نظرية الحقول الدلالية
لم تتبلور فكرة الحقول الدلالية إلا في العشرينات والثلاثينات من القرن العشرين على يد علماء سويسريين وألمان ثم تطور السيمانتيك في فرنسا باتجاه خاص حيث ركز motore وأتباعه (1953) على حقول تتعرض ألفاظها للتغيير و الامتداد و تعكس تطورا سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا هاما.
تبني هذه النظرية على المفهوم الحقلي، وهو المفهوم الذي يندرج تحته مجموعة من العناصر التي تربطها علاقة ما ، لأن المفهوم قاعدة تصنيفية، تصنف من خلالها أشياء الكون و عناصره وفق قواعد معينة .(ينظر أحمد مختار عمر ص38)
ويعرف الدكتور عبد السلام المسدي الحقول الدلالية بما يلي: " أما الحقل الدلالي لكلمة ما فتمثله كل الكلمات التي لها علاقة بتلك الكلمة، سواء كانت علاقة ترادف أو تضاد أو تقابل جزئي أو كلي.....فكل مجموعة نسميها الحقل ، و الحقل هو المعنى العام الذي يشمل كل الوحدات (الحيوان هو الحقل الذي تندرج فيه كل الحيوانات (المخلوقات التي فيها الحياة و الحركة)".
وتعتبر منهجية تحليل الحقول الدلالية هي الأكثر حداثة في علم المعاني (علم الدلالة) فهي لا تسعى إلى تحديد البيئة الداخلية لمدلول الكلمات فحسب، و إنما إلى الكشف عن بيئة أخرى تسمح بالتأكد من أن هناك قرابة دلالية بين مدلولات عدد من الكلمات ، ولا تصنف هذه الطريقة مدلول الكلمات في حقول دلالية مبنية على الترادف و التماثل فقط مثل: طالب تلميذ . وإنما تكون كذلك مبنية على التضاد مثل الطويل - القصير، الأبيض – الأسود، الصغير- الكبير أو على علاقة التدرج ، أو على علاقة السبب بالمسبب.
بالإضافة إلى ذلك فقد تكون العلاقة في الحقل الدلالي مبنية على الأوزان الاشتقاقية والتصنيفات النحوية ، أو الحقول السنتجماتية ( وسوف نفصل ذلك فيما بعد) .
إن هذا التحليل الأولي للحقول الدلالية تتبعه امتدادات فمن جهة:
- التقابل الكلي: ليل / نهار
- التقابل الجزئي: يوم / نهار
- التدرج: هزيل / ضامر / أعجف، والمرأة : ربحلة ـ سبحلة ـ ضناك ـ عفضاج
- السبب والمسبب: سحاب / مطر.
إن أصحاب هذه النظرية (نظرية الحقول الدلالية) يذهبون إلى أن فهم معنى كلمة ما يقتضي فهم مجموعة الكلمات التي ترتبط بها دلاليا ، و لذا يعرف أحد العلماء معنى الكلمة بأنه محصلة علاقاتها بالكلمات الأخرى داخل الحقل الدلالي و المعجم. (ينظر: ليون، الحقول الدلالية ص22 عن أحمد مختار عمر. علم الدلالة ص79). و هدف التحليل في هذه النظرية هو جمع كل الكلمات التي تخص حقلا معينا و الكشف عن صلاتها الواحدة بالأخرى ، و صلاتها بالمصطلح العام (ينظر السابق ليون ص1).
وهناك جملة من المبادئ تتعلق بهذه النظرية (ذكرها أحمد مختار عمر ص80) هي:
1- ليست هناك وحدة (لغوية معجمية) تنتمي إلى أكثر من حقل
2- ليست هناك وحدة معجمية لا تنتمي إلى حقل معين
3- لا يصح إغفال السياق الذي ترد فيه الكلمة.
4- يستحيل أن تدرس المفردات مستقلة عن تركيبها النحوي.
وهذا لا يعني سهولة تصنيف الكلمات في حقول دلالية، فقد يستعصي أحيانا إدراج بعض الكلمات في حقل دلالي معين و لهذا تبدو مشكلة تصنيف المعجمات وفقا للحقول الدلالية مستعصية الحل، و يظهر ذلك فيما يلي:
1- صعوبة حصر الحقول الدلالية ، أو المفاهيم الموجودة في اللغة و تصنيفها .
2- صعوبة التمييز بين الكلمات الأساسية ، و الكلمات الهامشية داخل الحقل ن فالكلمة الأساسية هي الوحدة المعجمية المفردة، و لا يمكن التنبؤ بمعناها من خلال معنى أجزائها فقد يعتمد التمييز على الاستقراء و الإحصاء للكلمات الأكثر استعمالا.
3- صعوبة تحديد العلاقات بين الكلمات داخل الحقل والعلاقات هي: الترادف – الاشتمال – التضاد – التنافر...) . والتضاد منه الحاد مثل: ميت/حي . والمتدرج مثل: ساخن/بارد والمتعاكس مثل: باع/اشترى.
كما أنه من الصعب وضع الحقول الدلالية لعدد كبير من الكلمات ، فلا نستطيع أن نقول إن هذا الأمر ينتمي إلى حقل دلالي معين (النسر) الذي ينتمي إلى حقل (الطيور) أو حقل الجوارح أو حقل الطيور غير الأليفة فهناك تداخل في الحقول الدلالية.
كما أن الحقول الدلالية ليست مغلقة بل هي مفتوحة، و يضاف إليها دائما.
لأن التطور الاجتماعي يؤثر على المعاجم، و يمكن التمثيل لذلك بحقل وسائل النقل والمواصلات مثل (حمار، جمل، عربة، سيارة، طائرة، سفينة فضاء ...).
وقد تنقرض أو تنزوي بعض الوحدات المعجمية لتفسح المجال لوحدات أخرى في الاستيراد إذ عندما تظهر لفظة جديدة بواسطة التوليد أو الاقتراض أو غير ذلك فان مدلول هذه الوحدة الجديدة يبنى على حساب مدلول الوحدات السابقة التي تفقد جزءا من دلالتها عندئذ.
وهكذا تقع هذه الوحدة الجديدة في السياقات و الحقول التي كانت تقع فيها الوحدات السابقة مثل: المحراث اليدوي / التراكتور ... وإن كانت قد تتعايش معها لفترات طويلة ...
وإن كانت الصعوبة تتعلق بتصنيف المفاهيم ، فقد وضع الباحثون أسسا يمكن بها تصنيف المفاهيم في حقول بعد أن حددوا المفهوم بأنه قاعدة معرفية، يمكّن الفرد من تحديد صفة تصنيفية معينة و قد أشار بعضهم (تشو مسكي) إلى مجموعة من الأمثلة.
إن مجموعة الملامح المشتركة بين كرسيين بالرغم من طابعيهما المختلفين تكون التفريق الصحيح للمداول (كرسي) .....في الفرنسية مثلا، وهذه الملامح هي:
بظهر – على قدم، لشخص واحد، للجلوس، بمساند، من مادة صلبة (خشب)، هذه هي الملامح الخاصة للكرسي،و بالمقارنة مع الأريكة نجد أنها: للنوم و ليست للجلوس فهناك خاصية تميزها عن الكرسي.
وهكذا فان الخصائص التي اكتشفت بشكل مستمر تعطي للكرسي مميزاته الدلالية المركبة.
إن هذا التحليل الأولي تتبعه امتدادات فمن جهة إذا قارنا هذا التمييز الدلالي واضعين في الاعتبار مدلولا معينا مع مميزات دلالية مركبة مجاورة جامعة تقريبا فإننا نتوصل إلى تعيين تلك الميزات الدلالية المركبة التي يعين غيابها كل واحد من العناصر التي تنتمي إلى حقل دلالي واحد.
تبني هذه النظرية على المفهوم الحقلي، وهو المفهوم الذي يندرج تحته مجموعة من العناصر التي تربطها علاقة ما ، لأن المفهوم قاعدة تصنيفية، تصنف من خلالها أشياء الكون و عناصره وفق قواعد معينة .(ينظر أحمد مختار عمر ص38)
ويعرف الدكتور عبد السلام المسدي الحقول الدلالية بما يلي: " أما الحقل الدلالي لكلمة ما فتمثله كل الكلمات التي لها علاقة بتلك الكلمة، سواء كانت علاقة ترادف أو تضاد أو تقابل جزئي أو كلي.....فكل مجموعة نسميها الحقل ، و الحقل هو المعنى العام الذي يشمل كل الوحدات (الحيوان هو الحقل الذي تندرج فيه كل الحيوانات (المخلوقات التي فيها الحياة و الحركة)".
وتعتبر منهجية تحليل الحقول الدلالية هي الأكثر حداثة في علم المعاني (علم الدلالة) فهي لا تسعى إلى تحديد البيئة الداخلية لمدلول الكلمات فحسب، و إنما إلى الكشف عن بيئة أخرى تسمح بالتأكد من أن هناك قرابة دلالية بين مدلولات عدد من الكلمات ، ولا تصنف هذه الطريقة مدلول الكلمات في حقول دلالية مبنية على الترادف و التماثل فقط مثل: طالب تلميذ . وإنما تكون كذلك مبنية على التضاد مثل الطويل - القصير، الأبيض – الأسود، الصغير- الكبير أو على علاقة التدرج ، أو على علاقة السبب بالمسبب.
بالإضافة إلى ذلك فقد تكون العلاقة في الحقل الدلالي مبنية على الأوزان الاشتقاقية والتصنيفات النحوية ، أو الحقول السنتجماتية ( وسوف نفصل ذلك فيما بعد) .
إن هذا التحليل الأولي للحقول الدلالية تتبعه امتدادات فمن جهة:
- التقابل الكلي: ليل / نهار
- التقابل الجزئي: يوم / نهار
- التدرج: هزيل / ضامر / أعجف، والمرأة : ربحلة ـ سبحلة ـ ضناك ـ عفضاج
- السبب والمسبب: سحاب / مطر.
إن أصحاب هذه النظرية (نظرية الحقول الدلالية) يذهبون إلى أن فهم معنى كلمة ما يقتضي فهم مجموعة الكلمات التي ترتبط بها دلاليا ، و لذا يعرف أحد العلماء معنى الكلمة بأنه محصلة علاقاتها بالكلمات الأخرى داخل الحقل الدلالي و المعجم. (ينظر: ليون، الحقول الدلالية ص22 عن أحمد مختار عمر. علم الدلالة ص79). و هدف التحليل في هذه النظرية هو جمع كل الكلمات التي تخص حقلا معينا و الكشف عن صلاتها الواحدة بالأخرى ، و صلاتها بالمصطلح العام (ينظر السابق ليون ص1).
وهناك جملة من المبادئ تتعلق بهذه النظرية (ذكرها أحمد مختار عمر ص80) هي:
1- ليست هناك وحدة (لغوية معجمية) تنتمي إلى أكثر من حقل
2- ليست هناك وحدة معجمية لا تنتمي إلى حقل معين
3- لا يصح إغفال السياق الذي ترد فيه الكلمة.
4- يستحيل أن تدرس المفردات مستقلة عن تركيبها النحوي.
وهذا لا يعني سهولة تصنيف الكلمات في حقول دلالية، فقد يستعصي أحيانا إدراج بعض الكلمات في حقل دلالي معين و لهذا تبدو مشكلة تصنيف المعجمات وفقا للحقول الدلالية مستعصية الحل، و يظهر ذلك فيما يلي:
1- صعوبة حصر الحقول الدلالية ، أو المفاهيم الموجودة في اللغة و تصنيفها .
2- صعوبة التمييز بين الكلمات الأساسية ، و الكلمات الهامشية داخل الحقل ن فالكلمة الأساسية هي الوحدة المعجمية المفردة، و لا يمكن التنبؤ بمعناها من خلال معنى أجزائها فقد يعتمد التمييز على الاستقراء و الإحصاء للكلمات الأكثر استعمالا.
3- صعوبة تحديد العلاقات بين الكلمات داخل الحقل والعلاقات هي: الترادف – الاشتمال – التضاد – التنافر...) . والتضاد منه الحاد مثل: ميت/حي . والمتدرج مثل: ساخن/بارد والمتعاكس مثل: باع/اشترى.
كما أنه من الصعب وضع الحقول الدلالية لعدد كبير من الكلمات ، فلا نستطيع أن نقول إن هذا الأمر ينتمي إلى حقل دلالي معين (النسر) الذي ينتمي إلى حقل (الطيور) أو حقل الجوارح أو حقل الطيور غير الأليفة فهناك تداخل في الحقول الدلالية.
كما أن الحقول الدلالية ليست مغلقة بل هي مفتوحة، و يضاف إليها دائما.
لأن التطور الاجتماعي يؤثر على المعاجم، و يمكن التمثيل لذلك بحقل وسائل النقل والمواصلات مثل (حمار، جمل، عربة، سيارة، طائرة، سفينة فضاء ...).
وقد تنقرض أو تنزوي بعض الوحدات المعجمية لتفسح المجال لوحدات أخرى في الاستيراد إذ عندما تظهر لفظة جديدة بواسطة التوليد أو الاقتراض أو غير ذلك فان مدلول هذه الوحدة الجديدة يبنى على حساب مدلول الوحدات السابقة التي تفقد جزءا من دلالتها عندئذ.
وهكذا تقع هذه الوحدة الجديدة في السياقات و الحقول التي كانت تقع فيها الوحدات السابقة مثل: المحراث اليدوي / التراكتور ... وإن كانت قد تتعايش معها لفترات طويلة ...
وإن كانت الصعوبة تتعلق بتصنيف المفاهيم ، فقد وضع الباحثون أسسا يمكن بها تصنيف المفاهيم في حقول بعد أن حددوا المفهوم بأنه قاعدة معرفية، يمكّن الفرد من تحديد صفة تصنيفية معينة و قد أشار بعضهم (تشو مسكي) إلى مجموعة من الأمثلة.
إن مجموعة الملامح المشتركة بين كرسيين بالرغم من طابعيهما المختلفين تكون التفريق الصحيح للمداول (كرسي) .....في الفرنسية مثلا، وهذه الملامح هي:
بظهر – على قدم، لشخص واحد، للجلوس، بمساند، من مادة صلبة (خشب)، هذه هي الملامح الخاصة للكرسي،و بالمقارنة مع الأريكة نجد أنها: للنوم و ليست للجلوس فهناك خاصية تميزها عن الكرسي.
وهكذا فان الخصائص التي اكتشفت بشكل مستمر تعطي للكرسي مميزاته الدلالية المركبة.
إن هذا التحليل الأولي تتبعه امتدادات فمن جهة إذا قارنا هذا التمييز الدلالي واضعين في الاعتبار مدلولا معينا مع مميزات دلالية مركبة مجاورة جامعة تقريبا فإننا نتوصل إلى تعيين تلك الميزات الدلالية المركبة التي يعين غيابها كل واحد من العناصر التي تنتمي إلى حقل دلالي واحد.
وفي أطروحة قدمها الدكتور حسن عبد الكريم بعنوان (الموضوعية البنوية – دراسة في شعر السياب) تبين أن أكبر الحقول الدلالية التي وردت في شعر السياب هي حقل الحب ، وحقل الموت ، وحقل الحياة، وحقل اللون ... بالإضافة إلى حقل الصيغ الصرفية مثل فعلل.
ففي حقل الموت تكررت لفظة الموت 93 مرة ... ومن الألفاظ الأخرى في هذا الحقل : الحمام، اللحد، الرمس، الجدث، الضريح، الشاهد، الجنازة النعش، التابوت الجثة، الرفات، الدفن، المواراة، الجثمان، الجبانة، النزع، النفر، المنية، الحتف، الردى، الهلاك، الفناء، الاحتضار.
أ
ما حقل الحياة فورد فيه : الحياة 184 مرة و فيه: العيش، الخلود، الولادة، البعث، النشور.
وأما حقل اللون فقد ورد منه ما يلي : أسود 67 مرة و منه أيضا : أبيض، أحمر، قان، أرجواني، أكحل، أزرق، أسمر، أخضر،أصفر، أشقر، أغبر، خضيب ...
وأما حقل اللون فقد ورد منه ما يلي : أسود 67 مرة و منه أيضا : أبيض، أحمر، قان، أرجواني، أكحل، أزرق، أسمر، أخضر،أصفر، أشقر، أغبر، خضيب ...
ويقال : إن سوسير كان هو السبّاق إلى طرح المجالات الدلالية حيث أشار إلى أن الدليل يمكن أن يخضع إلى نوعين من العلاقات المترابطة :
1 ـ علاقات مبنية على الصيغة، فكلمة (تعليم) توحي بكلمات مثل: علّم – علم – معلم
2 ـ علاقات مبنية على المعنى والمدلول ، فكلمة تعليم توحي بكلمات مثل : تربية ،تكوين ، تنشئة ، رعاية.
وقد طرح جورج منان قضية الحقول الدلالية بدقة بقوله " هل يمكن ـ من الوجهة النظرية ـ بناء على هيكلة مجموعة مكونة من عدد غير متناه من الوحدات، كوحدات المعجم اللغوي، و هل يمكن على نحو أكثر شمولية و دقة القيام بذلك بالنسبة إلى مجموعة الظواهر اللغوية التي تتوفر على معنى" ، ويفهم من هذا الكلام أن مونان يشكك في إمكانية وضع الحقول الدلالية لكلمات كثيرة ، حيث يرى أن ذلك من الصعوبة بمكان ...
وهذا ما كنا قد أشرنا إليه عندما مثلنا بكلمة ( النسر) و إلى أي حقل دلالي يمكن أن تنتمي حيث تتداخل الحقول الدلالية.
كما أشرنا إلى أن الحقول الدلالية مفتوحة و ليست مغلقة و مثّلنا لذلك بوسائل النقل (الحمار، العربة، السيارة ... )
ولذا فانه لضبط خصائص العلاقات القائمة داخل حقل من الحقول فان الكيفية المعتمدة متمثلة في تحليل الوحدات إلى صفات، فالوحدات المنتمية إلى النظام الدلالي نفسه تتوفر كلها على صفة مشتركة واحدة على الأقل و هي الصفة المحددة للحقول.
وتختلف بعضها عن بعض بصفة واحدة على الأقل و حينئذ فان المظهر الصوري للتحليل سيسمح بالوقوف على العلاقات و الاختلافات الموجودة ، و من مكونات الحقل ، و نوضح ببعض الأمثلة أيضا:
1- دراجة نارية : صفاتها : بعجلتين لشخصين على الأكثر، تنتقل بمحرك، لها فرامل، مقود من الجانبين.
2- الحافلة : صفاتها : تنتقل بمحرك أربع عجلات على الأقل، الركاب أكثر من ثمانية، المقود دائري، فرامل زيتية ، مخطاف ...
3- سيارة : صفاتها : تنتقل بمحرك ، أربع عجلات ، مقود دائري، عدد الركاب لا يقل عن أربعة ولا يزيد عن سبعة بفرامل زيتية ، مغطاة ...
ولو درسنا هذه الخصائص المعنوية لوسائل النقل السابقة لوجدنا أنها تختلف في بعض الخصائص وتتفق في أخرى.
ولهذا نجد أن أبا هلال العسكري قد تناول الفروق في اللغة في كثير من الكلمات التي توهم الناس أنها مترادفة فأشار إلى ما بينها من فروق دقيقة ، رغم انتظامها في حقل دلالي واحد.
وبقي أن نعود إلى توضيح مفهوم الحقول السنتجماتية التي تشمل الكلمات التي تترابط عن طريق الاستعمال ، دون أن تقع في الموقع النحوي ذاته ...
فكلمات مثل كلب / نباح، فرس / صهيل، زهر / يتفتح، طعام / يقدم ... أشقر / شعر، يسمع / أذن ... (ينظر أحمد مختار عمر ص81).
وبعضهم يقسم العلاقات بين كلمات الحقل السنتجماتي إلى :
1- الوقوع المشترك مثل في الانجليزية travel by foot أو go by foot.
2- التنافر مثل walk by foot و run by foot
معجم الحقول الدلالية:
أدت نظرية الحقول الدلالية إلى وضع يعتمد كافة الحقول الدلالية في اللغة و تقدم فيه المفردات داخل كل حقل.
وربما كان أشهر معجم أوربي مبكر صنف على أساس الموضوعات هو المعجم الذي وضعه Roget لكلمات اللغة الانجليزية و عباراتها، الذي ذكر في مقدمة هذا المعجم إلى أنه مرتب ليس على حساب النطق و لا الكتابة و إنما حسب المعاني.
ولعل أحدث معجم يعتمد نظرية الحقول الدلالية هو المعجم الذي عنوانه Greek New Testament ولا بد من الملاحظة هنا إلى أنه كان للعرب أسبقية في ميدان المعاجم المعنوية ابتداء من رسائل الموضوعات التي وضعها جامعو اللغة الأول.
ويقوم عمل معجم مصنف للمفاهيم على أساسين:
1- وضع قائمة بمفردات اللغة .
2- تصنيف هذه المفردات حسب المجالات أو المفاهيم التي تتناولها.
وكان (أولمن) قد قسم الحقول الدلالية إلى ثلاثة أنواع (عن أحمد مختار عمر ص107) :
1- الحقول المحسوسة المتصلة : والمثال على ذلك نظام الألوان إذ أن مجموعة الألوان امتداد متصل من الممكن تقسيمه بطرق مختلفة، و تختلف اللغات في ذلك التقسيم.
2- الحقول المحسوسة ذات العناصر المنفصلة كنظام العلاقات الأسرية، وهي أيضا يمكن أن تصنف وفق معايير مختلفة.
3- الحقول التجريدية وتمثلها الألفاظ الخاصة بالمعاني الفكرية غير المحسوسة.
حصة تطبيقية حول نظرية الحقول الدلالية
الحقل الدلالي أو المعجمي هو مجموعة من الكلمات التي ترتبط دلالتها ، وتوضع عادة تحت لفظ عام يجمعها ، مثل الكلمات الدالة على الألوان في اللغة العربية .. فهي تقع تحت مصطلح عام هو "اللون" ، وتضم ألفاظا مثل: الأحمر ، الأزرق ، الأصفر ، الأخضر ، الأبيض .
من هنا يعرف " لاينز " معنى الكلمة بأنه " محصلة علاقاتها بالكلمات الأخرى داخل الحقل المعجمي " . والهدف من التحليل للحقول الدلالية هو جمع كل الكلمات التي تخص حقلا معينا، والكشف عن صلاتها الواحد منها بالآخر، وصلاتها باللفظ العام و لا تخرج هذه العلاقات في أي حقل معجمي عن :
[b]1 ـ الترادف: يكون ( أ) و ( ب ) مترادفين إذا كان ( أ) يتضمن ( ب ) و (ب ) يتضمن ( أ )
2 ـ الاشتمال: وهي أهم العلاقات ، و يختلف عن الترادف في أن التضمن يكون من طرف واحد. يكون(أ) مشتملا على( ب) حين يكون( ب) أعلى في التقسيم التصنيفي أو التفريعي .
3 ـ علاقة الجزء بالكل : مثل علاقة اليد بالجسم ، والفرق واضح بينها وبين علاقة الاشتمال ، فاليد جزء من الجسم وليس نوعا منه .
4 ـ التضاد:
أ ـ في النقيض: حي / ميت.
ب ـ التضاد المتدرج : مثل : غال / حار / دافئ / معتدل / مائل للبرودة / بارد / قارس / متجمد .
ج ـ العكس: باع / اشترى .
د ـ التضاد الاتجاهي : أعلى / أسفل ، يصل / يغادر[/b]