرخنة هذا الكيان الفلكي باستخدام هذه الدورة ذات السنوات الأربع أساسا لتنظيم دورة ألعابهم الاولمبية . فكان "لفاش المحقق" رأيا آخر ، ومن الواضح إن النجمة الخماسية كانت قد ارتبطت بالشيطان وهذا ما نلاحظه بأفلام الرعب التي تنتجها أميركا وهي إشارة واضحة إلى هذا الموضوع. من هنا فقد خسرت المسيحية "رمح بوصيدون" على سبيل المثال فأصبح شوكة للشيطان، وقبعة العجوز الشمطاء المدببة أصبحت رمز الساحرة الشمطاءونجمة فينوس اصبحت رمزا للشيطان من هنا فقد قامت القوات المسلحة الأميركية بتحريف النجمة الخماسية حيث اصبحت اليوم رمزا للحرب حيث ترسم على كافة الطائرات المقاتلة وكذلك تعلّق على أكتاف الجنرالات الأمريكان . أما جثة "سونيير" فهي تدعم العلاقة القائمة بين النجمة الخماسية والأنثى المقدسة وسونيير اعتبر النجمة الخماسية هي إشارة إلى إلوهية الأنثى . أما التخمين الذي وضعه " فاش " المحقق بأن النجمة الخماسية كانت مرتبطة بطريقة ما بعبادة الشيطان .
O, draconian devil
أيها الشيطان المتوحش
هذا ما أشار إليه "سونيير" هو ان يترك شيفره رقمية تشير إلى هذا الطلسم وهي رموز تلخص معان كبيرة وكما يلي :
1- النجمة الخماسية .
2-النص والأرقام وهي مترابطة بلوحة دافنتشي ومتباينة الجذور وهي الأساس الذي انطلق منه في تسمية الأنثى المقدسة .
3-أيصل رسالة من " سونيير" تتعلق بعبادة إلهه أو شيء من هذا الوضوح في الرسالة .
4 -والسؤال الغريب هو أن رجلا يموت في هذه القاعة ويحجز نفسه داخل صالة للعرض حيث رسم على جسمه " نجمه خماسية " وهي تمثل " الجمال والخطر الشيطاني " ويكتب رسالة على الأرض فيها شيفرة غمضة في خضم هذه الالتباسات ما هو الشيء الذي ليس غريبا ؟
5 -الدائرة التي تضيء و بشكل بدائي حول جسم " سونيير " الذي تمدد على الأرض ثم دوّر القلم حول نفسه عدة اقواس طويلة حيث رسم حول نفسه دائرة .
6-" الرجل الفيتروفي " قالها لانغدون ، لقد أبدع سونيير نسخة مطابقة بالحجم البشري عن أشهر رسم للوحة لليوناردو دافنتشي .
7-وأصبحت لوحة دافنتشي الرجل الفيتروفي في اليوم إيقونة للحضارة .
8 -في اللحظات الأخيرة من حياته تعرى القيّم سونيير من كل ثيابه وشكل جسده في صوره واضحة مثلت رسم الرجل الفيتروفي لليوناردو دافنتشي " أي مثل الرمز الخفي للوحة "
9 -كانت الدائرة المرسومة حول جثة الرجل هي العنصر الأساسي المفقود لأنهاالرمز الأنثوي ليمثل الحمامة ، فالدائرة المرسومة حول جسد الرجل العاري أكملت القصد من رسالة دافنتشي للتنا غم بين " الرجل والمرأة " وسونيير كان المشهد في ذلك.
10 -موضوع عبادة الشيطان ، لقد شكل دافنتشي موضوعا محيرا بالنسبة للمؤرخين خاصة فيما يتعلق بالتقاليد المسيحية ، وان عبقرية دافنتشي انه كان من عبدة نظام الطبيعة المقدس إضافة إلى شذوذه وتطرفه كان قد وضع في خانة الخطيئة ضد الرب وكان ينبش الجثث ليدرس البنية التشريحية عند الإنسان .
روحانية دافنتشي
وقدسية سونيير
ما يتعلق بالإضمار الخفي الذي جمع الادّخار في الإدراك الحسي الذي مثله المكان وإشكالية الإدراك الحسي لدى دافنتشي- وسونيير لان وجود العالم الخفي لكلا الشخصيتين ومنظومة المعتقدات والمبادئ الروحانية التي جمعتها وبضمنها القلق من طرد الكنيسة للأنثى المقدسة من الدين والتراث، وان تقليد سونيير لمرتكزات الرموز في لوحة دافنتشي والقصد من هذا التقليد هو تشكيل الإحباط المشترك الذي جمع بين تقديرات الاثنين لهذا الإحباط من تحويل الكنيسة الحديثة للالهة الانثى الى شيطان وان سونيير كرس كل حياته لدراسة الآلهة الأنثى، والكنيسة الكاثوليكية لم تأل جهدا في سبيل محو هذا التاريخ ومن جانبه فان سونيير قد اختار التعبير عن هذه الخيبة وسونيير من خلال رسالته المشيفرة هو توجيه الاتهام إلى الكنيسة بواسطة شيفرة القتل الرقمية إضافة الى القديس الضعيف والشيطان المتوحش والنجمة الخماسية على بطن سونيير والكرة الملكية الموجودة على قبر مجهول يتم البحث عنها وهي تحكي قصة "جسد وردي ورحم يحمل روحا في قلبه "وكان الحدس الصحيح لغيتوم وهي تحدث فعلا . فكرت غيتوم وقد لاحظت الإشارة إلى الوردة ورحمها الذي يحمل بذرة المسيح وهي إشارة إلى الآلهة الأنثى أو الآلهة المقدسة أو الكأس المطهرة والتضحية التي قاما بها كل من "دافنتشي- وسونيير" في إظهار الحقيقة مرة بجمال اللوحة ومرة بالرسم والكتابة وكان كل من دافنتيشي وبوتيشلي – ونيوتن قد وضحوا في سبيل حماية الوثائق الحقيقية من اجل أن يستقيم الحق وإظهار الحقيقة وقد أزفت ساعة الحقيقة وراح لانغدون يكتشف من خلال شخصية ماري التي رسمت السيف الذي يمثل المذكر
المذكر
وإذا رسمناه بالمقلوب ففي هذه الحالة يكون لنا رمز القدح الذي يمثل المؤنث " أي الكأس المقدسة "أرادت ماري أن تثبت للسيد لانغدون الحقيقة وأدخلته إلى البناء العتيق ثم قامت بإشعال الأضواء وأخذت تشير إلى مركز أرضية الحرم وقالت "تفضل سيد لانغدون ها هما السيف والقدح "وعندما شاهد لانغدون نجمة داود إصابته الدهشة ثم لاحظ اندماج السيف والقدح واندماجهما يشكلان الذكر والأنثى
فكانت القصيدة الغامضة هي التي شكلت إشعاع السيف والقدح – وبهالة من نجوم الماسونيين الكبار والقصيدة تقول :
الكأس المقدسة تحت روسلين القديمة تنتظر
السيف والقدح يحرسان بوابتها
ترقد هناك مزينة بفن المعلمين بكل عناية
ترتاح أخيرا تحت السماء ذات النجوم
من هنا تشاكل الخيال السردي نحو منظومة من البنية ذات العمق الواعي وفق النسق التاريخي من التأمل وهذه المشابهة بين السرد التاريخي للحدث وعلاقة السيف والقدح من الناحية الوظيفية واشتراكهما في تناول كفاءة المنظومة الرمزية في تمثيل المثيولوجيا التاريخية وان قدرة هذا التحول التاريخي يشير إلى مشروع مثيولوجي يتعلق بالقص كهدف ينشد الحقيقة وخروجها بموضوعات التحول ودراسة القوانين المثيولوجية التي تجذر هذه الدراسة وبتحكم وضيفي يستند إلى تفاصيل نظرية يغلب عليها الاهتمام بالطبيعة الإيديولوجية ولذلك كان إخراج هذه المنظومة الماسونية وتقديمها كخطوة أولى في التحولات لدراسة علم التاريخ وبامتياز حصلت عليه الأصولية المسيحية في إطار التاريخ السردي في الولايات المتحدة الأمريكية .
"ظهور المسيح المخلّص"
هناك عمق في المماثلة والتواشج بين السيف – والقدح – ليشكلا " الذكر والأنثى" هناك ترابط جدلي بين الأصولية المسيحية والأصولية اليهودية "ومن المعروف إن من يؤمن بالكتاب المقدس لا يفرق بين المسيحية واليهودية وان الأساس :في تركيبة السرد التراثي المقدس هو الإيمان بالعهدين " القديم والجديد والأصولية المسيحية كانت قد ترجمت العهدين "القديم والجديد"تليق بالشكل التمثيلي للحدث وان هناك علامات تسبق ظهور المسيح الثاني أبرزها تجمع اليهود في فلسطين وقيام دولة إسرائيل وظهور المسيح الدجال بعد إن تحدث موجة من الصراعات تتوج بمعركة[هرمجدون ] كما ذكرها سفر الرؤيا حيث تشترك أمم كبيرة في هذه المعركة بعدها يظهر المسيح المخّلص لإتباعه من المحرقة وإيمان من بقي من اليهود بالمسيح ثم بعدها ينتشر السلام في مملكة المسيح من هنا يتطابق السرد المثيولوجي في تفصيل العلاقة التي تربط هذه الأساطير بوضوح وتحليل سردي وحكائي وهذا ما يفسر لنا العلاقة التي تربط :
1- السيف المذكر
2- والكأس المقدسة
3- السيف والقدح واندماجهما ليشكلا " الذكر والأنثى ونجمة داود"
4- النجمة الخماسية التي رسمها "سونيير"
5- النجمة السداسية التي تشكل حاصل التشابك بين السيف المذكر + الكأس المقدسة وتظهر لنا نجمة داود.
كل هذا وضّحاه [ماري ولانغدون] في اكتشاف الحقيقة من خلال خط باريس الوردي القديم والكأس المقدسة والسيف تحت "روزلين الخط الوردي القديم" وفي اللفظ القديم الذي استخدمه "سونيير"لكلمة "روزلين" وهو السيف والقدح لذلك الضريح المزخرف ، فاخذ يشعر بالخط الوردي وهو يشده نحوه ، بعدها تلاشت الأشياء في الزمن الوردي البعيد إلا أن الزمن عند "لانغدون وماري "بقي صرح من العناوين المضاءة والأعمال الفنية الكبيرة التي تركها الكبار من الفنانين في العالم أمثال دافنتشي وبوتيشلّي وقد تضمنت الإشارة إلى الآلهة الأنثى.
منقول
علاء هاشم مناف
الحوار المتمدن - العدد: 2092 - 2007 / 11 / 7
المحور: الادب والفن
راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع Bookmark and Share
"المنظومة البنائية"
دراسة نقدية لرواية دان براون(شيفرة دافنشي)
ما يتعلق بالدور الفعال لظاهرة النص الروائي وارتباطه بفعاليات التجسيد والغور داخل "ابستيمات" تبين مستوى النسيج الخطابي داخل الرواية وبانحسار
يختفي فيه مفهوم التسويات داخل ظاهرة الوعي النصي وبآثار يتوقعها القارئ .
أنها نتاج تمثيلي نصي يتعلق بخرافة الرواية حيث البحث عن الفكرة الثابتة في الرواية على طغيان الاستغراق في طبيعة المنظور المنعكس في تحولات الرؤية داخل النص الروائي ،وراح البعد السردي للنص يأخذ شكله المتهدج في اللغة والصارم أحيانا ، حيث السكنات "االسيكولوجية" وهي التي ميزت النص السردي البرتكولي وأصبحت نظرية النص الروائي تخضع للتناول الموضعي الاني في تحديد واقع التجربة داخل تاريخ المنظور الروائي ، ويرى القارئ ، بان تاريخ التشكيل السردي للمنظور الروائي تحركه أنماط من الأدوات المتولدة من تاريخ المعرفة المتعلق بتاريخ البحث عن الحقيقة الخفية وأنشطتها المعيارية داخل منهاج الوعي النظري – ومتضيات الأزمنة داخل النص الروائي . ان زمن الرواية له ايقاع خاص ومتميز من تاريخ الحقيقة لأنه يفرز زمكانية خاصة تتعلق برصد انماط من التواصل وصلة تقييمها بشروط الظل المعاكسة من عملية التطور داخل "ابيستمولوجيا الرواية"فتاريخ الرواية هو تاريخ "ابيستمولوجيا المنظور المعرفي" وبلورة مقاييسه وفق الاتصال التدريجي بالمقولات والمفاهيم التي يتأسس عليها المشروع الروائي . ورواية شيفرة دافنتشي لدان براون تأخذ شروط الإمكانية بانتسابها إلى الأشياء التمثيلية لتاريخ لا يزال يتفصل عن منظوره الطبيعي فالمرئي فيه يشكل مظهرية وهيئة تفرضها بداهة للأمور وتشعرك وأنت تقرأ هذه الرواية وكأنك تقرأ "سيناريو معد للبنتوماين" وشروط من الحدود المتعلقة بالإذعان للحقبة الطويلة ولكن سرعان ما يتبدد هذا الحلم في حقل الرؤية ثم تتأسس أبعاد هذا النص الروائي وفق سببية متأرجحة في النظر إلى الأشياء تحت ضغط محاور في التدقيق والحضور المحصور في زوايا المكان الحاد جداً . نقول إن ما يرى القارئ من تقلص وانحسار في المنطق الجواري في حقل التجربة الروائية ، ونحن نلاحظ الابتداء بالمكان ثم يتقلص ويتحدد حسب الموقف في السرد الفني ويتصاعد الى أقصاه في إخبارية مروية وحوارية تبتعد عن نكهة الحس الروائي كما هو واضح في عنصر التفكيك والحصر الضيق للمنظور وحتى على مستوى السيناريو خاصة في شخصية "جاك سونيير القيّم على المتحف وصاحب المسدس الذي شهره باتجاه القيم وهو يستفسر عن أصحابه الثلاثة الذين سبقوه لسرقة السر من المتحف في اللوحة المعنية . وتجدر الإشارة هنا الى محاور المنطق الحسي المباشر والتخصيص الأولي والمباشر للامتياز الأول في المطلق للرؤية التي أصبحت تترافق مع بداهة السرد وبالامتداد نفسه وبمعنى التحليل الى أقصى جزيئاته ذلك في تحقيقه لإجمالي القول في البحث عن الضريح في لندن حيث قالت غيتوم أمينة المكتبة التي استنجدا بها "لانفندون وصوفي للتعرف على معلومات من خلال الحاسوب قالت غيتوم.
"ما الذي تبحثان عنه ؟ إننا نحاول أن نعثر على الضريح في لندن . بدت غيتوم مترددة هناك عشرين ألف ضريح ها . هل بإمكانك ان تكون أكثر تحديدا ؟] ص416.
وقد مثل الخصوص في الحوار الى خصائص حقل الرؤية باستنباط الملاحظة ونفورها وهو ما تبقى من تلك الاقصاءات فهي رؤية قد تجردت من مكنونها الحسي وشيوع الرتابة في حقول السرد الروائي وظهور خطوط ومساحات داخل"زمكانات التشكيل الروائي وبحدود المعاينة للأشياء . وقبل الغور بالعرض الضيق للسرد ، جاءت التجربة الحسية للرواية بمعرفة افتراضية ملتبسة وقد توسعت نحو اشارات مسبقة وبتقنيات سينارستية ، سيطرت على النص الروائي وبتقنيات سردية فجة احيانا "وضعت غيتوم نظارتها وقد احتارت في امرها وراحت تتامل الورقة التي اعطياها للتو . وهو البحث عن قبر الفارس بواسطة ابيات الشعر المشفرة وقد استعملت الكمبيوتر في عملية التغذية حيث ظهرت
" نتائج البحث على الشاشة وهي عشرات من النصوص التي تشير في معظمها الى الكاتب الانكليزي الذي يعود الى القرن الثامن عشر الكسندر البابا الذي كتب شعرا ملحميا ساخرا من الدين ويبدو انه يحتوي من الإشارات الى الفرسان
ولندن "ص418.
إن دخول المنهجية البصرية اظهر الرغبة في حصر الرؤية في النص الروائي من خلال تقنيات العدسة والحاسوب أدى الى الاعتماد على المرويات من التقنيات السردية فالتغيير الذي حصل على مستوى المنظور الحواري تتقدمه الانطباعات ، والاندماج المحوري المحدد بواسطة المجهر الذي اتصل بمفصل الآلية البصرية وقد استعملت لحل الاشكايات الكيفية في الرواية وهذا يذكرنابرواية " صورة الفنان في شبابه لجويس " وكذلك لعبة الكريات الزجاجية لهيرمان هيّسه " رغم مكانة الصيرورة الحوارية في كلا الروايتين ولكن تنكشف دلالة الايجاز العقد المؤقتة التي تصور عملية التنافر والاستطراد الحاصل في تلك الحوارات وفق بنية في تجربة الزمن تأخذ بعدها التاملي وهذا يتضح في تقنيات بروست " في الزمن الضائع" "دوى صوت المسدس واحس القيم سونيير بحرارة لافحة من الرصاص التي استقرت في معدته ووقع الى امام مقاوما الالم الذي يعصره . ارتد سونيير بجسده الى جهة القضبان وحدق بمهاجمه"ص14 "وجاك سونيير يعتبر هو الصلة الوحيدة المتبقية ،الوصي الوحيد على احد اقوى واعظم الاسرار التي تم حفظها حتى الان " ص15 فالذي تشكل من هذا الاكتشاف هو الانتقال الى مرحلة التمييز والتكاثر الكيفي الذي انتقل بالتوارث والتماثل والرغبة الرؤيوية الجامحة في حل هذه الاشكالات المتعلقة بالتاريخ الفني للاشياء حيث اعطى الاولوية للحواس من خلال المعطي الفني للنص الروائي فجاءت الرؤية الفنية قبل ظهور المنهج التحليلي للرواية وقد مثل " روبرت لانفدون" الخصوبة الغامضة في تكنيك الرواية بما يتفق وجميع التشابهات والتماثلات البصرية وقد برزت جلية ومنكشفة وقد تماثلت في الوانها في نهاية المعنى الفني والإلهي للوحة الدافنشية . وكان لانفدون باعتباره استاذ علم الرموز الدينية في جامعة "هارفرد"
وكانت كل كتبه حول الرسوم الدينية وعلم الرموز حتى اصبح ابرز المعارضين المشهورين في عالم الفن له كتب منها :
1. الرمزية في المذاهب السرية .
2. فن الطبقة المستنيرة .
3. لغة الكتابة الرمزية الضائعة.
4. وقد ألف كتابا يتحدث فيه عن الإيقونات الدينية وتعد كتبه مراجع جامعية مهمة.
فالموضوع التاريخي الذي تكتنزه الرواية يتعين بالمتغيرات وكيفية السيطرة على هذا المتغير بفضاء ومقدرة مستقاة من هندسة النص الروائي وطريقة توزيع هذه المتغيرات وفق منظومة تساوقية تتماثل بالتمييز والامتداد المعرفي ليعطي صفة التحقق التمثيلي في الرواية بإجماع المعرف البياني وفق منظور يتعلق بلغة السرد داخل تكنيك الرواية.
(التشكيل النظري- للرواية )
ويتحدد بتشكيلة المكان المرئي وبالانتقال الى الخطاب العياني بظهور المنحى اللغوي وهو من ابرز الاشكاليات في القراءة الفلسفية للرواية لانها تنتسب الى هذه المنظومة الممتدة خطابيا الى جذرية منغرسة في تلك الأرضية الفكرية من اللاهوت حيث برز النقيض الأكثر إحياء لطروحات المسار اللاهوتي بانقلابية جديدة تتأكد داخل منعطف ستراتيجي للتأويل ووفق منظومة من العلامات تعكس الخروج الفلسفي اللاهوتي بشكل مقوض في بعض مقوماته وان تاريخ هذه الاشكالية تم داخل تفاصيل هذا التساؤل وتفاصيله في فضاء الرواية من خلال علاقة السيد "لانفدون بالسيد سونيير" قبل مقتله بلحظات في نفس الزمان، فكان رد "لانفدون للسيد فاش"بانه معجب بالسيد "سونيير"هذا يعني ان المسار السيكولوجي كان قد شكل لحظة من التركيز في استخدام نصوص "سونيير"من قبل "لانفدون" في المحاضرات لأنها نصوص مهمة تتعلق بعلم "الإيقونات الذي يشمل عبادة الإلهة الأنثى"" أي مفهوم قدسية الأنثى وما يرافقها من الفن والرموز "ص33
وهكذا اصبحت فلسفة سونيير هي تفكيك النص الرمزي وتأكيد علاقته بالكينونة منذ اليونان حتى نيتشه. ولسونيير مكانة متشكلة في تاريخ علم أيقونات الآلهة
الانثى لأنه يعتبر علم الايقونات هو الاول على وجه الارض وان عبادة الانثى المقدسة تشكل الصيرورة عند سونيير خاصة خلال فترة العشرين عام التي شغل فيها مركز القيّم على المتحف و هذا ساعده في الاطلاع على اكبر مجموعة متعلقة بفن الالهة وموؤس لابريس من كاهنات اقدم ضريح يوناني في دلفي وصولجانات ذهبية ومفاتيح عنخ التي تشبه الملائكة صغيرة في وصفية الوقت وصلاصيل وخشاخيش كانت تستخدم في مصر القديمة لطرد الارواح الشريرة بالاضافة الى عدد من التماثيل التي تصور حورس ترضعه الالهة ايزيس "ص34.
لقد شكلت الرؤية النظرية في الرواية سر هذه الكينونة الالهية في الانثى وفق صيرورة ميزت فعل الارادة والقوة في تعيين الرموز الرئيسة للانثى المقدسة ويتأكد هذا الاتجاه الفردي الفلسفي للنص بالقراءات المعاصرة التي ترى في هذا النص عمقا نظريا باعادة ستراتيجية التاويل في ظل حاضرة القوة بثنايا الخطاب اللاهوتي ومرجعياته الدقيقة وان جذرية "الزمكان الروائي" تتوجه الى تشكيل المعنى المستقبلي للوجه المناقض والمقوض لهذه المعادلات داخل مناخ من الاشكاليات التي تفهم الحرص على انه مقولات "انطولوجية"في لحظة انبثاق المعادل الموضعي وتحويل مبدأ الهوية الى حكم الواقع حيث يقتضي هذا التصور محاولة تحويل الحس باتجاه المطلق . فالوجود المثالي لحقيقة الالهة الانثى المقدسة يتعلق بالحقيقة الازلية من خلال صيرورة هذا الصراع الخفي بين التجربة والقلق الذي ارتبط بانشطار هذه الثنائيات داخل الحيز المنفي – كذلك النفي لحقيقة الجمال الذي حدث في الارث الديني، وان الميلاد الذي اوجد الوجوب والوجود يتشكل في هذه الايقونات الجميلة . "لأوبوس" وهو الذي يقع في مدينة نيويورك "وارينفاروز"قام بنشر رسالة الرب هذه الرؤية كانت قد اكتنزت بالتحليل والتقليد بخصائص التمثيل الغامضة وقد تم التعرف عليها من عدة اشكاليات غامضة كانت قد ادخلتها التماثلات البصرية وقد برزت جلية ومنكشفة ومجردة من قوامها العنصر اللاهوتي حيث شكلت متغيرات حصرت المرئي منها وفق انتقال للرؤية وترجمة للحدث عبر التلقين "اوبوس داي لا تنتمي الى اية منظومة دينية مسيحية متقصية وهم مجموعة من الرهبان الكاثوليك"ص40.
"تشكيل اوبوس العرفي"
هذا التشكيل من المنتسبين يقومون بعملية التسامي وفق مكونات طقسية مرئية اساسها ايمان غير مرئي للوصول من خلال هذه الصيرورة في التعذيب الجسدي ومن ثم النتقال الى النشوة الايمانية وهي تتعلق بحالة سيكولوجية مريضة بالتقدير العام . هذا الانتقال تشعر به هذه المجموعة وكانها ادت وضيفة دينية وفق مكونات غير مرئية للوصول الى عملية التسامي الايماني داخل منظومة الرؤية الدينية وهو تقليد مثيولوجي تسري احكامه عند بعض الاديان البدائية وهنا يتشكل المتغير وللازمة بعملية انحرافية تستطلع أراء الآخرين ، هذا المحور من الانحراف قاده احد المنحرفين جنسيا بعد ان نصب كاميرات في غرفة نومه ليصور العملية الجنسية من خلال زوجته وهذا في تقديري جاء نتيجة تأسيسية قيمتها حجب العملية التفكيرية وفق تناسق بألسمات ومن ثم بمقياس لا مرئي للخفاء ويعد الخفاء لهذه الطقوس هو الخفاء الازلي لسلسلة من اللقاءات المتراكمة في ازمة غائرة وازمنة سحيقة وهو ركام سينطلق يوما ما ليحدد الكيفيات بحالة التعيين المرئي ونقله بالاصرة اللغوية عن طريق الفرز والانتقاء الذي قام على رؤية "هذا مسرح جريمة سيد لانفدون"ص44 وفي إطار فاصلة المكان يقول "فاش":
اما البوابة فهي التي فصلت "سونيير" عن مهاجمته فقد احتجز القاتل خارج المدخل وكان مقتل "سونيير" خارج هذه البوابة بعد ان اطلق عليه النار. "سونيير" شكل خرقاً جديداً في منظومة الرواية لتشكل الرؤية . من هنا كانت اللغة الدامية وفق صورة للنطق وفق ترجمة ناقلة لحالة الوعي التاريخي ، فكان الاتصال بالعالم من خلال الجملة المكتوبة بالدم وهذه العلامة الصوتية الحمراء كانت متطابقة مع منطق الطبيعة وهي المرجح الرئيس لمعرفة الاخرين عبر الاثر التاويلي وتشكيلاته اللغوية.
"لغة الدم لغة الغداء"
يبدو ان المدلول الاحالي من حيث الاشتغال على المضامين يتشكل من عمليات الاحالة التي تكون مرتبطة ارتباطا غريزيا بالاعتقاد ،فاللغة المكتوبة بالدم عند "سونيير"قد اشتملت مقامية ذات تعيين وقد مثلت الاشارات اللفظية تماسكها من حيث التصدر التزامني للفظ وهي التي مثلت التعبير السيميائي للفظ من التشكيل الدلالي للنص ووظيفة اللفظ داخل المفردة والجملة وهو ايعاز يعبر عن الطريقة الفنية لمدلولات الالفاظ بشكل مباشر وهنا ، يتأكد المدلول اللفظي في جميع حالات المعنى النصي فمدلول الانثى المقدسة على سبيل المثال يرتبط بمدلولين معجميين من الناحية النظرية وتعني " الانثى المقدسة" اختيارا لغويا يحتم الامكانيات" الذاتية والموضعية" التي توفرها لغة النص لان " الانثى المقدسة " تمثل جنس الاناث في سياق نص محدد التداول استنادا الى لفظة تصاحب القول المشفوع بالقواعد السياقية وقد ارتبطت هذه اللفظة "بالنص البنفسجي المضيء" باعتبارها الرسالة التي وجهها "سونيير" الى العالم ، لان الرؤيا جاءت اثناء الاحتضار والكتابة بالدم هي جزء من نداء صوفي خفي انشده الاله الانثى بنشوة الكأس المقدسة وكان رمز الرسالة قد تكون من الشيفرات المرسومة وكما يلي:
5- 8- 1-1-21- 2- 3- 13
O,Draconian deril !
Oh, lame saint ! ص50
هذه الشيفرة الرمزية قد ارتبطت بمضامين الاشارات اللفظية التي كان يرددها "سونيير"اثناء فترة الاحتضار وهي مضامين مرتبطة برسم بسبابته اليسرى والملطخة بالدم والتي غمست داخل الجرح تشكل مشهدا حمل الكثير من الشد للمسيح المختار في ظهوره وقد بلغ من القوة تجاوزت ما بلغ قيصر الزمان في هزيمته فهي ايذانا بفك الرموز ليظهر المخلص فهي من ضمن احلام دانيال الغريبة . فكان سرير موت "سونيير"هو لمحة خاطفة عصرت السنين في تشكيل هذه الرموز من خلال الاستعادة لوعية المتماسك واستخدامه الدم كحبر وقد استخدم بطنه العاري لوحة للكتابة وللإفصاح عن الأشياء الخفية في شروح مكتملة وهو الخفي من البواطن تحت سطوح اللغة حيث سيادة قوة الشيفرة النصية المتفاعلة باستقامة الجسد حيث كلمة السر داخل الاسطوانة التي امسكتها "صوفي"بتجريبة فجة للوصول الى حقيقة الرمز
G –R –A – I –L
وبإعادة لمرة أخرى
V- I- N –C –I
وأخرى
V – o- u- T- E ص242
لكنها اخفقت في الكشف الدقيق عن المعلومات التي تلقتها على يد جدها فالحقيقة ان الشرح والدرس للجد الكبير والحضور المقترن بحركة تراجعية كان سببه اخفاء السر من قبل جد صوفي لانه كان يعرف الحقيقة ويعرف طريقة الانقاذ بالظهور ذلك الامر الغريب لمعنى الدور الذي اختزل في شخصية "سونيير"ان ما تسترجعه صوفي ولانفدون يشكل حجر الزاوية في استقرار جسد "سونيير" بعد ان قام برسم رمزا بسيطا على جسده ، هذا الرمز يتكون من خمسة خطوط مستقيمة تتقاطع فيما بينها مشكلة نجمة ذات خمسة نقاط وهي "رموز النجمة الخماسية الدموية"المتركزة في سرة "سونيير"اضفت على جسده وبشكل واضح مسحة مرعية وشريرة "ص46 والنجمة الخماسية سياق تاريخي كان قد انعكس في زمكانية عابرة للقارات في الوقت الحاضر وهي ليست بالشيء العرضي ان تظهر الفعاليات باصطلاح تاويلي يؤكد مرجعيتا بطريقة يغلب عليها المنظور السياقي القاري وبتعالق يمر عبر زمكانية مفضوحة من خلال الإحالة .ففي سياق التصور وببنية سياقية سردية نلاحظ ان هناك اعادة النظر بهذه التصورات المريبة ، فهي على العموم تشكل مرحلة تاريخية حديثة في هذا الفراغ الهائل في الشرق الاوسط
لانه وكما يقول "لانفدون"وهي احد اقدم الرموز على وجه الارض وقد استخدم منذ اربعة الاف سنة قبل الميلاد قال "لانفدون"" النجمة الخماسية هي رمز ديني وثني "ص46 وهي تؤكد قرار الاحالة بانها تنفي عبادة الطبيعة ،فقد كان القدماء يتصورون ان عالمهم منقسم الى نصفين " المذكر والمؤنث"وهم يعملون في المحافظة على هذا التوازن الموضعي في العالم بسلام ، اما اذا كانا غير متوازيين كحالة هذه الاشكاليية العالمية فستعم الفوضى في العالم وباشارة من "لانفدون"الى معدة "سونيير" فقد اكتشف ان هذه النجمة الخماسية تمثل " النصف المؤنث " في كل الاشياء وهو مفهوم يطلق عليه المؤرخون اللاهوت " الانثى المقدسة" او الالهة المقدسة و "سونيير" قد عرف هذه الشيفرة اثناء عملية الاحتضار استنادا الى مكنون سر لوحة دافنتشي لانها تستند الى ترميز خماسي في ادق تعبير لمعناها الى تعقيدات "فينوس" الهة الجمال " والحب الانثوي الجنسي".
كوكب فينوس
يتحدد بنجمة خماسية وهي حالة فلكية تظهر كل أربع سنوات عند دورانه في السماء ولذلك كانت فينوس رمزا للكمال والطبعية الدورية للحب والجنس وجاء هذا التقدير لسحر فينوس ولذلك قام اليونان بأرخنة هذا الكيان الفلكي باستخدام هذه الدورة ذات السنوات الأربع أساسا لتنظيم دورة ألعابهم الاولمبية . فكان "لفاش المحقق" رأيا آخر ، ومن الواضح إن النجمة الخماسية كانت قد ارتبطت بالشيطان وهذا ما نلاحظه بأفلام الرعب التي تنتجها أميركا وهي إشارة واضحة إلى هذا الموضوع. من هنا فقد خسرت المسيحية "رمح بوصيدون" على سبيل المثال فأصبح شوكة للشيطان، وقبعة العجوز الشمطاء المدببة أصبحت رمز الساحرة الشمطاءونجمة فينوس اصبحت رمزا للشيطان من هنا فقد قامت القوات المسلحة الأميركية بتحريف النجمة الخماسية حيث اصبحت اليوم رمزا للحرب حيث ترسم على كافة الطائرات المقاتلة وكذلك تعلّق على أكتاف الجنرالات الأمريكان . أما جثة "سونيير" فهي تدعم العلاقة القائمة بين النجمة الخماسية والأنثى المقدسة وسونيير اعتبر النجمة الخماسية هي إشارة إلى إلوهية الأنثى . أما التخمين الذي وضعه " فاش " المحقق بأن النجمة الخماسية كانت مرتبطة بطريقة ما بعبادة الشيطان .
O, draconian devil
أيها الشيطان المتوحش
هذا ما أشار إليه "سونيير" هو ان يترك شيفره رقمية تشير إلى هذا الطلسم وهي رموز تلخص معان كبيرة وكما يلي :
1- النجمة الخماسية .
2-النص والأرقام وهي مترابطة بلوحة دافنتشي ومتباينة الجذور وهي الأساس الذي انطلق منه في تسمية الأنثى المقدسة .
3-أيصل رسالة من " سونيير" تتعلق بعبادة إلهه أو شيء من هذا الوضوح في الرسالة .
4 -والسؤال الغريب هو أن رجلا يموت في هذه القاعة ويحجز نفسه داخل صالة للعرض حيث رسم على جسمه " نجمه خماسية " وهي تمثل " الجمال والخطر الشيطاني " ويكتب رسالة على الأرض فيها شيفرة غمضة في خضم هذه الالتباسات ما هو الشيء الذي ليس غريبا ؟
5 -الدائرة التي تضيء و بشكل بدائي حول جسم " سونيير " الذي تمدد على الأرض ثم دوّر القلم حول نفسه عدة اقواس طويلة حيث رسم حول نفسه دائرة .
6-" الرجل الفيتروفي " قالها لانغدون ، لقد أبدع سونيير نسخة مطابقة بالحجم البشري عن أشهر رسم للوحة لليوناردو دافنتشي .
7-وأصبحت لوحة دافنتشي الرجل الفيتروفي في اليوم إيقونة للحضارة .
8 -في اللحظات الأخيرة من حياته تعرى القيّم سونيير من كل ثيابه وشكل جسده في صوره واضحة مثلت رسم الرجل الفيتروفي لليوناردو دافنتشي " أي مثل الرمز الخفي للوحة "
9 -كانت الدائرة المرسومة حول جثة الرجل هي العنصر الأساسي المفقود لأنهاالرمز الأنثوي ليمثل الحمامة ، فالدائرة المرسومة حول جسد الرجل العاري أكملت القصد من رسالة دافنتشي للتنا غم بين " الرجل والمرأة " وسونيير كان المشهد في ذلك.
10 -موضوع عبادة الشيطان ، لقد شكل دافنتشي موضوعا محيرا بالنسبة للمؤرخين خاصة فيما يتعلق بالتقاليد المسيحية ، وان عبقرية دافنتشي انه كان من عبدة نظام الطبيعة المقدس إضافة إلى شذوذه وتطرفه كان قد وضع في خانة الخطيئة ضد الرب وكان ينبش الجثث ليدرس البنية التشريحية عند الإنسان .
روحانية دافنتشي
وقدسية سونيير
ما يتعلق بالإضمار الخفي الذي جمع الادّخار في الإدراك الحسي الذي مثله المكان وإشكالية الإدراك الحسي لدى دافنتشي- وسونيير لان وجود العالم الخفي لكلا الشخصيتين ومنظومة المعتقدات والمبادئ الروحانية التي جمعتها وبضمنها القلق من طرد الكنيسة للأنثى المقدسة من الدين والتراث، وان تقليد سونيير لمرتكزات الرموز في لوحة دافنتشي والقصد من هذا التقليد هو تشكيل الإحباط المشترك الذي جمع بين تقديرات الاثنين لهذا الإحباط من تحويل الكنيسة الحديثة للالهة الانثى الى شيطان وان سونيير كرس كل حياته لدراسة الآلهة الأنثى، والكنيسة الكاثوليكية لم تأل جهدا في سبيل محو هذا التاريخ ومن جانبه فان سونيير قد اختار التعبير عن هذه الخيبة وسونيير من خلال رسالته المشيفرة هو توجيه الاتهام إلى الكنيسة بواسطة شيفرة القتل الرقمية إضافة الى القديس الضعيف والشيطان المتوحش والنجمة الخماسية على بطن سونيير والكرة الملكية الموجودة على قبر مجهول يتم البحث عنها وهي تحكي قصة "جسد وردي ورحم يحمل روحا في قلبه "وكان الحدس الصحيح لغيتوم وهي تحدث فعلا . فكرت غيتوم وقد لاحظت الإشارة إلى الوردة ورحمها الذي يحمل بذرة المسيح وهي إشارة إلى الآلهة الأنثى أو الآلهة المقدسة أو الكأس المطهرة والتضحية التي قاما بها كل من "دافنتشي- وسونيير" في إظهار الحقيقة مرة بجمال اللوحة ومرة بالرسم والكتابة وكان كل من دافنتيشي وبوتيشلي – ونيوتن قد وضحوا في سبيل حماية الوثائق الحقيقية من اجل أن يستقيم الحق وإظهار الحقيقة وقد أزفت ساعة الحقيقة وراح لانغدون يكتشف من خلال شخصية ماري التي رسمت السيف الذي يمثل المذكر
المذكر
وإذا رسمناه بالمقلوب ففي هذه الحالة يكون لنا رمز القدح الذي يمثل المؤنث " أي الكأس المقدسة "أرادت ماري أن تثبت للسيد لانغدون الحقيقة وأدخلته إلى البناء العتيق ثم قامت بإشعال الأضواء وأخذت تشير إلى مركز أرضية الحرم وقالت "تفضل سيد لانغدون ها هما السيف والقدح "وعندما شاهد لانغدون نجمة داود إصابته الدهشة ثم لاحظ اندماج السيف والقدح واندماجهما يشكلان الذكر والأنثى
فكانت القصيدة الغامضة هي التي شكلت إشعاع السيف والقدح – وبهالة من نجوم الماسونيين الكبار والقصيدة تقول :
الكأس المقدسة تحت روسلين القديمة تنتظر
السيف والقدح يحرسان بوابتها
ترقد هناك مزينة بفن المعلمين بكل عناية
ترتاح أخيرا تحت السماء ذات النجوم
من هنا تشاكل الخيال السردي نحو منظومة من البنية ذات العمق الواعي وفق النسق التاريخي من التأمل وهذه المشابهة بين السرد التاريخي للحدث وعلاقة السيف والقدح من الناحية الوظيفية واشتراكهما في تناول كفاءة المنظومة الرمزية في تمثيل المثيولوجيا التاريخية وان قدرة هذا التحول التاريخي يشير إلى مشروع مثيولوجي يتعلق بالقص كهدف ينشد الحقيقة وخروجها بموضوعات التحول ودراسة القوانين المثيولوجية التي تجذر هذه الدراسة وبتحكم وضيفي يستند إلى تفاصيل نظرية يغلب عليها الاهتمام بالطبيعة الإيديولوجية ولذلك كان إخراج هذه المنظومة الماسونية وتقديمها كخطوة أولى في التحولات لدراسة علم التاريخ وبامتياز حصلت عليه الأصولية المسيحية في إطار التاريخ السردي في الولايات المتحدة الأمريكية .
"ظهور المسيح المخلّص"
هناك عمق في المماثلة والتواشج بين السيف – والقدح – ليشكلا " الذكر والأنثى" هناك ترابط جدلي بين الأصولية المسيحية والأصولية اليهودية "ومن المعروف إن من يؤمن بالكتاب المقدس لا يفرق بين المسيحية واليهودية وان الأساس :في تركيبة السرد التراثي المقدس هو الإيمان بالعهدين " القديم والجديد والأصولية المسيحية كانت قد ترجمت العهدين "القديم والجديد"تليق بالشكل التمثيلي للحدث وان هناك علامات تسبق ظهور المسيح الثاني أبرزها تجمع اليهود في فلسطين وقيام دولة إسرائيل وظهور المسيح الدجال بعد إن تحدث موجة من الصراعات تتوج بمعركة[هرمجدون ] كما ذكرها سفر الرؤيا حيث تشترك أمم كبيرة في هذه المعركة بعدها يظهر المسيح المخّلص لإتباعه من المحرقة وإيمان من بقي من اليهود بالمسيح ثم بعدها ينتشر السلام في مملكة المسيح من هنا يتطابق السرد المثيولوجي في تفصيل العلاقة التي تربط هذه الأساطير بوضوح وتحليل سردي وحكائي وهذا ما يفسر لنا العلاقة التي تربط :
1- السيف المذكر
2- والكأس المقدسة
3- السيف والقدح واندماجهما ليشكلا " الذكر والأنثى ونجمة داود"
4- النجمة الخماسية التي رسمها "سونيير"
5- النجمة السداسية التي تشكل حاصل التشابك بين السيف المذكر + الكأس المقدسة وتظهر لنا نجمة داود.
كل هذا وضّحاه [ماري ولانغدون] في اكتشاف الحقيقة من خلال خط باريس الوردي القديم والكأس المقدسة والسيف تحت "روزلين الخط الوردي القديم" وفي اللفظ القديم الذي استخدمه "سونيير"لكلمة "روزلين" وهو السيف والقدح لذلك الضريح المزخرف ، فاخذ يشعر بالخط الوردي وهو يشده نحوه ، بعدها تلاشت الأشياء في الزمن الوردي البعيد إلا أن الزمن عند "لانغدون وماري "بقي صرح من العناوين المضاءة والأعمال الفنية الكبيرة التي تركها الكبار من الفنانين في العالم أمثال دافنتشي وبوتيشلّي وقد تضمنت الإشارة إلى الآلهة الأنثى.
منقول