الكتابة الأدبية الراهنة:
إن المتأمل في الكتابة الأدبية الراهنة وما يواكبها من حركة نقدية تتيح للمنجز النصي
إمكانيات جديدة للتأويل والتحليل والتنظير والاستنطاق المختلِف لعالمالنص
يَلفى أن إعفاء النقد من آلياته الكلاسيكية و"المطلقة" ، والانفتاح
علىالمناهج الأدبية والدراسات النقدية المعاصرة بات ضرورة ثقافية وأدبية
تفرضهاالمثاقفة الإبداعية العالمية لخلقِ أفقٍ جديد للتحليل والتأويل،
وحوارٍ تناصيّ مع النصوص، وانفتاحِ النص الأدبي على آليات نقدية جديدة
وقراءات جديدة ممكنة، ( ولهذا لا مناص من الانفتاح على المناهج الحديثة،
وما مِنْ مناصٍ من خلخلة نظرة التقليدانيّين للأدب بشكل عام وآليات تلقّيه،
ولنا في التاريخ أُسوة حسنة في الانفتاح، لعل خير مثال لذلك في تراثنا:
انفتاح المعتزلة الذين استفادوا من التحليل اليوناني للدرس البلاغي والنقدي
والشعري ثم أقاموا صرح البلاغة والنقد المتميز عن ذلكم التحليل) وهذا لا
يعني - أثناء انفتاحنا - أن نُبعد النص عن خصوصياته الثقافية والاجتماعية
التي تميزه عن غيره/ الفرنسي والانجليزي والألماني والروسي وو.. ونُخضع
النص قسراً كفأر تجارب لمختبرات ستراوس وفوكو وبارت ولاكان وألتوسير وبروب
وسوسير وآليات التحليل النفسي أو البنيوية أو التفكيكية أو السيميائيات
العامة أو الشكلانية أو الواقعية ..إلخ، فَنُقَوِّل بعض النصوص ما لم تقل،
وإنما أقول ما قال إمبرتو إيكو:"النص كونٌ مفتوح (open-end)"[1]،
قابل للمساءلة والتأويل والنقد والتداول والانحراط في إعادة تشكيله
وصياغته، على اعتبار أن النقد إبداع مُوَازٍ لإبداع الكاتب أو الشاعر.
إن المتأمل في الكتابة الأدبية الراهنة وما يواكبها من حركة نقدية تتيح للمنجز النصي
إمكانيات جديدة للتأويل والتحليل والتنظير والاستنطاق المختلِف لعالمالنص
يَلفى أن إعفاء النقد من آلياته الكلاسيكية و"المطلقة" ، والانفتاح
علىالمناهج الأدبية والدراسات النقدية المعاصرة بات ضرورة ثقافية وأدبية
تفرضهاالمثاقفة الإبداعية العالمية لخلقِ أفقٍ جديد للتحليل والتأويل،
وحوارٍ تناصيّ مع النصوص، وانفتاحِ النص الأدبي على آليات نقدية جديدة
وقراءات جديدة ممكنة، ( ولهذا لا مناص من الانفتاح على المناهج الحديثة،
وما مِنْ مناصٍ من خلخلة نظرة التقليدانيّين للأدب بشكل عام وآليات تلقّيه،
ولنا في التاريخ أُسوة حسنة في الانفتاح، لعل خير مثال لذلك في تراثنا:
انفتاح المعتزلة الذين استفادوا من التحليل اليوناني للدرس البلاغي والنقدي
والشعري ثم أقاموا صرح البلاغة والنقد المتميز عن ذلكم التحليل) وهذا لا
يعني - أثناء انفتاحنا - أن نُبعد النص عن خصوصياته الثقافية والاجتماعية
التي تميزه عن غيره/ الفرنسي والانجليزي والألماني والروسي وو.. ونُخضع
النص قسراً كفأر تجارب لمختبرات ستراوس وفوكو وبارت ولاكان وألتوسير وبروب
وسوسير وآليات التحليل النفسي أو البنيوية أو التفكيكية أو السيميائيات
العامة أو الشكلانية أو الواقعية ..إلخ، فَنُقَوِّل بعض النصوص ما لم تقل،
وإنما أقول ما قال إمبرتو إيكو:"النص كونٌ مفتوح (open-end)"[1]،
قابل للمساءلة والتأويل والنقد والتداول والانحراط في إعادة تشكيله
وصياغته، على اعتبار أن النقد إبداع مُوَازٍ لإبداع الكاتب أو الشاعر.
المقاربة البنيوية كاختيار منهجي لقراءة النص:
لعل البعض يهتف ويتلذذ بأفول البنيوية وغروب شمسها بظهور الفتح الجديد: " ما بعد البنيوية" أو " ما فوق البنيوية"[2]،
والبعض الآخر ينظر إليها على أنها في عزّ شبابها كانت موضة بين المثقفين
(كما نجد لدى جابر عصفور في مقدمته لكتاب"عصر البنيوية" لإديث كيرزويل[3]، وكذا زكريا إبراهيم في كتابه "مشكلة البنية" إذ أشار إلى أن "تحول البنيوية إلى موضة فكرية قد أفسد على أصحابها الشيء الكثير[4])،
بيد أني أرى أن الدراسة النقدية المتميزة للنص يلزمها أن تنطلق من النص
ولا شيء غير النص، مادام هذا النص في أصله وكينونته وماهيته مادة لغوية
ونسقا من العلاقات ذات النظام المستمر قبل أن يكون الناطق باسم المجتمع
والواقع، ولما كانت البنيوية تتحرك بعيدا عن صنم الواقع والمجتمع، وتمتشّ
امتشاشا مخّ النص، وتجعلنا أكثر ارتباطا بالنص وذات النص، وتكشف عن قوانين
اشتغال المنجز النصي وبنيته الداخلية، ولا تحلق بعيدا عن بنية النص المقروء
ونسقه ونظامه، وتقوم على ممارسة لغوية محضة تستقرئ المستوى التركيبي
والدلالي والنحوي والرمزي والمعجمي والإيقاعي للنص، فلا مندوحة لنا عنها
-كاختيار منهجي – لدراسة النص الأدبي المعاصر.
والبعض الآخر ينظر إليها على أنها في عزّ شبابها كانت موضة بين المثقفين
(كما نجد لدى جابر عصفور في مقدمته لكتاب"عصر البنيوية" لإديث كيرزويل[3]، وكذا زكريا إبراهيم في كتابه "مشكلة البنية" إذ أشار إلى أن "تحول البنيوية إلى موضة فكرية قد أفسد على أصحابها الشيء الكثير[4])،
بيد أني أرى أن الدراسة النقدية المتميزة للنص يلزمها أن تنطلق من النص
ولا شيء غير النص، مادام هذا النص في أصله وكينونته وماهيته مادة لغوية
ونسقا من العلاقات ذات النظام المستمر قبل أن يكون الناطق باسم المجتمع
والواقع، ولما كانت البنيوية تتحرك بعيدا عن صنم الواقع والمجتمع، وتمتشّ
امتشاشا مخّ النص، وتجعلنا أكثر ارتباطا بالنص وذات النص، وتكشف عن قوانين
اشتغال المنجز النصي وبنيته الداخلية، ولا تحلق بعيدا عن بنية النص المقروء
ونسقه ونظامه، وتقوم على ممارسة لغوية محضة تستقرئ المستوى التركيبي
والدلالي والنحوي والرمزي والمعجمي والإيقاعي للنص، فلا مندوحة لنا عنها
-كاختيار منهجي – لدراسة النص الأدبي المعاصر.
[1] - التأويل بين السيميائيات والتفكيكية، ترجمة وتقديم: سعيد بنكراد، المركز الثقافي العربي، الطبعة الأولى 2000،ص:42.
[2] -
بعدما سيطرت الوجودية في الخمسينات على المشهد الأدبي والفلسفي، ثم
البنيوية في منتصف الخمسينات والستينات جاءت " ما بعد البنيوية" كمنطلق
تحليلي جديد يقوم على مستويات مختلفة " فمن مبدأ سوسير في التمايز إلى مبدأ
ياكوبسن في التقاطب الثنائي، ومن المفهوم الخاص للتقدم العلمي عند ألتوسير
إلى الإنكار الكامل للتقدم العلمي عند فوكو، ومن القلب الأول للقاعدة
والبنية الفوقية مع سوسير وليفي ستراوس ولاكان إلى القلب التام والأكثر
للقاعدة والبنية الفوقية مع دريدا ودولوز وغاتري وبودريار- تمثل قصة ما فوق
البنيوية قصة تكثيف وتطهير الذاتي." انظر كتاب: ما فوق البنيوية: فلسفة
البنيوية وما بعدها، ريتشرد هارلند، ترجمة: لحسن أحمامة، الطبعة الثانية
2009، دار الحوار للنشر والتوزيع، سورية، ص:266 .
بعدما سيطرت الوجودية في الخمسينات على المشهد الأدبي والفلسفي، ثم
البنيوية في منتصف الخمسينات والستينات جاءت " ما بعد البنيوية" كمنطلق
تحليلي جديد يقوم على مستويات مختلفة " فمن مبدأ سوسير في التمايز إلى مبدأ
ياكوبسن في التقاطب الثنائي، ومن المفهوم الخاص للتقدم العلمي عند ألتوسير
إلى الإنكار الكامل للتقدم العلمي عند فوكو، ومن القلب الأول للقاعدة
والبنية الفوقية مع سوسير وليفي ستراوس ولاكان إلى القلب التام والأكثر
للقاعدة والبنية الفوقية مع دريدا ودولوز وغاتري وبودريار- تمثل قصة ما فوق
البنيوية قصة تكثيف وتطهير الذاتي." انظر كتاب: ما فوق البنيوية: فلسفة
البنيوية وما بعدها، ريتشرد هارلند، ترجمة: لحسن أحمامة، الطبعة الثانية
2009، دار الحوار للنشر والتوزيع، سورية، ص:266 .
[3] - انظر كتاب: عصر البنيوية: من ليفي ستراوس إلى فوكو، إديث كيرزويل، تر: جابر عصفور، عيون، الطبعة الثانية، الدار البيضاء،1986،ص:5.
[4] - انظر كتاب: مشكلة البنية، زكريا إبراهيم، مكتبة مصر، ص: 11.
سعيد موزون