منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    > سيمياء التناص الاستعاري

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    > سيمياء التناص الاستعاري Empty > سيمياء التناص الاستعاري

    مُساهمة   الإثنين يناير 18, 2010 1:39 pm




    قضايا > سيمياء التناص الاستعاري

    سيمياء التناص الاستعاري

    رؤية لنظم علاقات البيان عند الجرجاني

    د.محمد سالم سعد الله

    أستاذ الفلسفة والمنطق والفقه الحضاري

    شغلت الاستعارة حيزاً كبيراً في دراسات اللغويين والبلاغيين القدامى ، وقد تشعبت مباحثها واختلفت الآراء فيها ، حيث اختلطت مباحثها مع مباحث بلاغية أخرى ، ولم تأخذ حيزها الذي تشتغل فيه ، فقد درست في نطاق المجاز اللغوي ، … ونحو ذلك .

    وقد شهدت الاستعارة على يد عبد القاهر الجرجاني تطوراً كبيراً من خلال دراسته لحقلها الدلالي ، ولإضاءة وظائفها داخل الكلام، فضلاً عن حديثه عن أهميتها ومنزلتها قياساً إلى فنون البيان الأخرى . وقد أشار بعض النقاد العرب المحدثين إلى دور عبد القاهر ومزيته في تناول هذا الموضوع.

    وقبل أن ينطلق البحث من النص الجرجاني في ( الأسرار ) في الدراسة ، يتطرق أولاً إلى ما سماه بـ( سيمياء التناص الاستعاري ) .

    حُدّد التناص ـ الذي ظهر بوصفه مصطلحاً في مرحلة الستينات على يد جوليا كريستيفيا ـ بمجموعة مفاهيم نُسجت لتشكل المنطقة الاشتغالية له ، ومن بين تلك المفاهيم : التناص : هو تعالق ( الدخول في علاقة ) نصوص مع نص ( آخر ) بكيفيات مختلفة ، وهو فسيفساء من نصوص أخرى أُدمجت فيه بتقنيات مختلفة(1) ، أو هو مجال عام للصيغ المجهولة للنص التي لا تظهر على سطحه(2) . وقد حدد ( جيني ) ـ في كتابه ( استراتيجيات الشكل ) ـ التناص بوصفه تحويلاً وتمثيلاً لعدّة نصوص يقوم بها نص مركزي يحتفظ بريادة المعنى(3) . في حين حدد ( مارك أنجينو ) التناص بقوله : هو التقاطع داخل نص لتعبير ( لقول ) مأخوذ من نصوص أخرى ، أو هو النقل لتعبيرات سابقة أو متزامنة(4) . أما ( جيرار جينيت ) فقد ذكر أنّ التناص محاولة دراسة العلاقة بين النصوص المكونة لنص معين(5) . وقد سماه ( باختين ) : ( التبادل الحواري )(6) ، في حين تعدّد مسمياته ما بين : (تعدد الأصوات ، التفاعل النصي ، التعالي النصي ، الحوارية ، تداخل النصوص ، التداخل النصي ، ….).

    ومن بين تلك المفاهيم يمكن استخلاص مفهوم عام للتناص يتعلق بماهيته ، محدداً وظيفته الدلالية ، خارجاً عن إطار النص بوصفه إبداعاً ، مقترباً من التداخل الحاصل بين المصطلحات الأخرى في ميدان التنظير ، ونعني بذلك التداخل الكائن بين مصطلحات البيان في البلاغة العربية وفنونها بشكل عام ، التي اقتنصها الجرجاني بشكل خاص .

    والتناص بوصفه تقنية يتحايل بها النص ليكسب ذاته تشكيلاً وتداخلاً مع نصوص أخـرى ، وهو وسيلة تواصل هدفها التفاعل وتأسيس ديناميكية متعدّدة لغرض الوصول نحو التحول الدلالي الذي يميز الفن البياني المعين ويجعله قطباً مؤسِساً لمنظومة علامية تُشرك القارئ معها في تصيّد الدلالات والبحث عن طبقات النص أو ( جيولوجيا النص ) ـ على حد تعبير بارت ـ لكن ذلك لا يعني إلغاء التصور للاستقلال الذاتي الذي يتمتع به كل نص ـ أو كل فن بياني ـ إنما ذلك مظهر من مظاهر تبادلية الحوار والتوجه نحو الآخر لغرض التأثير والتأثر ، وانطلاقاً من هنا يمكن القول أنّ الفنون البيانية هي خطاب حول خطاب .

    وتشكل الفنون البيانية من مجاز واستعارة وتشبيه وتمثيل مسرحاً علامياً ، لأنها تتشكل دائماً بوصفها بدائل للأشياء الحقيقية ، وهذا هو جوهر عمل العلامة ، حيث تعدّ العلامات بدائل للأشياء ، وهذا البديل هو الذي سيحدد مضمون العلامة.

    والتناص الذي يقصده البحث هنا ، هو تداخل النص البياني مع غيره المنتمي له للحقل الدلالي نفسه ، واستعماله في إطار ضمني داخل فن بياني آخر، أي أنّ ( التناص الاستعاري ) يرتكز بشكل أساس على تشابه دلالي في المعنى بين النصين ، ومصطلح ( التناص الاستعاري ) الذي اقترحه البحث سيولد مجموعة علاقات داخلية بين الفنون البيانية ، أي : بين الاستعارة والتشبه من جهة ، والاستعارة والمجاز من جهة ، والاستعارة والتمثيل من جهة أخرى ، وهنا سيتمثل حضور فنون عدّة في فن واحد ، وهذا مظهر من مظاهر ( التناصية ) التي يشكلها التناص في علاقاته عبر النص. إذن هناك قوى فاعلة تعمل داخل نسيج الفنون البيانية ، لتجعلها متداخلة فيما بينها ، تلك القوى تحكمها أنظمة العلاقات التي تشكل كل فن :

    فالاستعارة = المستعـــار له + المستعـــار منه + المستعــار

    التشبيــه = المشبه + المشبــه به + وجه الشبــه + أداة الشبـه

    المجـــاز = المعنى الظاهر ( المعنى ) + المعنى الباطن ( معنى المعنى )

    ويمكن تمثل مقترح ( التناص الاستعاري ) بالمخطط الآتي :

    وعند تأمل البحث للنص الجرجاني بشيء من الحذر والحيطة ، مع مقدار من الاستنباط والتأويل ، وجده يركز بشكل كبير على التداخل الحاصل بين فنون البيان العربي ، مركزاً على دور الاستعارة في ذلك التداخل ، حيث يقول : " الاستعارة ضرب من التشبيه ونمط من التمثيل .. "(7)، ثم يستطرد قائلاً في أولوية البحث في فنون البيان : " وأول ذلك وأولاه ، وأحقه بأن يستوفيه النظر ويتقصاه القول على التشبيه والتمثيل والاستعارة ، فإن هذه أصول كثيرة ، كان جُلّ محاسن الكلام إن لم نقل كلها متفرعة عنها وراجعة إليها ، وكأنها أقطاب تدور عليها المعاني في متصرفاتها ، وأقطار تحيط بها من جهاتها "(Cool ، وهذا كلام يؤكده السكاكـي (ت626هـ) في " مفتاحـه "(9) ، وابن الأثيـر (ت636هـ) فـي " مثله السائر

    "(10) .

    وقد جاءت فنون البيان العربي بهذه الصورة تبعاً للطبيعة الاستدلالية للبيان العربي ، ومبدأ حمل الفرع على الأصل لمناسبة بينهما ، " فالنظام المعرفي البياني " ـ على حد تعبير الجابري ـ نظام متأثر بالخطاب المعرفي الفقهي والخطاب الديني الذي جاء أصلاً بوصفه بحثاً ابستمولوجياً للكشف عن منطقه الداخلي بهدف استثمار النص القرآني وتفسيره واستنباط الدلالات منه(11) .

    إذن يمكن القول إنّ فنون البيان العربي قد حققت تناصاً خارجياً وتناصاً داخلياً ، تناصاً خارجياً مع علوم الشريعة الأخرى ، فالخطاب البياني قد تأثر بشكل أو بآخر ـ نسبة لتداخل العلوم الإسلامية ـ بالخطاب الديني والخطاب الفقهي ، ومن الجدير بالذكر إن ميكانزمات كل تلك الخطابات قد تجتمع لتحقيق غاية واحدة هي خدمة النص القرآني ، و " الكشف عن ( دلائل الإعجاز ) في الكلام العربي وبيان ( أسرار البلاغة ) فيه "(12) .

    وحققت أيضاً تناصاً داخلياً فيما بينها داخل الخطاب البياني نفسه : مباحث الاستعارة مع مباحث التشبيه ، والتشبيه مع مباحث التمثيل ، والمجاز مع الاستعارة ، فهذا التبادل الحواري بين هذه الفنون جعل التصرف في حقل الدلالات يشكل فضاءً ضمنياً لتبادل المدلولات المختلفة بينها .

    وقد صرّح الجرجاني بمبدأ حمل الخاص على العام ، والبدء بالعام قبل الخاص وذلك في قوله: " اعلم أن الذي يُوجبه ظاهر الأمر وما يسبق إليه الفكر أن نبدأ بجملة من القول في الحقيقة والمجاز ونتبع ذلك القول في التشبيه والتمثيل ثم ننسق ذكر الاستعارة عليها ونأتي بها في أثرها وذلك أن المجاز أعم من الاستعارة والواجب …

    أن نبدأ بالعام قبل الخاص ، والتشبيه كالأصل في الاستعارة ، وهو شبيه بالفرع له أو صورة مقتضية من صورة "(13) .

    وانطلاقاً من هذا النص ، ومتابعة للدوال التي يطرحها ، يجد البحث أنّ النص الاستعاري أصبح نصاً مكوناً من نصوص أخرى ، يحتل فيه النص التشبيهي الأولوية والمساحة الكبرى ، وعلى الرغم من أن الجرجاني في نصه السابق قد تحدث عن منهجه في البحث والاستدلال ، لكن هذا المنهج ـ وكما هو بدهي ـ منطلق من سلسلة تعاقبية في الذهـن ، تحدد المقصود وتشرع في المعهود الذي قُدِم بوصفه مشروعاً للإنجاز .

    إنّ الجرجاني وهو يتحدث عن ما أطلقنا عليه : ( التناص الاستعاري ) ، يعترف بصعوبة ذلك التداخل الحاصل بين الاستعارة والتشبيه ، ويتجلى ذلك في قوله وهو يتحدث عن قسمي الاستعارة المفيدة ، وغير المفيدة : " وأما المفيد فقد بانَ لك باستعارته فائدة ومعنى من المعاني وغرض من الأغراض … وجملة تلك الفائدة وذلك الغرض ( التشبيه ) ، إلا أنّ طرقه تختلف حتى تفوت النهاية، ومذاهبه تتشعب حتى لا غاية ، ولا يمكن الانفصال منه إلا بفصول جمّة ، وقسمة بعد قسمة "(14) .

    ويصرح الجرجاني ضمنياً في اكثر من موضع بشدة التداخل الحاصل بين الاستعارة والتشبيه، وإلى ( الحوارية ) الكائنة بينهما ، ويتمثل ذلك في اكثر من موضع : " التشبيه الذي هو المغزى من كل استعارة تفيد "(15) ، وفي حديثه عن أقسام الاستعارة ( التصريحية والمكنية ) ـ كما سُميت بعد الجرجاني ـ : " [التشبيه] يأتيك عفواً [في القسم الأول : رأيت أسداً] …. وفي القسم الثاني …. وجدته يتراءى لك بعدّ أن تمزق إليه ستراً وتعمل تأملاً وفكراً "(16) . وقوله أيضاً "الاستعارة … تعتمد التشبيه أبداً "(17) ، ثم يبين الجرجاني ـ بشيء من المنطق والإيماء ـ أهمية التداخل بين التشبيه والاستعارة وعلّة ذلك ، وهذا متمثل بقوله في معرض حديثه عن مثال (رأيتُ أسداً) : " تقول رأيتُ أسداً تريد رجلاً شبيهاً به في الشجاعة … فالتشبيه ليس هو الاستعارة، ولكنّ الاستعارة كانت من أجل التشبيه وهو كالفرض فيها أو كالعلّة والسبب في فعلها "(18)، ويقول في الإطار نفسه : "التشبيه يحصل بالاستعارة على وجه خاص وهو المبالغة"(19) .

    أما فيما يخص التداخل بين الاستعارة والتمثيل ، فقد تحدث الجرجاني عن ذلك ، عاقداً فصلاً حمل عنوان ( الفرق بين الاستعارة والتمثيل )(20) ، فضلاً عن حديثه عن ( الاستعارة التمثيلية )(21) . وهذا التداخل كائن عن طريق ( الاستعاضة ) ، فبما أنّ التشبيه والتمثيل وجهان لشيء واحد، كـ( العملة الواحدة ) ، بحيث يغدو التشبيه في كثير من مباحثه تمثيلاً إن استُخدمت معه آليات التأويل ـ كما سيتبين في الفصل الثاني ، والتشبيه متداخل ـ كما بينا ـ مع الاستعارة، لذا غدت الاستعارة متناصة مع التمثيل ، لكن ذلك لا يُطلق على العموم ، فليست كل مباحث الاستعارة ( لاسيما أقسامها ) متداخلة مع التمثيل ، بل إن التفاعل النصي كامنٌ في النوع الذي سماه الجرجاني بـ( الاستعارة التمثيلية ) ، ويرسم الجرجاني صورة لكل من الاستعارة والتمثيل ، محدداً الحقل الدلالي الذي يشتغل به كل منهما ، إذ يذكر أن : " الاستعارة حدها أن يكون اللفظ اللغوي أصلاً ، ثم ينقل عن ذلك الأصل على الشرط المتقـدم ، وهذا الحد لا يجيء في معنى التمثيل ... من أن الأصل في كونه مثلاً وتمثيلاً هو التشبيه المنتزع من مجموع أمور والذي لا يحصله لك إلا جملة من الكلام أو أكثر لأنك قد تجد الألفاظ في الجمل التي يعقد منها جارية على أصولها وحقائقها في اللغة "(22).

    فالفرق الدلالي بينهما أن يكون للفظ المستعار أصل ومفهوم لغوي ، قبل أن يُستعار لغيره ، وعند استعارته يكتسبُ مفهوماً جديداً من خلال عملية الاستبدال التي تقوم بها الاستعارة ، أمّا التمثيل فالدلالة فيه منتزعة من مفاهيم عدّة ـ وليس من مفهومٍ واحد ـ ومجموع تلك المفاهيم تشكل التمثيل والمثل .

    لذا لا يصح أن يُطلقَ على كل مثلٍ وتمثيل ( استعارة ) ، لانّ المدلول الذي تعطيه الاستعارة مدلولاً منجزاً بشكل علاميّ ، في حين أن التمثيل يعطي مدلولاً واحداً ( علامة ) ، مستخلصاً من مجموعة دوال بين طرفي التشبيه .

    إنّ حاصل تفاعل دلالات العلامات في الاستعارة مع دلالات تركيبها ، اكثر نتاجاً للدلالة ، ولهذا فالنص الجرجاني قد نظر " لدلالة التركيب ، لا بوصفها حاصل جمع العلامات اللغوية المتضمنة فيه بل بوصفها حاصل تفاعـل دلالات العلامـات ودلالات التركيـب معـاً (23).

    وانطلاقاً من ذلك ، ذكر الجرجاني فرقاً بين الاستعارة والتمثيل ، تمثـلّ فـي قولـه : " وإذا كان الأمر كذلك بَانَ أنّ الاستعارة يجب أن تفيد حكماً زائداً على المراد بالتمثيل ، إذ لو كان مراد بالاستعارة هو المراد بالتمثيل لوجب أن يصح إطلاقها في كل شيء يقال فيه أنه تمثيل ومثل ، والقول فيها أنها دلالة على حكمٍ ثبت للفظ ، وهو نقله عن الأصل اللغوي وإجراؤه على ما لم يوضع له ، ثم إنّ هذا النقل يكون في الغالب من أجل شبه بين ما نقل إليه وما نقل عنه "(24) .

    ويتضح من هذا النص وعيه بخصوصية الدلالة اللغوية للفظ فضلاً عن عملية نقله لإنتاج المعنى . ويحدد الجرجاني مقصده من الفرق بين الاستعارة والتمثيل ، محدداً خيوطاً دقيقةً بين الفنين ، جاعلاً ( التشبيه ) وخطابه متوسطاً بينهما ، معياراً للحديث عن الفرق بينهما أو تداخلهما، إذ قال : " لا يصح أن يقال أن الاستعارة هي الاختصار والإيجاز على الحقيقة وإن حقيقتها وحقيقتهما واحدة ، ولكن يقال أن الاختصار والإيجاز يحصلان بها أو هما غرضان فيها . . . كذلك حكم التشبيه "(25) .

    وبعد أن جُعل التشبيه معياراً للتفرقة ، قال : " فإذا ثبت أنها ليست التشبيه على الحقيقة كذلك لا تكون التمثيل على الحقيقة لأن التمثيل تشبيه إلا أنه تشبيه خاص فكل تمثيل تشبيه وليس كل تشبيه تمثيلاً "(26) ، وهنا يرجع الجرجاني إلى مبدأ العام والخاص (فالتشبيه عام والتمثيل أخص منه)، ويقترب الجرجاني من تحديد مرجعية الاستعارة وميدانها الدلالي ، وآلية اشتغالها العقلي من خلال تداخلها مع التمثيل في ( حيز التشبيه ) الذي يكون عقلياً حسـب ، أما إذا كانت في حيز الأمور المحسوسة ، فلا يمكن أن تكون تمثيلاً بل متضمنة للتشبيه ، وهذا جليّ في نص الجرجاني الذي يقول فيه : " إذا كان المشبه بين المستعار منه والمستعار له من المحسوس والغرائز والطباع … كان حقها [ أي الاستعارة ] أن يقال أنها تتضمن التشبيه ولا يقال أن فيها تمثيلاً … وإذا كان الشبه عقليـاً جاز إطـلاق التمثيـل فيهـا …"(27) .

    ولهذا يمكن القول أنّ ( البنية العلاميّة ) كانت حاضرة في خطاب الجرجاني النقدي والبلاغي، وأن تلك البنية قد اشتغلت في ميدان النص الاستعاري وشغلت منه حيزاً كبيراً ، قياساً إلى فنون البيان الأخرى ، فدور العلامة ـ كما يقول بنفنسنت ـ هو : " أن تحل محل شيء آخر "(28) ، والعملية الاستعارية كلها قائمة على الادعاء والنقل ( والاستبدال ) وإحلال لفظة محل لفظة أخرى لتأدية وظائف إيحائية ، وقيم إشارية (29). والاستعارة وفقاً لهذا ميدان للعلامة ، وذلك " لقدرتها على التحول على مستوى المدلول لكي يصبح بدوره علامة من نوع آخر تشير إلى مدلول آخر فيما يعرف بالتحول الدلالي Change of semantic "(30) .

    ويتبين من خلال النص الجرجاني في " الأسرار " أنه يفضل الاستعارة في الاشتغال الدلالي أكثر من غيرها من الفنون البيانية ، لكنه في ميدان التفرقة بينها وبين التشبيه ، أو التمثيل ، يعترف بقصور القول عن ذلك ، وعدم الوصول إلى حكمٍ قاطع ، ويكمن التعليل في شدة التداخل بين هذهِ الفنون ، مما دفَع البلاغيين إلى نحت بعض المصطلحات التي قد تشير إلى فنيين معينيين ، من ذلك : ( الاستعارة التمثيلية ، التشبيه التمثيلي … ) يقول الجرجاني في فصل التفرقة بين الاستعارة والتشبيه : " وهذا موضع من الجملة مشكل ولا يمكن القطع فيه بحكم على التفصيل "(31) ، ويذكر أنّ : " هذا شعب من القول يحتاج إلى كلام اكثر من هذا ويدخل فيه مسائل … ولا يمكن أن يقال فيه قول قاطع "(32) .

    ومن النصوص التي تبين ميزة الاستعارة عند الجرجاني قوله : " متى صلُحت الاستعارة في شيء فالمبالغة فيه أصلح ، وطريقها أوضح ولسان الحال بها أفصح "(33) .

    ومن نصوص الجرجاني التي تبين اتخاذه التشبيه معياراً للتفرقة بين الاستعارة والتمثيل قوله :"فإذا ثبت أنها ليست التشبيه على الحقيقة كذلك لا تكون التمثيل على الحقيقة لان التمثيل تشبيـه ، إلا أنه تشبيه خاص فكل تمثيل وليس كل تشبيه تمثيلاً "(34) . وفيما يخص تداخل الاستعارة مع المجاز فقد ذكر الجرجاني هذا التداخل ضمن مبدأ العام والخاص وذلك بقوله : " المجاز أعم من الاستعارة "(35) ،

    وقوله : " كل استعارة مجاز وليس كل مجاز استعارة "(36) .ومهمة الاستعارة النّصية تقريب الشبه ومناسبة طرفي الاستعارة لبعضهما ، فضلاً عن عملها في تفاعل الدلالات واستبدال المعنى والإيحاء به ، فضلاً عن السمات العلائقية التي تضفيها لتركيبها في النص ، ونجد ذلك متضمناً في قول الجرجاني :

    " وملاك الاستعارة … تقريب الشبه ومناسبة المستعار للمستعار منه … ] وهي [ عندهم لنقل الاسم بشرط التشبيه على المبالغة ، أمّا قطعاً وأمّا قريباً من المقطوع عليه … "(37) .

    ومن أهم النصوص التي ذكرها الجرجاني في هذا الميدان ، في التفرقة بين المجاز والاستعارة ، قوله في معرض الرد على القاضي الجرجاني (ت370هـ) : " يبين ذلك أنها إن كانت تسارق المجاز وتجري مجراه حتى تصلح لكل ما تصلح له ، فذكرها في أقسام البديع … فذلك بين الفساد "(38) ، فالجرجاني يرفض مبدأ أنّ الاستعارة ( تسارق المجاز ) أي تسلبه بعض حقوقه في استقلاليته بوصفه فناً من فنون البيان ، وإنّما يؤكد الجرجاني أنّ الاستعارة تساوق المجاز لا تسارقه ، و تتداخل معه حتى غدت هي الجزء ، وتفرد هو بالكـل ، والجرجاني في هذه المسألة يقرر حقاً من حقوق الفن البياني ، بل يُسمي في بعض نصوصه " مُلك المعير"(39) أي أنّه قد كّيف نفسه وحفظ دلالته وكون الحقل الذي يشتغل فيه. ويُمكن القول أنّ التناص الاستعاري بين فنون البيان المختلفة تحدده طبيعة العلاقة بين هذه الفنون ، ومدى تداخل الحقل الدلالي بينهم ، ويمكن توضيح ذلك بالمخطط الآتي :

    يتضح من هذا المخطط ، أنّ علاقات التناص الاستعاري ، ثلاث هي :

    1- العلاقة الأولى : التفاعل النصّي : يحدث بين الاستعارة والتشبيـه ، وهـو جوهر (التناص الاستعاري).

    2- العلاقة الثانية : العام والخاص : تحدث هذه العلاقة ما بين العامين (المجاز/التشبيه)، والخاصين ( الاستعارة / التمثيل ) .

    3- العلاقة الثالثة : الاستعاضة : تحدث بين ( المجاز والتشبيه ) من جهة ، وبين (التمثيل والاستعارة) من جهة أخرى .

    ويبدو واضحاً ـ من خلال المخطط ـ أنّ هناك انقطاعاً أو فجوة بين علاقة المجاز والتمثيل ، وذلك لبعد الحقل الدلالي لكل منهما عن الآخر ، فلا يمكن أن تشتغل آليات الحقل المجازي ومدلولاته مع آليات الحقل التمثيلي ومدلولاته ، فالمجاز يعتمد على المعنى القريب والمعنى البعيد ، فضلاً عن اعتماده على البنية السطحية والبنية العميقة ، في حين يشتغل التمثيل على الصورة الحاصلة والمثل الكائن من مجموعة مشبهات ومجموعة مشبهات به .

    ويتضح أيضاً أنّ الاستعارة المتشكلة من التشبيه ، والمتفاعلة معه نصياً ، قد شكلت البؤرة الأساس في علاقات التناص الاستعاري ، وكونت وحدة دلالية جمعت فنون البيان حولها ، ولا عجب في ذلك ، فالاستعارة ـ قديماً وحديثاً ـ كان لها ميدان السبق في الدراسـة ، ولم يتعرض البلاغيون العرب القدامى ـ قبل الجرجاني ـ إلى تلك التفصيلات كما تعرض لها الجرجاني ، إلا إشارة للقاضي الجرجاني (ت370هـ ) في " وساطته " بينت أنّ الأداء الاستعاري يرتكز في جوهره على التشبيه(40) ، في حين كانت إشارات بقية النقاد عابرة ، لم تتقصَ التفصيل والبيان ، كما وجدنا عند الجرجاني .

    وقد دُرست الاستعارة ، بشكلها العام في دراسات شتى ، على الصعيدين : صعيد الدرس العربي المعاصر ، وصعيد الدرس الغربي ، أما على الصعيد الدرس العربي ، فقد تناولت دراسات عدة البيان العربي بشكل عام والاستعارة منه بشكل خاص ، تناولاً معاصراً ، واقفة عند تفصيلاتها، محللة دقائقها ، كاشفة عن أسرارها ، محاولة النظر إليها من منظار المناهج النقدية الحديثة والمعاصرة ، مثل الأسلوبية والألسنية والمناهج التي اهتمت بالنص ومنها السيميائية وغير ذلك.

    أما على صعيد الدرس الغربي ، فقد دُرست الاستعارة باتجاهات شتى ، ونظر إليها نظرات مختلفة منها موافقة ومنها مخالفة لما جاءت به البحوث العربية القديمة والحديثة .

    ويمكن إجمال دراسة الاستعارة على الصعيد الغربي في ثلاث نظريات مشهورة :

    الأولى : النظرية التفاعلية للاستعارة – The Interaction theory

    الثانية : النظرية الاستبدالية للاستعارة –The Substitution theory

    الثالثة: النظرية العلائقية للاستعـارة – The Comparison theory

    تناولت النظرية الأولى فكرة أنّ ( الاستعارة ) تحوي على عنصرين مهمين(41) :

    الأول : بؤرة الاستعارة - The Focus of metaphor

    الثاني : الإطار المحيط بالبؤرة - The Frame of metaphor

    ويوضح أصحاب هذه النظرية أن الاستعارة لا تحوي على علاقة المشابهة فحسب ، بل هناك علاقات أخرى في تركيبها ، كعلاقات التناظر والتعالق ونحو ذلك ، وان التفاعل بين عناصرها ناتج عن التوتر الحاصل بين بؤرة الاستعارة والإطار المحيط بها ، فضلاً عن أنّ نجاح الاستعارة مرتبط ببقاء القارئ واعياً لتوسيع الكلمة وامتدادها ، أي أنّ عليه الربط بين الدلالة الجديدة والدلالة القديمة في آن معاً.

    أما النظرية الثانية ، فقد تناولت فكرة أن الاستعارة تحل محل شيء آخر ، أو أنها تُستبدل كلمة بأخرى ، وهكذا فإن هذه النظرية تركز على أنّ التعبير الاستعاري يحل محل تعبير حرفي ، أو كلمة تحل محل كلمة أخرى ، وتتناول النظرية الثالثة العلاقات التي تحدثها الاستعارة داخل النص الواحد ، ومدى أهميتها ، وفاعليتها في نسيج النص الكلي.

    وقد تحدث العديد من النقاد الأوربيين عن سمة الاستعارة وتداخلها مع التشبيه ، من أولئك (جان كوهن) الذي ذكر أنّ الاستعارة انزياح استبدالي ، وهي خرق لقانون اللغة ، وأنّ لها استراتيجية استبدال المعنى وصور تغييره ، ويؤكد أن غاية الصورة الاستعارية هي إثارة الانزياح الاستبدالي(42). وقد ذكر ( ريتشاردز ) أن أعظم شيء في الاستعارة هو الفاعلية البديلة التي تحدث فيهـا ، ونقل قول ( شيلي ) و ( أرسطو ) من أنّ اللغة في الجوهر استعارية ، وأن أهم شيء هو : القدرة على صياغة الاستعارة(43). في حين ذكر ( سيتفن أولمان ) أنّ الاستعارة تشبيه مكثف(44) ، وإلى ذلك ذهب (كراتشكوفسكي )(45) ، أما ( جيرار جينت ) فقد أكد أنّ علاقات الاستعارة هي المشابهة والتجاور والتعارض ، وانّ هذا المصطلح ـ الاستعارة ـ يهفو إلى تغطية الحقل التشبيهي ، وهي عبارة عن تشبيه ضمني ،

    وتمثل الصورة المركزية لكل بلاغة ، وقد نقل رأي (بروست) في الاستعارة الذي يتضمن

    أنّ كل صورة تشابه بلاغية،هي استعارة(46).

    وذكر ( رولان بارت ) أنّ الاستعارة تشتغل على سيطرة التجمعات الاستبدالية(47) ، وانّ البحث فيها يهدف إلى إعادة بناء اشتغال الأنظمة الدلالية ، وغاية البحث فيها هو الولوج إلى الدال الذي يتيح عتق المدلول وإعطائه معان متعددة ودلالات شتى(48) ، وتناول ( هنري بليش ) الاستعـارة مقسمـاً إياها على أنواع عدة ، مسميـاً التمثيـل بـ( الاستعارة النصانية )(49) ، ونعتقد أنّ الآراء التي استُعرِضت ، لم تخرج عن فكرة : أنّ الاستعارة هي نقل لفظ وجعله بازاء آخر ، مدعية أنّ لهذا اللفظ دلالات تقوم مقام اللفظ المستبدل به ، لعلاقة

    المشابهة أو المقارنة ، هذه العلاقة ميزت الاستعارة وجعلت لها ميادين للاشتغال ، هي : (الميدان التداولي ، الميدان الدلالي ، ميدان السياق) ، الميدان الأول جعل مهمة الاستعارة في تحقيق الاتصال والتواصل (Communication) بين أجزاء عملية الحدث الكلامي (Speech act) وهي ( المرسل = الناص ، المتلقي ، الرسالة = النص ) ، وقد تناول ذلك الجرجاني بشكل مفصّل ، مشيراً إلى أهمية التلقي في فهم الاستعارة ، من ذلك رده على الفرزدق في مسألة غموض المعاني : " … لأنه لم يرتب الألفاظ في الذكر على موجب ترتيب المعاني في الفكر … فكد وكدّر ، ووضع السامع أن يفهم الغرض إلاّ بأن يقدم ويؤخر ، ثم أسرف في إبطال النظام وإبعاد المرام "(50) ، ففي هذا النص إشارة من إشارات الجرجاني إلى أنّ العملية بين المبدع وسامعه هي عملية نظام ، عملية ترتيب الألفاظ في النص ثم إرسالها للمتلقي ليحصل المقصود من ذلك ، وهو تداول المعنى وفهمه .

    أما الميدان الدلالي فقد تناول الاستعارة في مرجعية أهميتها وما تحدثه في النص ، ولم يكن الجرجاني بعيداً عن ذلك فقد تحدث في اكثر من نص عن الأهمية الدلالية التي تجنى من الاستعارة، فقد ذكر في ذلك : " راجع فكرتك واشحذ بصيرتك وأحسن التأمل … ثم انظر هل تجده استحسانهم وحمدهم … منصرفاً ، إلاّ إلى استعارة وقعت موقعها وأصابت غرضها أو حُسن ترتيب تكامل معه البيان ، حتى وصل المعنى إلى القلب ، مع وصول اللفظ إلى السمع ، واستقر في الفهم مع وقوع العبارة في الأذن "(51) .

    وتحدث أيضاً عن القيمة الدلالية للتشكيل الاستعاري ، وكيف أنّ الاستعارة تساوي : (التصوير + التشكيل ) ، وعندما تخلو من ذلك تذهب قيمتها إذا " … لم يبق إلاّ المادة العارية من التصوير والطينة الخالية من التشكيل سقطت قيمتها وانحطت رتبتها "(52) .

    أما الميدان السياقي فقد اعتمد على مبدأ ( التحفيز ) لغرض تفجير الطاقات الدلالية في نظام النص المبني على سلسلة تعاقب الدوال التي تعمل على تحفيز إنتاج المدلولات وتشكيلهـا ، لذلك فالاستعارة تعتمد على تفاعل الدلالات الذي يعكس التركيب الاستعاري ويجسده ، لذا كانت الاستعارة تقنية ديناميكية ، تعتمد النقل ، والمشابهة والادعاء والتفاعل ، وهذه معان ذكرها الجرجاني وفصل القول فيها (53) .

    ويمارس السياق دوره بشكل أساس على بؤرة الاستعارة لإثارة معانٍ جديدة ، تؤدي إلى كشف علاقات الاستعارة بالواقع عبر مستويات عدّة (54) :

    1- مستوى التوتر الحاصل بين عناصر الخطاب ذاتها .

    2- مستوى التوتر الحاصل بين التأويل الحرفي والتأويل الاستعاري من قبل المتلقي .

    3- مستوى التوتر الإشاري بين ان يكون المستعار له هو نفس المستعار أو لا يكون .

    4- هذه المستويات تقود إلى تجاوز البنى السطحية ( الأولية ) ، والبحث عن أبنية التركيب الاستعاري ، لاستشفاف ما ورائيات اللغة ، التي تتركز في قرائن النص الاستعاري وشفراته .

    5- والوظيفة الإشارية التي يحيلها السياق ، تساعد على فهم التقارب ما بين طرفيّ الاستعـارة ، وتمنع من تطابقهما ، لانّ كلما كثر التطابق بين طرفي الاستعارة ، أسهم ذلك في اضمحلالها وقتلها(55) .

    وقد أشار الجرجاني إلى ذلك ، في مسألة الاشتراك في عموم الجنس : " إذا استقريت التشبيهات وجدت التباعد بين الشيئين كلما كان أشد كانت إلى النفوس أعجب ، وكانت النفوس لها أطرب ، وكان ميدانها إلى أن تحدث الأريحة أقرب ، وذلك أن موضع الاستحسان ومكان الاستظراف والمثير للدفين من الارتياح والمتآلف للنافر من المسرة ، والمُؤلف لأطراف البهجة ، أنك ترى بهما الشيئين مثلين متباينين ومؤتلفين مختلفين … "(56) . ففي هذا النص حديثٌ عن حيوية الاستعارة ومقوماتها ، من خلال رؤية طرفيها ، ووظائفها ، وبيّن النص أيضاً أنّ علاقة المشابهة هي العلاقة الوطيدة والأساس بين طرفي الاستعارة .

    وبهذا يمكن القول أنّ الجرجاني قد خطى خطوات مهمة في ميدان التحليل الاستعاري ، مركزاً على الجانب الدلالي فيها ، خطوات كان لها أثرٌ فاعل في مساحة التحليل البياني العربي ، لو أُستغلت وعُولجت وفق ما تقتضيه نظرية النظم في ( التأليف والترتيب والتعليق والإسناد ) .



    الهوامش :

    (1) تحليل الخطاب الشعري : استراتيجية التناص ، محمد مفتاح : 121.

    (2) نظرية النص : 96.

    (3) مفهوم التناص ، مارك أنجينو ، ضمن كتاب : في أصول الخطاب النقدي الجديد ، ت : أحمد المديني : 108.

    (4) المصدر نفسه : 103.

    (5) مشكلة التناص ، محمد اديوان ، مجلة الأقلام ، الأعداد (4ـ5ـ6) لسنة 1990 : 47.

    (6) المبدأ الحواري ، تودروف ، ت : هاشم صالح : 82.

    (7) أسرار البلاغة ، تحقيق : محمد الفاضلي ، 1998 : 192 .

    (Cool المصدر نفسه : 25.

    (9) ينظر : مفتاح العلوم ، تحقيق: أكرم عثمان يوسف 1982 : 558ـ560.

    (10) ينظر : المثل السائر ، تحقيق: أحمد الحوفي و د. بدوي طبانة 1983 : 2/82ـ83 .

    (11) ينظر : تكوين العقل العربي ، محمد عابد الجابري : 130ـ131.

    (12) المصدر نفسه : 128.

    (13) أسرار البلاغة : 26.

    (14) المصدر نفسه : 29.

    (15) المصدر نفسه : 39.

    (16) المصدر نفسه : 39ـ40.

    (17) المصدر نفسه : 45.

    (18) المصدر نفسه : 178.

    (19) المصدر نفسه : 179.

    (20) ينظر : المصدر نفسه : 178 – 191.

    (21) ينظر : المصدر نفسه : 192-195.

    (22) المصدر نفسه : 178.

    (23) العلامات في التراث ، نصر حامد أبو زيد ، ضمن كتاب : أنظمة العلامات : 105.

    (24) أسرار البلاغة : 178.

    (25) المصدر نفسه : 178 .

    (26) المصدر نفسه : 178 .

    (27) المصدر نفسه : 179.

    (28) سيميولوجيا اللغة ، ت : سيزا قاسم ، ضمن كتاب : أنظمة العلامات : 178.

    (29) السيميوطيقا في الوعي المعرفي المعاصر ، ضمن كتاب : أنظمة العلامات: 59.

    (30) المصدر نفسه : 103.

    (31) أسرار البلاغة : 185.

    (32) المصدر نفسه : 186.

    (33) المصدر نفسه : 186.

    (34) المصدر نفسه : 186.

    (35) المصدر نفسه : 179.

    (36) المصدر نفسه : 293.

    (37) المصدر نفسه : 293.

    (38) ينظر : المصدر نفسه : 293ـ294.

    (39) في نسخة المحقق محمد الفاضلي الكلمة (تساوق) : 294. وفي نسخة المحقق محمد رشيد رضا الكلمة (تسارق) : 346.

    (40) المصدر نفسه : 296.

    (41) ينظر: النظرية التفاعلية للاستعارة، يوسف أبو العدوس، المجلة العربية للثقافة، العدد 32 لسنـــة 1997: 223-227.

    (42) ينظر : بنية اللغة الشعرية ، ت : محمد الولي ومحمد العمري : 110 ، 205.

    (43) ينظر : فلسفة البلاغة بين التقنية والتطور، رجاء عيد : 17ـ37.

    (44) الصورة الأدبية ، ت : محمد انقار ومحمد مشبال ، مجلة دراسات سال ، العدد 4 لسنة 1990 : 101.

    (45) ينظر: علم البديع والبلاغة عند العرب ، ت : محمد الحجيري : 37 ـ40.

    (46) ينظر : البلاغة المقيدة ، ت : الصديق بو علام ، مجلة العـرب والفكـر العالمـي ، العدد 7 لسنــة 1989 : 56ـ61 .

    (47) مبادئ في علم الأدلة ، رولان بارت، ترجمة: محمد البكري : 94.

    (48) نظرية النص، رولان بارت، ترجمة: محمد خير البقاعي، مجلة العرب والفكر العالمي، بيروت، العدد 3 لسنة 1988 :96.

    (49) البلاغة والأسلوبية ، ت : محمد العمري : 54 .

    (50) أسرار البلاغة : 20.

    (51) ينظر : المصدر نفسه : 20ـ21.

    (52) المصدر نفسه : 24.

    (53) ينظر : المصدر نفسه : 38ـ39 ، 186ـ187.

    (54) بلاغة الخطاب : 203.

    (55) تحليل الخطاب الشعري : 94.

    (56) ينظر أسرار البلاغة : 98ـ99.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 12, 2024 3:19 am