[center]
مفهوم التماسك وأهميته في الدراسات النصية
د. جمعان عبد الكريم
جامعةالباحة
10/2/1428هـ
التماسك مصطلح مترجم عن الكلمة الإنجليزية Cohesion ، وقد وقع في ترجمته بعض من الاختلاف كالعادة في عملية انتقال المصطلحات العلمية مُترجمَةً إلى العربية ؛ فيترجمه محمد الخطابي إلى الاتساق(1) في حين يترجمه تمام حسان إلى السبك(2) . وتترجمه إلهام أبو غزالة وعلي خليل حمد إلى التضام(3). أما عمر عطاري ، فيترجمه إلى الترابط(4) . ويترجمه عبد القادر قنيني إلى الالتئام(5) . وبسبب من ذلك ينقله أحمد عفيفي مترجماً إلى ثلاثة مصطلحات معطوفة بأو التنويع هي : السبك ، أو الربط ، أو التضام . وإلى هنا قد يكون الأمر مقبولاً في هذه الفوضى المصطلحية ، ولكن أحمد عفيفي ينقل مصطلحاً آخر هو Coherence إلى الحبك أو التماسك ، أو الانسجام ، أو الاتساق(6). وهنا تتداخل ترجمة المصطلحين ، بل إن المصطلح الأول الذي اشتهر بالتماسك أو الاتساق قد انتقلت ترجمته إلى المصطلح الثاني الذي لم يخل هو أيضاً من الاضطراب في ترجمته ؛ إذ إن عبد القادر قنيني يترجمه إلى الاتساق ، وتمام حسان يترجمه إلى الالتحام ، و إلهام أبو غزالة ورفيقها يترجمانه إلى التقارن ، ومحمد خطابي إلى الانسجام(7) ، وهنا تتزايد الفوضى المصطلحية . ويظهر أن الاضطراب في ترجمة المصطلحات آخذ في الاتساع ، إذ يترجم بعضهم المصطلح الأول إلى الترابط ، والمصطلح الثاني إلى التناغم (
وفي غياب حل حاسم يأخذ على عاتقه مسألة الضبط المصطلحي ، وإقصاء العبارة المشهورة ( لامشاحة في الاصطلاح )- في الترجمة خصوصاً- يبدو من استعمال المصطلحين في الدراسات النصية غلبة استعمال التماسك في Cohesion ، وغلبة استعمال الانسجام في Coherence . ومع ذلك ، فإنه من الأفضل متابعة صبحي الفـقي في تـرجمة المصـطلح الأول إلى التماسك الشكلي ، و ترجمة المصطلح الثاني إلى التماسك الدلالي أو المعنوي(9) ، وقد سبقه إلى ذلك كل من محمد لطفي الزليطني ومنير التريكي في ترجمتهما كتاب تحليل الخطاب .(10) أو متابعة سعد مصلوح في ترجمته البليغة حيث ترجم المصطلح الأول إلى السبك ، والمصطلح الثاني إلى الحبك.(11)
وأما مفهوم التماسك الشكلي Cohesion ، فيعني " ترابط الجمل في النص مع بعضها بعضاً بوسائل لغوية معينة "(12)، وهذا الترابط يهتم بالروابط التي تجري في سطح النص أكثر من اهتمامه بالمشكل الدلالي أو المعنوي للنص ، وإذا كان هناك اهتمام بالدلالة وروابطها فيأتي عارضاً ، وانطلاقاً من الشكل إلى الدلالة ؛ إذ إن كل الروابط التي تربط ظاهر النص تحتوي ضرورةً على قدر من الدلالة تم الربط وفقاً لها .
وأما مفهوم التماسك الدلالي أو المعنوي فيهتم بالمضمون الدلالي في النص ، وطرق الترابط الدلالية بين أفكار النص من جهة ، وبينها وبين معرفة العالم من جهة أخرى ، ولهذه الجهة الأخيرة أهمية قصوى إلى الدرجة التي تجعل بعض اللغويين يحدّدون التماسك الدلالي بأنه " شيء موجود في الناس لا في اللغة ، فالناس هم الذين يحددون معنى ما يقرأون وما يسمعون "(13)، ولكن الأمر الأهم في التماسك الدلالي هو الوحدة الموضوعية ، أو ما يطلق عليه فان دايك البنية النصية الدلالية الكبرى وما يتعلق بها من بنى دلالية صغرى في النص ، وكذلك البنية العليا التي لها ارتباط قوي بالبنية النصية الكبرى
لابد لكل نص من أن يتوافر فيه شرط التماسك الدلالي كي يمكن وصفه بالنصية ، بل إن مقاربة هذا التماسك هي الخطوة الأهم في تحليل النص أو الخطاب ؛ ذلك أن التماسك الشكلي بروابطه المتعددة لا يمكن أن يكفي وحده ، ولا يمكن أن يشكل تماسكاً ، أو وحدة في الخطاب ، فيمكن أن يقال على سبيل المثال : "مرت طائرة مسرعة ، ثم انقضت السلحفاة على السمكة ، عند ذلك غربت الشمس ، وضحكت هند ، لكن السيارة وقفت، ليغني " فبالرغم من استعمال بعض أدوات التماسك الشكلي ، فلا يمكن أن تشكل القطعة السابقة نصاً متماسكاً ، حاشا في بعض النصوص ذات السمات الخاصة كالنصوص الإبداعية أو بعض النصوص الصوفية(14) ؛ لأن التماسك يفسر عندئذٍ في ضوء معطيات نقدية ولسانية خاصة .
ويبدو أن التماسك الدلالي الذي يرى فان دايك أنه" عبارة عن خاصية سيمانطيقية للخطاب قائمة على تأويل كل جملة مفردة متعلقة بتأويل جملة أخرى "(15)، يختلف في طريقة تناوله عن التماسك عند هاليدي ورقية حسن اللذين وإن أكدا أن التماسك " مفهوم دلالي يشير إلى العلاقات الدلالية التي توجد ضمن النص ، وتعرّفه بأنه نص "(16)، إلا أنهما وقفا بعملهما عند دراسة أدوات التماسك الشكلي في الغالب ، وأدوات التماسك الشكلي لاشك في علاقتها القوية بالدلالة ، ولكنها لاتصف بنية النص الدلالية ، والروابط الدلالية بين قضاياه بل تصف العلاقة الشكلية الدلالية في مستوى سطح النص . وقد نبـه فان دايك إلى اختلاف مفهومه للتماسك عن مفهوم هاليدي ورقية حسن ، إذ يقصر هذا المفهوم على الناحية الدلالية ، بل إنه يحدده أكثر من حيث طريقة تناوله فيقول إنه " مجـموعة الشروط التي تحدد العلاقات أزواجاً ، أي ضروب التعلق والتبعية بين الأحداث كمـا تعبّر عنها الجمل المـؤلفة وما تركّب منـها ، ولهـا صـلة بعالم ممكن ، وبمـوضوع تحاور ممكن "(17)؛ ولذلك فإنه يصف التماسك عند هاليدي ورقية حسن بأنه يركّزُ على البنى السطحية للنص فقط .(18)
وعلى أية حال فإن العلاقة بين التماسك الدلالي والتماسك الشكلي هي علاقة متداخلة ومتواشجة في كثير من الأحيان ، مما قد يؤدي عدم الفصل بينهما ، وربما إلى الخلط بينهما عند بعض الدارسين (19)
وهناك من الباحثين من يشير إلى علاقة مفهوم التماسك بثنائية المقدرة والأداء عند تشومسكي ، وأنه قد يكون بعيداً عن مفهوم الأداء ، ولكن التماسك عنده يشكل جزءاً من معرفة المتحدثين أو المستمعين بلغتهم ، وأنه باختصار لو أن هناك عنصراً أساسياً عند الحديث عن المقدرة اللغوية فيما يتعلق بالمحتوى ، فإن أكثر النقاش سيدور حول التماسك (20)
ولكن بعضاً من البحوث في اللغة الإنجليزية تكتفي بمتابعة هاليدي ورقية حسن (1976م) في تعريف التماسك من خلال أدواته التي ذكراها ،بحيث تُجعَل أنواعاً للتماسك، وعدد تلك الأدوات خمس وهي : الإحالة أو الصلة التركيبية ، والإبدال ، والحذف ، والربط ، والتماسك المعجمي ، ولكن هذه الأنواع أصبحت في هاليدي طبعة ( 1985م) مهذّبةً أكثر بجعلها في أربعة أنواع حيث ضُمَّ الإبدال والحـذف في صنف واحد .(21)
ولأن النص قد يكون نصا شفاهيا أو نصاً كتابياً ، فلامناص من مناقشة التماسك في ضوء الشفاهية والكتابية ، وستكون هذه الوقفة منصبة على ذلك حيث تظهر أهمية التماسك وفروقاته في النص بحسب طريقة نقل ذلك النص .
التماسك ما بين الشفاهية والكتابية
إذا كان الكلام المكتوب متميزاً عن الكلام الشفاهي ، فإن أول مظاهر ذلك التميز من ناحية التماسك هي الكيفية التي تنقل بها الرسالة اللغوية ، أي عملية المشافهة من جهة ، وطريقة تدوينها كتابة بعد ذلك ، فمن حيث طريقة الكتابة ،فإن الوسائل الطباعية الورقية والإليكترونية قد تطورت كثيراً ؛ فأصبح الخط أكثر وضوحاً ، وصارت هناك مواضعات معينة لطريقة كتابة العناوين والفقرات ، والترقيم ، وحجم الخط ، وسمك الورق ، وأساليب التغليف ، وتقسيم الفصول والأبواب والموضوعات ، وقد أصبح لكل ذلك معايير عالمية ينبغي المحافظة عليها . والملحوظ على الأقل في الكتاب السعودي ـ كعينة من الكتاب العربي ـ أن المحافظة على تلك المعايير ليس على الوجه الذي ينبغي(22) ، وهذا قد يؤثر أحياناً في تماسك النص المكتوب ، ويسهم في إغفال بعض المعلومات المهمة المتعلقة به ، إضافة إلى بعض الخلل في طريقة ترتيب عناوينه ، وفقراته وأبوابه ، وفهرسته ، وقد تعود بعض تلك الأسباب إلى دور النشر ، أو تعود في جزء منها إلى الثقافة الكتابية التي يمتلكها المؤلف . هذا وقد يكون اختلاف طريقة الطباعة مقصوداً لذاته في بعض الأعمال الأدبية الشعرية أو الروائية ، وقد انطلقت دراسات في هذا المجال حول ما يُسمّى بـ( الفضاء النصي ) ، وكان من رواد دراسة هذا الفضاء الفرنسي ميشيل بوتور الذي لم يقصر هذا المفهوم على الأعمال الأدبية فحسب ، بل هو يشمل به أي كتاب كان ، إذ يعني بالفضاء النصي" الحيّز الذي تشغله الكتابة ذاتها – باعتبارها أحرفاً طباعية – على مساحة الورق . ويشمل ذلك طريقة تصميم الغلاف ، ووضع المطالع ، وتنظيم الفصول ، وتغيرات الكتابة المطبعية وتشكيل العناوين ، وغيرها"(23).
أما المسألة الأهم في التماسك الدلالي والتداولي في إشكال ( الشفاهي والمكتوب ) ، فتتمثل في أن المعنى الدلالي يتأثر تأثراً كبيراً بالحضور الوجودي للمتحدث ، بخلاف ما عليه الأمر في المكتوب ، فـ" يجب التفرقة بين البؤرة النحوية ـ كما هي في المكتوب ـ والبؤرة الخطابية فإذا كانت البؤرة النحوية تتحدد بموقعها ، فالبؤرة الخطابية ليست كذلك "(24) ؛ ذلك لأن البؤرة الخطابية أو (وضع المعلومة) توجد في المتكلم ، ولا توجد في النص أو في الصيغة اللغوية فقط (25).
إن مجرّد وجود المتحدث، له اعتبارٌ كبير ، وأثرٌ خطر في التماسك الدلالي ، بل إن صدقية المتحدث ، وصفاته الاعتبارية ( أستاذ ، دكتور ، مشهور ، مغمور ، صحفي .. وغير ذلك ) لكل ذلك أهمية في نوع التماسك الدلالي ، وقيمته ، وما ينتج عن النص من فهم ورد ،فـ" الجمل في الخطاب ، تدل على المتكلم بها من خلال الأدوات الإشارية المتعددة للذات والشخصية ... [ وهي في الخطاب المنطوق ] تقدم سمة البداهة ، لأن المتكلم ينتمي إلى سياق القول المتبادل . فهو هناك ، بالمعنى الأصيل للموجود – هناك ... وبالتالي يتداخل القصد الذاتي للمتكلم ومعنى الخطاب ، بحيث يصير فهم ما يعنيه المتكلم وما يعنيه الخطاب أمراً واحداً ... لكن قصد المؤلف ومعنى النص يكفان عن التطابق والتمازج في الخطاب المكتوب ..."(26) ، وهذا الاستقلال الدلالي ليس أمراً مهماً للتأويلية فحسب ، كما هي عند بول ريكور الذي وإن أبعد مقصدية المتكلم عن النص المكتوب ، إلا أنه يستحضر تلك العلاقة في التأويل(27) ، وهذا بعد تداولي له علاقة بالتماسك التداولي الذي يربط النص بمنشئه .
والاستقلال الدلالي مهم كذلك في تماسك النص الدلالي ، وضرورة توخي الحذر في نقل أي خطاب شفاهي ، إلى خطاب أو نص مكتوب .
فإذا ما تم نقل نص شفاهي إلى صورة كتابية فإن النتيجة في الغالب تؤدي إلى كون الأصل الشفاهي أكثر تماسكاً منه في الصورة المكتوبة التي لا يمكن أن تمثل الصورة الحقيقية للأصل الشفاهي ، سواء من حيث التماسك الشكلي أو من حيث التماسك الدلالي المتعلق بوحدة الموضوع ، وطريقة الربط بين دلالته ، وما يرفده من حضور فيزيائي للمتكلم ومدى صدقيته(28). وهذان الأخيران عاملان مهمان في تماسك النص الشفاهي لا يتوافران في النص المكتوب . كما النص في أصله الشفاهي وحدة في العرف وفي الإطار المرجعي ؛ إذ يتوفر فيه العصر الواحد والمكان الواحد والظروف السياقية الخاصة (29)، مما يوفر دعماً قوياً للتماسك التداولي لا يمكن أن يتوافر في النص المكتوب ، إضافة إلى خلو النص المنقول إلى صورةكتابية من الإشارة إلى أثر النبر والتنغيم وحركات الجسم وتعبيرات الوجه ، مما قد يشكّل فقداً كبيراً لجزء من المعنى .
وأما التماسك الشكلي على صعيد الروابط ، فإن النص الشفاهي يتميز إضافة إلى الروابط العامة بروابط شفاهية لا تقل أهمية عن بقية الروابط ؛ إذ إن لها أكبر الأثر في الربط في أثناء الحديث المرتجل .
بقي القول : إن التماسك الكتابي قد يكون من حيث طريقة الاتصال ، أو قناة الاتصال أقوى تماسكاً من التماسك الشفاهي ؛ وذلك لأن التماسك الشفاهي قد يتعرض لما يسمى بالتشويش في الاتصال ، حيث يدخل في الرسالة أشياء إضافية ليست منها(30) تؤدي إلى ضعف تماسك النص الشفاهي، بخلاف النصوص المكتوبة التي من النادر أن يحدث فيها خطأ طباعي ، وإن حدث ظل أثره محدوداً لا يمكن مقارنته بالأثر السلبي الكبير الذي يحدثه التشويش في النص الشفاهي .
زيادة على ما سبق فإن الأداء الشفاهي قد تظهر معه بعض العيوب في النطق ؛ فتؤثر في تماسكه ، وإن لم يحدث تشويش أو تلويث خارجي(31) .
ومنتهى ذي نهاية إن الوعي بالتماسك في النص الشفاهي ضروري ، ليس في النظر إلى النصوص الشفاهية أو النصوص المنقولة من حالتها الشفاهية إلى حالتها الكتابية بصورة مباشرة ، بل حتى في النصوص السردية والمسرحية التي تتموضع فيها مقاطع من الحوار بين شخصيات النص ؛ إذ الوضع هنا شفاهي منقول إلى الوضع الكتابي ولذلك فتداخل التماسكين الشفاهي والكتابي وتأثيرهما في بعضهما ، وحدود ذلك التأثير من الأهمية بمكان.
ولابد من النظر إلى التماسك كذلك في ضوء جنس النص ونوعه ؛ فالتماسك في نص نثري سردي أو غير ذلك من النصوص النثرية يختلف حتماً عن التماسك في النص الشعري ، والتماسك في النصوص الشعرية الصوفية في التراث العربي في صورتها الغزلية ـ على سبيل المثال قد يمثل فارقاً مهماً عن تلك النصوص الشعرية المتعلقة بالغزل والحب بأشكاله البشرية المختلفة .
ولأجل ذلك فالتماسك مرهون في مفهومه وأهميته في الدراسات النصية والنقدية بالتحديد الدقيق للمراد به اصطلاحاً ،وبآليات ذلك الاصطلاح الشكلية أو الدلالية وبطريقة انتقال النص ، وبجنس النص أو بنوعه .
الهوامش
(1) محمد خطابي : لسانيات النص مدخل إلى انسجام الخطاب ، المركز الثقافي العربي ، بيروت – الدار البيضاء ، الطبعة الأولى ،1991م ، ص ص 5-6 .
(2) روبرت دي بوجراند : النص والخطاب والإجراء ، ترجمة د. تمام حسان ، عالم الكتب ، القاهرة الطبعة الأولى ، 1418هـ /1998م ، ص 103.
(3) إلهام أبو غزالة وعلي خليل حمد : مدخل إلى علم لغة النص ( تطبيقات لنظرية روبرت ديبو جراند وولفانج دريسلر ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة ، الطبعة الثانية ـ 1999م ، ص 11 .
(4) باسل حاتم و إيان ميسون : الخطاب والمترجم ، ترجمة د. عمر فايز عطاري ، جامعة الملك سعود ، الطبعة الأولى ، 1418 هـ /1998م ، ص 332 .
(5) فان دايك : النص والسياق ( استقصاء البحث في الخطاب الدلالي والتداولي ) ، ترجمة عبدالقادر قنيني ، أفريقيا الشرق ، المغرب ـ بيروت ، 2000 م ، ص 197.
(6) أحمد عفيفي : نحو النص اتجاه جديد في الدرس النحوي ، متبة زهراء الشرق ، القاهرة ، الطبعة الأولى ، 2001م ، ص 90 .
(7) انظر المراجع السابقة في الهوامش السابقة من 1-5 ، وانظر أيضاً ما نقله د. أشرف عبد البديع من ترجمات متعددة لمصطلح Coherence :
ـ أشرف عبد البديع عبد الكريم : الدرس النحوي النصي في كتب إعجاز القرآن ، دار فرحة ، المنيا – القاهرة ، 2003م ، ص 108 .
( جورج يول : معرفة اللغة ، ترجمة أ .د محمود فراج عبد الحافظ ، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، الإسكندرية ، الطبعة الأولى ، 2000م ، ص ص 145-146
(9) صبحي إبراهيم الفقي : علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق ، الجزء الأول ، دار قباء ، القاهرة ، 1421هـ/ 2000م ، ص 96 .
(10) ج . ب . براون و ج . يول : تحليل الخطاب ، ترجمة محمد الزليطيني ، ومنير التريكي ، جامعة الملك سعود ، الرياض ، 1418هـ /1998م ، ص 340 ، والعجيب امتداد الاختلاف في ترجمة المصطلحين حتى مع تجاور المترجمين وتقاربهم ، وهو ما يُرى في ترجمة كل من سعيد بحيري ، ومحمود أحمد نحلة اللذين يترجمان المصطلح الأول بالترابط ، في حين يترجمان المصطـلح الثاني بالتماسك ! ، مع أنهما كانا مع المترجمين السابقين في قسم واحد هو قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة الملك سعود في الرياض ! ويصدق الأمر ذاته على د. محي الدين حميدي الذي يترجم المصطلح الثاني إلى التلاحم ، وكان زميلاً لهما في كلية واحدة ! إن ذلك ليمثل غياب التنسيق غياباً كلياً .
انظر :
ـ سعيد حسن بحيري :علم لغة النص ( المفاهيم والاتجاهات ) ، الشركة المصرية العاملية (لونجمان ) ، القاهرة ، الطبعة الأولى ، 1997م ص 220 .
ـ محمود أحمد نحلة : علم اللغة النظامي ( مدخل إلى النظرية اللغوية عند هاليدي ) ، بدون معلومات ، الطبعة الثانية ، 1422هـ / 2001م ، ص 140
ـ ألبرت نيوبرت وغريغوري شريّف : الترجمة وعلوم النص ، ترجمة د. محيي الدين حميدي ، جامعة الملك سعود ، الرياض ، الطبعة الأولى ، 1423هـ/ 2002م، ص 233 . و غياب التنسيق في ترجمة المصطلح غياباً كلياً يحتاج والحال هذه إلى سلطة تفرض المصطلح الواحد كما يقول د. محمد خير البقاعي، انظر :
ـ محمد خير البقاعي : محاولات في ترجمة مصطلحات نظرية النص والعلاقات النصية ، مجلة الدراسات اللغوية ، المجلد الأول ، العدد الأول ، محرم- ربيع الأول ، 1420هـ / إبريل- يونيو 1999م ، ص 234 .
(11) سعد مصلوح : نحو أجرومية للنص الشعري للنص الشعري ( دراسة في قصيدة جاهلية ) ، فصول ، المجلد العاشر ، العدد الأول والثاني ، يوليو- أغسطس 1991م ، ص 154 .
(12) شحدة فارع وآخرون : مقدمة في اللغويات المعاصرة ، دار وائل للنشر ، عمان ، الطبعة الأولى ، 2000م ، ص 201 .
(13) جورج يول : معرفة اللغة ، ترجمة أ .د محمود فراج عبد الحافظ ، مرجع سابق ، ص 146
(14) انظر : آمنة بلعلي : تحليل الخطاب الصوفي في ضوء المناهج النقدية المعاصرة ، منشورات الاختلاف ، الجزائر ، 2002 ، ص ص 25 - 88 .
(15) فان ديك : النص والسياق ( استقصاء البحث في الخطاب الدلالي والتداولي ) ، ترجمة عبد القادر قنيني ، أفريقيا الشرق ، الدار البيضاء- بيروت ، 2000م ، ص 137 .
(16) Hallidy,M. A. K., And R. Hasan. 1976. Cohesion in English , Longman,p4.
(17) فان ديك : النص والسياق ( استقصاء البحث في الخطاب الدلالي والتداولي ) ، مرجع سابق ، ص 179 ، الهامش رقم (1) .
(18) انظر : تون آ. فان دايك : النص بنى ووظائف ( مدخل أولي إلى علم النص ) ، ضمن كتاب العلاماتية وعلم النص ، ترجمة منذر عياشي ، المركز الثقافي العربي ، بيروت – الدار البيضاء ، الطبعة الأولى ، 2004م ، ص 148 ، الهامش رقم (4) .
(19) انظر :
ـ ألبرت نيوبرت وغريغوري شريّف : الترجمة وعلوم النص ، مرجع سابق ، ص 140 .
_ محمد مفتاح : التشابه والاختلاف ( نحو منهاجية شمولية ) ، المركز الثقافي العربي ، بيروت- الدار البيضاء ، الطبعة الأولى ، 1996م ، ص ص 40 -41 ، حيث حاول مقاربة مفهوم هاليدي ورقية الحسن للتماسك ، وأشار إلى قيام دجين سون شا بتوسيع مفهوم هاليدي ورقية الحسن حيث خص مفهومهما بجزء من التماسك أسماه : النحوي المعجمي ، وأضاف إليه التماسك الدلالي مشتملاً على البنية الكبرى ومدار الحديث ، ثم التماسك السيمائي ...
(20) Joseph E. Grimes : The Thread Of Discourse, Mouton , The Hague . Paris . Netherlands . 1975 . p 272
(21) Ronald Carter And David Nunan : Introducing Discourse Analysis , Penguin Books , London , 1993. p21 .p24
(22) انظر : فؤاد حمد رزق فرسوني : الكتاب السعودي المعاصر ( دراسة و صفية تحليلية لفواتحه ومتنه وخواتمه ) ، مرجع سابق ، ص 256.
(23) حميد لحمداني : بنية النص السردي من منظور النقد الأدبي ، المركز الثقافي العربي ، بيروت ، الدار البيضاء ، الطبعة الثالثة ، 2000 ، ص 55 .
هذا ويعدُّ محمود محمد شاكر في كتابه ( نمط صعب ومخيف ) من أوائل الذين اهتموا بمسألة الصورة الطباعية للنص وما تؤديه من دور في تماسك المعنى . وقد أشار إلى هذا السبق لمحمود محمد شاكر في كتابة القصيدة العربية وأشاد به د. سعد مصلوح . انظر :
ـ سعد عبد العزيز مصلوح : نحو أجرومية للنص الشعري ( دراسة في قصيدة جاهلية ) ، ضمن كتاب : في البلاغة العربية والأسلوبيات اللسانية آفاق جديدة مجلس النشر العلمي – جامعة الكويت ، الكويت ، الطبعة الأولى ، 2003م ، ص 231 .
(24) محمد مفتاح : تحليل الخطاب الشعري ( استراتيجية التناص ) ، المركز الثقافي العربي ، بيرو ت ، الدار البيضاء ، الطبعة الثالثة ، 1992 ، ص70
(25) انظر : ج . ب . براون و ج . يول : تحليل الخطاب ، مرجع سابق ، ص ص 224-225 .
(26) بول ريكور : نظرية التأويل ( الخطاب وفائض المعنى ) ، ترجمة سعيد الغانمي ، المركز الثقافي العربي ، بيروت ، الدار البيضاء ، الطبعة الأولى 2003 ، ص 61 .
(27) انظر : نصر حامد أبو زيد : إشكاليات القراءة وآليات التأويل ، المركز الثقافي العربي ، بيروت- الدار البيضاء ، الطبعة السادسة ،2001م ، ص 46 .
(28) الصدقية أو المصداقية المقصودة هنا هي تخص ناقل المعلومة ، ومدى حرصه على الصدق ، وما اشتهر به في هذه الصفة ، والأعراض التي قد تبدو عليه في أثناء حديثه كالابتسامة ، وكاختلاج العين ، وسوى ذلك من تعبيرات الجسم والحركة التي قد يستر بها بعض المتحدثين كذبهم ، ويحضر في هذا المقام مقابلة تلفازية مع وزير ما اشتهر بالصدق ، ولكن المحاور أراد إحراجه ، فاضطر الوزير إلى الهرب منه بنقل معلومة كاذبة مع ابتسامة عنوانها : إني أكذب !
(29) انظر : جميل عبدالمجيد : البلاغة والاتصال ، دار غريب ، القاهرة ، 2000م ، ص 52 .
(30) لمعرفة المزيد عن التشويش وأنواعه انظر :
ـ إدوين إمري وفليب هـ. أولت و وارين ك. آجي : الاتصال الجماهيري ، ترجمة إبراهيم سلامة إبراهيم ، المجلس الأعلى للثقافة – المشروع القومي للترجمة 198 ، القاهرة ، 2000م ، ص ص 20-21 .
(31) من ذلك في اللغة العربية الفصيحة المعاصرة أن" للخطاب الرسمي المعاصر سيئات في الأداء عندما يكون أداء شفوياً ، منها أن بعض الرسميين يظنون أن الوقوف بين كلمة وأخرى ، وبين كلمات قلائل وما يتبعها ، أمر يقتضيه وقار الخطاب ، وربما كان هذا وهماً كبيراً يترتب عليه أن بعض العامة يقلدونهم في ذلك ، وهذا مناف أصلاً لطبيعة الخطاب التي سمتها التواصل والتبليغ " .
ـ سمير شريف استيتية : اللغة وسيكولوجية الخطاب ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، بيروت ، الطبعة الأولى ، 2002م ، ص 41 .
مفهوم التماسك وأهميته في الدراسات النصية
د. جمعان عبد الكريم
جامعةالباحة
10/2/1428هـ
التماسك مصطلح مترجم عن الكلمة الإنجليزية Cohesion ، وقد وقع في ترجمته بعض من الاختلاف كالعادة في عملية انتقال المصطلحات العلمية مُترجمَةً إلى العربية ؛ فيترجمه محمد الخطابي إلى الاتساق(1) في حين يترجمه تمام حسان إلى السبك(2) . وتترجمه إلهام أبو غزالة وعلي خليل حمد إلى التضام(3). أما عمر عطاري ، فيترجمه إلى الترابط(4) . ويترجمه عبد القادر قنيني إلى الالتئام(5) . وبسبب من ذلك ينقله أحمد عفيفي مترجماً إلى ثلاثة مصطلحات معطوفة بأو التنويع هي : السبك ، أو الربط ، أو التضام . وإلى هنا قد يكون الأمر مقبولاً في هذه الفوضى المصطلحية ، ولكن أحمد عفيفي ينقل مصطلحاً آخر هو Coherence إلى الحبك أو التماسك ، أو الانسجام ، أو الاتساق(6). وهنا تتداخل ترجمة المصطلحين ، بل إن المصطلح الأول الذي اشتهر بالتماسك أو الاتساق قد انتقلت ترجمته إلى المصطلح الثاني الذي لم يخل هو أيضاً من الاضطراب في ترجمته ؛ إذ إن عبد القادر قنيني يترجمه إلى الاتساق ، وتمام حسان يترجمه إلى الالتحام ، و إلهام أبو غزالة ورفيقها يترجمانه إلى التقارن ، ومحمد خطابي إلى الانسجام(7) ، وهنا تتزايد الفوضى المصطلحية . ويظهر أن الاضطراب في ترجمة المصطلحات آخذ في الاتساع ، إذ يترجم بعضهم المصطلح الأول إلى الترابط ، والمصطلح الثاني إلى التناغم (
وفي غياب حل حاسم يأخذ على عاتقه مسألة الضبط المصطلحي ، وإقصاء العبارة المشهورة ( لامشاحة في الاصطلاح )- في الترجمة خصوصاً- يبدو من استعمال المصطلحين في الدراسات النصية غلبة استعمال التماسك في Cohesion ، وغلبة استعمال الانسجام في Coherence . ومع ذلك ، فإنه من الأفضل متابعة صبحي الفـقي في تـرجمة المصـطلح الأول إلى التماسك الشكلي ، و ترجمة المصطلح الثاني إلى التماسك الدلالي أو المعنوي(9) ، وقد سبقه إلى ذلك كل من محمد لطفي الزليطني ومنير التريكي في ترجمتهما كتاب تحليل الخطاب .(10) أو متابعة سعد مصلوح في ترجمته البليغة حيث ترجم المصطلح الأول إلى السبك ، والمصطلح الثاني إلى الحبك.(11)
وأما مفهوم التماسك الشكلي Cohesion ، فيعني " ترابط الجمل في النص مع بعضها بعضاً بوسائل لغوية معينة "(12)، وهذا الترابط يهتم بالروابط التي تجري في سطح النص أكثر من اهتمامه بالمشكل الدلالي أو المعنوي للنص ، وإذا كان هناك اهتمام بالدلالة وروابطها فيأتي عارضاً ، وانطلاقاً من الشكل إلى الدلالة ؛ إذ إن كل الروابط التي تربط ظاهر النص تحتوي ضرورةً على قدر من الدلالة تم الربط وفقاً لها .
وأما مفهوم التماسك الدلالي أو المعنوي فيهتم بالمضمون الدلالي في النص ، وطرق الترابط الدلالية بين أفكار النص من جهة ، وبينها وبين معرفة العالم من جهة أخرى ، ولهذه الجهة الأخيرة أهمية قصوى إلى الدرجة التي تجعل بعض اللغويين يحدّدون التماسك الدلالي بأنه " شيء موجود في الناس لا في اللغة ، فالناس هم الذين يحددون معنى ما يقرأون وما يسمعون "(13)، ولكن الأمر الأهم في التماسك الدلالي هو الوحدة الموضوعية ، أو ما يطلق عليه فان دايك البنية النصية الدلالية الكبرى وما يتعلق بها من بنى دلالية صغرى في النص ، وكذلك البنية العليا التي لها ارتباط قوي بالبنية النصية الكبرى
لابد لكل نص من أن يتوافر فيه شرط التماسك الدلالي كي يمكن وصفه بالنصية ، بل إن مقاربة هذا التماسك هي الخطوة الأهم في تحليل النص أو الخطاب ؛ ذلك أن التماسك الشكلي بروابطه المتعددة لا يمكن أن يكفي وحده ، ولا يمكن أن يشكل تماسكاً ، أو وحدة في الخطاب ، فيمكن أن يقال على سبيل المثال : "مرت طائرة مسرعة ، ثم انقضت السلحفاة على السمكة ، عند ذلك غربت الشمس ، وضحكت هند ، لكن السيارة وقفت، ليغني " فبالرغم من استعمال بعض أدوات التماسك الشكلي ، فلا يمكن أن تشكل القطعة السابقة نصاً متماسكاً ، حاشا في بعض النصوص ذات السمات الخاصة كالنصوص الإبداعية أو بعض النصوص الصوفية(14) ؛ لأن التماسك يفسر عندئذٍ في ضوء معطيات نقدية ولسانية خاصة .
ويبدو أن التماسك الدلالي الذي يرى فان دايك أنه" عبارة عن خاصية سيمانطيقية للخطاب قائمة على تأويل كل جملة مفردة متعلقة بتأويل جملة أخرى "(15)، يختلف في طريقة تناوله عن التماسك عند هاليدي ورقية حسن اللذين وإن أكدا أن التماسك " مفهوم دلالي يشير إلى العلاقات الدلالية التي توجد ضمن النص ، وتعرّفه بأنه نص "(16)، إلا أنهما وقفا بعملهما عند دراسة أدوات التماسك الشكلي في الغالب ، وأدوات التماسك الشكلي لاشك في علاقتها القوية بالدلالة ، ولكنها لاتصف بنية النص الدلالية ، والروابط الدلالية بين قضاياه بل تصف العلاقة الشكلية الدلالية في مستوى سطح النص . وقد نبـه فان دايك إلى اختلاف مفهومه للتماسك عن مفهوم هاليدي ورقية حسن ، إذ يقصر هذا المفهوم على الناحية الدلالية ، بل إنه يحدده أكثر من حيث طريقة تناوله فيقول إنه " مجـموعة الشروط التي تحدد العلاقات أزواجاً ، أي ضروب التعلق والتبعية بين الأحداث كمـا تعبّر عنها الجمل المـؤلفة وما تركّب منـها ، ولهـا صـلة بعالم ممكن ، وبمـوضوع تحاور ممكن "(17)؛ ولذلك فإنه يصف التماسك عند هاليدي ورقية حسن بأنه يركّزُ على البنى السطحية للنص فقط .(18)
وعلى أية حال فإن العلاقة بين التماسك الدلالي والتماسك الشكلي هي علاقة متداخلة ومتواشجة في كثير من الأحيان ، مما قد يؤدي عدم الفصل بينهما ، وربما إلى الخلط بينهما عند بعض الدارسين (19)
وهناك من الباحثين من يشير إلى علاقة مفهوم التماسك بثنائية المقدرة والأداء عند تشومسكي ، وأنه قد يكون بعيداً عن مفهوم الأداء ، ولكن التماسك عنده يشكل جزءاً من معرفة المتحدثين أو المستمعين بلغتهم ، وأنه باختصار لو أن هناك عنصراً أساسياً عند الحديث عن المقدرة اللغوية فيما يتعلق بالمحتوى ، فإن أكثر النقاش سيدور حول التماسك (20)
ولكن بعضاً من البحوث في اللغة الإنجليزية تكتفي بمتابعة هاليدي ورقية حسن (1976م) في تعريف التماسك من خلال أدواته التي ذكراها ،بحيث تُجعَل أنواعاً للتماسك، وعدد تلك الأدوات خمس وهي : الإحالة أو الصلة التركيبية ، والإبدال ، والحذف ، والربط ، والتماسك المعجمي ، ولكن هذه الأنواع أصبحت في هاليدي طبعة ( 1985م) مهذّبةً أكثر بجعلها في أربعة أنواع حيث ضُمَّ الإبدال والحـذف في صنف واحد .(21)
ولأن النص قد يكون نصا شفاهيا أو نصاً كتابياً ، فلامناص من مناقشة التماسك في ضوء الشفاهية والكتابية ، وستكون هذه الوقفة منصبة على ذلك حيث تظهر أهمية التماسك وفروقاته في النص بحسب طريقة نقل ذلك النص .
التماسك ما بين الشفاهية والكتابية
إذا كان الكلام المكتوب متميزاً عن الكلام الشفاهي ، فإن أول مظاهر ذلك التميز من ناحية التماسك هي الكيفية التي تنقل بها الرسالة اللغوية ، أي عملية المشافهة من جهة ، وطريقة تدوينها كتابة بعد ذلك ، فمن حيث طريقة الكتابة ،فإن الوسائل الطباعية الورقية والإليكترونية قد تطورت كثيراً ؛ فأصبح الخط أكثر وضوحاً ، وصارت هناك مواضعات معينة لطريقة كتابة العناوين والفقرات ، والترقيم ، وحجم الخط ، وسمك الورق ، وأساليب التغليف ، وتقسيم الفصول والأبواب والموضوعات ، وقد أصبح لكل ذلك معايير عالمية ينبغي المحافظة عليها . والملحوظ على الأقل في الكتاب السعودي ـ كعينة من الكتاب العربي ـ أن المحافظة على تلك المعايير ليس على الوجه الذي ينبغي(22) ، وهذا قد يؤثر أحياناً في تماسك النص المكتوب ، ويسهم في إغفال بعض المعلومات المهمة المتعلقة به ، إضافة إلى بعض الخلل في طريقة ترتيب عناوينه ، وفقراته وأبوابه ، وفهرسته ، وقد تعود بعض تلك الأسباب إلى دور النشر ، أو تعود في جزء منها إلى الثقافة الكتابية التي يمتلكها المؤلف . هذا وقد يكون اختلاف طريقة الطباعة مقصوداً لذاته في بعض الأعمال الأدبية الشعرية أو الروائية ، وقد انطلقت دراسات في هذا المجال حول ما يُسمّى بـ( الفضاء النصي ) ، وكان من رواد دراسة هذا الفضاء الفرنسي ميشيل بوتور الذي لم يقصر هذا المفهوم على الأعمال الأدبية فحسب ، بل هو يشمل به أي كتاب كان ، إذ يعني بالفضاء النصي" الحيّز الذي تشغله الكتابة ذاتها – باعتبارها أحرفاً طباعية – على مساحة الورق . ويشمل ذلك طريقة تصميم الغلاف ، ووضع المطالع ، وتنظيم الفصول ، وتغيرات الكتابة المطبعية وتشكيل العناوين ، وغيرها"(23).
أما المسألة الأهم في التماسك الدلالي والتداولي في إشكال ( الشفاهي والمكتوب ) ، فتتمثل في أن المعنى الدلالي يتأثر تأثراً كبيراً بالحضور الوجودي للمتحدث ، بخلاف ما عليه الأمر في المكتوب ، فـ" يجب التفرقة بين البؤرة النحوية ـ كما هي في المكتوب ـ والبؤرة الخطابية فإذا كانت البؤرة النحوية تتحدد بموقعها ، فالبؤرة الخطابية ليست كذلك "(24) ؛ ذلك لأن البؤرة الخطابية أو (وضع المعلومة) توجد في المتكلم ، ولا توجد في النص أو في الصيغة اللغوية فقط (25).
إن مجرّد وجود المتحدث، له اعتبارٌ كبير ، وأثرٌ خطر في التماسك الدلالي ، بل إن صدقية المتحدث ، وصفاته الاعتبارية ( أستاذ ، دكتور ، مشهور ، مغمور ، صحفي .. وغير ذلك ) لكل ذلك أهمية في نوع التماسك الدلالي ، وقيمته ، وما ينتج عن النص من فهم ورد ،فـ" الجمل في الخطاب ، تدل على المتكلم بها من خلال الأدوات الإشارية المتعددة للذات والشخصية ... [ وهي في الخطاب المنطوق ] تقدم سمة البداهة ، لأن المتكلم ينتمي إلى سياق القول المتبادل . فهو هناك ، بالمعنى الأصيل للموجود – هناك ... وبالتالي يتداخل القصد الذاتي للمتكلم ومعنى الخطاب ، بحيث يصير فهم ما يعنيه المتكلم وما يعنيه الخطاب أمراً واحداً ... لكن قصد المؤلف ومعنى النص يكفان عن التطابق والتمازج في الخطاب المكتوب ..."(26) ، وهذا الاستقلال الدلالي ليس أمراً مهماً للتأويلية فحسب ، كما هي عند بول ريكور الذي وإن أبعد مقصدية المتكلم عن النص المكتوب ، إلا أنه يستحضر تلك العلاقة في التأويل(27) ، وهذا بعد تداولي له علاقة بالتماسك التداولي الذي يربط النص بمنشئه .
والاستقلال الدلالي مهم كذلك في تماسك النص الدلالي ، وضرورة توخي الحذر في نقل أي خطاب شفاهي ، إلى خطاب أو نص مكتوب .
فإذا ما تم نقل نص شفاهي إلى صورة كتابية فإن النتيجة في الغالب تؤدي إلى كون الأصل الشفاهي أكثر تماسكاً منه في الصورة المكتوبة التي لا يمكن أن تمثل الصورة الحقيقية للأصل الشفاهي ، سواء من حيث التماسك الشكلي أو من حيث التماسك الدلالي المتعلق بوحدة الموضوع ، وطريقة الربط بين دلالته ، وما يرفده من حضور فيزيائي للمتكلم ومدى صدقيته(28). وهذان الأخيران عاملان مهمان في تماسك النص الشفاهي لا يتوافران في النص المكتوب . كما النص في أصله الشفاهي وحدة في العرف وفي الإطار المرجعي ؛ إذ يتوفر فيه العصر الواحد والمكان الواحد والظروف السياقية الخاصة (29)، مما يوفر دعماً قوياً للتماسك التداولي لا يمكن أن يتوافر في النص المكتوب ، إضافة إلى خلو النص المنقول إلى صورةكتابية من الإشارة إلى أثر النبر والتنغيم وحركات الجسم وتعبيرات الوجه ، مما قد يشكّل فقداً كبيراً لجزء من المعنى .
وأما التماسك الشكلي على صعيد الروابط ، فإن النص الشفاهي يتميز إضافة إلى الروابط العامة بروابط شفاهية لا تقل أهمية عن بقية الروابط ؛ إذ إن لها أكبر الأثر في الربط في أثناء الحديث المرتجل .
بقي القول : إن التماسك الكتابي قد يكون من حيث طريقة الاتصال ، أو قناة الاتصال أقوى تماسكاً من التماسك الشفاهي ؛ وذلك لأن التماسك الشفاهي قد يتعرض لما يسمى بالتشويش في الاتصال ، حيث يدخل في الرسالة أشياء إضافية ليست منها(30) تؤدي إلى ضعف تماسك النص الشفاهي، بخلاف النصوص المكتوبة التي من النادر أن يحدث فيها خطأ طباعي ، وإن حدث ظل أثره محدوداً لا يمكن مقارنته بالأثر السلبي الكبير الذي يحدثه التشويش في النص الشفاهي .
زيادة على ما سبق فإن الأداء الشفاهي قد تظهر معه بعض العيوب في النطق ؛ فتؤثر في تماسكه ، وإن لم يحدث تشويش أو تلويث خارجي(31) .
ومنتهى ذي نهاية إن الوعي بالتماسك في النص الشفاهي ضروري ، ليس في النظر إلى النصوص الشفاهية أو النصوص المنقولة من حالتها الشفاهية إلى حالتها الكتابية بصورة مباشرة ، بل حتى في النصوص السردية والمسرحية التي تتموضع فيها مقاطع من الحوار بين شخصيات النص ؛ إذ الوضع هنا شفاهي منقول إلى الوضع الكتابي ولذلك فتداخل التماسكين الشفاهي والكتابي وتأثيرهما في بعضهما ، وحدود ذلك التأثير من الأهمية بمكان.
ولابد من النظر إلى التماسك كذلك في ضوء جنس النص ونوعه ؛ فالتماسك في نص نثري سردي أو غير ذلك من النصوص النثرية يختلف حتماً عن التماسك في النص الشعري ، والتماسك في النصوص الشعرية الصوفية في التراث العربي في صورتها الغزلية ـ على سبيل المثال قد يمثل فارقاً مهماً عن تلك النصوص الشعرية المتعلقة بالغزل والحب بأشكاله البشرية المختلفة .
ولأجل ذلك فالتماسك مرهون في مفهومه وأهميته في الدراسات النصية والنقدية بالتحديد الدقيق للمراد به اصطلاحاً ،وبآليات ذلك الاصطلاح الشكلية أو الدلالية وبطريقة انتقال النص ، وبجنس النص أو بنوعه .
الهوامش
(1) محمد خطابي : لسانيات النص مدخل إلى انسجام الخطاب ، المركز الثقافي العربي ، بيروت – الدار البيضاء ، الطبعة الأولى ،1991م ، ص ص 5-6 .
(2) روبرت دي بوجراند : النص والخطاب والإجراء ، ترجمة د. تمام حسان ، عالم الكتب ، القاهرة الطبعة الأولى ، 1418هـ /1998م ، ص 103.
(3) إلهام أبو غزالة وعلي خليل حمد : مدخل إلى علم لغة النص ( تطبيقات لنظرية روبرت ديبو جراند وولفانج دريسلر ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة ، الطبعة الثانية ـ 1999م ، ص 11 .
(4) باسل حاتم و إيان ميسون : الخطاب والمترجم ، ترجمة د. عمر فايز عطاري ، جامعة الملك سعود ، الطبعة الأولى ، 1418 هـ /1998م ، ص 332 .
(5) فان دايك : النص والسياق ( استقصاء البحث في الخطاب الدلالي والتداولي ) ، ترجمة عبدالقادر قنيني ، أفريقيا الشرق ، المغرب ـ بيروت ، 2000 م ، ص 197.
(6) أحمد عفيفي : نحو النص اتجاه جديد في الدرس النحوي ، متبة زهراء الشرق ، القاهرة ، الطبعة الأولى ، 2001م ، ص 90 .
(7) انظر المراجع السابقة في الهوامش السابقة من 1-5 ، وانظر أيضاً ما نقله د. أشرف عبد البديع من ترجمات متعددة لمصطلح Coherence :
ـ أشرف عبد البديع عبد الكريم : الدرس النحوي النصي في كتب إعجاز القرآن ، دار فرحة ، المنيا – القاهرة ، 2003م ، ص 108 .
( جورج يول : معرفة اللغة ، ترجمة أ .د محمود فراج عبد الحافظ ، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، الإسكندرية ، الطبعة الأولى ، 2000م ، ص ص 145-146
(9) صبحي إبراهيم الفقي : علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق ، الجزء الأول ، دار قباء ، القاهرة ، 1421هـ/ 2000م ، ص 96 .
(10) ج . ب . براون و ج . يول : تحليل الخطاب ، ترجمة محمد الزليطيني ، ومنير التريكي ، جامعة الملك سعود ، الرياض ، 1418هـ /1998م ، ص 340 ، والعجيب امتداد الاختلاف في ترجمة المصطلحين حتى مع تجاور المترجمين وتقاربهم ، وهو ما يُرى في ترجمة كل من سعيد بحيري ، ومحمود أحمد نحلة اللذين يترجمان المصطلح الأول بالترابط ، في حين يترجمان المصطـلح الثاني بالتماسك ! ، مع أنهما كانا مع المترجمين السابقين في قسم واحد هو قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة الملك سعود في الرياض ! ويصدق الأمر ذاته على د. محي الدين حميدي الذي يترجم المصطلح الثاني إلى التلاحم ، وكان زميلاً لهما في كلية واحدة ! إن ذلك ليمثل غياب التنسيق غياباً كلياً .
انظر :
ـ سعيد حسن بحيري :علم لغة النص ( المفاهيم والاتجاهات ) ، الشركة المصرية العاملية (لونجمان ) ، القاهرة ، الطبعة الأولى ، 1997م ص 220 .
ـ محمود أحمد نحلة : علم اللغة النظامي ( مدخل إلى النظرية اللغوية عند هاليدي ) ، بدون معلومات ، الطبعة الثانية ، 1422هـ / 2001م ، ص 140
ـ ألبرت نيوبرت وغريغوري شريّف : الترجمة وعلوم النص ، ترجمة د. محيي الدين حميدي ، جامعة الملك سعود ، الرياض ، الطبعة الأولى ، 1423هـ/ 2002م، ص 233 . و غياب التنسيق في ترجمة المصطلح غياباً كلياً يحتاج والحال هذه إلى سلطة تفرض المصطلح الواحد كما يقول د. محمد خير البقاعي، انظر :
ـ محمد خير البقاعي : محاولات في ترجمة مصطلحات نظرية النص والعلاقات النصية ، مجلة الدراسات اللغوية ، المجلد الأول ، العدد الأول ، محرم- ربيع الأول ، 1420هـ / إبريل- يونيو 1999م ، ص 234 .
(11) سعد مصلوح : نحو أجرومية للنص الشعري للنص الشعري ( دراسة في قصيدة جاهلية ) ، فصول ، المجلد العاشر ، العدد الأول والثاني ، يوليو- أغسطس 1991م ، ص 154 .
(12) شحدة فارع وآخرون : مقدمة في اللغويات المعاصرة ، دار وائل للنشر ، عمان ، الطبعة الأولى ، 2000م ، ص 201 .
(13) جورج يول : معرفة اللغة ، ترجمة أ .د محمود فراج عبد الحافظ ، مرجع سابق ، ص 146
(14) انظر : آمنة بلعلي : تحليل الخطاب الصوفي في ضوء المناهج النقدية المعاصرة ، منشورات الاختلاف ، الجزائر ، 2002 ، ص ص 25 - 88 .
(15) فان ديك : النص والسياق ( استقصاء البحث في الخطاب الدلالي والتداولي ) ، ترجمة عبد القادر قنيني ، أفريقيا الشرق ، الدار البيضاء- بيروت ، 2000م ، ص 137 .
(16) Hallidy,M. A. K., And R. Hasan. 1976. Cohesion in English , Longman,p4.
(17) فان ديك : النص والسياق ( استقصاء البحث في الخطاب الدلالي والتداولي ) ، مرجع سابق ، ص 179 ، الهامش رقم (1) .
(18) انظر : تون آ. فان دايك : النص بنى ووظائف ( مدخل أولي إلى علم النص ) ، ضمن كتاب العلاماتية وعلم النص ، ترجمة منذر عياشي ، المركز الثقافي العربي ، بيروت – الدار البيضاء ، الطبعة الأولى ، 2004م ، ص 148 ، الهامش رقم (4) .
(19) انظر :
ـ ألبرت نيوبرت وغريغوري شريّف : الترجمة وعلوم النص ، مرجع سابق ، ص 140 .
_ محمد مفتاح : التشابه والاختلاف ( نحو منهاجية شمولية ) ، المركز الثقافي العربي ، بيروت- الدار البيضاء ، الطبعة الأولى ، 1996م ، ص ص 40 -41 ، حيث حاول مقاربة مفهوم هاليدي ورقية الحسن للتماسك ، وأشار إلى قيام دجين سون شا بتوسيع مفهوم هاليدي ورقية الحسن حيث خص مفهومهما بجزء من التماسك أسماه : النحوي المعجمي ، وأضاف إليه التماسك الدلالي مشتملاً على البنية الكبرى ومدار الحديث ، ثم التماسك السيمائي ...
(20) Joseph E. Grimes : The Thread Of Discourse, Mouton , The Hague . Paris . Netherlands . 1975 . p 272
(21) Ronald Carter And David Nunan : Introducing Discourse Analysis , Penguin Books , London , 1993. p21 .p24
(22) انظر : فؤاد حمد رزق فرسوني : الكتاب السعودي المعاصر ( دراسة و صفية تحليلية لفواتحه ومتنه وخواتمه ) ، مرجع سابق ، ص 256.
(23) حميد لحمداني : بنية النص السردي من منظور النقد الأدبي ، المركز الثقافي العربي ، بيروت ، الدار البيضاء ، الطبعة الثالثة ، 2000 ، ص 55 .
هذا ويعدُّ محمود محمد شاكر في كتابه ( نمط صعب ومخيف ) من أوائل الذين اهتموا بمسألة الصورة الطباعية للنص وما تؤديه من دور في تماسك المعنى . وقد أشار إلى هذا السبق لمحمود محمد شاكر في كتابة القصيدة العربية وأشاد به د. سعد مصلوح . انظر :
ـ سعد عبد العزيز مصلوح : نحو أجرومية للنص الشعري ( دراسة في قصيدة جاهلية ) ، ضمن كتاب : في البلاغة العربية والأسلوبيات اللسانية آفاق جديدة مجلس النشر العلمي – جامعة الكويت ، الكويت ، الطبعة الأولى ، 2003م ، ص 231 .
(24) محمد مفتاح : تحليل الخطاب الشعري ( استراتيجية التناص ) ، المركز الثقافي العربي ، بيرو ت ، الدار البيضاء ، الطبعة الثالثة ، 1992 ، ص70
(25) انظر : ج . ب . براون و ج . يول : تحليل الخطاب ، مرجع سابق ، ص ص 224-225 .
(26) بول ريكور : نظرية التأويل ( الخطاب وفائض المعنى ) ، ترجمة سعيد الغانمي ، المركز الثقافي العربي ، بيروت ، الدار البيضاء ، الطبعة الأولى 2003 ، ص 61 .
(27) انظر : نصر حامد أبو زيد : إشكاليات القراءة وآليات التأويل ، المركز الثقافي العربي ، بيروت- الدار البيضاء ، الطبعة السادسة ،2001م ، ص 46 .
(28) الصدقية أو المصداقية المقصودة هنا هي تخص ناقل المعلومة ، ومدى حرصه على الصدق ، وما اشتهر به في هذه الصفة ، والأعراض التي قد تبدو عليه في أثناء حديثه كالابتسامة ، وكاختلاج العين ، وسوى ذلك من تعبيرات الجسم والحركة التي قد يستر بها بعض المتحدثين كذبهم ، ويحضر في هذا المقام مقابلة تلفازية مع وزير ما اشتهر بالصدق ، ولكن المحاور أراد إحراجه ، فاضطر الوزير إلى الهرب منه بنقل معلومة كاذبة مع ابتسامة عنوانها : إني أكذب !
(29) انظر : جميل عبدالمجيد : البلاغة والاتصال ، دار غريب ، القاهرة ، 2000م ، ص 52 .
(30) لمعرفة المزيد عن التشويش وأنواعه انظر :
ـ إدوين إمري وفليب هـ. أولت و وارين ك. آجي : الاتصال الجماهيري ، ترجمة إبراهيم سلامة إبراهيم ، المجلس الأعلى للثقافة – المشروع القومي للترجمة 198 ، القاهرة ، 2000م ، ص ص 20-21 .
(31) من ذلك في اللغة العربية الفصيحة المعاصرة أن" للخطاب الرسمي المعاصر سيئات في الأداء عندما يكون أداء شفوياً ، منها أن بعض الرسميين يظنون أن الوقوف بين كلمة وأخرى ، وبين كلمات قلائل وما يتبعها ، أمر يقتضيه وقار الخطاب ، وربما كان هذا وهماً كبيراً يترتب عليه أن بعض العامة يقلدونهم في ذلك ، وهذا مناف أصلاً لطبيعة الخطاب التي سمتها التواصل والتبليغ " .
ـ سمير شريف استيتية : اللغة وسيكولوجية الخطاب ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، بيروت ، الطبعة الأولى ، 2002م ، ص 41 .