د
سمير الشريف الخميس، 04 مارس 2004 15:05 نقد ومراجعات - نقد وتحليل
إرسال إلى صديق طباعة PDF
تقويم القُرّاء: / 0
الأسوأالأفضل
تضطر قراءة العمل الأدبي الفكر للتحرك في اتجاهين الزمني وما يثيره هذا في نفس المتلقي من علاقات وروابط ،وثانيهما ،ما يجذب المتلقي تجاه بؤرة النص الأدبي ،حيث مركزه الفكري وثقله ، مع ما يتصاعد مع الألفاظ ويربط بينها ويجلو دلالاتها ،لكي يصل
بالقارئ لما وراء الألفاظ. السؤال هنا :كيف نصل إلى المعنى الذي يتمترس خلف الحروف،وكيف نصبح على يقين من أن هذا المعنى بعينه هو ما أراده الكاتب ، وبالتالي ما هي الأداة التي
تمكننا من الحكم على نجاح هذا لمؤلف في إيصال مضامينه؟
أثارت الإجابة بين أصحاب المناهج القديمة والحديثة ،ممن يتبنون الدراسات اللغوية الأسلوبية الحديثة ،وهذا ما حاولته الدكتورة "نبيلة
إبراهيم"بالعثور على وسيلة موضوعية فعّالة لنقد العمل الروائي نقدا يعتمد على منهجية محددة ،يساعدنا للكشف عن علاقة هذا الفن الأدبي الحديث الصعب من ملامسة جراحات
المجتمع ورصد ما يمور به من تيارات.
نتساءل في البدء،هل من خلاف بين الشعر والنثر مع أنهما يستخدمان وسيلة واحدة هي الكلمة! نعم ،هناك فرق بين،فالشعر رقص والنثر مشي ،والإنسان لا يرقص إلا إذا تملكته حالة شعورية خاصة ،ورغبة ملحّة في التعبير عن إيقاعه الداخلي المخفي في شكل من الإيقاع الحركي ،أما المشي ،فيكون مصحوبا بالتفكير الهادئ الذي يقف على بعد قريب من عالم الواقع ،لهذا ،فرّق الناقد الألماني "لسنج"قديما بين الفنون المختلفة على أساس من اختلاف الوسائل والأدوات .
نستطيع أن نميّز إذا بين الشعر والقصة ،ففي الشعر تستخدم الكلمة بطاقاتها التصويرية والتشكيلية والإيقاعية ،ولا تكون مهمتها حكاية الحدث،حيث الشعر
طاقة انفعالية وشعورية مكثفة إزاء حدث ما .
في القصة ،مطلوب من القاص أن يختفي وراء عمله وأن يترك المجال فسيحا لحركة الأشخاص بحرية ,ضن علاقات تربطها الأفعال في حركة نامية وزمن متحرك بين
الماضي والحاضر أو العكس،ثم من الحاضر والماضي إلى المستقبل ،هذا الدور النهم للغة القصة ،جعل النقاد يختلفون حول المنهج لنقد هذه اللغة ،حيث انصب جهد أصحاب الدراسات اللغوية الحديثة على البحث في قابلية الاستفادة من هذه الدراسات
في نقد العمل الأدبي ،السؤال هنا ،وبعد أن تطورت الدراسات ودخلت مراحل عملية على يد (سوسيرووتشومسكي وجاكبسون)هل ما زالت الطريقة النقدية التقليدية كافية
وناجحة لدراسة الأنماط القصصية ؟
لنقرأ رأي كل جانب في رؤيته للغة ضمن العمل القصصي:
أصحاب المنهج التقليدي في النقد يعتبرون اللغة نقطة البداية ،ويقولون،إن القصة لا تلغي الواقع الخارجي ،بل تحيله إلى عالم ساحرو وساخر ،تتحرك فيه
الشخوص والأشياء بوصفها رموزا لما يجري في عالم الواقع ،واللغة ليست غير وسيلة لصنع هذه الرموز التي تلتحم معا لتكوّن مناظر وحركات وشخوصا وتجارب ،ومهمة
النقد تتمثل في حالة الكشف عن قيم الحياة ،كما صورها الكاتب والكشف عن عمق الشخصيات
وعمق أفعالها .
أصحاب الدراسات الأسلوبية ،يرون ن المشكلة الأساسية في النقد التقليدي ،احتكام أصحابه للحكم الذاتي ،لا للقوانين الموضوعية ،طالما أن محور العلم الأدبي
هو اللغة التي يتألف من تركيبها الرموز والصور والشخوص والحركة والفكرة،وإذا كانت اللغة تشكّل نظاما متكاملا حسب كشوفان وتحاليل الدراسات اللغوية ،فإن
الجهد حسب رأيهم ينبغي أن يتركز حول التركيب اللغوي للوصول إلى الشيء الثابت والدائم الذي يختفي وراء الآراء الذاتية،ومهمة النقد يجب أن تتجه إلى تحويل
الأحكام القيمية إلى ما هو قائم فعلا،والطريقة المثلى للوصول لذلك ، إطّراح الأحكام الشخصية والاستفادة منها كمؤشرات ، ولهذا يلخص أصحاب المنهج اللغوي رأيهم
ب:
* الأسلوب هو الوسيلة الأولى التي يكشف الكاتب بها عن رسالته ومضمونه.
* دراسة الأسلوب تتم بالربط بين نوايا الكاتب وأشكال اللغة التي يستخدمها* لا يمكن القطع بنوايا الكاتب ،فلا بد من الاستعانة باستجابات المتلقي التي قد تتأثر بالأحكام الذاتية .
بناء على ما سبق ،يجب الاحتكام للنص كله ، بدءا من الكلمة إلى الجملة إلى الفقرة , ليتم الوصول إلى معايير ثابتة تتضافر عناصر القصة جميعا على
إبرازها ، حيث أنّ مهمة الكاتب حسب رأيهم ، تتمثل في اختيار الكلمات التي تصلح لأن تكون إشارات ورموز ا مناسبة للتجربة التي يريد الكاتب نقلها للقراء ،وبعد ذلك
تأتي مهمة الناقد الذي يغوص في التراكيب والألفاظ ،بحثا عن الشحنات الدلالية فيها وعلاقاتها ببعضها ،للوصول إلى جوهر المعنى الذي يقبع خلف هذه الدلالات،وما
يمكن أن تثيره من استجابات سلوكية.
أهم الأبحاث التي أفادت في دراسة لغة التعبير الأدبي ما قام به العالم (سوسير)،الذي تعتبر أبحاثه الأساس الذي انطلق منه الباحثون لبناء دراساتهم
،وأفاد منها النقاد في تحليلاتهم للإعمال الأدبية .
توقف (سوسير)مع مستويات ثلاث للغة وميّز بينها: اللغة كنظام واللغة كصياغة واللغة كنطق،درس الأولى بوصفها نظاما كونيا ،أي حصر البحث في هذا المجال
بنظام اللغة بوصفها ظاهرة عامة ،بالتركيز على دراسة علم الأصوات بوصفه مستوى من مستويات اللغة،ولذلك تدرس لغة الطفل ابتداء.
أما الثانية ،فهي التي تميز قدرة الفرد على استغلال كل الطاقات اللغوية في إطار نظامها ،وهي بذلك تكشف عن طاقة فردية لغوية .والثالثة ، أدرجها
الباحثون اللغويون ضمن أبحاثهم ،لأنها تمثل مستوى من مستويات اللغة ،يستقبلها المستمع تلقائيا بوصفها عملية توصيل مباشر للفكر.
كانت الدراسات اللغوية وما زالت لها كبير فضل على بعض المناهج النقدية التي أفادت من تلك الدراسات ،فحولت النظريات إلى منهج يوضح كيف تتحول اللغة إلى
نظام ،حيث برز بوضوح المنهج الواقعي ولبنائي.أما الواقعي ،فيضع نصب عينيه علاقة القصة بالواقع ،وهو من أكثر المناهج إرتباطا بالعمل القصصي ،حيث يعتبر أن
الفن القصصي أقرب الأشكال الأدبية إلى الواقع ،ولهذا ،صمد المنهج في وجه التيارات النقدية .أما أهم القيم الجمالية له فتتمثل في العلاقات الملزمة بين الفن
والمجتمع ،التي لا تكدس الواقع بل تنظمه على نحو خلاق يبرز العلاقات المتناقضة في مناحي الحياة للوصول إلى حل يسمو بالواقع،وبذلك عارض المنهج ،الواقعية
الرومانسية والكلاسيكية الجديدة والطبيعية ،وهكذا يطرح أصحاب المنهج الواقعي قضية صلة العمل الأدبي بالحياة من خلال:
** تتمثل علاقة القصة بالحياة بتعبيرها عن أنماط سلوكية إنسانية لها مقابلها في الحياة ،بينما تظل دوافع بعض السلوكات والاستجابات لها خفية في الواقع…
** يحاول كل إنسان أن يجعل من تفكيره وعواطفه وسلوكه تركيبة موحدة مقنعة ، وإلا فإن حياته سيلفها الاضطراب والتشويش، ولهذا فالتكيف الحياتي ضرورة
اجتماعية وهذا ما تصنعه القصة .يعتمد المنهج البنائي في دراسة الأدب على النظر للعمل الأدبي كبناء متكامل
،بمعنى أن يعكف النقاد على اللغة مستخلصين الوحدات الوظيفية الأساسية التي تدير العمل مباشرة ،ورغم تعدد وجهات النظر لدى أصحاب هذا المنهج ،إلا أن (ليفي
شتراوس)يعتبر صاحب أشهر هذه التحليلات ،معتمدا في ذلك على أساس أن بناء الكون يتمثل في مجموعات من الثنائيات التي تبدو متعارضة ،لكنها متكاملة في نفس
الوقت ،فهناك الحياة والموت /الأرض و السماء/ الإنسان والحيوان/ الرجل والمرأة/ الخصب والجدب/الصحة والمرض/الغنى والفقر/.
ولكي يؤكد (شتراوس)أن الفكر الإنساني مبني على أساس هذا التفاعل من المتعارضان وإيجاد تصالح بينها،بدأ بدراسة الأسطورة ونجح إلى حد كبير في تغيير
المفهوم الحضاري لها.
سمير الشريف الخميس، 04 مارس 2004 15:05 نقد ومراجعات - نقد وتحليل
إرسال إلى صديق طباعة PDF
تقويم القُرّاء: / 0
الأسوأالأفضل
تضطر قراءة العمل الأدبي الفكر للتحرك في اتجاهين الزمني وما يثيره هذا في نفس المتلقي من علاقات وروابط ،وثانيهما ،ما يجذب المتلقي تجاه بؤرة النص الأدبي ،حيث مركزه الفكري وثقله ، مع ما يتصاعد مع الألفاظ ويربط بينها ويجلو دلالاتها ،لكي يصل
بالقارئ لما وراء الألفاظ. السؤال هنا :كيف نصل إلى المعنى الذي يتمترس خلف الحروف،وكيف نصبح على يقين من أن هذا المعنى بعينه هو ما أراده الكاتب ، وبالتالي ما هي الأداة التي
تمكننا من الحكم على نجاح هذا لمؤلف في إيصال مضامينه؟
أثارت الإجابة بين أصحاب المناهج القديمة والحديثة ،ممن يتبنون الدراسات اللغوية الأسلوبية الحديثة ،وهذا ما حاولته الدكتورة "نبيلة
إبراهيم"بالعثور على وسيلة موضوعية فعّالة لنقد العمل الروائي نقدا يعتمد على منهجية محددة ،يساعدنا للكشف عن علاقة هذا الفن الأدبي الحديث الصعب من ملامسة جراحات
المجتمع ورصد ما يمور به من تيارات.
نتساءل في البدء،هل من خلاف بين الشعر والنثر مع أنهما يستخدمان وسيلة واحدة هي الكلمة! نعم ،هناك فرق بين،فالشعر رقص والنثر مشي ،والإنسان لا يرقص إلا إذا تملكته حالة شعورية خاصة ،ورغبة ملحّة في التعبير عن إيقاعه الداخلي المخفي في شكل من الإيقاع الحركي ،أما المشي ،فيكون مصحوبا بالتفكير الهادئ الذي يقف على بعد قريب من عالم الواقع ،لهذا ،فرّق الناقد الألماني "لسنج"قديما بين الفنون المختلفة على أساس من اختلاف الوسائل والأدوات .
نستطيع أن نميّز إذا بين الشعر والقصة ،ففي الشعر تستخدم الكلمة بطاقاتها التصويرية والتشكيلية والإيقاعية ،ولا تكون مهمتها حكاية الحدث،حيث الشعر
طاقة انفعالية وشعورية مكثفة إزاء حدث ما .
في القصة ،مطلوب من القاص أن يختفي وراء عمله وأن يترك المجال فسيحا لحركة الأشخاص بحرية ,ضن علاقات تربطها الأفعال في حركة نامية وزمن متحرك بين
الماضي والحاضر أو العكس،ثم من الحاضر والماضي إلى المستقبل ،هذا الدور النهم للغة القصة ،جعل النقاد يختلفون حول المنهج لنقد هذه اللغة ،حيث انصب جهد أصحاب الدراسات اللغوية الحديثة على البحث في قابلية الاستفادة من هذه الدراسات
في نقد العمل الأدبي ،السؤال هنا ،وبعد أن تطورت الدراسات ودخلت مراحل عملية على يد (سوسيرووتشومسكي وجاكبسون)هل ما زالت الطريقة النقدية التقليدية كافية
وناجحة لدراسة الأنماط القصصية ؟
لنقرأ رأي كل جانب في رؤيته للغة ضمن العمل القصصي:
أصحاب المنهج التقليدي في النقد يعتبرون اللغة نقطة البداية ،ويقولون،إن القصة لا تلغي الواقع الخارجي ،بل تحيله إلى عالم ساحرو وساخر ،تتحرك فيه
الشخوص والأشياء بوصفها رموزا لما يجري في عالم الواقع ،واللغة ليست غير وسيلة لصنع هذه الرموز التي تلتحم معا لتكوّن مناظر وحركات وشخوصا وتجارب ،ومهمة
النقد تتمثل في حالة الكشف عن قيم الحياة ،كما صورها الكاتب والكشف عن عمق الشخصيات
وعمق أفعالها .
أصحاب الدراسات الأسلوبية ،يرون ن المشكلة الأساسية في النقد التقليدي ،احتكام أصحابه للحكم الذاتي ،لا للقوانين الموضوعية ،طالما أن محور العلم الأدبي
هو اللغة التي يتألف من تركيبها الرموز والصور والشخوص والحركة والفكرة،وإذا كانت اللغة تشكّل نظاما متكاملا حسب كشوفان وتحاليل الدراسات اللغوية ،فإن
الجهد حسب رأيهم ينبغي أن يتركز حول التركيب اللغوي للوصول إلى الشيء الثابت والدائم الذي يختفي وراء الآراء الذاتية،ومهمة النقد يجب أن تتجه إلى تحويل
الأحكام القيمية إلى ما هو قائم فعلا،والطريقة المثلى للوصول لذلك ، إطّراح الأحكام الشخصية والاستفادة منها كمؤشرات ، ولهذا يلخص أصحاب المنهج اللغوي رأيهم
ب:
* الأسلوب هو الوسيلة الأولى التي يكشف الكاتب بها عن رسالته ومضمونه.
* دراسة الأسلوب تتم بالربط بين نوايا الكاتب وأشكال اللغة التي يستخدمها* لا يمكن القطع بنوايا الكاتب ،فلا بد من الاستعانة باستجابات المتلقي التي قد تتأثر بالأحكام الذاتية .
بناء على ما سبق ،يجب الاحتكام للنص كله ، بدءا من الكلمة إلى الجملة إلى الفقرة , ليتم الوصول إلى معايير ثابتة تتضافر عناصر القصة جميعا على
إبرازها ، حيث أنّ مهمة الكاتب حسب رأيهم ، تتمثل في اختيار الكلمات التي تصلح لأن تكون إشارات ورموز ا مناسبة للتجربة التي يريد الكاتب نقلها للقراء ،وبعد ذلك
تأتي مهمة الناقد الذي يغوص في التراكيب والألفاظ ،بحثا عن الشحنات الدلالية فيها وعلاقاتها ببعضها ،للوصول إلى جوهر المعنى الذي يقبع خلف هذه الدلالات،وما
يمكن أن تثيره من استجابات سلوكية.
أهم الأبحاث التي أفادت في دراسة لغة التعبير الأدبي ما قام به العالم (سوسير)،الذي تعتبر أبحاثه الأساس الذي انطلق منه الباحثون لبناء دراساتهم
،وأفاد منها النقاد في تحليلاتهم للإعمال الأدبية .
توقف (سوسير)مع مستويات ثلاث للغة وميّز بينها: اللغة كنظام واللغة كصياغة واللغة كنطق،درس الأولى بوصفها نظاما كونيا ،أي حصر البحث في هذا المجال
بنظام اللغة بوصفها ظاهرة عامة ،بالتركيز على دراسة علم الأصوات بوصفه مستوى من مستويات اللغة،ولذلك تدرس لغة الطفل ابتداء.
أما الثانية ،فهي التي تميز قدرة الفرد على استغلال كل الطاقات اللغوية في إطار نظامها ،وهي بذلك تكشف عن طاقة فردية لغوية .والثالثة ، أدرجها
الباحثون اللغويون ضمن أبحاثهم ،لأنها تمثل مستوى من مستويات اللغة ،يستقبلها المستمع تلقائيا بوصفها عملية توصيل مباشر للفكر.
كانت الدراسات اللغوية وما زالت لها كبير فضل على بعض المناهج النقدية التي أفادت من تلك الدراسات ،فحولت النظريات إلى منهج يوضح كيف تتحول اللغة إلى
نظام ،حيث برز بوضوح المنهج الواقعي ولبنائي.أما الواقعي ،فيضع نصب عينيه علاقة القصة بالواقع ،وهو من أكثر المناهج إرتباطا بالعمل القصصي ،حيث يعتبر أن
الفن القصصي أقرب الأشكال الأدبية إلى الواقع ،ولهذا ،صمد المنهج في وجه التيارات النقدية .أما أهم القيم الجمالية له فتتمثل في العلاقات الملزمة بين الفن
والمجتمع ،التي لا تكدس الواقع بل تنظمه على نحو خلاق يبرز العلاقات المتناقضة في مناحي الحياة للوصول إلى حل يسمو بالواقع،وبذلك عارض المنهج ،الواقعية
الرومانسية والكلاسيكية الجديدة والطبيعية ،وهكذا يطرح أصحاب المنهج الواقعي قضية صلة العمل الأدبي بالحياة من خلال:
** تتمثل علاقة القصة بالحياة بتعبيرها عن أنماط سلوكية إنسانية لها مقابلها في الحياة ،بينما تظل دوافع بعض السلوكات والاستجابات لها خفية في الواقع…
** يحاول كل إنسان أن يجعل من تفكيره وعواطفه وسلوكه تركيبة موحدة مقنعة ، وإلا فإن حياته سيلفها الاضطراب والتشويش، ولهذا فالتكيف الحياتي ضرورة
اجتماعية وهذا ما تصنعه القصة .يعتمد المنهج البنائي في دراسة الأدب على النظر للعمل الأدبي كبناء متكامل
،بمعنى أن يعكف النقاد على اللغة مستخلصين الوحدات الوظيفية الأساسية التي تدير العمل مباشرة ،ورغم تعدد وجهات النظر لدى أصحاب هذا المنهج ،إلا أن (ليفي
شتراوس)يعتبر صاحب أشهر هذه التحليلات ،معتمدا في ذلك على أساس أن بناء الكون يتمثل في مجموعات من الثنائيات التي تبدو متعارضة ،لكنها متكاملة في نفس
الوقت ،فهناك الحياة والموت /الأرض و السماء/ الإنسان والحيوان/ الرجل والمرأة/ الخصب والجدب/الصحة والمرض/الغنى والفقر/.
ولكي يؤكد (شتراوس)أن الفكر الإنساني مبني على أساس هذا التفاعل من المتعارضان وإيجاد تصالح بينها،بدأ بدراسة الأسطورة ونجح إلى حد كبير في تغيير
المفهوم الحضاري لها.