منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    صوت الحكاية.. صمت المكان

    أروى55
    أروى55


    عدد المساهمات : 235
    تاريخ التسجيل : 07/10/2009
    العمر : 32

    صوت الحكاية.. صمت المكان Empty صوت الحكاية.. صمت المكان

    مُساهمة  أروى55 السبت يناير 23, 2010 12:06 pm

    صوت الحكاية.. صمت المكان
    قراءة في "الترياق" لأميمة الخميس 3/3
    محمد الدبيسي

    وتتطلع الكاتبة باللغة عبر مهارة شعرية تحتوي الموقف النفسي، وتستوعب الفعل الواقعي الممارس.. مختصراً في ايقونات تعبيرية لا تترهل اللغة السردية، بقدر امتلاكها حبكة صياغة فنية.. تقتنص شخصياتها بحذق، وتنتقي حالات التوتر المشحون بطاقة منفلتة.. مسيجة بتراكيب تعبيرية.. تمثل الشخصية، ويمثل منطوقها النصي ركني تمثلها للبنية القصصية بوعي يعبر عن مقدرتها الوصفية، التي تشكل أبعاداً تكوينية في شخصياتها، وسحنات بشرية، متعددة الظروف إلا أنها تشدها لبؤرة المكان..! الذي ارتأت ان تجعله الثيمة الأساس.. في توثيق الدلالة المكانية والبعد الجغرافي، المتماس مع الديمغرافية في نطاقها الإنساني الشامل وفي تمثيل آخر لجرأتها اختراق الحجاب المجتمعي.. ونطاقات نماذجه يمثل نص (الخصي) وحدة في المنظومة السردية العامة في هذه التجربة القصصية.
    وفي السياق المكاني ذاته.. وفي بؤرة تفاصيله المغيبة عن النظرة العفوية، التي تحتاج فنية التعامل معها، قدرة على التقاط مشاهد ذات خصوصية إنسانية، مغايرة للنظرة الطوباوية المحملة بنتائج العموميات.
    ف(الخصي) لم يكن سوى السائق المكبل بطبيعة وجوده المهني المتدني في سلم التراتب المجتمعي، والذي تقلص الكاتبة صهيله الذكوري، وسلطته الفحولية إلى داخل قمقم مهنيته المعتبرة دونا في النظام المجتمعي (تثير ذرات حضوره الرجولي في فضاء السيارة. فانكمش إلى أقصى المقعد.. وهو يريد ان يكون حوذيا ولكن كيف أجعله حصانا)ص47.
    ويطغى الحضور النسوي في النص ليجد متسعاً للتمدد في الفضاء السردي.. وتجعل الكاتبة من ممارسة الفتيات في السيارة مع السائق، مشهداً ينضح بمعطيات ونتائج تلتف حول الشرط الاجتماعي وتسقطه في وعيهن وفي المساحة الآنية التي تستوعب تلك الممارسات.
    لينتزعن لأنفسهن الحق المعتبر في الممارسة.. حتى وان كان (السائق) العين الرقابية، التي يسلطها الشرط الاجتماعي على حريتهن المبتغاة فيما تلم الكاتبة بأطراف هذه الاشكالية المجتمعية، عبر إحاطتها بظروفها الاجتماعية الإنسانية..!
    وما ينتج عنها من مظاهر تتقوس داخل المستقيم الشرطي للمجتمع.
    لتصبح طيعة قسرا لما يريده، وتلتف حول تفاصيل جزئية في المدرك من السلوك اليومي، مكونة لها نطاقا من التشيوء، حتى تتطور إلى حالة تعالجها بتتبع انعكاساتها في لحظة وجودها، تاركة لفضاء التلقي.. قيماً استنتاجية غير منصوص عليها، وان كان حذقها في التعامل مع النص، تأويل ينطلق في ذلك الفضاء وان لم يكن بالعلنية ذاتها التي يستوحيها سياق نصي آخر.
    * النص/اللغة:
    تستند المساحة الكمية للنصوص على نسبية متوازنة، مثلما تتوازن في انتقاء الفعل كوحدة مكونة للجملة بما يمكن وصفه بطغيان الجمل الفعلية على سياق النصوص، ويكون (المضارع) النسبة الأكثر في تركيب هذه الجمل، فلا يخلو سطر من فعل مضارع، في إشارة إلى واضحة إلى فاعلية الزمن السردي وتحققه على نحو يقيني لإرادة الكاتبة (فالزمن المضارع لايشير إلى زمن محدد ومعين، وإنما هو مضارع للاسم وتأتي مضارعته للاسم من ناحية، حركة أخرى، وحين أراد العرب ان يدلوا على زمن هذه الصيغة، أشاروا إلى الحال والاستقبال، في هذه الصيغة، متروك للنص تحدده القرائن والإشارة)(5).
    وقرائن وإشارات اللغة الحكائية تتأتى من حاضر المكان.. إلى مستقبل الفعل اللغوي الإنسان، الذي تمارسه الشخصيات، وتترسمه مستقبلا يستخلصه التفكير والاحتقان بحالة نفسية معينة.
    ولذلك ينهض هذا الكم من الافعال المضارعة التي تكررت حوالي (192) مرة مشيرة إلى حيوية الفعل وتخلقه الراهن ليؤسس مفهوما رمزيا يتمثل في احتواء الزمن، والصيرورة باتجاه حركته وهذا الاستخدام للتقنية اللغوية بهذا الوصف، يعطي للزمن بعدا رمزيا مستنفدا من طاقة اللغة، ووظيفتها الدلالية، بإشارة المضارع كرامز للحاضر، المتحقق وجوده أو للمستقبل المتطلع إلى تحققه، وفي الحالين يستوعب النص الحكائي النظام الصوتي للمضارع بصيغته الوزنية (بفعل وتفعل) وبذات الصيغة مقترنة ب (سوف) أو (بالسين)، وذلك بالإحالة إلى الشخصية الساردة، وهي تنسج حكايتها، وتصف فضاءات انوجادها الحاضر والمتأمل، وهو ماينقل الحالة من مستوى فعل حركي لحظوي، إلى صياغات لغوية جمالية، تعبر عن ذلك الفعل، وتستقصي مساحته في النفس ومستوى حضوره في السياق السردي.
    وتنحاز تجربة (أميمة الخميس) إلى نسويتها بدءاً من الإحالة الدلالية في العتبات النصية.. والعنوان الداخلي للمجموعة، والإهداء.. بما ينفذ إلى البعد الوظيفي للغة، كبيان جمالي، تستدعيه الذائقة المكانية (الشعرية) إلى موازاة الاستجابة الدلالية للنسيج القصصي في لغة السرد، وتوازي حركة هذه اللغة في شبكة علائقية بين المستوى المكاني، والمستوى النفسي المحتقن في ضمير الشخصيات التي تسرد حكاياتهن، وتقوم الكاتبة بسرد الحكايات كراوية لها بالضمير المتصل، للغائب عن مشهد التكلم والحديث المتواصل وهو مايحقق وجودها كمتبصرة بطبيعة الجغرافيا النسوية لشخصياتها، وناقلة لها بفاعلية اللغة والسرد، من المكان المخترق بسيادة الكتابة والحكاية.
    وتشف قصدية الكاتبة إلى التلون والتشكل في الفضاء المكاني، بكواشف لغوية تسندها الذائقة المشكلة لها المراعية لحساسية المفردة وطاقتها الدلالية، في التعبير عن حالات نفسية وذاتية، يعرضها السرد، ككل متناغم، يمثل بنية مستقلة، تستنفد سياقاته بصياغات كنائية واستعارية، موظفة في موضعها المعبر عن مزاجها الوجداني.
    ((ستبقى خلف سورها في الحوت الخريفي ترعى بذورها الكامنة وثمار القرع العسلي آخر محاصيل الصيف وصولا، والأقمار الشاحبة التي تنوس في ليالي الخريف))ص41.
    فهذا المجتزأ الوصفي الذي يسبر حالة نسوية، بكنايات استعارية جمالية، تصور الخلفية الجمالية للغة السردية، وتتراءى بدلالتها الكامنة في التكثيف الرمزي، وإشاريته الحرة إلى الجملة المكانية: (ستبقى خلف سورها)، وتوالي الإشارة الدلالية للفعل المضارع الذي تكرر في النص خمساً وثلاثين مرة كراهية لغوية تستشرف المستقبل، وتحقق حيوية اللغة التي تتسق مع الإحالة للمكان (السور) وتمنحه فاعلية ابتناء دلالة ثنائية للمضارع؛ لغوية تضعه في سياق المستقبل المحتمل، ونفسية، تكون الاجواء الحياتية المحتملة.
    ولا تنفك تعقد تماثلات وصفية تستقصي لحظات (الفعل) النفسي، تاركة مساراً منولوجياً، يوظف نسقيته بالبنية التركيبية الخلاقة، بلغة تنطوي على محرك الحساسية الشعرية بتماسها مع المتخيل الجمالي والتعامل الفني لتقنيات اللغة السردية، وتفضي إلى ترسيخ الدلالة في البنية الحكائية. على ان تناولها لبؤرة المد النفسي في الشخصيات لا يتكرر بذات اللغة والألفاظ والرؤية..؟ وإنما يتلون بأطياف الحركة اللغوية؛ التي تتوالد صياغاتها بانسجام شكلاني يرتسم فضاؤه الحكائي، متلمساً بؤر العمق المختزل في الشخصيات، بغية كشف تجلياتها عبر السرد، متمثلا على نحو مكثف في نص (البيضة والحجر مسرحية من فصل واحد) ص85.
    والذي تعيد الكاتبة فيه اعتبار العتبة النصية ووجودها كمحرك دلالي، يستهدف مضمرات يكشفها الحوار، ويجلي لحظات توترها بتوظيف تقنية الأسئلة والإجابات والحوار المسرحي، في مشهدية مكتوبة تتروى من معين اللغة المتحاسرة على الترميز للعقلاني بالساخر، واعية بمدلولات العلامات اللغوية المستظهرة لمخزون الشخصيات، في خطاب هرمي تتوالى تفجراته بدوي يستدعي مزج المعرفي بالاجتماعي، ويوظف بدهيات الموروث الثقافي في حركة الحوار، ومعايشة لهاجس المتداول النسوي، من بدهياته اللفظية الكامنة في الذهن الشرقي الذكوري، لإعادة عرضها وتفكيك مفاهيمها وفرضياتها، وتقويضها بالسخرية أو المعيار التحليلي الذي يكشف ضعفها الفوقي..!
    إلى استيطان رؤى جادة ومتجاوزة، تزيح غبار الاعتياد الذكوري عن الهاجس الأهم في وعي (خمس) نساء، أرادتهن الكاتبة شخصيات للمسرحية ((لأن مجرد وجود هذا الهاجس، هاجس التجاوز والكسر فضلا عن الانخراط في الوجوه المختلفة المموهة للحرب الشرسة، أعتقد ان كل ذلك عنصر مناهض للأمل الحقيقي، عنصر مشوش أصلا على فرص الاستماع الحقيقية والنادرة، التي تتاح للمرأة ان تستمع فيها إلى ذاتها وكينونتها))(4).
    وقد كانت لغة (الكاتبة) تلك الانتقائية الجمالية، المصغية بصدق إلى الذات والكينونة النسوية، بحيث قاربت متخيلها الجمالي ومتوازيات رؤيتها في فضاء (النسوية) لرسم البصمة النفسية المعبر عنها، بالسياق اللغوي المتواتر على مراكمة دلالاته، وتشكيل علامات مائزة، للصياغة الوصفية والإخبارية للشخصيات بدال المروي الحكائي.
    فهي تتحدث عنهن، ويبرز ضمير المتكلم في توليف يباشر وضع الحالة على المشهد النصي، ومن ثم مقاربة تكوينها الذاتي، واستبطان تداخلاته واحتقاناته، بالتشكيل الصياغي المتزاح دائماً إلى كشف التحول الحالاتي بمعطياته البدائية الأولى..
    والتي تتقمص ضمير الاخبار والمحكي عنه بتماوجات أسلوبية، تستدعي تكويناته الطيفية المشكلة باتقان، مقدرة على احتواء الأجواء النفسية المختلفة، واستيعابها لغويا بالصياغات السردية لتأصيل أبعاد الرؤية الواقعية، ولعل تأكيد شهادة الدكتور عبدالله الغذامي على (ان المرأة عند أميمة الخميس لاتحكي ولا تعبر ولكنها لا ترفض التعبير ولا تفر من الكشف) يجد سندا موضوعيا في نصوص هذه المجموعة، والتي طالتها الكاتبة بالتعبير، وناوأتها الرغبة في الكشف الذي يطال عناصر تفصيلية لا ترى وفقا للنظر المجرد، بقدر ما تحلل دواخلها وتستبان دقائقها التفصيلية، على نحو يمنح هذه المجموعة شهادة من الداخل، والتعالق بالنسيج الاجتماعي لنساء (الرياض).
    والتوغل في البنى التفكيرية، وملاذات القناعة غير المتضامة مع البنى المظهرية، بقدر استباقها لاستصفاء الأعماق التي تكون شخصياتها، وقد كان اقترافها الجريء لما يستبطنه الحجاب الاجتماعي من اشكالات، وما ينهض بخطابه من محركات، تهيمن بوجودها على الذاكرة السردية، لتجعل منها وحدات نصوصية، تتداخل مع عنصر الميلودراما، وتختط لها مشهدا يعنى بالوصف المقارب، النافذ إلى الخبايا والمبطنات لتعيد نسجه، عبر مقدرة معنية بالكيفيات والبصيرة النوعية في الانتقاء.
    الهوامش والإحالات:
    1 صلاح صالح، قضايا المكان الروائي في الأدب المعاصر، الطبعة الأولى 1997، دار شرقيات، ص7.
    2 د.عالي القرشي، نص المرأة من الحكاية إلى التأويل، الطبعة الأولى 2000، دار المدى دمشق، ص 61.
    3 رولان بارت، مدخل إلى التحليل البنيوي للقصص، ترجمة د.منذر عياشي، الطبعة الأولى 1993، اصدارات نادي جازان الأدبي، ص75.
    4 فاطمة الوهيبي، احتشامات الوأد، سلسلة مقالات في جريدة الجزيرة، العدد 8802 بتاريخ 22 جمادى الآخرة 1417هـ.
    5 إبراهيم السامرائي، فقه اللغة المقارن، الطبعة الثالثة، 1978، دار العلم للملايين، بيروت، ص53.
    بدلالتها الكامنة في التكثيف الرمزي، وإشاريته الحرة إلى الجملة المكانية: (ستبقى خلف سورها)، وتوالي الإشارة الدلالية للفعل المضارع الذي تكرر في النص خمساً وثلاثين مرة كراهية لغوية تستشرف المستقبل، وتحقق حيوية اللغة التي تتسق مع الإحالة للمكان (السور) وتمنحه فاعلية ابتناء دلالة ثنائية للمضارع؛ لغوية تضعه في سياق المستقبل المحتمل، ونفسية، تكون الاجواء الحياتية المحتملة.
    ولا تنفك تعقد تماثلات وصفية تستقصي لحظات (الفعل) النفسي، تاركة مساراً منولوجياً، يوظف نسقيته بالبنية التركيبية الخلاقة، بلغة تنطوي على محرك الحساسية الشعرية بتماسها مع المتخيل الجمالي والتعامل الفني لتقنيات اللغة السردية، وتفضي إلى ترسيخ الدلالة في البنية الحكائية. على ان تناولها لبؤرة المد النفسي في الشخصيات لا يتكرر بذات اللغة والألفاظ والرؤية..؟ وإنما يتلون بأطياف الحركة اللغوية؛ التي تتوالد صياغاتها بانسجام شكلاني يرتسم فضاؤه الحكائي، متلمساً بؤر العمق المختزل في الشخصيات، بغية كشف تجلياتها عبر السرد، متمثلا على نحو مكثف في نص (البيضة والحجر مسرحية من فصل واحد) ص85.
    والذي تعيد الكاتبة فيه اعتبار العتبة النصية ووجودها كمحرك دلالي، يستهدف مضمرات يكشفها الحوار، ويجلي لحظات توترها بتوظيف تقنية الأسئلة والإجابات والحوار المسرحي، في مشهدية مكتوبة تتروى من معين اللغة المتحاسرة على الترميز للعقلاني بالساخر، واعية بمدلولات العلامات اللغوية المستظهرة لمخزون الشخصيات، في خطاب هرمي تتوالى تفجراته بدوي يستدعي مزج المعرفي بالاجتماعي، ويوظف بدهيات الموروث الثقافي في حركة الحوار، ومعايشة لهاجس المتداول النسوي، من بدهياته اللفظية الكامنة في الذهن الشرقي الذكوري، لإعادة عرضها وتفكيك مفاهيمها وفرضياتها، وتقويضها بالسخرية أو المعيار التحليلي الذي يكشف ضعفها الفوقي..!
    إلى استيطان رؤى جادة ومتجاوزة، تزيح غبار الاعتياد الذكوري عن الهاجس الأهم في وعي (خمس) نساء، أرادتهن الكاتبة شخصيات للمسرحية ((لأن مجرد وجود هذا الهاجس، هاجس التجاوز والكسر فضلا عن الانخراط في الوجوه المختلفة المموهة للحرب الشرسة، أعتقد ان كل ذلك عنصر مناهض للأمل الحقيقي، عنصر مشوش أصلا على فرص الاستماع الحقيقية والنادرة، التي تتاح للمرأة ان تستمع فيها إلى ذاتها وكينونتها))(4).
    وقد كانت لغة (الكاتبة) تلك الانتقائية الجمالية، المصغية بصدق إلى الذات والكينونة النسوية، بحيث قاربت متخيلها الجمالي ومتوازيات رؤيتها في فضاء (النسوية) لرسم البصمة النفسية المعبر عنها، بالسياق اللغوي المتواتر على مراكمة دلالاته، وتشكيل علامات مائزة، للصياغة الوصفية والإخبارية للشخصيات بدال المروي الحكائي.
    فهي تتحدث عنهن، ويبرز ضمير المتكلم في توليف يباشر وضع الحالة على المشهد النصي، ومن ثم مقاربة تكوينها الذاتي، واستبطان تداخلاته واحتقاناته، بالتشكيل الصياغي المتزاح دائماً إلى كشف التحول الحالاتي بمعطياته البدائية الأولى..
    والتي تتقمص ضمير الاخبار والمحكي عنه بتماوجات أسلوبية، تستدعي تكويناته الطيفية المشكلة باتقان، مقدرة على احتواء الأجواء النفسية المختلفة، واستيعابها لغويا بالصياغات السردية لتأصيل أبعاد الرؤية الواقعية، ولعل تأكيد شهادة الدكتور عبدالله الغذامي على (ان المرأة عند أميمة الخميس لاتحكي ولا تعبر ولكنها لا ترفض التعبير ولا تفر من الكشف) يجد سندا موضوعيا في نصوص هذه المجموعة، والتي طالتها الكاتبة بالتعبير، وناوأتها الرغبة في الكشف الذي يطال عناصر تفصيلية لا ترى وفقا للنظر المجرد، بقدر ما تحلل دواخلها وتستبان دقائقها التفصيلية، على نحو يمنح هذه المجموعة شهادة من الداخل، والتعالق بالنسيج الاجتماعي لنساء (الرياض).
    والتوغل في البنى التفكيرية، وملاذات القناعة غير المتضامة مع البنى المظهرية، بقدر استباقها لاستصفاء الأعماق التي تكون شخصياتها، وقد كان اقترافها الجريء لما يستبطنه الحجاب الاجتماعي من اشكالات، وما ينهض بخطابه من محركات، تهيمن بوجودها على الذاكرة السردية، لتجعل منها وحدات نصوصية، تتداخل مع عنصر الميلودراما، وتختط لها مشهدا يعنى بالوصف المقارب، النافذ إلى الخبايا والمبطنات لتعيد نسجه، عبر مقدرة معنية بالكيفيات والبصيرة النوعية في الانتقاء.
    الهوامش والإحالات:
    1 صلاح صالح، قضايا المكان الروائي في الأدب المعاصر، الطبعة الأولى 1997، دار شرقيات، ص7.
    2 د.عالي القرشي، نص المرأة من الحكاية إلى التأويل، الطبعة الأولى 2000، دار المدى دمشق، ص 61.
    3 رولان بارت، مدخل إلى التحليل البنيوي للقصص، ترجمة د.منذر عياشي، الطبعة الأولى 1993، اصدارات نادي جازان الأدبي، ص75.
    4 فاطمة الوهيبي، احتشامات الوأد، سلسلة مقالات في جريدة الجزيرة، العدد 8802 بتاريخ 22 جمادى الآخرة 1417هـ.
    5 إبراهيم السامرائي، فقه اللغة المقارن، الطبعة الثالثة، 1978، دار العلم للملايين، بيروت، ص53.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 3:03 pm