2/ التجنيس:
قسمه البلاغيون إلى خمسة أنواع هي: التام-المجوف-الناقص-المقلوب-ما يشتمل المضارع واللاحق،
يعد ثاني باب من أبواب البديع عند ابن المعتز، وقد كان هذا الباب معروفا من قبل فقد عرفه أرسطو بأنه: تكرار لفظتين مع اختلافهما في المفهوم. كما ذكر هذا الباب ثعلب في قواعد الشعر لكنه سماه المطابق وعرفه بأنه تكرير اللفظ بمعنيين مختلفين ، لكن هذا الباب لم يكن معروفا باسم التجنيس إلى ان جاء ابن المعتز فوضع له هذا اللقب وافرد له باب بالبحث والتأليف ، فقد عرفه بقوله "التجنيس هو أن تجيء الكلمة تجانس أخرى في بيت شعر وكلام ومجانستها لها أن تشبهها في تأليف حروفها على سبيل الذي ألف الأصمعي كتاب الأجناس عليها" .
وقد عرفه بعد ابن المعتز، أبو هلال العسكري فقال عنه –في كتابه الصناعتين- "التجنيس أن يورد المتكلم كلمتين تجانس كل واحد منهما صاحبتها في تأليف حروفها" .
وقد عرفه أيضا الخطيب القزويني في الإيضاح بقوله الجناس يكون بين لفظين وهو تشابههما في اللفظ فالتام منه أن يتفقا في أنواع الحروف وأعدادها وهيئاتها وترتيبها فان كانا من نوع واحد سمي مماثلاً أما الناقص فيكون في اختلاف أعداد الحروف فقط، وجناس القلب هو اختلاف في ترتيب الحروف .
بقي مصطلح التجنيس مستقر –منذ ظهوره أول مرة- من حيث المعنى فهو اختلاف اللفظتين في المعنى وتشابههما في تأليف الحروف، لكنه تطور من ناحية التسمية ففي القديم كان معروف بمصطلح التجنيس، وفيما بعد أصبح يعرف بـالجناس وقد قسم التجنيس بعد ابن المعتز إلى أقسام، لكنه لم يعرف له أقسام في كتابه البديع.
نماذج من التجنيس في كتاب البديع: يقول ابن المعتز:
• من التجنيس في القرآن الكريم: قال تعالى: ﴿وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين﴾- سورة النمل، الآية 44
• ، والجناس هنا في قوله تعالى أسلمت = سليمان وهو جناس ناقص.
• ومن أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «عُصَيَّةُعصت الله وغِفَارٌ* غفر الله له» الجناس الوارد هنا في لفظ عصية= عصت وكذلك غفار = غفر وكلاهما جناس ناقص.
• ومن كلام الصحابة: قال معاوية لابن عباس رحمه الله: "ما لكم يا بني هاشم تصابون في أبصاركم كما تصابون في بصائركم" الجناس الوارد هنا في لفظ أبصاركم = بصائركم فهو جناس ناقص.
• ومن كلام الشعراء: قول أبي تمام:
جلا ظلمات الظلم عن وجه امة أضاء لها من كوكب الحق آفله.
والجناس هنا في قوله ظلمات = ظلم وهو جناس ناقص.
• ومن الجناس في قول المحدثين: قول الطائي:
إذا ألجمت يوما لجيم وحولها بنو الحصن نجل المحصنات النجائب.
والجناس وارد في لفظ ألجمت = لجيم وهو جناس ناقص.
• ومن الجناس المعيب في الكلام والشعر: قول بعض المحدثين "منصور بن الفرج"
أُكَابِدُ منك أَلِيمَ الأَلمِ فقد أَنْحَلَ الجِسْمَ بعْدَ الجَسْمِ*.
والجناس هنا في لفظ الجِسْمِ = الجَسْمِ وهو جناس تام.
3/ المطابقة:
عرفها الخليل بقوله: "طابقت بين شيئين إذا جمعتهما على حذو واحد" .
كما عرفها الأصمعي بقوله "يقال طابقت بين شيئين إذا جمعتهما على حرف واحد وألصقتهما".
كما عرفها الروماني فقال عنها: "المطابقة مساواة المقدار من غير زيادة ولا نقصان"2
ونفهم من هذا التعريف أن الروماني يريد مطابقة المقدار.
هذا عن العلماء قبل ابن المعتز أما عن ابن المعتز فقد عرفها بقوله "هي الجمع بين الشيء وما يقابله في الكلام"3.
والمطابقة عند أبي هلال العسكري: "هي الجمع بين الشيء وضده في جزء من أجزاء الرسالة أو الخطبة أو بيت من بيوت القصيدة مثل الجمع بين البياض والسواد، الليل والنهار" .
ويقول قدامة بن جعفر عن المطابقة أنها "إيراد لفظتين متشابهتين في البناء والصيغة مختلفتين في المعنى" وهو بهذا التعريف خالف التعاريف السابقة .
كما قد عرفها القاضي الجرجاني بأنها "أن تجمع في كلام واحد بين مقابلتين، سواء كان التقابل صريحا أو غير صريح، وسواء كان التقابل بالضدية أو بالسلبية أو بالايجابية أو غيرها....." .
نفهم من خلال هذه التعاريف أن تعريف ابن المعتز لم يربط فيه معنى المطابقة بالتضاد بين الألفاظ التي بنيت عليها المطابقة عند باقي العلماء، وربما هذا كان ناجما عن تأثر ابن المعتز بالتعاريف التي أوردها سابقوه ،أو انه أراد بهذا حذف الفهم ضمنيا لمعناها.
نماذج من المطابقة في كتاب البديع:
• المطابقة في القرآن الكريم قال تعالى: ﴿وَلَكُم فِي القِصَاصِ حَيَوه يَا أُولِى الأَلْبَابِ﴾ البقرة الآية 179 المطابقة هنا في لفظ الحياة القصاص ونوع المطابقة هنا هي طباق معنوي حيث القصاص يساوي القتل الذي هو السبب في عدم البقاء أي الموت.
• المطابقة في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم قال للأنصار: «إِنَّكُم لَتَكْثُرُونَ عِنْدَ الفَزَعِ وَلَتَقِلُّونَ عِنْدَ الطَمَعِ» والمطابقة في قوله تكثرون تقلون ونوعها هو طباق الإيجاب.
• ومن المطابقة في كلام الصحابة قول الحسن المشهور: "مَا رَأيْتُ يَقِينًا لا شَكَّ فِيهِ أَشْبَهُ بِشَكِّ لاَ يَقِينَ فِيهِ مِنَ المَـوْتِ" ، والمطـابقة هنا في قوله يقين لا يقين، شك لا شك يسمى هذا النوع بطباق الإيجاب.
• المطابقة في كلام الشعراء: من ذلك قول عبد الله بن الزبير الأسدي:
رَمَى الحَدَثَانِ نِسْوَةُ آلِ حَرْبٍ بِمِقْدَارِ سَمَدَنِ لَـهُ سُمُـودًا
فَرَدُّ شُعُورِهِنَّ السُـودُ بِيضًا وَرَدَّ وُجُوهِهِنَّ البِيضُ سُودًا
المطابقة هنا في لفظ السود بيضا، البيض سودا ونوعها هو طباق الإيجاب.
• المطابقة في كلام المحدثين: كقول أبي تمام:
لَهُمْ مَنْزِلٌ قَدْ كَانَ بِالبِيضِ كَالمَهَا فَصِيحُ المَعَانِي ثُمَّ أَصْبَحَ أَعْجَمَا
المطابقة هنا في لفظ الفصيح الأعجم ونوعها طباق الإيجاب.
• المطابقة في الكلام والشعر المعيب: منها قول الأخيطل:
قُلْتُ المقُامَ وناعبٌ قَالَ النَّوَى فَعَصَيْتُ أَمْرِي وَالمُطَاعُ غُرَابُ
المطابقة هنا في لفظ فعصيت المطاع نوعها طباق الإيجاب.
4/ رد الأعجاز على ما تقدمها:
مصطلح جديد ظهر مع ابن المعتز، فلم يسبق إليه فقسمه إلى أقسام وذكر فيه شواهد كثيرة .
عرفه فقال عنه: "ينقسم هذا الباب على ثلاثة أقسام فمن هذا الباب ما يوافق آخر كلمة فيه آخر كلمة في نصفه الأول مثل قول الشاعر:
تَلْقَى إِذَا مَا الأَمْرُ كَانَ عَرَمْرَماً فِي الجَيْشِ رَأَى لا يُفَلُّ عَرَمْرَمُ
والنوع الثاني: هو ما يوافق آخر كلمة منه أول كلمة في نصفه الأول كقوله:
سَرِيعٌ إِلى ابْنِ العَمِّ يَشْتُمُ عِرْضَهُ وَلَيْسَ إِلَى دَاعِي النَّدى بِسَرِيعِ
والنوع الثالث هو: ما يوافق آخر كلمة فيه بعض ما فيه كقول الشاعر:
عَمِيدُ بُنِي سَلِيمُ أَقَصَدُتُهُ سِهَامُ المَوْتِ وَهِيَ لَهُ سِهَامُ
هذا فيما يخص تعريف ابن المعتز، أما عن الخطيب القزويني فقد عرفه بقوله: "وَمِنْهُ رَدَّ العَجْزُ عَلَى الصَّدْرِ، وَهُوَ فِي النَّثْرِ أَنْ يَجْعَلَ أَحَدُ اللَّفْظَيْنِ المُكَرَّرَيْنِ أَوْ المتجانسين أو الملاحقين بهما، في أول الفقرة والآخر في آخرها" .
وقد عرف هذا النوع صفى الدين الحلي في كتابه نتائج الألمعية في شرح الكافية البديعية فقال: "هو عبارة عن كلمة يأتي بها الشاعر في صدر البيت متقدمة أو متأخرة ثم يأتي بلفظها أو معناها أو بما تصرف من لفظها في عجزها، وأحسنه ما كانت اللفظة افتتاحا للبيت والأخرى ختاما له" .
نماذج من ردّ الأعجاز على ما تقدمها من كتاب البديع:
• رد الأعجاز على ما تقدمها من القرآن الكريم: منها قوله تعالى: ﴿أُنْظُرْ كَيْفَ فَصَّلْنَا بَعْضَهُمْ على بَعْضٍ وللآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْصِيلاً﴾ سـورة الإسراء الآية 21.
وفي هذا المثال يظهر رد العجز ما تقدم من خلال لفظ فصلنا، تفصيلا وهو في تقسيم ابن المعتز من النوع الأول.
• ومن الحديث النبوي الشريف: قال صلى الله عليه وسلم: «من مَقَتَ نَفْسَهُ فقد آمَنَه اللهُ من مقته» يظهر هذا النوع في لفظ مقت، مقته وهو في تقسيم ابن المعتز يوافق النوع الثاني.
• ومن الشعر قال طفيل
مَحَارِمُكَ اِمْنَعْهَا مِنَ القَوْمِ إِنَّنِي أَرَى حِقْبَةَ قَدْ ضَاعَ فِيهَا المَحَارِمِ
ورد العجز فيها يظهر في لفظ محارمك، المحارم وهو عند ابن المعتز من النوع الثاني.
• من كلام المحدثين قول أبي نواس:
ظَنَّ بِي مَنْ قَدْ كُلِفْتُ بِهِ فَهُوَ يَجْفُونِي عَلَى الظَّنَنِ
وهذا النوع يظهر في لفظ ظن، الظنن وهو عند ابن المعتز من النوع الثاني.
• ومن رد الأعجاز على ما تقدمها في الكلام والشعر المعيب:
قول ذي نواس البجلي
يُتَيِّمُنِي بَرْقُ المَبَاسِمِ بالحِمَى وَلاَ بَارِقٌ إلا الكَرِيمُ يُتَيِّمُهُ
وهذا قد جمع على غثاثته بابين من بديع الكلام وهو هذا النوع وباب الاستعارة. رد العجاز في هذا المثال في قوله يتيمني، يتيمه. وهي أيضا من النوع الثاني.
5/ المذهب الكلامي*:
هو نوع من أنواع البديع، وقد عده ابن المعتز احد الفنون البديعية الخمسة التي بني عليها كتابة "البديع" فقال عنه: "هو مذهب سماه عمرو الجاحظ المذهب الكلامي، وهذا باب. وهذا باب ما اعلم أنّي وجدتُّ في القرآن منه شيئا وهو ينسب إلى التكلّف تعالى الله عن ذلك عُلواً كبيراً"
وقد عرفه أبو هلال العسكري بقوله "جعله عبد الله بن المعتز الباب الخامس من البديع، وقال ما أعلم أني وجدت شيئا منه في القران: وهو ينسب إلى التكلف فنسبه إلى التكلف وجعله من البديع" .
فنجد هنا أبا هلال العسكري يعلق بملاحظة ذكية على قول ابن المعتز وذلك في قوله "فنسبه إلى التكلف وجعله من البديع"
كما نجد أن الخطيب القزويني قد أشار إلى المذهب الكلامي من خلال قوله: "المذهب الكلامي هو أن يورد المتكلم حجة لما يدعيه على طريق أهل الكلام"
وذلك مثل قوله تعالى: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِّهَةٌ إِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتَا﴾- سورة الأنبياء الآية 22
ويقصد القزويني [بطريقة أهل الكلام] أن تكون الحجة بعد تسليم المقدمات مستلزمة للمطلوب. ففي قوله ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِّهَةٌ إِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتَا﴾ اللازم وهو فساد السموات والأرض باطل لان المراد به خروجها عن النظام الذي هما عليه فكذا الملزوم وهو تعدد الآلهة باطل.
وقد عرفه بعد القزويني ابن حجة الحموي بقوله: "المذهب الكلامي نوع كبير نسبت تسميته إلى الجاحظ، وهو في الاصطلاح أن يأتي البليغ على صحة دعواه وإبطال دعوى خصمه بحجة قاطعة عقلية تصح نسبتها إلى علم الكلام ،إذ علم الكلام عبارة عن إثبات أصول الدين بالبراهين العقلية القاطعة.
وقد عيب على ابن المعتز في هذا الباب انه لم يذكر مفهوم المذهب الكلامي عند الجاحظ واكتفى بنسبته إليه كما انه لم يحاول هو تعريفه واكتفى بإيراد الأمثلة ،ولم يستشهد بأعظم الشواهد القرآنية.
نماذج من المذهب الكلامي في كتاب البديع:
• المذهب الكلامي عند المتقدمين: قول أبي الدرداء: "إن أخوف ما أخاف عليكم أن يقال: علمت فماذا علمت*"
• المذهب الكلامي في الشعر: منه قول الفرزدق
لَكُلِّ اِمْرِئ نَفْسَانِ: نَفْسٌ كَرِيمَةٌ وَأُخْرَى يُعَاصِيهَا الفَتَى وَيُطِيعُهَا
وَنَفْسُكَ مِنْ نَفْسَيْكَ تَشْفَعُ للنَّدَى إذَا قَلَّ مِنْ أَحْرَارِهِنَّ شَفِيعُهَا
وهنا يريد الشاعر القول بان لكل إنسان نفسين: مطمئنة تأمر بالخير، أخرى تأمر بالشرّ، والإنسان يطيع الأمارة مرة ويعصيها مرة أخرى، وأنت أيها الممدوح إذا أمرتك نفسك الأمارة بترك الندى شفعت النفس المطمئنة إلى الأمّـارة في الندى وذلك في حالة قلة الشفيع –من النفوس- في الكرم، فأنت أكرم الناس .
• المذهب الكلامي في شعر المحدثين قول أبي نواس:
إن هذا يرى -ولا رأى للأحمق –أني أعده إنسانا.
ذَاكَ فِي ظَنٍّ عِنْدَهُ وَهُوَ عِنْدِي كَالّذِي لَمْ يَكُنْ وَإِنْ كَانَ كَانَا
• المذهب الكلامي في الكلام والشعر المعيب: كتب الحسن بن وهب إلى صديق له استزاره لما أذن الله في النهوض إليه احدث القدر ما لم أكن احتسبه من شغل يعمّ قلبي فلا أجد بقية تتذوقك فكرهت ان آتيك على هذه الحال فيكون نظري إليك حسرة يلجلجها* الضمير إذا كان المشغل حاجبا عن استقصائك* بكنهك*" .
بعد هذا العرض لأبواب البديع يشرع في الحديث عما سماه محاسن الكلام والشعر ويبدأه بالالتفات.
1/ الالتفات*: أول من ذكره هو الأصمعي فقد حكى عن إسحاق الموصلي انه قال: قال الأصمعي: أتعرف التفات جرير؟ قلت: ما هو؟ فأنشدني قوله
أتنسى إذ تود عنا سليمى يعود بشامة؟ سقى الغمام
أما تراه مقبلا على شعره، إذ الفت إلى بشامة فذكره فدعا له .
وعرفه أيضا ابن المعتز فقال عنه: "هو انصراف المتكلم عن المخاطبة إلى الإخبار وعن الإخبار إلى المخاطبة وما يشبه ذلك ،ومن الالتفات الانصراف عن معنى يكون فيه إلى معنى آخر" .
وقد جاء بعد ابن المعتز قدامة بن جعفر وعرفه بقوله "الالتفات أن يكون الشاعر أخذاً في معنى فيعرضه إما الشك فيه أو الظن بان راداً عليه قوله أو سائلا يسأله عن سببه فيعود راجعا إلى ما قدمه –بمعنى يلتفت إليه بعد فراغه- فإما أن يذكر سببه أو يجلي الشك فيه" .
ثم بعد ذلك عرفه مجموعة من العلماء منهم "أبو هلال العسكري، ابن رشيق السكاكي، وتعريفات هؤلاء لا تختلف عن تعريف ابن المعتز وقدامة بن جعفر.
نماذج من الالتفات في كتاب البديع:
• نماذج من القران الكريم: قال تعالى: ﴿حَتَى إِذَا كُنْتُمْ فِي الفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ﴾ الآية 22 من سورة يونس.
• نماذج من الشعر: قال جرير*:
متى كان الخيام بذي طلوح سقيت الغيث أيتها الخيام
أتنسى يوم تصقل عارضيها بعود بشامة سقى البشام*
2/ الاعتراض:
وهي في بلاغة أرسطو أن يجعل إدخال كلام في كلام وهو الاعتراض الطويل بين الكلام المتصل بعضه ببعض من الأشياء المفسدة لرونق المعنى .
كما عرفه ابن المعتز بقوله "هو اعتراض كلام في كلام لم يتمم معناه ثم يعود إليه فيتممه في بيت واحد" .
كما عرفه أيضا الحلي بقوله: "عبارة عن أن يكنى المتكلم عن الشيء، ويعرض به، ولا يصرح به، كما فعلوا باللحن ليأخذه السامع لنفسه" .
نماذج من الاعتراض في كتاب البديع:
من الشعر قال كُثَّيِرُ*
لو أن الباخلين وأنت منهم رأوك تعلموا منك المطالا
3/ الرجوع:
يعد ابن المعتز أول من ذكر هذا النوع فعرفه بقوله "وهو أن يقول شيئا ويرجع عنه"
وقد جاء بعده أبو الهلال العسكري فاتبعه في تعريفه ولم يزد عنه شيئا.
كما عرفه الخطيب القزويني بقوله: "هو العود على الكلام السابق بالنقص لنكتنة*"
نماذج من الرجوع في كتاب البديع:
نماذج من الشعر كقول بشار:
نبئت فاضح أمه يغتابني عند الأمير وهل عليه امير
4/حسن الخروج*:
أول من أطلق هذا المصطلح هو ثعلب* فقال عنه: هو حسن الخروج من بكاء الأطلال ووصف الإبل وتحمل الظعان وفراق الجيران بغير (دع – ذا- عد عن ذا- اذكر ذا) .
وقد سار ابن المعتز على نهج أستاذه فعرف حسن الخروج بقوله: "منها حسن الخروج من معنى إلى معنى" .كما عرفه أبو الهلال العسكري بقوله: "وهو أن يأخذ المتكلم في معنى فبينما يمر فيه يأخذ في معنى آخر .... وقد جعل الأول سببا إليه ....." .
ولم يطلق عليه أبو الهلال العسكري مصطلح حسن الخروج بل غيره بمصطلح الاستطراد ثم تبعه من جاء بعده.
يظهر لنا أن الفرق بين تعريف ثعلب وابن المعتز يمكن في أن ثعلب حدد حسن الخروج في البكاء على الأطلال ووصف الإبل وتحمل الظعان وفراق الجيران لكن ابن المعتز لم يحدد الخروج في شيء بل جعله عاما.
ويقول القزويني عن حسن الخروج "وهو الانتقال من معنى إلى معنى آخر متصل به لم يقصد بذكر الأول التوصل إلى ذكر الثاني"
نماذج من حسن الخروج في كتاب البديع:
حسن الخروج في الشعر: قال آخر يقال انه السموءل بن عاديا اليهودي*
وإنا لقوم ما نرى القتل سبة إذا ما رأته عامر وسلول
5/ تأكيد المدح بما يشبه الذم:
يرجع الفضل في إطلاق هذا المصطلح إلى ابن المعتز وقد سار على نهجه كل من جاء من بعده.
ونجد أن ابن المعتز لم يعرفه لأنه ظاهر من معناه وهذا في اعتقاده.
أما عن أبي هلال العسكري فقط أطلق عليه مصطلح الاستثناء وعرفه بقوله: "الاستثناء على ضربين .... فالضرب الأول هو أن تأتي معنى تريد توكيده والزيادة فيه فيستثنى بغيره ..... فتكون الزيادة التي قصدتها، والتوكيد الذي توخيته في استثنائك ..."
كما عرفه الدكتور يوسف أبو العدوس* بقوله "هو أن يستثني من صفة ذم منفية صفة مدح بتقدير دخولها فيها، أو أن يثبت لشيء صفة مدح ويؤتى بعدها بأداة استثناء تليها صفة أخرى مستثناه من مثلها" .
نماذج من تأكيد المدح بما يشبه الذم في كتاب البديع:
لم يذكر فيه ابن المعتز سوى مثلين من الشعر منهما قول النابغة الذبياني*:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فلول* من قراع* الكتائب .
هنا نجد النابغة قد صدر قوله بنفي العيب عنهم مستثنيا فلول سيوفهم من ضرب الأعداء، وهذه الفلول، وليست صفة ذم بل هي صفة مدح، لأنها تدل على شجاعة الممدوحين، وكثرة قتالهم للأعداء.
6/ تجاهل العارف*:
ظهر هذا المصطلح مع ابن المعتز ولم يعرفه، وتبعه بعد ذلك من بَعدَه
عرف أبو الهلال العسكري بقوله: "هو إخراج ما يعرف صحته مخرج ما يشك فيه ليزيد بذلك تأكيدا ..." .
وابو الهلال العسكري لم يطلق على مصطلح ابن المعتز بل أضاف له فقال تجاهل العارف ومزج الشك باليقين وهو بهذه الإضافة قد زاده توضيحا، أما عن ابن رشيق فقد أطلق فقد أطلق عليه اسم التشكك وعده من ملح الشعر وطرف الكلام .
نماذج من تجاهل العارف في كتاب البديع:
نماذجه من الشعر يقول زهير:
وما أدرى وسوف إخال أدرى أقوم آل حصن أم نساء
يعلم الشاعر أن آل حصن هم رجال إلا انه أراد نفي هذه الصفة عنهم فتجاهل معرفته لهذا، وذلك إمعانا في ذمهم والتقليل من شانهم.
7/ هزل يراد به الجد:
هذا النوع أيضا من ابتكار ابن المعتز
ولم يعرف هذا النوع مع أبي هلال العسكري وغيره لكن ظهر في العصر الحديث فعرفه الحلي بقوله: "هو أن يقصد المتكلم أو الشاعر مدح إنسان أو ذمه فيخرج ذلك المقصود مخرج الهزل المعجب والمجون المطرب" .
نماذج من هزل يراد به الجد في كتاب البديع:
نماذج من الشعر قول أبي نواس:
إذا ما تميمي أتاك مفاخرا فقل عد عن ذا كيف أكلك للضب
أي أن أبا نواس يقول تباعد عن هذا التفاخر، وخبرني كيف تأكل الضب ولا تفاخر بأكله لان اشرف الناس تعافه.
8/ حسن التضمين:
عرف هذا المعنى قبل ابن المعتز ولكنهم لم يلقبوه هذا المصطلح .
لم يعرف ابن المعتز هذا النوع بل اكتفى بالتمثيل له.
وقد ربطه الخطيب القزويني بالاقتباس فعرفه بقوله: "ان يضمن الشعر شيئا من شعر الغير مع التنبيه عليه ان لم يكن مشهورا عند البلغاء" .
نماذج من حسن التضمين في كتاب البديع:
نماذج من الشعر قال الأخيطل:
ولقد سما للخرمي فلم يقل بعد الوغى لكن تضايق مقدمى .
9/ الإفراط في الصفة: سماه آخرون بالمبالغة، الإفراط، الغلو، الإيغال،
أطلق عليه ابن المعتز هذه التسمية وهي مطابقة للمسمى اذلا ان بعضهم من أمثال قدامة بن جعفر أطلق عليه مصطلح المبالغة، وذكره أبو الهلال العسكري تحت مصطلح الغلو لكن الناس يفضلون لفظ المبالغة وذلك لخفتها .
يعرفها القزويني بقوله: "ان يدعى لوصف بلوغه في الشدة أو الضعف حدا مستحيلا أو مستبعدا؛ لئلا يظن انه غير متناه في الشدة أو الضعف .
نماذج من الإفراط في الصفة في كتاب البديع:
نماذج من الشعر: مثل قول أبي نواس
ملك اغر إذا احتبى بنجاده عمر الجماجم والسماط قيام
10/ إنعات الشاعر نفسه في القوافي:
هو الباب من افراد ابن المعتز فقد قال عنه: "هو انعات الشاعر نفسه في القوافي وتكلفة من ذلك ما ليس له" .
كما عرفه دا عبد العزيز العتيق بقوله: "هذا النوع من البديع اللفظي سماه قوم الالتزام أو لزوم ما لا يلزم، ومعنى هذا ان يلزم الناثر في نثره أو الناظم في نظمه بحرف قبل حرف الروي أو بأكثر من حرف بالنسبة إلى قدرته مع عدم التكلف ولزوم ملا يلزم من فنون البديع الذي يرد في نثره والشعر على حد سواء".
نماذج من اعنات الشاعر نفسه في القوافي من كتاب البديع:
اعنات الشاعر نفسه في القوافي في الشعر: قول: اسحق بن إبراهيم الموصلي*
إذا ما كنت يوما مستضافا فقل للعبد يسقي القوم برا
فحسن البر مكرمة ومجد ومدفأة إذا خفت قرا
11/ حسن الإبتدآت: الابتداءات:
يعد ابن المعتز السباق إلى وضع هذا الباب فاورد فيه قول النابغة الذبياني "كليني لهم يا أميمة ناصب" فقد أحسن فيه الاختيار وأورد بحسن الابتداء ابتداء القصائد. .
عرفه وتعرض له الحلي بقوله: "عبارة عن سهولة اللفظ، وصحة السبك ووضوح المعنى ورقة النسيب وتجنب الحشو وتناسب القسمين وان لا يكون البيت متعلقا بما بعده" .
نماذج من حسن الابتداءات:
نماذج من الشعر: قال النابغة
كليني* لهم يا أميمة ناصب وليل اقاسيه بطيء الكواكب
نماذج من شعر المحدثين:
أجل أيها الربع الذي خف آهله لقد أدركت فيك النوى ما تحاوله
قسمه البلاغيون إلى خمسة أنواع هي: التام-المجوف-الناقص-المقلوب-ما يشتمل المضارع واللاحق،
يعد ثاني باب من أبواب البديع عند ابن المعتز، وقد كان هذا الباب معروفا من قبل فقد عرفه أرسطو بأنه: تكرار لفظتين مع اختلافهما في المفهوم. كما ذكر هذا الباب ثعلب في قواعد الشعر لكنه سماه المطابق وعرفه بأنه تكرير اللفظ بمعنيين مختلفين ، لكن هذا الباب لم يكن معروفا باسم التجنيس إلى ان جاء ابن المعتز فوضع له هذا اللقب وافرد له باب بالبحث والتأليف ، فقد عرفه بقوله "التجنيس هو أن تجيء الكلمة تجانس أخرى في بيت شعر وكلام ومجانستها لها أن تشبهها في تأليف حروفها على سبيل الذي ألف الأصمعي كتاب الأجناس عليها" .
وقد عرفه بعد ابن المعتز، أبو هلال العسكري فقال عنه –في كتابه الصناعتين- "التجنيس أن يورد المتكلم كلمتين تجانس كل واحد منهما صاحبتها في تأليف حروفها" .
وقد عرفه أيضا الخطيب القزويني في الإيضاح بقوله الجناس يكون بين لفظين وهو تشابههما في اللفظ فالتام منه أن يتفقا في أنواع الحروف وأعدادها وهيئاتها وترتيبها فان كانا من نوع واحد سمي مماثلاً أما الناقص فيكون في اختلاف أعداد الحروف فقط، وجناس القلب هو اختلاف في ترتيب الحروف .
بقي مصطلح التجنيس مستقر –منذ ظهوره أول مرة- من حيث المعنى فهو اختلاف اللفظتين في المعنى وتشابههما في تأليف الحروف، لكنه تطور من ناحية التسمية ففي القديم كان معروف بمصطلح التجنيس، وفيما بعد أصبح يعرف بـالجناس وقد قسم التجنيس بعد ابن المعتز إلى أقسام، لكنه لم يعرف له أقسام في كتابه البديع.
نماذج من التجنيس في كتاب البديع: يقول ابن المعتز:
• من التجنيس في القرآن الكريم: قال تعالى: ﴿وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين﴾- سورة النمل، الآية 44
• ، والجناس هنا في قوله تعالى أسلمت = سليمان وهو جناس ناقص.
• ومن أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «عُصَيَّةُعصت الله وغِفَارٌ* غفر الله له» الجناس الوارد هنا في لفظ عصية= عصت وكذلك غفار = غفر وكلاهما جناس ناقص.
• ومن كلام الصحابة: قال معاوية لابن عباس رحمه الله: "ما لكم يا بني هاشم تصابون في أبصاركم كما تصابون في بصائركم" الجناس الوارد هنا في لفظ أبصاركم = بصائركم فهو جناس ناقص.
• ومن كلام الشعراء: قول أبي تمام:
جلا ظلمات الظلم عن وجه امة أضاء لها من كوكب الحق آفله.
والجناس هنا في قوله ظلمات = ظلم وهو جناس ناقص.
• ومن الجناس في قول المحدثين: قول الطائي:
إذا ألجمت يوما لجيم وحولها بنو الحصن نجل المحصنات النجائب.
والجناس وارد في لفظ ألجمت = لجيم وهو جناس ناقص.
• ومن الجناس المعيب في الكلام والشعر: قول بعض المحدثين "منصور بن الفرج"
أُكَابِدُ منك أَلِيمَ الأَلمِ فقد أَنْحَلَ الجِسْمَ بعْدَ الجَسْمِ*.
والجناس هنا في لفظ الجِسْمِ = الجَسْمِ وهو جناس تام.
3/ المطابقة:
عرفها الخليل بقوله: "طابقت بين شيئين إذا جمعتهما على حذو واحد" .
كما عرفها الأصمعي بقوله "يقال طابقت بين شيئين إذا جمعتهما على حرف واحد وألصقتهما".
كما عرفها الروماني فقال عنها: "المطابقة مساواة المقدار من غير زيادة ولا نقصان"2
ونفهم من هذا التعريف أن الروماني يريد مطابقة المقدار.
هذا عن العلماء قبل ابن المعتز أما عن ابن المعتز فقد عرفها بقوله "هي الجمع بين الشيء وما يقابله في الكلام"3.
والمطابقة عند أبي هلال العسكري: "هي الجمع بين الشيء وضده في جزء من أجزاء الرسالة أو الخطبة أو بيت من بيوت القصيدة مثل الجمع بين البياض والسواد، الليل والنهار" .
ويقول قدامة بن جعفر عن المطابقة أنها "إيراد لفظتين متشابهتين في البناء والصيغة مختلفتين في المعنى" وهو بهذا التعريف خالف التعاريف السابقة .
كما قد عرفها القاضي الجرجاني بأنها "أن تجمع في كلام واحد بين مقابلتين، سواء كان التقابل صريحا أو غير صريح، وسواء كان التقابل بالضدية أو بالسلبية أو بالايجابية أو غيرها....." .
نفهم من خلال هذه التعاريف أن تعريف ابن المعتز لم يربط فيه معنى المطابقة بالتضاد بين الألفاظ التي بنيت عليها المطابقة عند باقي العلماء، وربما هذا كان ناجما عن تأثر ابن المعتز بالتعاريف التي أوردها سابقوه ،أو انه أراد بهذا حذف الفهم ضمنيا لمعناها.
نماذج من المطابقة في كتاب البديع:
• المطابقة في القرآن الكريم قال تعالى: ﴿وَلَكُم فِي القِصَاصِ حَيَوه يَا أُولِى الأَلْبَابِ﴾ البقرة الآية 179 المطابقة هنا في لفظ الحياة القصاص ونوع المطابقة هنا هي طباق معنوي حيث القصاص يساوي القتل الذي هو السبب في عدم البقاء أي الموت.
• المطابقة في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم قال للأنصار: «إِنَّكُم لَتَكْثُرُونَ عِنْدَ الفَزَعِ وَلَتَقِلُّونَ عِنْدَ الطَمَعِ» والمطابقة في قوله تكثرون تقلون ونوعها هو طباق الإيجاب.
• ومن المطابقة في كلام الصحابة قول الحسن المشهور: "مَا رَأيْتُ يَقِينًا لا شَكَّ فِيهِ أَشْبَهُ بِشَكِّ لاَ يَقِينَ فِيهِ مِنَ المَـوْتِ" ، والمطـابقة هنا في قوله يقين لا يقين، شك لا شك يسمى هذا النوع بطباق الإيجاب.
• المطابقة في كلام الشعراء: من ذلك قول عبد الله بن الزبير الأسدي:
رَمَى الحَدَثَانِ نِسْوَةُ آلِ حَرْبٍ بِمِقْدَارِ سَمَدَنِ لَـهُ سُمُـودًا
فَرَدُّ شُعُورِهِنَّ السُـودُ بِيضًا وَرَدَّ وُجُوهِهِنَّ البِيضُ سُودًا
المطابقة هنا في لفظ السود بيضا، البيض سودا ونوعها هو طباق الإيجاب.
• المطابقة في كلام المحدثين: كقول أبي تمام:
لَهُمْ مَنْزِلٌ قَدْ كَانَ بِالبِيضِ كَالمَهَا فَصِيحُ المَعَانِي ثُمَّ أَصْبَحَ أَعْجَمَا
المطابقة هنا في لفظ الفصيح الأعجم ونوعها طباق الإيجاب.
• المطابقة في الكلام والشعر المعيب: منها قول الأخيطل:
قُلْتُ المقُامَ وناعبٌ قَالَ النَّوَى فَعَصَيْتُ أَمْرِي وَالمُطَاعُ غُرَابُ
المطابقة هنا في لفظ فعصيت المطاع نوعها طباق الإيجاب.
4/ رد الأعجاز على ما تقدمها:
مصطلح جديد ظهر مع ابن المعتز، فلم يسبق إليه فقسمه إلى أقسام وذكر فيه شواهد كثيرة .
عرفه فقال عنه: "ينقسم هذا الباب على ثلاثة أقسام فمن هذا الباب ما يوافق آخر كلمة فيه آخر كلمة في نصفه الأول مثل قول الشاعر:
تَلْقَى إِذَا مَا الأَمْرُ كَانَ عَرَمْرَماً فِي الجَيْشِ رَأَى لا يُفَلُّ عَرَمْرَمُ
والنوع الثاني: هو ما يوافق آخر كلمة منه أول كلمة في نصفه الأول كقوله:
سَرِيعٌ إِلى ابْنِ العَمِّ يَشْتُمُ عِرْضَهُ وَلَيْسَ إِلَى دَاعِي النَّدى بِسَرِيعِ
والنوع الثالث هو: ما يوافق آخر كلمة فيه بعض ما فيه كقول الشاعر:
عَمِيدُ بُنِي سَلِيمُ أَقَصَدُتُهُ سِهَامُ المَوْتِ وَهِيَ لَهُ سِهَامُ
هذا فيما يخص تعريف ابن المعتز، أما عن الخطيب القزويني فقد عرفه بقوله: "وَمِنْهُ رَدَّ العَجْزُ عَلَى الصَّدْرِ، وَهُوَ فِي النَّثْرِ أَنْ يَجْعَلَ أَحَدُ اللَّفْظَيْنِ المُكَرَّرَيْنِ أَوْ المتجانسين أو الملاحقين بهما، في أول الفقرة والآخر في آخرها" .
وقد عرف هذا النوع صفى الدين الحلي في كتابه نتائج الألمعية في شرح الكافية البديعية فقال: "هو عبارة عن كلمة يأتي بها الشاعر في صدر البيت متقدمة أو متأخرة ثم يأتي بلفظها أو معناها أو بما تصرف من لفظها في عجزها، وأحسنه ما كانت اللفظة افتتاحا للبيت والأخرى ختاما له" .
نماذج من ردّ الأعجاز على ما تقدمها من كتاب البديع:
• رد الأعجاز على ما تقدمها من القرآن الكريم: منها قوله تعالى: ﴿أُنْظُرْ كَيْفَ فَصَّلْنَا بَعْضَهُمْ على بَعْضٍ وللآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْصِيلاً﴾ سـورة الإسراء الآية 21.
وفي هذا المثال يظهر رد العجز ما تقدم من خلال لفظ فصلنا، تفصيلا وهو في تقسيم ابن المعتز من النوع الأول.
• ومن الحديث النبوي الشريف: قال صلى الله عليه وسلم: «من مَقَتَ نَفْسَهُ فقد آمَنَه اللهُ من مقته» يظهر هذا النوع في لفظ مقت، مقته وهو في تقسيم ابن المعتز يوافق النوع الثاني.
• ومن الشعر قال طفيل
مَحَارِمُكَ اِمْنَعْهَا مِنَ القَوْمِ إِنَّنِي أَرَى حِقْبَةَ قَدْ ضَاعَ فِيهَا المَحَارِمِ
ورد العجز فيها يظهر في لفظ محارمك، المحارم وهو عند ابن المعتز من النوع الثاني.
• من كلام المحدثين قول أبي نواس:
ظَنَّ بِي مَنْ قَدْ كُلِفْتُ بِهِ فَهُوَ يَجْفُونِي عَلَى الظَّنَنِ
وهذا النوع يظهر في لفظ ظن، الظنن وهو عند ابن المعتز من النوع الثاني.
• ومن رد الأعجاز على ما تقدمها في الكلام والشعر المعيب:
قول ذي نواس البجلي
يُتَيِّمُنِي بَرْقُ المَبَاسِمِ بالحِمَى وَلاَ بَارِقٌ إلا الكَرِيمُ يُتَيِّمُهُ
وهذا قد جمع على غثاثته بابين من بديع الكلام وهو هذا النوع وباب الاستعارة. رد العجاز في هذا المثال في قوله يتيمني، يتيمه. وهي أيضا من النوع الثاني.
5/ المذهب الكلامي*:
هو نوع من أنواع البديع، وقد عده ابن المعتز احد الفنون البديعية الخمسة التي بني عليها كتابة "البديع" فقال عنه: "هو مذهب سماه عمرو الجاحظ المذهب الكلامي، وهذا باب. وهذا باب ما اعلم أنّي وجدتُّ في القرآن منه شيئا وهو ينسب إلى التكلّف تعالى الله عن ذلك عُلواً كبيراً"
وقد عرفه أبو هلال العسكري بقوله "جعله عبد الله بن المعتز الباب الخامس من البديع، وقال ما أعلم أني وجدت شيئا منه في القران: وهو ينسب إلى التكلف فنسبه إلى التكلف وجعله من البديع" .
فنجد هنا أبا هلال العسكري يعلق بملاحظة ذكية على قول ابن المعتز وذلك في قوله "فنسبه إلى التكلف وجعله من البديع"
كما نجد أن الخطيب القزويني قد أشار إلى المذهب الكلامي من خلال قوله: "المذهب الكلامي هو أن يورد المتكلم حجة لما يدعيه على طريق أهل الكلام"
وذلك مثل قوله تعالى: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِّهَةٌ إِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتَا﴾- سورة الأنبياء الآية 22
ويقصد القزويني [بطريقة أهل الكلام] أن تكون الحجة بعد تسليم المقدمات مستلزمة للمطلوب. ففي قوله ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِّهَةٌ إِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتَا﴾ اللازم وهو فساد السموات والأرض باطل لان المراد به خروجها عن النظام الذي هما عليه فكذا الملزوم وهو تعدد الآلهة باطل.
وقد عرفه بعد القزويني ابن حجة الحموي بقوله: "المذهب الكلامي نوع كبير نسبت تسميته إلى الجاحظ، وهو في الاصطلاح أن يأتي البليغ على صحة دعواه وإبطال دعوى خصمه بحجة قاطعة عقلية تصح نسبتها إلى علم الكلام ،إذ علم الكلام عبارة عن إثبات أصول الدين بالبراهين العقلية القاطعة.
وقد عيب على ابن المعتز في هذا الباب انه لم يذكر مفهوم المذهب الكلامي عند الجاحظ واكتفى بنسبته إليه كما انه لم يحاول هو تعريفه واكتفى بإيراد الأمثلة ،ولم يستشهد بأعظم الشواهد القرآنية.
نماذج من المذهب الكلامي في كتاب البديع:
• المذهب الكلامي عند المتقدمين: قول أبي الدرداء: "إن أخوف ما أخاف عليكم أن يقال: علمت فماذا علمت*"
• المذهب الكلامي في الشعر: منه قول الفرزدق
لَكُلِّ اِمْرِئ نَفْسَانِ: نَفْسٌ كَرِيمَةٌ وَأُخْرَى يُعَاصِيهَا الفَتَى وَيُطِيعُهَا
وَنَفْسُكَ مِنْ نَفْسَيْكَ تَشْفَعُ للنَّدَى إذَا قَلَّ مِنْ أَحْرَارِهِنَّ شَفِيعُهَا
وهنا يريد الشاعر القول بان لكل إنسان نفسين: مطمئنة تأمر بالخير، أخرى تأمر بالشرّ، والإنسان يطيع الأمارة مرة ويعصيها مرة أخرى، وأنت أيها الممدوح إذا أمرتك نفسك الأمارة بترك الندى شفعت النفس المطمئنة إلى الأمّـارة في الندى وذلك في حالة قلة الشفيع –من النفوس- في الكرم، فأنت أكرم الناس .
• المذهب الكلامي في شعر المحدثين قول أبي نواس:
إن هذا يرى -ولا رأى للأحمق –أني أعده إنسانا.
ذَاكَ فِي ظَنٍّ عِنْدَهُ وَهُوَ عِنْدِي كَالّذِي لَمْ يَكُنْ وَإِنْ كَانَ كَانَا
• المذهب الكلامي في الكلام والشعر المعيب: كتب الحسن بن وهب إلى صديق له استزاره لما أذن الله في النهوض إليه احدث القدر ما لم أكن احتسبه من شغل يعمّ قلبي فلا أجد بقية تتذوقك فكرهت ان آتيك على هذه الحال فيكون نظري إليك حسرة يلجلجها* الضمير إذا كان المشغل حاجبا عن استقصائك* بكنهك*" .
بعد هذا العرض لأبواب البديع يشرع في الحديث عما سماه محاسن الكلام والشعر ويبدأه بالالتفات.
1/ الالتفات*: أول من ذكره هو الأصمعي فقد حكى عن إسحاق الموصلي انه قال: قال الأصمعي: أتعرف التفات جرير؟ قلت: ما هو؟ فأنشدني قوله
أتنسى إذ تود عنا سليمى يعود بشامة؟ سقى الغمام
أما تراه مقبلا على شعره، إذ الفت إلى بشامة فذكره فدعا له .
وعرفه أيضا ابن المعتز فقال عنه: "هو انصراف المتكلم عن المخاطبة إلى الإخبار وعن الإخبار إلى المخاطبة وما يشبه ذلك ،ومن الالتفات الانصراف عن معنى يكون فيه إلى معنى آخر" .
وقد جاء بعد ابن المعتز قدامة بن جعفر وعرفه بقوله "الالتفات أن يكون الشاعر أخذاً في معنى فيعرضه إما الشك فيه أو الظن بان راداً عليه قوله أو سائلا يسأله عن سببه فيعود راجعا إلى ما قدمه –بمعنى يلتفت إليه بعد فراغه- فإما أن يذكر سببه أو يجلي الشك فيه" .
ثم بعد ذلك عرفه مجموعة من العلماء منهم "أبو هلال العسكري، ابن رشيق السكاكي، وتعريفات هؤلاء لا تختلف عن تعريف ابن المعتز وقدامة بن جعفر.
نماذج من الالتفات في كتاب البديع:
• نماذج من القران الكريم: قال تعالى: ﴿حَتَى إِذَا كُنْتُمْ فِي الفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ﴾ الآية 22 من سورة يونس.
• نماذج من الشعر: قال جرير*:
متى كان الخيام بذي طلوح سقيت الغيث أيتها الخيام
أتنسى يوم تصقل عارضيها بعود بشامة سقى البشام*
2/ الاعتراض:
وهي في بلاغة أرسطو أن يجعل إدخال كلام في كلام وهو الاعتراض الطويل بين الكلام المتصل بعضه ببعض من الأشياء المفسدة لرونق المعنى .
كما عرفه ابن المعتز بقوله "هو اعتراض كلام في كلام لم يتمم معناه ثم يعود إليه فيتممه في بيت واحد" .
كما عرفه أيضا الحلي بقوله: "عبارة عن أن يكنى المتكلم عن الشيء، ويعرض به، ولا يصرح به، كما فعلوا باللحن ليأخذه السامع لنفسه" .
نماذج من الاعتراض في كتاب البديع:
من الشعر قال كُثَّيِرُ*
لو أن الباخلين وأنت منهم رأوك تعلموا منك المطالا
3/ الرجوع:
يعد ابن المعتز أول من ذكر هذا النوع فعرفه بقوله "وهو أن يقول شيئا ويرجع عنه"
وقد جاء بعده أبو الهلال العسكري فاتبعه في تعريفه ولم يزد عنه شيئا.
كما عرفه الخطيب القزويني بقوله: "هو العود على الكلام السابق بالنقص لنكتنة*"
نماذج من الرجوع في كتاب البديع:
نماذج من الشعر كقول بشار:
نبئت فاضح أمه يغتابني عند الأمير وهل عليه امير
4/حسن الخروج*:
أول من أطلق هذا المصطلح هو ثعلب* فقال عنه: هو حسن الخروج من بكاء الأطلال ووصف الإبل وتحمل الظعان وفراق الجيران بغير (دع – ذا- عد عن ذا- اذكر ذا) .
وقد سار ابن المعتز على نهج أستاذه فعرف حسن الخروج بقوله: "منها حسن الخروج من معنى إلى معنى" .كما عرفه أبو الهلال العسكري بقوله: "وهو أن يأخذ المتكلم في معنى فبينما يمر فيه يأخذ في معنى آخر .... وقد جعل الأول سببا إليه ....." .
ولم يطلق عليه أبو الهلال العسكري مصطلح حسن الخروج بل غيره بمصطلح الاستطراد ثم تبعه من جاء بعده.
يظهر لنا أن الفرق بين تعريف ثعلب وابن المعتز يمكن في أن ثعلب حدد حسن الخروج في البكاء على الأطلال ووصف الإبل وتحمل الظعان وفراق الجيران لكن ابن المعتز لم يحدد الخروج في شيء بل جعله عاما.
ويقول القزويني عن حسن الخروج "وهو الانتقال من معنى إلى معنى آخر متصل به لم يقصد بذكر الأول التوصل إلى ذكر الثاني"
نماذج من حسن الخروج في كتاب البديع:
حسن الخروج في الشعر: قال آخر يقال انه السموءل بن عاديا اليهودي*
وإنا لقوم ما نرى القتل سبة إذا ما رأته عامر وسلول
5/ تأكيد المدح بما يشبه الذم:
يرجع الفضل في إطلاق هذا المصطلح إلى ابن المعتز وقد سار على نهجه كل من جاء من بعده.
ونجد أن ابن المعتز لم يعرفه لأنه ظاهر من معناه وهذا في اعتقاده.
أما عن أبي هلال العسكري فقط أطلق عليه مصطلح الاستثناء وعرفه بقوله: "الاستثناء على ضربين .... فالضرب الأول هو أن تأتي معنى تريد توكيده والزيادة فيه فيستثنى بغيره ..... فتكون الزيادة التي قصدتها، والتوكيد الذي توخيته في استثنائك ..."
كما عرفه الدكتور يوسف أبو العدوس* بقوله "هو أن يستثني من صفة ذم منفية صفة مدح بتقدير دخولها فيها، أو أن يثبت لشيء صفة مدح ويؤتى بعدها بأداة استثناء تليها صفة أخرى مستثناه من مثلها" .
نماذج من تأكيد المدح بما يشبه الذم في كتاب البديع:
لم يذكر فيه ابن المعتز سوى مثلين من الشعر منهما قول النابغة الذبياني*:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فلول* من قراع* الكتائب .
هنا نجد النابغة قد صدر قوله بنفي العيب عنهم مستثنيا فلول سيوفهم من ضرب الأعداء، وهذه الفلول، وليست صفة ذم بل هي صفة مدح، لأنها تدل على شجاعة الممدوحين، وكثرة قتالهم للأعداء.
6/ تجاهل العارف*:
ظهر هذا المصطلح مع ابن المعتز ولم يعرفه، وتبعه بعد ذلك من بَعدَه
عرف أبو الهلال العسكري بقوله: "هو إخراج ما يعرف صحته مخرج ما يشك فيه ليزيد بذلك تأكيدا ..." .
وابو الهلال العسكري لم يطلق على مصطلح ابن المعتز بل أضاف له فقال تجاهل العارف ومزج الشك باليقين وهو بهذه الإضافة قد زاده توضيحا، أما عن ابن رشيق فقد أطلق فقد أطلق عليه اسم التشكك وعده من ملح الشعر وطرف الكلام .
نماذج من تجاهل العارف في كتاب البديع:
نماذجه من الشعر يقول زهير:
وما أدرى وسوف إخال أدرى أقوم آل حصن أم نساء
يعلم الشاعر أن آل حصن هم رجال إلا انه أراد نفي هذه الصفة عنهم فتجاهل معرفته لهذا، وذلك إمعانا في ذمهم والتقليل من شانهم.
7/ هزل يراد به الجد:
هذا النوع أيضا من ابتكار ابن المعتز
ولم يعرف هذا النوع مع أبي هلال العسكري وغيره لكن ظهر في العصر الحديث فعرفه الحلي بقوله: "هو أن يقصد المتكلم أو الشاعر مدح إنسان أو ذمه فيخرج ذلك المقصود مخرج الهزل المعجب والمجون المطرب" .
نماذج من هزل يراد به الجد في كتاب البديع:
نماذج من الشعر قول أبي نواس:
إذا ما تميمي أتاك مفاخرا فقل عد عن ذا كيف أكلك للضب
أي أن أبا نواس يقول تباعد عن هذا التفاخر، وخبرني كيف تأكل الضب ولا تفاخر بأكله لان اشرف الناس تعافه.
8/ حسن التضمين:
عرف هذا المعنى قبل ابن المعتز ولكنهم لم يلقبوه هذا المصطلح .
لم يعرف ابن المعتز هذا النوع بل اكتفى بالتمثيل له.
وقد ربطه الخطيب القزويني بالاقتباس فعرفه بقوله: "ان يضمن الشعر شيئا من شعر الغير مع التنبيه عليه ان لم يكن مشهورا عند البلغاء" .
نماذج من حسن التضمين في كتاب البديع:
نماذج من الشعر قال الأخيطل:
ولقد سما للخرمي فلم يقل بعد الوغى لكن تضايق مقدمى .
9/ الإفراط في الصفة: سماه آخرون بالمبالغة، الإفراط، الغلو، الإيغال،
أطلق عليه ابن المعتز هذه التسمية وهي مطابقة للمسمى اذلا ان بعضهم من أمثال قدامة بن جعفر أطلق عليه مصطلح المبالغة، وذكره أبو الهلال العسكري تحت مصطلح الغلو لكن الناس يفضلون لفظ المبالغة وذلك لخفتها .
يعرفها القزويني بقوله: "ان يدعى لوصف بلوغه في الشدة أو الضعف حدا مستحيلا أو مستبعدا؛ لئلا يظن انه غير متناه في الشدة أو الضعف .
نماذج من الإفراط في الصفة في كتاب البديع:
نماذج من الشعر: مثل قول أبي نواس
ملك اغر إذا احتبى بنجاده عمر الجماجم والسماط قيام
10/ إنعات الشاعر نفسه في القوافي:
هو الباب من افراد ابن المعتز فقد قال عنه: "هو انعات الشاعر نفسه في القوافي وتكلفة من ذلك ما ليس له" .
كما عرفه دا عبد العزيز العتيق بقوله: "هذا النوع من البديع اللفظي سماه قوم الالتزام أو لزوم ما لا يلزم، ومعنى هذا ان يلزم الناثر في نثره أو الناظم في نظمه بحرف قبل حرف الروي أو بأكثر من حرف بالنسبة إلى قدرته مع عدم التكلف ولزوم ملا يلزم من فنون البديع الذي يرد في نثره والشعر على حد سواء".
نماذج من اعنات الشاعر نفسه في القوافي من كتاب البديع:
اعنات الشاعر نفسه في القوافي في الشعر: قول: اسحق بن إبراهيم الموصلي*
إذا ما كنت يوما مستضافا فقل للعبد يسقي القوم برا
فحسن البر مكرمة ومجد ومدفأة إذا خفت قرا
11/ حسن الإبتدآت: الابتداءات:
يعد ابن المعتز السباق إلى وضع هذا الباب فاورد فيه قول النابغة الذبياني "كليني لهم يا أميمة ناصب" فقد أحسن فيه الاختيار وأورد بحسن الابتداء ابتداء القصائد. .
عرفه وتعرض له الحلي بقوله: "عبارة عن سهولة اللفظ، وصحة السبك ووضوح المعنى ورقة النسيب وتجنب الحشو وتناسب القسمين وان لا يكون البيت متعلقا بما بعده" .
نماذج من حسن الابتداءات:
نماذج من الشعر: قال النابغة
كليني* لهم يا أميمة ناصب وليل اقاسيه بطيء الكواكب
نماذج من شعر المحدثين:
أجل أيها الربع الذي خف آهله لقد أدركت فيك النوى ما تحاوله