هكذا نرى موقف الشاعر من القصيدة، ومن الشعر عامة، حيث يبين مساره الشعري، واختياره للقصيد. إنه رفض مقنع لكل ما لا يمت للقصيدة بصلة. إنه يرفض الشعر الذي لا يخضع لمقاييس الشعر الموروثة.. إنه يرفض الشعر الذي يخرج عن الشعر باسم الحداثة، والتجديد... والثورة على الموروث...إنه يرفض قصيدة النثر وما سار في ركبها... لذا يتخذ المتنبي نموذجا، ويستحضره كشخصية، لما يجد فيه من قوة الشعر، وجمال اللغة، وفنية البناء، ودلالة المعاني ، وبهاء الصور...
وهذا الشعر يخرس كل شعر آخر، ويلقفه كما لقفت عصا موسى عصي سحرة فرعون...
:- شخصيات من الأدب المغربي والأندلسي: في شعر الشاعر مصطفة الشليح نجد استحضارا لشخصيات رائدة في الأدب المغربي، والأندلسي، ومن أهم الشخصيات التي نجدها في شعره: ( الحسن اليوسي).
والحسن اليوسي هو أبو علي بن مسعود الإدراسني، والمشهور بالحسن اليوسي، ( 1631- 1699)، تختزل حياته جانبا كبيرا من الواقع المغربي. امتلك ناصية سلطة المعرفة العربية الإسلامية. وهو رجل التصوف والقانوني الألمعي. وهو مريد الزاوية الدلائية، وفي الوقت ذاته عمل في خدمتها.
نشأ في مرحلة زمنية متسمة بغياب الأمن، وتعاقب المجاعات، والجفاف، والصراع على السلطة بين القبائل، والأحلاف القبلية في شكل ثورات ، وانتفاضات. فقد أمه وبالتالي فقد حنانها، فقاده هذا إلى اللجوء إلى الدراسة.
اشتغل بالتدريس في تارودانت، ثم في القرويين بفاس... وقد لفت إليه الناس، والسلطان المولى الرشيد.
وقد استحضره الشاعر مصطفى الشليح في قصيدته التي عنونها ب( أبو علي اليوسي)، وتتكون من 67 بيتا، والتي يقول فيها:
تدانيت حتى خلتني أسحب الجسر
وأسحب عمرا قد تأولني عمرا
وحتى رأيت الحي ينأى مهابة
عن الحي لا ليلى هناك ولا عفرا
ولا ورقات لي على جنباته
إذا اخضر منها الليل أرسلت السترا
وقالت لسار سارد متواجد
قصيدتها ، وانساب منها الذي يترى
من الجذبات الكاتبات بأبيض
مسيل المعاني حيثما تنجلي سكرا
كأن لديها السفر يمرج سافرا
يتوثب مبهورا ، ليمرح بي سفرا
يداري بلون المحو عنوانه الذي
توارى إذا عنوانه خبأ السطرا
وأسرى براق الليل أبلج داعج
ثنائية مسروجة بالذي أسرى
وهو يستحضر هذه الشخصية بما أنها شخصية مثقفة تمثل زمانها أحسن تمثيل، ويفرد لها في مجموعته الشعرية (لك الأوراق.. وكل الكلمات لي)، ابتداء من الصفحة 314، محاورة ، طرح من خلالها مجموعة من الآراء الفكرية، والأدبية، واعتمد رمزية القناع لجعل اليوسي يجيب على محاورته شعرا...
والسؤال المطروح: لماذا اليوسي؟
نعرف أن شاعرنا الدكتور مصطفى الشليح أستاذ متخصص في الأدب المغربي والأندلسي، ومن خلال بحثه، ودراسته وجد في الحسن اليوسي الشخصية القريبة من نفسه. ووجد نقط تقاطع وتشابه بينه وبين الحسن اليوسي. فما هي هذه النقط التي يتقاطعان فيها؟.
والجدول التالي يوضح هذا التقاطع، والتشابه بين الشخصيتين، في كثير من النقاط، والتي تجعل التشابه الكاريزمي بينهما قريبا إلى أقصى حد...
الجدول رقم: جدول التقاطع والتشابه بين الشاعر مصطفى الشليح والحسن اليوسي
نقاط التقاطع
الشخصيتان
التصوف
الزاوية
الأم
الدراسة
التدريس
التأليف والبحث
الشعر
الحسن اليوسي
ارتبطا بمتصوفة زمانه
مريد للزاوية الدلائية
فقد أمه، وحن إلى حنانها
الإصرار على الدراسة والتحصيل
التدريس في تارودانت وفي القرويين بفاس
ترك مؤلفات وأبحاث عديدة في شتى الألوان والأغراض
شاعر مجيد له شعر كثير
مصطفى الشليح
ارتبط بالتصوف دراسة، واطلاعا
مريدا لزاوية ابن عاشر وابن حسون بسلا
فقد والدته التي كانت كل شيء في حياته
الإصرار على الدراسة كما كانت ترغب والدته وان يكون ذا شان في المجتمع
التدريس في سلا وفي الجامعة المغربية بالمحمدية والجديدة
له أبحاث جليلة، ودراسات قيمة، ومؤلفات عديدة
شاعر أصيل له مجاميع شعرية كثيرة..
من خلال هذا الجدول يتبين لم استحضر الشاعر مصطفى الشليح هذه الشخصية الأدبية الغنية بعطائها، لأنه وجد فيه شبهه، ووجد فيه نفسه. وجد انه يتقاطع معه في كثير من الأشياء، في اليتم، وال رغبة في التحصيل، والتدرسين والغربة، والشعور بالحنين، والشعور بألم الفرقة، والتأليف، وقول الشعر.. لذا يجوز لنا القول أن الشاعر مصطفى الشليح يوسي سلا المعاصر، أو اليوسي الجديد... وهو جدير بهذا اللقب لما أعطى للثقافية المغربية من عطاء وفير.
- لسان الدين ابن الخطيب: وظف هذه الشخصية الأندلسية في شعره، لما وجد فيها من لسان الحال، وما تعبر عنه ويشابه واقعنا المعاصر...
ففي مجموعته الشعرية ( ..ثم تلقي.. على كل أسئلتي شالها)، نجده يقول:
يا كرم اندلس
إليك الكأس ماس لهيبها
وابن الخطيب يزم ركبا وإهابه
شق الخطاي إذا اهتدى
يا ختم اندلس
خيول الضوء ترسو في يدي
وابن الخطيب يقول لي، والناصري
يرى أنحن الغربتان إلى صدى؟[33]
إنه يستحضر الشاعر ذا الوزارتين لسان الدين ابن الخطيب لأنه شاهد عصر، عصر عرف من الفتن والانقسام، وسقوط غرناطة، والمعاقل الإسلامية بالأندلس، وبكى الأندلس بمرثية رائعة، والتي مطلعها:
بكل شيء إذا ما تم نقصان
فلا يغر بطيب العيش إنسان
هب الأمور كما شاهدتها دول
من سره زمن ساءته أزمان
وهذه الدار لا تبقي على احد
ولا يدون على حالها شان
وقد عاش ابن الخطيب غربة كبيرة في المغرب لدى نزوحه إليه، وقد عاش في أرجاء سلا وفاس، ولذا شخصية ابن الخطيب تجعلنا كمتلقين، نستدعي الفترة التي عرف فيها الحكم العربي بالأندلس نهايته.. غنه يذكرنا بالانقسام العربي، وبصمت العرب جميعا، والضعف الذي آل إليه المغرب آنذاك.. إنه صورة لواقعنا المعاصر، ولذا الشاعر يجد فيه غربة مشابهة لغربته.. غربة المكان، والزمان، والوضع بمختلف أقسامه...
- عبد الله بن حسون: يستحضر الشاعر مصطفى الشليح هذه الشخصية الصوفية أكثر من مرة في شعره، ويربطه بالضريح الموجود بمدينة سلا:
لا أحد ينتضي خطوه خارج الضوء. هذا المساء وديع وأمي تعد كما اعتاد عمر مساء وديعا، وداعتها حين تلقي على كل أسئلتي شالها، لتوافي ضريح ابن حسون. وشوشة الليل تحدو خطى موجة تركت بحرها وارتدت سترها لتسافر في الذكر، أبيض...[34]
وهذه الشخصية كما يقول الأستاذ عبد المجيد الحسوني : هو أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الحسن الخالدي الحسني الإدريسي السلاسي ثم السلوي المشهور بابن حسون نسبة لجده الحسن، ولد سنة 920هـ/1515م بسلاس بناحية فاس وتوفي 1013هـ/1604م بسلا. ولقد عده المؤرخ ليفي بروفنصال من الشرفاء الذين استوطنوا منطقة سلاس.
ويعد مولاي عبد الله ابن حسون أحد الأعلام المبرزين في عصره علما واضطلاعا، وفضلا وتصوفا وتربية وسلوكا. وقد جمع بين العلوم الفقهية والصوفية حتى أصبح قطبا من أقطاب الطريقة الشاذلية، أخذ علوم الشريعة بالحضرة الفاسية بجامع القرويين عن أكابر علمائها كعبد الواحد الونشريسي (ت995هـ.العلامة قاضي فاس العادل ومفتيها صاحب التأليف). وأبي الحسن علي بن هارون (ت951 هـ-العالم الفقيه المفتي ) وأحمد الحباك (ت938 هـ-الفقيه النحوي المتفنن كان آية من آيات الله في الدعوة إلى الله) وعبد الوهاب الزقاق (ت960هـ الإمام الحافظ قاضي فاس ومفتيها الطبيب، كان خزانة من خزائن العلم). وعبد الرحمن بن إبراهيم الدكالي (ت962هـ.الفقيه الأستاذ المقرئ الخطيب ) ثم انتقل إلى معهد المواهب بالجبل الأشهب قرب شفشاون بالجبال الهبطية، فأخذ الطريقة الصوفية عن الشيخ عبد الله الهبطي (ت963 هـ الفقيه العلامة المطلع المتكلم النظار الورع الصوفي الكبير). ويعتبر مولاي عبد الله ابن حسون باتا لمنهجية شيخه الهبطي في التصوف. . ولما حل بمدينة سلا أحيى نفوسا وبعث همما بمعارفه الغزيرة وعلومه المنيرة فقد أخذ يدرس بالمسجد الأعظم الفقه المالكي بمختصر خليل ومختصر بن الحاجب وشرحه للشيرازي والمنطق بمختصر السنوسي وشروحه وعلم الكلام بعقائد السنوسي الكبرى والوسطى والصغرى، وبكتاب السلالجي وعلم الحساب بتلخيص ابن البنا والنحو بألفية مالك والتفسير بمقتضى قواعده والإشارات الصوفية إلى غير ذلك من العلوم التي أخذها بجامع القرويين ومعهد المواهب. وقد صار بسلا عمدة وقدوة بعلوم الشريعة والتصوف، يدرس ويفتي ويخطب. فجمع بين التدريس والفتوى والإمامة والخطابة بالمسجد الأعظم.
لقد أجمع الذين ترجموا له على قلتهم أن القطب بن حسون كان من العلماء المتصوفة الذين يجهرون بالحق ولا يخافون في الله لومة لائم ومن خلال أوصاف مترجميه ندرك أنه اشتهر بين معاصريه بالجرأة على قول الحق وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما كان شديدا على الظلمة..
إن طريقة القطب ابن حسون بقدر ما مثلت التصوف الجزولي الشاذلي في أعلى صوره كما عرف جلال القرن العاشر الهجري، والذي يقوم أساسا على المحبة الصادقة للنبي الكريم والإكثار من الصلاة عليه والتسليم والمواظبة على قراءة دلائل الخيرات. ويعتبر سند الزاوية الحسونية في الجزولية الشاذلية من أعلى الأسانيد من خلال سلسلة أشياخ ابن حسون خاصة بواسطة الشيخ عبد الله الهبطي الذي أخذ إدارة الانتساب مباشرة عن الشيخ الغزواني عن الشيخ التباع وهذا عن الشييخ محمد الجزولي.
وكان التصوف عند ابن حسون جهادا في أعلى دراه والعلم في أصفى موارده والخلق في أعلى مثله، والإيمان في أسمى أنواره وإشراقاته وليس ضعفا وانعزالا.
فالجانب العملي عند ابن حسون يقوم على العمل بكتاب الله ورسوله كما يقوم على اصطناع المكابدة والمجاهدة وذلك بالإكثار من القيام والصيام والذكر وقراءة القرآن وبالتسبيح والدعاء والابتهال.
وقد عمل على تحقيق الوحدة الشعبية في مغرب بداية القرن السادس عشر، من خلال مبدأ مقاومة التدخل الأجنبي. وتعد كتب التراث لهذه الفترة أحسن دليل لمن أراد الوقوف على هذا الغليان القومي. ففي الشمال اشتهر الشيخ الهبطي بألفيته، وفيها دعا إلى الجهاد، وتلبية نداء الواجب، مبينا الحالة التي كان عليها السلف الصالح، وكيف أنهم كانوا يتسابقون إلى الشهادة، وما أصبح عليه لدى المسلمين من تقاعس وتخاذل، مما دفع ابن حسون – تلميذ الهبطي- إلى أن يرابط في مدينة سلا التي كانت مهددة من طرف البرتغال. خاصة وأن قائد سلا الحاج الفرج أراد أن يسلم مدينة سلا سنة 1546 إلى لويس دي لوريرو luis de loriero عامل مزكان (الجديدة) علاوة على أنه كانت هناك نية مبنية لاحتلال مدينة سلا كما يتبين من رسالة السيد الأعظم سانتياكو Santiago حيث ينصح حكومته بالتخلي عن بعض المراكز، على أن تركز الاستعدادات لمواجهة الأتراك، وقد تميز جواب الاسقف Algarve ببعض التفاصيل، مشيرا إلى أنه من البديهي أن الملك البرتغالي بالدرجة الأولى بالوصول إلى القضاء على الشريف السعدي قبل أي شيء آخر، لذا فعليه أن يسيطر على سلا، وأن يتخذها قاعدة للهجوم على فاس و مكناس.كما كان مخططا لدى الملك إيمانويل الأول من القيام بغزو المغرب عند مطلع القرن السادس عشر للميلاد.
ويوجه الأسقف انتباه الملك إلى ضرورة الاستعانة بأموال الإيكليروس للقيام بمشروعه هذا. ويختم جوابه بأن يطلب من الملك العمل على كسب جانب القبائل وخاصة القريبة من المراكز البرتغالية، وذلك بجعلها تستقر حول هذه المراكز، وتشتغل بالزراعة. ومتى ما نجحت هذه الوسيلة فإن كثيرا من هذه القبائل ستتخلى عن الشريعة من تلقاء نفسها، وفي ختام الرسالة يكرر الأسقف طلب غزو المغرب وإعادة الصليب.
وهكذا نرى أن الزاوية الحسونية قامت على أساس من التصوف الروحي والجهاد الديني ولها صفحات مشرقة في الدفاع عن كيان الوطن. ومما تجدر الإشارة إليه أن ابن حسون قام بدور مهم في تعبئة الجماهير الشعبية لصد الغزو الصليبي مشاركا معهم في الجهاد.
أو بإرسال تلاميذه للمرابطة والجهاد كما فعل مع تلميذه المجاهد الفقيه محمد العياشي حين أمره للتوجه للجهاد في سبيل الله بأزمور قائلا له: "هذا الجواد هو دنياك و أخرتك "فكانت هذه العبارة منطلق نصف قرن من الجهاد في سبيل الله للبطل العالم محمد العياشي.
والذكر عند ابن حسون لا يختلف كثيرا عن ذكر بقية الزوايا الجزولية الشاذلية. فقد ترك كثيرا من الأوراد والصلوات والأدعية. والأحزاب والمأثورات الصوفية والشعر والأزجال الملحونة التي وضعها لمريديه، فكان يقرأ مريدوه هذه الأوراد والأحزاب بزاويته، فيقرؤون المعشرات وحزب الفلاح وصلاة مولاي عبد السلام بن مشيش ودلائل الخيرات للإمام الجزولي. كما أن ابن حسون يضع أهمية كبرى لذكر القلب ويعتبره الخطوة الأساسية للوصول إلى الرتبة العليا في التصوف من أجل ذلك كان يطلب من مريديه اسم الجلالة (الله) عدة آلاف من المرات لأن في ذلك اندفاع المريد للإتيان بالأعمال الحسنة واجتناب المعاصي، فمن لم يوصله ذكره إلى تلك الغاية فقد غابت عنه حقيقة هذا الذكر، ولقد ضمن ورد ابن حسون في أبيات شعرية الفقيه محمد ابن إدريس ابن الطاهر المنصوري السلاوي (1347/1928).ولقد اعتبر ابن حسون السماع ركنا في الطريق، وكان ابن حسون يعمل الحضرة ولا تعمل إلا بمحضره ولم يكن يتحرك إلا أنه يهتز عند السماع يمينا وشمالا وهو جالس كما كان يطرب للألحان التي اعتاد الموسيقيون أن يعزفوها أيام الجمع والأعياد.ويعد ابن حسون من الصوفية الذين سمعوا من النفس حديثها ومناجاتها وسمعوا من القلب المعارف الذوقية والعلوم الكشفية.وكانت سيرته الذكر وبدل النصيحة لكافة الورى، وطريقته الخاصة مع خواص أصحابه على المشاهدة والعلوم اللدنية وكان الغالب عليه الشوق إلى حضرة القدس يذهب فيه مذهب ابن الفارض ويستحسن كلامه سيما تائيته الكبرى فإنها كانت هجيراه.
أما مناقبه وكراماته فهي عديدة ومن يريد التعرف عليها فليرجع إلى أمهات الكتب كـ"الصفوة" و "درة الحجال" و "المحاضرات" و "نشر المثاني" و "السلوة" و"المعرب الفصيح" وغيرها. ولكن كرامة ابن حسون الحقيقية هي أنه ربى رجالا وكون أبطالا مجاهدين في سبيل الله فكون بذلك مدرسة وطنية أساسها الكتاب والسنة ومبنية على محبة الوطن والعرش المغربي والقومية العربية الإسلامية.
إن الجماعـة حبل الله فاعتصمـوا
منه بعروتـه الوثـقى لمن دانـا
كم يرفع الله بالسلطـان معضلـة
في ديننا رحمـة منـه و دنيـانـا
لولا الخلافة لم تأمـن لنـا سبل
و كـان أضعفنـا نهبـا لأقوانـا
وقد أنشد هذه الأبيات ابن حسون بمحضر المؤرخ ابن القاضي وهي للإمام شيخ الإسلام عبد الله ابن المبارك المروزي المتوفى سنة 181هـ صاحب كتاب "الزهد والرقائق".
إن الشاعر مصطفى الشليح كلما وقف بباب الضريح إلا وذكره بأبي حسون ودوره في مقاومة المستعمر البرتغالي، وقيادته حركة الجهاد، وحث تلميذه العياشي بالجهاد البحري دودا عن مدينة سلا. كما تذكره سلا وضريحها بنفحات هذه الشخصية الصوفية، وورعها وتقواها ، وبياض سريرتها ،ونقاء قلبها... ولذا كانت أمه تقتبس من صوفية المكان وضريحه، وربانية الحفل، وتهاليله، ولذا يستحضر من خلاله ذكرى والدته، وطهرها ن وتقواها. كما يستحضر من خلال هذه الشخصية تاريخ المدينة كمكان،وفضاء، ودورها الجهادي، ونفحاتها الصوفية، ليذكرنا بالتفسخ الذي يعرفه واقعنا المعاصر اليوم، ومدى الفرق بين الأمس واليوم...
- أبو العباس أحمد المقري: استحضر مصطفى الشليح شخصية مغربية/ جزائرية وهو الشيخ المقرين الذي عايش الصراع السياسي بين أولاد احمد المنصور السعدي. وهو صاحب كتاب ( نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب)... الذي ختم به حياته، وأنجزه في (مصر) سنة (1038هـ/ 1628م) فقامت عليه شهرته، بمادته وأسلوبه، أما المحرّض على تأليفه فهو المحيط العلمي (الدمشقي) حين كان(المقري) مقيماً فيها سنة (1037هـ/ 1627م)، فلمس لدى القوم شغفاً علمياً، ووداً صافياً طاهراً استحوذ على فؤاده، فيذكر أن حديثه لهم عن (الأندلس) و(لسان الدين بن الخطيب) جعل أحد علمائهم (ابن شاهين) يطلب منه تأليفاً في الموضوع "كنا في خلال الإقامة بدمشق المحوطة، وأثناء التأمّل في محاسن الجامع والمنازل والقصور والغوطة، كثيراً ما ننظم في سلك المذاكرة درر الأخبار الملقوطة، ونتفيأ من ظلال التبيان مع أولئك الأعيان في مجالس مغبوطة، نتجاذب فيها أهداب الآداب، ونشرب من سلسال الاسترسال ونتهادى لباب الألباب… ونستدعي أعلام الأعلام، فينجرّ بنا الكلام والحديث شجون، وبالتفنن يبلغ المستفيدون ما يرجون، إلى ذكر البلاد الأندلسية، ووصف رياضها السندسية… فصرت أورد من بدائع بلغائها ما يجري على لساني، من الفيض الرحماني، وأسرد من كلام وزيرها لسان الدين بن الخطيب السلماني… ما تثيره المناسبة وتقتضيه، وتميل إليه الطباع السّليمة وترتضيه من النظم الجزل في الجدّ والهزل… فلما تكرر ذلك غير مرة على أسماعهم لهجوا به دون غيره حتى صار كأنه كلمة إجماعهم، وعلق بقلوبهم، وأضحى منتهى مطلوبهم، ومنية آمالهم وأطماعهم… فطلب مني المولى أحمد الشاهيني إذ ذاك، وهو الماجد المذكور، ذو السعي المشكور أن أتصدى للتعريف بلسان الدين في مصنف يعرب عن بعض أحواله وأنبائه وبدائعه وصنائعه ووقائعه مع ملوك عصره وعلمائه وأدبائه…" فحاول (المقري) الاعتذار لكن صاحبه يلحّ، فلم يقو على ردّ ملحّ لعزيز، فأقدم على عمله، وكله عزم وحزم، فقدم للمكتبة العربية مرجعاً هاماً، وتحفة أسلوبية ذات تميّز عربي، ببيانها على لسان أحد أبناء الضاد في (الجزائر) خصوصاً، وفي المغرب العربي عموماً. فكان (المجلد الأول): عن (الأندلس) تاريخاً ومدناً وإنتاجاً، وطوائف وفتحاً، وأعلاماً، في السياسة، والفكر والدين والشعر والأدب، (في 704 صفحة). وكان (المجلد الثاني) عن بعض "من رحل من الأندلسيين إلى بلاد المشرق" فشمل نحو (307 شخصية) بينما ضم (المجلد الثالث) "بعض الوافدين على الأندلس من أهل المشرق". والحصيلة أكثر من (475 شخصية) ويتلاحق ذلك في معظم صفحات (المجلد الرابع)، أكثر من (700 شخصية) متبوعة بحديث عن "تغلّب العدوّ على الأندلس واستغاثة أهلها معاصريهم لإنقاذها" في أكثر من (مئتي صفحة). ثم يستأثر (لسان الدين بن الخطيب) بثلاثة مجلدات: (الخامس) و(السادس) و(السابع) عن أسلافه، ونشأته، ومشائخه، وصلاته بالملوك والأكابر، مع جملة نماذج مطولة من إنتاجه، نثراً وشعراً، ثم أولاده، وبعض صلاته الأخرى المختلفة. وقد أفرد المحقق والناشر (المجلد الثامن) للفهارس المختلفة ذات النفع الكبير بالنسبة للباحثين، عرباً وأجانبَ. فالكتاب صورة أدبية فكرية سياسية للأندلس التي أنجبت رجالاً واستقطبت أعلاماً، فبنت لها مجداً أتلفه (ملوك الطوائف) فسحقوه تحت (حوافرهم) صراعاً على المواقع و(المغانم). لقد أحبّ (المقري) الأندلس وأديبها (ابن الخطيب) كما أحبّ (دمشق) وأهلها، مثل هيامه الروحي بالبقاع المقدسة، مهبط الرسالة المحمدية، مثلما بقي الشوق مقيماً في نفسه إلى وطنه (الجزائر) التي تنفس هواءها، مثل (فاس) التي وضعت قدميه على طريق المجد عالماً فقيهاً مصنفاً أديباً.
وقد استحضره شاعرنا مصطفى الشليح لتقاربه معه في شيء واحد أو اثنين، وهما:
- حبه للأندلس ورجالاتها.
- وضعه لكتاب ضخم (نفح الطيب)عن أعلام المغرب والأندلس.
ومصطفى الشليح هو أيضا أحب الأندلس ورجالاتها، فكانت رسالته عن أعلام مدينة سلا.. ولذا يجد فيه نفسه هو أيضا، وهذا ما دفعه إلى القول:
أغوص إلى ذروة طأطأت هامة لي لأسكن ذاكرة بسلا. أغوص واخلص، مختلفا، اتقرى بعيني حمى ابن الخطيب هنا. قال لي المقري، إذا ما سألت عن النفح: هل من سلا أم بأندلس كان نشر المثاني سفير الصباح إلى لثغات الصباح؟[35].
إن الشاعر مصطفى الشليح اعتمد في دراسته الجامعية، وإعداد أطروحته على هذا المرجع الضخم( نفح الطيب) ، لما يحتويه من ترجمات لرجالات المغرب والأندلس... واستطاع أن يجد فيه الجواب عن كثير من الأسئلة التي عنت له أثناء إعداد بحثه...فالكتاب فيه ذاكرة من ذاكرات سلا، وشاعرنا في حاجة إلى هذه الذاكرة، لذا وجد في المقري معينا، ومساعدان كما وجد فيه إجابة عن مكان نشر كتاب( نشر المثاني ) للعلامة القادري.
- شخصيات نسائية: كما استحضر شخصيات نسائية منها:خناثة بنت بكار بنت علي المغافري، زوجة المولى إسماعيل، وهي فقيهة وعالمة،، وفاطمة الفهرية، وزينب النفزاوية زوجة يوسف لبن تاشفين.
يقول مصطفى الشليح:
رأيت المدى قبة. زرقة الموج تكسر صمت الرخام
. عناقيد يمهرها عبق هادر تتدلى من السقف لأقراط تاريخها. صوت مارية يتنفس أصداء زينبه، ولحفصة أنداء موكبه عند نافجة العرف. فاطمة تستقل بفاس ، الشروق بمغربه. أتلمس عند الأشعة طيف خناثة يكسو الربى عسجدا فتسير الربى فوق هام الدرى أطلسا، لأرى ما يرى البحر يا زرقة الصوت من قبة يتسامق لبلاب تاريخها عبر ذاتي..[36]
إنه يستحضر هذه الشخصيات النسائية ليذكر المتلقي بمجد مغربي تليد، وحضارة قامت على سواعد رجال ونساء، وهبوا حياتهم للعلم، ونصرة الدين، والرفع من سمعة المغرب..
2- الموروث الأسطوري ، أو التناص الأسطوري:
لقد اهتم الشعراء المعاصرون بالأسطورة اليونانية، وشكلت عماد نصوصهم الشعرية، واستحضروها في قصائدهم، والتي جسدت مواضيع كثيرة من أهمها مواضيع الإنسان، وكفاحه.ز وقد استعملت هذه الأساطير كرموز لها أبعادها الدلالية، والجمالية والفنية..
والأسطورة في أصلها الاشتقاقي تعني: الصف من الكتاب والشجر والنخل.. والسطر : الخط والكتابة . والأساطير: الأباطيل.
وهي أيضا: أحاديث عجيبة لا نظام لها.. وقد وردت كلمة الأساطير بصيغة الجمع في القرآن الكريم بمعنى الأباطيل، في قوله تعالى:<< يقول الذين كفروا غن هذا إلا أساطير الأولين>> [37]. وفي قوله تعالى:<<وقالوا أساطير الأولين اكتتبها، فهي تملى عليه بكرة وأصيلا>>[38].
وحديثا اشتقت كلمة أسطورة من Mythe ، وجذرها Myth أوMythos اليونانية.. وتعني :<< الحكاية التي تختص بالآلهة وأفعالها ومغامراتها>>[39]. و << عندما ساد الاعتقاد بالآلهة ودورها في حياة البشر في بلاد اليونان، ولهذا صورت في أشعارهم، واهمت إسهاما كبيرا في الحرب بين طروادة واليونان. وتعد الإلياذة، والأوديسا شاهدين على ذلك>>[40].
وقد اعتبرها بول ريكور على أنها :<<حكاية تقليدية ، تروي وقائع حدثت في بداية الزمان، وتهدف إلى تأسيس أعمال البشر الطقوسية حاضرا، وبصفة عامة إلى تأسيس جميع أشكال الفعل والفكر التي بواسطتها يحدد الإنسان موقعه من العالم>>[41].
ويتم استحضار الأسطورة من خلال نوذجين اثنين: النموذج اليوناني، والنموذج العربي.
:- الأسطورة اليونانية: نجد أن الأسطورة اليونانية حاضرة في شعر الشاعر مصطفى الشليح، إذ وظف بعض معالمها، وشخوصها في بعض قصائده.. ففي مجموعته ( .. ثم تلقي.. على كل أسئلتي شالها ) نجد استحضارا لشخصيات أسطورية، ومنها:
-سيزيف: تم توظيف الأسطورة اليونانية،ونجد شاعرنا مصطفى الشليح استحضر شخصية أسطورية من الميتوس الإغريقي... فنجده استدعى شخصية سيزيف.
هذه الشخصية غنية بحمولتها، إذ تجعلنا نستحضر مشهده وهو يجاهد في دفع الصخرة التي حكمت عليه الآلهة بدفعها، وإيصالها إلى قمة الجبل.. وكلما وصل منتصف الطريق تدحرجت الصخرة نازلة على نقطة الانطلاق.. إنه عذاب مستمر... لا رحمة منه..
سبت هنا ليدمدم سبتا إذا اسود لا احد في الطريق؟ ومن قاذف جمرة العتبات إلى الجذبات تحاصر هذا الزمان بالذكريات وتخفره بالشتات الموزع بيني وبيني، ولا احد في الطريق هنا. لا أرى أحدا خارجا من دمي/ داخلا في دمي. لا أرى أحدا. الزقاق على كتفي امتداد العيون. يمر المعزون. ينتشرون بأرضك. لا أرض لي. كتفاي إلى صخرة تتدحرج بي من أناي إلى لا أناي. تذكرت سيزيف.[42]
هكذا نجد تناصا ، من خلاله يتم استحضار الأسطورة اليونانية سيزيف، ومن خلالها يبين لنا مصطفى الشليح الهم الذي يحمله، والغربة التي تركها رحيل والدته إلى دار البقاء... إن الموت ألزمه بدفع صخرة الحزن، والغربة، والألم، والحنين، لم يستطع دحرجتها. فكلما وقف أمام باب دارة والدته، أو أمام ضريح ابن حسون، أو بزقاق من زقاقات سلا إلا وذكره ذلك بأمه، فيعن حزنه، ويشتد شوقه، وتتعالى تباريحه، وترتفع أناته.. وبالتالي يصبح مثل سيزيف في دفع مستمر، أي في حزن مستمر لا توقف له. وهذا كله من شدة حبه لوالدته، وتعلقه بها، لأنها كانت كل شيء في حياته.
- أطلس: من خلال المقطع السابق ، نجد به تناصا من خلاله نستحضر أسطورة يونانية أخرى ضمنية، وهي أسطورة أطلس الذي يحمل فوق كتفيه العالم، والذي جاءه هرقل طالبا منه التفاح الذهبي....
الزقاق على كتفي امتداد العيون
فهو من الهم الذي يحمله، والحزن الذي يستشعره، أصبح كأطلس يحمل العالم فوق كتفيه...وهو من خلال هذه الصورة يبين لنا أن وفاة أمه، ومرور المعزين جعل ذلك للزقاق عيونا، فكل الجيران الذين يسنون هذا الزقاق ، يواسونه، ينظرون إليه، يشاركونه حزنه.. ولقد مر معنا أن والدته كانت كل صباح، تخرج أمام باب دارتها ، تتطلع أخبار الزقاق، وتسأل الجيران عن أحوالهم، وتداعب الصغار، وتحيي الكبار ن لقد كان الزقاق كله ، بل الحي كله يحبها لتواضعها، ورقتها، وحنوها.. كانوا يلقبونها بأم الأستاذ... وعندما توفيت، حمل هذا الأمر على كتفيه، كأطلس، فأصبح هو الوسيط مكان أمه... إنه يحمل نظرات الزقاق، وكلامهم، ومواساتهم، وهذا كله يثقل كتفيه بما أن كل كلمة تذكره بأمه، وتزيد من حنينه، وتزيد من إثقاله بالهم ، والذكرى.
:- الحكاية العربية، الشعبية: نجد توظيفا لبعض الشخصيات العربية التي تؤثث للحكاية الشعبية العربية... والتي تبين لنا أن شاعرنا اتخذها كشخصيات أسطورية مقابل الشخصيات اليونانية... ومن الشخصيات التي استحضرها في شعره، نجد شخصية شهرزاد.
صحراء كالأشباح تستلب الخطى منذ المعلقة الأخيرة. راجف
ذاك الملوح بالتباريح التي قرأت وما قرأت.. وكل واجف
والذكريات على الرقيم، سوانح وبوارح، وذاك شيء زاحف
لا يستبين نهاره من ليله جونا كأنه جاذب متجانف
وكأنه سرد الممر حكاية عن شهرزاد.. وشهرزاد مواقف
ضمت إزار الليل ، منها ، كلمة ختامها ، والليل أمرد صادف
عن لعبة الكلمات جامحة الكرى والليل نام، وللنجوم معاطف
نام الكلام ، وكنت قرب حمامه سجعا وللنايات رجع طائف
حولي وقد وقفوا لتائية ، وما انصرفوا كأني في القصيدة واقف
إن القضية التي يطرحها قضية أدبية، من خلال التناص الذي من خلاله تم توظيف شخصية شهرزاد، والتي تجعلنا نستدعي موقفها البطولي في وقف نزوة رجولية، تطبعت على السفك، والقتل،وكره الأنثى.. معتمدة على ذكائها، وثقافتها، وخبرتها ، وبالتالي اعتمدت مبدأ الترويض، والمهادنة، والتداعي، والحكي لإخماد جموع يتصف بالعنف والعدوانية، وحب الانتقام... واستطاعت أن تنجح في مهمتها..
عن القضية الشعرية في المغرب في النهاية الخمسينيات ، وبداية الستينيات كانت صعبة جدا.. فقد كانت صفة الشعر ملتصقة بالفقهاء، وكان من يعتبرونهم شعراء، يعدون على رؤوس الأصابع...ونعرف السبب الذي دفع بالعلامة المغربي عبد الله كنون إلى تأليف كتابه( النبوغ المغربي)...
شاعرنا شاعر مجيد، حتى يلفت الناس إليه، لا بد له من ترويض لهم.. لذا كان عمله الأدبي يشبه عمل شهرزاد... هي اعتمدت الحكاية والحكي المسترسل، والمتتابع في ليلاتها.. وهو اعتمد القصيدة العمودية.. التي تطرب الأذن ، وتشد النفس، وتغري الروح...
لذا هو يتلاقى مع شهرزاد في نقط ثلاث:
- التطويع والترويض.
- الإصرار والمواصلة لتحقيق نتيجة.
- اعتماد الليل زمنا للحكي بالنسبة لها، والكتابة والجري وراء الكلمات والصور بالنسبة إليه.
3- الموروث الديني، أو التناص الديني:
:- القرآن:
لقد اعتمد الشاعر مصطفى الشليح تناصات قرآنية، وتضمينات في شعره. والملفت للنظر، أن من أكثر ظواهر الاستدعاء كثرة ، وكثافة في شعر الشاعر مصطفى الشليح، استدعاء الخطاب القرآني ... يحقق من خلاله أبعادا دلالية يتغياها ، يتوافق فيها النص القرآني وسياق القصيدة عنده.. وهذا قد أعطى لشعره بعدا فنيا وجماليا.. ورؤية واسعة، مشرقة، أغنت معجمه الشعري، وزادته جمالية...
وقد اعتمد الشعراء النص الديني في كثير من شعرهم، وذلك لأسباب كثيرة:<< وإذا كان الكتاب المقدّس هو المصدر الأساسيّ الذي استمد منه الأدباء الأوربيون شخصياتهم ونماذجهم فإن عدداً كبيراً منهم قد تأثر ببعض المصادر الإسلامية، وفي مقدمتها القرآن الكريم، حيث استمدوا من هذه المصادر الإسلامية الكثير من الموضوعات والشخصيات التي كانت محوراً لأعمال أدبية عظيمة>>.[43]
ويضيف زايد علي العشري قائلا: << ليس غريباً أيضاً أن يكون الموروث الدينيّ مصدراً أساسياً من المصادر، التي عكف عليها شعراؤنا المعاصرون، واستمدوا منها شخصيات تراثية، عبروا من خلالها عن بعض جوانب من تجاربهم الخاصة>> [44].
[1] - د. بقشى، ( عبد القادر)، التناص في الخطاب النقدي والبلاغي، أفريقيا الشرق، الدار البيضاء،( د- ط)، 2007، ص: 9
[2] - عياشي ، ( منذر)، الكتابة الثانية، فاتحة المتعة، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، ط1، 1998، ص: 5
[3] - الحاتمي، ( أبو علي)، حلي المحاضرة في صناعة الشعر، تحقيق، جعفر الكتاني، دار الرشيد للنشر، الجمهورية العراقية ، وزارة الثقافة والإعلام، (د.ط)، 1979، ص: 28/2
[4] - د. مفتاح، ( محمد)، تحليل الخطاب الشعري، ( استراتيجية التناص)، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، ط1، 1985، ص: 131
[5] - Kristeva , ( Julia) : Sémiotiké , pour une sémanalyse , Seuil. 1969 , p : 332
[6] - الدائم ربي، ( الحبيب)، الكتابة والتناص في الرواية العربية، منشورات اتحاد كتاب المغرب، ط1، 2004، ص: 51
[7] - Zumthor , ( Paul) : Le carrefours des rhétoriqueurs , poétique, no 27, Seuil, Paris , p : 322
[8] - باختين، ( ميخائيل)، الماركسية وفلسفة اللغة، ترجمة ، محمد البكري ، ويمنى العيد، دار توبقال للنشر، 1986، ص: 134
[9] - الدائم ربي، - الحبيب)، المرجع نفسه، ص: 56/57
[10] - بارث، ( رولان)، نظرية النص، مجلة العرب والفكر العالمي، ترجمة محمد خير ، مركز الإنماء القومي، لبنان، العدد 3، السنة 1988، ص: 96
[11] - الغدامي، ( عبد الله)، الخطيئة والتكفير من البنيوية إلى التشريحية: قراءة نقدية لنموذج إنساني معاصر، النادي الأدبي الثقافي، جدة، السعودية، ط1، 1985، ص: 322
[12] - الدكتور مرتاض، ( عبد المالك)، فكرة السرقات الأدبية، ونظرية النص الأدبي، مجلة علامات في النقد العربي، المجلد الأول، النادي الأدبي الثقافي، السعودية، ماي 1991، ص: 82
[13] - Genette , ( Gérard) : Palimpsestes , coll , Poétique , Seuil , 1982 , p : 9
[14] - رولان، ( بارت)،، لذة النص، تر: فؤاد صفا، والحسين سجان، دار توبقال للنشر،الدار البيضاء،1988، ص 37
12- عبد المطلب، (محمد)، قراءات أسلوبية في الشعر الحديث، ص 163
13- ريفاتير، (مايكل)، دلائليات الشعر، ص: 229
[17] - شرتح، ( عصام)، ظواهر أسلوبية في شعر بدوي الجبل، منشورات اتحاد الكتاب العرب، دمشق، (د.ط)،2005، ص: 175
15- المرجع نفسه، ص 228
[19] - د. الغذامي، (عبد الله)، الخطيئة والتكفير "من البنيوية على التشريحية، النادي الأدبي الثقافي، ط1، 1985، ص: 65
[20] - د. نمر موسى، ( إبراهيم)، توظيف الشخصيات التاريخية في الشعر الفلسطيني المعاصر، مجلة عالم الفكر، العدد 2، المجلد 33، أكتوبر/ ديسمبر 2004، ص: 117
[21] - فاضل، (جهاد)، أسئلة الشعر، الدار العربية للكتاب، (د.ت)، ص: 58
[22] - المرجع نفسه، ص: 43
[23] - ثم تلقي..على كل أسئلتي شالها، ص: 134/135
[24] - ..ثم تلقي.. على كل أسئلتي شالها، ص: 137
[25] - المرجع نفسه، ص: 112
[26] - .. ثم تلقي .. على كل أسئلتي شالها، ص: 101
[27] - المرجع نفسه، ص: 116
[28] - المرجع نفسه، ص: 135
[29] - المرجع نفسه، ص: 128/129
[30] - صبحي، ( محيي الدين)، الرؤيا في شعر البياتي، اتحاد الكتاب العرب، دمشق، (د.ط)،1986، ص: 41
[31] - أدونيس، مقدمة للشعر العربي، دار العودة، بيروت، ط1، 1971، ص: 55/56
[32] - ثائر، ( زين الدين)،أبو الطيب المتنبي في الشعر العربي المعاصر، منشورات اتحاد الكتاب العرب، دمشق، (د.ط)، 1999، ص: 12
[33] - ثم تلقي.. على كل أسئلتي شالها، ص: 56
[34] - ثم تلقي.. على كل أسئلتي شالها، ص: 164
[35] - ثم تلقي .. على كل أسئلتي شالها، ص: 107
[36] - لك الأوراق.. وكل الكلمات لي، ص: 44
[37] - سورة الأنعام، الآية 25
[38] - سورة الفرقان، الآية 5
[39] - ابراهيم، ( نبيلة)ن أشكال التعبير في الأدب الشعبي، دار النهضة مصر للطبع والنشر، مصرن ط2، 1974، ص: 10
[40] - عجينة، ( محمد)، موسوعة أساطير العرب عن الجاهلية ودلالاتها، دار الفارابي، بيروت، ط1، 1994، ص: 41
[41] - موسى، ( ابراهيم)، تداخل الأساطير اليونانية في القصيدة الفلسطينية المعاصرة ( نماذج مختارة)، مجلة جامعة النجاح للأبحاث ( العلوم الإنسانية)ن المجلد 19، (2)، 2005، ص: 489
[42] - ..ثم تلقي.. على كل أسئلتي شالها، ص: 119
43- زايد، (علي عشري)، استدعاء الشخصيات التراثية في الشعر العربيّ المعاصر، دار الفكر العربيّ،1997 ،ص: 75
44- المصدر نفسه، ص: 76