منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    معنى البحث والمصادر والمنهج

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

     معنى البحث والمصادر والمنهج Empty معنى البحث والمصادر والمنهج

    مُساهمة   الثلاثاء أكتوبر 19, 2010 12:55 am

    مـصـادر مـنـاهـج الـبـحـث ( حلقات )
    نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

    معنى البحث والمصادر والمنهج

    نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

    أولا ً : التعريف بالمصادر

    ـ المصادر في اللغة :

    المصادر جمع مصدر ، والمصدر يقوم على ثلاثة حروف أصول ، هي : الصاد والدال والراء، قال ابن فارس : إنهما أصلان صحيحان أحدهما يدل على خلاف الوِرْد ، والآخر صدر الإنسان وغيره ... فالأول قولهم : صدر عن الماء ، وصدر عن البلاد ، إذا كان ورَدها ثم شخص عنها ..[1]

    وقال الفيروز آبادي : الصدر أول كل شيء . [2]



    ـ المصادر في الاصطلاح :

    وقد عرِّف المصدر بأنه : الكتاب الذي تجد فيه المعلومات والمعارف الصحيحة من أجل الموضوع الذي تريد بحثه .
    [3]

    بينما يقابل المصدر المرجع ، وهو مصدر ثانوي أو كتاب يساعدك في إكمال معلوماتك والتثبت من بعض النقاط ، والمعلومات التي يحويها تقبل الجدل . [4]

    وهذا كلام غير مسلم به ، بل يقبل الجدل ، فعلى هذا لا يوجد مصدر غير كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأما التفريق بين ما كتب قديما ً وما كتب حديثا ً مع أخذنا بالتعريف السابق[5] يزداد في هذا غرابة ، إذ هناك ما ألف في قرون متقدمة والمعلومات فيها مشوهة منقولة فيها الحقائق بطرق مشبوهة ، مثل كتاب مروج الذهب للمسعودي ، والأغاني لأبي الفرج الأصبهاني ، والأخبار الطوال للدَينوري ، وغيرها ..

    ويُسلّم هذا الأمر في حالة أرادت الباحث أن يتعرف على مذهب متقدم تاريخيا ً في نشأته ، فعند هذا تكون كتبهم المؤلفة قديما ً هي المصادر .

    ويختم الدكتور محمد حمادة بتعريف للمصدر توصل إليه بعد ضرب الأمثلة ، وهو أن المصادر كتب شاملة في مداها ومجالها ، ومعالجتها للموضوع مركزة ، وهي مرتبة بشكل معين لتسهيل عملية إيجاد المعلومات بسرعة ويسر ، ومعلوماتها صحيحة ومعالجتها موضوعية . [6]

    وهذا التعريف غير دقيق في وصف المصادر ، فهو أنسب لتعريف المعاجم والموسوعات ، والأمر الآخر لا يلزم أن تعطي المصادر المعلومة بشكلها الصحيح كما هو في الواقع .

    وبعض الباحثين يعطي المصادر مفهوماً أوسع ، وهو أن المصدر نوع ذو قيمة في تصدير المعلومات منه ، ومن هذا النوع ما يأتي :

    1 ـ المخطوطات التي لم يسبق نشرها ، والتي تحوي معلومات لا توجد فيما نشر من كتب.

    2 ـ الوثائق .

    3 ـ مذكرات القادة والساسة عما يجري في الخفاء مما يعرفونه ، ولا يعرفه سواهم.

    4 ـ الخطابات الخاصة ذات الأهمية العامة .

    5 ـ اليوميات .

    6 ـ الدراسات الشخصية للأمكنة.

    7 ـ المؤلفات التي ابتكر مؤلفوها الفكرة ، أو الإيضاح ، أو غير ذلك من وجوه الابتكار .

    8 ـ الكتب التي شاهد مؤلفوها الفكرة التي هي موضوع الحديث ، وتأتي بعدها الكتب قريبة الصلة الزمنية بموضوع الحديث .


    وأما المرجع فهو ما أخذ مادة أصلية من مصادر متعددة ، وأخرجها في ثوب آخر جديد . [7]

    ويرجح بعض الباحثين في الفرق بين المصدر والمرجع بأن المصدر هو :

    كل كتاب تناول موضوعا وعالجه معالجة شاملة عميقة ، أو هو كل كتاب يبحث في علم من العلوم على وجه الشمول والتعمق ، بحيث يصبح أصلا ً لا يمكن لباحث في ذلك العلم الاستغناء عنه .

    أما المرجع هو الكتاب الذي يستقي من غيره فيتناول موضوعا ً أو جانبا ً من موضوع فيبحث في دقائق مسائله ومقاصده . [8]

    ويشكل على هذا التفريق أن المناط المناسب في تحديد المصدر هو أصالة المادة ، وليس الشمول للموضوع .

    وسبق أن الزمن كذلك لا ينبغي أن يكون معيارا ً لتحديد الفرق بين المصدر والمرجع ، لأنه قد يكون المصدر حديثا ً لأنه يعتبر أقدم ما يحوي مادة للموضوع .

    ويرى بعض الباحثين أنه ليس هناك فرقاً جوهريا ً بين المصدر والمرجع ، والعلة في ذلك صعوبة التفريق في كثير من الحالات بين كون هذا مصدر أم مرجع ، فقد يكون المرجع مصدرا ً في بعض جوانبه [9].

    ومن الباحثين من طالب بتوحيد المصطلح وإدخال مصطلح المرجع في مصطلح المصدر لأن " هذه التفرقة لا ضرورة لها ، بل يمكن توحيد المصطلح ، وتخصيصه بلفظة ( المصادر ) تطلق على جميع أنواع المصادر كتبا ً كانت أم جرائد ومجلات... وتجنبا ً للاضطراب يحسن أن تضاف لفظة ( المراجع )

    إلى ( المصادر )" [10] .

    وليس هذا بسديد ، فهناك فرق بين كتب الأمهات في العلوم التي كتبها أهل العلم وبعض الكتابات المرقعة والنقولات المختزلة ، وأيضا ً كتب المرتزقة الذين أقحموا أنفسهم في مجال العلم والبحث ، وليسوا بأهل صنعة ، فتكلموا فيما لا يحسنون وقد قيل : من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب ، فصارت كتب هؤلاء نَكْتةٌ سوادء في المكتبة الإسلامية ، فكيف تساوى بضاعتهم المزجاة بكتابات الباحثين ، بل بمؤلفات العلماء العاملين ، فيكون الكل ّ مرجع ، وكل ّ كتاب هو جهينة الذين عنده الخبر اليقين ؟ هذا ليس من العدل .

    بل هناك فرق بين ما كتبه الباحثون ، وفرق بين ما كتبه العلماء المتمكنون ، وحتى المصادر والأمهات درجات متفاوتة في الدقة والجودة وحسن الصناعة وغزارة المادة.


    والأقرب والله أعلم أن الصواب التفريق بين المرجع والمصدر ، فتكون المراجع هي المؤلفات التي هذبت المواد العلمية ورتبتها من المصادر ، فيكون الغرض منها التبسيط والاختصار وغير ذلك ، فيستأنس بها .

    أما المصادر فهي موارد المعلومات الأساسية ، وأوعية المعلومات الأولية .

    فمثلا ً في التاريخ المعايش للأحداث مصدر ٌ إذا اجتمع معه دقة وعدالة ، والكاتب الواصف للحدث إذا لم يكن من أهل التتبع والاستقراء فما كتبه مرجع وليس بمصدر يتكئ عليه .

    وفي المذاهب والفرق كتابات منظريها هي المصادر عنها، أما الحاكي لأقوالهم والواصف لحالهم فمرجع ، إذ العمدة ما كتبه أصحاب المذهب أنفسهم ..وهكذا بقية العلوم فهناك مصادر رئيسة ، وهناك مراجع ثانوية رافدة .



    [1] ـ مقاييس اللغة ( 3/ 337)

    [2] ـ القاموس المحيط ( 2/ 68)

    [3] ـ المصادر العربية والمعربة د. محمد ماهر حمادة ، ص 11 .

    [4] ـ المرجع السابق ، ص 11 .

    [5] ـ المرجع السابق ، ص 18 .

    [6] ـ المصادر العربية والمعربة ، ص 21 .

    [7] ـ كيف تكتب بحثا ً أو رسالة ، د. أحمد شلبي ، ص 42ـ 44 ، 50 ـ 51 .

    [8] ـ لمحات في المكتبة والبحث والمصادر ، د. محمد عجاج الخطيب ، ص 127 .

    [9] ـ البحث العلمي د. عبدالعزيز الربيعة ، ( 1/ 94 ) وقد نقل أقوال بعض الباحثين الذين يرون ترجيح عدم التفرقة بين المصدر والمرجع .

    [10] ـ منهج البحوث العلمية ، ثريا ملحس ، ص 173 .

    ثانيا ً : تعريف المنهج :
    ـ المنهج في اللغة :

    المنهج كلمة مشتقة من مادة نهج ، ينهج ، نهْجا ً ، ومِنهاجا ً ، ومعناه يدور على أصلين :

    أحدهما الشيء الواضح الذي يسير المرء على وفقه ، كالطريق وما في معناه .

    قال الله تعالى : ( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً )(المائدة: من الآية48)

    والثاني : هو الانقطاع والانحباس والتوقف

    قال ابن فارس : النون والهاء الجيم أصلان متباينان

    الأول : النهج الطريق ، ونهج لي الأمر أوضحه ، وهو مستقيم المنهاج ، والمنهج : الطريق أيضا ً ، الجمع : المناهج

    والآخر : الانقطاع، وأتانا فلان ينهج : إذا أتى مبهورا ً منقطع النفس ، وضربت فلانا ً حتى أُنهج : أي سقط ، ومن الباب : نهج الثوب ، وأنهج : أخلق ولما

    ينشق ، وأنهجه البلى [ 1] .

    المقصود هنا هو الأصل الأول الدال على الشيء الواضح البين الذي يسلكه الإنسان للوصول إلى هدفه ، كالطريق الواضح المحسوس ، والبرنامج الذي يسير عليه .


    ـ المنهج في الاصطلاح :


    المنهج والمناهج تطلق على الطرائق المتبعة في البحث والاستدلال ، ويستخدم المنهج ويراد به الأسلوب في العرض .

    والمنهج آلية معينة في البحث تسلك لغرض الوصول للحقيقة .


    وقد أختلف الباحثون في تعريف المنهج على عدة آراء ، هي كالآتي :


    1 ـ "المنهج هو الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة في العلوم بواسطة طائفة من القواعد العامة التي تهيمن على سير العقل وتحدد عملياته حتى يصل إلى نتيجة معلومة"[2] .

    2ـ و عرف المنهج بأنه " وسيلة محددة توصل إلى غاية محددة " [3].

    3 ـ وأيضا يقول أحد الباحثين عن المنهج بأنه " الطريق الواضح في التعبير عن شيء ، أو في عمل شيء ، أو في تعليم شيء ، طبقا ً لمبادئ معينة وبنظام معين ، وبغية الوصول إلى غاية معينة[4] .

    4 ـ ويعرف رينيه ديكارت المنهج بقوله : " إنه قواعد مؤكدة بسيطة إذا راعاها الإنسان مراعاة دقيقة كان في مأمن من أن يحسب صوابا ً ما هو خطأ "[5] .

    5 ـ وقيل :" إنه خطوات منظمة يتخذها الباحث ؛ لمعالجة مسألة أو أكثر ، ويتبعها للوصول إلى نتيجة" [6] .


    6 ـ والمنهج عرف أيضا ً " هو الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة في

    العلوم ، بواسطة طائفة من القواعد العامة التي تهيمن على سير العقل وتحدد عملياته ، حتى يصل إلى نتيجة معلومة "
    [7] .

    7 ـ وكذلك يعرف المنهج بأنه " هو السبيل الفكري ، والخطوات العملية التي يتبعها الباحث في مساره ، بقصد تحصيل العلم " [8] .


    وهذه التعريفات مؤداها واحد ، والاختلاف فيها اختلاف في التعبير لا غير ، مع شمول في بعضها

    ـ أهمية المنهج :

    " تعد دراسة المناهج من أخصب الدراسات الحديثة ذات الفائدة الكبرى في متابعة تطور العلوم من ناحية ، وفي دفعها للإمام من ناحية أخرى .

    لأن تقدم البحث العلمي رهين بالمنهج ، وبذلك يمكن تفسير الأدوار المتفاوتة لتطورات المعرفة العلمية ، فما انتكس العلم إلا بسبب النقص في تحديد المناهج العلمية وتطبيقها ، وما نما وازداد أصالة إلا بالدقة في تحديد المناهج .

    فالعلم لا يكون علما ً إلا بالمنهج الذي يستخدمه ، بل يذهب البعض إلى أن العلم منهج قبل أن يكون موضوعا ً أو مجموعة من المعارف أو النظريات ، لأننا نستطيع أن نتوصل إلى كثير من المعارف التي لا تكون علمية بدون أن نستخدم منهجا ً علميا ً بذاته .

    وقد غدا الاهتمام بالمنهجية والفكر المنهجي سمة العصر ، حيث أصبح لكل علم منهجه الذي يضبط كلياته وجزئياته ، فلا أحد ينكر ـ أو يستطيع أن ينكر ـ تقدم العالم في مناهج البحث والتفكير في فروع المعرفة المتعددة
    "[9] .

    فالمنهج للعلوم كالأساس للبناء ، إذ يؤدي عدمه إلى الاضطراب وعدم التوصل إلى نتائج صحيحة لتعارض القضايا واختلاف المسائل .

    وتأثير العقيدة في المناهج أمر جلي واضح ، فإن العقيدة هي الركيزة الأولى التي تنبني عليها المذاهب المختلفة ، فما من فرقة من فرق أهل الأهواء إلا وتسلك في مناهجها ما يتفق مع عقائدها وأهوائها ، بمعنى أن أهل الأهواء يضعون القواعد والأصول لتأييد عقائدهم ، ولرفع الحرج لهم ولأتباعهم في رد نصوص الوحي ، فمثلا ً من قواعد أهل الأهواء عدم قبول خبر الواحد في العقيدة ، وترتب عليه رد بعض النصوص ، مثل بعض نصوص الصفات ، وأما ما استفاضت النصوص في بيانه وتأكيده وضع له أهل الأهواء والفُرْقة قاعدة لذلك : وهي تقديم العقل على النقل ، وذلك بعد أن توهموا أن ثمة معارضة بين النقل والعقل .. وهكذا

    فكل طائفة تضع لما تعتقد قاعدة لذلك لتخضع له النصوص ، ويترتب على هذا ثمرة ونتيجة ولا بد ، وهذا مثل الخوارج لما قعدت في الإيمان قواعد من أهمها أن الإيمان لا يتجزأ ولا يتبعض ، ترتب على هذا قاعدة : مرتكب الكبيرة كافر كفر أكبر مخرج من الملة ، ومن ثمار هذه القاعدة الخروج على الحكام والأئمة أصحاب الكبائر ، واستحلال دماء المسلمين ، وإنكار الشفاعة .

    وكذلك الرافضة لما بنت مناهجها في مسألة الخلافة فكفروا الصحابة رضي الله عنهم ، وعادوا التابعين ، وقالوا برجعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعصمة أئمتهم والتقية مع جماهير المسلمين ..

    وكذلك المعتزلة لما بنت منهجها على العقل ووضعوا له القواعد ذهبت وعطلت صفات الله سبحانه وتعالى ، ونفت القدر بزعم العدل . وقالت بوجوب الأصلح على الله سبحانه وتعالى ، وهونت من السمعيات ، بل استنقصتها ولم تأبه بها ، كل ذلك لتستقيم عقائدها وتسلم بزعمهم من المعارض .

    قال الزمخشري المعتزلي ملقبا ً العقل بالسلطان : امش في دينك تحت راية

    السلطان ، ولا تقنع بالرواية عن فلان وفلان ، فما الأسد المحتجب في عرينه أعز من الرجل المحتج على قرينه ، وما العنـز الجرباء تحت الشمأل البليل أذل من القلد عند الدليل . [10

    وقد سبق الزمخشري وغيره من أعلام المعتزلة إلى هذا عمرو بن عبيد الذي اشتهر بالاستخفاف بالحديث والجرأة على رده ، فقد ذكر له حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال البخاري :

    حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك حدثنا شعبة أنبأني سليمان الأعمش قال سمعت زيد بن وهب عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما ثم علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث الله ملكا فيؤمر بأربع برزقه وأجله وشقي أو سعيد فوالله إن أحدكم أو الرجل يعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها غير باع أو ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها غير ذراع أو ذراعين فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها)
    [11]

    قال عمرو بن عبيد لما سمعه :لو سمعت الأعمش يقول هذا لكذبته ، ولو سعمته من زيد بن وهب لما صدقته ، ولو سمعته من ابن مسعود لما قبلته ، ولو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا لرددته ، ولو سمعت الله يقول هذا لقلت : ليس على هذا أخذت

    ميثاقنا . [12]

    والأمثلة على هذا كثيرة ، ولعل هذا العرض السريع كاف ٍ لبيان ضرورة الاهتمام بالمنهج وأصوله في العلوم بشكل عام ، وفي العقيدة بشكل خاص . [13]

    [1] ـ معجم مقاييس اللغة لابن فارس ( 5/ 361 )

    [2] ـ المعجم الفلسفي ، من وضع المجمع اللغوي للغة العربية بالقاهرة ، ص 1983 .

    [3] ـ معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب ، لمجدي وهبة وكامل المهندس ، ص 393 .

    [4] ـ المعجم الفلسفي ، مراد وهبة ، ص 673 .

    [5] ـ قواعد لهداية العقل لديكارت ص 371 ، والنقل بواسطة المعجم الفلسفي لمراد وهبة ، ص 673 .

    [6] ـ معجم المصطلحات العلمية ، يوسف خياط ، ص 690 .

    [7] ـ البحث العلمي ، عبد الرحمن بدوي ، ص 5 .

    [8] ـ منهج كتابة التاريخ الإسلامي ، محمد بن صامل السلمي ، ص 89 .

    [9] ـ منهج أهل السنة والجماعة في الرد على النصارى ، د. عبد الراضي عبد المحسن ، ص 104 .

    [10] ـ طوق الذهب ص 38 لابن حزم ، بواسطة كتاب الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات

    د. عبد القادر صوفي ( 1/145)

    [11] ـ أخرجه البخاري كتاب القدر ، باب في القدر ( 6105)

    [12] ـ انظر الاعتصام للشاطبي ( 1/233) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (8/71)

    [13] ـ ولبيان أهمية المنهج في العقيدة والنتائج المترتبة عليه انظر مناهج البحث

    في العقيدة د. يوسف السعيد ص 264 ـ 266


    0 مـصـادر مـنـاهـج الـبـحـث ( حلقات )

    0 مصطلحات في دراسة الأديان ، الحلقة السابعة ( تعريف المذهب )

    0 منهج ابن ماجه في سننه في إبراز مسائل العقيدة

    0 مصطلحات في دراسة الأديان الحلقة الثالثة ( الفرق بين الدين والملة )

    ثالثاً : التعريف بالبحث :

    ـ معنى البحث في اللغة :

    البحث في اللغة : هو الطلب والتفتيش والتتبع والتحري ، قال الله تعالى : (فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ)(المائدة: من الآية31) أي يطلب ويتتبع ما يريد ، قال ابن فارس : الباء والحاء والثاء أصل واحد يدل على إثارة الشيء
    [1] .


    والبحث طلبك الشيء في التراب بحثه يبحثه بحثا وابتحثه وفي المثل كباحثة عن حتفها بظلفها وذلك أن شاة بحثت عن سكين في التراب بظلفها ثم ذبحت بها

    والبحوث الإبل تبتحث التراب بأخفافها أخرا في سيرها.

    والبحث أن تسأل عن شيء وتستخبر وبحث عن الخبر وبحثه يبحثه بحثا سأل وكذلك استبحثه واستبحث عنه.

    استبحثت وابتحثت وتبحثت عن الشيء بمعنى واحد أي فتشت عنه .

    والبحث الحية العظيمة لأنها تبحث التراب .

    وسورة براءة كان يقال لها البحوث سميت بذلك لأنها بحثت عن المنافقين وأسرارهم أي استثارتها وفتشت عنها
    [2] .


    ـ معنى البحث في الاصطلاح :



    يقول ابن حزم في تعريف البحث : هو تيقن الشيء على ما هو عليه ، أو إدراك الشيء بحقيقته . [3]



    ويعرف بعض الباحثين البحث العلمي بأنه :

    دراسة مبنية على تقص وتتبع لموضوع معين وفق منهج خاص لتحقيق هدف معين: من إضافة جديد ، أو جمع متفرق ، أو ترتيب مختلط ، أو غير ذلك من أهداف البحث العلمي[4].

    ويختار د. عبد الوهاب أبو سليمان في تعريف البحث بأنه :

    عملية علمية ، تجمع لها الحقائق والدراسات ، وتستوفى فيها العناصر المادية المعنوية حول موضوع معين دقيق في مجال التخصص ، لفحصها وفق مناهج علمية مقررة ، يكون للباحث منها موقف معين ، ليتوصل من كل ذلك إلى نتائج جديدة .

    هذه النتائج هي ثمرة البحث ، والغاية التي ينشدها الباحث من وراء العملية العلمية الفكرية ، سواء كانت نظرية ، أو تجريبية ، وهي ما يعبر عنها علميا ً بـ( الإضافة الجديدة ) المطلوبة في البحوث العلمية العالية[5] .

    بينما يعرف جون ديوي البحث بأنه :

    رغبة تغيير الواقع لتحقيق مصالح الإنسان [6] .

    وما هذا التعريف من ديوي للبحث إلا دلالة على مستوى التفكير عنده في واقعه.

    وإلا البحث عملية منظمة تسير على قواعد منهجية لرغبة الوصول للحقيقة ، لا تغيير واقع كما يعبر عنه جون ديوي .



    يقول د. أحمد بدر :

    هناك تعريفات كثيرة للبحث تدور معظمها حول كونه وسيلة للاستعلام والاستقصاء المنظم والدقيق الذي يقوم به الباحث بغرض اكتشاف معلومات أو علاقات جديدة ، بالإضافة إلى تطوير أو تصحيح أو تحقيق المعلومات الموجودة فعلا ً .. على أن يتبع في هذا الفحص والاستعلام الدقيق خطوات المنهج العلمي ، واختيار الطريقة والأدوات اللازمة للبحث وجمع البيانات .. ثم بعد هذا نقل عدة تعريفات للبحث العلمي ، لكنها في الحقيقة كلها تتعلق بالبحث التجريبي ، أو البحوث الميدانية التي تتعلق بالانثروبلوجيا [7] .

    وقد نقل د. محمد عجاج الخطيب عدة تعريفات للبحث العلمي ، ومنها :

    ـ أن البحث هو العمل الذي يتم انجازه لحل ، أو محاولة حل مشكلة قائمة ذات حقيقة مادية .

    ـ ويعرف آخرون البحث بأنه الفحص والتقصي المنظم لمادة أي موضوع من أجل إضافة المعلومات الناتجة إلى المعرفة الإنسانية ، أو المعرفة الشخصية .

    ـ والبحث أيضا ً هو محاولة لاكتشاف المعرفة ، والتنقيب عنها وتنميتها وفهمها وتحقيقها بتقص دقيق ، ونقد عميق ، ثم عرضها عرضا ً مكتملا ً بذكاء وإدراك .

    ولا يخفى المبالغة القوية في هذا التعريف للبحث ، فلا أشك أنه يوجد بحث في الدنيا وصل هذه الرتبة أو يدانيها ، فلو أخذنا بأن المختار من التعاريف هو هذا للزم أن نقول لا يوجد في عالم البحث اليوم بحث مكتمل .


    ثم بعد ذلك طرح د. الخطيب تساؤلا ً : ما هو البحث الديني ، ويقصد به البحث في مسائل الدين ، ويجيب عنه بأنه بقوله : " بوسعنا أن نطلق تعريفا ً عاما ً على البحث الديني فنقول : هو كل موضوع يحاول بيان الأحكام التي تتصل بجانب من جوانب الحياة ، بيانا ً واضحا ً ، أو يسعى إلى حل مشكلة في ضوء الدين ، من خلال دراسة عميقة مبنية على فهم سديد وإدارك صحيح ومنهج سليم "[8].

    هذه أبرز التعريفات للبحث العلمي ولا يخفى ما في بعضها من المبالغة والتكلف ، وخلاصة مفهوم البحث أنه إرادة الوصول إلى الحقيقة من خلال التفتيش والتنقيب والجمع والغربلة ، بواسطة أسس وضوابط منهجيه يسير عليها الباحث خلال طريقه في الجمع والفحص .





    --------------------------------------------------------------------------------

    [1] ـ معجم مقاييس اللغة ( 1/ 204 ) .

    [2] ـ لسان العرب لابن منظور ( 3/ 86 ) .

    [3] ـ الإحكام في أصول الأحكام ( 1/ 34 ) .

    [4] ـ البحث العلمي د. عبدالعزيز الربيعة ( 1/ 23 ) .

    [5] ـ كتابة البحث العلمي ، د. عبد الوهاب أبو سليمان ، ص 25 .

    [6] ـ نقله عنه مراد وهبة في المعجم الفلسفي ، ص 139 .

    [7] ـ أصول البحث العلمي ومناهجه ، د. أحمد بدر ، ص 20 .

    [8] ـ لمحات في المكتبة والبحث والمصادر ، ص 100 ـ 101

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 3:02 pm