الفصل الخامس :نظرية الحقول الدلالية وصناعة المعجم
تؤكّد الدراسات الدلالية أنّ أمماً كثيرة عرفت المعاجم منذ أقدم العصور، ألّفتها لتكون خزائن تحيط بمادّة لغتها فوضع الصينيون في سنة (150) قبل الميلاد معجماً عنوانه شوو – أوان (SCHWO- WAN) وفي سنة (530) بعد الميلاد ألّف كويي- وانج (KU- YE- WANG) معجما آخر اسمه يو- بيين (YU- PIEN).
وأسهمت الأمّة الرومانية في التأليف المعجمي، إذ عرفت معاجم منها "معاني الألفاظ" الذي ألّفه "هزيشيوس السكندري" (HESYSHIUS) في القرن الرابع الميلادي، وهو معجم للّهجات والتعابير، وألّف "أمونيوس السكندري" (AMMONIUS) معجماً لمعاني المشترك اللفظي(1).
أمّا اليونان فمن معاجمهم معجم الغريب لـ "هلاديوس السكندري" (HELLADIUS) في القرن الرابع الميلادي، ومعجم "يوليوس بولوكس" الذي رتبّه بحسب الموضوعات.
وعرفت الأمّة العربية – كما أشرنا سابقاً- أنواعاً من المعاجم، يمكن اعتبارها متطوّرة بحسب الزمان الذي ألّفت فيه حتّى أصبحت بعد مرحلة من تاريخ التأليف المعجمي أساساً لعلم مستقل بذاته.
وشهدت المعاجم لدى الأمّة العربية- بعدما أفادت من تجارب الشعوب التي سبقتها – تطوّراً ملحوظاً، وغدت منهلا يستقي منها الدارس معارفه وشروحه، وعرفت عدداً ضخماً من المعاجم وأنواعاً كثيرة يكاد يفوق ما أنتجته الأمم الأخرى سواء في عصورها القديمة أو ما تنتجه في العصر الحديث.
ولمّا كانت الثقافة العربية المعاصرة تشهد وعياً منهجياً بسبب التأثّر بالعلوم الحديثة، فإنّنا نجد نظريات ومناهج تناولت المعجم العربي قصد مقاربته، وضبط مساره، والوقوف على رصد جميع مفرداته، وترتيب مواده وتعريف مداخله، حتى يكون مؤهلاً لمستجدات العصر، وتسارع المعلومات، والمعجمية الحاسوبية(2).
والواقع "إنّ صناعة المعاجم في الدرس اللغوي العربي اليوم في أزمة، وهي بعيدة كل البعد عن مسايرة التقدم الفكري والحضاري في العالم الغربي الحديث، وفي العالم الكبير الذي يعيش المدنية المذهلة التي انبثق عنها هذا النصف الأخير من هذا القرن"(3).
وقصارى القول إنّ المعجم العربي الحديث ما يزال في حاجة إلى تضافر جهود اللغويين والأدباء والأطباء والمهندسين وغيرهم، وإلى وعي بأهميته وأهمية اللغة في حدّ ذاتها في المجتمع، فبدون "الوعي اللغوي العام، لا يستطيع أي تنظيم لغوي، مهما بلغ من القوّة والدقة أن يصيب الهدف بإحكام"(4).
وأهمّ إنجازات المعجمية العربية الحديثة هي محاولة الباحثين إظهار القديم في حُلَلٍ جديدة، وهو لعمري لم يضف شيئاً جوهرياً إلى تلك الصناعة، فهي "لا تكاد تختلف عن المعجمات القديمة إلاّ في حسن التنسيق، ونظام الترتيب، واستخدام بعض وسائل الإيضاح، كرسم ما تدلّ عليه الكلمة من حيوان، أو نبات، أو جماد، وتعرّضها أحياناً إلى بعض المصطلحات الحديثة في العلوم والفنون والصناعات.. وما إلى ذلك"(5).
ومهما يكن من أمر، فإنّ مقدّمات المعجميين العرب القدامى تبيّن أنّهم أرادوا أن يضعوا للناس عملاً في هذا الحقل أو ذاك كي ييسّروا لهم الطريق، ويبصروهم بالأصول من أقصر غاية، وهذه الروح الأصيلة في عملهم هي السرّ وراء خلود تراثهم وبقائه حيّاً إلى اليوم(6)، تفيد منه الأجيال المتعاقبة والأمم المختلفة.
إنّ المعاجم العربية القديمة والحديثة على عظمة الخدمة التي أدّتها، وما تزال تؤدّيها للعربية، ظلّت عاجزة عن مسايرة النهضة الفكرية التي تشهدها البلاد العربية ومتابعة تطوّر العلوم والمعارف، مما يزيد الشعور كل يوم بالحاجة الماسة إلى معجم حديث يضاهي المعاجم المعروفة في اللغات الأجنبية، ويتسع لمصطلحات الفنون والتقنيات، وألفاظ الحضارة التي تشهدها البشرية في هذا القرن.
على أنّ هذا الشعور مشروط بوجوب إغناء المعجم العربي بما جاء في التراث القديم استناداً إلى خصائص العربية ومرونتها إلى حدّ يمكنه استيعاب كلّ جديد تدعو إليه ضرورة أو يتطلبه علم أو فنّ.
ولا ضير على العربية من أن يحوي معجمها أيّ لفظ مولّد أو معرّب أو دخيل إذا خضع اشتقاقه للقواعد القياسية التي وضعها علماء اللغة (7)، ولقد كان ذلك نهج القدماء، حيث احتوت المعاجم كثيراً من مصطلحات عصرهم، فمنها ما هو أصيل، ومنها ما هو من صميم اجتهاد اللغويين والعلماء وفق أسس علمية رائدة.
وإذا كانت نظرية الحقول الدلالية أو المجالات قد قادت إلى التفكير في عمل معجم يضمّ كافة الحقول الموجودة في اللغة، وقدّمت المفردات داخل كل حقل على أساس تفريعي تسلسلي، فإنّها تبذل الآن محاولات كثيرة لتصنيف معاجم اللّغات ولهجات أروربية متعدّدة ( اعتماداً على نظرية الحقول الدلالية التي قدّمت خدمات جليلة في التطبيقات المعجمية، وأحدثت تحوّلا جريئاً في منهجية البحث العلمي بناءً ونقداً، وبخاصة في مسألة جمع الرصد المفرداتي تفادياً للثّغرات، وترتيب المواد تيسيراً للبحث، وفي تعريف المدخل الذي كثيراً ما كانت تستعصي على المعجميين دقته، وتميّز مفردته عن بقية مفردات الحقل(9).
ولكن الدّارسين العرب لا يزالون يعيشون على ما خلّفه أصحاب المعاجم القدماء، ومؤسسو نظرية الحقول الدلالية، إذ لم يفكّروا إلى اليوم في صناعة معجم ترصد فيه المفردات والدلالات بمنهجية محكمة تتجاوز أعمال ابن سيده (ت458هـ) في "المحكم والمحيط الأعظم في اللغة" في الأندلس، ولسان العرب لابن منظور (ت 711هـ) في المشرق لتلائم التطوّر الاصطلاحي والمفرداتي للّغة العربية في العصر الحديث.
ويعود ذلك إلى أنّهم لم يضعوا المعجم في مستوى الصناعة، ذلك العمل الذي يشعر القائم به رغبة في إجادته وإتقانه، فيتصوّره ويصمّمه ثمّ يوفيه حقّه من الإعداد والدراسة، ويعرف الغاية منه فيسلك إليها أوضح نهج وأقوم سبيل، ثم يقرن بالفنّ المتطوّر مع الزمن، المصقول بالمران، المهذّب بالارتقاء، حقيقة واقعة في أجمل صورها وأسمى معانيها، فحينئذ يكون هذا العمل الجيّد "صناعة"، كما يدلّ عليها جوهر اللفظ في متن العربية(10).
وكفى الصناعة بهذا المعنى ورودها في قوله تعالى: "وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمرّ مرّ السحاب، صنعَ الله الذي أتقن كلّ شيء، إنّه خبير بما تفعلون"(11)، وقولـه: "واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون"(12).
وإذا كان الغربيون قد طوّروا نظرية الحقول الدلالية من المحاولات التي كانت تقتصر على قطاع بعينه من المعجم، فأصبحت منهجاً مهمّاً في الدراسات الإنسانية المتعدّدة، فلا شكّ في أنّهم عرفوا معاجم الموضوعات قبل أن ينعتوا ما أبدعوه بالنظرية أو هي سابقة فكرة تطبيق المجال الدلالي التي غطت قطاعات المعجم.
ويعدّ معجم روجيه (ROGET) من أشهر المعاجم الأوروبية المبكرة التي صنفت على أساس الموضوعات أو المفاهيم الذي تأثر فيه صاحبه بمقولة شاعت في القرن السابع عشر تمثلت في إمكانية تركيب لغة مثالية لتنظيم المعارف العلمية وتطويرها.
وهو المعجم الذي قدّمه لكلمات اللغة الإنجليزية وعباراتها، وأشار في مقدّمته أنّه لم يرتبه بحسب النطق، وإنّما بحسب المعاني، ووزّع المفردات على ستة مجالات دلالية رئيسية، كلّ منها يعتبر مفهوماً عاماً وهي:
1- العلاقات المجرّدة
2- المكان
3- المادّة
4- الفكر
5- الإرادة
6- العواطف
واشتملت هذه الأقسام الأساسية على تسعة وتسعين (99) حقلاً دلالياً فرعيا (13).
وتأثّر روجيه ببحث شهير سبق عمله بمائتي سنة تقريباً، فكان مصدره الأساسي الذي ألهمه المنهج بصفة خاصة، وكتب البحث جون ولكينز (JOHN WILKINS) عام 1668م، يضمّ أربعمائة وأربعا وخمسين (454) صفحة بعنوان: (ESSAY TAWARDS A REAL CHARACTER AND A PHIL OSOPHAL LANGUAGE) (مقالات في الطبائع والفلسفة اللغوية).
وقسّم روجيه المعارف البشرية في معجمه إلى:
1- العلاقات التجريدية
2- الأفعال
3- العمليات والتصورات المنطقية
4- الأجناس الطبيعية وأنواع الأشياء الحيّة وغير الحيّة
5- العلاقات الصرفية المادية بين أفراد الكائن الحيّ في الأسرة والمجتمع(14).
إنّ مثل هذه المعاجم سعت إلى اقتراح يهدف إلى بناء تفكير البشر بالكلمات بوضوح ودقّة.
ومن المعاجم الدلالية التي صنفت على أساس المفاهيم أو الحقول الدلالية:
1- معجم اللغوي الفرنسي بواسيير (BOISSIERE) (15) الموسوم ب: (DICTIONNAIRE ANALOGIOUE DE LA LANGUE FRANCAISE) أي المعجم القياسي أو التماثلي للغة الفرنسية "الذي نشر 1885.
ويعدّ منهج "بواسيير" نبراساً استضاء به من ألّف في هذا النوع من المعاجم، ودستوراً للمؤلفين اللذين جاؤوا بعده، إذ اخترع لهم نظاماً أكثر إحكاماً وأسرع في امداد الباحث بما يريد، حيث تقسّم الصفحة في هذا النظام على الشكل الآتي:
ترتّب فيه الألفاظ أبجدياً، وبجانب كلّ لفظة إحالتها إلى المادة الموضوعية التي وردت فيها، فإذا كانت اللفظة رأس موضوع هي نفسها، طبعت بحرف أشد سوادا، أو ميزت بإشارة جانبية، ومعنى ذلك أنّ موضوعها مستقصى في القسم الأسفل من الصفحة نفسها، وفي النصف الأسفل توضع رؤوس الموضوعات في وسط السطر، وترتب تحتها المفردات ذات الصّلة بالموضوع واحدة واحدة.
فعلى سبيل المثال، إذا وجدت نوعاً من الحجارة لا تعرف اسمه، لكن كنت قد رأيته وعرفت أوصافه، فلتحدّد الاسم وتعود إلى مادّة "حجر" في المعجم التجانسي في حرف الحاء، فتجده مذكوراً في أعلى الصفحة، ثمّ وضعت عليه علامة تدلّ على أنّه مذكور وما يجانسه في أسفلها، ويحيل أحياناً إلى مادّة يكتبها بجانب "حجر"، ولتكن مادّة "صخر"، فإذا بحثت في حرف الصاد ألفيت ما تبتغيه(16).
وصنّف المعجميّ ماكيه (MAQUET) معجمه بعنوان "المعجم القياسي" (DICTIONNAIRE ANALOGIQUE)، على نهج بواسيير مع اختلاف في طبيعة التوزيع، نشره سنة 1936 وجعله قسمين:
- الأوّل: ترتب الكلمات وفق الأفكار.
- الثاني: ترتب الكلمات وفق الكلمات.
2- ووضع اللغويّ الألماني دور نسايف (DORNSEIFF) معجمه الذي اشتمل على عشرين حقلاً، أو مجالاً دلالياً رئيسياً أو على حدّ تعبيره عشرين مجموعة رئيسية (HANPTABETEIHUNGER)(20).
واحتوى كلّ حقل دلالي رئيسي على مجالات فرعية تتراوح بين عشرين وتسعين مجموعة دلالية فرعية (DER DEUSHE WORTS CHATZ NACH SAGH GRUPPER)، أي الكلمات الألمانية في مجموعات مبوّبة، وطبع لأوّل مرة في ليبزج عام (1933)، ثم توالت طبعاته في الأربعينيات والخمسينيات.
3- وألّف كاسيرر (CASSIRER) معجمه الموضوعاتي بالإسبانية، ونشره (1942)(17).
ويعتبر الباحثون إنجاز المعاجم المرتبة على أساس المعاني والمفاهيم من أهمّ الانجازات التي قدّمها السيمانتيك الوصفي (Sémantique descriptive)، أو علم الدلالة الوصفي في هذا الميدان، علماً أنّ للعرب أسبقية في هذا المجال (18).
ويعتبر معجم "العهد الجديد اليوناني" (GREEK NEW TESTAMENT) الذي يقوم بإعداده فريق من اللغويين لتحديد معاني الكلمات الواردة فيه، من بين أحدث التصنيفات للحقول الدلالية عند الغربيين، فهو يضمّ تحليل خمسة عشر ألف (15000) معنى من معاني العهد الجديد لخمسين ألف (50000) كلمة مصنّفة إلى مائتين وخمس وسبعين (275) حقلاً.
وعلى الرغم من قصوره لعدم شمول مفرداته على جميع مجالات اللغة إلاّ أنّه نموذج لمعاجم الحقول التي تعتمد على التصنيف المنطقي والأساسي التسلسلي.
ووزّعت معاني المعجم على أربعة موضوعات أو أقسام عامّة، وهي:
1- الموجودات.
2- الأحداث
3- المجرّدات
4- العلاقات
ويوجد تحت كلّ قسم أقسام صغرى، ويتفرّع كلّ قسم صغير إلى أقسام جزئية أقل منها وهكذا(19).
وأثبت أحمد مختار عمر (20) جدولا لهذا التصنيف نقتطف منه الرؤوس الأولى في التخطيط الآتي:
وتوضّح الأمثلة بعض الحقول الدلالية الواردة في معجم "العهد الجديد اليوناني" وطريقة تصنيفها:
1- أشياء حيّة- حيوان- حشرة- حيوان يمشي على أربع..
2- طائر- صقر- حمامة..
3- عثة- بعوض –بق...
4- دب- ذئب- ثعلب..
5- حيوان- بقرة- خنزير- حمار- خروف- فرس..
6- وبر- صوف...
7- جناح- ذيل- قرن...
8- رجل- إنسان- شخص...
9- رجل- شيخ –صبي- ولد...
10- امرأة- عجوز- فتاة- بنت...
11- طفل –رضيع...
12- جيل –قريب- أسرة- قبيلة- جنس..
13- نجل- ابن- ابنة- حفيد...
14- جد- أب –أمّ- جدّة..
15- زوج –زوجة- حماة- عريس- عروس..
16- ابن بالتبنّي –أخ- أخت..
17- ناس- فريق- جمهور...
18- جماعة المصلّين –محفل- إخوة- طائفة..
19- اجتماع –مواطن- أجنبي- وطن...
20- مجلس أعلى –مجلس محلّي.. إلى آخره(21).
وظهرت هذه الحقول الدلالية في تصنيفات عديدة، مثل تصنيف "هاليج" (HALLING) ووارتبورج (VAN WARTBUGR) الذي ظهر عام 1952م، وهو معجم تميّز بالطموح، ووصف بالعالمية، وقسّمت فيه المفاهيم على ثلاثة محاور رئيسية.
وكلّ قسم منها موزّع بدوره على أقسام فرعية وهي كالآتي:
1- الكون أو العالم: (السماء، الغلاف الجوي، الأرض، النبات، الحيوان).
2- الإنسان: (جسم الإنسان، الفكر والعقل، الحياة الاجتماعية).
3- الإنسان والكون أو العالم: (ويدخل فيه ما يتّصل بالعلم والصناعة).
ولكن ما انتقد به هذا المعجم أنّه لم يرتب المادّة المعجمية على أساس تسلسلي تدريجي(22).
وتعدّ هذه المعاجم أقرب إلى الشمولية لقيام مؤلّفيها بتغطية أكبر عدد من مفردات اللغة ضمن الحقول الدلالية، ونجد أعمالاً دلالية عمدت إلى التصنيف الجزئي لحقولٍ معينة ومحدّدة من المعجم كان منها:
- حقل الحيوانات الأليفة وحقل السكن، بحثهما جورج مونان (GEORGES MOUNIN) في كتابه "مفاتيح علم الدلالة" (CLEFS POUR LA SEMANTIONQUE) تحت فصلين وهما: "بنية معجم السكن"، (LA STRUCTURE DU LEXIQUE DE L HABIATATION)، "وحقل الحيوانات الأليفة" (Le champ des animaux domestiques)(23).
- ودراسة اللغوي الفرنسي أدنسون (ADENSON) التي صنف فيها علاقات النباتات، وتصنيف كلود جردان (JEAN CLAUDE GARDIN) للأواني والأدوات، واعتمد في وصفها على تحديد العناصر أو الملامح الدلالية لمعاني الكلمات(24).
وترتبط نظرية الحقول الدلالية في اللسان العربي بمعاجم المعاني ارتباطاً وثيقاً، لأنّ الفكرة الأساسية للحقل تتمثّل في محاولة توزيع المداخل المعجمية إلى موضوعات ومعالجتها ضمن حقول مفهومية متواردة.
وظهرت بوادر استخداماتها في الرسائل الدلالية مع بداية التدوين خلال القرن الثاني للهجرة عند العرب، فكانت النواة الأولى لمعاجم المعاني فيما بعد.
ومعاجم المعاني هي التي يلجأ إليها الباحث أو غيره ليس عندما يعسر عليه المعنى ولكن عندما لا يجد اللفظ الموافق للمعنى للتعبير عما يجول في خاطره بدقّة وترتيب حول موضوع محدّد، وتجسّدت في أكمل صورها عند الثعالبي (ت 429هـ) في "فقه اللغة وأسرار العربية"، ولدى "ابن سيده" (ت458هـ) في المخصّص".
فقه اللغة وأسرار العربية للثعالبي:
يحدّد الثعالبي مصادر مادّة "فقه اللغة وأسرار العربية" كما يقول في مقدّمة معجمه من عدد كبير من اللغويين والنحاة أمثال: الخليل بن أحمد (ت175هـ)، والكسائي (ت189هـ)، والنضر بن شميل (ت203هـ)، وأبي عمرو الشيباني (ت206هـ)، والفراء (ت207هـ)، وأبي عبيدة (ت210هـ)، وأبي زيد (ت215هـ)، والأصمعي (ت216هـ)، وأبي عبيد (ت222هـ)، وابن الأعرابي (ت232هـ)، وأبي العباس المبرّد (ت 285هـ)، وابن دريد (ت321هـ)، ونفطويه (ت323هـ)، وابن خالويه (ت370هـ)، والأزهري (ت370هـ)، والخوارزمي (ت387هـ)، وغيرهم كثير، ومن ظرفاء الأدباء الذين جمعوا فصاحة العرب البلغاء.
ويشمل ثلاثين باباً، كل منها مقسّمة على فصول، بلغت ستمائة فصل، يقول الثعالبي في هذا الصدد ما نصّه: "فبلغنا بها الأبواب الثلاثين على مهل وروية، وضمّنتها من الفضول ما يناهز ستمائة"(25)، ويجمع فيه "نكتا من أقاويل أئمة الأدب وأسرار اللغة وجوامعها ولطائفها وخصائصها"(26).
وينطلق في معجمه من تحديد الإطار العام (أو الأبواب) ثمّ يقسمه إلى مجموعة من الحقول الدلالية ومن الأمثلة التوضيحية: "الباب السابع في اليبس واللين".
1- فصل في تقسيم الأسماء والأوصاف الواقعة على الأشياء اليابسة.
2- فصل في تفصيل أشياء رطبة.
3- فصل في تفصيل الأسماء والصفات الواقعة على الأشياء اللّينة.
4- فصل في تقسيم اللّين على ما يوصف به(27).
وتتجلّى روح التجديد في البحث اللغوي عند الثعالبي من خلال اجتهاده في تبويب المادة وتصنيفها على الرغم من التعميم الملاحظ في الجمع(28)، فهو يجمع الاستخدام الدقيق للألفاظ في ترتيب خاص لاشتراكها في باب واحد، نحو:
فصل في تقسيم اللّين على ما يوصف به، وهو فصل من المحور أو الحقل العام الخاص باليبس واللّين فيقول:
"ثوب ليّن، ريح رخاء، رمح لدن، لحم رخص، بنان طفل، شعر سخام، غصن أملود، فراش وثير، أرض دمثة، بدن ناعم، امرأة لميس، إذا كانت ليّنة الملمس، فرس خوّار العنان إذا كان ليّن المعطف"(29).
وتناول كتاب الثعالبي في قسمه الأوّل "فقه اللغة"، ثمّ شفعه بـ "أسرار العربية" في قسمه الثاني(30).
المخصّص لابن سيده
يعتبر معجم "المخصّص" لابد سيده أكمل صورة وأضخم عمل تتجلّى فيه فكرة الحقول الدلالية، وعلى الرّغم من المآخذ التي سجّلت عليه، إلاّ أنّ ذلك لا ينقص من شأنه وقيمته لأنّه مصنّف جاء في وقت مبكر جدّاً، لم تكن فيه مناهج البحث والتصنيف قد تطورت، بالإضافة إلى أنّ مثل تلك الأعمال ظلّت جهوداً فردية، ومع ذلك امتازت بالتنوّع في الموضوعات والتعدّد في المجالات(31).
وأبرز ابن سيده منهج تصنيف معجمه قائلاً: "إنّي لمّا وضعت كتابي الموسوم "بالمحكم" مجنّساً لأدلّ الباحث على مظنّة الكلمة المطلوبة، أردت أن أعدل به كتاباً أضعه مبوّباً حين رأيت ذلك أجدى على الفصيح المدره والبليغ المفوّه والخطيب المصقع والشاعر المجيد المدقع"(32)، وهو لا يختلف في هذا التأليف عن المعاجم العصرية المصنّفة وفق المعاني.
إنّ العدل الذي يتحدّث عنه ابن سيده مؤسّس على نمطين من المعاجم لا غنى لأحدهما عن الآخر، ولا فضل لواحد عن الآخر، فكلاهما مهمّ، ويحتاج إليهما الخطيب والمتعلّم والشاعر والكاتب وغيرهم، وهذان النمطان من المعاجم هما: معاجم الألفاظ ومعاجم المعاني:
ويذكر ابن سيده مصادر مادّته في المقدّمة، مشيراً إلى أنّها كانت مأخوذة من أئمّة اللغة والنحو أمثال: الخليل بن أحمد (ت 175هـ)، سيبويه (ت180هـ)، النضر ابن شميل (ت203هـ)، الفرّاء (ت207هـ)، أبي زيد (ت215هـ)، الأصمعي (ت216هـ)، أبي عبيد (ت222هـ)، ابن الأعرابي (ت231هـ)، ابن السكّيت (ت244هـ)، ابن قتيبة (ت276هـ)، المبرّد (ت285هـ)، ثعلب (ت291هـ)، كراع (ت310هـ)، السيرافي (ت368هـ)، ابن جني (ت392هـ)، أبي علي الفارسي (ت395هـ)(33).
وتكمن فضائل المعجم كما يذكر ابن سيده في: "تقديم الأعمّ فالعمّ على الأخص فالأخص، والإتيان بالكليّات قبل الجزئيات، والابتداء بالجواهر، والتقفية بالأعراض على ما يستحقّه من التقديم والتأخير، وتقديمنا كم على كيف، وشدّة المحافظة على التقييد والتحليل"(34).
ويعدّ المخصص (35) من أكبر المعاجم المصنّفة وفق الحقول الدلالية، التي يمكن تقسيمها إلى أربعة مجالات دلالية عامّة وهي:
1- الإنسان: صفاته الخلقية والخلقية، نشاطه، علاقاته، معتقداته.
2- الحيوان: الخيل، الإبل، الأغنام، الوحوش، السباع، الهوام وغيرها.
3- الطبيعة: السماء، المطر، الأنواء، أنواع النباتات وغيرها.
4- الماديات: المعادن، السلاح، الملابس، الطعام، المسكن وغيرها(36).
وهذه المجالات لا تخرج عمّا صنّفه المعجميون المحدثون في معاجمهم.
ويدور ترتيب المعجم حول محاور عامة يرشد إليها موضع الكتاب، أو الباب، أو العنوان، أو الفكرة التي تندرج تحتها مجموعة من الكلمات العامّة التي تعالج الموضوع، ثمّ يتدرّج من العام إلى الخاص، أو من الكلّي إلى الجزئي.
ونجد ابن سيده يرتّب "المخصّص" في كتب كما يأتي:
1- كتاب خلق الإنسان. 10- الوحوش
2- الغرائز 11- كتاب السباع.
3- النساء. 12- الحشرات.
4- اللباس. 13- الطير.
5- الطعام. 14- الأنواء.
6- السلاح. 15- النخل.
7- الخيل. 16- المكنيات والمبنيات والمثنيات.
8- الإبل. 17- المثنيات.
9- الغنم. 18- الأضداد.
19- الأفعال والمصادر 20- المقصور والممدود"(37).
وعلى الرغم من استيفاء "المخصص" لأكثر الموضوعات أو الحقول الدلالية، إلاّ أنّه غلب عليه الطابع التعليمي والجمع، ولم يصل فيه إلى منهج ذي أسس علمية في جمع الرصيد المفرداتي للغة العربية وترتيب المواد وتعريف المداخل، وضبط العلاقات بين كلمات الحقل الواحد(38).
وتحتاج اللغة العربية اليوم إلى صناعة معاجم جديدة تنطلق من التراث مع إضافة الجديد، مراعية فيها الإحكام والإتقان والتنظيم والتبويب والتيسير ممّا يسهل على الباحث أو القارئ إيجاد ما يبحث عنه دون تكلّف أو عناء.
وهي في أمسّ الحاجة إلى مثل "ابن سيده" (ت458هـ)، و"ابن منظور" (ت711هـ) ليجمع لها شتات مفردات لغتها قديمها وحديثها ومعرّبها ومولّدها، لصناعة معجم يعتزّ به العربيّ أمام ما تبذله أجيال الأمم الأخرى، ويتعاون في إنجازه اللغويون والفلاسفة والأطباء والمهندسون والفقهاء وغيرهم، فالمعجم وعاء لحضارة الأمّة وتفكيرها وعقليتها، وصورة عن واقعها وآفاق مستقبلها.
وتكمن أهمّ الخدمات التي تقدمها نظرية الحقول الدلالية للمعجم فيما يأتي:
1- جمع الرصيد المفرداتي للغة،
2- ترتيب مواده،
3- وتعريف مداخله.
1- جمع الرصيد المفرداتي
إنّ أهمّ ما تميّزت به مناهج جمع الرصيد المفرداتي من ألفاظ حضارية ومصطلحات علمية في المعاجم الأجنبية المعاصرة (39) هو اعتمادها على نظرية الحقول الدلالية التي يتمّ في ضوئها تجميع الحقول الدلالية لجميع المجالات بالمقارنة مع مثيلاتها في معاجم الألسن الأخرى، وبالمعاجم المختصّة، مما يسهل الوقوف على أهمّ الثّغرات والفجوات المفرداتيّة التي يكون المعجم أغفلها ليعيد إدماجها، أو توليدها صورياً أو دلالياً، وكلّ ذلك من شأنه أن يثري المعجم ويغنيه(40).
ومفاد ما سلف أنّ نظرية الحقول الدلالية ذات أهمية قصوى في كشف الثغرات الخاصة بالألفاظ والدلالات التي يفتقر إليها هذا المعجم أو ذاك في اللسان ذاته، أو بالمقارنة مع معاجم مفهومية في ألسنة أخرى(41).
ويبدو أنّ المعجم العربي المعاصر لم يعتمد على هذه النظرية في جمع رصيده المفرداتي، ويتّضح ذلك جليّاً من خلال وجود ثغرات مفرداتيّة كبيرة تصل إلى ما يعادل خمسين بالمائة (50%) في بعض الحقول بالمعاجم العربية المعاصرة.
فعلى سبيل المثال إنّ المقارنة بين المعجم الوسيط لمجمع اللغة العربية، ومعجم لاروس الصغير من خلال حقل وحدات قياس الأطوال –حسب النّظام المتري- توقفنا على أنّ هناك ثغرة مفرداتيّة في المعجم الوسيط تقدّر بزهاء ثمانين بالمائة(80%) بالمقارنة مع ما أثبته معجم لاروس الصغير، فبينما يكتفي المعجم الوسيط بإثبات مدخلين هما: (المتر والكيلومتر) من أصل عشر وحدات، يثبتها لاروس الصغير كلّية وهي: "انغستروم –ميكرومتر- ميليمتر- سنتيمتر- ديسيمتر- متر- متر مربع- ديكامتر- هيكتومتر- كيلومتر(42).
والمشكلة القائمة هي أنّ المتعلّم أو الباحث لا يجد هذه المجموعة من الكلمات أو المصطلحات في معجمه، وبالتالي يجب ملء هذا القطاع إمّا من اللغة نفسها أو من الألسنة الأخرى بمقارنة لسانه بها، فينقل ماهو ناقص فيه أو يعرّبه أو يضيف الجديد إلى لغة الهدف.
وتطرح في مثل هذه المسألة مشكلة دقّة المصطلح والتخصيص وهما سبيلان من سبل تكوين الفكر العلمي الواضح الذي تحتاج إليه كلّ أمّة في تربية أبنائها معتمدة عليه، لأنّه يعدّهم للعمل والبحث العلمي والإبداع وحسن التواصل وغير ذلك من الوظائف الأساسية التي تقوم بها اللغة، ولا يمكن للّغة المتّصفة بالعموم والإبهام أو الغموض أن تكون أداة تعبير عن التفكير العلمي الذي يطمح إليه.
2- ترتيب المواد
فمّن المعروف أنّ المعاجم نوعان: معاجم الألفاظ وهي التي تقدّم المعنى لمن له اللفظ، ومعاجم المعاني أي ذات الترتيب المفهومي التي تقدّم اللفظ لمن ليس له المعنى، ولا شكّ في أنّ ترتيب بعض المعاجم بحسب الحقول الدلالية يعدّ أمراً مطلوباً بل ضرورياً، وبخاصة في المصطلحات العلميّة والفنيّة والتقنيّة المحدودة التداول.
ولذا تكمن أهميّة المعجم المفهومي في تسهيل تحديد حقل الكلمة ومجال استعمالها، وضبط المعنى المقصود من ألفاظ التعدّد الدلالي وبخاصة المشترك اللفظي.
فإذا كانت معاجم الألفاظ تثبت معاني المشترك اللفظي متدرّجة نحو: (العين) = عضو الإبصار- ينبوع الماء- الجاسوس، فمعاجم الحقول الدلالية توزّع المشتركات اللفظية على حقول مختلفة: فيصبح عضو الإبصار في حقل أعضاء الحواس الخمس، مثل (الأذن –الأنف- العين..) وينبوع الماء في حقل موارد المياه (البئر- العين- السد- الينبوع)، والجاسوس في حقل وظائف المراقبة: (الحارس- الشرطي- المخبر)(43).
وبالإضافة إلى ما سبق فإنّها تسهم في استنباط الفجوات الموجودة في تعريف مداخل المعجم وبخاصة حين المقارنة بين اللغات في المجال الاصطلاحي والمفرداتي، كما أنها تدقّق في تعاريف المداخل.
3- تعريف المداخل:
يعتبر تعريف المداخل في حضور كلمات الحقل الواحد أنجح منهجيّة توصّل إليها الدّرس المعجميّ المعاصر؛ إذ ييسّر تعريف جميع المداخل حتى تلك التي يستعصى شرحها وتوضيحها.
ومن أهمّ الخدمات التي تقدمها نظرية الحقول الدلالية للتعريف ما يأتي:
1- نفي الترادف أو تأكيده، فإذا كان المعجم يعرّف مدخل: (المحمي) بأنّه (الأسد) على أساس أنّ الكلمتين (المحمي والأسد) مترادفتان، فإنّ الحقل الدلالي يضع (المحمي) ضمن حقل الصفات الدالة على المناعة كـ (المحروس –المنيع- المصون)، وبالرجوع إلى دلالة الكلمة نجدها من: (أحمى الشيء: جعله حمىً لا يقرب)، بينما يندرج مدخل الأسد ضمن حقل الحيوانات المفترسة كـ (الضبع، الأسد، النمر...)، وفي هذه الحالة يعرف المحمي بأنّه (الشئ المصون) والأسد بأنّه: (جنس حيوان من الفصيلة السنورية).
وهكذا فإنّ كلمة (المحمي) ليست مرادفة (الأسد)، وإنّما هي صفة من صفاته الغالبة، يمكن أن ينعت بها كلّ من اتّصف بالمناعة كالوطن والمعسكر والقائد وغيره.
2- تحديد العلاقات بين مفردات الحقل الواحد من جهة، وبينها وبين ألفاظ الحقول الأخرى من جهة أخرى، قصد حصر ما يوجد بينها من اختلاف أو تشابه وهو صنيع من شأنه أن يقلّل من التعدّد الدلالي في تعاريف المداخل المعجمية.
3- تيسير عملية تصنيف المداخل حسب العام والخاص والمحسوس والمجرّد، والتمييز بين تعريفات مداخل الحقل الواحد، ممّا يبعد التداخل بين المفردات(44).
وبفضل التطوّر التقني والعلمي في آخر القرن العشرين أصبحت الإفادة من الحاسوب الآلي في صناعة المعاجم من أهمّ مجالات ما يعرف "بعلم اللغة الحاسوبي" الذي أضحى يلبّي المتطلّبات العلميّة والثقافية في الدول المتقدّمة في العالم المعاصر، ويقدم صورة كاملة لألفاظ اللغة عبر القرون، وبخاصة المعجمات التاريخية التي تدوّن كلّ مفردات اللغة في مراحل تطورها مع الدلالات الخاصة بكلّ كلمة، وبكلّ تركيب في ضوء النصوص الموثّقة على نحو دقيق(45).
ولاشكّ في أنّ الخبرة المعاصرة في صناعة المعجمات التاريخية في الدول المتقدّمة ومنها: كنز اللغة الفرنسية (T.L.F)، والمعجم التاريخي للإيطالية، والمعجم التاريخي للغة السنسكريتية، أبرزت أهمية التخطيط الدقيق وتوزيع العمل بشكل يحقّق إنجازات بدون هدر للأموال والزمن والجهد الفكري، وما يتطلّبه من توزيع المراحل من تخزين، وتبويب وتصحيح، وتحرير الدلالة(46).
ولكن الاجتهاد في وضع المعاجم بل في صناعتها لا يتأتّى لكل امرئ، بل تكون لمن وصل إلى مرتبة العلماء، أو كما كان يطلق عليها مرتبة الحافظ، وهي أعلى مرتبة يمكن أن يصل إليها العالم، وتتلخّص هذه المراحل كما ذكرها السيوطي فيما يأتي:
1- الدؤب والملازمة: أي الدأب على الدراسة والتحصيل، فقد قيل للأصمعي: "كيف حفظت ونسي أصحابك؟ قال: درست وتركوا".
2- الكتابة: والقيد، فقد روى عن محمد بن يزيد بن أبي المحلم، قال: أنشدت يونس أبياتاً من رجز فكتبها على ذراعه، ثمّ قال لي: إنّك لجيّاء بالخير".
3- الرحلة في طلب الفوائد والغرائب.
4- حفظ الشعر.
5- التثّبت في الرواية.
ووظيفة الحافظ هي الإملاء والإفتاء في اللغة، وعزو العلم إلى قائله، والردّ على العلماء إذا أخطؤوا(47).
ونضيف إلى ما ذكره السيوطي، المعرفة باللغات الأجنبيّة والمناهج المبتكرة في التحليل بالإضافة إلى ثقافة العصر والشّعوب.
¡¡
¡ هوامش:
1- ينظر د.حسن ظاظا، كلام العرب، ص:127- 128.
2- ينظر د.حلام الجيلالي، نقد عناصر المعجم العربي في ضوء نظرية الحقول الدلالية، ص: 110.
3- د.حسن ظاظا، كلام العرب، ص:153.
4- ينظر د.حسن ظاظا، المرجع نفسه، ص:157.
5- د.علي عبد الواحد وافي، فقه اللغة، ص:294.
6- ينظر د.أحمد طاهر حسنين، نظرية الاكتمال اللغوي، ص:206.
7- ينظر د.عدنان الخطيب، المعجم العربي بين الماضي والحاضر، ص:210.
8- ينظر د.أحمد مختار عمر، علم الدلالة، ص:83.
9- ينظر د.حلام الجيلالي، نقد عناصر المعجم العربي في ضوء نظرية الحقول الدلالية، ص:110.
10- ينظر د.عدنان الخطيب، المعجم العربي بين الماضي والحاضر، ص:213- 214.
11- سورة النمل، الآية 90.
12- سورة هود، الآية 37.
*(روجيه: معجمي إنجليزي، ولد بلندن في 1779 وتوفي بـ WEST MALVER في 1869 صاحب أول محاولة في 1852 لمعجم المترادفات الذي لا يزال ذا شهرة كبيرة في أحدث طبعاته، ثمّ أعيد طبعه عشرات المرّات بعد ذلك بعنوان: (ROGER,S THESAURUS OF ENGLISH WORDS AND PHASES).
13- ينظر د.أحمد مختار عمر، علم الدلالة، ص:84، وينظر د.كريم زكي حسام الدين، أصول تراثية في علم اللغة، ص: 296- 297.
14- R.H.Robins, Histoire de la linguistique de Platon à Chomsky, p:121.
15- JEAN –BAPTISTE PRUDENCE BOISSIEE معجمي فرنسي، ولد بفالوج VALOGUE في 1806 وتوفي بباريس في 1885، ويعدّ أوّل مؤلّف لمعجم قياسي بحسب الحقول الدلالية للغة الفرنسية في 1862).
16- ينظر د.حسن ظاظا، كلام العرب، من قضايا اللغة العربية، ص149.
17- ينظر د.كريم زكي حسام الدين، أصول تراثية في علم اللغة، ص:297. وينظر عمار شلواي، درعيات أبي العلاء، ص:38.
18- ينظر د.أحمد عمر مختار، علم الدلالة، ص:186، ومن الباحثين برييكل BREKLE الذي كتب كتاباً ترجم إلى الفرنسية ونشر 1974 بعنوان "علم الدلالة" (Semantique).
19- ينظر د.أحمد مختار عمر، علم الدلالة، ص:85- 87، وينظر د.كريم زكي حسام الدين، أصول تراثية في علم اللغة، ص:298.
20- ينظر د.أحمد مختار عمر، المرجع نفسه، ص:95، وينظر د.حلام الجيلالي، نقد عناصر المعجم العربي في ضوء نظرية الحقول الدلالية، ص:113.
21- ينظر د.أحمد مختار عمر، علم الدلالة، ص:88.
22- ينظر د.أحمد مختار عمر، المرجع نفسه، ص:84. وينظر عمار شلواي، درعيات أبي العلاء، ص:36- 37.
23- Voir Georges Mounin, Clefs pour la sémantique p:103- 130.
24- ينظر د.كريم زكي حسام الدين، أصول تراثية في علم اللغة، ص: 297.
25- الثعالبي، فقه اللغة وأسرار العربية، ص:11.
26- د.بلعيد صالح، مصادر اللغة، ص:101.
27- الثعالبي، فقه اللغة، ص:31.
28- ينظر د.بلعيد صالح، مصادر اللغة، ص:104.
29- الثعالبي، فقه اللغة، ص:31- 32.
30- نشره رشيد الدحداح في باريس لأوّل مرّة في 1885، ثمّ أعيد طبعه في عام 1930.
31- ينظر د.حلام الجيلالي، نقد عناصر المعجم العربي في ضوء نظرية الحقول الدلالية، ص:113.
32- ابن سيده، المخصّص، ج:1، ص: 10.
33- ينظر ابن سيده، المصدر السابق، ج:1، ص:10.
34- ابن سيده، المخصّص، ج:1، ص: 10.
35- نجد ابن شاهمردات (600هـ) سار على منوال ابن سيده في كتابه الموسوم بـ "حدائق الأدب في اللغة، والنحو، والإملاء، والصرف، واللغة، والعروض، وهو يعتبر من معاجم الموضوعات، ويضمّ القسم الأوّل منه (18) كتاباً هي: كتاب أسنان الحيوان، وخلق الإنسان، والخيل، والإبل، والشاء، والوحوش، والسباع، والحشرات، والطير، والصفات، والأسماء وأسماء ما في السماء والهواء، والأزمنة، والنبات، والحرث، والزرع، والحبّ، والسلاح، والميسر، والأمثال، والألفاظ المستعملة بين الناس. وقام بتحقيقه د.محمد بن سليمان السّديس بالرياض. (ينظر البوعنانية في مصادر ومراجع العلوم اللغوية من إعداد الأستاذ الدكتور مختار بوعناني.
36- ينظر د.كريم زكي حسام الدين، أصول تراثية في علم اللغة، ص:302.
37- ينظر ابن سيده، فهرس جميع أسفار المخصّص.
38- ينظر د.حلام الجيلالي، نقد عناصر المعجم العربي في ضوء نظرية الحقول الدلالية، ص: 110.
39- من هذه المعاجم الأجنبية معجم "كبي" "للّسان الفرنسي، معجم لاروس الكبير والصغير، معجم أكسفورد للّسان الإنجليزي.
40- ينظر د.حلام الجيلالي، نقد عناصر المعجم العربي في ضوء نظرية الحقول الدلالية، ص: 113.
41- ينظر د.حلام الجيلالي، المرجع، نفسه، ص: 113.
42- ينظر د.حلام الجيلالي، المرجع، نفسه، ص: 113.
43- ينظر د.حلام الجيلالي، المرجع، نفسه، ص: 114.
44- ينظر د.حلام الجيلالي، نقد عناصر المعجم العربي في ضوء نظرية الحقول الدلالية، ص: 114.
45- ينظر د.محمود فهمي حجازي، البحث اللغوي، ص: 75.
46- ينظر د.محمود فهمي حجازي، المرجع نفسه، ص:75.
47- ينظر السيوطي، المزهر، ج:1، ص: 58 وما بعدها وص: 103، وما بعدها.
¾¡¾
خاتمــة
لقد اتضح ممّا سبق أنّ الأبحاث المضنية والجهود المتواصلة في دراسة المعنى لعلماء القرن العشرين أنّ الحقول الدلالية تقوم على فكرة المفاهيم العامّة التي تؤلّف بين مفردات لغة بعينها، بشكل منتظم يساير المعرفة البشرية وخبرتها المحدّدة للصلة الدلالية بين الكلمات، وأنّ معنى الكلمة هو محصّلة علاقاتها بالكلمات الأخرى داخل الحقل المعجمي.
ومن أهمّ مبادِئ نظرية الحقول الدلالية أنّ الوحدة المعجمية عند التحليل لا تشترك في أكثر من حقل، ولا توجد وحدة معجمية خارجة عنه، التي يتمّ تحديدها في القواعد التركيبية للغة في السياق المعيّن.
وهي الفكرة التي لفت بها فردينان دي سوسير انتباه اللسانيين المحدثين حين تحدّث عن علاقات التداعي التي تنشأ بين الكلمات مثل: "ارتاب، وخشي، وخاف"، فرأى أنّها تحدّد بما يحيط بها، شأنها في ذلك شأن قطعة الفارس في لعبة الشطرنج التي لا تستمدّ قيمتها إلاّ من خلال علاقاتها بالقطع الأخرى.
وتطوّرت نظرية الحقول الدلالية لما بدأ عدد من الألسنيين السوسيريين والألمان والفرنسيين والإنجليز يهتمون بها، فكان رائدهم جوست تراير بورزيج (TRIER PORZIG JOST) في دراسته لقطاع مفهومي، تناول مفردات المعرفة في اللغة الألمانية المنتمية إلى القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين، موضّحاً أنّ التغيّر الدلالي الذي حدث في الكلمات المدروسة يعكس رؤية المجتمع للعالم في هذه الفترة.
وازداد نموها على يد أدنسون (ADENSON) وجاردن (GARDEN) واستيفان أولمان (STEPHANE ULLMAN)، وبيير جيرو (PIERRE GUIRAUD)، وجورج مونان (GEORGES MOUNIN) وجورج ماطوري (GEORGES MOUNIN)، وبرنار بوتيي (BERNARD POTTIER).
وكانت من بين جهودهم العناية بالتحليل التكويني للمعنى، فرأوا أنّه قابل للتجزئة متأثرين في ذلك بما قدّمته الفونولوجية (علم وظائف الأصوات) في تحليل الأصوات إلى مكوّناتها الأساسية.
وتبيّن أنّ اللغويين العرب القدامى قد حلّلوا في وقت مبكر الحقول الدلالية منهجاً وإجراءً، وإن لم يشيروا إلى المصطلح فيما ألّفوه من مصادر حول الدلالة والمعجمية، واتّضحت –أيضاً- المنابع الفكرية والفلسفية لذلك وتأثّر هذا التأليف بما وضعه علماء الحديث النبوي الشريف في مجال تخصّصهم.
وتجلّى عملهم في تصنيف الرسائل اللغوية المرتبطة بحياتهم، وتوّجت جهودهم العلميّة بمعاجم المعاني الموزّعة وفق الحقول الدلالية التي ظهرت في صورتها المتطوّرة على يد الثعالبي في "فقه اللغة وأسرار العربية" وعند ابن سيده في "المخصّص".
ولكن اهتمام العرب المبكّر بالرسائل ومعاجم الموضوعات لم يصل بطبيعة الحال إلى تأسيس نظرية للحقول الدلالية بمفهومها العلمي المتداول في العصر الحديث.
وإذا كانت أعمالهم تختلف عن مثيلاتها التي تؤلف اليوم، فذلك يعود –بطبيعة الأمر- إلى تغيّر الزمان وتوسّع آفاق الدرس الدلالي والمعجمي، وعمق تقنياته ومنهجيته بفضل الازدهار العلمي والمعرفي في هذا القرن، وليس في ذلك ضير يلحق بما قدّمه أولئك العلماء، إذ لا يزال ما دوّنوه في مصادرهم أفكار رائدة تحتاج إلى من يزيدها بحثاً وتحليلاً حتّى تصل إلى حلقات الدرس المعاصر.
كما يلاحظ أنّ نظرية الحقول الدلالية أصبحت تستثمر في أكثر من مجال معرفي، فبات يفيد منها خبراء صناعة المعاجم المختلفة في رصد مفردات اللّغة فييسّر البحث فيها ويدقّق في معانيها، ويقفون على الخلل والنقصان في المعاجم لاستدراكهما وإعادة صياغتها حسب ما يتطلبه العصر والحياة.
¾¡¾
فهرس المصادر والمراجع
1- القرآن الكريم، رواية الإمام ورش، دار المصحف، شركة مكتبة ومطبعة عبد الرحمن محمد. القاهرة، مصر.
2- إبراهيم أنيس، دلالة الألفاظ، مكتبة الأنجلو المصرية: ط: 3، عام 1972.
3- أبركان فاطمة، بعض الجوانب النظرية في المعجم العربي –معجم الألوان نموذجاً- رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا، إشراف الدكتور الفهري عبد القادر الفاسي، جامعة محمد الخامس، كلية الآداب والعلوم الإنسانية –الرباط- المملكة المغربية، السنة الجامعية 1994- 1995 (مخطوط).
4- ابن الأجدابي، إبراهيم بن إسماعيل، كفاية المتحفّظ ونهاية المتلفّظ في اللغة العربية، القاهرة، 1870م.
5- الأصمعي، كتاب الشجر والنبات، تحقيق د.عبد الله يوسف الغنيم، ط: 1، مطبعة المدني، القاهرة، 1972م.
6- إسماعيل عز الدين، المصادر الأدبية واللغوية في التراث العربي، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت، دون سنة.
7- {ل ياسين محمد حسين، الدراسات اللغوية عند العرب إلى نهاية القرن الثالث الهجري، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت، لبنان، ط: 1، عام 1980.
8- أمين أحمد، ضحى الإسلام، مكتبة النهضة المصرية، ط: 7، دون سنة.
9- بركة الطبال فاطمة، النظرية الألسنية عند رومان ياكبسون –دراسة ونصوص- المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، ط: 1، سنة 1993.
10- بلعيد صالح، مصادر اللغة، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر سنة 1984.
11- تمام حسان، اللغة العربية معناها ومبناها، الشركة الجديدة، دار الثقافة، الدار البيضاء المملكة المغربية، دون سنة.
12- الثعالبي، أبو منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل، فقه اللغة وأسرار العربية، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت، (دون سنة).
13- الجاحظ، الحيوان، تحقيق وشرح عبد السلام هارون، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان.
14- جرمان كلود وريمون لوبلان، علم الدلالة، ترجمة نور الهدى لوشن، دار الفاضل، دمشق سنة 1994.
15- جيفري، سامبسون، المدارس اللغوية –التطوّر والصراع –ترجمة د.أحمد نعيم الكراعين، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت، ط: 1، سنة 1993.
16- جيرو بيير، علم الدلالة، ترجمة منذر عياشي، طلاس للدراسات والترجمة والنشر ط: 1، دمشق، سنة 1988.
17- حساني أحمد، مباحث في اللسانيات، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، سنة 1994.
18- حجازي محمود فهمي، البحث اللغوي. دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة.
19- حسين أحمد طاهر، نظرية الاكتمال اللغوي، منهج شامل لتعليم اللغة العربية (الأصوات، الصرف، المعاجم، النحو)، دار الفكر العربي، القاهرة، ط: 1، مصر، سنة 1987.
20- الحناش محمد، البنيوية في اللسانيات، دار الرشاد الحديثة، الدار البيضاء، المغرب، ط: 1 سنة 1980.
21- دي سويسر فردينان، دروس في الألسنية العامة، تعريب صالح القرمادي، محمد الشاوش، محمد عجينة، الدار العربية للكتاب، سنة 1985.
22- ريمون طحان، دنيز بيطار طحان، فنون التقعيد وعلوم الألسنية، دار الكتاب اللبناني، بيروت، ط: 1.
23- ريمون طحان، الألسنية العربية، دار الكتاب اللبناني، بيروت، ط: 2، سنة 1981.
24- زكي كريم حسام الدين، أصول تراثية في علم اللغة، مكتبة الأنجلو المصرية، ط: 2، القاهرة، سنة 1985.
25- السطل، وجيهة، التأليف في خلق الإنسان، منشورات دار الحكمة، دمشق، بدون تاريخ.
26- ابن السكيت، أبو يوسف بن إسحاق، كتاب الألفاظ، تحقيق الأب شيخو اليسوعي، بيروت، 1895م، (طبعة ثانية- مختصر تهذيب الألفاظ- سنة 1897م).
27- ابن سيده، أبو الحسن علي بن إسماعيل، المخصّص، تحقيق لجنة إحياء التراث العربي، منشورات دار الآفاق الجديد، بيروت.
28- السيوطي، عبد الرحمن جلال الدين، المزهر في علوم اللغة، شرح وتصحيح وعنوان وتعليق محمد أحمد جاد المولى، وآخران، دار إحياء الكتب العربية، مطبعة عيسى البابي وشركاه بمصر.
29- شاكر سالم، مدخل إلى علم الدلالة، ترجمة محمد يحياتن، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1992.
30- شلواي عمّار، درعيات أبي العلاء، دراسة دلالية –الألفاظ الخاصّة بالإنسان وحياته الاجتماعية والاقتصادية –إشراف الدكتور عبد الله بوخلخال، معهد اللغة العربية وآدابها، جامعة قسنطينة، رسالة ماجستير، سنة 1995 (مخطوط).
31- ظاظا، حسن، كلام العرب –من قضايا اللغة العربية- دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت، سنة 1970.
32- العشيري، محمد رياض، التصوّر اللغوي عند الإسماعلية، دراسة في كتاب الزينة لأبي حاتم الرازي، منشأة المعارف بالإسكندرية، جلال خزى وشركاه، سنة 1985.
33- فاخوري، عادل، اللسانية التوليدية التحويلية، دار الطليعة للطباعة والنشر، ط: 2، بيروت، سنة 1988.
34- فندريس، اللغة. ترجمة عبد الحميد الدواخلي ومحمد القصاص، مطبعة لجنة البيان العربي، القاهرة، سنة 1950.
35- الفهري عبد القادر الفاسي، اللسانيات واللغة العربية، منشورات عويدات، ط:1، بيروت سنة 1986.
36- قدور، محمد أحمد، مبادئ اللسانيات، دار الفكر، دمشق ط:1، بيروت سنة 1986
37- قدور، محمد أحمد، مدخل إلى فقه اللغة العربية، دار الفكر، المعاصر، بيروت ط: 1، سنة 1993.
38- لوشن، نور الهدى، إلياذة الجزائر لمفدي زكريا- دراسة دلالية- إشراف ميشال باربو؛ دكتوراه دولة، معهد اللغة العربية وآدابها، جامعة الجزائر، سنة 1990 (مخطوط).
39- ماطوري، جورج، منهج المعجمية، ترجمة وتقديم عبد العلي الودغيري، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط، سنة1992.
40- المبارك، محمد، فقه اللغة وخصائص العربية، دراسة تحليلية مقارنة وعرض لمنهج العربية الأصيل في التجديد والتوليد، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، ط:7، سنة 1971.
41- مختار عمر أحمد، علم الدلالة، علم الكتب، القاهرة، سنة 1988.
42- المعجم الفلسفي، مجمع اللغة العربية، الهيئة العامّة لشؤون المطابع الأميرية، القاهرة، سنة 1983.
43- نايف، خرما، أضواء على الدراسات اللغوية المعاصرة، ط:2، سنة 1979.
44- نصار حسين، المعجم العربي، نشأته وتطوّره، دار مصر للطباعة، ط: 2، القاهرة، سنة 1968.
45- وافي، عبد الواحد، فقه اللغة، دار نهضة مصر للطباعة والنشر، ط: 8، القاهرة، مصر.
46- الهمذاني، عبد الرحيم بن عيسى، الألفاظ الكتابية، راجعه وقدّم له الدكتور السيّد الجميلي، دار الكتاب العربي، بيروت، ط: 2، سنة 1998.
الدوريات
47- حلام، الجيلالي، نقد عناصر المعجم العربي في ضوء نظرية الحقول الدلالي، مجلة المنهل، العدد 550، المجلد 60، 1998، المملكة العربية السعودية.
48- زيان أبو طالب، المعاجم اللغوية بين ماضيها وحاضرها، المجمع العلمي العربي، سورية، يناير 1965.
49- الشاوي أحمد بن عبد الله، من مشاكل الدلالة، مجلة اللسان العربي، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، مكتب تنسيق التعريب، عدد 22، 1982- 1983.
50- موريس أبو ناضر، مدخل إلى علم الدلالة الألسني، مجلة الفكر العربي المعاصر، مركز الإنماء القومي، ع 18/19، مارس 1982.
المراجع باللغة الفرنسية
51- C.Fuchs et P.Le Goffic, initiation aux problémes des linguistiques contemporaines, Hachette Université, Paris, 1975.
52- Dubois, Jean et autres, dictionnaire de linguistique, librairie, larousse, Paris, 1973.
53-Grand dictionnaire Encyclopédique, Larousse, Lbrairie.
54-Germain Claude, la sémantique fonctionnelle, presses de France, l,édition, Paris, 1981.
55- Francis, Vanoy, expression et communication, Librairie, Armand Colin, Paris, 1973.
56- Jackbson Roman, éssies de linguistique générale, les éditions de Minuit, Paris, 1973.
57- Jacqueline Picohe, précis de lexicologie frncaise, Fernand Nathand, France, 1984.
58-Jhelmslev Louis, prolégoménes à une théorie de langage, tr Mauie Leouard, les
éditions de Minuit, Paris, 1966.
59- Joelle Rédouane, stylistique comprée du francais et de l,anglais, O.P.Ualger, 1996.
60- Le Petit Robert, Sous La direction de Paul Robert, Paris, 1993.
61- Lyons Jean, Sémantique Linguistique, Traduction de J.Durand Etd . Boulonnais, Librairie Larousse, Paris, 1980.
62- Maingueneau Dominique , Initiations aux métheodes de l’analyse du discours, Hachette Université,Paris, 1976.
63- Maingueneau Dominique, J.Filiolet, J.L. Chiss, initiation à la problématique structurale Hachette. Université, Paris , tome. I. 1977.
64- Matoré Georges , Histoire des dictionnaires francais, Librairie , Larousse , Paris, 1968.
65 –Mounin Georges, clefs. Pour la Linguistique, Seghers, Paris. 1971.
66- Mounin Georges, clefs pour la sémantique, édition Seghers, Paris. 1972.
67- Georges, Mounin, Dictionnaire, de Linguistique.
68- Mounin Georges. Problémes théoriques de La traduction , éditions gallimard, 1963.
69-R. H. Robins, bréve histoire de la linguistique, de Plation à Chomsky taduit de L’anglais Par Maurice Borel, édition du seuil, Paris. 1971.
70- R. H. Robins, Linguistique Générale : une introduction, Librairie Armand Colin, Traduction de Simone Delesalle et Paul Guivarch, Paris , 1973.
¾¡¾
المحتويات
مقّدمـــة 5
الفصل الأوّل: مفهوم نظرية الحقول الدلالية. 7
الفصل الثاني: نظرية الحقول الدلالية في التراث اللغوي العربي. 21
الفصل الثالث: نشأة نظرية الحقول الدلالية عند الغربـيين وتطورها 41
الفصل الرابع: التحليل التكويني للمعنى وعلاقته بالحقول الدلالية 61
الفصل الخامس: نظرية الحقول الدلالية وصناعة المعجم 81
خاتمــة 99
تؤكّد الدراسات الدلالية أنّ أمماً كثيرة عرفت المعاجم منذ أقدم العصور، ألّفتها لتكون خزائن تحيط بمادّة لغتها فوضع الصينيون في سنة (150) قبل الميلاد معجماً عنوانه شوو – أوان (SCHWO- WAN) وفي سنة (530) بعد الميلاد ألّف كويي- وانج (KU- YE- WANG) معجما آخر اسمه يو- بيين (YU- PIEN).
وأسهمت الأمّة الرومانية في التأليف المعجمي، إذ عرفت معاجم منها "معاني الألفاظ" الذي ألّفه "هزيشيوس السكندري" (HESYSHIUS) في القرن الرابع الميلادي، وهو معجم للّهجات والتعابير، وألّف "أمونيوس السكندري" (AMMONIUS) معجماً لمعاني المشترك اللفظي(1).
أمّا اليونان فمن معاجمهم معجم الغريب لـ "هلاديوس السكندري" (HELLADIUS) في القرن الرابع الميلادي، ومعجم "يوليوس بولوكس" الذي رتبّه بحسب الموضوعات.
وعرفت الأمّة العربية – كما أشرنا سابقاً- أنواعاً من المعاجم، يمكن اعتبارها متطوّرة بحسب الزمان الذي ألّفت فيه حتّى أصبحت بعد مرحلة من تاريخ التأليف المعجمي أساساً لعلم مستقل بذاته.
وشهدت المعاجم لدى الأمّة العربية- بعدما أفادت من تجارب الشعوب التي سبقتها – تطوّراً ملحوظاً، وغدت منهلا يستقي منها الدارس معارفه وشروحه، وعرفت عدداً ضخماً من المعاجم وأنواعاً كثيرة يكاد يفوق ما أنتجته الأمم الأخرى سواء في عصورها القديمة أو ما تنتجه في العصر الحديث.
ولمّا كانت الثقافة العربية المعاصرة تشهد وعياً منهجياً بسبب التأثّر بالعلوم الحديثة، فإنّنا نجد نظريات ومناهج تناولت المعجم العربي قصد مقاربته، وضبط مساره، والوقوف على رصد جميع مفرداته، وترتيب مواده وتعريف مداخله، حتى يكون مؤهلاً لمستجدات العصر، وتسارع المعلومات، والمعجمية الحاسوبية(2).
والواقع "إنّ صناعة المعاجم في الدرس اللغوي العربي اليوم في أزمة، وهي بعيدة كل البعد عن مسايرة التقدم الفكري والحضاري في العالم الغربي الحديث، وفي العالم الكبير الذي يعيش المدنية المذهلة التي انبثق عنها هذا النصف الأخير من هذا القرن"(3).
وقصارى القول إنّ المعجم العربي الحديث ما يزال في حاجة إلى تضافر جهود اللغويين والأدباء والأطباء والمهندسين وغيرهم، وإلى وعي بأهميته وأهمية اللغة في حدّ ذاتها في المجتمع، فبدون "الوعي اللغوي العام، لا يستطيع أي تنظيم لغوي، مهما بلغ من القوّة والدقة أن يصيب الهدف بإحكام"(4).
وأهمّ إنجازات المعجمية العربية الحديثة هي محاولة الباحثين إظهار القديم في حُلَلٍ جديدة، وهو لعمري لم يضف شيئاً جوهرياً إلى تلك الصناعة، فهي "لا تكاد تختلف عن المعجمات القديمة إلاّ في حسن التنسيق، ونظام الترتيب، واستخدام بعض وسائل الإيضاح، كرسم ما تدلّ عليه الكلمة من حيوان، أو نبات، أو جماد، وتعرّضها أحياناً إلى بعض المصطلحات الحديثة في العلوم والفنون والصناعات.. وما إلى ذلك"(5).
ومهما يكن من أمر، فإنّ مقدّمات المعجميين العرب القدامى تبيّن أنّهم أرادوا أن يضعوا للناس عملاً في هذا الحقل أو ذاك كي ييسّروا لهم الطريق، ويبصروهم بالأصول من أقصر غاية، وهذه الروح الأصيلة في عملهم هي السرّ وراء خلود تراثهم وبقائه حيّاً إلى اليوم(6)، تفيد منه الأجيال المتعاقبة والأمم المختلفة.
إنّ المعاجم العربية القديمة والحديثة على عظمة الخدمة التي أدّتها، وما تزال تؤدّيها للعربية، ظلّت عاجزة عن مسايرة النهضة الفكرية التي تشهدها البلاد العربية ومتابعة تطوّر العلوم والمعارف، مما يزيد الشعور كل يوم بالحاجة الماسة إلى معجم حديث يضاهي المعاجم المعروفة في اللغات الأجنبية، ويتسع لمصطلحات الفنون والتقنيات، وألفاظ الحضارة التي تشهدها البشرية في هذا القرن.
على أنّ هذا الشعور مشروط بوجوب إغناء المعجم العربي بما جاء في التراث القديم استناداً إلى خصائص العربية ومرونتها إلى حدّ يمكنه استيعاب كلّ جديد تدعو إليه ضرورة أو يتطلبه علم أو فنّ.
ولا ضير على العربية من أن يحوي معجمها أيّ لفظ مولّد أو معرّب أو دخيل إذا خضع اشتقاقه للقواعد القياسية التي وضعها علماء اللغة (7)، ولقد كان ذلك نهج القدماء، حيث احتوت المعاجم كثيراً من مصطلحات عصرهم، فمنها ما هو أصيل، ومنها ما هو من صميم اجتهاد اللغويين والعلماء وفق أسس علمية رائدة.
وإذا كانت نظرية الحقول الدلالية أو المجالات قد قادت إلى التفكير في عمل معجم يضمّ كافة الحقول الموجودة في اللغة، وقدّمت المفردات داخل كل حقل على أساس تفريعي تسلسلي، فإنّها تبذل الآن محاولات كثيرة لتصنيف معاجم اللّغات ولهجات أروربية متعدّدة ( اعتماداً على نظرية الحقول الدلالية التي قدّمت خدمات جليلة في التطبيقات المعجمية، وأحدثت تحوّلا جريئاً في منهجية البحث العلمي بناءً ونقداً، وبخاصة في مسألة جمع الرصد المفرداتي تفادياً للثّغرات، وترتيب المواد تيسيراً للبحث، وفي تعريف المدخل الذي كثيراً ما كانت تستعصي على المعجميين دقته، وتميّز مفردته عن بقية مفردات الحقل(9).
ولكن الدّارسين العرب لا يزالون يعيشون على ما خلّفه أصحاب المعاجم القدماء، ومؤسسو نظرية الحقول الدلالية، إذ لم يفكّروا إلى اليوم في صناعة معجم ترصد فيه المفردات والدلالات بمنهجية محكمة تتجاوز أعمال ابن سيده (ت458هـ) في "المحكم والمحيط الأعظم في اللغة" في الأندلس، ولسان العرب لابن منظور (ت 711هـ) في المشرق لتلائم التطوّر الاصطلاحي والمفرداتي للّغة العربية في العصر الحديث.
ويعود ذلك إلى أنّهم لم يضعوا المعجم في مستوى الصناعة، ذلك العمل الذي يشعر القائم به رغبة في إجادته وإتقانه، فيتصوّره ويصمّمه ثمّ يوفيه حقّه من الإعداد والدراسة، ويعرف الغاية منه فيسلك إليها أوضح نهج وأقوم سبيل، ثم يقرن بالفنّ المتطوّر مع الزمن، المصقول بالمران، المهذّب بالارتقاء، حقيقة واقعة في أجمل صورها وأسمى معانيها، فحينئذ يكون هذا العمل الجيّد "صناعة"، كما يدلّ عليها جوهر اللفظ في متن العربية(10).
وكفى الصناعة بهذا المعنى ورودها في قوله تعالى: "وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمرّ مرّ السحاب، صنعَ الله الذي أتقن كلّ شيء، إنّه خبير بما تفعلون"(11)، وقولـه: "واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون"(12).
وإذا كان الغربيون قد طوّروا نظرية الحقول الدلالية من المحاولات التي كانت تقتصر على قطاع بعينه من المعجم، فأصبحت منهجاً مهمّاً في الدراسات الإنسانية المتعدّدة، فلا شكّ في أنّهم عرفوا معاجم الموضوعات قبل أن ينعتوا ما أبدعوه بالنظرية أو هي سابقة فكرة تطبيق المجال الدلالي التي غطت قطاعات المعجم.
ويعدّ معجم روجيه (ROGET) من أشهر المعاجم الأوروبية المبكرة التي صنفت على أساس الموضوعات أو المفاهيم الذي تأثر فيه صاحبه بمقولة شاعت في القرن السابع عشر تمثلت في إمكانية تركيب لغة مثالية لتنظيم المعارف العلمية وتطويرها.
وهو المعجم الذي قدّمه لكلمات اللغة الإنجليزية وعباراتها، وأشار في مقدّمته أنّه لم يرتبه بحسب النطق، وإنّما بحسب المعاني، ووزّع المفردات على ستة مجالات دلالية رئيسية، كلّ منها يعتبر مفهوماً عاماً وهي:
1- العلاقات المجرّدة
2- المكان
3- المادّة
4- الفكر
5- الإرادة
6- العواطف
واشتملت هذه الأقسام الأساسية على تسعة وتسعين (99) حقلاً دلالياً فرعيا (13).
وتأثّر روجيه ببحث شهير سبق عمله بمائتي سنة تقريباً، فكان مصدره الأساسي الذي ألهمه المنهج بصفة خاصة، وكتب البحث جون ولكينز (JOHN WILKINS) عام 1668م، يضمّ أربعمائة وأربعا وخمسين (454) صفحة بعنوان: (ESSAY TAWARDS A REAL CHARACTER AND A PHIL OSOPHAL LANGUAGE) (مقالات في الطبائع والفلسفة اللغوية).
وقسّم روجيه المعارف البشرية في معجمه إلى:
1- العلاقات التجريدية
2- الأفعال
3- العمليات والتصورات المنطقية
4- الأجناس الطبيعية وأنواع الأشياء الحيّة وغير الحيّة
5- العلاقات الصرفية المادية بين أفراد الكائن الحيّ في الأسرة والمجتمع(14).
إنّ مثل هذه المعاجم سعت إلى اقتراح يهدف إلى بناء تفكير البشر بالكلمات بوضوح ودقّة.
ومن المعاجم الدلالية التي صنفت على أساس المفاهيم أو الحقول الدلالية:
1- معجم اللغوي الفرنسي بواسيير (BOISSIERE) (15) الموسوم ب: (DICTIONNAIRE ANALOGIOUE DE LA LANGUE FRANCAISE) أي المعجم القياسي أو التماثلي للغة الفرنسية "الذي نشر 1885.
ويعدّ منهج "بواسيير" نبراساً استضاء به من ألّف في هذا النوع من المعاجم، ودستوراً للمؤلفين اللذين جاؤوا بعده، إذ اخترع لهم نظاماً أكثر إحكاماً وأسرع في امداد الباحث بما يريد، حيث تقسّم الصفحة في هذا النظام على الشكل الآتي:
ترتّب فيه الألفاظ أبجدياً، وبجانب كلّ لفظة إحالتها إلى المادة الموضوعية التي وردت فيها، فإذا كانت اللفظة رأس موضوع هي نفسها، طبعت بحرف أشد سوادا، أو ميزت بإشارة جانبية، ومعنى ذلك أنّ موضوعها مستقصى في القسم الأسفل من الصفحة نفسها، وفي النصف الأسفل توضع رؤوس الموضوعات في وسط السطر، وترتب تحتها المفردات ذات الصّلة بالموضوع واحدة واحدة.
فعلى سبيل المثال، إذا وجدت نوعاً من الحجارة لا تعرف اسمه، لكن كنت قد رأيته وعرفت أوصافه، فلتحدّد الاسم وتعود إلى مادّة "حجر" في المعجم التجانسي في حرف الحاء، فتجده مذكوراً في أعلى الصفحة، ثمّ وضعت عليه علامة تدلّ على أنّه مذكور وما يجانسه في أسفلها، ويحيل أحياناً إلى مادّة يكتبها بجانب "حجر"، ولتكن مادّة "صخر"، فإذا بحثت في حرف الصاد ألفيت ما تبتغيه(16).
وصنّف المعجميّ ماكيه (MAQUET) معجمه بعنوان "المعجم القياسي" (DICTIONNAIRE ANALOGIQUE)، على نهج بواسيير مع اختلاف في طبيعة التوزيع، نشره سنة 1936 وجعله قسمين:
- الأوّل: ترتب الكلمات وفق الأفكار.
- الثاني: ترتب الكلمات وفق الكلمات.
2- ووضع اللغويّ الألماني دور نسايف (DORNSEIFF) معجمه الذي اشتمل على عشرين حقلاً، أو مجالاً دلالياً رئيسياً أو على حدّ تعبيره عشرين مجموعة رئيسية (HANPTABETEIHUNGER)(20).
واحتوى كلّ حقل دلالي رئيسي على مجالات فرعية تتراوح بين عشرين وتسعين مجموعة دلالية فرعية (DER DEUSHE WORTS CHATZ NACH SAGH GRUPPER)، أي الكلمات الألمانية في مجموعات مبوّبة، وطبع لأوّل مرة في ليبزج عام (1933)، ثم توالت طبعاته في الأربعينيات والخمسينيات.
3- وألّف كاسيرر (CASSIRER) معجمه الموضوعاتي بالإسبانية، ونشره (1942)(17).
ويعتبر الباحثون إنجاز المعاجم المرتبة على أساس المعاني والمفاهيم من أهمّ الانجازات التي قدّمها السيمانتيك الوصفي (Sémantique descriptive)، أو علم الدلالة الوصفي في هذا الميدان، علماً أنّ للعرب أسبقية في هذا المجال (18).
ويعتبر معجم "العهد الجديد اليوناني" (GREEK NEW TESTAMENT) الذي يقوم بإعداده فريق من اللغويين لتحديد معاني الكلمات الواردة فيه، من بين أحدث التصنيفات للحقول الدلالية عند الغربيين، فهو يضمّ تحليل خمسة عشر ألف (15000) معنى من معاني العهد الجديد لخمسين ألف (50000) كلمة مصنّفة إلى مائتين وخمس وسبعين (275) حقلاً.
وعلى الرغم من قصوره لعدم شمول مفرداته على جميع مجالات اللغة إلاّ أنّه نموذج لمعاجم الحقول التي تعتمد على التصنيف المنطقي والأساسي التسلسلي.
ووزّعت معاني المعجم على أربعة موضوعات أو أقسام عامّة، وهي:
1- الموجودات.
2- الأحداث
3- المجرّدات
4- العلاقات
ويوجد تحت كلّ قسم أقسام صغرى، ويتفرّع كلّ قسم صغير إلى أقسام جزئية أقل منها وهكذا(19).
وأثبت أحمد مختار عمر (20) جدولا لهذا التصنيف نقتطف منه الرؤوس الأولى في التخطيط الآتي:
وتوضّح الأمثلة بعض الحقول الدلالية الواردة في معجم "العهد الجديد اليوناني" وطريقة تصنيفها:
1- أشياء حيّة- حيوان- حشرة- حيوان يمشي على أربع..
2- طائر- صقر- حمامة..
3- عثة- بعوض –بق...
4- دب- ذئب- ثعلب..
5- حيوان- بقرة- خنزير- حمار- خروف- فرس..
6- وبر- صوف...
7- جناح- ذيل- قرن...
8- رجل- إنسان- شخص...
9- رجل- شيخ –صبي- ولد...
10- امرأة- عجوز- فتاة- بنت...
11- طفل –رضيع...
12- جيل –قريب- أسرة- قبيلة- جنس..
13- نجل- ابن- ابنة- حفيد...
14- جد- أب –أمّ- جدّة..
15- زوج –زوجة- حماة- عريس- عروس..
16- ابن بالتبنّي –أخ- أخت..
17- ناس- فريق- جمهور...
18- جماعة المصلّين –محفل- إخوة- طائفة..
19- اجتماع –مواطن- أجنبي- وطن...
20- مجلس أعلى –مجلس محلّي.. إلى آخره(21).
وظهرت هذه الحقول الدلالية في تصنيفات عديدة، مثل تصنيف "هاليج" (HALLING) ووارتبورج (VAN WARTBUGR) الذي ظهر عام 1952م، وهو معجم تميّز بالطموح، ووصف بالعالمية، وقسّمت فيه المفاهيم على ثلاثة محاور رئيسية.
وكلّ قسم منها موزّع بدوره على أقسام فرعية وهي كالآتي:
1- الكون أو العالم: (السماء، الغلاف الجوي، الأرض، النبات، الحيوان).
2- الإنسان: (جسم الإنسان، الفكر والعقل، الحياة الاجتماعية).
3- الإنسان والكون أو العالم: (ويدخل فيه ما يتّصل بالعلم والصناعة).
ولكن ما انتقد به هذا المعجم أنّه لم يرتب المادّة المعجمية على أساس تسلسلي تدريجي(22).
وتعدّ هذه المعاجم أقرب إلى الشمولية لقيام مؤلّفيها بتغطية أكبر عدد من مفردات اللغة ضمن الحقول الدلالية، ونجد أعمالاً دلالية عمدت إلى التصنيف الجزئي لحقولٍ معينة ومحدّدة من المعجم كان منها:
- حقل الحيوانات الأليفة وحقل السكن، بحثهما جورج مونان (GEORGES MOUNIN) في كتابه "مفاتيح علم الدلالة" (CLEFS POUR LA SEMANTIONQUE) تحت فصلين وهما: "بنية معجم السكن"، (LA STRUCTURE DU LEXIQUE DE L HABIATATION)، "وحقل الحيوانات الأليفة" (Le champ des animaux domestiques)(23).
- ودراسة اللغوي الفرنسي أدنسون (ADENSON) التي صنف فيها علاقات النباتات، وتصنيف كلود جردان (JEAN CLAUDE GARDIN) للأواني والأدوات، واعتمد في وصفها على تحديد العناصر أو الملامح الدلالية لمعاني الكلمات(24).
وترتبط نظرية الحقول الدلالية في اللسان العربي بمعاجم المعاني ارتباطاً وثيقاً، لأنّ الفكرة الأساسية للحقل تتمثّل في محاولة توزيع المداخل المعجمية إلى موضوعات ومعالجتها ضمن حقول مفهومية متواردة.
وظهرت بوادر استخداماتها في الرسائل الدلالية مع بداية التدوين خلال القرن الثاني للهجرة عند العرب، فكانت النواة الأولى لمعاجم المعاني فيما بعد.
ومعاجم المعاني هي التي يلجأ إليها الباحث أو غيره ليس عندما يعسر عليه المعنى ولكن عندما لا يجد اللفظ الموافق للمعنى للتعبير عما يجول في خاطره بدقّة وترتيب حول موضوع محدّد، وتجسّدت في أكمل صورها عند الثعالبي (ت 429هـ) في "فقه اللغة وأسرار العربية"، ولدى "ابن سيده" (ت458هـ) في المخصّص".
فقه اللغة وأسرار العربية للثعالبي:
يحدّد الثعالبي مصادر مادّة "فقه اللغة وأسرار العربية" كما يقول في مقدّمة معجمه من عدد كبير من اللغويين والنحاة أمثال: الخليل بن أحمد (ت175هـ)، والكسائي (ت189هـ)، والنضر بن شميل (ت203هـ)، وأبي عمرو الشيباني (ت206هـ)، والفراء (ت207هـ)، وأبي عبيدة (ت210هـ)، وأبي زيد (ت215هـ)، والأصمعي (ت216هـ)، وأبي عبيد (ت222هـ)، وابن الأعرابي (ت232هـ)، وأبي العباس المبرّد (ت 285هـ)، وابن دريد (ت321هـ)، ونفطويه (ت323هـ)، وابن خالويه (ت370هـ)، والأزهري (ت370هـ)، والخوارزمي (ت387هـ)، وغيرهم كثير، ومن ظرفاء الأدباء الذين جمعوا فصاحة العرب البلغاء.
ويشمل ثلاثين باباً، كل منها مقسّمة على فصول، بلغت ستمائة فصل، يقول الثعالبي في هذا الصدد ما نصّه: "فبلغنا بها الأبواب الثلاثين على مهل وروية، وضمّنتها من الفضول ما يناهز ستمائة"(25)، ويجمع فيه "نكتا من أقاويل أئمة الأدب وأسرار اللغة وجوامعها ولطائفها وخصائصها"(26).
وينطلق في معجمه من تحديد الإطار العام (أو الأبواب) ثمّ يقسمه إلى مجموعة من الحقول الدلالية ومن الأمثلة التوضيحية: "الباب السابع في اليبس واللين".
1- فصل في تقسيم الأسماء والأوصاف الواقعة على الأشياء اليابسة.
2- فصل في تفصيل أشياء رطبة.
3- فصل في تفصيل الأسماء والصفات الواقعة على الأشياء اللّينة.
4- فصل في تقسيم اللّين على ما يوصف به(27).
وتتجلّى روح التجديد في البحث اللغوي عند الثعالبي من خلال اجتهاده في تبويب المادة وتصنيفها على الرغم من التعميم الملاحظ في الجمع(28)، فهو يجمع الاستخدام الدقيق للألفاظ في ترتيب خاص لاشتراكها في باب واحد، نحو:
فصل في تقسيم اللّين على ما يوصف به، وهو فصل من المحور أو الحقل العام الخاص باليبس واللّين فيقول:
"ثوب ليّن، ريح رخاء، رمح لدن، لحم رخص، بنان طفل، شعر سخام، غصن أملود، فراش وثير، أرض دمثة، بدن ناعم، امرأة لميس، إذا كانت ليّنة الملمس، فرس خوّار العنان إذا كان ليّن المعطف"(29).
وتناول كتاب الثعالبي في قسمه الأوّل "فقه اللغة"، ثمّ شفعه بـ "أسرار العربية" في قسمه الثاني(30).
المخصّص لابن سيده
يعتبر معجم "المخصّص" لابد سيده أكمل صورة وأضخم عمل تتجلّى فيه فكرة الحقول الدلالية، وعلى الرّغم من المآخذ التي سجّلت عليه، إلاّ أنّ ذلك لا ينقص من شأنه وقيمته لأنّه مصنّف جاء في وقت مبكر جدّاً، لم تكن فيه مناهج البحث والتصنيف قد تطورت، بالإضافة إلى أنّ مثل تلك الأعمال ظلّت جهوداً فردية، ومع ذلك امتازت بالتنوّع في الموضوعات والتعدّد في المجالات(31).
وأبرز ابن سيده منهج تصنيف معجمه قائلاً: "إنّي لمّا وضعت كتابي الموسوم "بالمحكم" مجنّساً لأدلّ الباحث على مظنّة الكلمة المطلوبة، أردت أن أعدل به كتاباً أضعه مبوّباً حين رأيت ذلك أجدى على الفصيح المدره والبليغ المفوّه والخطيب المصقع والشاعر المجيد المدقع"(32)، وهو لا يختلف في هذا التأليف عن المعاجم العصرية المصنّفة وفق المعاني.
إنّ العدل الذي يتحدّث عنه ابن سيده مؤسّس على نمطين من المعاجم لا غنى لأحدهما عن الآخر، ولا فضل لواحد عن الآخر، فكلاهما مهمّ، ويحتاج إليهما الخطيب والمتعلّم والشاعر والكاتب وغيرهم، وهذان النمطان من المعاجم هما: معاجم الألفاظ ومعاجم المعاني:
ويذكر ابن سيده مصادر مادّته في المقدّمة، مشيراً إلى أنّها كانت مأخوذة من أئمّة اللغة والنحو أمثال: الخليل بن أحمد (ت 175هـ)، سيبويه (ت180هـ)، النضر ابن شميل (ت203هـ)، الفرّاء (ت207هـ)، أبي زيد (ت215هـ)، الأصمعي (ت216هـ)، أبي عبيد (ت222هـ)، ابن الأعرابي (ت231هـ)، ابن السكّيت (ت244هـ)، ابن قتيبة (ت276هـ)، المبرّد (ت285هـ)، ثعلب (ت291هـ)، كراع (ت310هـ)، السيرافي (ت368هـ)، ابن جني (ت392هـ)، أبي علي الفارسي (ت395هـ)(33).
وتكمن فضائل المعجم كما يذكر ابن سيده في: "تقديم الأعمّ فالعمّ على الأخص فالأخص، والإتيان بالكليّات قبل الجزئيات، والابتداء بالجواهر، والتقفية بالأعراض على ما يستحقّه من التقديم والتأخير، وتقديمنا كم على كيف، وشدّة المحافظة على التقييد والتحليل"(34).
ويعدّ المخصص (35) من أكبر المعاجم المصنّفة وفق الحقول الدلالية، التي يمكن تقسيمها إلى أربعة مجالات دلالية عامّة وهي:
1- الإنسان: صفاته الخلقية والخلقية، نشاطه، علاقاته، معتقداته.
2- الحيوان: الخيل، الإبل، الأغنام، الوحوش، السباع، الهوام وغيرها.
3- الطبيعة: السماء، المطر، الأنواء، أنواع النباتات وغيرها.
4- الماديات: المعادن، السلاح، الملابس، الطعام، المسكن وغيرها(36).
وهذه المجالات لا تخرج عمّا صنّفه المعجميون المحدثون في معاجمهم.
ويدور ترتيب المعجم حول محاور عامة يرشد إليها موضع الكتاب، أو الباب، أو العنوان، أو الفكرة التي تندرج تحتها مجموعة من الكلمات العامّة التي تعالج الموضوع، ثمّ يتدرّج من العام إلى الخاص، أو من الكلّي إلى الجزئي.
ونجد ابن سيده يرتّب "المخصّص" في كتب كما يأتي:
1- كتاب خلق الإنسان. 10- الوحوش
2- الغرائز 11- كتاب السباع.
3- النساء. 12- الحشرات.
4- اللباس. 13- الطير.
5- الطعام. 14- الأنواء.
6- السلاح. 15- النخل.
7- الخيل. 16- المكنيات والمبنيات والمثنيات.
8- الإبل. 17- المثنيات.
9- الغنم. 18- الأضداد.
19- الأفعال والمصادر 20- المقصور والممدود"(37).
وعلى الرغم من استيفاء "المخصص" لأكثر الموضوعات أو الحقول الدلالية، إلاّ أنّه غلب عليه الطابع التعليمي والجمع، ولم يصل فيه إلى منهج ذي أسس علمية في جمع الرصيد المفرداتي للغة العربية وترتيب المواد وتعريف المداخل، وضبط العلاقات بين كلمات الحقل الواحد(38).
وتحتاج اللغة العربية اليوم إلى صناعة معاجم جديدة تنطلق من التراث مع إضافة الجديد، مراعية فيها الإحكام والإتقان والتنظيم والتبويب والتيسير ممّا يسهل على الباحث أو القارئ إيجاد ما يبحث عنه دون تكلّف أو عناء.
وهي في أمسّ الحاجة إلى مثل "ابن سيده" (ت458هـ)، و"ابن منظور" (ت711هـ) ليجمع لها شتات مفردات لغتها قديمها وحديثها ومعرّبها ومولّدها، لصناعة معجم يعتزّ به العربيّ أمام ما تبذله أجيال الأمم الأخرى، ويتعاون في إنجازه اللغويون والفلاسفة والأطباء والمهندسون والفقهاء وغيرهم، فالمعجم وعاء لحضارة الأمّة وتفكيرها وعقليتها، وصورة عن واقعها وآفاق مستقبلها.
وتكمن أهمّ الخدمات التي تقدمها نظرية الحقول الدلالية للمعجم فيما يأتي:
1- جمع الرصيد المفرداتي للغة،
2- ترتيب مواده،
3- وتعريف مداخله.
1- جمع الرصيد المفرداتي
إنّ أهمّ ما تميّزت به مناهج جمع الرصيد المفرداتي من ألفاظ حضارية ومصطلحات علمية في المعاجم الأجنبية المعاصرة (39) هو اعتمادها على نظرية الحقول الدلالية التي يتمّ في ضوئها تجميع الحقول الدلالية لجميع المجالات بالمقارنة مع مثيلاتها في معاجم الألسن الأخرى، وبالمعاجم المختصّة، مما يسهل الوقوف على أهمّ الثّغرات والفجوات المفرداتيّة التي يكون المعجم أغفلها ليعيد إدماجها، أو توليدها صورياً أو دلالياً، وكلّ ذلك من شأنه أن يثري المعجم ويغنيه(40).
ومفاد ما سلف أنّ نظرية الحقول الدلالية ذات أهمية قصوى في كشف الثغرات الخاصة بالألفاظ والدلالات التي يفتقر إليها هذا المعجم أو ذاك في اللسان ذاته، أو بالمقارنة مع معاجم مفهومية في ألسنة أخرى(41).
ويبدو أنّ المعجم العربي المعاصر لم يعتمد على هذه النظرية في جمع رصيده المفرداتي، ويتّضح ذلك جليّاً من خلال وجود ثغرات مفرداتيّة كبيرة تصل إلى ما يعادل خمسين بالمائة (50%) في بعض الحقول بالمعاجم العربية المعاصرة.
فعلى سبيل المثال إنّ المقارنة بين المعجم الوسيط لمجمع اللغة العربية، ومعجم لاروس الصغير من خلال حقل وحدات قياس الأطوال –حسب النّظام المتري- توقفنا على أنّ هناك ثغرة مفرداتيّة في المعجم الوسيط تقدّر بزهاء ثمانين بالمائة(80%) بالمقارنة مع ما أثبته معجم لاروس الصغير، فبينما يكتفي المعجم الوسيط بإثبات مدخلين هما: (المتر والكيلومتر) من أصل عشر وحدات، يثبتها لاروس الصغير كلّية وهي: "انغستروم –ميكرومتر- ميليمتر- سنتيمتر- ديسيمتر- متر- متر مربع- ديكامتر- هيكتومتر- كيلومتر(42).
والمشكلة القائمة هي أنّ المتعلّم أو الباحث لا يجد هذه المجموعة من الكلمات أو المصطلحات في معجمه، وبالتالي يجب ملء هذا القطاع إمّا من اللغة نفسها أو من الألسنة الأخرى بمقارنة لسانه بها، فينقل ماهو ناقص فيه أو يعرّبه أو يضيف الجديد إلى لغة الهدف.
وتطرح في مثل هذه المسألة مشكلة دقّة المصطلح والتخصيص وهما سبيلان من سبل تكوين الفكر العلمي الواضح الذي تحتاج إليه كلّ أمّة في تربية أبنائها معتمدة عليه، لأنّه يعدّهم للعمل والبحث العلمي والإبداع وحسن التواصل وغير ذلك من الوظائف الأساسية التي تقوم بها اللغة، ولا يمكن للّغة المتّصفة بالعموم والإبهام أو الغموض أن تكون أداة تعبير عن التفكير العلمي الذي يطمح إليه.
2- ترتيب المواد
فمّن المعروف أنّ المعاجم نوعان: معاجم الألفاظ وهي التي تقدّم المعنى لمن له اللفظ، ومعاجم المعاني أي ذات الترتيب المفهومي التي تقدّم اللفظ لمن ليس له المعنى، ولا شكّ في أنّ ترتيب بعض المعاجم بحسب الحقول الدلالية يعدّ أمراً مطلوباً بل ضرورياً، وبخاصة في المصطلحات العلميّة والفنيّة والتقنيّة المحدودة التداول.
ولذا تكمن أهميّة المعجم المفهومي في تسهيل تحديد حقل الكلمة ومجال استعمالها، وضبط المعنى المقصود من ألفاظ التعدّد الدلالي وبخاصة المشترك اللفظي.
فإذا كانت معاجم الألفاظ تثبت معاني المشترك اللفظي متدرّجة نحو: (العين) = عضو الإبصار- ينبوع الماء- الجاسوس، فمعاجم الحقول الدلالية توزّع المشتركات اللفظية على حقول مختلفة: فيصبح عضو الإبصار في حقل أعضاء الحواس الخمس، مثل (الأذن –الأنف- العين..) وينبوع الماء في حقل موارد المياه (البئر- العين- السد- الينبوع)، والجاسوس في حقل وظائف المراقبة: (الحارس- الشرطي- المخبر)(43).
وبالإضافة إلى ما سبق فإنّها تسهم في استنباط الفجوات الموجودة في تعريف مداخل المعجم وبخاصة حين المقارنة بين اللغات في المجال الاصطلاحي والمفرداتي، كما أنها تدقّق في تعاريف المداخل.
3- تعريف المداخل:
يعتبر تعريف المداخل في حضور كلمات الحقل الواحد أنجح منهجيّة توصّل إليها الدّرس المعجميّ المعاصر؛ إذ ييسّر تعريف جميع المداخل حتى تلك التي يستعصى شرحها وتوضيحها.
ومن أهمّ الخدمات التي تقدمها نظرية الحقول الدلالية للتعريف ما يأتي:
1- نفي الترادف أو تأكيده، فإذا كان المعجم يعرّف مدخل: (المحمي) بأنّه (الأسد) على أساس أنّ الكلمتين (المحمي والأسد) مترادفتان، فإنّ الحقل الدلالي يضع (المحمي) ضمن حقل الصفات الدالة على المناعة كـ (المحروس –المنيع- المصون)، وبالرجوع إلى دلالة الكلمة نجدها من: (أحمى الشيء: جعله حمىً لا يقرب)، بينما يندرج مدخل الأسد ضمن حقل الحيوانات المفترسة كـ (الضبع، الأسد، النمر...)، وفي هذه الحالة يعرف المحمي بأنّه (الشئ المصون) والأسد بأنّه: (جنس حيوان من الفصيلة السنورية).
وهكذا فإنّ كلمة (المحمي) ليست مرادفة (الأسد)، وإنّما هي صفة من صفاته الغالبة، يمكن أن ينعت بها كلّ من اتّصف بالمناعة كالوطن والمعسكر والقائد وغيره.
2- تحديد العلاقات بين مفردات الحقل الواحد من جهة، وبينها وبين ألفاظ الحقول الأخرى من جهة أخرى، قصد حصر ما يوجد بينها من اختلاف أو تشابه وهو صنيع من شأنه أن يقلّل من التعدّد الدلالي في تعاريف المداخل المعجمية.
3- تيسير عملية تصنيف المداخل حسب العام والخاص والمحسوس والمجرّد، والتمييز بين تعريفات مداخل الحقل الواحد، ممّا يبعد التداخل بين المفردات(44).
وبفضل التطوّر التقني والعلمي في آخر القرن العشرين أصبحت الإفادة من الحاسوب الآلي في صناعة المعاجم من أهمّ مجالات ما يعرف "بعلم اللغة الحاسوبي" الذي أضحى يلبّي المتطلّبات العلميّة والثقافية في الدول المتقدّمة في العالم المعاصر، ويقدم صورة كاملة لألفاظ اللغة عبر القرون، وبخاصة المعجمات التاريخية التي تدوّن كلّ مفردات اللغة في مراحل تطورها مع الدلالات الخاصة بكلّ كلمة، وبكلّ تركيب في ضوء النصوص الموثّقة على نحو دقيق(45).
ولاشكّ في أنّ الخبرة المعاصرة في صناعة المعجمات التاريخية في الدول المتقدّمة ومنها: كنز اللغة الفرنسية (T.L.F)، والمعجم التاريخي للإيطالية، والمعجم التاريخي للغة السنسكريتية، أبرزت أهمية التخطيط الدقيق وتوزيع العمل بشكل يحقّق إنجازات بدون هدر للأموال والزمن والجهد الفكري، وما يتطلّبه من توزيع المراحل من تخزين، وتبويب وتصحيح، وتحرير الدلالة(46).
ولكن الاجتهاد في وضع المعاجم بل في صناعتها لا يتأتّى لكل امرئ، بل تكون لمن وصل إلى مرتبة العلماء، أو كما كان يطلق عليها مرتبة الحافظ، وهي أعلى مرتبة يمكن أن يصل إليها العالم، وتتلخّص هذه المراحل كما ذكرها السيوطي فيما يأتي:
1- الدؤب والملازمة: أي الدأب على الدراسة والتحصيل، فقد قيل للأصمعي: "كيف حفظت ونسي أصحابك؟ قال: درست وتركوا".
2- الكتابة: والقيد، فقد روى عن محمد بن يزيد بن أبي المحلم، قال: أنشدت يونس أبياتاً من رجز فكتبها على ذراعه، ثمّ قال لي: إنّك لجيّاء بالخير".
3- الرحلة في طلب الفوائد والغرائب.
4- حفظ الشعر.
5- التثّبت في الرواية.
ووظيفة الحافظ هي الإملاء والإفتاء في اللغة، وعزو العلم إلى قائله، والردّ على العلماء إذا أخطؤوا(47).
ونضيف إلى ما ذكره السيوطي، المعرفة باللغات الأجنبيّة والمناهج المبتكرة في التحليل بالإضافة إلى ثقافة العصر والشّعوب.
¡¡
¡ هوامش:
1- ينظر د.حسن ظاظا، كلام العرب، ص:127- 128.
2- ينظر د.حلام الجيلالي، نقد عناصر المعجم العربي في ضوء نظرية الحقول الدلالية، ص: 110.
3- د.حسن ظاظا، كلام العرب، ص:153.
4- ينظر د.حسن ظاظا، المرجع نفسه، ص:157.
5- د.علي عبد الواحد وافي، فقه اللغة، ص:294.
6- ينظر د.أحمد طاهر حسنين، نظرية الاكتمال اللغوي، ص:206.
7- ينظر د.عدنان الخطيب، المعجم العربي بين الماضي والحاضر، ص:210.
8- ينظر د.أحمد مختار عمر، علم الدلالة، ص:83.
9- ينظر د.حلام الجيلالي، نقد عناصر المعجم العربي في ضوء نظرية الحقول الدلالية، ص:110.
10- ينظر د.عدنان الخطيب، المعجم العربي بين الماضي والحاضر، ص:213- 214.
11- سورة النمل، الآية 90.
12- سورة هود، الآية 37.
*(روجيه: معجمي إنجليزي، ولد بلندن في 1779 وتوفي بـ WEST MALVER في 1869 صاحب أول محاولة في 1852 لمعجم المترادفات الذي لا يزال ذا شهرة كبيرة في أحدث طبعاته، ثمّ أعيد طبعه عشرات المرّات بعد ذلك بعنوان: (ROGER,S THESAURUS OF ENGLISH WORDS AND PHASES).
13- ينظر د.أحمد مختار عمر، علم الدلالة، ص:84، وينظر د.كريم زكي حسام الدين، أصول تراثية في علم اللغة، ص: 296- 297.
14- R.H.Robins, Histoire de la linguistique de Platon à Chomsky, p:121.
15- JEAN –BAPTISTE PRUDENCE BOISSIEE معجمي فرنسي، ولد بفالوج VALOGUE في 1806 وتوفي بباريس في 1885، ويعدّ أوّل مؤلّف لمعجم قياسي بحسب الحقول الدلالية للغة الفرنسية في 1862).
16- ينظر د.حسن ظاظا، كلام العرب، من قضايا اللغة العربية، ص149.
17- ينظر د.كريم زكي حسام الدين، أصول تراثية في علم اللغة، ص:297. وينظر عمار شلواي، درعيات أبي العلاء، ص:38.
18- ينظر د.أحمد عمر مختار، علم الدلالة، ص:186، ومن الباحثين برييكل BREKLE الذي كتب كتاباً ترجم إلى الفرنسية ونشر 1974 بعنوان "علم الدلالة" (Semantique).
19- ينظر د.أحمد مختار عمر، علم الدلالة، ص:85- 87، وينظر د.كريم زكي حسام الدين، أصول تراثية في علم اللغة، ص:298.
20- ينظر د.أحمد مختار عمر، المرجع نفسه، ص:95، وينظر د.حلام الجيلالي، نقد عناصر المعجم العربي في ضوء نظرية الحقول الدلالية، ص:113.
21- ينظر د.أحمد مختار عمر، علم الدلالة، ص:88.
22- ينظر د.أحمد مختار عمر، المرجع نفسه، ص:84. وينظر عمار شلواي، درعيات أبي العلاء، ص:36- 37.
23- Voir Georges Mounin, Clefs pour la sémantique p:103- 130.
24- ينظر د.كريم زكي حسام الدين، أصول تراثية في علم اللغة، ص: 297.
25- الثعالبي، فقه اللغة وأسرار العربية، ص:11.
26- د.بلعيد صالح، مصادر اللغة، ص:101.
27- الثعالبي، فقه اللغة، ص:31.
28- ينظر د.بلعيد صالح، مصادر اللغة، ص:104.
29- الثعالبي، فقه اللغة، ص:31- 32.
30- نشره رشيد الدحداح في باريس لأوّل مرّة في 1885، ثمّ أعيد طبعه في عام 1930.
31- ينظر د.حلام الجيلالي، نقد عناصر المعجم العربي في ضوء نظرية الحقول الدلالية، ص:113.
32- ابن سيده، المخصّص، ج:1، ص: 10.
33- ينظر ابن سيده، المصدر السابق، ج:1، ص:10.
34- ابن سيده، المخصّص، ج:1، ص: 10.
35- نجد ابن شاهمردات (600هـ) سار على منوال ابن سيده في كتابه الموسوم بـ "حدائق الأدب في اللغة، والنحو، والإملاء، والصرف، واللغة، والعروض، وهو يعتبر من معاجم الموضوعات، ويضمّ القسم الأوّل منه (18) كتاباً هي: كتاب أسنان الحيوان، وخلق الإنسان، والخيل، والإبل، والشاء، والوحوش، والسباع، والحشرات، والطير، والصفات، والأسماء وأسماء ما في السماء والهواء، والأزمنة، والنبات، والحرث، والزرع، والحبّ، والسلاح، والميسر، والأمثال، والألفاظ المستعملة بين الناس. وقام بتحقيقه د.محمد بن سليمان السّديس بالرياض. (ينظر البوعنانية في مصادر ومراجع العلوم اللغوية من إعداد الأستاذ الدكتور مختار بوعناني.
36- ينظر د.كريم زكي حسام الدين، أصول تراثية في علم اللغة، ص:302.
37- ينظر ابن سيده، فهرس جميع أسفار المخصّص.
38- ينظر د.حلام الجيلالي، نقد عناصر المعجم العربي في ضوء نظرية الحقول الدلالية، ص: 110.
39- من هذه المعاجم الأجنبية معجم "كبي" "للّسان الفرنسي، معجم لاروس الكبير والصغير، معجم أكسفورد للّسان الإنجليزي.
40- ينظر د.حلام الجيلالي، نقد عناصر المعجم العربي في ضوء نظرية الحقول الدلالية، ص: 113.
41- ينظر د.حلام الجيلالي، المرجع، نفسه، ص: 113.
42- ينظر د.حلام الجيلالي، المرجع، نفسه، ص: 113.
43- ينظر د.حلام الجيلالي، المرجع، نفسه، ص: 114.
44- ينظر د.حلام الجيلالي، نقد عناصر المعجم العربي في ضوء نظرية الحقول الدلالية، ص: 114.
45- ينظر د.محمود فهمي حجازي، البحث اللغوي، ص: 75.
46- ينظر د.محمود فهمي حجازي، المرجع نفسه، ص:75.
47- ينظر السيوطي، المزهر، ج:1، ص: 58 وما بعدها وص: 103، وما بعدها.
¾¡¾
خاتمــة
لقد اتضح ممّا سبق أنّ الأبحاث المضنية والجهود المتواصلة في دراسة المعنى لعلماء القرن العشرين أنّ الحقول الدلالية تقوم على فكرة المفاهيم العامّة التي تؤلّف بين مفردات لغة بعينها، بشكل منتظم يساير المعرفة البشرية وخبرتها المحدّدة للصلة الدلالية بين الكلمات، وأنّ معنى الكلمة هو محصّلة علاقاتها بالكلمات الأخرى داخل الحقل المعجمي.
ومن أهمّ مبادِئ نظرية الحقول الدلالية أنّ الوحدة المعجمية عند التحليل لا تشترك في أكثر من حقل، ولا توجد وحدة معجمية خارجة عنه، التي يتمّ تحديدها في القواعد التركيبية للغة في السياق المعيّن.
وهي الفكرة التي لفت بها فردينان دي سوسير انتباه اللسانيين المحدثين حين تحدّث عن علاقات التداعي التي تنشأ بين الكلمات مثل: "ارتاب، وخشي، وخاف"، فرأى أنّها تحدّد بما يحيط بها، شأنها في ذلك شأن قطعة الفارس في لعبة الشطرنج التي لا تستمدّ قيمتها إلاّ من خلال علاقاتها بالقطع الأخرى.
وتطوّرت نظرية الحقول الدلالية لما بدأ عدد من الألسنيين السوسيريين والألمان والفرنسيين والإنجليز يهتمون بها، فكان رائدهم جوست تراير بورزيج (TRIER PORZIG JOST) في دراسته لقطاع مفهومي، تناول مفردات المعرفة في اللغة الألمانية المنتمية إلى القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين، موضّحاً أنّ التغيّر الدلالي الذي حدث في الكلمات المدروسة يعكس رؤية المجتمع للعالم في هذه الفترة.
وازداد نموها على يد أدنسون (ADENSON) وجاردن (GARDEN) واستيفان أولمان (STEPHANE ULLMAN)، وبيير جيرو (PIERRE GUIRAUD)، وجورج مونان (GEORGES MOUNIN) وجورج ماطوري (GEORGES MOUNIN)، وبرنار بوتيي (BERNARD POTTIER).
وكانت من بين جهودهم العناية بالتحليل التكويني للمعنى، فرأوا أنّه قابل للتجزئة متأثرين في ذلك بما قدّمته الفونولوجية (علم وظائف الأصوات) في تحليل الأصوات إلى مكوّناتها الأساسية.
وتبيّن أنّ اللغويين العرب القدامى قد حلّلوا في وقت مبكر الحقول الدلالية منهجاً وإجراءً، وإن لم يشيروا إلى المصطلح فيما ألّفوه من مصادر حول الدلالة والمعجمية، واتّضحت –أيضاً- المنابع الفكرية والفلسفية لذلك وتأثّر هذا التأليف بما وضعه علماء الحديث النبوي الشريف في مجال تخصّصهم.
وتجلّى عملهم في تصنيف الرسائل اللغوية المرتبطة بحياتهم، وتوّجت جهودهم العلميّة بمعاجم المعاني الموزّعة وفق الحقول الدلالية التي ظهرت في صورتها المتطوّرة على يد الثعالبي في "فقه اللغة وأسرار العربية" وعند ابن سيده في "المخصّص".
ولكن اهتمام العرب المبكّر بالرسائل ومعاجم الموضوعات لم يصل بطبيعة الحال إلى تأسيس نظرية للحقول الدلالية بمفهومها العلمي المتداول في العصر الحديث.
وإذا كانت أعمالهم تختلف عن مثيلاتها التي تؤلف اليوم، فذلك يعود –بطبيعة الأمر- إلى تغيّر الزمان وتوسّع آفاق الدرس الدلالي والمعجمي، وعمق تقنياته ومنهجيته بفضل الازدهار العلمي والمعرفي في هذا القرن، وليس في ذلك ضير يلحق بما قدّمه أولئك العلماء، إذ لا يزال ما دوّنوه في مصادرهم أفكار رائدة تحتاج إلى من يزيدها بحثاً وتحليلاً حتّى تصل إلى حلقات الدرس المعاصر.
كما يلاحظ أنّ نظرية الحقول الدلالية أصبحت تستثمر في أكثر من مجال معرفي، فبات يفيد منها خبراء صناعة المعاجم المختلفة في رصد مفردات اللّغة فييسّر البحث فيها ويدقّق في معانيها، ويقفون على الخلل والنقصان في المعاجم لاستدراكهما وإعادة صياغتها حسب ما يتطلبه العصر والحياة.
¾¡¾
فهرس المصادر والمراجع
1- القرآن الكريم، رواية الإمام ورش، دار المصحف، شركة مكتبة ومطبعة عبد الرحمن محمد. القاهرة، مصر.
2- إبراهيم أنيس، دلالة الألفاظ، مكتبة الأنجلو المصرية: ط: 3، عام 1972.
3- أبركان فاطمة، بعض الجوانب النظرية في المعجم العربي –معجم الألوان نموذجاً- رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا، إشراف الدكتور الفهري عبد القادر الفاسي، جامعة محمد الخامس، كلية الآداب والعلوم الإنسانية –الرباط- المملكة المغربية، السنة الجامعية 1994- 1995 (مخطوط).
4- ابن الأجدابي، إبراهيم بن إسماعيل، كفاية المتحفّظ ونهاية المتلفّظ في اللغة العربية، القاهرة، 1870م.
5- الأصمعي، كتاب الشجر والنبات، تحقيق د.عبد الله يوسف الغنيم، ط: 1، مطبعة المدني، القاهرة، 1972م.
6- إسماعيل عز الدين، المصادر الأدبية واللغوية في التراث العربي، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت، دون سنة.
7- {ل ياسين محمد حسين، الدراسات اللغوية عند العرب إلى نهاية القرن الثالث الهجري، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت، لبنان، ط: 1، عام 1980.
8- أمين أحمد، ضحى الإسلام، مكتبة النهضة المصرية، ط: 7، دون سنة.
9- بركة الطبال فاطمة، النظرية الألسنية عند رومان ياكبسون –دراسة ونصوص- المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، ط: 1، سنة 1993.
10- بلعيد صالح، مصادر اللغة، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر سنة 1984.
11- تمام حسان، اللغة العربية معناها ومبناها، الشركة الجديدة، دار الثقافة، الدار البيضاء المملكة المغربية، دون سنة.
12- الثعالبي، أبو منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل، فقه اللغة وأسرار العربية، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت، (دون سنة).
13- الجاحظ، الحيوان، تحقيق وشرح عبد السلام هارون، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان.
14- جرمان كلود وريمون لوبلان، علم الدلالة، ترجمة نور الهدى لوشن، دار الفاضل، دمشق سنة 1994.
15- جيفري، سامبسون، المدارس اللغوية –التطوّر والصراع –ترجمة د.أحمد نعيم الكراعين، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت، ط: 1، سنة 1993.
16- جيرو بيير، علم الدلالة، ترجمة منذر عياشي، طلاس للدراسات والترجمة والنشر ط: 1، دمشق، سنة 1988.
17- حساني أحمد، مباحث في اللسانيات، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، سنة 1994.
18- حجازي محمود فهمي، البحث اللغوي. دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة.
19- حسين أحمد طاهر، نظرية الاكتمال اللغوي، منهج شامل لتعليم اللغة العربية (الأصوات، الصرف، المعاجم، النحو)، دار الفكر العربي، القاهرة، ط: 1، مصر، سنة 1987.
20- الحناش محمد، البنيوية في اللسانيات، دار الرشاد الحديثة، الدار البيضاء، المغرب، ط: 1 سنة 1980.
21- دي سويسر فردينان، دروس في الألسنية العامة، تعريب صالح القرمادي، محمد الشاوش، محمد عجينة، الدار العربية للكتاب، سنة 1985.
22- ريمون طحان، دنيز بيطار طحان، فنون التقعيد وعلوم الألسنية، دار الكتاب اللبناني، بيروت، ط: 1.
23- ريمون طحان، الألسنية العربية، دار الكتاب اللبناني، بيروت، ط: 2، سنة 1981.
24- زكي كريم حسام الدين، أصول تراثية في علم اللغة، مكتبة الأنجلو المصرية، ط: 2، القاهرة، سنة 1985.
25- السطل، وجيهة، التأليف في خلق الإنسان، منشورات دار الحكمة، دمشق، بدون تاريخ.
26- ابن السكيت، أبو يوسف بن إسحاق، كتاب الألفاظ، تحقيق الأب شيخو اليسوعي، بيروت، 1895م، (طبعة ثانية- مختصر تهذيب الألفاظ- سنة 1897م).
27- ابن سيده، أبو الحسن علي بن إسماعيل، المخصّص، تحقيق لجنة إحياء التراث العربي، منشورات دار الآفاق الجديد، بيروت.
28- السيوطي، عبد الرحمن جلال الدين، المزهر في علوم اللغة، شرح وتصحيح وعنوان وتعليق محمد أحمد جاد المولى، وآخران، دار إحياء الكتب العربية، مطبعة عيسى البابي وشركاه بمصر.
29- شاكر سالم، مدخل إلى علم الدلالة، ترجمة محمد يحياتن، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1992.
30- شلواي عمّار، درعيات أبي العلاء، دراسة دلالية –الألفاظ الخاصّة بالإنسان وحياته الاجتماعية والاقتصادية –إشراف الدكتور عبد الله بوخلخال، معهد اللغة العربية وآدابها، جامعة قسنطينة، رسالة ماجستير، سنة 1995 (مخطوط).
31- ظاظا، حسن، كلام العرب –من قضايا اللغة العربية- دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت، سنة 1970.
32- العشيري، محمد رياض، التصوّر اللغوي عند الإسماعلية، دراسة في كتاب الزينة لأبي حاتم الرازي، منشأة المعارف بالإسكندرية، جلال خزى وشركاه، سنة 1985.
33- فاخوري، عادل، اللسانية التوليدية التحويلية، دار الطليعة للطباعة والنشر، ط: 2، بيروت، سنة 1988.
34- فندريس، اللغة. ترجمة عبد الحميد الدواخلي ومحمد القصاص، مطبعة لجنة البيان العربي، القاهرة، سنة 1950.
35- الفهري عبد القادر الفاسي، اللسانيات واللغة العربية، منشورات عويدات، ط:1، بيروت سنة 1986.
36- قدور، محمد أحمد، مبادئ اللسانيات، دار الفكر، دمشق ط:1، بيروت سنة 1986
37- قدور، محمد أحمد، مدخل إلى فقه اللغة العربية، دار الفكر، المعاصر، بيروت ط: 1، سنة 1993.
38- لوشن، نور الهدى، إلياذة الجزائر لمفدي زكريا- دراسة دلالية- إشراف ميشال باربو؛ دكتوراه دولة، معهد اللغة العربية وآدابها، جامعة الجزائر، سنة 1990 (مخطوط).
39- ماطوري، جورج، منهج المعجمية، ترجمة وتقديم عبد العلي الودغيري، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط، سنة1992.
40- المبارك، محمد، فقه اللغة وخصائص العربية، دراسة تحليلية مقارنة وعرض لمنهج العربية الأصيل في التجديد والتوليد، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، ط:7، سنة 1971.
41- مختار عمر أحمد، علم الدلالة، علم الكتب، القاهرة، سنة 1988.
42- المعجم الفلسفي، مجمع اللغة العربية، الهيئة العامّة لشؤون المطابع الأميرية، القاهرة، سنة 1983.
43- نايف، خرما، أضواء على الدراسات اللغوية المعاصرة، ط:2، سنة 1979.
44- نصار حسين، المعجم العربي، نشأته وتطوّره، دار مصر للطباعة، ط: 2، القاهرة، سنة 1968.
45- وافي، عبد الواحد، فقه اللغة، دار نهضة مصر للطباعة والنشر، ط: 8، القاهرة، مصر.
46- الهمذاني، عبد الرحيم بن عيسى، الألفاظ الكتابية، راجعه وقدّم له الدكتور السيّد الجميلي، دار الكتاب العربي، بيروت، ط: 2، سنة 1998.
الدوريات
47- حلام، الجيلالي، نقد عناصر المعجم العربي في ضوء نظرية الحقول الدلالي، مجلة المنهل، العدد 550، المجلد 60، 1998، المملكة العربية السعودية.
48- زيان أبو طالب، المعاجم اللغوية بين ماضيها وحاضرها، المجمع العلمي العربي، سورية، يناير 1965.
49- الشاوي أحمد بن عبد الله، من مشاكل الدلالة، مجلة اللسان العربي، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، مكتب تنسيق التعريب، عدد 22، 1982- 1983.
50- موريس أبو ناضر، مدخل إلى علم الدلالة الألسني، مجلة الفكر العربي المعاصر، مركز الإنماء القومي، ع 18/19، مارس 1982.
المراجع باللغة الفرنسية
51- C.Fuchs et P.Le Goffic, initiation aux problémes des linguistiques contemporaines, Hachette Université, Paris, 1975.
52- Dubois, Jean et autres, dictionnaire de linguistique, librairie, larousse, Paris, 1973.
53-Grand dictionnaire Encyclopédique, Larousse, Lbrairie.
54-Germain Claude, la sémantique fonctionnelle, presses de France, l,édition, Paris, 1981.
55- Francis, Vanoy, expression et communication, Librairie, Armand Colin, Paris, 1973.
56- Jackbson Roman, éssies de linguistique générale, les éditions de Minuit, Paris, 1973.
57- Jacqueline Picohe, précis de lexicologie frncaise, Fernand Nathand, France, 1984.
58-Jhelmslev Louis, prolégoménes à une théorie de langage, tr Mauie Leouard, les
éditions de Minuit, Paris, 1966.
59- Joelle Rédouane, stylistique comprée du francais et de l,anglais, O.P.Ualger, 1996.
60- Le Petit Robert, Sous La direction de Paul Robert, Paris, 1993.
61- Lyons Jean, Sémantique Linguistique, Traduction de J.Durand Etd . Boulonnais, Librairie Larousse, Paris, 1980.
62- Maingueneau Dominique , Initiations aux métheodes de l’analyse du discours, Hachette Université,Paris, 1976.
63- Maingueneau Dominique, J.Filiolet, J.L. Chiss, initiation à la problématique structurale Hachette. Université, Paris , tome. I. 1977.
64- Matoré Georges , Histoire des dictionnaires francais, Librairie , Larousse , Paris, 1968.
65 –Mounin Georges, clefs. Pour la Linguistique, Seghers, Paris. 1971.
66- Mounin Georges, clefs pour la sémantique, édition Seghers, Paris. 1972.
67- Georges, Mounin, Dictionnaire, de Linguistique.
68- Mounin Georges. Problémes théoriques de La traduction , éditions gallimard, 1963.
69-R. H. Robins, bréve histoire de la linguistique, de Plation à Chomsky taduit de L’anglais Par Maurice Borel, édition du seuil, Paris. 1971.
70- R. H. Robins, Linguistique Générale : une introduction, Librairie Armand Colin, Traduction de Simone Delesalle et Paul Guivarch, Paris , 1973.
¾¡¾
المحتويات
مقّدمـــة 5
الفصل الأوّل: مفهوم نظرية الحقول الدلالية. 7
الفصل الثاني: نظرية الحقول الدلالية في التراث اللغوي العربي. 21
الفصل الثالث: نشأة نظرية الحقول الدلالية عند الغربـيين وتطورها 41
الفصل الرابع: التحليل التكويني للمعنى وعلاقته بالحقول الدلالية 61
الفصل الخامس: نظرية الحقول الدلالية وصناعة المعجم 81
خاتمــة 99