عالية الذات الإرشادية لدى الإخصائي النفسي المدرسي وعلاقتها ببعض عوامل المناخ المدرسي
| كتب ومراجع ورسائل جامعية ودراسات وبحوث
جامعة الفيوم
كلية التربية
قسم علم النفس التربوي والصحة النفسية
فعالية الذات الإرشادية لدى الإخصائي النفسي المدرسي
وعلاقتها ببعض عوامل المناخ المدرسي
بحث مقدم من
أحمد سيد عبد الفتاح عبد الجواد
المعيد بالقسم
للحصول على درجة الماجستير في التربية
"تخصص صحة نفسية"
إشــــراف
د/ تفيدة سالم إبراهيم
أستاذ الصحة النفسية المساعد كلية التربية – جامعة الفيوم
د/ رجب علي شعبان
أستاذ الصحة النفسية المساعد ورئيس قسم علم النفس
كلية التربية – جامعة الفيوم
2006
ملخص الدراسة
مقدمة:
لقد أصبح لبرامج التوجيه والإرشاد النفسي مكانة هامة في العملية التربوية من أجل بناء شخصية التلميذ بناءاً متكاملاً حيث يعد الاهتمام بتوفيرها دليلاً على الاهتمام بالتلاميذ ومساعدتهم لتنمية إمكاناتهم وقدراتهم وتحقيق التوافق النفسي لهم، وحتي يتحقق ذلك فلا بد من وجود إخصائي نفسي مدرسي قادر على تقديم الخدمات الإرشادية للطلاب على أفضل وجه.
ولكي يتمكن الإخصائي النفسي من القيام بدوره الإرشادي في المدرسة بطريقة جيدة فلا بد من توفر عدة خصائص لديه ومن أهمها مدي ثقته بشأن قدرته على القيام بتقديم الخدمات الارشادية للطلاب بشكل جيد أو ما يسميه باندورا بفعالية الذات والتي يعرفها علي أنها معتقدات الفرد بشأن قدرته على تنظيم وتنفيذ سلسلة من الأنشطة المطلوبة لإنجاز مهمة معينة، والتي تعد من المحددات الهامة للسلوك.
ولكن الإخصائي النفسي لن يتمكن من القيام بدوره الإرشادي داخل المدرسة بشكل جيد دون أن يتوافر في هذه المدرسة المناخ المناسب بما يتضمنه هذا المناخ من تفهم لطبيعة دوره في المدرسة وتعاون زملائه معه ودعم الادارة له ولبرنامج التوجيه والارشاد النفسي المدرسي وكذلك إقبال الطلاب علي الاستفادة مما يقدمه من خدمات وتعاون أولياء الأمور معه من أجل صالح الطلاب، وكذلك بما يتضمنه هذا المناخ من إمكانات متاحة.
مشكلة الدراسة:
نبعت مشكلة الدراسة الحالية من الإحساس بالحاجة الي وجود برامج للخدمة النفسية داخل المدرسية بشكل جيد ومحاولة التعرف علي العوامل التي يمكن أن تسهم في تحقيق ذلك ومن بينها المتغيرات التي تتناولها الدراسة الحالية، كما أنه - وفي حدود علم الباحث - لا توجد دراسة عربية تناولت علاقة فعالية الذات لدى الإخصائي النفسي المدرسي بعوامل المناخ السائد في المدرسة. ويمكن تلخيص مشكلة الدراسة الحالية في الأسئلة الاتية:
1- ما العلاقة بين فعالية الذات الإرشادية لدى الإخصائي النفسي المدرسي ومدركاته عن عوامل المناخ المدرسي؟
2- هل تختلف فعالية الذات الإرشادية باختلاف كل من مستوى التدريب والخبرة لدى الإخصائيين النفسيين؟
3- هل تختلف مدركات الإخصائيين النفسيين عن عوامل المناخ السائد في المدرسة باختلاف كل من مستوى التدريب والخبرة لديهم ؟
4- ما العوامل التي تمثل منبئات جيدة بفعالية الذات الإرشادية لدى الإخصائي النفسي المدرسي؟
أهداف الدراسة:
تهدف هذه الدراسة إلى تناول فعالية الذات الإرشادية لدى الإخصائي النفسي المدرسي وعلاقتها بعوامل المناخ المدرسي، وذلك من خلال ما يلي:
1- عرض بعض الأطر النظرية التي تفسر متغيرات الدراسة.
2- إلقاء بعض الضوء على طبيعة عمل الإخصائي النفسي المدرسي.
3- تصميم أداة لقياس المناخ المدرسي (كما يدركه الإخصائي النفسي).
4- إلقاء الضوء على طبيعة العلاقة بين فعالية الذات الإرشادية لدى الإخصائي النفسي المدرسي ومدركاته عن عوامل المناخ السائد في المدرسة.
5- التعرف على تأثير كل من مستوى التدريب والخبرة على فعالية الذات الإرشادية لدى الإخصائي النفسي المدرسي.
6- التعرف على تأثير كل من مستوى التدريب والخبرة على مدركات الإخصائي النفسي عن المناخ المدرسي.
7- تحديد العوامل التي تمثل منبئات جيدة بفعالية الذات الإرشادية لدى الإخصائي النفسي المدرسي.
أهمية الدراسة:
ترجع أهمية هذه الدراسة إلى أهمية الموضوع الذي تتناوله وهو فعالية الذات الإرشادية لدى الإخصائي النفسي المدرسي وعلاقتها ببعض عوامل المناخ المدرسي، ولا شك أن هذا الموضوع ينطوي على قدر كبير من الأهمية حيث تشير الكتابات التي تناولت فعالية الذات إلى أهمية هذا المتغير في تشكيل أداء الفرد، حيث أنه في ضوء معتقدات فعالية الذات تتحدد الأنشطة السلوكية التي يقوم بها الفرد ومقدار الجهد الذي يبذله في هذه الأنشطة ومثابرته رغم ما قد يواجهه من عوائق ولذلك فهي تسهم بدور هام في تحديد مستوى الأداء، كما يوضح لنا التراث السيكولوجي أهمية مدركات الفرد عن بيئة العمل المحيطة به وأثرها على كفاءته في القيام بعمله وحرصه على القيام بهذا العمل على النحو المطلوب.
ومن هذا المنطلق تستمد هذه الدراسة أهميتها من كونها تتناول متغيرين يسهمان إلى حد كبير في تحديد معدلات الأداء الإرشادي للإخصائي النفسي المدرسي وإلى أي مدى يمكنه تقديم خدمات التوجيه والإرشاد للطلاب بشكل جيد الأمر الذي يتفق وتحقيق الهدف المنشود من إدخال الخدمات النفسية بالمدارس، وهذين المتغيرين هما فعالية الذات الإرشادية لديه ومدركاته عن المناخ السائد في بيئة العمل في المدرسة.
وفيما يلي نتناول كلاً من الأهمية النظرية والتطبيقية لهذه الدراسة:
الأهمية النظرية:
تتمثل الأهمية النظرية لهذه الدراسة فيما يلي:
1- إلقاء مزيد من الضوء على أهمية دور الإخصائي النفسي المدرسي حيث يعد الاهتمام بتقديم الخدمات النفسية في المدارس دليلاً على الاهتمام بالطلاب ومساعدتهم على حل مشكلاتهم وتنمية قدراتهم.
2- تساعد هذه الدراسة في التعرف على طبيعة كل من فعالية الذات الإرشادية لدى الإخصائي النفسي المدرسي وعوامل المناخ المدرسي المحيطة به والعلاقة بينهما.
الأهمية التطبيقية:
تتمثل الأهمية التطبيقية لهذه الدراسة فيما يلي:
1- تستمد هذه الدراسة أهميتها من أهمية توفير الخدمات النفسية للطلاب بشكل فعال داخل المدرسة مما يساعدهم في التعرف على إمكاناتهم والاستفادة منها وكذلك التعرف على من يحتاجون إلى خدمات الإرشاد النفسي وتقديمها لهم بشكل جيد، بالإضافة إلى تدريب الطلاب على مواجهة مواقف الحياة.
2- المساعدة في الوقوف على عوامل المناخ المدرسي التي تؤثر على فعالية الإخصائي النفسي المدرسي في القيام بدوره، وفى ضوء ذلك يمكن التعرف على الجوانب الايجابية في هذا المناخ وكذلك التعرف على الصعوبات أو المعوقات التي تحول دون تقديم الإخصائي النفسي للخدمات الإرشادية للطلاب وبالتالي وضع الخطط اللازمة للتغلب على هذه الصعوبات مما يساعد في النهاية على تهيئة المناخ المناسب لتقديم الخدمات الإرشادية للطلاب على نحو فعال.
مصطلحات الدراسة:
من أهم المصطلحات المستخدمة في هذه الدراسة ما يلي:
1- فعالية الذات: Self Efficacy
يعرف باندورا فعالية الذات على أنها "معتقدات الفرد بشأن قدرته على تنظيم وأداء سلسلة من الأنشطة المطلوبة لإنجاز مهمة معينة". Bandura, 1997: 3))
وبناءاً على ذلك تعرف فعالية الذات الإرشاديةCounseling Self Efficacy على أنها "معتقدات أو أحكام المرشد النفسي بشأن قدرته على القيام بعملية الإرشاد النفسي في المستقبل القريب".(Larson, 1998: 180)
كما يعرفها لنت وزملاؤه على أنها "معتقدات المرشد النفسي بشأن قدرته على تأدية المهام أو الأنشطة المتعددة لعملية الإرشاد النفسي وإتمام المواقف العلاجية ". (Lent, 1998: 296; Lent et al, 2003: 97)
2- المناخ المدرسي: School Climate
لقد تعددت تعريفات الباحثين للمناخ المدرسي وذلك تبعاً لمنظور كل باحث واتجاه مجال البحث، ولكن يقصد بالمناخ المدرسي في هذه الدراسة تلك العوامل المحيطة بالإخصائي النفسي داخل المدرسة وتنعكس على قيامه بدوره الإرشادي مثل مدى تفهم دوره داخل المدرسة وعلاقته بإدارة المدرسة والمعلمين والإخصائي الاجتماعي والطلاب وأولياء أمورهم ومدى توفر الإمكانات المناسبة لقيامه بدوره كالمكان المناسب وتوفر الاختبارات النفسية والميزانية وغيرها.
3- الإخصائي النفسي المدرسي:School Psychologist
يقصد بالإخصائي النفسي في هذه الدراسة ذلك الشخص الحاصل على مؤهل جامعي في علم النفس من إحدى الجامعات المصرية والذي يعين من قبل وزارة التربية والتعليم في وظيفة إخصائي نفسي مدرسي ليقوم بتقديم خدمات التوجيه والإرشاد النفسي للطلاب بالمدرسة.
حدود الدراسة:
حيث أن موضوع الدراسة الحالية هو "فعالية الذات الإرشادية لدى الإخصائي النفسي المدرسي وعلاقتها ببعض عوامل المناخ المدرسي"، لذلك فإن الدراسة الحالية تتحدد بالآتي:
1- الموضوع الذي تتناوله.
2- العينة التي أجريت عليها الدراسة والتي تبلغ 169 إخصائي نفسي مدرسي من محافظات الفيوم وبني سويف والقاهرة والجيزة.
3- أبعاد المناخ المدرسي التي تتناولها الدراسة الحالية.
4- متغير فعالية الذات الإرشادية كما يقاس بالمقياس المستخدم في الدراسة الحالية.
5- الفترة الزمنية التي طبقت خلالها أدوات الدراسة على عينة الإخصائيين النفسيين المدرسيين.
6- الأدوات المستخدمة والأسلوب الإحصائي المستخدم في الدراسة.
وبالتالي فإن إمكانية تعميم نتائج هذه الدراسة تعتمد على الحدود المذكورة سابقاً.
منهج الدراسة:
تعتمد هذه الدراسة على استخدام المنهج الو صفي الارتباطي.
عينة الدراسة:
تكونت عينة الدراسة الحالية من 169 إخصائى نفسي مدرسي من مدارس محافظات الفيوم - بنى سويف – القاهرة - الجيزة.
أدوات الدراسة:
لدراسة العلاقة بين فعالية الذات الإرشادية لدى الإخصائي النفسي المدرسي وعوامل المناخ المدرسي فقد تم استخدام الأدوات التالية:
1- مقياس فعالية الذات الإرشادية: (إعداد Lent, Hill, Hoffman ,2003)
2- استبيان المناخ المدرسي: (إعداد الباحث)
خطوات الدراسة:
لقد مر إعداد الدراسة الحالية بالخطوات الآتية:
1- إعداد خطة أولية للدراسة.
2- القيام بعمل مسح للدراسات والبحوث السابقة والأدبيات التي تناولت متغيرات الدراسة.
3- إعداد الإطار النظري للدراسة.
4- إعداد أدوات الدراسة.
5- التأكد من صدق وثبات الأدوات المستخدمة.
6- تحديد العينة التي أجريت عليه الدراسة.
7- تطبيق أدوات الدراسة على أفراد العينة.
8- تفريغ بيانات الدراسة وجدولتها وفقاً لمتغيرات الدراسة.
9- المعالجة الإحصائية للبيانات باستخدام الأساليب الإحصائية المناسبة.
10-استخلاص وعرض النتائج ومناقشتها وتفسيرها.
11- تقديم توصيات الدراسة ومقترحات لدراسات وبحوث قادمة.
نتائج الدراسة:
في ضوء الإجراءات التي اتبعها الباحث في هذا البحث فقد توصل إلى النتائج التالية :
1- يوجد ارتباط موجب دال بين فعالية الذات الإرشادية لدى الإخصائي النفسي المدرسي ومدركاته عن عوامل المناخ السائد في المدرسة.
2- توجد فروق دالة في فعالية الذات الإرشادية ترجع لمستوى التدريب لصالح الإخصائيين النفسيين ذوى مستوى التدريب الأعلى.
3- توجد فروق دالة في فعالية الذات الإرشادية ترجع لمستوى الخبرة لصالح الإخصائيين النفسيين ذوى الخبرة الأكبر.
4- توجد فروق دالة في مدركات الإخصائيين النفسيين عن المناخ المدرسي ترجع لمستوى التدريب لصالح الإخصائيين النفسيين ذوى مستوى التدريب الأعلى.
5- توجد فروق دالة في مدركات الإخصائيين النفسيين عن المناخ المدرسي ترجع لمستوى الخبرة لصالح الإخصائيين النفسيين ذوى الخبرة الأكبر.
6- يمكن التنبؤ بفعالية الذات الإرشادية لدي الإخصائي النفسي المدرسي من خلال كل من مستوي التدريب والخبرة لديه ومدركاته عن عوامل المناخ السائد في المدرسة.
وكانت أفضل المنبئات بفعالية الذات الإرشادية لدى الإخصائي النفسي المدرسي هي مستوى التدريب والخبرة لديه وكل من مدركاته عن دعم رؤسائه له وعلاقاته مع الطلاب وأولياء أمورهم وما يتاح له من إمكانات توفرها له بيئة العمل.
توصيات الدراسة:
توصي الدراسة الحالية بما يلي:
1- العمل علي توفير الإمكانيات التي تساعد الإخصائي النفسي علي تقديم خدمات التوجيه والإرشاد النفسي للطلاب بشكل مناسب, وخاصة الاختبارات والمقاييس النفسية.
2- العمل علي توفير الميزانية المقررة لبرنامج التوجيه والإرشاد النفسي في المدرسة.
3- تخصيص حصة واحدة أسبوعياً – على الأقل - يقوم من خلالها الإخصائي النفسي بعملية الإرشاد الجماعي للطلاب مما يساعد في تنميتهم وتوعيتهم ووقايتهم.
4- نشر ثقافة الوعي بين المديرين والمعلمين بأهمية الخدمات النفسية وأهمية دور الإخصائي النفسي داخل المدرسة وضرورة مساندته والتعاون معه من أجل القيام بهذا الدور.
5- النظر إلى الخدمات الإرشادية على أنها مسئولية فريق عمل متكامل يضم كلاً من الإخصائيين النفسيين والاجتماعيين والمديرين والمعلمين وأولياء الأمور.
6- عدم تكليف الإخصائي النفسي المدرسي بأعمال إدارية ليس لها علاقة بدوره الإرشادي في المدرسة حتى لا تعطله عن القيام بهذا الدور.
7- زيادة أعداد الإخصائيين النفسيين في المدارس حتى تتوفر فرص أفضل للإخصائي النفسي ليقوم بدور فعال مع عدد محدود من الطلاب.
8- تنظيم دورات تدريبية للإخصائيين النفسيين قبل التحاقهم بالعمل يتم فيها تعريفهم بخصائص المجتمع المدرسي وتدريبهم علي كيفية التعامل مع مشكلات الطلاب.
9- العمل علي توفير الدورات التدريبية المستمرة للإخصائيين النفسيين أثناء الخدمة والاهتمام بإعدادها جيداً وارتباطها بحاجاتهم التدريبية ليتمكن الإخصائي النفسي من تطوير وتحسين أدائه الإرشادي وتنمية مهاراته ورفع كفاءته.
10-تفعيل تبادل الزيارات بين الإخصائيين النفسيين بهدف زيادة الخبرة من خلال اطلاع الإخصائي النفسي علي سجلات زملائه وتعرفه علي المواقف والمشكلات التي تعرضوا لها وكيفية مواجهتها مما يساعد في النمو المهني للإخصائي النفسي.
دراسات وبحوث مقترحة:
1- العلاقة بين فعالية الذات الإرشادية والرضا المهني لدى الإخصائي النفسي المدرسي.
2- فعالية الذات الإرشادية لدى الإخصائي النفسي المدرسي وعلاقتها باتجاهات الآخرين نحو عمله.
3- فعالية برنامج مقترح لتنمية فعالية الذات الإرشادية لدى الإخصائي النفسي المدرسي.
4- اتجاهات الإخصائي النفسي نحو مهنته وعلاقتها ببعض عوامل المناخ المدرسي.
5- دراسة تقويميه لواقع الخدمات النفسية بمدارس التعليم العام.
6- دراسة تحليلية لمصادر الضغوط المهنية لدى الإخصائي النفسي المدرسي.
7- الطموح المهني لدى الإخصائي النفسي المدرسي وعلاقته ببعض عوامل المناخ المدرسي.
8- بيئة العمل المفضلة وبيئة العمل الواقعية كما يدركها الإخصائي النفسي المدرسي.
9- دراسة عن بعض العوامل المنبئة بفعالية الذات الإرشادية لدى الإخصائي النفسي المدرسي.
10- فعالية الذات وعلاقتها ببعض متغيرات الشخصية.
11- المناخ المدرسي وعلاقته ببعض سمات شخصية الطلاب.
12- الحاجات التدريبية للإخصائي النفسي المدرسي.
| كتب ومراجع ورسائل جامعية ودراسات وبحوث
جامعة الفيوم
كلية التربية
قسم علم النفس التربوي والصحة النفسية
فعالية الذات الإرشادية لدى الإخصائي النفسي المدرسي
وعلاقتها ببعض عوامل المناخ المدرسي
بحث مقدم من
أحمد سيد عبد الفتاح عبد الجواد
المعيد بالقسم
للحصول على درجة الماجستير في التربية
"تخصص صحة نفسية"
إشــــراف
د/ تفيدة سالم إبراهيم
أستاذ الصحة النفسية المساعد كلية التربية – جامعة الفيوم
د/ رجب علي شعبان
أستاذ الصحة النفسية المساعد ورئيس قسم علم النفس
كلية التربية – جامعة الفيوم
2006
ملخص الدراسة
مقدمة:
لقد أصبح لبرامج التوجيه والإرشاد النفسي مكانة هامة في العملية التربوية من أجل بناء شخصية التلميذ بناءاً متكاملاً حيث يعد الاهتمام بتوفيرها دليلاً على الاهتمام بالتلاميذ ومساعدتهم لتنمية إمكاناتهم وقدراتهم وتحقيق التوافق النفسي لهم، وحتي يتحقق ذلك فلا بد من وجود إخصائي نفسي مدرسي قادر على تقديم الخدمات الإرشادية للطلاب على أفضل وجه.
ولكي يتمكن الإخصائي النفسي من القيام بدوره الإرشادي في المدرسة بطريقة جيدة فلا بد من توفر عدة خصائص لديه ومن أهمها مدي ثقته بشأن قدرته على القيام بتقديم الخدمات الارشادية للطلاب بشكل جيد أو ما يسميه باندورا بفعالية الذات والتي يعرفها علي أنها معتقدات الفرد بشأن قدرته على تنظيم وتنفيذ سلسلة من الأنشطة المطلوبة لإنجاز مهمة معينة، والتي تعد من المحددات الهامة للسلوك.
ولكن الإخصائي النفسي لن يتمكن من القيام بدوره الإرشادي داخل المدرسة بشكل جيد دون أن يتوافر في هذه المدرسة المناخ المناسب بما يتضمنه هذا المناخ من تفهم لطبيعة دوره في المدرسة وتعاون زملائه معه ودعم الادارة له ولبرنامج التوجيه والارشاد النفسي المدرسي وكذلك إقبال الطلاب علي الاستفادة مما يقدمه من خدمات وتعاون أولياء الأمور معه من أجل صالح الطلاب، وكذلك بما يتضمنه هذا المناخ من إمكانات متاحة.
مشكلة الدراسة:
نبعت مشكلة الدراسة الحالية من الإحساس بالحاجة الي وجود برامج للخدمة النفسية داخل المدرسية بشكل جيد ومحاولة التعرف علي العوامل التي يمكن أن تسهم في تحقيق ذلك ومن بينها المتغيرات التي تتناولها الدراسة الحالية، كما أنه - وفي حدود علم الباحث - لا توجد دراسة عربية تناولت علاقة فعالية الذات لدى الإخصائي النفسي المدرسي بعوامل المناخ السائد في المدرسة. ويمكن تلخيص مشكلة الدراسة الحالية في الأسئلة الاتية:
1- ما العلاقة بين فعالية الذات الإرشادية لدى الإخصائي النفسي المدرسي ومدركاته عن عوامل المناخ المدرسي؟
2- هل تختلف فعالية الذات الإرشادية باختلاف كل من مستوى التدريب والخبرة لدى الإخصائيين النفسيين؟
3- هل تختلف مدركات الإخصائيين النفسيين عن عوامل المناخ السائد في المدرسة باختلاف كل من مستوى التدريب والخبرة لديهم ؟
4- ما العوامل التي تمثل منبئات جيدة بفعالية الذات الإرشادية لدى الإخصائي النفسي المدرسي؟
أهداف الدراسة:
تهدف هذه الدراسة إلى تناول فعالية الذات الإرشادية لدى الإخصائي النفسي المدرسي وعلاقتها بعوامل المناخ المدرسي، وذلك من خلال ما يلي:
1- عرض بعض الأطر النظرية التي تفسر متغيرات الدراسة.
2- إلقاء بعض الضوء على طبيعة عمل الإخصائي النفسي المدرسي.
3- تصميم أداة لقياس المناخ المدرسي (كما يدركه الإخصائي النفسي).
4- إلقاء الضوء على طبيعة العلاقة بين فعالية الذات الإرشادية لدى الإخصائي النفسي المدرسي ومدركاته عن عوامل المناخ السائد في المدرسة.
5- التعرف على تأثير كل من مستوى التدريب والخبرة على فعالية الذات الإرشادية لدى الإخصائي النفسي المدرسي.
6- التعرف على تأثير كل من مستوى التدريب والخبرة على مدركات الإخصائي النفسي عن المناخ المدرسي.
7- تحديد العوامل التي تمثل منبئات جيدة بفعالية الذات الإرشادية لدى الإخصائي النفسي المدرسي.
أهمية الدراسة:
ترجع أهمية هذه الدراسة إلى أهمية الموضوع الذي تتناوله وهو فعالية الذات الإرشادية لدى الإخصائي النفسي المدرسي وعلاقتها ببعض عوامل المناخ المدرسي، ولا شك أن هذا الموضوع ينطوي على قدر كبير من الأهمية حيث تشير الكتابات التي تناولت فعالية الذات إلى أهمية هذا المتغير في تشكيل أداء الفرد، حيث أنه في ضوء معتقدات فعالية الذات تتحدد الأنشطة السلوكية التي يقوم بها الفرد ومقدار الجهد الذي يبذله في هذه الأنشطة ومثابرته رغم ما قد يواجهه من عوائق ولذلك فهي تسهم بدور هام في تحديد مستوى الأداء، كما يوضح لنا التراث السيكولوجي أهمية مدركات الفرد عن بيئة العمل المحيطة به وأثرها على كفاءته في القيام بعمله وحرصه على القيام بهذا العمل على النحو المطلوب.
ومن هذا المنطلق تستمد هذه الدراسة أهميتها من كونها تتناول متغيرين يسهمان إلى حد كبير في تحديد معدلات الأداء الإرشادي للإخصائي النفسي المدرسي وإلى أي مدى يمكنه تقديم خدمات التوجيه والإرشاد للطلاب بشكل جيد الأمر الذي يتفق وتحقيق الهدف المنشود من إدخال الخدمات النفسية بالمدارس، وهذين المتغيرين هما فعالية الذات الإرشادية لديه ومدركاته عن المناخ السائد في بيئة العمل في المدرسة.
وفيما يلي نتناول كلاً من الأهمية النظرية والتطبيقية لهذه الدراسة:
الأهمية النظرية:
تتمثل الأهمية النظرية لهذه الدراسة فيما يلي:
1- إلقاء مزيد من الضوء على أهمية دور الإخصائي النفسي المدرسي حيث يعد الاهتمام بتقديم الخدمات النفسية في المدارس دليلاً على الاهتمام بالطلاب ومساعدتهم على حل مشكلاتهم وتنمية قدراتهم.
2- تساعد هذه الدراسة في التعرف على طبيعة كل من فعالية الذات الإرشادية لدى الإخصائي النفسي المدرسي وعوامل المناخ المدرسي المحيطة به والعلاقة بينهما.
الأهمية التطبيقية:
تتمثل الأهمية التطبيقية لهذه الدراسة فيما يلي:
1- تستمد هذه الدراسة أهميتها من أهمية توفير الخدمات النفسية للطلاب بشكل فعال داخل المدرسة مما يساعدهم في التعرف على إمكاناتهم والاستفادة منها وكذلك التعرف على من يحتاجون إلى خدمات الإرشاد النفسي وتقديمها لهم بشكل جيد، بالإضافة إلى تدريب الطلاب على مواجهة مواقف الحياة.
2- المساعدة في الوقوف على عوامل المناخ المدرسي التي تؤثر على فعالية الإخصائي النفسي المدرسي في القيام بدوره، وفى ضوء ذلك يمكن التعرف على الجوانب الايجابية في هذا المناخ وكذلك التعرف على الصعوبات أو المعوقات التي تحول دون تقديم الإخصائي النفسي للخدمات الإرشادية للطلاب وبالتالي وضع الخطط اللازمة للتغلب على هذه الصعوبات مما يساعد في النهاية على تهيئة المناخ المناسب لتقديم الخدمات الإرشادية للطلاب على نحو فعال.
مصطلحات الدراسة:
من أهم المصطلحات المستخدمة في هذه الدراسة ما يلي:
1- فعالية الذات: Self Efficacy
يعرف باندورا فعالية الذات على أنها "معتقدات الفرد بشأن قدرته على تنظيم وأداء سلسلة من الأنشطة المطلوبة لإنجاز مهمة معينة". Bandura, 1997: 3))
وبناءاً على ذلك تعرف فعالية الذات الإرشاديةCounseling Self Efficacy على أنها "معتقدات أو أحكام المرشد النفسي بشأن قدرته على القيام بعملية الإرشاد النفسي في المستقبل القريب".(Larson, 1998: 180)
كما يعرفها لنت وزملاؤه على أنها "معتقدات المرشد النفسي بشأن قدرته على تأدية المهام أو الأنشطة المتعددة لعملية الإرشاد النفسي وإتمام المواقف العلاجية ". (Lent, 1998: 296; Lent et al, 2003: 97)
2- المناخ المدرسي: School Climate
لقد تعددت تعريفات الباحثين للمناخ المدرسي وذلك تبعاً لمنظور كل باحث واتجاه مجال البحث، ولكن يقصد بالمناخ المدرسي في هذه الدراسة تلك العوامل المحيطة بالإخصائي النفسي داخل المدرسة وتنعكس على قيامه بدوره الإرشادي مثل مدى تفهم دوره داخل المدرسة وعلاقته بإدارة المدرسة والمعلمين والإخصائي الاجتماعي والطلاب وأولياء أمورهم ومدى توفر الإمكانات المناسبة لقيامه بدوره كالمكان المناسب وتوفر الاختبارات النفسية والميزانية وغيرها.
3- الإخصائي النفسي المدرسي:School Psychologist
يقصد بالإخصائي النفسي في هذه الدراسة ذلك الشخص الحاصل على مؤهل جامعي في علم النفس من إحدى الجامعات المصرية والذي يعين من قبل وزارة التربية والتعليم في وظيفة إخصائي نفسي مدرسي ليقوم بتقديم خدمات التوجيه والإرشاد النفسي للطلاب بالمدرسة.
حدود الدراسة:
حيث أن موضوع الدراسة الحالية هو "فعالية الذات الإرشادية لدى الإخصائي النفسي المدرسي وعلاقتها ببعض عوامل المناخ المدرسي"، لذلك فإن الدراسة الحالية تتحدد بالآتي:
1- الموضوع الذي تتناوله.
2- العينة التي أجريت عليها الدراسة والتي تبلغ 169 إخصائي نفسي مدرسي من محافظات الفيوم وبني سويف والقاهرة والجيزة.
3- أبعاد المناخ المدرسي التي تتناولها الدراسة الحالية.
4- متغير فعالية الذات الإرشادية كما يقاس بالمقياس المستخدم في الدراسة الحالية.
5- الفترة الزمنية التي طبقت خلالها أدوات الدراسة على عينة الإخصائيين النفسيين المدرسيين.
6- الأدوات المستخدمة والأسلوب الإحصائي المستخدم في الدراسة.
وبالتالي فإن إمكانية تعميم نتائج هذه الدراسة تعتمد على الحدود المذكورة سابقاً.
منهج الدراسة:
تعتمد هذه الدراسة على استخدام المنهج الو صفي الارتباطي.
عينة الدراسة:
تكونت عينة الدراسة الحالية من 169 إخصائى نفسي مدرسي من مدارس محافظات الفيوم - بنى سويف – القاهرة - الجيزة.
أدوات الدراسة:
لدراسة العلاقة بين فعالية الذات الإرشادية لدى الإخصائي النفسي المدرسي وعوامل المناخ المدرسي فقد تم استخدام الأدوات التالية:
1- مقياس فعالية الذات الإرشادية: (إعداد Lent, Hill, Hoffman ,2003)
2- استبيان المناخ المدرسي: (إعداد الباحث)
خطوات الدراسة:
لقد مر إعداد الدراسة الحالية بالخطوات الآتية:
1- إعداد خطة أولية للدراسة.
2- القيام بعمل مسح للدراسات والبحوث السابقة والأدبيات التي تناولت متغيرات الدراسة.
3- إعداد الإطار النظري للدراسة.
4- إعداد أدوات الدراسة.
5- التأكد من صدق وثبات الأدوات المستخدمة.
6- تحديد العينة التي أجريت عليه الدراسة.
7- تطبيق أدوات الدراسة على أفراد العينة.
8- تفريغ بيانات الدراسة وجدولتها وفقاً لمتغيرات الدراسة.
9- المعالجة الإحصائية للبيانات باستخدام الأساليب الإحصائية المناسبة.
10-استخلاص وعرض النتائج ومناقشتها وتفسيرها.
11- تقديم توصيات الدراسة ومقترحات لدراسات وبحوث قادمة.
نتائج الدراسة:
في ضوء الإجراءات التي اتبعها الباحث في هذا البحث فقد توصل إلى النتائج التالية :
1- يوجد ارتباط موجب دال بين فعالية الذات الإرشادية لدى الإخصائي النفسي المدرسي ومدركاته عن عوامل المناخ السائد في المدرسة.
2- توجد فروق دالة في فعالية الذات الإرشادية ترجع لمستوى التدريب لصالح الإخصائيين النفسيين ذوى مستوى التدريب الأعلى.
3- توجد فروق دالة في فعالية الذات الإرشادية ترجع لمستوى الخبرة لصالح الإخصائيين النفسيين ذوى الخبرة الأكبر.
4- توجد فروق دالة في مدركات الإخصائيين النفسيين عن المناخ المدرسي ترجع لمستوى التدريب لصالح الإخصائيين النفسيين ذوى مستوى التدريب الأعلى.
5- توجد فروق دالة في مدركات الإخصائيين النفسيين عن المناخ المدرسي ترجع لمستوى الخبرة لصالح الإخصائيين النفسيين ذوى الخبرة الأكبر.
6- يمكن التنبؤ بفعالية الذات الإرشادية لدي الإخصائي النفسي المدرسي من خلال كل من مستوي التدريب والخبرة لديه ومدركاته عن عوامل المناخ السائد في المدرسة.
وكانت أفضل المنبئات بفعالية الذات الإرشادية لدى الإخصائي النفسي المدرسي هي مستوى التدريب والخبرة لديه وكل من مدركاته عن دعم رؤسائه له وعلاقاته مع الطلاب وأولياء أمورهم وما يتاح له من إمكانات توفرها له بيئة العمل.
توصيات الدراسة:
توصي الدراسة الحالية بما يلي:
1- العمل علي توفير الإمكانيات التي تساعد الإخصائي النفسي علي تقديم خدمات التوجيه والإرشاد النفسي للطلاب بشكل مناسب, وخاصة الاختبارات والمقاييس النفسية.
2- العمل علي توفير الميزانية المقررة لبرنامج التوجيه والإرشاد النفسي في المدرسة.
3- تخصيص حصة واحدة أسبوعياً – على الأقل - يقوم من خلالها الإخصائي النفسي بعملية الإرشاد الجماعي للطلاب مما يساعد في تنميتهم وتوعيتهم ووقايتهم.
4- نشر ثقافة الوعي بين المديرين والمعلمين بأهمية الخدمات النفسية وأهمية دور الإخصائي النفسي داخل المدرسة وضرورة مساندته والتعاون معه من أجل القيام بهذا الدور.
5- النظر إلى الخدمات الإرشادية على أنها مسئولية فريق عمل متكامل يضم كلاً من الإخصائيين النفسيين والاجتماعيين والمديرين والمعلمين وأولياء الأمور.
6- عدم تكليف الإخصائي النفسي المدرسي بأعمال إدارية ليس لها علاقة بدوره الإرشادي في المدرسة حتى لا تعطله عن القيام بهذا الدور.
7- زيادة أعداد الإخصائيين النفسيين في المدارس حتى تتوفر فرص أفضل للإخصائي النفسي ليقوم بدور فعال مع عدد محدود من الطلاب.
8- تنظيم دورات تدريبية للإخصائيين النفسيين قبل التحاقهم بالعمل يتم فيها تعريفهم بخصائص المجتمع المدرسي وتدريبهم علي كيفية التعامل مع مشكلات الطلاب.
9- العمل علي توفير الدورات التدريبية المستمرة للإخصائيين النفسيين أثناء الخدمة والاهتمام بإعدادها جيداً وارتباطها بحاجاتهم التدريبية ليتمكن الإخصائي النفسي من تطوير وتحسين أدائه الإرشادي وتنمية مهاراته ورفع كفاءته.
10-تفعيل تبادل الزيارات بين الإخصائيين النفسيين بهدف زيادة الخبرة من خلال اطلاع الإخصائي النفسي علي سجلات زملائه وتعرفه علي المواقف والمشكلات التي تعرضوا لها وكيفية مواجهتها مما يساعد في النمو المهني للإخصائي النفسي.
دراسات وبحوث مقترحة:
1- العلاقة بين فعالية الذات الإرشادية والرضا المهني لدى الإخصائي النفسي المدرسي.
2- فعالية الذات الإرشادية لدى الإخصائي النفسي المدرسي وعلاقتها باتجاهات الآخرين نحو عمله.
3- فعالية برنامج مقترح لتنمية فعالية الذات الإرشادية لدى الإخصائي النفسي المدرسي.
4- اتجاهات الإخصائي النفسي نحو مهنته وعلاقتها ببعض عوامل المناخ المدرسي.
5- دراسة تقويميه لواقع الخدمات النفسية بمدارس التعليم العام.
6- دراسة تحليلية لمصادر الضغوط المهنية لدى الإخصائي النفسي المدرسي.
7- الطموح المهني لدى الإخصائي النفسي المدرسي وعلاقته ببعض عوامل المناخ المدرسي.
8- بيئة العمل المفضلة وبيئة العمل الواقعية كما يدركها الإخصائي النفسي المدرسي.
9- دراسة عن بعض العوامل المنبئة بفعالية الذات الإرشادية لدى الإخصائي النفسي المدرسي.
10- فعالية الذات وعلاقتها ببعض متغيرات الشخصية.
11- المناخ المدرسي وعلاقته ببعض سمات شخصية الطلاب.
12- الحاجات التدريبية للإخصائي النفسي المدرسي.