منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    التنــاص فــي شعــر صـلاح عبد الصبــور

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    التنــاص فــي شعــر صـلاح عبد الصبــور Empty التنــاص فــي شعــر صـلاح عبد الصبــور

    مُساهمة   الإثنين يناير 18, 2010 1:06 pm

    ثقافة وفن: التنــاص فــي شعــر صـلاح عبد الصبــور فــي دراسـة جامعيـة
    د.دلسوز البرزنجي
    جامعة السليمانية
    في كلية اللغات بجامعة السليمانية نوقشت قبل ايام رسالة دكتوراه للباحثة ئاواز محمود تحت عنوان (التناص في شعر صلاح عبد الصبور) بأشراف الاستاذ الدكتور فائق مصطفى احمد استاذ الادب والنقد الحديث بجامعة السليمانية.أخذ مصطلح(التناص) كما هو معروف يشيع في النقد العربي الحديث خلال السنوات الاخيرة، واهمية هذا المصطلح لا تكمن في كونه مصطلحاً نقدياً ينتمي الى حقبة الستينيات فحسب.
    بل تكمن أهميته في انطلاق مرحلة جديدة من النقد الادبي حين قدمت جوليا كريستيغا مفهوماً للتناص في ضوء تعريف جديد للنص حتى غدا النص عبارة عن فسيفساء نصوص، فهذه النظرية تتحقق في مستويين هما مستوى التناص الخارجي الذي انصب اهتمامه بصورة رئيسية على مابين النص والنصوص الغائبة، ومستوى التناص الداخلي الذي يعنى بتفاعل النصوص فيما بينها. إذن سمة الانفتاح والتعالق والتواصل تعد من اهم سمات التناص. ارتبط التناص عن بعض النقاد بالقراءة، فعدّ آلية قرائية يستطيع القارئ بوساطته تجاوز افق توقعة اذ يتكئ على قراءة استكشافية واسترجاعية (تأويلية) من اجل اضفاء دلالات جديدة على النص المقروء.
    والتناص وظيفة تقوم على تجسيد وتدعيم وإغناء رؤي الشاعر وتوجهاته ومواقفه الفكرية والوجدانية، فكما يقول، النضري : (كلما إتسعت الرؤيا ضاقت العبارة) حتى يضطر الشاعر الى الاستعانة بوعي أو بغير وعي، بنصوص الاخرين حتى يستطيع ان يجسد رؤياه.
    أما ما يخص اختيار الباحثة للشاعر صلاح عبد الصبور فيعود الى مايأتي:
    -1الثقافة الواسعة للشاعر، واطلاعه على التراثين العربي والغربي جعله يبدع في نصوصه الشعرية، اثر تعالق نصوصه مع النصوص الغائبة المختلفة.
    -2عمق تجارب الشاعر، جعل شعره يتسم بالتنوع والتخيير في دواوينه الشعرية( الناس في بلادي)و( أقول لكم) و(احلام الفارس القديم) و (تأملات في زمن جريح) و( شجر الليل)و( الابحار في الذاكرة).
    -3اشار عبد الصبور الى مفهوم التناص في كتابه ( حياتي في الشعر) وعدة ميزةً حقيقية في الفن و الادب كونهما تراثاً ممتداً يستفيد لاحقه من سابقة، كما بين طبيعة توظيفه الخطابات المختلفة مثل الخطاب الاسطوري و الشعبي في شعره.
    أما مايخص الخطة فقد قسم البحث على تمهيد يخص الجانب التنظيري عرضت فيه الباحثة لأهم التعاريف والآراء النقدية بصدد هذه النظرية واشكالية المصطلح وكيفية ظهوره واهم الآراء النقدية الغربية والعربية بصددها. وخصص الفصل الاول للتناص مع الخطاب الديني، وتوزع على ثلاثة مباحث، المبحث الاول التناص مع القرآن الكريم والسيرة النبوية الشريفة، والمبحث الثاني التناص مع الخطاب المسيحي وسيرة السيد المسيح، اما المبحث الثالث فكان مع الخطاب اليهودي. كما خصص الفصل الثاني للتناص مع الخطاب الشعري وتوزع على ثلاثة مباحث، المبحث الأول تناول التناص مع الشعر العربي القديم والحديث والمعاصر، والمبحث الثاني التناص مع الشعر الغربي، والمبحث الثالث دار على التناص مع الشعر الداخلي، اي مع شعر الشاعر نفسه، اما الفصل الثالث الموسوم بالتناص مع الخطاب الاسطوري والشعبي فقد جاء في مبحثين، المبحث الاول دار على كيفية التوظيف مع الا ساطير الشرقية والغربية، في حين اهتم المبحث الثاني بالتناص مع الخطاب الشعبي ضمن حكايات (الف ليلة وليلة) والامثال والاغاني الشعبية.
    وأما اهم النتائج التي توصلت اليها الباحثة فهي:
    1 - ان التناص مع الخطاب الديني تم على وفق ضروب متعددة كالخطاب الاسلامي و الخطاب المسيحي واليهودي، وكان التناص مع الخطاب الاسلامي اكثر هيمنة ومساحة مع الخطاب المسيحي، كما ان التناص مع الخطاب المسيحي كان اكثر همينة مع الخطاب اليهودي.
    2 - أما التناص مع الخطاب الشعري فقد ثم مع الخطاب الشعري العربي القديم والحديث والمعاصر، كذلك مع الخطاب الشعري الغربي، مع شكسبير واليوت ولوركا، على وفق آليات تناصية متعددة، وكان التناص مع شعر اليوت اكثر هيمنة من اشعار غيره. كما كان التناص الشعري الداخلي يجسد حالة التماسك بين نصوص الشاعر.
    3 ـ وفي التناص مع الخطاب الا سطوري و الشعبي لوحظ ان التناص ثم مع الأساطير الشرقية والغربية، لكن الأساطير الشرقية كانت اكثر هيمنة مع الاساطير الغربية.
    -4 اتسم التناص في النص الصبوري بالتعددية، اي ان نصوصاً ثانوية متعددة اسهمت في تشكيلية حيث تراكمت تلك النصوص، وعلى نحو خفي، في اكثر الاوقات مما يعكس العمق المعرفي في طبيعة التناص.
    وقد تألفت لجنة المناقشة من الاستاذ الدكتور ظاهر لطيف كريم رئيساً وعضوية د. نيان نوشيروان( جامعة السليمانية)، والاستاذ الدكتور صالح الجميلي ( جامعة تكريت)، و د.سعود احمد ود. فيصل غازي (جامعة الموصل).








      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 4:55 am