يُعدُّ داء السكر من الأمراض الأيضية المتمثلة بارتفاع الكلوكوز في الدم والبول الناتج عن قلة أو عدم إفراز الأنسولين أو بسبب وجود خلل يمنع الأنسولين من إعطاء تأثيره المطلوب فضلاً عن ذلك يسبب داء السكر أمراضا أخرى تصيب العين، والكلى ، والأعصاب والأوعية الدموية وان مسببات داء السكر عديدة تختلف من نوعِ إلى آخر وعند تجاوز تركيز الكلوكوز في مصل الدم عن 126 ملغم/100 مل في الإنسان فإن ذلك يعد مؤشراً لاحتمالية حدوث داء السكر . أنواع داء السكر يعتمد التصنيف الحديث لداء السكر على العوامل المسببة للمرض وليس على نوع العلاج المستعمل لذا يصنف داء السكر إلى ما يأتي : 1- داء السكر من النوع الأول Type 1 أو ما يسمى (Juvenile onset type) إن 5% من المصابين بداء السكر هم من هذا النوع. ويحصل هذا النوع عندما يصبح البنكرياس عاطلاً عن العمل ولا يفرز الأنسولين، إذ أنه من المعروف أن الأنسولين يفرز طبيعياً من خلايا بيتا في البنكرياس استجابة لارتفاع مستوى سكر الدم ويظهر هذا النوع عيانيا في بداية الحياة، إذ يصيب الأعمار الصغيرة لذلك يسمى Juvenile onset type ومن أعراضه انخفاض الوزن السريع والشعور بالتعب السريع والجوع والبوال Polyuria وإن النقص الشديد للأنسولين يؤدي إلى ارتفاع الكلوكوز في الدم والبول ، والى تحويل الشحوم المخزونة إلى أحماض وبالتالي ارتفاع نسبة الأحماض في الدم والبول لذا يحتاج علاج هذا النوع إلى الحقن بالأنسولين يومياً لذلك يسمى داء السكر المعتمد على الأنسولينInsulin dependent diabetes mellitus (IDDM) .2- داء السكر من النوع الثاني Type 2 أو ما يسمى (Maturity Onset Type) يشكل هذا النوع نسبة 95% من المصابين بداء السكر، وان الأشخاص المصابين به يمتلكون أنسولين ولكنه غير كاف أو قد لا تستجيب مستقبلات الأنسولين الموجودة في خلايا بيتا على نحو مناسب لتأثير الكلوكوز المحفز لإفراز الأنسولين ، فضلاً عن عدم حساسية الأنسجة الهدف مثل الكبد والعضلات والأنسجة الشحمية للأنسولين . 3- أنواع أخرى من داء السكر: وهناك نوع من داء السكر يحدث في الثلث الأخير من فترة الحمل ويسمى داء سكر الحمل وهو مشابه للنوع الثاني من حيث العلاج. ويختفي عادة بعد الولادة ويتم السيطرة عليه بإتباع برنامج تغذية خاص مع إعطاء الفيتامينات التي تعد مهمة في هذا النوع علماً أن الأدوية والنباتات الطبية محدودة الفائدة خلال فترة الحمل. إضافة إلى أن داء السكر قد يحدث لأسباب منها العمليات الجراحية والإصابات بآفات فايروسية و ينتج عن حصول إصابة في البنكرياس أو الكبد أو بسبب خلل في الهرمونات وأمراض وراثية وهذه الأسباب المشار إليها تؤدي إلى تحطم خلايا بيتا.العوامل المسببة لداء السكر هناك عوامل تلعب دوراً مهماً في إحداث المرض منها الوراثة، إذ وجد زيادة حالات داء السكر في عوائل معينة دون الأخرى وهذا يدل على أن السبب هو عامل وراثي وكذلك الإصابات الفايروسية الناتجة عن الإصابة بفايروسات فضلاً عن عوامل أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم وزيادة الدهون Hyperlipidemia (والسمنة التي تعد عاملاً مهماً في ظهور داء السكر من النوع الثاني) وكذلك الغذاء إذ وجد أن بعض أنواع الأغذية لها 1- الحموضة الكيتونية (Ketoacidosis) تحصل هذه الحالة عند النقص التام للأنسولين الذي يحدث في حالات الإصابة بآفات فايروسية أو بعد العمليات الجراحية ، إذ يتميز بارتفاع الكلوكوز في الدم أكثر من 300 ملغم/100 مل مع حموضة ويكون الأس الهيدروجيني أقل من (pH < 7) مع ظهور الأجسام الكيتونية في البول .2- الإغماء Coma تحصل هذه الحالة في داء السكر من النوع الثاني ويتميز الشخص في هذه الحالة بالجفاف Dehydration مع زيادة تركيز الكلوكوز في البول أكثر من 976 ملغم/100 مل مترافقة مع عدم قدرة الشخص على شرب الماء للتعويض عما فقده في الإدرار مما يؤدي إلى حدوث حالة الإغماء .3- اعتلال الشبكية Diabetic Retinopathy تؤدي هذه الحالة إلى العمى وتحصل على الأكثر في الأعمار الكبيرة وتمتاز بكثرة التدمع (Retinal tears) وانفصال الشبكية (Retinal detachment) والنزف الزجاجي المتكرر Recurrent vitreal) heamorrhage) وعتامة العين (Cataracts) والزرق (Glaucoma) مع فقدان البصر في إحدى العينين ويحصل هذا في حالة داء السكر من النوع الأول أكثر من النوع الثاني .4- اعتلال الكلية Diabetic Nephropathy تؤدي أمراض الكلية الى حدوث الموت ويشير. إن نصف حالات أمراض الكلى ناتجة عن اعتلال الكلية الناتج من داء السكر. وإن نسبة 35% من حالات داء السكر من النوع الأول تؤدي الى ظهور هذا المرض ، إذ يحصل ترسب الألبومين وبروتينات أخرى في الكبيبة والنبيبات . 5- الاعتلال العصبي Diabetic Neuropathy يؤثر داء السكر في بعض الحالات على الأعصاب وفي حالات نادرة يؤدي إلى الوفاة ويمكن ملاحظة أكثر من علامة على المصاب منها تشوش الإحساسات Parethesia الذي يكون عميقاً وشديداً وقد يؤدي لحركة غير طبيعية كذلك حصول ألم في المفاصل وقد تستمر هذه الحالة لسنوات عدة .النباتات الطبية خلق الله الداء وخلق له الدواء كما قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) : "ما أنزل الله داءً إلا أنزل له دواء" ، وقد ربط الإنسان الأول العلاقة بين النباتات البرية الموجودة على وجه الأرض والأمراض التي يصاب بها فاستعمل الأعشاب في التداوي . وهناك أعداد كبيرة من النباتات تستعمل في الطب والعلاج ، إذ أن هذه النباتات تستعمل بوصفها أعشاباً طبية، ومن هذه الاستعمالات هي خفض كلوكوز الدم إذ استعملت هذه الأعشاب لخفض الكلوكوز في داء السكر. تتداخل الأعشاب المخفضة للسكر والتي تعمل في علاج داء السكر مع الأنسولين ولكن يجب استعمالها بحذر شديد لإعادة سكر الدم إلى الحالة الطبيعية ولتجنب حدوث صدمة الأنسولين إذ يوجد قرابة 700 نوع من النباتات ذات فعالية مخفضة لسكر الدم. وان العديد من هذه النباتات لها دور مضاد للأكسدة للوقاية من الكرب التأكسدي Oxidative stress الناتج من تفاعلات الجذور الحرة ومن هذه النباتات الزعتر) ، إذ برهنت الدراسات أنها لا تستعمل بوصفها مضادات للأكسدة داخل الجسم فقط بل في خارجه كمواد حافظة أيضاً . الزعتر: الزعتر أحد النباتات الطبية المستعملة بالطبخ وبما أن أوراقه مدبوغة وجافة وتحوي كمية قليلة من الماء فيمكن تجفيفها من دون أن تفقد أياً من خصائصها وأكثرها يستعمل بالشكل الجاف وان لزيت الزعتر استعمالات واسعة في صناعة الأدوية والعطور فضلاً عن استعماله في الأكل وللزعتر استعمالات واسعة منها انه يستعمل كمطهر قوي للجهاز التنفسي فيخفف شدة الربو وهو منشط قوي للجهاز العصبي ويساهم في الحد من خفقان القلب وهو مدرر للبول ويستعمل في علاج الروماتيزم وداء المفاصل فضلاً عن علاج أمراض الفم . وهو مضاد للالتهابات ، إن زيت الزعتر يقلل من حدة المرض بالنسبة للأعمار الكبيرة مثل فقدان الذاكرة والهوس أو الجنون أو قلة رؤية الضوء فضلاً عن استعماله كمادة للمحافظة على البشرة. إضافة الى أن زيت الزعتر قد صنعه باحثون على شكل كبسولات وقاموا ببحوث لاستخدامات الزيوت العطرية في علاج أمراض الكلى وإن الأبحاث قائمة على استعمال زيت الزعتر لهذا الغرض . .يحتوي زيت الزعتر المستخلص من الأوراق والقمم الزهرية على زيوت طيارةvolatile oils بنسبة (5-25%) ويحتوي هذا الزيت على قرابة 55% من المواد الفينولية وأهمها الثايمول Thymol والكارفكرول Carvacrol اللذان تعزى لهما الفوائد الطبية للزعتروكذلك على مواد صمغية راتنجية Resins وتانين Taninوحامض اللينوليك Linoleic acid . أما عن فوائد ماء الزعتر فله فوائد منها : 1- يساعد على فقدان الوزن من خلال تسريعه لعملية حرق الدهون في الجسم . 2- يساعد على خفض كلوكوز الدم في حالات داء السكر. 3- يسيطر على ضغط الدم . 4- يُسرِّع الدورة الدموية . 5- يقلل من مستوى الكوليستيرول . 6- ينظم وظائف الجهاز الهضمي . وقد أشارت العديد من الدراسات إلى تأثير الزعتر في خفض الكلوكوز عند الإصابة بداء السكر التجريبي بالنسبة للحيوانات المختبرية حيث أشارت هذه الدراسات إلى أن استعمال الزعتر كمستخلصات وكزيت له دور وقائي في خفض سكر الدم وذلك بالاعتماد على جرع أجريت لها حسب دراسات سابقة حيث أن أول دراسة عالمية بينت فيها تأثير مستخلص الزعتر على خفض كلوكوز الدم كانت في عام 1930.وفي دراسة أخرى بينت أن استعمال زيت الزعتر بجرعة 0.3 مل/كغم من وزن الجسم أدى لحصول انخفاض في مستوى الكلوكوز عند معاملته في الجرذان المصابة بداء السكر . وقد بينت الدراسات إن تأثير الزعتر المخفض للكلوكوز في الدم ربما يكون من خلال احتوائه على مركبات تشابه عمل الأنسولين أو تنشط إفراز الأنسولين ومن هذه المركبات الكارفكرول إضافة إلى أن الزعتر يحتوي على الفلافونات والتي تمتاز بامتلاكها صفات مضادة للأكسدة . إن أعشاب الزعتر أو موادها الأولية تكون أمينة الاستعمال بصورة عامة ، ولم يظهر لحد الآن أي تأثير سلبي أثناء استعمال الزعتر خارجياً . ولكن في بعض الاحيان يؤدي زيت الزعتر عند تناوله إلى ظهور أعراض الغثيان والدوار وصعوبة في التنفس وقد تظهر بقع حمر على الجلد أو في داخل الفم ويعود السبب في ذلك إلى حساسية بعض الناس من هذا النبات. |
[/center]