منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    المنهج التفكيكي والاختلاف... دريدا نموذجاً

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    المنهج التفكيكي والاختلاف... دريدا نموذجاً Empty المنهج التفكيكي والاختلاف... دريدا نموذجاً

    مُساهمة   الجمعة أكتوبر 14, 2011 2:07 pm




    الاثنين, 14 مارس 2011 19:11
    المنهج التفكيكي والاختلاف... دريدا نموذجاً 199372_de-2_smallerالمنهج التفكيكي والاختلاف... دريدا نموذجاً

    أحمد عقلة العنزي

    عمد الفيلسوف الفرنسي جاك دريدا إلى
    استخدام استراتيجية التفكيك التي لا تعترف بسلطة المعنى والأنا ومركزية
    الحقيقة في النص، بل بالاختلاف والغيرية وتصدّع المعنى وتعدّديته.


    «كتابة، اختلاف، غيرية، تقويض الميتافيزيقا وتفكيك سلطة المعنى»... تشكّل هذه المفردات مفاتيح في فلسفة دريدا النقدية.

    ظلّ دريدا يتحرّك داخل تلك المفاهيم طوال
    مسيرته الفلسفية وأعطته شهرة ونجومية منقطعة النظير حتى قبل وفاته وهي شهرة
    فاقت شهرة سارتر وفوكو وتشومسكي وكارل بوبر.


    تعود نجومية دريدا، الفيلسوف الفرنسي من
    أصول جزائرية، إلى أنه عمل على إنقاذ التفكير الفلسفي من ورطة فلسفة
    الالتزام التي حاكتها بعناية وعبر تاريخها الميتافيزيقا الغربية، هذه
    الميتافيزيقا التي تقوم على وهم التناقضات بين الروح والجسد، العقل
    واللاعقل، الكلام والكتابة، المعنى واللامعنى، الشعور واللاشعور،



    والميتافيزيقا بهذا الشكل تفترض مسبقاً سلطة للمعنى، وهذه السلطة تنبع من
    فرضية وجود المعنى كأصل أي من الحضور الأنطولوجي للمعنى في النسق والنص
    الفلسفي أو الأدبي أو الفني...الخ. أي كما يقول أفلاطون - الأب الروحي
    للميتافيزيقا- بأن لكل «مثال» شبيهاً له في عالم الواقع، هنا نتذكر هايدغر
    الذي يعتبر بأنه سواء قلنا مثالية أو أفلاطونية أو ميتافيزيقا فإننا نقول
    الشيء نفسه.




    أما دريدا فقد كرّس كتابه الرائع «الكتابة
    والاختلاف» (l'écriture et la différence) لتقويض هذه الثنائيات في الفكر
    الفلسفي والعمل بلا كلل على تقويض أساسها الميتافيزيقي مستخدماً بذلك
    المنهج التفكيكي. ما هو التفكيك؟ وما هي استراتيجيته؟




    التحليل النقدي في تفكيك دريدا يقوم على
    فرضية أن ثمة وحدة متماسكة ومتجانسة للمعنى بحيث تنزع هذه الوحدة نحو
    التمركز حول العقل، أي إضفاء المعقولية على كل شيء أو أي نص يمكن تحليله
    فلسفياً، فنفترض دائماً وبشكل مسبق بأن ثمة معنى أو ماهية لها حضور أولي في
    النص. وهذا بلا شك منحى ميتافيزيقي للتحليل الفلسفي دأب دريدا على تجاوزه
    وتقويضه في غالبية أعماله حول اللغة والأدب والنتاج الفلسفي.




    استراتيجيّة التفكيك



    عمل دريدا على استخدام استراتيجية التفكيك
    التي لا تعترف بسلطة المعنى والأنا ومركزية الحقيقة في النص، بل بالاختلاف
    والغيرية وتصدع المعنى وتعدديته. لقد سعى صاحبنا إلى الكشف عن المختلف في
    الأنا، أي وبمعنى آخر، من خلال استراتيجية التفكيك وضع دريدا الخطاب
    السياسي الفرنسي موضع تحليل وبيّن بحرفية الفيلسوف ومهنيته أننا نجد في أشد
    الخطابات السياسية يسارية، يمينية «تعشعش» داخلها وهذا يتّضح من خلال لعبة
    الإقصاء التي يمارسها اليساريون عند أول تجربة لهم في ممارسة الحكم. بكلمة
    أخرى، تفكيك دريدا يبحث عن السري في العلني، وعن المرغوب في غير المرغوب،
    وعن المفكر في اللامفكر فيه. وهنا في هذه النقطة، يختلف التفكيك عن النقد
    المتداول حيث يتوهّم الناقد الكلاسيكي بامتلاكه لتلابيب الحقيقة وشفرتها
    ويعتقد بأنه يرى في النص أو أي خطاب ما لم يرَه صاحبه، وهذا هو النقد الذي
    أفرزه الإرث الفلسفي الميتافيزيقي.




    هنا تصبح الكتابة وفعل القراءة هما ما
    يجعل النص / الميتافيزيقا ممكناً من الناحية المادية، باعتبار أن الكتابة
    هي تحويل للمعنى وتجسيد له، حيث تأتي بأدواتها كالورق والحروف والأثر لتحفظ
    ما يتم تحويله وتحفظ للمعنى استمراريته وديمومته من عبث الزمان.




    قوى متنافرة



    في هذا السياق، تصبح الكتابة قيداً
    وسياجاً للمعنى، هذا هو المفهوم النمطي (الملتزم) الذي يعطيه دريدا لمفهوم
    الكتابة، لكن الكتابة التي تستخدم استراتيجية التفكيك تتموضع في بنية النص
    غير المتجانسة، فتقف على التوترات - وليس التناقضات – الداخلية التي يقرأ
    النص من خلالها نفسه ويفكّك ذاته. ففي النص، كما يؤكد صاحبنا دريدا، قوى
    متنافرة تساهم في تقويضه، وتصبح بالتالي مهمة التفكيك العمل على هذه
    التوترات. إنها لعبة الاختلاف في النص، أي لعبة استدعاء الغياب – وليس
    الحضور- الغياب /اللامعنى وليس المعنى، باختصار استدعاء الآخر في النص،
    وهنا تكمن أزمة الكتابة كما حددها دريدا وهي أن الكاتب يفترض دائماً الآخر،
    هذا الآخر قد يكون القارئ أو المؤول أو اللامعنى الشارد في ذهن المؤلف أو
    الكاتب. وبمجرد أن يفترض الكاتب أو المؤلف الآخر الذي يتوجه إليه بكتاباته،
    يقع المؤلف في أغلال الكتابة النمطية ويدخل في لعبة التحايل على المعنى
    وسلطته، هذا ما يعنيه دريدا بـ{أزمة»، أزمة الكتابة بمعناها الواسع حيث يظل
    المبدع أو الكاتب رهيناً بسلسلة من القيود التي يفرضها المجتمع، ما يضطره
    الى القبول بإرث المجتمع على حساب الإبداع والكتابة الحقيقيين.


    - الجريدة -

    المشاهدات:1312


    ماينشر على صفحات هذا الموقع من موضوعات وتعليقات هو على مسؤولية كاتبيه، ولايعبر بالضرورة عن وجهة نظر إدارة الموقع





      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء نوفمبر 26, 2024 8:02 pm