منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    نحو النص أو لسانيات النص:

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    نحو النص أو لسانيات النص: Empty نحو النص أو لسانيات النص:

    مُساهمة   الإثنين يناير 18, 2010 4:18 am


    1- نحو النص أو لسانيات النص:


    ذهب الباحثون (على سبيل المثال: د.محمد الشّاوش: أصول تحليل الخطاب في النظرية النحوية العربية، المؤسسة العربية للتوزيع، تونس2001) إلى أنّ "نحو النص أو لسانيات النص" نشاط أو فرع لساني ظهر أواخرَ الستينيات كما بيّن ذلك "ويرير" :
    - J. Wirrer, 1979: Five questions in on text-linguistics
    وقد ظهرت أواخر السّنوات السّتّين و بداية السّبعينيّات أعمال لسانية تصبّ في ميدان لسانيات النص وتستوعب النصوص ميدانا لغويا جديدا يتجاوز الجملة وما وُضِعَ لها من قواعدَ، وقد كتب "فان ديك" في هذا الصدد أعمالاً تستدلّ على ضرورة هذا التجاوز لنحو الجملة والخروج من قيودها ، وضرورة تأسيس لسانيات النص باعتبارِها كيانا لغويّا مستقلاًّ :
    - Van Dijk, Handbook of dicourse analysis 1985a
    - Van Dijk, discourse and communication, 1985b
    ***


    عرَّفَ لسانيّو النّصِّ " النّصَّ " بأنّه وحدةٌ لغويّة مكوَّنَة من أكثر من جملة (G. Génot 1984, Grammaire et récit, essai de linguistique textuelle, Nanterre )
    التعديل الأخير تم بواسطة د.عبد الرحمن بودرع ; 21-Aug-2009 الساعة 09:36 PM
    د.عبد الرحمن بودرع متواجد حالياً




    افتراضي من دروس اللسانيات: لسانيات النص (2)
    2- بين النص والجملة:


    أغلب الدّارسين :
    - بَنَوا تعريفَهم للنّصّ ولسانيات النّص على الجملة ونحو الجملة،
    - واتّخذوا النّصَّ مطيّةً للانتقالِ إلى الحديثِ عن ظواهر الانسجام والتّرابط بين الجمل المُنْجَزَةِ في إطارِ مقامٍ مُعيّن ،
    - وتحدّثوا عن حدود النّصّ أي بدايته ونهايتِه، عن عنوانه واستهلاله وعلامات نهايته
    - وعن مكوِّناتِه أي عناصره التي يتأسّس عليها كالجملة والقول المنجز والقضيّة ... أي من مكوِّنات أصغر من الجملة ، و مكوِّنات جُمليّة ، و مجموعة جملٍ ، و مجموعة أقوالٍ استعمَلَها المتكلّم .
    ويدخل النص والجُملة في إطار ثنائيّات ضدّيّة : فالجملة وحدة نظرية نظاميّة ، إطارها اللّغة، وتنطلق من قدرة لغويّة، أمّا النّصّ فهو وحدة إجرائية استعمالية ، إطارها الكلام، وتنطلق من إنجاز لغوي أو قدرة تواصلية .
    ومن شروط قيام النّصّ: أنّه صياغة لغويّة متكاملةٌ مستقلّة، تتحقق بشروط:
    - استقلال النّصّ وحدوده الفاصلة: الصّحّة النّحويّة لكلّ جملة من جمل النّصّ (أو فسادها) لا تقتضي بالضّرورة صلاح النّصّ (أو فساده) من حيثُ هو كلّ
    - البنية: وجوبُ توفُّرِ شروطِ البنية مثل الائتلاف والانسجام والتّرابُط والاتّساق...
    - المقصديّة: (Intentionnalité) يجب أن تخضع المتوالية في النّصّ لقصد المتكلّم ونيّتِه
    - المقبوليّة (acceptabilité) وهي وَقفٌ على تعاوُن المُتقبِّل واستعداده
    - الوظيفة: أن تكون جُمَل النّصّ ذاتَ وظيفةٍ تواصليّة
    - الإفادة (informativité) رهم بعلاقة المتكلّم بالمتقبّل
    - المُناسبةُ المقاميّة: (Situationalité) : أن يكون النّصّ مفيدا في مقام معيّن
    - التّناصّ : (intertextualité) ارتباط النصّ بنصوص متقدّمة
    د.عبد الرحمن بودرع متواجد حالياً


    افتراضي من دروس اللسانيات: لسانيات النص (3)
    3- اتجاهات في لسانيات النص:


    يمكن أن نرجع لسانيات النص إلى اتّجاهين :
    - أوّلهما ينطلق ممّا استقرّ في لسانيات الجملة ليتصدّى لدراسة الظّواهر التي تتعدّى الجملة، ويدخل في الاتّجاه هاليداي ورقيّة حسن وإيزنبرغ (Isenberg) و برنكر (Brinker)
    - وأمّا الثّاني فيتناول النّصّ من حيث هو كلّ ، ويدرسه باعتبارِه منطلَقا، ويدرس تركيبه وصياغته . ويمثّل هذا الاتّجاهَ فان ديك (Van Dijk)، ويذهب هذا الاتّجاه إلى أنّ تكوّن النّصّ ليس إلا مرحلة تمهيدية للسانيات النص يتمّ بها عبور الحدود الفاصلة بين الجملة والنص
    (Sgal P. 1979, Remarks on text, Language and communication )
    د.عبد الرحمن بودرع متواجد حالياً



    افتراضي من دروس اللسانيات: لسانيات النص (4)
    4- العلاقة بين لسانيات الجملة ولسانيات النص:
    تنازع وانفصال أم ترابط واشتمال:



    أ- الانفصال:
    ذهب بعض الباحثين إلى وجوب الفصل بين لسانيات الجملة ولسانيات النص باعتبارهما كيانين متقابلين منفصلين .
    ب- الاشتمال:
    وذهب فريق آخر إلى أنّ نحو النّص يتضمّن نحو الجملة تبعا لتضمّن النص للجملة ، فكل ما دخل في موضوع لسانيات الجملة فهو داخل في موضوع لسانيات النص، والعكس غير صحيح
    فالعلاقة بهذا الاعتبار تتحوّل من القيام على التّكامل إلى القيام على التّضمّن، أي تضمّن الكلّ - وهو نحو النص – للجزء وهو نحو الجملة: (Wirrer J. 1979, Five questions on text-linguistics, )
    وذهب "Van Dijk, 1972" المذهب نفسَه: (Some Aspects of Text Grammar, Paris La Haye Mouton)
    ج- استيعاب معكوس:
    هناك رأي ثالث يذهب إلى استيعاب الجملة للنّصّ، والمُنطَلَق فيه تقدير أفعال في البنية العميقة تمثُلُ فيها مكوِّنات عمليّة القول، ففي بداية كلّ جملة أو نصّ يتمّ الانطلاق من تقدير فعل القول، فيصبح للنّصّ محلّ في الجملة يتحكّم فيه فعلُ القول، ويترتّب على هذا الاعتبار انضواء النّصّ في شكل الجملة باعتبارِه مكوّنا من مكوّناتِها
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ



    افتراضي من دروس اللسانيات: لسانيات النص (5)
    5- النّصّ والخِطاب:


    ذهب ( Van Dijk, Some Aspects of Text Grammar, 1972, Paris, La Haye Mouton) إلى التّمييز بين النّصّ والخطاب معتبراً الأوّل بناءً نظرِيّا والخطابَ عبارةً يستعملُها النّاسُ استعمالاً حدسياً :
    - الجملة بنية مستنبطة من من المُستعمَلِ باعتبارِها أمرا موجودا فيه بالقوة
    - النص شيء مبني تدخُل فيه متغيّرات التحقّق
    - النص يشكّل الخِطاب ، والخطابُ يُحقّق النصّ ، ومن ثَمّ فإنّ هدفَ لسانيات النص هو وضع نظريّة للخطاب وبناء لسانيات له
    - النصّ وحدة لغويّةٌ أساسٌ تتحقّقُ باعتبارِها خطابا في أقوالٍ
    - أهمّيّة المتكلّم / الكاتب، والمستمع/القارئ في عمليّة التّواصل باعتبارِ هذه العناصر أطراف الخِطاب والتّخاطُب
    - و لا ننسى أخيرا أنّ الباحثين اختلفوا في المصطلَحاتِ واستعمالِ المفاهيم ؛ فمنهم مَن اعتمدَ مفهومَ النّصّ ، و منهم مَن اعتمَدَ مفاهيم أخرى كالخطابِ والقولِ والملفوظ...
    د.عبد الرحمن بودرع متواجد حالياً رد مع اقتباس
    قديم 20-Jul-2007, 08:00 PM #6 (المشاركة)
    مشرفة المقاهي العامة


    افتراضي من دروس اللسانيات: لسانيات النص
    6- بين الخطاب والنّصّ والجُملَة:



    إذا كان من اليسيرِ تحديدُ مَفهومِ الجملة بشيء من الدّقّة، نظراً لِما تراكم من أدبيّاتٍ وكتاباتٍ في نحو الجملة قديما وفي لسانيات الجملة والتّركيبِ حديثاً...
    فإنّ مفهومَ الخطابِ لم يحظَ، على كثرة التّداول، بتعريفٍ قارٍّ ، ويزدادُ الأمر غموضاً عندما يتعاقبُ في الاستعمالِ مصطلحانِ اثنانِ هما الخطابُ (Discourse) والنّصّ (Text)، وكأنهما مصطلحانِ مُترادِفانِ.

    1- عندما نُطلِقُ مصطلَح "خطاب" فإنّ الذّهنَ يتّجه إلى إنجازٍ لغويّ [سواء أكان جملةً واحدةً أم كانَ أكثر من جملة، وهو الغالب، أم كان جزءاً من جملةٍ فقط، أو نصّاً ...] يُربَطُ فيه بين بنيتِه الدّاخليّة وظروفِه المقاميّة [أي بين مقالِه ومقامِه] ومُستعمِليه [من متكلِّمٍ ومُخاطَبٍ] ربطَ تبعيّةٍ وتعلُّقٍ، أي إنّ بنيةَ الخطاب لا يمكنُ أن تتحدّدَ إلاّ وفقاً لهذه الظّروفِ، وأنّها [أي البنية اللّفظيّة] خاضعةٌ لوظائف المقام وظروف التَّواصُل...
    ويُمكن تصنيف أنواعِ الخِطابِ من حيثُ الغرض التّواصُلِيّ إلى خطابٍ سرديّ أو حِكائي، وخطابٍ وصفيّ، وخطابٍ حِجاجِيّ إقناعِيّ، وخطابٍ تعليميّ تلقينيّ، وخطابٍ ترفيهيّ...
    كما يُمكن تصنيفُه من حيثُ نوع المُشاركة إلى حوارٍ ثُنائيّ أو حوارٍ جماعيّ أو خطابِ الذّات (مونولوج) . وقد تكون المشاركةُ مباشرةً بين المتخاطبين أو غير مباشرة كأن تكون مكاتبةً أو مكالَمَةً هاتفيّةً بينهم .

    2- أمّا "النّصّ" فهو مجموعة من الجمل البسيطة، أو مجموعة من الجمل البسيطة والمركَّبَة، التي تشكّل خطاباً، أي وحدةً تواصليّةً تامّةً . فتكون أصغر وحدة نصّيّة هي الجملة .
    ومفهوم النّصّ ينصرف إلى مبادئ صياغة بنية الخطابِ وقواعدها، أي إلى شكله ونظامِه والعلاقات التي تربط أجزاءَه الدّاخليَّةَ بعضها ببعض، وإلى الآليات التي تُنظِّم العناصر داخل هذا الكيان اللغوي المُسمّى نصًّا، بغضّ النّظر عن الوظائف الاتّصالية وعلاقة المقال بالمقام وربط الكلام بالمتكلّم والمُخاطَب .
    النّصّ وحدة لغوية ذات علاقاتٍ داخليّة، ومكوِّنٌ من مكوِّنات الخطابِ، والفرق بين النّصّ والخطابِ أنّ كلَّ خطابٍ هو نصّ بالنّظرِ إلى بعض مكوِّناتِه، وهي الآليات الدّاخلية التي تُشكِّل قوامَه ُ، وليس كلُّ نصٍّ خطاباً لأنّ النّصّ يُنظرُ إليه باعتبارِه آلياتٍ بنيويّة داخليّة يُبْنى بواسطتِها الخطاب، أمّا الخِطابُ فيربو على النّصّ بامتيازِه بمكوِّناتٍ أخرى طأطراف التَّواصُلِ وظُروف التَّداوُل اللّغوي...



    وبِالجُمْلَة، فإنّ الخِطابَ يقْتَضي مُخاطِباً ومُخاطَباً، ولو على سبيلِ الافْتِراض، وظُروفَ تَخاطُبٍ.
    أمّا النّصّ فإنّه يقتضي آلِياتٍ داخِلِيّةً تَضْمَنُ لَهُ شُروطَ التَّماسُكِ اللّغوِيّ والانْسِجامِ الدّلالِيّ

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 4:36 am