منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    نصوص أمبرتو إيكو

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    نصوص أمبرتو إيكو Empty نصوص أمبرتو إيكو

    مُساهمة   الخميس فبراير 25, 2010 2:31 pm




    نصوص أمبرتو إيكو

    فرجة إبداعية تتخطى اللحظة العرضية
    خلود الفل
    في سن الخمسين وتحديدا العام 1980 صدر للكاتب الايطالي أمبرتو إيكو روايته الأولى "اسم الوردة" التي نالت شهرة واسعة ودارت حولها نقاشات وصلت حد اتهام ايكو بسرقة فكرتها إذ اعتبرها البعض رواية مصنوعة بوعي نقدي باعتبار كاتبها باحثا في علم السيميائيات.

    بعد ذلك توالت رواياته فكانت "بندول فوكو" و"جزيرة اليوم السابق" و"باودولينو" و"شعلة الملكة لونة الغامضة"، بعد هذا النجاح كتب "ايكو" على هامش هذه الروايات وامتدادا لها عدة نصوص هي: "حاشية على اسم الوردة" و"كيف اكتب" و"سخرية التناص ومستويات القراءة" تحدث في كل منها عن عدة أمور هي "سيرورة التأليف والخلق" و"بناء الكون الروائي وتأثيثه" و"الميتافيزيقا البوليسية" و"الرواية التاريخية" و"الإحالات الضمنية والاستشهاد والسخرية" و"العناصر التي تسهم في بناء عالم ينتمي إلى التخييل رغم إيهامنا بغير ذلك" و"القناع" و"النفس" و"التعريض" و"الحداثة وما بعد ها" و"إكراهات البناء والزمن والأسلوب والفضاء".

    اليوم تم جمع هذه النصوص في كتاب واحد عنون بـ "آليات الكتابة السردية: نصوص حول تجربة خاصة" للكاتب أمبرتو إيكو- ترجمة وتقديم: سعيد بنكراد - الطبعة الأولى- دار الحوار2009- تصميم الغلاف للفنان ناظم حمدان.

    * ماهية النصوص

    يقول بنكراد لن أتحدث عن مضمون النصوص الثلاثة "حاشية على اسم الوردة" و"كيف اكتب" و"سخرية التناص ومستويات القراءة" والآراء الواردة فيها ولن أتحدث عن الروايات وأحداثها وشخصياتها وحبكتها والقارئ هو الوحيد الذي له الحق في اكتشاف هذه المضامين فتلك مهمة القراءة لا مهمة المؤلف والنص أوسع من قصديات المؤلف وما يراه القارئ ليس بالضرورة مدرجا في هذه القصدية.

    ويضيف غايتنا هي ما لا يقوله النص أو ما يقوله في غفلة من الكلمات ونواياها الصريحة. فما هو أساسي في نصوص إيكو يعود إلى التصور الإبداعي الذي يجعل من النص فرجة معرفية لا تنتهي أو يحوّل المعرفة إلى وضعيات إنسانية ترقى على الفردي وتتجاوز اللحظة العرضية.

    * عنوان الكتاب

    في نصوص الكتاب كما يقول بنكراد لا نعثر على مفاتيح تفيدنا في فهم الروايات كما قد يوحي عنوان الكتاب أو تقديم قراءة أو تأويل خاصة لإحالات الروايات التي تناولها بعيدها وقريبها فهذا ليس من شأن الكاتب ولكن في نفس الوقت يمكن أن يقبله سيميائي مهنته التأويل.

    لذا فهذه النصوص لا يمكن النظر إليها كنوع من تطفل الكاتب على عالم التأويل وفي نفس الوقت ليست توجيه للقارئ من اجل إنتاج تأويل خاص بل هو سرد لسيرورة فعل إبداعي لا نعرف عنه سوى وجهه المتحقق.

    * حاشية على اسم الوردة

    في هذا الفصل يتحدث إيكو عن تجربته في كتابة رواية "اسم الوردة" التي أعطى لها اسما مختلفا في بداية الأمر وهو "دير الجريمة" وعاد واستبعده لأنه لا يركز سوى على العمق البوليسي وبالتالي سيقود مهووسي القصص البوليسية إلى التهافت على رواية ستخيب ظنهم دون شك.

    ولكن الصدفة وحدها جعلته يستقر على "اسم الوردة" لأن الوردة كما يقول إيكو صورة رمزية مليئة بالدلالات لدرجة أنها تكاد تفقد في نهاية الأمر كل الدلالات: "الوردة الصافية" و"حرب الوردتين" و"إن الوردة هي الوردة هي الوردة هي الوردة" و"أشكرك على هذه الوردة" و"الحياة الوردية" وحينها لن يكون القارئ قادرا على اختيار تأويل ما، إن العنوان يجب أن يشوش على الأفكار لا أن يحولها إلى قوالب مسكوكة.

    ويضيف إيكو ليس من حق المؤلف أن يؤول ولكن من حقه أن يحكي لماذا وكيف كتب ما كتب فمثلا الدراسات التي تقدمها الشعرية لا تصلح دائما أداة لفهم الأعمال التي كانت في أساس وجودها ولكنها تساعد على فهم كيفية حل مشكلة تقنية كقضية إنتاج عمل أدبي ما.

    والمؤلف يكذب عندما يقول انه يعمل تحت تأثير إلهام ما إذ لا يشكل الالهام سوى 20% في حين يشكل المجهود 80%.

    * بناء القارئ

    عن هذا القارئ يطرح إمبرتو إيكو مجموعة من التساؤلات منها: ماذا يعني التفكير في قارئ نموذجي قادر على تجاوز العوائق التي تخلقها المائة صفحة الأولى؟ هل هناك كاتب يكتب فقط من أجل المستقبل؟ هل هناك كاتب يكتب لقلة من القراء؟ هل نكتب لأنفسنا؟ والإجابة ستكون لا ذلك أن الشئ الوحيد الذي نكتبه لأنفسنا هو لائحة المشتريات، إنها تساعدنا على التذكر وبعد ذلك يمكن التخلص منها لأنها لا تصلح بعد ذلك لشئ. إن كل ما نكتبه نقوم به لنقول شيئاً ما لشخص ما.

    ويضيف إيكو إننا نكتب لقارئ ومن يدعي انه يكتب لنفسه فانه لا يكذب فحسب إنه كافر بشكل مفزع حتى من وجهة نظر علمانية. إن الذي لا يعرف كيف يتوجه إلى قارئ مستقبلي هو إنسان تعيس ويائس.

    * كيف أكتب

    في هذا الفصل يتحدث الروائي أمبرتو إيكو عن عبثية أسئلة من نوع هل تبدؤون بتدوين ملاحظات، ثم تحررون الفصل الأول أو الأخير؟هل تكتبون بالقلم أم بقلم الرصاص أم على الآلة الكاتبة أم على الحاسوب؟ ويمكن الإجابة على هذه الأسئلة بالقول لا وجود لطريقة واحدة لكتابة رواية ذلك لان كتابة رواية تقتضي أن يكون فعل الكتابة لا حقاً للتفكير فيها، ويجب أولا أن نقرأ ونجمع جذاذات ونرسم بورتريهات الشخصيات وخرائط المكان وخطاطات لمقاطع زمنية.

    هذه الأشياء تتم حسب الأوقات والمكان الذي نوجد به ونوعية الفكرة السردية أو المعطى الذي نود تسجيله.

    * الحاسوب والكتابة

    لقد كان تأثير للحاسوب تأثيره في تجربتي كما يقول إيكو ولكنني لا أعرف إلى أي حد على مستوى النتائج. فمثلا رواية " بندول فوكو" تتحدث عن حاسوب يصنع قصائد شعرية ويربط بين الأحداث بشكل عرضي وكثير ممن حاوروني كانوا يودون أن أكشف لهم أن روايتي كانت من صنع برنامج في الحاسوب مكنني من اختراع كل شيء.

    بصراحة لم يكن احد يملك الشجاعة لنشر نصي هذا ولكن أحدهم قال هناك إحساس أن الرواية كتبت مباشرة على الحاسوب عدا مشهد المقبرة فيبدو أنه كتب هذا المشهد مرات عديدة بالقلم. فيكفي القول إن هذه الرواية مرت بمراحل متعددة وحكيتها لنفسي مراراً وكانت وكأنها كتبت من قبل ولم يكن ما يمكن إضافته ، كنت أحرك أصابعي على لوحة المفاتيح كما لو أنني ألعب على البيانو قطعة موسيقية أعرفها عن ظهر قلب.

    ويضيف ايكو ما هو جميل في الحاسوب هو كونه يشجع على العفوية بمعنى تكتبون دفعة واحدة وبسرعة كل ما يخطر على البال وبعد ذلك تنقحون وتغيرون ما كتبتم.

    * السعادة والحزن

    الحزن يبدأ عندما تنتهي الرواية فايكو يرى ان ما هو جميل عندما نكتب رواية ليس اللذة المباشرة بل ما سيأتي بعد ذلك فأنا انزعج كثيرا عندما أدرك أن روايتي وصلت إلى النهاية أي وفق منطقها الداخلي، إلى اللحظة التي تنتهي لكي أتوقف أنا حينها أشعر أنني لو واصلت الكتابة لأسأت إليها.

    إن الجميل والسعادة الحقيقية هي أن نعيش سنوات وإذا أمكن إلى ما لانهاية في عالم أنا من قام ببنائه شيئاً فشيئاً وقد أصبح ملكي في النهاية.

    * سخرية التناص ومستويات القراءة

    في هذا الفصل يتحدث أمبرتو إيكو عن نشاطه كسارد مثيرا بعض الخصائص التي يطلق عليها السردية المابعد حداثية التي عثر عليها النقاد في كتابه "حاشية على اسم الوردة" وتتحدد هذه الخصائص في: التسارد- التسنين المزدوج - السخرية التناصية- الحوارية.

    العرب أونلاين*
    [0]

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 4:29 am