- مقولة الصيغة:
لا تجمع المعاجم الفرنسية التي عدنا إليها على تعريف واحد مضبوط لمفهوم "صيغة"، فهي تارة ترتبط بالأشكال النحوية في علاقتها بوضعيات الكلام( )، وهي تارة ترتبط بتقنيات تأدية الكلام، باعتماد وسائل تواصلية مثل الإقناع والعرض والاسترسال والإشارة وغيرها من العلامات اللغوية وغير اللغوية ( )، مما يجعل وضعية دراسة "الصيغة في الخطاب الروائي" عملية محفوفة بالانزلاقات المنهجية المصاحبة عادة لدراسة المفاهيم المجردة، أو تلك التي تنتمي إلى مجالات اشتغال مختلفة، إن الصيغة بالمفاهيم التي أوردناها سابقا لا تخرج عن المفهوم اللغوي الشائع والمرتبط أصلا بالإنجازات النحوية واللسانية، فحينما نقول "وضعيات الكلام " فإن مرجعيتنا هي الجماليات البلاغية التقليدية، ومهما حاولنا أن نتحايل على المفهوم فإننا نجد أنفسنا دائما أمام صلابة المفهوم النحوي البلاغي، مما يعطينا تصورا بأننا نلوي عنق المفهوم ليتلاءم مع حاجياتنا المتزايدة لضبط العملية السردية وتفسير الظواهر اللغوية، وربما يكون من الأفضل أن نتحدث عن تقنيات عرض الأحداث وأشكال القول بدلا من الصيغة التي تحيل إلى الفعل اللغوي.
لقد كان الشكلانيون الروس واعين بالمشاكل المنهجية التي تصاحب استعمال هذا المفهوم المجرد/الصوري لذلك استبعدوا الحديث فيه على أساس أن الحديث في الوضعيات اللغوية تقودهم بالضرورة إلى الحديث عن التحليل اللغوي الذي يرجع إلى المدرسة الفيلولوجية والتوجهات التاريخية، وهو ما لا ينسجم مع الإطار المنهجي والنسق المعرفي الذي يشتغلون في إطاره، صحيح أن الشكلانيين الروس حاولوا أن يتحدثوا عن وضعيات مطابقة للفعل اللغوي، لكنهم في الواقع لم يتحدثوا في اللغة وإنما تحدثوا في أشكال تأدية الكلام، ولشعورهم بصعوبة المهمة فإن أغلب ما قدموه من أبحاث في الصيغة كان على المسرح ولم يكن أبدا على الرواية، لأن المسرح يجسد بأشكال مختلفة الوضعيات القولية غالبا بأشكال غير لغوية، وهو ما أشرت إليه في الفقرات السابقة بالإشارة وأضيف الآن كل العناصر التي يمكن تجسيدها دون أن ننطق بها على الخشبة، أما في الرواية فإن الأمر مختلف إذ يتعلق الأمر باللغة أكثر مما يتعلق بالإشارات أو ما يسميه المسرحيون بِـ"المصاحبات النصية" لنكن أكثر تدقيقا فإن الأمر في الرواية يعتمد نظاما واحدا هو نظام العلامات اللغوية، في حين يعتمد المسرح نظاما آخر هو نظام مزدوج: فمن جهة يوظف اللغة بشكل أساسي لكنه لا يستطيع أن يتخلى ولو للحظة واحدة عن "المصاحبات النصية"، فالمسرح يعتمد نظاما مزدوجا لذلك وجد الشكلانيون فيه نصا قابلا لتطبيق المفاهيم الجديدة.
في كلمة لِـ"أيخنباوم" يتحدث عن نوعين من السرد: هناك سرد بالمعنى الحرفي وهو الذي يقوم به الراوي، وهذا النوع لا يهم لأنه يعتمد اللغة المباشرة، والنوع الثاني من السرد هو السرد المشهدي، وهي إشارة لافتة من "أيخنباوم" فهو يقصد بالسرد المشهدي أشكال تجسيد الأفعال الروائية، فهنا انتقال في التعامل مع المتن الروائي من اللغة الواصفة إلى الأفعال المشخصة، وكأن الإحالة هنا تعود إلى واقع آخر أكبر من اللغة الروائية، وهو موقف يبرز اهتمام الشكلانيين، أو على الأقل انتباههم، إلى أهمية الصيغة بالمفهوم الذي قدمه "أيخنباوم"، كما أشار "بروب" في تحليله للخرافة لبعض الصيغ التي تدخل في "الإمكانيات" الجسدية أو الذهنية التي يتمتع بها البطل لينجز لحظة سردية، ومن هذه الصيغ الأدوات السحرية التي يلجأ إليها للسيطرة وفرض الذات، فالصيغة التي يمكن أن تقدم بها هذه الأشكال السردية تجعل منها بعيدة عن تمثيل الواقع، لأنها في الواقع ليست سوى صدى لعادات قديمة، ومن هنا نفهم كلام "شلوفسكي" من أن الأدب المكتوب، ومنه الرواية، لا يتناول من العادات إلا ما أصبح قديما ولا يمثل الحياة الواقعية ( ) ما يفهم من كلام "شلوفسكي" أن طريقة عرض الأحداث بالشكل القديم لا تنتج إلا قيما قديمة لا تمثل الحياة المعاصرة بأبعادها وتجلياتها الجديدة، فتصبح الصيغة بدلا من أن تكون أداة طيعة لتقريب الأثر الأدبي تصبح على العكس من ذلك عقبة لفهم الآثار الفنية، وهو الأمر الذي يرفضه"شلوفسكي".
كما أشار "بروب" في معرض تحليله لمائة خرافة، إلى بعض الصيغ منها أفعال الذوات، فتعامل كل شخصية يختلف عن تعامل الشخصية الأخرى، ومنه يؤكد على فكرة التميز، والذي بدونه لا يمكن أن نفرق بين شخصية وأخرى، إذ بالصيغة وحدها نستطيع أن نميز على سبيل المثال بين طريقة عرض أفكار ومواقف كل شخصية، ومن هنا نؤكد أن موقف الشكلانيين الروس ينسجم تماما مع التوجه الذي انطلقوا منه في فرضياتهم وهو أن اللغة وأشكالها ليست سوى أشكال ثابتة تظهر بأنماط مختلفة، فكذلك الصيغة هي في جوهرها واحده، لأنه وظيفتها هي الإقدار على خلق الحدث السردي أو الفعل الدرامي، لكن في المقابل تظهر بتجليات مختلفة حسب السياقات اللغوية للبطل، فعلى سبيل المثال قد يلجأ البطل الثوري – كما عند باختين- إلى اعتماد صيغة الخطابة والبلاغة، كما لو أنه يذكرنا بعصر الملحمة، في حين نجد أن استعمالات هذا العنصر مختلفة من ذات إلى أخرى. لعلنا نحس بأن هذا الموقف من الصيغة يتأسس على مسلمات ميتافيزيقية واضحة وهي أن الشكل مستغرق في المكان، بمعنى أن الشكل هو الذي يجسد الحقيقة من الوجود، أو بتعبير آخر: يعتقد الشكلانيون الروس أن الشكل هو الحقيقة المطلقة التي تؤسس القيمة الجمالية، وبدونه لا يمكننا أن نتحدث عن ماهية أو أنماط ثورية.ونحن لا يعنينا هذا الجانب الميتافيزيقي رغم أهميته في فهم طبيعة الصيغة عند الشكلانيين بقدر ما يهمنا رأيهم في وظيفة الصيغة، إذ يكادون يجمعون على أن للصيغة قيمة أساسية تكمن في أنها تساعدنا على تبين عدد من العناصر الثابتة في العمل السردي، وفي العمق إن بحث وظيفة الصيغة هي حفر في الذاكرة البشرية واستقراء لتاريخها الطويل وتصنيف شفراتها، كما سنرى مع تودوروف،فيما أسماه بالسجلات(registres ).
إذا انتقلنا إلى الموقف الذي قدمه سعيد يقطين، وهو الموقف الذي يمثل عنده المشروع العربي لنقد الرواية، نجد أن هناك ضبابية تامة في ما يتعلق بتحديد مفهوم الصيغة، فهو بعد أن استبعد الجوانب اللغوية يركز على صيغتين أساسيتين هما صيغتا العرض والسرد، ونبادر إلى القول بأن السرد ليس صيغة، إلا في حالة واحدة، عندما يكون الحكي شفويا، أما أثناء التلقي الكتابي فإن السرد يتحول إلى تقنية كتابية، فهو في هذه الحالة يشبه الوصف ويتقاطع معه، أما في ما يخص العرض - وهي حالة المسرح الأولى- فإن البحث ينبغي أن يتوجه كما ألححنا على ذلك في فقرة سابقة إلى اللغة، وهنا تمدنا البلاغة التقليدية بإمكانيات قرائية هائلة في فهم الدوافع المختلفة للصيغ، كما أن تقنيات تحليل الخطاب العربي، وهي دراسات غائبة نؤكد أهميتها في هذا السياق وهي قادرة على حل الكثير من الإشكاليات المتعلقة بفهم الصيغة في اللغة العربية، وبدون هذه الدراسات يظل فهمنا للصيغة قاصرا يدور في فلك ما أنجز من دراسات غربية، دون التعمق في فهم الأسئلة العميقة التي يطرحها الخطاب العربي في استقلال تام عن أنواع الخطابات الأخرى، إن السرديات العربية يجب أن تستفيد من التقدم الهائل في مجال نظرية الأدب والمناهج الحديثة، لكن في المقابل ينبغي- في نظرنا- الانطلاق من أرضية صلبة، تعتمد الأشكال التعبيرية العربية وليس الصيغ الأجنبية التي لا يمكن عزلها عن طبيعة اللغات الغربية.
لا تجمع المعاجم الفرنسية التي عدنا إليها على تعريف واحد مضبوط لمفهوم "صيغة"، فهي تارة ترتبط بالأشكال النحوية في علاقتها بوضعيات الكلام( )، وهي تارة ترتبط بتقنيات تأدية الكلام، باعتماد وسائل تواصلية مثل الإقناع والعرض والاسترسال والإشارة وغيرها من العلامات اللغوية وغير اللغوية ( )، مما يجعل وضعية دراسة "الصيغة في الخطاب الروائي" عملية محفوفة بالانزلاقات المنهجية المصاحبة عادة لدراسة المفاهيم المجردة، أو تلك التي تنتمي إلى مجالات اشتغال مختلفة، إن الصيغة بالمفاهيم التي أوردناها سابقا لا تخرج عن المفهوم اللغوي الشائع والمرتبط أصلا بالإنجازات النحوية واللسانية، فحينما نقول "وضعيات الكلام " فإن مرجعيتنا هي الجماليات البلاغية التقليدية، ومهما حاولنا أن نتحايل على المفهوم فإننا نجد أنفسنا دائما أمام صلابة المفهوم النحوي البلاغي، مما يعطينا تصورا بأننا نلوي عنق المفهوم ليتلاءم مع حاجياتنا المتزايدة لضبط العملية السردية وتفسير الظواهر اللغوية، وربما يكون من الأفضل أن نتحدث عن تقنيات عرض الأحداث وأشكال القول بدلا من الصيغة التي تحيل إلى الفعل اللغوي.
لقد كان الشكلانيون الروس واعين بالمشاكل المنهجية التي تصاحب استعمال هذا المفهوم المجرد/الصوري لذلك استبعدوا الحديث فيه على أساس أن الحديث في الوضعيات اللغوية تقودهم بالضرورة إلى الحديث عن التحليل اللغوي الذي يرجع إلى المدرسة الفيلولوجية والتوجهات التاريخية، وهو ما لا ينسجم مع الإطار المنهجي والنسق المعرفي الذي يشتغلون في إطاره، صحيح أن الشكلانيين الروس حاولوا أن يتحدثوا عن وضعيات مطابقة للفعل اللغوي، لكنهم في الواقع لم يتحدثوا في اللغة وإنما تحدثوا في أشكال تأدية الكلام، ولشعورهم بصعوبة المهمة فإن أغلب ما قدموه من أبحاث في الصيغة كان على المسرح ولم يكن أبدا على الرواية، لأن المسرح يجسد بأشكال مختلفة الوضعيات القولية غالبا بأشكال غير لغوية، وهو ما أشرت إليه في الفقرات السابقة بالإشارة وأضيف الآن كل العناصر التي يمكن تجسيدها دون أن ننطق بها على الخشبة، أما في الرواية فإن الأمر مختلف إذ يتعلق الأمر باللغة أكثر مما يتعلق بالإشارات أو ما يسميه المسرحيون بِـ"المصاحبات النصية" لنكن أكثر تدقيقا فإن الأمر في الرواية يعتمد نظاما واحدا هو نظام العلامات اللغوية، في حين يعتمد المسرح نظاما آخر هو نظام مزدوج: فمن جهة يوظف اللغة بشكل أساسي لكنه لا يستطيع أن يتخلى ولو للحظة واحدة عن "المصاحبات النصية"، فالمسرح يعتمد نظاما مزدوجا لذلك وجد الشكلانيون فيه نصا قابلا لتطبيق المفاهيم الجديدة.
في كلمة لِـ"أيخنباوم" يتحدث عن نوعين من السرد: هناك سرد بالمعنى الحرفي وهو الذي يقوم به الراوي، وهذا النوع لا يهم لأنه يعتمد اللغة المباشرة، والنوع الثاني من السرد هو السرد المشهدي، وهي إشارة لافتة من "أيخنباوم" فهو يقصد بالسرد المشهدي أشكال تجسيد الأفعال الروائية، فهنا انتقال في التعامل مع المتن الروائي من اللغة الواصفة إلى الأفعال المشخصة، وكأن الإحالة هنا تعود إلى واقع آخر أكبر من اللغة الروائية، وهو موقف يبرز اهتمام الشكلانيين، أو على الأقل انتباههم، إلى أهمية الصيغة بالمفهوم الذي قدمه "أيخنباوم"، كما أشار "بروب" في تحليله للخرافة لبعض الصيغ التي تدخل في "الإمكانيات" الجسدية أو الذهنية التي يتمتع بها البطل لينجز لحظة سردية، ومن هذه الصيغ الأدوات السحرية التي يلجأ إليها للسيطرة وفرض الذات، فالصيغة التي يمكن أن تقدم بها هذه الأشكال السردية تجعل منها بعيدة عن تمثيل الواقع، لأنها في الواقع ليست سوى صدى لعادات قديمة، ومن هنا نفهم كلام "شلوفسكي" من أن الأدب المكتوب، ومنه الرواية، لا يتناول من العادات إلا ما أصبح قديما ولا يمثل الحياة الواقعية ( ) ما يفهم من كلام "شلوفسكي" أن طريقة عرض الأحداث بالشكل القديم لا تنتج إلا قيما قديمة لا تمثل الحياة المعاصرة بأبعادها وتجلياتها الجديدة، فتصبح الصيغة بدلا من أن تكون أداة طيعة لتقريب الأثر الأدبي تصبح على العكس من ذلك عقبة لفهم الآثار الفنية، وهو الأمر الذي يرفضه"شلوفسكي".
كما أشار "بروب" في معرض تحليله لمائة خرافة، إلى بعض الصيغ منها أفعال الذوات، فتعامل كل شخصية يختلف عن تعامل الشخصية الأخرى، ومنه يؤكد على فكرة التميز، والذي بدونه لا يمكن أن نفرق بين شخصية وأخرى، إذ بالصيغة وحدها نستطيع أن نميز على سبيل المثال بين طريقة عرض أفكار ومواقف كل شخصية، ومن هنا نؤكد أن موقف الشكلانيين الروس ينسجم تماما مع التوجه الذي انطلقوا منه في فرضياتهم وهو أن اللغة وأشكالها ليست سوى أشكال ثابتة تظهر بأنماط مختلفة، فكذلك الصيغة هي في جوهرها واحده، لأنه وظيفتها هي الإقدار على خلق الحدث السردي أو الفعل الدرامي، لكن في المقابل تظهر بتجليات مختلفة حسب السياقات اللغوية للبطل، فعلى سبيل المثال قد يلجأ البطل الثوري – كما عند باختين- إلى اعتماد صيغة الخطابة والبلاغة، كما لو أنه يذكرنا بعصر الملحمة، في حين نجد أن استعمالات هذا العنصر مختلفة من ذات إلى أخرى. لعلنا نحس بأن هذا الموقف من الصيغة يتأسس على مسلمات ميتافيزيقية واضحة وهي أن الشكل مستغرق في المكان، بمعنى أن الشكل هو الذي يجسد الحقيقة من الوجود، أو بتعبير آخر: يعتقد الشكلانيون الروس أن الشكل هو الحقيقة المطلقة التي تؤسس القيمة الجمالية، وبدونه لا يمكننا أن نتحدث عن ماهية أو أنماط ثورية.ونحن لا يعنينا هذا الجانب الميتافيزيقي رغم أهميته في فهم طبيعة الصيغة عند الشكلانيين بقدر ما يهمنا رأيهم في وظيفة الصيغة، إذ يكادون يجمعون على أن للصيغة قيمة أساسية تكمن في أنها تساعدنا على تبين عدد من العناصر الثابتة في العمل السردي، وفي العمق إن بحث وظيفة الصيغة هي حفر في الذاكرة البشرية واستقراء لتاريخها الطويل وتصنيف شفراتها، كما سنرى مع تودوروف،فيما أسماه بالسجلات(registres ).
إذا انتقلنا إلى الموقف الذي قدمه سعيد يقطين، وهو الموقف الذي يمثل عنده المشروع العربي لنقد الرواية، نجد أن هناك ضبابية تامة في ما يتعلق بتحديد مفهوم الصيغة، فهو بعد أن استبعد الجوانب اللغوية يركز على صيغتين أساسيتين هما صيغتا العرض والسرد، ونبادر إلى القول بأن السرد ليس صيغة، إلا في حالة واحدة، عندما يكون الحكي شفويا، أما أثناء التلقي الكتابي فإن السرد يتحول إلى تقنية كتابية، فهو في هذه الحالة يشبه الوصف ويتقاطع معه، أما في ما يخص العرض - وهي حالة المسرح الأولى- فإن البحث ينبغي أن يتوجه كما ألححنا على ذلك في فقرة سابقة إلى اللغة، وهنا تمدنا البلاغة التقليدية بإمكانيات قرائية هائلة في فهم الدوافع المختلفة للصيغ، كما أن تقنيات تحليل الخطاب العربي، وهي دراسات غائبة نؤكد أهميتها في هذا السياق وهي قادرة على حل الكثير من الإشكاليات المتعلقة بفهم الصيغة في اللغة العربية، وبدون هذه الدراسات يظل فهمنا للصيغة قاصرا يدور في فلك ما أنجز من دراسات غربية، دون التعمق في فهم الأسئلة العميقة التي يطرحها الخطاب العربي في استقلال تام عن أنواع الخطابات الأخرى، إن السرديات العربية يجب أن تستفيد من التقدم الهائل في مجال نظرية الأدب والمناهج الحديثة، لكن في المقابل ينبغي- في نظرنا- الانطلاق من أرضية صلبة، تعتمد الأشكال التعبيرية العربية وليس الصيغ الأجنبية التي لا يمكن عزلها عن طبيعة اللغات الغربية.