العصر الروماني : احتل ديكران ملك أرمينيا هذه الدولة عام (83) ق .م وفي عام (64) ق .م استطاع القنصل الروماني الأول بومبيوس إسقاط الملك ديكران وعزل آخر ملوك السلوقيين وأسس المقاطعة الرومانية ((سورية )) والرومان هم الذين بنوا الجسور على العاصي وما زال قسم كبير منها مستخدما حتى الآن كما بنوا سور حماه بالحجر الأبيض .
واستؤنف بل ازداد الازدهار الذي حصلت عليه حماة في هذا العصر عن الازدهار والتقدم الذي اكتسبته في عهد أنطوخيوس إبيفانيوس كما تطورت الزراعة بشكل خاص وتقدمت فنون السقاية والري أيضا ويقال إن في هذا العصر وليس في العصر الآرامي أنشئت النواعير التي لعبت دورا كبيرا في تطوير وتوسيع الزراعة وأعيد تنظيم المدينة كذلك وفق الأسس الرومانية كما شيد معبد (حول بعد ذلك إلى كنيسة ثم إلى جامع ) وشقت الترع ومدت الأقنية على قناطر حجرية لمسافات بعيدة وشهدت مدينة حماة ومنطقتها صراعا جادا بين العبادات الوثنية وأنصار الديانة المسيحية الناشئة وكان لحماة في هذا العصر علاقات اقتصادية مع باقي مدن المنطقة الشمالية 0وبشكل خاص مع أفاميا وأنطاكية . وقد وجد في حماة كتابة رومانية هي أوامر من الإمبراطور دوميسيان الذي عاش بين (ا 5-96) م 0موجهة إلى الوالي كلوديوس أتينادور لتنظيم الزراعة ولإبطال عمل السخرة ترجمها ونشرها كامل شحادة .
علما بأن الآثار التي تركتها العصور الكلاسيكية اليونانية القديمة ثم الرومانية والبيزنطية في حماة كثيرة ومتنوعة من قناطر وأعمدة وطنف وزخارف مختلفة وعناصر معمارية كثيرة أعيد استخدامها فيما بعد في أبنية شيدت في عصور لاحقة هذا بالإضافة إلى الآثار التي عثر عليها في السويات الثانية والثالثة والرابعة في تل حماة (القلعة ) وغيرها وهي في مجموعها تدل على مدى ازدهار وتطور العمران الذي بلغته المدينة في هذا العصر الروماني ويؤكد المؤرخون أن الرومان لم يقوموا هم ببناء المدينة وبإشادة العمران فيها وإنما تم ذلك من قبل مهندسي وبنائي المدينة أنفسهم والجدير بالذكر كذلك أن هذه المنشئات تختلف كل الاختلاف عن أبنية العالم الروماني الموجودة في بقية المناطق إذ أنها تمتاز بروح ومفاهيم شرقية وقد استدعي بعض من هؤلاء المهندسين إلى روما لإشادة بعض المباني هناك كالمهندس المعمار ((أبو للودور الدمشقي)) الذي انشأ في روما (( فوروم تراجان )) كما انشأ جسرا على الدانوب ومن المعروف أن الثقافة اليونانية القديمة (الكلاسيكية) المسماة ثقافة الأوائل وتتمها البيزنطية قد سادت قرابة ألف عام في المنطقة السورية تحت الحكم المقدوني اليوناني أول الأمر ثم الروماني وأخيرا في الحكم البيزنطي المسيحي.