منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    التنغيم في التراث العربي

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    التنغيم في التراث العربي  Empty التنغيم في التراث العربي

    مُساهمة   الإثنين يوليو 18, 2011 2:38 pm


    التنغيم في التراث العربي - د. عليان بن محمد الحازمي
    الأستاذ المشارك بقسم اللغة والنحو والصرف
    كلية اللغة العربية جامعة أم القرى
    ملخص البحث
    تهدف
    هذه الدراسة إلى بيان التنغيم ووظيفته. وتوضح أن التنغيم ليس محصوراً في
    اختلاف درجات الصوت التي ينشأ عنها ارتفاع النغمة أو هبوطها. ولكن ترى أن
    التنغيم يحدث من كل ما يحيط بالنطق من وقف، وسكت، وعلو صوت، ونبر. واتباع
    سنن أهل اللغة في أدائها. لذا يرى البحث أن للتنغيم وظيفتين:

    1
    - وظيفة أدائية، بها يتم نطق اللغة حسب النظام المتعارف عليه عند أهلها،
    من حيث الالتزام بطرق أدائها، لأنه لو لم يلتزم بها يصبح نطقه وكلامه غير
    واضح ولبدا غريباً عند أهلها.

    2 - وظيفة دلالية وهو أن التنغيم له تأثير على بيان وتوضيح الدلالات المختلفة ومقاصد الكلام.
    كما
    بينت هذه الدراسة إلى تنبه علماء العربية إلى أهمية التنغيم وأشارت إلى
    الحاجة إلى دراسة طرق الأداء المختلفة عند القراء من وقف، وسكت، ووصل، ومد
    حيث أنها تحمل عند النطق بها تنغيمات مختلفة. وأوضحت الدراسة أن النحاة عند
    استنباطهم لقواعد اللغة لم يهملوا دلالة التنغيم فقد اعتمدوا على مشافهة
    الفصحاء والسماع منهم وعلى ضوء سماع نطقهم وضعوا القواعد. وكان نطقهم يحمل
    تنغيماً معيناً. كما في كم الخبرية وكم الاستفهامية، والاستفهام والتعجب
    والإغراء والتحذير.

    ***
    التنغيم واللغة العربية
    مقدمة
    إن
    الاهتمام بالأداء والنطق من أهم الجوانب التي أكد عليها (علم اللسانيات).
    فدراسة الأصوات، ومعرفة أقسامها، وصفاتها، وما يعرض لها من تأثير، هي
    البداية الأولى لمعرفة وإتقان أي لغة من لغات البشر، والأساس الذي تنطلق
    منه أي دراسة لغوية.

    والأداء
    الصحيح للغة، ونطقها له أسس ومعايير، دوّنها العلماء، ينبغي أن تلقن
    وتعرف. فالانحراف عن النطق المتعارف عليه عند أصحاب اللغة، يؤدي غالباً إلى
    اختلاف المعاني وتباين المقاصد. ناهيك عن عدم وضوح

    المعنى.
    فمعرفة طرق الأداء والنطق الصحيح، لا يقل في أهميته عن معرفة علم النحو.
    وللسانيات قدم راسخة في دراسة أساليب الأداء في اللغات، كان من ثمراتها
    استحداث واستنباط مصطلحات علمية في مجال دراسة الأصوات كالمماثلة، والنبر،
    والتزمين والتنغيم إلى غير ذلك. والأصل في اللغة أن تكون منطوقة، (يعبر بها
    كل قوم عن أغراضهم)(1). والكتابة ما هي إلا صدى ومحاولة لنقل وتصوير
    المنطوق ؛ لذا ابتكرت اللغات من الوسائل ما يجعل المكتوب مقارباً للمنطوق.
    استعانت أحياناً بوضع علامات ورموز سنتحدث عنها يما عد تعين على توضيح
    المراد وبيان لمطلوب. التنغيم

    (Intonation)
    أحد المصطلحات التي ترد في علم الأصوات. ويهتم به معلمو اللغات. ويلقنونه
    الدارسين عند تعلمهم اللغات. ويحاولون أن يجعلوه سجية، وملكة في طبائعهم ؛
    لأن أي انحراف عنه قد يؤدي إلى عدم وضوح المعنى، وتعثر في فهم كلام
    المتحدث.

    وهذه
    الدراسة تحاول أن تكشف عن أهمية التنغيم في أداء اللغة، ومدى تنبه علماء
    العربية له. وتوضح في الوقت نفسه بأن كثيراً من معطيات اللسانيات لم تكن
    بعيدة عن تصور أذهان لغويينا. فليست عقول القوم بأذكى وأقوم من عقول سلفنا.
    فلقد أثبت كثير من المنصفين(2) بما لا يدع مجالاً للشك بنجابة فهم
    اللغويين العرب لظواهر اللغة وحسن تعليلهم. إن قراءة التراث العظيم الذي
    خلفه علماؤنا بتمعن ليقفنا على مدى مالهم من وقفات تعكس براعتهم في التحليل
    والتفسير والاستنباط. كما أنه يتعين علينا أن ننبذ الحساسية التي ترى أن
    (اللسانيات) علم بعيد عن تراثنا، وأنه تنفس في أجواء غريبة. فاللسانيات وإن
    كانت نتاجاً غير عربي، فإنه لا يستبعد أن تكون قد هبت عليها رياح من نتاج
    الأمم الأخرى فتأثرت به. فلقد كان لعلماء الساميات أثر في تقديم قواعد
    اللغة العربية لأممهم، كما أن لدارسي الإسلام والعربية من المستشرقين أياً
    كانت توجهاتهم نصيباً في إعطاء ملامح عن التفكير العربي في مختلف الميادين.
    (فهذا حمزة قبلان المزيني يتلقى رسالة من نعوم تشومسكي رائد المدرسة
    اللغوية التحويلية رداً على استفسارات بعث له بها اعترف فيها أنه اطلع
    واستفاد من التراث اللغوي العربي). كما أن فيرث رائد المدرسة اللغوية
    الانجليزية استفاد أيضاً من اطلاعه على اللغات الشرقية حيث أن تحليله الذي
    اهتم فيه بالأصوات (البروسودي
    Prosodies)(3)
    استقاه من الهنود عندما كان أستاذاً في جامعة البنجاب. لذا يتحتم علينا أن
    نؤصل ما جاء في تراثنا ونقدمه بما يتوافق وحس العصر مع الاهتمام بما يفيد
    لغتنا في حاضرها ومستقبلها. من هنا جاءت مصادر هذا البحث متعددة ومتنوعة.
    فقد أفاد من كتب التراث العربي، ومن الدراسات اللغوية المحدثة التي كتبها
    اللغويون العرب الذين اطلعوا على اللسانيات، كما اعتمد على آراء في مصادرها
    الأصلية.

    معنى التنغيم:
    يعد
    إبراهيم أنيس أول من أدخل مصطلح التنغيم في الدراسات اللغوية العربية
    المعاصرة، وسماه (موسيقى الكلام)، حيث ذكر (أن الإنسان حين ينطق بلغته لا
    يتبع درجة صوتية واحدة في النطق بجميع الأصوات، فالأصوات التي يتكون منها
    المقطع الواحد، تختلف في درجة الصوت وكذلك الكلمات قد تختلف فيها.... ويمكن
    أن نسمي نظام توالي درجات الصوت بالنغمة

    الموسيقية)(4).
    فالتنغيم مصطلح لساني يقابل لفظ (Intonation)
    يقول روبنز معرفاً التنغيم: (تتابعات مطردة من الدرجات الصوتية المختلفة).
    ويقول دانيال جونز: (التنغيم ربما يُعَرّفُ بأنه التغيرات التي تحدث في
    درجة نغمة الصوت في الكلام والحديث المتواصل، هذا الاختلاف في النغمة يحدث
    نتيجة لتذبذب الأوتار الصوتية)(5)،فالتنغيم مرتبط بالاهتزازات التي تحدثها
    الأوتار

    الصوتية،
    فكلما زادت عدد الاهتزازات وكانت ذات سرعة كان عدد التغيرات في التنغيمات
    أوضح. والملاحظ أن إبراهيم أنيس أخذ مصطلح التنغيم من اللسانيات التي ترى
    التنغيم هو أحد سمات الأداء الذي لابد من وجوده في أي لغة. فاختلاف نغمات
    الكلام شيء طبيعي في اللغة التي لابد أن تحتوي على (موسيقى نغمات) تتألف
    منها ألفاظها. يقول تمام حسان (التنغيم ارتفاع الصوت وانخفاضه أثناء
    الكلام)(6). ويقول (إن الكلام لا يجري على طبيعة صوتية واحدة بل يرتفع
    الصوت عند بعض مقاطع الكلام أكثر مما يرتفع عند غيره وذلك ما يعرف باسم
    التنغيم)(7).

    لذا
    فإن كل جملة أو كلمة ينطق بها لابد أن تشتمل على درجات مختلفة من درجة
    الصوت، ما بين عالية، ومنخفضة، ومستوية، ومنحدرة تتناسق وتتناغم لتُؤَدّي
    الكلمة والجملة. فاختلاف درجة الصوت في الكلمة وتباينها من مقطع إلى مقطع
    آخر قاعدة عامة تخضع له جميع اللغات. إذ أنه من المستحيل أن نجد لغة تستعمل
    نغمة واحدة في الكلمة أو الجملة وتجعلها سائدة في كل أجزاء الجملة، فلابد
    أن تكون هنالك عدة نغمات متآلفة متناسبة في الكلمة. وقد أشار العلماء إلى
    أنواع النغمات ما بين هابطة إلى أسفل وصاعدة إلى أعلى وثابتة مستوية(Cool،
    كما حددوا الوظيفة الأصواتية للتنغيم بأنها (النسق الأصواتي الذي يستنبط
    التنغيم منه)(9).

    فاختلاف
    التنغيم وتغير النغمة في اللفظ أو الجملة المنطوقة شيء طبيعي ويمكن أن
    نطلق عليه (التنغيم الطبيعي) وهذا يوجد في كل اللغات إذ به ينسجم الأداء
    المطلوب، وليست له أي وظيفة دلالية. ولكن المتحدث باللغة، أي لغة كانت،
    لابد له من إتقان هذا النوع، لأنه إذا لم يستعمله أصبح نطقه متنافراً لا
    يتفق مع طبيعة اللغة وقياسيتها عند أهلها. فعدم إتقانه يجعل المتحدث يبدو
    غريباً عند أهل اللغة. وربما وقع في خطأ وبدا حديثه غير مفهوم، والسبب يرجع
    إلى عدم التزامه بمقياسية نغمات ألفاظ اللغة.

    التنغيم واللغات:
    قسم العلماء اللغات إلى نوعين:
    1 - لغات نغمية (Tone Languages)
    وهي لغات يتحدد معنى الكلمة فيها عن طريق النغمة، حيث أن الاختلاف في درجة
    الصوت على الكلمة المنطوقة هو المسؤول عن تحديد معناها. ويظهر هذا في
    اللغة الصينية، فاللفظ ينطق بنغمات مختلفة وبها يتحدد المعنى. يقول أحمد
    مختار عمر (إن اختلاف درجة الصوت في هذه اللغات يساعد على تمييز كلمة من
    أخرى)(10).

    2 - لغات تنغيمية (Intonation Languages)
    وتمثلها اللغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية إذ ان الجملة تتعدد
    دلالاتها باختلاف التنغيمات التي تنطق. فطرق الأداء التي بها يتم نطق
    الجملة له أثر كبير في المعاني المراد

    إبلاغها.
    يقول أحمد مختار عمر (ونوع يسمى بالتنغيم وهنا تقوم درجات الصوت المختلفة
    بدورها المميز على مستوى الجملة أو العبارة أو مجموعة الكلمات)(11). وهذا
    ما جعل اللغويين الإنجليز أتباع مدرسة فيرث يهتمون اهتماماً كبيراً بإرساء
    قواعد التنغيم. يقول روبنز (لا تجد لغة من اللغات إلا وتستخدم درجات مختلفة
    من الصوت (
    Pitch)(12) إنها المسؤولة عن التنغيم.

    واختلاف
    درجة الصوت موجود في جميع اللغات إلا أن الوظيفة التي تؤديها يختلف من لغة
    إلى أخرى كما أن الأشخاص يختلفون أيضاً فيها ولكن مع هذا يوجد نوع عام
    للتنغيم يميز نطق كل لغة. وهذا ما جعل أتباع المدرسة اللغوية الانجليزية
    يؤكدون على دراسة الأصوات وما يتعلق بها من نبر وتزمين. فبعض المقاطع تكون
    أكثر جهارة ووضوحاً ؛ لأن المقطع المنبور يحمل نغمات أكثر من المقطع غير
    المنبور. يقول روبنز (المقطع المنبور تكون نغمته أعلى من المقطع المتوسط أو
    غير المنبور)(13).

    فالدراسة
    الأصواتية وما اصطلحت عليه مدرسة فيرث بالتحليل البروسودي ما هو إلا وسيلة
    يتوصل به إلى معرفة المعنى. فالمعنى أهم ما تسعى إليه الدراسة اللغوية.
    يقول تمام حسان (لأن كل دراسة لغوية - لا في الفصحى فقط بل في كل لغة من
    لغات العالم - لابد أن يكون موضوعها الأول والأخير هو المعنى وكيفية
    ارتباطه بأشكال التعبير المختلفة)(14).

    وظيفة التنغيم:
    لاشك أن للتنغيم وظائف يقوم بها، منها:
    1 - وظيفة أدائية بها يتم نطق الجملة في اللغة حسب نظم الأداء فيها وحسب ما يقتضيه العرف عند أهل اللغة.
    2
    - وظيفة دلالية بها يتم معرفة المعاني المختلفة ورغم أن هاتين وظيفتان
    مختلفتان إلا أنه لا يمكن أن نفصل الوظيفة الأدائية عن الدلالية. فهما
    متلازمتان ومتكاملتان. لذا فإن إيجاد قواعد عامة توضح التنغيم، وأهمية ما
    يسمى بدرجة الصوت (
    Pitch)
    وتتابعها إنما هو على سبيل المقاربة. فالتنغيم - في رأينا - مجموعة معقدة
    من الأداء الصوتي بما يحمل من نبرات، وفواصل صوتية، وتتابع مطرد للسكنات
    والحركات، التي بها يحدث الكلام وتتميز دلالاته.

    وهذا
    ما دعا ديفيد كريستال إلى القول (ليس التنغيم نظاماً متفرداً من المناسيب
    يأتي في نهاية الجملة ولكن خصائص معقدة من مختلف الأنظمة البروسودية) تشمل
    النغمة، درجة الصوت، المدى، علو الصوت، التزمين. هذه الأمور كلها مجتمعة
    تأتي متناغمة ذات إيقاع)(15). (ولقد ظل الدارسون مترددين في حصر التنغيم
    فقط في حركة درجة الصوت (
    Pitch)
    بيد أنه عندما يسأل ما أثر التنغيم في توجيه المعنى حينئذ معايير أخرى غير
    درجة الصوت يشار إليها على أنها جزء مهم وأساس في التأثير على
    المعنى)(16).

    فالتنغيم
    أوسع من أن يحصر في ما يسمى بهبوط النغمة، أو صعودها، ولكن كل ما يحيط
    بالنطق من طرق الأداء. هذه الطرق تشمل الوقف، والسكت، علو الصوت، نبر
    المقاطع، وطول الصوت وغير ذلك، ثم أن التنغيم يقتصر على التراكيب المسموعة
    دون التراكيب المقروءة. فالأداء وما يحمل من نبرات، وتنغيمات،وفواصل له أثر
    كبير في نفوس السامعين، ومتابعتهم، وحسن إصغائهم، وفهم المراد. ولقد تناول
    سليمان بن إبراهيم العايد ذلك في مقال (القراءة الجهرية بين الواقع وما
    نتطلع إليه) يقول: (فأنت حين تقول (اُخرج !) وأنت تأمر أمراً عادياً لك
    أداء يختلف عنه حين تقولها وأنت تنهر شخصاً وتطرده. ومثلها (قم !) في
    الحالين، وكذلك حين تأتي باستفهام تريد به مجرد الاستفهام، أو تريد به
    الإنكار، أو التعجب، أو التقرير)(17).

    والتركيز
    على حسن الأداء جزء من دراسة الأصوات وطرق أدائها فإبراهيم أنيس يرى (لطول
    الصوت أهمية خاصة في النطق باللغة نطقاً صحيحاً، فالإسراع بنطق الصوت أو
    الإبطاء به يترك في لهجة المتكلم أثراً أجنبياً عن اللغة ينفر منه
    أبناؤها). ويقول: (فالصوت المنبور أطول منه حين يكون غير منبور وانسجام
    الكلام في نغماته يتطلب طول بعض الأصوات وقصر البعض الآخر)(18). إن وضوح
    المعاني يتطلب أموراً كثيرة: منها أحكام بناء الجملة، فالإعراب الذي يظهر
    على أواخر الكلم هو من صميم الأداء يقول محمد إبراهيم البناSadالإعراب
    بيانات أدائية تحقق الوضوح لأبنية التركيب)(19).

    فالتنغيم
    عنصر مهم من عناصر الأداء، وعدم إتقانه يؤدي إلى عدم الوضوح كما أشرنا (ص
    7). وقد يحدث أن يتحدث إليك من لا يتقن اللغة ولا يجيد أداءها فلا تعرف ما
    يريد أن يقوله، والسبب في ذلك يعود إلى أنه لا ينطقها بما هو متعارف عليه
    من التنغيم. إن حسن الأداء لا يتأتى إلا باتباع سنن أهل اللغة في النطق،
    والاهتمام بالجانب التطبيقي، والتعود على مجاراة الفصحاء، والسماع للقراء
    المجودين. فالقراءات التي نسمعها من القراء من وقف، ومد، وسكت، ومدود
    مختلفة هي التنغيم. هذه الجوانب المشرقة في تراثنا، يجب أن نضع أيدينا
    عليها، لأن حسن الأداء ووضوح المعاني من أهم ما سعى إليه علماء العربية.

    التنغيم ودلالاته:
    للتنغيم
    وظيفة أصواتية وتتمثل في انسجام الأصوات، حيث تكتمل فيه النغمات وتتآزر
    مؤدية المعاني والمقاصد. وقد أشرنا (ص 9) إلى أن التنغيم أوسع من أن يحصر.
    (فالوظيفة الدلالية يمكن رؤيتها لا في اختلاف علو الصوت وانخفاضه فحسب ولكن
    في اختلاف الترتيب العام لنغمات المقاطع)(20). فإذا قلت جاءَ محمدٌ قد
    تكون إثباتاً وقد تكون تأكيداً لمن قام بالحدث. والمعول عليه هنا النطق
    واختلاف طرق الأداء. وقد أكد تمام حسان هذا بقوله عندما تحدث عن التنغيم
    (وربما كان له وظيفة نحوية هي تحديد الإثبات والنفي في جملة لم تستعمل فيها
    أداة الاستفهام فتقول لمن يكلمك ولا تراه: أنتَ محمدٌ، مقرراً ذلك
    ومستفهماً عنه وتختلف طريقة رفع الصوت وخفضه في الإثبات عنها في
    الاستفهام)(21).

    فدلالة
    التنغيم تظهر في الجمل المنطوقة (فكم) تكون استفهامية، وتكون خبرية، والذي
    يحدد ذلك هو النغمات الصوتية التي يتم بها الأداء. وبيت الشاعر الفرزدق
    خير مثال على ذلك:

    كم عمةًٍ لك يا جرير وخالة
    فدعاء قد حلبت عليّ عشاري
    إن الفرق بين دلالة الاستفهام والخبر تتضح في النغمة المرتفعة في الاستفهام والمستوية في الخبرية.
    كم عمةٍ........................... كم عمةً
    مستوية........................... مرتفعة
    خبرية........................... استفهامية
    يقول
    سلمان العاني (إن الفرق الرئيسي بين هاتين الأداتين يوجد في المعنى الذي
    هو الفرق بين الاستفهام للعلم بما يجهله المتكلم ويعلمه السامع المخاطب،
    والإخبار الذي يعلمه المتكلم علم اليقين ويجهله السامع أو المخاطب ويوجد
    كذلك في المبنى وهذا ماثل في الحركة الإعرابية... وفي النغمة الصوتية التي
    هي في الإخبار نغمة صوتية مستوية بينما هي ذات نغمة صوتية صاعدة في معنى
    الاستفهام)(22).

    فمن
    مظاهر التنغيم أنه يزيل اللبس عن معنى الجملة وبه يدرك الفرق بين المعاني.
    وهذا يتأتى بإتقان مجموعة طرق الأداء في النطق تتمثل في النبر، والوقف،
    والسكت والإيقاع، ووصل بعض الكلام، واختلاس بعض الأصوات والاستغناء عن
    بعضها ومد بعضها لتكون واضحة. هذه الأمور هي علامات بارزة وهي ما يكوّن
    التنغيم. فالمتكلم قد يهدف بحديثه وتتابع نغمات كلامه العتابَ، أو
    الاستحثاثَ، أو لفتَ النظرِ، أو الامتعاضَ إلى غير ذلك.

    التنغيم وعلماء العربية:
    ذكرنا فيما سبق أهمية التنغيم ودوره في تعيين الدلالة. وأوضحنا أن مفهوم التنغيم لا يمكن حصره في درجة الصوت فقط (Pitch)
    ولكنه مجموعة من الاتحادات الصوتية بها يتم تحقيق الأداء الصحيح. كالنبر،
    والسكت، والوصل ومد بعض الأصوات، واختلاس بعضها التي بها يتم الانسجام
    ويتحقق التنغيم. وقد فطن إبراهيم أنيس إلى الآثار التي يتركها طول الصوت
    وقصره وتحقيقه عندما قال (وانسجام الكلام في نغماته يتطلب طول بعض الأصوات
    وقصر البعض الآخر)(23).

    هذه
    الأمور مجتمعة هي التنغيم. لذا اهتم العلماء بطرق الأداء. ولعلماء
    القراءات إسهامات متميزة في هذا المجال، فاللحون التي نسمعها من القراء
    المجودين لقراءات القرآن الكريم هي التنغيم. فالإشبتاع مثل إشباع الفتحة في
    آخر الآيات الكريمات الآتية:

    ) وتظنون بالله الظنونا (24).
    ) يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا (25).
    ) فأصلونا السبيلا (26).
    نوع
    من التنغيم يؤدي إلى البيان والوضوح والتأكيد على تأصل الكفر. بل إن هاء
    السكت التي تلحق الكلمات المنتهية بياء المتكلم كتابيه، حسابيه، سلطانيه هي
    نوع من التنغيم الذي يشير إلى استراحة النفس وذلك بالوقف على هاء السكت
    ومن ثم يعدل عن الإعراب وبيانه. كما أن القسم لاشك له دلالة التأثير لكن
    يصاحب القسم نغمة يؤدي بها هذه النغمة، وإن كانت أغفلت لوضوح أن القسم له
    دلالته، فإن هذه النغمة تكون دائماً مصاحبة للقسم. فقوله تعالىSmile المر تلك
    آيات الكتاب والذي أنزل إليك من ربك الحق (27) يدل على التأكيد (وقد يساق
    الموصول مساق التعظيم بسبب ما يحتمله التعميم من التهويل والتضخيم
    والتكريم)(28).

    إن
    الجوانب المشرقة التي نراها في اهتمام علماء القراءات بطرق أداء القرآن
    الكريم وتجويده تقفنا على كمٍّ من المصطلحات التي تحمل في جنباتها آليات
    التنغيم ودرجاته. فقراءة التحقيق هو (إعطاء كل حرف حقه من إشباع المد،
    وتحقيق الهمز، وإتمام الحركات، واعتماد الإظهار والتشديدات، وتوفية الغنات،
    وتفكيك الحروف وهو بيانها وإخراج بعضها من بعض بالسكت والترسل واليسر
    والتؤدة)(29).

    والتجويد
    هو (الإتيان بالقراءة مجودة الألفاظ بريئة من الرداءة في النطق ومعناه
    انتهاء الغاية في التصحيح وبلوغ النهاية في التحسين)(30). لذا اهتموا
    بالوقف، وبيان ما يحسن منه وما يقبح ؛ لأن الوقف استراحة يقوم بها القارئ،
    فقد يضطر أن يقف لئلا ينقطع نفسه، فما كان منهم إلا أن أشاروا وبينوا أنواع
    الوقف فصنفوا المطولات والمختصرات توضح مواطنه لكيلا يوقف على ما يخل
    بالمعنى.

    والذي
    يعنينا بيانه هنا هو أن النطق والأداء يعتمدان على النفس، والوقف استراحة
    يلجأ إليها المتكلم ليعاود استئناف كلامه فيما بعد. وما بين استمرار الكلام
    والوقف والاستئناف نغمات وتسلسل صوتي يدركها السامع وتعيها الأذن المدربة ؛
    لذا فرق العلماء بين الوقف والسكت، (فالوقف قطع الصوت على الكلمة زمناً
    يتنفس فيه)(31)، وهذا ما ينشأ عنه في رأينا ما يسمى بالنغمة المنحدرة في
    أغلب الأحيان. بينما السكت (قطع الصوت زمناً وهو دون زمن الوقف عادة من غير
    تنفس)(32) وهذا ما ينشأ عنه النغمة المستوية كما في قوله تعالىSmile الحمد
    لله لاذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا * قيما لينذر … (فالسكت
    الذي على (قيّماً) نغمة مستوية ترتفع بعد معاودة القراءة.

    إن
    أنواع الوقف تحتاج إلى دراسة تؤخذ من قراءة القراء المجودين لأن النغمات
    التي تنشأ عنها متباينة وتؤدي معاني مختلفة لاحظها علماء القراءات(33).
    يقول محمد الصادق قمحاوي (به يعرف الفرق بين المعنيين المختلفين والنقيضين
    المتنافيين والحكمين المتغايرين).

    كذلك السكت أنواع حيث ذكر العلماء السكتة اليسيرة، والقصيرة والمختلسة من غير إشباع، والسكتة اللطيفة من غير قطع(34).
    كل
    هذا - في رأينا - يحدث عنه نغمات أقل ما يقال عنها أنها مختلفة في
    درجاتها. وقد أبان ابن الجزري المعاني التي تنشأ عن السكت عندما قال:

    وجه
    السكت في (عِوَجا) قصد به بيان أن قيماً بعده ليس متصلاً بما قبله في
    الإعراب. وفي (مَرْقَدِنا) بيان أن كلام الكفار قد انقضى وأن قوله (هَذَا
    مَا وَعَدَ الرحمن) ليس من كلامهم(35).

    والحقيقة
    أن في كلتا السكتتين السابقتين نغمات مختلفة الأمر الذي لم يغفل عنه
    المحققون من علمائنا فوضحوه لئلا تلتبس المعاني ومن طريف ما ذكره محمود
    الطناحي عن أهمية الأداء وحسنه ما كان يفعله الشيخ عامر بن السيد عثمان
    بترويص المتعلمين لقراءة القرآن من إعطاء كل مقطع حقه من التنغيم وذلك بأن
    يقسم (أضللن) في قوله تعالىSmile رب إنهن أضللن (إلى مقطعين يقول (فكان شيخنا
    يقرأ أمامه (أضللن) على مقطعين هكذا (أض) (للن) ويكرر المقطعين منفردين ثم
    يقرأهما معاً حتى يخلص له الترقيق المراد. أما النبر فقد ذكر الطناحي أنه
    سأل الشيخ عامر عنه فأجابه بقوله: (إن القراء لم يذكروا هذا المصطلح ولكنه
    بهذه الصفة يمكن أن يسمى (التخليص) أي تخليص مقطع من مقطع) وذكر أمثلة
    سمعها من شيخه منها قوله تعالىSmile فسقى لهما ثم تولى الي الظل (وقوله
    تعالىSmile فقست قلوبهم (وقوله عز وجلSmile وساء لهم يوم القيامة حملاً (يقول:
    (فأنت لو ضغطت على الفاء في الآية الأولى صارت من الفسق لا من السقي، وإن
    لم تضغط على الفاء في الثانية صارت من الفقس لا من القسوة أما في الآية
    الثالثة فلابد من أن تخلص (ساء) من (لهم) حتى يكون من السوء لا من المساءلة
    لو خطفها خطفة واحدة)(36).

    التنغيم وعلماء النحو:
    لعلماء
    النحو وقفات ذكية تدل على تنبههم لما يحدثه التنغيم من توضيح وبيان
    للإعراب. وقد اطلعت على الدراسة الجادة التي قام بها أحمد كشك في كتابه (من
    وظائف الصوت اللغوي) وكنت قبل مطالعتي كتابه القيم ألقيت في عام 1400 ه
    محاضرات في علم اللغة على طلابي بمرحلة البكالوريوس بقسم اللغة العربية
    بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بمكة المكرمة ذكرت فيها أن ابن جني بحسه
    أدرك أهمية التنغيم في تفسير بعض المسائل الإعرابية عندما تعرض لقضية حذف
    الصفة في قولهم (سير عليه ليل) يقول: (وقد حذفت الصفة ودلت الحال عليها
    وذلك فيما حكاه صاحب الكتاب من قولهم: سير عليه ليل وهم يريدون ليل طويل
    وكأن هذا إنما حذفت فيه الصفة لما دل من الحال على موضعها. وذلك إنك تحس في
    كلام القائل لذلك من التطويح والتطريح والتفخيم والتعظيم ما يقوم مقام
    قوله طويل ونحو ذلك)(37).

    كما
    أنك عندما تمدح إنساناً وتثني عليه وتقول: (كان والله رجلاً فتزيد في قوة
    اللفظ ب (الله) هذه الكلمة وتتمكن من تمطيط اللام وإطالة الصوت بها وعليها
    أي رجلاً فاضلاً أو شجاعاً أو كريماً أو نحو ذلك)(38).

    إن
    قول ابن جني (فتزيد في قوة اللفظ ب (الله) وتتمكن في تمطيط اللام وإطالة
    الصوت بها وعليها) هو نطق الكلمة منغمة. كما أن النحاة قد استخدموا مصطلح
    الترنم للدلالة على التنغيم. فالترنم إنما هو مد الصوت وإطالته وهو ظاهرة
    تنغيمية يقول ابن يعيش: (اعلم أن المندوب مدعو …) ويقول: ولما كان مدعواً
    بحيث لا يسمع أتوا في أوله بياء أو واو لمد الصوت ولما كان يسلك في الندبة
    والنوح مذهب التطريب زادوا الألف آخراً للترنم(39).

    إن
    هذا ليدل على إدراك النحاة بأهمية التنغيم فالواو خصصت للندبة لما فيها من
    التفجع والحزن إذ (المراد رفع الصوت ومده لإسماع جميع الحاضرين)(40) إن
    هذه الإشارات التي ذكرها علماء العربية تدل على أنهم عرفوا لما للتنغيم من
    أهمية في إيضاح المعاني. فالفرق بين كم الاستفهامية وكم الخبرية، إنما تأتي
    أن كل واحدة منهما تحتوي على أداء معين بها تتميز. والنحاة عند استنباطهم
    واستخراجهم قواعد اللغة اعتمدوا على سماع كلام العرب، ففرقوا بينهما على
    أساس ما تشتمل عليه من نغمات. ومثل هذا نجده في صيغ التعجب وأساليبه
    القياسية والسماعية. فالنغمة التي في التعجب توحي بأن هنالك شيئاً خفياً
    حمل المتكلم على التعجب، وهو ضرب من الإيهام. وقد قال الزركشي نقلاً عن
    الرماني (وأصل التعجب إنما هو للمعنى الخفي)(41) فصيغتا التعجب (ما
    أَفْعَلَهُ) و(أَفعلْ بِهِ) تشتمل الأولى على نغمة صاعدة ثم مستوية ثم
    منحدرة. أما أفعل به فمستوية ومنحدرة.

    إن
    التنغيم هو الذي يفرق بين الإغراء والتحذير في قولك (الرجلَ الرجلَ) فإذا
    كانت النغمة مرتفعة فإنها تحذرك من الرجل وأما إذا نطقت بنغمة مستوية فإنها
    تدل على الإغراء. من هنا كانت إشارات ابن جني الذكية تدل على أهمية
    التنغيم فقد بين أن (.. لفظ الاستفهام إذا ضامه معنى التعجب استحال خبراً.
    وذلك قولك: مررت برجل أي رجل. فأنت الآن مخبر بتناهي الرجل في الفضل، ولست
    مستفهماً)(42) والذي يدل على ذلك إنما هو التنغيم الذي يجعل المتحدث يمد
    صوته عندما يقول أي رجل مستخدماً النغمة العالية المنتهية بالمنحدرة. ويذكر
    السيوطي ما حدث بين الكسائي واليزيدي حين سأل اليزيدي الكسائي بحضرة
    الخليفة هارون الرشيد عن بيت من الشعر أنشده وقال له هل ترى فيه من عيب:

    لا يكونُ العيرُ مهراً لا يكون المهرُ مهرٌ
    (فقال
    الكسائي قد أقوى الشاعر، لابد أن ينصب المهر الثانية على أنه خبر كان،
    فقال اليزيدي الشعر صحيح إنما ابتدأ فقال المهر مهر)(43).

    هذه
    الحادثة تدل على أن المنشد قد سكت سكتة عند (لا يكون) الثانية ونطقها
    بنغمة عالية ومنتهياً بنغمة منحدرة ثم ابتدأ بقوله المهر مهر. ويظهر هذا
    جلياً عند التحدث والنطق وبالأخص عند إنشاد الشعر. فالأصل في اللغة أن تكون
    متحدثة ومنطوقة ؛ لأن النطق يأتي أولاً والكتابة تمثل المرحلة الثانية،
    لأنها ما هي إلا صدى ومحاولة لرسم ما نطق. والكتابة غالباً ما تخفي بعض طرق
    النطق كالنبر والتنغيم لذا لجأ العلماء إلى وضع علامات ورموز عند الكتابة
    يسترشدون بها إلى النطق الصحيح.

    وقد
    دُئِبَ عند طباعة المصاحف الكريمة إلى وضع علامات ورموز اصطلاحية تعين
    القارئ على القراءة الصحيحة المجودة. لأن تلك الرموز والعلامات لها دور
    كبير في إبراز وبيان مظاهر التنغيم من سكت، ومد،

    ووقف،
    ووصل. كما أن علامات الترقيم في الكتابة العربية تقوم مقام التنغيم
    والأداء حيث أنها تيسر عملية الإفهام وتحدد (مواضع الوقف، حيث ينتهي المعنى
    أو جزء منه، والفصل بين أجزاء الكلام، والإشارة إلى انفعال الكاتب في سياق
    الاستفهام، أو التعجب)(44). فالفاصلة تدل على أن يقف القارئ وقفة خفيفة.
    ولو لم يضع هذه الفاصلة لربما يلتبس المعنى. أما الفاصلة المنقوطة فإنها
    تتطلب أن يكون الوقف أطول وهي في رأينا تؤدي ما يقوم به التنغيم. أما علامة
    الاستفهام فإنها توضح ما إذا كانت الجملة استفهامية أو تعجبية مثل قولنا
    (تعرف هذا وتسكت). وعلامة التأثر (!) (تعبر عن الانفعالات النفسية،
    كالتعجب، والفرح، والحزن، والدعاء، والدهشة، والاستغاثة، ونحو ذلك)(45).
    وخلاصة القول:

    1 - أن التنغيم ركن أساسي في الأداء لا تخلو منه أي لغة من لغات البشر.
    2 - إتقان التنغيم ومعرفته أمر بالغ الأهمية لما له من صلة بالمعنى فهناك وظيفتان للتنغيم وظيفة أدائية ووظيفة دلالية.
    3 - لعلماء العربية إشارات ذكية تدل على تنبههم لما للتنغيم من أهمية في تفسير وتوضيح المعاني والإعراب.
    4
    - التنغيم ليس محصوراً فقط في درجة الصوت وإنما هو مجموعة معقدة من الأداء
    الصوتي بما يحمل من نبرات، وفواصل، وتتابع مطرد للسكنات والحركات التي يتم
    بها الكلام.

    5
    - التنغيم يقتصر على التراكيب المسموعة أما التراكيب المقروءة فقد استعاضت
    عنه ببعض رموز وعلامات الترقيم لتدل بها على الاستفهام والتعجب والاستغاثة
    والدهشة وغير ذلك.

    6 - أنواع الوقف في القراءات تحتاج إلى دراسة لأن النغمات التي تنشأ عنها متباينة وتؤدي معاني مختلفة.
    7
    - إن أساليب الاستفهام والنداء والإغراء والتحذير التي تناولها النحاه
    بالدرس والتقعيد تحمل في طياتها عند النطق بها تنغيمات مختلفة.

    8
    - النحاة عند استنباطهم قواعد اللغة العربية اعتمدوا على السماع ومشافهة
    الفصحاء، وعلى ضوء سماعهم وضعوا القواعد، والعربي عند تحدثه كان يستعمل
    طرقاً معينة في أدائه (تنغيمات). فالنطق بالإغراء له نمط معين وللتحذير
    أداء محدد وكذلك التعجب.

    الحواشي والتعليقات
    (1) ابن جني الخصائص ج1 ص 33.
    (2)
    انظر على سبيل المثال التراث النحوي العربي الإسلامي: نحوي عربي من القرن
    الثامن الميلادي، مساهمة في تاريخ اللسانيات ميخائيل ج. كارتر، تعريب محمد
    رشاد الحمزاوي ص 179 من قضايا المعجم العربي قديماً وحديثاً.

    (3) البروسودي يطلق عليه كمال بشر التطريز الصوتي، وآخرون يطلقون عليه النظم. انظر
    (4) الأصوات اللغوية ص 176.
    (5) An Outline of English Phonetics, p. 275
    (6) مناهج البحث في اللغة ص 164.
    (7) البيان في روائع القرآن ص 263.
    (Cool مناهج البحث في اللغة ص 166.
    (9) مناهج البحث في اللغة ص 164.
    (10) دراسة الصوت ص 192.
    (11) دراسة الصوت ص 192.
    (12) R. H. Robins: General Linguistics 111.
    (13) op. cit, 150.
    (14) اللغة العربية معناها ومبناها ص 6.
    (15) D. Crystal: Intonation, p. 110.
    (16) op. cit, p. 110.
    (17) التراث: العدد الأربعون، السنة الثانية والعشرون ؛ جريدة البلاد السنة 69 العدد 15826 الخميس 10 شعبان 1420 ه
    (18) الأصوات اللغوية ص 156.
    (19) الإعراب سمة الفصحى ص 5.
    (20) مناهج البحث ص 164.
    (21) المصدر نفسه ص 164.
    (22) S. H. Alani, Arabic Phonology , p.92 , 96
    (23) الأصوات اللغوية ص 156.
    (24) سورة الأحزاب، آية 10.
    (25) سورة الأحزاب، آية 66.
    (26) سورة الأحزاب، آية 67.
    (27) سورة الرعد، آية 1.
    (28) روائع البيان ص 365.
    (29) النشر في القراءات العشر ج1 ص 293.
    (30) النشر ج1 ص 299.
    (31) النشر ج1 ص 334.
    (32) النشر ج1 ص 337.
    (33) البرهان في تجويد القرآن ص 57 وانظر الوقف والابتداء ص
    (34) النشر ج2 ص 57.
    (35) النشر ج2 ص 57.
    (36) محمود الطناحي: مستقبل الثقافة العربية ص 117، 118، 119.
    (37) الخصائص ج2 ص 370، ص 371.
    (38) المصدر نفسه ج2 ص 371.
    (39) شرح المفصل ج2 ص 13.
    (40) المصدر نفسه ج2 ص
    (41) البرهان في علوم القرآن المجلد الثاني ص 317.
    (42) الخصائص ج3 ص 269.
    (43) كتاب الأشباه والنظائر ج3 ص 245 ؛ انظر أيضاً أحمد كشك: من وظائف الصوت اللغوي ص 61.
    (44) عبد العليم إبراهيم: الإملاء والترقيم في الكتابة العربية ص 95.
    (45) الإملاء والترقيم ص 102، 103.
    المصادر والمراجع
    أولاً العربية:
    -
    الأشباه والنظائر في النحو، أبو الفضل عبد الرحمن بن الكمال أبو بكر جلال
    الدين السيوطي، حققه طه عبد الرءوف سعد، القاهرة، مكتبة الكليات الأزهرية
    1395 ه - 1975 م.

    - الأصوات اللغوية، إبراهيم أنيس، القاهرة، مكتبة الأنجلو المصرية 1961 م.
    - الإعراب سمة العربية الفصحى، محمد إبراهيم البنا، القاهرة، دار الإصلاح 1401 ه - 1981م.
    - الإملاء والترقيم في الكتابة العربية، عبد العليم إبراهيم، دار المعارف، مصر.
    -
    البرهان في علوم القرآن، الإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي،
    تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة، دار الفكر 1400 ه - 1980 م.

    - البرهان في تجويد القرآن، محمد الصادق قمحاوي، عالم الكتب، بيروت 1414 ه - 1994 م.
    - البيان في روائع القرآن، تمام حسان، القاهرة، عالم الكتب 1412 ه - 1993 م.
    - الخصائص، أبو الفتح عثمان بن جني، حققه محمد علي النجار، دار الكتب المصرية 1376 ه - 1956 م.
    - دراسة الصوت اللغوي، أحمد مختار عمر، القاهرة، عالم الكتب 1396 ه - 1976 م.
    - دراسات في علم اللغة، كمال محمد بشر، القاهرة، دار المعارف 1986 م.
    - شرح المفصل، موفق الدين يعيش بن علي بن يعيش النحوي، بيروت، عالم الكتب.
    -
    القراءة الجهرية بين الواقع وما نتطلع إليه، سليمان إبراهيم العايد،
    التراث، العدد الأربعون، جريدة البلاد، العدد 15826، 10 شعبان 1420 ه.

    - اللغة العربية معناها ومبناها، تمام حسان، القاهرة، الهيئة المصرية للكتاب 1973 م.
    - مستقبل الثقافة العربية، محمود الطناحي، كتاب الهلال، القاهرة، العدد 581.
    - مناهج البحث في اللغة، تمام حسان، الدار البيضاء، دار الثقافة 1974 م.
    - من قضايا المعجم العربي قديماً وحديثاً، محمد رشاد الحمزاوي، تونس، دار الغرب الإسلامي 1986 م.
    - من وظائف الصوت اللغوي، أحمد كشك، القاهرة، مطبعة المدينة 1403ه - 1983م.
    -
    النشر في القراءات العشر، محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الجزري،
    قدم له وحقق نصوصه وعلق عليها، محمد سالم محيسن، القاهرة، مكتبة القاهرة.

    - إيضاح الوقف والابتداء، أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري، تحقيق محيي الدين رمضان، دمشق 1391 ه - 1972 م.
    الأجنبية:
    - Alani, S. H. Arabic Phonology.
    - Crystal, D.: Intonation , Penguin Books 1972.
    - Firth, J. R. Papers in Linguistics , Oxford Universit , press 1957.
    - Jones , Daniel. An Out Line of English Phonetics, Comblidge 1967.
    - Robins, R. H. General Linguistics, Longman 1967
    http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag23/f19.htm





    الحقوق محفوظة لشبكة دهشة 2007©️ 2007

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 8:53 pm