العدد 103 / المكان مكانان:المكان العدمي المكان الوجودي <table class="tborder" align="center" border="0" cellpadding="8" cellspacing="1" width="100%"><tr><td class="tdc" dir="rtl">إبراهيم عثمان ـ الخرطوم : إن المكان ـ كما نعتقد ـ قضية مسلم بها.. إنه جزءمن خبراتنا اليومية لا يكاد يحتاج للتساؤل عنه، وهو كما نحس به بأحاسيسناالفطرية. ولكن كيف صار مفهوم المكان مسألة خلاف في العلم والفلسفة. إنالمشكلات بدأت في التسلل حينما وجهت أسئلة من قبيل: هل المكان ممتد إلىاللانهاية؟ هل وجد المكان قبل وجود العالم؟ عند هذه النقطة يطرح سؤال آخر:من أين تولدت فينا تلك النظرة البديهية للمكان بادئ ذي بدء؟ يعود المؤرخون بمفهوم المكان كبديهية إلى الإغريق، حينما ربط ربطًا وثيقًابتطور الهندسة التي حظيت بأكثر صور الصياغة انضباطًا وازدهرت على يدإقليدس. وحتى يضع علماء الهندسة نظرياتهم، أدخلوا مفهومات مثالية كالخطوطالمتوازية، عرّفت على أنها تمتد إلى اللانهاية دون أن تتلاقى. وكان وجودمثل هذه الخطوط مطلوبًا لكي يمكن المنظرين من إثبات أفكارهم، وهي تتطلب ـضمنيًا ـ وجود «لانهاية» يمكن للخطوط من الناحية النظرية أن تمتد إليها.وهذه الأفكار ليس منها ضرر ما دام أنها ظلت في حيز التجريد. ولكن المشكلاتتظهر حينما يبدأ التعرف على المكان بالمفهوم الفيزيائي، أي في العالمالواقعي من خلال المفهوم الهندسي. وأول محاولة من هذا القبيل كانت على يدصاحب الفكرة الذرية قبل فترة من زمان إقليدس الذي ذهب إلى أن العالم مكونمن شيئين لا ثالث لهما: الجسيمات غير القابلة للتجزئة (الذرات)، والفضاءاللانهائي. ونظر إلى الفضاء على أنه الساحة التي تتحرك فيها الذرات، وتؤديفيها وظائفها الخاصة بها. دخلت فكرة الفضاء اللانهائي في تعارض مباشر مععلم الفلك الإغريقي، الذي ذهب إلى أن العالم محدود وكروي، فيه الكرةالأرضية مركز لكرات تدور حولها. وكان السؤال حول ماذا يوجد خارج الكرةالخارجية محيرًا لهم للغاية. وحاول أرسطو ـ في القرن الرابع قبل الميلاد ـتحاشي هذا السؤال بإدخال تعريف غريب للفضاء، مؤكدًا أن الكرة الخارجيةليست محتواة في أي شيء، فهي تحتوي ولكنها غير محتواة، باختصار لا يوجد لهاخارج.وكان مؤيدو فكرة الفضاء يواجهون دائمًا بالحجج التالية: لنفرض أن أحدالناس رحل إلى أبعد نقطة في العالم، ثم مدّ ذراعه، ماذا سيلاقي؟ أمزيدًامن الفضاء؟ حائطًا صلدًا؟ وماذا سيحدث للذراع، هل ستزوى؟ أم تتلاشىفجأة؟ظل التعارض مستمرًا لعدة قرون إلى عصر النهضة وبزوغ العلم الحديث.وتحت تأثير كوبرنيكس وجاليليو ونيوتن هجرت فكرة الكرات المحدودة واعتبربدلاً عنها مفهوم الفضاء اللامحدود المحتوي على النجوم والكواكب. ولكنظهرت عقبة جديدة، فنيوتن تبنى تصور الفضاء بما هو أكثر من المفهومالهندسي، حيث إنه كان مهتمًا أساسًا بالصيغ الرياضية لقوانين الحركة،ويتطلب هذا فضاء ذا خواص ميكانيكية أيضًا.المكان المطلق وقوانين الحركةمنأقدم المسائل في العلم والفلسفة التمييز بين الحركة المطلقة والحركةالنسبية. فمن التجارب المألوفة أنك تشعر بتحرك قطارك، بينما في الواقعالذي تحرك هو قطار مجاور، تحرك ببطء في اتجاه مضاد. أما لو كانت الحركةفجائية فإن هذا الخطأ في الإدراك لن يحدث بسبب تأثير ذلك على الجسم.فالتغير في السرعة إذًا، أو ما نسميه «التسارع» شيء خلاف السرعةالمنتظمة.تتضمن قوانين نيوتن «مبدأ النسبية» الذي اكتشف بوساطة جاليليو منقبل. ومن الأفضل توضيح هذا المبدأ عن طريق مثال: تخيل أنك على متن طائرةتطير في حركة ثابتة من حيث الاتجاه والسرعة والارتفاع. لن يحدث في هذهالحالة أي إحساس بالحركة بأي شكل من الأشكال. وستتم جميع الأنشطة، كملءكوب من الشاي، أو التجول داخل الممر، بصورة طبيعية تمامًا. وتبعًا لتفسيرجاليليو ونيوتن فذلك بسبب أن الحركة المنتظمة في خط مستقيم هي حركة نسبيةتمامًا، بمعنى أنها لا اعتبار لها إلا حين تنسب لشيء ما (مرجع خارجي).وعلى ذلك، فقولك إن جسمًا ما له سرعة كذا لا معنى، إذ يجب أن تحدد بالنسبةلأي شيء قيست السرعة. ويختلف الأمر حينما تكون الحركة غير منتظمة، فإذا ماغيرت الطائرة من سرعتها أو اتجاهها فإن أثرًا لذلك سيحس على شكل اندفاع فياتجاه معين، بينما سيصعب القيام بنشاط ما. وقد فسر نيوتن هذه الظاهرةبأنها بسبب القصور الذاتي (inertia). فعلى الرغم من أن الأجسام لا تقاومالحركة المنتظمة، فإنها تقاوم التغير فيها، سواء كانت تسارعًا في الاتجاهنفسه، أو تغيرًا في الاتجاه أو كليهما. فالأجسام تحاول الاستمرار فيالحركة السابقة في مواجهة التغير. هذا الخلاف بين الحركة المنتظمةوالمتغيرة خلاف عميق، فبينما تكون الحركة المنتظمة نسبية، فإن الحركةالمتغيرة تبدو مطلقة، فالمرء يمكنه تمييزها دون اللجوء لمرجع خارجي. وقدتوصل نيوتن إلى أن هذه الحركة التي لا تحتاج لمرجع خارجي يجب أن تنسبللفضاء ذاته، ووضع اصطلاحًا «الفضاء المطلق» ناظرًا إليه من منظور معينكمادة تحتوي كل الأشياء. وبناء على هذه النظرة فإن رد فعل الفضاء هو الذييسبب القصور الذاتي.ادعى ليبنيز (Leibniz) ـ وهو معاصر لنيوتن ـ أنه ليسهنالك فضاء دون مادة. وبعد عدة سنوات عارض جورج باركلي (G. Barkley) أيضًافكرة الفضاء المطلق معتبرًا إياها بغير معنى، قائلاً: يكفي تغيير الفضاءالمطلق إلى فضاء نسبي محددًا بالسماء وما فيها من نجوم.رغم النجاح الكبيرلميكانيكا نيوتن ورؤية العالم من خلالها، فإن الموضوع الشائك للفضاءالمطلق لم يختف. ففي النصف الثاني من القرن التاسع عشر تناول الموضوعالفيلسوف إيرنست ماخ (E. Mach). وقد رفض ماخ تقبل فكرة فضاء مطلق قائلاً:إن الحركة المنتظمةوغير المنتظمة كلتيهما نسبيتان.فرضية الأثيرحينما تطبق قوانين نيوتن علىالحركة المنتظمة التي تكون فيها سرعة الأجسام واتجاهها ثابتين، فإنها تبقىكما هي بالنسبة لكل مشاهد متحرك بسرعة منتظمة، فهذه القوانين تنفي عن أيمشاهد أو جسم مادي ميزة تحديد ثبات مطلق قياسي. وفي هذا المضمار يكونالسؤال عن سرعة الأرض خلال الفضاء لا معنى له، ولكن هذه المسألة ـ أي سرعةالأرض خلال الفضاء ـ أخذت منعطفًا جديدًا في النصف الثاني من القرن التاسععشر. فأعمال فراداي وماكسويل كشفت عن وجود مجال كهرومغناطيسي كعامل مسؤولعن نقل القوى الكهربية والمغناطيسية عبر ما كان يتصور أنه فضاء خاوي. وقداستنبط ماكسويل المعادلات المعروفة باسمه التي تصف كيفية انتشار الأمواجالكهرومغناطيسية خلال الفضاء. وقد حسب سرعة هذه الأمواج ووجد أنها بالضبطتساوي سرعة الضوء.ولكن الشيء الغريب في هذه السرعة أنها مقدار ثابت محددبالمعادلات فقط، فأين إذًا المرجع الذي نسبت إليه هذه السرعة؟ هذا ماتساءل عنه الفيزيائيون، وبسببه ظهرت فكرة الأثير كوسط يملأ الفضاء بأكمله.فالأمواج الكهرومغناطيسية نسبت سرعتها للأثير. وهذا يعني أنه يمكن قياسسرعة الأرض بمفهوم مطلق، ليس بالنسبة للفضاء الخاوي، ولكن بالنسبةللأثير.أصبح الأثير يؤدي دور الإطار المرجعي لحالة السكون المطلق،فبالنسبة له يمكن أن تقاس حركات جميع الأجسام. وأصبحت المهمة الأولى علىمدى العقدين الأخيرين من القرن التاسع عشر هي قياس سرعة الأرض بالنسبةللأثير، وذلك بقياس الفرق بين سرعة الضوء في اتجاه حركة الأرض، وسرعتهمتعامدة عليها. وجاءت المفاجأة حيث أثبت أكثر التجارب دقة أن السرعة فيالاتجاهين واحدة. لم توجد أي دلالة على تأثير تسببه الأرض في حركتها عبرالأثير. ورغم أن إينشتاين (Einstein) كان من تحقق على يديه حل اللغزالناتج عن عدم وجود أثر للأثير عن طريق نظريته النسبية الخاصة، إلا أنالقضية كانت تشغل علماء الفيزياء آنذاك.الفضاء ـ الزمان (الزمكان):يفقد كلمن الفضاء والزمن، كل على استقلال، استقلالهما في نظرية إينشتاين. إلا أنالدمج بينهما (الزمكان) يأخذ معنى جوهريًا لا يظهر لو أخذنا كلاً منهماعلى حدة. فحينما يغير جسم متحرك من حالته الحركية، فإن علاقة المكانبالزمان تتغير مما ينتج عنه أن تتغير طريقة تصورهما. ولكن لما كان الفضاءوالزمن هما واجهتين لبناء أعم وأشمل، فإن الزمكان نفسه يظل ثابتًا فيخواصه حتى بالنسبة للأجسام المتحركة بطرق مختلفة. وعلى الرغم من أن الزمنيظل فيزيائيًا متميزًا عن الفضاء، إلا أنه يوجد رباط وثيق يربط الزمنبالأبعاد الثلاثة للفضاء، بما يبرر التحدث عنهما كبناء واحد، كمتصل منأربعة أبعاد، مستخدمين لغة رياضية تأخذ في الاعتبار التمييز الفيزيائيبينهما.المكان والزمان ـ رؤية متكاملةلقد أدركنا من خلال استعراض أفكارالفلاسفة الغربيين عمق الخلاف حول تصور المكان في العلم والفلسفة عبر قرونعديدة من الزمان. فلم يجمع أولئك على حد معين يتفق عليه في مسألة المكانطول هذه المدة. بل صاروا يجادلون حول الأفكار نفسها في كل مرة ـ ولكنبأساليب مختلفة ـ دون أن يحرزوا تقدمًا مستمرًا نحو اتجاه معين، خلاف ماهو حاصل لتصورنا للذرة، والذي كان يتقدم دائمًا في الاتجاه الصحيح.إنالمهمة الكبرى للفيزيائيين المسلمين اليوم هي تصحيح الأفكار الخاطئة حولهذا الموضوع الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالعقيدة، وعليهم إيضاح التصورالصحيح الموافق للكتاب والسنة، واتباع سبيل المؤمنين في ذلك. ولا بأسباعتبار المعقول من الحس والنظر الصحيح بجانب اعتماد المنقول من الأثرالصحيح. لذا فنحن نقدم هاهنا رؤيتنا في هذه المسألة العظيمة على نحوماقررنا ـ مستعينين بالله ـ فنقول:إن مفهوم المكان نشأ أساسًا لوجود أشياءبالذات في الخارج. أي أن هذه الأشياء هي السبب في نشأة هذا المفهوم.والمكان الخاوي من هذه الأشياء هو العدم المحض. والعدم ليس بشيء، فلا معنىله فيزيائيًا، فهو منتفى معدوم لا كيف له. أما إذا أُحدثت فيه أشياءبالذات، فإن البناء المترابط لتلك الأشياء يسمى «مكانًا وجوديًا». وإذاأزُيلت الأشياء فإنه لا يبقى ذلك المكان الوجودي، بل المكان العدمي. إذًافإن المكان مكانان: مكان عدمي، ومكان وجودي.المكان العدميأي الخواء المحض،وليس للخواء المحض معنى فيزيائي لأنه عدم مطلق لا كيف له ولا صفة. ولايتصور أي أبعاد في المكان العدمي، إذ العدم المحض لا يعقل فيه زمان يميزهعن زمان، ولا مكان يميزه عن مكان.المكان الوجودي (العالم)وهو ماكان عدمًاثم خلقه الله ـ عز وجل ـ فجعله مكانًا لمخلوقاته الأخرى كالملائكة والجنوالإنس. فهذا المكان مخلوق، وهو هذا العالم بأرضه وسماواته. وهذا المكان ـالمحدود ـ لا يوجد إلا في المكان العدمي. والمكان الوجودي مكانان: مكانوجودي متحول، ومكان وجودي مستقر.أولاً: المكان الوجودي المتحول (العالمالسفلي)ونقصد بالتحول هنا: أن الأشياء في هذا المكان تتحول شيئًا فشيئًاوتضمحل، وهذا يعطي تصور الزمان، حيث ينعكس ذلك التحول ظاهريًا في شكل حركةغير منتظمة داخل الأنظمة الفيزيائية المحافظة.يشمل المكان الوجودي المتحولكل الأحداث الأرضية المتحولة التي خُلقت وقدرت منذ الأزل.. الماضيةوالحاضرة والمستقبلة. أما الأحداث الماضية والحاضرة فقد بُرئت وصورت..وأما الأحداث المستقبلة فلم يتكامل زمانها بعد كي تبرأ وتصور في حيزالواقع المشاهد. وهكذا يرتبط المكان ارتباطًا بنائيًا بالزمان كما سنبينقريبًا.إن تصور الزمان مرتبط بالتمييز بين حدوث الحدث وتحوله واستعادةذكراه وتوقعه. فكل ما نلاقي من حدث، إما أن يكون موجودًا في الحال، أوموجودًا في الماضي. فالأول يسمى إدراكًا، والثاني يسمى تذكرًا. وإن خطربأذهاننا أن شيئًا ما سيحدث سمي ذلك توقعًا وانتظارًا. ونحن نربط بينالأحداث الحالية والسابقة واللاحقة ونميز بينها، وهذا السلوك العقلييعطينا تصور الزمان. أي أن تصور الزمان نشأ أساسًا لتحول الأشياء فيالمكان «فقبل» و«بعد» مستلزمان للزمان، كما أن «فوق» و«تحت» مستلزمانللمكان. لذا يجب أن يكون تصورنا لتحول الأشياء سابقًا لتصور الزمان كما أناستقرارها سابقًا لتصور المكان.يشتمل المكان الوجودي المتحول على مرحلتينزمانيتين:ـ مرحلة الخلق والتقدير:إن الأحداث الأرضية كلها قد خُلقت وقدّرتفي هذا المكان «الغيبي» المتحول على صور خاضعة للنسخ والتغيير. أي أنبرءها وتصويرها في الواقع «المشاهد» على صور معينة يكون متوقفًا علىالإرادة والاختيار {$ّرّبٍَكّ يّخًلٍقٍ مّا يّشّاءٍ $ّيّخًتّارٍ....}[القصص:68]، وذلك لأن الحدث نفسه ليس معينًا فيه كشيء محدد، بل له توزيعإحصائي ممتد يتغير في المكان.ـ مرحلة البرء والتصوير:وفي هذه المرحلةالزمانية «المشاهدة» للمكان المتحول تُبرأ الأحداث التي خلقت «من قبل»وقدّرت، لتصور بشكل اختياري، فيتحقق وجودها في الواقع المرصود. وليس كلالأحداث المقدرة في مرحلة الخلق والتقدير يتحقق وجودها في مرحلة البرءوالتصوير، بل ينسخ بعضها. ذلك لأن التوزع الإحصائي المتغير لحدث في المكانالممتد يعطي اختيارًا غير محدود لأي الحالات الممكنة كي تحدث. ومن ثم فإنالحالات الممكنة لحدث تختزل كلها ـ عند الاختيار ـ في حالة وحيدة مختارة.يقول الله تعالى: {يّمًحٍو پلَّهٍ مّا يّشّاءٍ $ّيٍثًبٌتٍ $ّعٌندّهٍ أٍمٍَپًكٌتّابٌ ><ر39ر>} [الرعد: 39]. (أم الكتاب) كتاب عند ربالعالمين، وهو اللوح المحفوظ، وهو الكتاب الأول. والقدر المكتوب في الكتابالأول لا يبدل ولا يغير، وإن كان الله ـ تعالى ـ قد يقدر خلافه في كتابهالكوني القدري «كتاب الأعمال» في وقت لما له في ذلك من الحكمة البالغة،وهو يعلم أنه سينسخه إلى ما هو جار في قدره الأزلي وقضائه القدري. فالكتابكتابان ـ كما قال ابن عباس ـ فكتاب يمحو الله منه ما يشاء ويثبت وعنده أمالكتاب. قال الضحاك (وعنده أم الكتاب) قال: كتاب عند رب العالمين. وقالكعب لعمر بن الخطاب: يا أمير المؤمنين لولا آية في كتاب الله لأنبأتك بماهو كائن إلى يوم القيامة. قال: وما هي؟ قال: قول الله تعالى: {يّمًحٍوپلَّهٍ مّا يّشّاءٍ...}. يعني أن الأقدار ينسخ الله ما يشاء منها ويثبتمنها ما يشاء، ويدل على هذا قول النبي [: «إن الرجل ليحرم الرزق بالذنبيصيبه، ولا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر» وثبت فيالصحيح أن صلة الرحم تزيد في العمر. وفي حديث آخر: «إن الدعاء والقضاءليعتلجان بين السماء والأرض».ثانيًا: المكان الوجودي المستقر (العالمالعلوي)أي السماء، وهو مكان فوق المكان الوجودي المتحول. وهذا المكان هوسقف العالم، حيث استقرار الأشياء وثباتها. فالأشياء فيه لا تتحول، وإنماتتحرك حركة إرادية تكون مكافئة تمامًا لحالتها المستقرة، أي أنها تنتقلاختياريًا من مستقر إلى مستقر، دون أن يحدث لها أي تحول في صفاتها خلالتلك الانتقالات.يشتمل المكان الوجودي المستقر، كذلك على مرحلتين زمانيتين:مرحلة الخلق والتقدير، ومرحلة البرء والتصوير.إن عالمنا «الظاهر» الكبير ـالعلوي والسفلي ـ بمرحلتيه الزمانيتين يشتمل على عدد لا نهائي من العوالم«الباطنة» الصغيرة (الجسيمات الأولية) أي أن الجسيم الأولى هو عالم «باطن»صغير له أرض وسماء (عالم سفلي وعالم علوي) يطابقان أرض وسماء العالم«الظاهر» الكبير. وكل عالم صغير له زمانه الخاص به، بمرحلتيه، مثل العالمالكبير. كما أن لكل عالم صغير مكانه الخاص به ومستقره في العالم الكبير.إنالطابع الإحصائي للحركة في هذا المكان يتطابق مع السمات الحركية للعوالمالصغيرة التي تصفها ميكانيكا الكم، في حين أن النظرية النسبية العامةتحاول توصيف السمات الهندسية للمكان الوجودي المتحول في زمان البرءوالتصوير في عالمنا الكبير.إننا نعتقد أن العقبة الكأداء التي تقف حائلاًدون الجمع بين ميكانيكا الكم والنسبية العامة تتمثل بشكل جوهري في نقصفهمنا عن المكان والزمان. </td></tr></table> |
المكان...................
- تاريخ التسجيل : 31/12/1969
- مساهمة رقم 1