معنى البحث والمصادر والمنهج
:27:
أولا ً : التعريف بالمصادر
ـ المصادر في اللغة :
المصادر جمع مصدر ، والمصدر يقوم على ثلاثة حروف أصول ، هي : الصاد والدال
والراء، قال ابن فارس : إنهما أصلان صحيحان أحدهما يدل على خلاف الوِرْد ،
والآخر صدر الإنسان وغيره ... فالأول قولهم : صدر عن الماء ، وصدر عن
البلاد ، إذا كان ورَدها ثم شخص عنها ..[1]
وقال الفيروز آبادي : الصدر أول كل شيء . [2]
ـ المصادر في الاصطلاح :
وقد عرِّف المصدر بأنه : الكتاب الذي تجد فيه المعلومات والمعارف الصحيحة من أجل الموضوع الذي تريد بحثه .
[3]
بينما يقابل المصدر المرجع ، وهو مصدر ثانوي أو كتاب يساعدك في إكمال
معلوماتك والتثبت من بعض النقاط ، والمعلومات التي يحويها تقبل الجدل . [4]
وهذا كلام غير مسلم به ، بل يقبل الجدل ، فعلى هذا لا يوجد مصدر غير كتاب
الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأما التفريق بين ما كتب قديما ً وما
كتب حديثا ً مع أخذنا بالتعريف السابق[5] يزداد في هذا غرابة ، إذ هناك ما
ألف في قرون متقدمة والمعلومات فيها مشوهة منقولة فيها الحقائق بطرق
مشبوهة ، مثل كتاب مروج الذهب للمسعودي ، والأغاني لأبي الفرج الأصبهاني ،
والأخبار الطوال للدَينوري ، وغيرها ..
ويُسلّم هذا الأمر في حالة أرادت الباحث أن يتعرف على مذهب متقدم تاريخيا ً
في نشأته ، فعند هذا تكون كتبهم المؤلفة قديما ً هي المصادر .
ويختم الدكتور محمد حمادة بتعريف للمصدر توصل إليه بعد ضرب الأمثلة ، وهو
أن المصادر كتب شاملة في مداها ومجالها ، ومعالجتها للموضوع مركزة ، وهي
مرتبة بشكل معين لتسهيل عملية إيجاد المعلومات بسرعة ويسر ، ومعلوماتها
صحيحة ومعالجتها موضوعية . [6]
وهذا التعريف غير دقيق في وصف المصادر ، فهو أنسب لتعريف المعاجم
والموسوعات ، والأمر الآخر لا يلزم أن تعطي المصادر المعلومة بشكلها الصحيح
كما هو في الواقع .
وبعض الباحثين يعطي المصادر مفهوماً أوسع ، وهو أن المصدر نوع ذو قيمة في تصدير المعلومات منه ، ومن هذا النوع ما يأتي :
1 ـ المخطوطات التي لم يسبق نشرها ، والتي تحوي معلومات لا توجد فيما نشر من كتب.
2 ـ الوثائق .
3 ـ مذكرات القادة والساسة عما يجري في الخفاء مما يعرفونه ، ولا يعرفه سواهم.
4 ـ الخطابات الخاصة ذات الأهمية العامة .
5 ـ اليوميات .
6 ـ الدراسات الشخصية للأمكنة.
7 ـ المؤلفات التي ابتكر مؤلفوها الفكرة ، أو الإيضاح ، أو غير ذلك من وجوه الابتكار .
8 ـ الكتب التي شاهد مؤلفوها الفكرة التي هي موضوع الحديث ، وتأتي بعدها الكتب قريبة الصلة الزمنية بموضوع الحديث .
وأما المرجع فهو ما أخذ مادة أصلية من مصادر متعددة ، وأخرجها في ثوب آخر جديد . [7]
ويرجح بعض الباحثين في الفرق بين المصدر والمرجع بأن المصدر هو :
كل كتاب تناول موضوعا وعالجه معالجة شاملة عميقة ، أو هو كل كتاب يبحث في
علم من العلوم على وجه الشمول والتعمق ، بحيث يصبح أصلا ً لا يمكن لباحث في
ذلك العلم الاستغناء عنه .
أما المرجع هو الكتاب الذي يستقي من غيره فيتناول موضوعا ً أو جانبا ً من موضوع فيبحث في دقائق مسائله ومقاصده . [8]
ويشكل على هذا التفريق أن المناط المناسب في تحديد المصدر هو أصالة المادة ، وليس الشمول للموضوع .
وسبق أن الزمن كذلك لا ينبغي أن يكون معيارا ً لتحديد الفرق بين المصدر
والمرجع ، لأنه قد يكون المصدر حديثا ً لأنه يعتبر أقدم ما يحوي مادة
للموضوع .
ويرى بعض الباحثين أنه ليس هناك فرقاً جوهريا ً بين المصدر والمرجع ،
والعلة في ذلك صعوبة التفريق في كثير من الحالات بين كون هذا مصدر أم مرجع ،
فقد يكون المرجع مصدرا ً في بعض جوانبه [9].
ومن الباحثين من طالب بتوحيد المصطلح وإدخال مصطلح المرجع في مصطلح المصدر
لأن " هذه التفرقة لا ضرورة لها ، بل يمكن توحيد المصطلح ، وتخصيصه بلفظة (
المصادر ) تطلق على جميع أنواع المصادر كتبا ً كانت أم جرائد ومجلات...
وتجنبا ً للاضطراب يحسن أن تضاف لفظة ( المراجع )
إلى ( المصادر )" [10] .
وليس هذا بسديد ، فهناك فرق بين كتب الأمهات في العلوم التي كتبها أهل
العلم وبعض الكتابات المرقعة والنقولات المختزلة ، وأيضا ً كتب المرتزقة
الذين أقحموا أنفسهم في مجال العلم والبحث ، وليسوا بأهل صنعة ، فتكلموا
فيما لا يحسنون وقد قيل : من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب ، فصارت كتب
هؤلاء نَكْتةٌ سوادء في المكتبة الإسلامية ، فكيف تساوى بضاعتهم المزجاة
بكتابات الباحثين ، بل بمؤلفات العلماء العاملين ، فيكون الكل ّ مرجع ، وكل
ّ كتاب هو جهينة الذين عنده الخبر اليقين ؟ هذا ليس من العدل .
بل هناك فرق بين ما كتبه الباحثون ، وفرق بين ما كتبه العلماء المتمكنون ،
وحتى المصادر والأمهات درجات متفاوتة في الدقة والجودة وحسن الصناعة وغزارة
المادة.
والأقرب والله أعلم أن الصواب التفريق بين المرجع والمصدر ، فتكون المراجع
هي المؤلفات التي هذبت المواد العلمية ورتبتها من المصادر ، فيكون الغرض
منها التبسيط والاختصار وغير ذلك ، فيستأنس بها .
أما المصادر فهي موارد المعلومات الأساسية ، وأوعية المعلومات الأولية .
فمثلا ً في التاريخ المعايش للأحداث مصدر ٌ إذا اجتمع معه دقة وعدالة ،
والكاتب الواصف للحدث إذا لم يكن من أهل التتبع والاستقراء فما كتبه مرجع
وليس بمصدر يتكئ عليه .
وفي المذاهب والفرق كتابات منظريها هي المصادر عنها، أما الحاكي لأقوالهم
والواصف لحالهم فمرجع ، إذ العمدة ما كتبه أصحاب المذهب أنفسهم ..وهكذا
بقية العلوم فهناك مصادر رئيسة ، وهناك مراجع ثانوية رافدة .
[1] ـ مقاييس اللغة ( 3/ 337)
[2] ـ القاموس المحيط ( 2/ 68)
[3] ـ المصادر العربية والمعربة د. محمد ماهر حمادة ، ص 11 .
[4] ـ المرجع السابق ، ص 11 .
[5] ـ المرجع السابق ، ص 18 .
[6] ـ المصادر العربية والمعربة ، ص 21 .
[7] ـ كيف تكتب بحثا ً أو رسالة ، د. أحمد شلبي ، ص 42ـ 44 ، 50 ـ 51 .
[8] ـ لمحات في المكتبة والبحث والمصادر ، د. محمد عجاج الخطيب ، ص 127 .
[9] ـ البحث العلمي د. عبدالعزيز الربيعة ، ( 1/ 94 ) وقد نقل أقوال بعض
الباحثين الذين يرون ترجيح عدم التفرقة بين المصدر والمرجع .
[10] ـ منهج البحوث العلمية ، ثريا ملحس ، ص 173 .
محمد الغانم
29-Jun-2007, 02:14 AM
ثانيا ً : تعريف المنهج :
ـ المنهج في اللغة :
المنهج كلمة مشتقة من مادة نهج ، ينهج ، نهْجا ً ، ومِنهاجا ً ، ومعناه يدور على أصلين :
أحدهما الشيء الواضح الذي يسير المرء على وفقه ، كالطريق وما في معناه .
قال الله تعالى : ( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً )(المائدة: من الآية48)
والثاني : هو الانقطاع والانحباس والتوقف
قال ابن فارس : النون والهاء الجيم أصلان متباينان
الأول : النهج الطريق ، ونهج لي الأمر أوضحه ، وهو مستقيم المنهاج ، والمنهج : الطريق أيضا ً ، الجمع : المناهج
والآخر : الانقطاع، وأتانا فلان ينهج : إذا أتى مبهورا ً منقطع النفس ،
وضربت فلانا ً حتى أُنهج : أي سقط ، ومن الباب : نهج الثوب ، وأنهج : أخلق
ولما
ينشق ، وأنهجه البلى [ 1] .
المقصود هنا هو الأصل الأول الدال على الشيء الواضح البين الذي يسلكه
الإنسان للوصول إلى هدفه ، كالطريق الواضح المحسوس ، والبرنامج الذي يسير
عليه .
ـ المنهج في الاصطلاح :
المنهج والمناهج تطلق على الطرائق المتبعة في البحث والاستدلال ، ويستخدم المنهج ويراد به الأسلوب في العرض .
والمنهج آلية معينة في البحث تسلك لغرض الوصول للحقيقة .
وقد أختلف الباحثون في تعريف المنهج على عدة آراء ، هي كالآتي :
1 ـ "المنهج هو الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة في العلوم بواسطة طائفة
من القواعد العامة التي تهيمن على سير العقل وتحدد عملياته حتى يصل إلى
نتيجة معلومة"[2] .
2ـ و عرف المنهج بأنه " وسيلة محددة توصل إلى غاية محددة " [3].
3 ـ وأيضا يقول أحد الباحثين عن المنهج بأنه " الطريق الواضح في التعبير عن
شيء ، أو في عمل شيء ، أو في تعليم شيء ، طبقا ً لمبادئ معينة وبنظام معين
، وبغية الوصول إلى غاية معينة[4] .
4 ـ ويعرف رينيه ديكارت المنهج بقوله : " إنه قواعد مؤكدة بسيطة إذا
راعاها الإنسان مراعاة دقيقة كان في مأمن من أن يحسب صوابا ً ما هو خطأ
"[5] .
5 ـ وقيل :" إنه خطوات منظمة يتخذها الباحث ؛ لمعالجة مسألة أو أكثر ، ويتبعها للوصول إلى نتيجة" [6] .
6 ـ والمنهج عرف أيضا ً " هو الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة في
العلوم ، بواسطة طائفة من القواعد العامة التي تهيمن على سير العقل وتحدد عملياته ، حتى يصل إلى نتيجة معلومة "
[7] .
7 ـ وكذلك يعرف المنهج بأنه " هو السبيل الفكري ، والخطوات العملية التي يتبعها الباحث في مساره ، بقصد تحصيل العلم " [8] .
وهذه التعريفات مؤداها واحد ، والاختلاف فيها اختلاف في التعبير لا غير ، مع شمول في بعضها .
ـ أهمية المنهج :
" تعد دراسة المناهج من أخصب الدراسات الحديثة ذات الفائدة الكبرى في
متابعة تطور العلوم من ناحية ، وفي دفعها للإمام من ناحية أخرى .
لأن تقدم البحث العلمي رهين بالمنهج ، وبذلك يمكن تفسير الأدوار المتفاوتة
لتطورات المعرفة العلمية ، فما انتكس العلم إلا بسبب النقص في تحديد
المناهج العلمية وتطبيقها ، وما نما وازداد أصالة إلا بالدقة في تحديد
المناهج .
فالعلم لا يكون علما ً إلا بالمنهج الذي يستخدمه ، بل يذهب البعض إلى أن
العلم منهج قبل أن يكون موضوعا ً أو مجموعة من المعارف أو النظريات ، لأننا
نستطيع أن نتوصل إلى كثير من المعارف التي لا تكون علمية بدون أن نستخدم
منهجا ً علميا ً بذاته .
وقد غدا الاهتمام بالمنهجية والفكر المنهجي سمة العصر ، حيث أصبح لكل علم
منهجه الذي يضبط كلياته وجزئياته ، فلا أحد ينكر ـ أو يستطيع أن ينكر ـ
تقدم العالم في مناهج البحث والتفكير في فروع المعرفة المتعددة
"[9] .
فالمنهج للعلوم كالأساس للبناء ، إذ يؤدي عدمه إلى الاضطراب وعدم التوصل إلى نتائج صحيحة لتعارض القضايا واختلاف المسائل .
وتأثير العقيدة في المناهج أمر جلي واضح ، فإن العقيدة هي الركيزة الأولى
التي تنبني عليها المذاهب المختلفة ، فما من فرقة من فرق أهل الأهواء إلا
وتسلك في مناهجها ما يتفق مع عقائدها وأهوائها ، بمعنى أن أهل الأهواء
يضعون القواعد والأصول لتأييد عقائدهم ، ولرفع الحرج لهم ولأتباعهم في رد
نصوص الوحي ، فمثلا ً من قواعد أهل الأهواء عدم قبول خبر الواحد في العقيدة
، وترتب عليه رد بعض النصوص ، مثل بعض نصوص الصفات ، وأما ما استفاضت
النصوص في بيانه وتأكيده وضع له أهل الأهواء والفُرْقة قاعدة لذلك : وهي
تقديم العقل على النقل ، وذلك بعد أن توهموا أن ثمة معارضة بين النقل
والعقل .. وهكذا
فكل طائفة تضع لما تعتقد قاعدة لذلك لتخضع له النصوص ، ويترتب على هذا ثمرة
ونتيجة ولا بد ، وهذا مثل الخوارج لما قعدت في الإيمان قواعد من أهمها أن
الإيمان لا يتجزأ ولا يتبعض ، ترتب على هذا قاعدة : مرتكب الكبيرة كافر
كفر أكبر مخرج من الملة ، ومن ثمار هذه القاعدة الخروج على الحكام والأئمة
أصحاب الكبائر ، واستحلال دماء المسلمين ، وإنكار الشفاعة .
وكذلك الرافضة لما بنت مناهجها في مسألة الخلافة فكفروا الصحابة رضي الله
عنهم ، وعادوا التابعين ، وقالوا برجعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعصمة
أئمتهم والتقية مع جماهير المسلمين ..
وكذلك المعتزلة لما بنت منهجها على العقل ووضعوا له القواعد ذهبت وعطلت
صفات الله سبحانه وتعالى ، ونفت القدر بزعم العدل . وقالت بوجوب الأصلح على
الله سبحانه وتعالى ، وهونت من السمعيات ، بل استنقصتها ولم تأبه بها ، كل
ذلك لتستقيم عقائدها وتسلم بزعمهم من المعارض .
قال الزمخشري المعتزلي ملقبا ً العقل بالسلطان : امش في دينك تحت راية
السلطان ، ولا تقنع بالرواية عن فلان وفلان ، فما الأسد المحتجب في عرينه
أعز من الرجل المحتج على قرينه ، وما العنـز الجرباء تحت الشمأل البليل أذل
من القلد عند الدليل . [10]
وقد سبق الزمخشري وغيره من أعلام المعتزلة إلى هذا عمرو بن عبيد الذي اشتهر
بالاستخفاف بالحديث والجرأة على رده ، فقد ذكر له حديث رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، قال البخاري :
حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك حدثنا شعبة أنبأني سليمان الأعمش قال
سمعت زيد بن وهب عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن
أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما ثم علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك
ثم يبعث الله ملكا فيؤمر بأربع برزقه وأجله وشقي أو سعيد فوالله إن أحدكم
أو الرجل يعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها غير باع أو ذراع
فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها وإن الرجل ليعمل بعمل أهل
الجنة حتى ما يكون بينه وبينها غير ذراع أو ذراعين فيسبق عليه الكتاب فيعمل
بعمل أهل النار فيدخلها)
[11]
قال عمرو بن عبيد لما سمعه :لو سمعت الأعمش يقول هذا لكذبته ، ولو سعمته من
زيد بن وهب لما صدقته ، ولو سمعته من ابن مسعود لما قبلته ، ولو سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا لرددته ، ولو سمعت الله يقول هذا
لقلت : ليس على هذا أخذت
ميثاقنا . [12]
والأمثلة على هذا كثيرة ، ولعل هذا العرض السريع كاف ٍ لبيان ضرورة
الاهتمام بالمنهج وأصوله في العلوم بشكل عام ، وفي العقيدة بشكل خاص . [13]
[1] ـ معجم مقاييس اللغة لابن فارس ( 5/ 361 )
[2] ـ المعجم الفلسفي ، من وضع المجمع اللغوي للغة العربية بالقاهرة ، ص 1983 .
[3] ـ معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب ، لمجدي وهبة وكامل المهندس ، ص 393 .
[4] ـ المعجم الفلسفي ، مراد وهبة ، ص 673 .
[5] ـ قواعد لهداية العقل لديكارت ص 371 ، والنقل بواسطة المعجم الفلسفي لمراد وهبة ، ص 673 .
[6] ـ معجم المصطلحات العلمية ، يوسف خياط ، ص 690 .
[7] ـ البحث العلمي ، عبد الرحمن بدوي ، ص 5 .
[8] ـ منهج كتابة التاريخ الإسلامي ، محمد بن صامل السلمي ، ص 89 .
[9] ـ منهج أهل السنة والجماعة في الرد على النصارى ، د. عبد الراضي عبد المحسن ، ص 104 .
[10] ـ طوق الذهب ص 38 لابن حزم ، بواسطة كتاب الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات
د. عبد القادر صوفي ( 1/145)
[11] ـ أخرجه البخاري كتاب القدر ، باب في القدر ( 6105)
[12] ـ انظر الاعتصام للشاطبي ( 1/233) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (8/71)
[13] ـ ولبيان أهمية المنهج في العقيدة والنتائج المترتبة عليه انظر مناهج البحث
ثالثاً : التعريف بالبحث :
ـ معنى البحث في اللغة :
البحث في اللغة : هو الطلب والتفتيش والتتبع والتحري ، قال الله تعالى :
(فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ)(المائدة: من الآية31)
أي يطلب ويتتبع ما يريد ، قال ابن فارس : الباء والحاء والثاء أصل واحد يدل
على إثارة الشيء
[1] .
والبحث طلبك الشيء في التراب بحثه يبحثه بحثا وابتحثه وفي المثل كباحثة عن
حتفها بظلفها وذلك أن شاة بحثت عن سكين في التراب بظلفها ثم ذبحت بها
والبحوث الإبل تبتحث التراب بأخفافها أخرا في سيرها.
والبحث أن تسأل عن شيء وتستخبر وبحث عن الخبر وبحثه يبحثه بحثا سأل وكذلك استبحثه واستبحث عنه.
استبحثت وابتحثت وتبحثت عن الشيء بمعنى واحد أي فتشت عنه .
والبحث الحية العظيمة لأنها تبحث التراب .
وسورة براءة كان يقال لها البحوث سميت بذلك لأنها بحثت عن المنافقين وأسرارهم أي استثارتها وفتشت عنها
[2] .
ـ معنى البحث في الاصطلاح :
يقول ابن حزم في تعريف البحث : هو تيقن الشيء على ما هو عليه ، أو إدراك الشيء بحقيقته . [3]
ويعرف بعض الباحثين البحث العلمي بأنه :
دراسة مبنية على تقص وتتبع لموضوع معين وفق منهج خاص لتحقيق هدف معين: من
إضافة جديد ، أو جمع متفرق ، أو ترتيب مختلط ، أو غير ذلك من أهداف البحث
العلمي[4].
ويختار د. عبد الوهاب أبو سليمان في تعريف البحث بأنه :
عملية علمية ، تجمع لها الحقائق والدراسات ، وتستوفى فيها العناصر المادية
المعنوية حول موضوع معين دقيق في مجال التخصص ، لفحصها وفق مناهج علمية
مقررة ، يكون للباحث منها موقف معين ، ليتوصل من كل ذلك إلى نتائج جديدة .
هذه النتائج هي ثمرة البحث ، والغاية التي ينشدها الباحث من وراء العملية
العلمية الفكرية ، سواء كانت نظرية ، أو تجريبية ، وهي ما يعبر عنها علميا ً
بـ( الإضافة الجديدة ) المطلوبة في البحوث العلمية العالية[5] .
بينما يعرف جون ديوي البحث بأنه :
رغبة تغيير الواقع لتحقيق مصالح الإنسان [6] .
وما هذا التعريف من ديوي للبحث إلا دلالة على مستوى التفكير عنده في واقعه.
وإلا البحث عملية منظمة تسير على قواعد منهجية لرغبة الوصول للحقيقة ، لا تغيير واقع كما يعبر عنه جون ديوي .
يقول د. أحمد بدر :
هناك تعريفات كثيرة للبحث تدور معظمها حول كونه وسيلة للاستعلام والاستقصاء
المنظم والدقيق الذي يقوم به الباحث بغرض اكتشاف معلومات أو علاقات جديدة ،
بالإضافة إلى تطوير أو تصحيح أو تحقيق المعلومات الموجودة فعلا ً .. على
أن يتبع في هذا الفحص والاستعلام الدقيق خطوات المنهج العلمي ، واختيار
الطريقة والأدوات اللازمة للبحث وجمع البيانات .. ثم بعد هذا نقل عدة
تعريفات للبحث العلمي ، لكنها في الحقيقة كلها تتعلق بالبحث التجريبي ، أو
البحوث الميدانية التي تتعلق بالانثروبلوجيا [7] .
وقد نقل د. محمد عجاج الخطيب عدة تعريفات للبحث العلمي ، ومنها :
ـ أن البحث هو العمل الذي يتم انجازه لحل ، أو محاولة حل مشكلة قائمة ذات حقيقة مادية .
ـ ويعرف آخرون البحث بأنه الفحص والتقصي المنظم لمادة أي موضوع من أجل
إضافة المعلومات الناتجة إلى المعرفة الإنسانية ، أو المعرفة الشخصية .
ـ والبحث أيضا ً هو محاولة لاكتشاف المعرفة ، والتنقيب عنها وتنميتها
وفهمها وتحقيقها بتقص دقيق ، ونقد عميق ، ثم عرضها عرضا ً مكتملا ً بذكاء
وإدراك .
ولا يخفى المبالغة القوية في هذا التعريف للبحث ، فلا أشك أنه يوجد بحث في
الدنيا وصل هذه الرتبة أو يدانيها ، فلو أخذنا بأن المختار من التعاريف هو
هذا للزم أن نقول لا يوجد في عالم البحث اليوم بحث مكتمل .
ثم بعد ذلك طرح د. الخطيب تساؤلا ً : ما هو البحث الديني ، ويقصد به البحث
في مسائل الدين ، ويجيب عنه بأنه بقوله : " بوسعنا أن نطلق تعريفا ً عاما ً
على البحث الديني فنقول : هو كل موضوع يحاول بيان الأحكام التي تتصل بجانب
من جوانب الحياة ، بيانا ً واضحا ً ، أو يسعى إلى حل مشكلة في ضوء الدين ،
من خلال دراسة عميقة مبنية على فهم سديد وإدارك صحيح ومنهج سليم "[8].
هذه أبرز التعريفات للبحث العلمي ولا يخفى ما في بعضها من المبالغة والتكلف
، وخلاصة مفهوم البحث أنه إرادة الوصول إلى الحقيقة من خلال التفتيش
والتنقيب والجمع والغربلة ، بواسطة أسس وضوابط منهجيه يسير عليها الباحث
خلال طريقه في الجمع والفحص .
[1] ـ معجم مقاييس اللغة ( 1/ 204 ) .
[2] ـ لسان العرب لابن منظور ( 3/ 86 ) .
[3] ـ الإحكام في أصول الأحكام ( 1/ 34 ) .
[4] ـ البحث العلمي د. عبدالعزيز الربيعة ( 1/ 23 ) .
[5] ـ كتابة البحث العلمي ، د. عبد الوهاب أبو سليمان ، ص 25 .
[6] ـ نقله عنه مراد وهبة في المعجم الفلسفي ، ص 139 .
[7] ـ أصول البحث العلمي ومناهجه ، د. أحمد بدر ، ص 20 .
[8] ـ لمحات في المكتبة والبحث والمصادر ، ص 100 ـ 101
مصادر كتابة البحوث ومناهجها
أولا ًَ : أهم المصادر في مناهج البحث :
عندما ينظر الباحث في المؤلفات والكتب حول موضوع المناهج والبحوث والخطوات
المنهجية وأساسات البحث يجد أنها متعددة وكثيرة جدا ً ، فهناك كتب تكلمت عن
مناهج البحث بشكل عام ، وهناك كتب تكلمت عن مناهج البحث في علم معين ، مثل
مناهج البحث في التربية ، ومناهج البحث في التاريخ ، وفي معظمها كان
الكلام عاما ً حول مناهج البحث والقواعد المنهجية له .
وقد اخترت كتابين للكلام عنهما في مصادر مناهج البحث ، وأرجئت سرد
المؤلفات عن مناهج البحث للحلقة الثانية من هذا الموضوع ، وذلك لأن هذان
الكتابان أهم ما كتب في مناهج البحث ، وكل من ألف في مناهج البحث فقد نقل
عنهما ، أو نقل عمن ينقل عنهما.
الكتاب الأول : مقدمة ابن خلدون :
مقدمة ابن خلدون ، وهي مقدمة لتاريخ ابن خلدون " العبر وديوان المبتدأ
والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر ".
تأليف العلامة : عبد الرحمن بن محمد بن خلدون .
وهذا الكتاب من الكتب التي طارت بها الركبان في العالم أجمع .
فقد ترجمت إلى لغات عديدة وجاءت حول هذه المقدمة آلاف الدراسات العربية والغربية والشرقية .
وقد اشتملت مقدمة ابن خلدون على عدة علوم ، منها :
ـ دراسة تحليلية ومقدمة منهجية لدراسة التاريخ .
ـ تعد مقدمة ابن خلدون النواة الأولى لعلم الاجتماع وأيضا ً الخدمة الاجتماعية ، وأساسات البحث في علم السكان والانثروبولوجيا .
ـ اشتملت على دراسات في علم النفس والتربية .
ـ اشتملت على مناهج البحث والمعرفة وطرقها .
هذا إلى جانب الموضوعات العديدة التي اشتملت عليها مقدمة ابن خلدون ، منها :
ـ تكلم ابن خلدون في البداية عن النبوة والرسالة والوحي .
ـ وتكلم عن السحر والكهانة والتنجيم ، وفصل في ذلك حتى اشتهر
اتهام ابن خلدون بأنه منجم .
ـ تكلم عن المجاز .
ـ وتكلم عن الأحكام السلطانية بتفصيل .
ـ وتكلم عن الفروق والعوائد في المدن والبلدان .
ـ وتكلم عن أنواع الحرف ، والكسب والمعاش والتجارة .
ـ أطال في الكلام عن العلوم وأصنافها ، والتعليم وطرقه ، وما يعرض له من
أحوال ، وشمل هذا ما يقارب من ثلث المقدمة ، وهو بيت القصيد في بحثنا ،
والسبب لإيراده هنا .
فلم يترك ابن خلدون علما ً إلا ضرب له من كلامه سهما ً .
وهذا في الباب السادس من مقدمة ابن خلدون وعنوانه :
الباب السادس في العلوم وأصنافها والتعليم وطرقه وما يعرض في ذلك كله من الأحوال وفيه مقدمة ولواحق .
والحقيقة أن هذا الباب حوى فصولا ً كثيرة في العلوم وترتيبها وتقسيمها ، ومن أبرز ما جاء فيها ما يلي :
1 ـ مقدمة في الفكر الإنساني
2 ـ بيان في أن عالم الحوادث الفعلية إنما يتم بالتفكر .
3 ـ بيان العقل التجريبي وكيفية حدوثه .
4 ـ مقارنة بين علوم البشر وعلوم الملائكة .
5 ـ بيان علوم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .
6 ـ تحقيق الأمر في أن الإنسان جاهل بالذات عالم بالكسب .
7 ـ بيان العلم والتعلم الطبيعي في العمران البشري
8 ـ بيان في أن التعلم للعلم من جملة الصنائع .
9 ـ بيان أن العلوم تكثر حيث يكثر العمران وتعظم الحضارة .
10 ـ فصل في أصناف العلوم الواقعة في العمران لعصر ابن خلدون
11 ـ علوم القرآن من التفسير والقراءات .
12 ـ علوم الحديث .
13 ـ علم الفقه وما يتبعه من الفرائض .
14 ـ أصول الفقه وما يتعلق به من الجدل والخلافيات .
15 ـ علم الكلام .
16 ـ فصل في كشف الغطاء عن المتشابه من الكتاب والسنة وما حدث لأجل ذلك من طوائف السنية والمبتدعة في الاعتقادات .
17 ـ علم التصوف
18 ـ علم تعبير الرؤيا
19 ـ العلوم العقلية وأصنافها .
20 ـ العلوم العددية .
21 ـ العلوم الهندسية .
22 ـ علم الهيئة .
23 ـ علم المنطق .
24 ـ الطبيعيات
25 ـ علم الطب .
26 ـ الفلاحة .
27 ـ علم الإلهيات .
28 ـ علم السحر والطلسمات
29 ـ علم أسرار الحروف .
30 ـ علم الكيمياء .
31 ـ فصل في إبطال الفلسفة وفساد منتحلها .
32 ـ فصل في إبطال صناعة النجوم وضعف مداركها وفساد غايتها
33 ـ فصل في إنكار ثمرة الكيمياء واستحالة وجودها وما ينشأ من المفاسد عن انتحالها
34 ـ المقاصد التي ينبغي اعتمادها بالتأليف وإلغاء ما سواها .
35 ـ بيان أن كثرة التآليف في العلوم عائقة عن التحصيل .
36 ـ فصل في أن كثرة الاختصارات المؤلفة في العلوم مخلة بالتعليم .
37 ـ فصل في وجه الصواب في تعليم العلوم وطريق إفادته .
38 ـ فصل في أن العلوم الآلية لا توسع فيها الأنظار ولا تفرع المسائل
39 ـ فصل في تعليم الولدان واختلاف مذاهب الأمصار الإسلامية في طرقه .
40 ـ فصل في أن الشدة على المتعلمين مضرة بهم .
41 ـ فصل في أن الرحلة في طلب العلوم ولقاء المشيخة مزيد كمال في التعلم
42 ـ فصل في أن العلماء من بين البشر أبعد عن السياسة ومذاهبها .
43 ـ فصل في أن حملة العلم في الإسلام أكثرهم العجم .
44 ـ فصل في أن العجمية إذا سبقت إلى اللسان قصرت بصاحبها في تحصيل العلوم عن أهل اللسان العربي .
45 ـ فصل في علوم اللسان العربي .
46 ـ فصل في أن اللغة ملكة صناعية .
47 ـ فصل في انقسام الكلام إلى فني النظم والنثر .
48 ـ فصل في صناعة الشعر ووجه تعلمه .
هذه بعض ما جاء في هذا الفصل من بيان لأنواع العلوم وسمات لها وتفاريع فيها
ولا شك أنها مبرزة لمنهجية علمية ظاهرة في هذه المقدمة ، وبعض الفصول
أساسات في جميع العلوم ، ولا شك أن هذا الفصل من هذه المقدمة يحتاج إلى
دراسة وافية وبيان عما احتوته من البيان في المناهج في العلوم والفنون .
· أبرز الدراسات على مقدمة ابن خلدون :
كثرت الدراسات على مقدمة ابن خلدون حتى بلغة المئات بل الآلاف ، ولم تقتصر على لغة العرب ، بل تجاوزتها إلى عدة لغات .
وهذه الدراسات كالآتي :
1 ـ عبد السلام الشدادي في مقدمة تحقيقه لمقدمة ابن خلدون، ونشرت هذه الدراسة في عدة مجلات في المغرب العربي .
2 ـ درويش جودي في مقدمة تحقيقه لمقدمة ابن خلدون ، وهي دراسة مختصرة.
3 ـ دراسات عن مقدمة ابن خلدون ، تأليف : ساطع الحصري .
4 ـ العمران في مقدمة ابن خلدون ، تأليف : محمد الحاجري .
5 ـ نظرة ثانية في مقدمة ابن خلدون ، تأليف : محمود الصلاح .
6 ـ مقدمة المقدمة ، تأليف : فؤاد البستاني
7 ـ جديد في مقدمة ابن خلدون ، تأليف : محمد عبد الرحمن مرحبا .
8 ـ علم الكلام في مقدمة ابن خلدون ، تأليف : سراج حسين فتحي .
9 ـ مقدمة ابن خلدون ، مقالة لمحمد رجب .
10 ـ الفكر اللساني التربوي في التراث العربي : مقدمة ابن خلدون أنموذجا ، تأليف : محمد صاري .
11 ـ الشعر البدوي في مقدمة ابن خلدون ، تأليف : سعد الصويان .
12
ويعد هذا الكتاب من أبرز وأشهر الكتب في مناهج البحث ، وكذلك هو من أقدم الكتب المؤلفة في مناهج البحث على طريقة التأليف الحديثة .
وكل من جاء بعد عبد الرحمن بدوي لا بد أن ينقل منه أو يتكلم عنه أو على
الأقل يشير إليه ولو في هوامش مسائل بحثه ، وقليل من يتنكبه ولا يذكره ،
وهذا الأمر واضح لمن تتبع المؤلفات التي ألفت عن مناهج البحث وكتابة البحث
العلمي ،وهذا بغض النظر عن مادته العلمية وما تحويه ، وكذلك بغض النظر هل
يفيد في بحث المسائل الشرعية أم لا ، ولعل السبب في شهرة هذا الكتاب أنه
أقدم كتاب ألف في الموضوع على طريقة التأليف الحديثة . لذا ذكرت هذا الكتاب
.
أما عن الموضوعات التي تناولها الكتاب فهي كما يلي :
ـ تكلم عن معنى كلمة المنهج .
ـ ثم تكلم عن علم المناهج وتكوينه ، وأنواع المناهج .
ـ ثم فصل عن المنهج الاستدلالي ، وبلغ هذا حوالي ثلث الكتاب .
ـ ثم أتبعه بالمنهج التجريبي وختم بالمنهج الاستردادي ( التاريخي ) وزاد الأخيران أكثر من ثلث الكتاب .
أما أبرز الدراسات حول كتاب عبد الرحمن بدوي فهي مبعثرة في كتب المناهج
وبعض المقالات العلمية وكذلك التراجم لبدوي وما دار عن مؤلفه مناهج البحث،
وكان من أبرز الدراسات التي وجدها ـ غير التعليقات والمناقشات المبثوثة في
كتب مناهج البحث وكتابته ـ هي كالآتي :
1 ـ دراسات عربية حول عبد الرحمن بدوي ، إشراف أحمد عبد الحليم عطية .
2 ـ مقال علمي في صحيفة المدنو الاسبانية ، للكاتبة كارمن رويث أستاذة بجامعة أوتونوما في مدريد .
وكان عنوان المقال : عبد الرحمن بدوي فيلسوف يثير الدهشة .
وتكلمت بالتفصيل عن وجودية عبد الرحمن بدوي ، ثم تناولت أعمال عبد الرحمن بدوي بالتحليل ، ومن بينها مناهج البحث العلمي .
3 ـ مقال في جريدة الزمان عدد 1276 تاريخ : 8/ 2/ 2002 م ، بعنوان : عن عبد الرحمن بدوي وأعماله العلمية .
4 ـ دراسة للدكتور يوسف زيدان بعنوان : عبد الرحمن بدوي ، والدراسة بأكملها تتناول مؤلفاته ، ولم تتطرق لأي شيء آخر ، حتى الترجمة .
قد سبق الإشارة عن الكلام على هذه المؤلفات وكثرتها ، وقد قسمت هذه
الدراسات إلى قسمين ، قسم فيما كتبه الباحثون المسلمون والعرب ، والقسم
الثاني في ما كتبه الغربيون .
القسم الأول : كتابات الباحثين المسلمين والعرب في مناهج البحث وكتابته .
1. اتجاهات البحث الأسلوبي ، تأليف : شكري محمد عياد.
2. أساسيات البحث العلمي بين النظرية والتطبيق ، تأليف : حنان عيسى سلطان وغانم سعيد شريف العبيدي .
3. أساسيات البحث العلمي والثقافة المكتبية ، تأليف : محمد أبو سل .
4. أساليب ومناهج البحث في العلوم الاجتماعية ، تأليف : أحمد عبد الله الصباب .
5. استخدام المصادر وطرق البحث في التاريخ الإسلامي العام وفي التاريخ المصري الوسيط، تأليف : على إبراهيم حسن.
6. أسس البحث الاجتماعي ، تأليف : جمال زكي وسيديس .
7. الأسلوب في البحث العلمي ، تأليف : حمد الصباب
8. أصول البحث الاجتماعي ، تأليف : محمد حسن عبد الباسط
9. أصول البحث العلمي ومناهجه ، تأليف : أحمد بدر
10. الأصول في البحث العلمي ، تأليف : محمد أزهر السماك و قبيس سعيد الفهادي
11. أضواء على البحث والمصادر ، تأليف : عبد الرحمن عميرة
12. إعداد البحث الأدبي ، تأليف : محمد عبد الرحمن الشامخ
13. البحث الاجتماعي ، تأليف : ابراهيم أبو لغد ولويس كامل ملكية
14. البحث الأدبي ، طبيعته ، مناهجه ، أصوله ، مصادره ، تأليف : شوقي ضيف
15. البحث العلمي ، تأليف : ابراهيم فند باجيلي
16. البحث العلمي ، تأليف : ذوقان عبيدات وعبد الرحمن عدس وكايد عبد الحق
17. البحث العلمي ، تأليف : سهير بدير
18. البحث العلمي ، تأليف : عامر إبراهيم قند يلجي
19. البحث العلمي ، تأليف : عبد العزيز الربيعة
20. البحث العلمي ، تأليف : محمد الغريب
21. البحث العلمي الحديث ، تأليف : أحمد جمال الدين ظاهر وأحمد زبادة
22. البحث العلمي مناهجه وتقنياته ، تأليف : محمد زيان عمر
23. البحث عند المسلمين بين مسيرات الماضي ومعوقات الحاضر ، تأليف : محمد عبد العليم مرسي
24.البحث في التربية ، تأليف : عبد الغني عبود
25. البحوث الأدبية مناهجها ومصادرها ، تأليف : محمد عبد المنعم خفاجي
26. تاريخ التاريخ ، مدخل إلى علم التاريخ ومناهج البحث فيه ، تأليف : سعيد بدير الحلواني
27. تطوير منهج البحث في الدراسات التاريخية ، تأليف : قاسم عبده قاسم
28. تعليقة في منهج البحث وتحقيق المخطوطات ، تأليف : أكرم ضياء العمري
29. دراسات في مناهج البحث العلمي ، تأليف : ابراهيم محمد تركي
30. دليل الباحثين في كتابة التقريرات ورسائل الماجستير والدكتوراه ، تأليف : سعيد الهواري
31. سين وجيم عن مناهج البحث العلمي ، تأليف : طلعت همام
32. العلم ، أصوله ، ومصادره ، ومناهجه ، تأليف : عبد الله الخزعان
33. علم التاريخ ومناهج البحث فيه ، تأليف : شوقي عطا الله الجمل
34. العلم والبحث ، دراسة في مناهج العلوم ، تأليف : حسين عبد الحميد رشوان
35. فرضيات البحث ، تأليف : شفاء عبد الله بالخيور
36. فلسفة مناهج البحث العلمي ، تأليف : عقيل حسين عقيل
37. فن البحث والمقال ، تأليف : فخري الخضراوي
38. في طرق البحث ، تأليف : عبد العزيز الخويطر
39. في مناهج البحث العلمي وأساليبه ، تأليف : سامي عريف وآخرين
40. قواعد أساسية في كتابة البحث العلمي ، تأليف : سعيد اسماعيل صيني
41. كتابة البحث العلمي ، تأليف : عبد الوهاب أبو سليمان
42. كيف تكب بحثا ً أو رسالة ، تأليف : أحمد شلبي
43. لمحات في المكتبة والبحث والمصادر ، تأليف : محمد عجاج الخطيب
44. مبادئ في مناهج البحث العلمي ، تأليف : فؤاد الصادق
45.المدخل إلى البحث العلمي ، تأليف : صالح بن حمد العساف
46.مدخل إلى مناهج البحث العلمي ، تأليف : علي إدريس
47.المرشد الوثيق إلى مراجع البحث وأصول التحقيق ، تأليف : جاسم الياسين وعدنان الرومي
48. المرشد في كتابة البحث ، تأليف : حلمي محمد فودة وصالح عبد الله
49. مشكلات وحالات في مناهج البحث العلمي ، تأليف : فاروق يوسف أحمد
50. مصادر التاريخ الإسلامي ومناهج البحث فيه ، تأليف : سيدة اسماعيل كاشف
51. مقدمة في طرق البحث في العلوم الاجتماعية ، تأليف : توفيق فرح
52. مقدمة في طرق البحث في العلوم الاجتماعية ، تأليف : توفيق فرح وفيصل السالم
53.المكتبة والبحث ، تأليف : حشمت قاسم
54.مناهج البحث ، تأليف : عبد الرحمن النشوان
55. مناهج البحث ، تأليف : غازي عناية
56.مناهج البحث الاجتماعية والإعلامية ، تأليف : نوال محمد عمر
57.مناهج البحث العلمي ، تأليف : عبد الله بن محمد الشريف
58. مناهج البحث العلمي ، تأليف موفق الحمداني
59.مناهج البحث العلمي لدى العرب ، تأليف : جلال موسى
60. مناهج البحث العلمي وأصوله ، تأليف : ماجد بن رفاع العضياني
61. مناهج البحث العلمي وجهود المسلمين فيها ، تأليف : محمد عبد الستار نصار
62. مناهج البحث الفلسفي ، تأليف : محمود زيدان
63. مناهج البحث عن المعرفة عند العزالي ، تأليف : فكتور سعيد باسيل
64. مناهج البحث في التاريخ الإسلامي والآثار الإسلامية ، تأليف : عبد العزيز سالم
65. مناهج البحث في التربية وعلم النفس ، تأليف : جابر عبد الحميد وأحمد خيري كاظم
66. مناهج البحث في اللغة ، تأليف : تمام حسان
67. مناهج البحث في علوم المكتبات ، تأليف : ناهد حمدي أحمدي
68. مناهج البحث والمصادر في الدراسات الإسلامية ، تأليف : محمد السعيد
69. مناهج البحث والمصادر في الدراسات الإسلامية والعربية ، تأليف : محمد السعيد
70.مناهج البحث وتحقيق التراث ، تأليف : أكرم ضياء العمري
71.مناهج البحث وتطبيقها في التربية الإسلامية ، تأليف : مقداد يالجن
72.مناهج البحوث وكتابتها ، تأليف : يوسف مصطفى القاضي
73.المنطق ومناهج البحث ، تأليف : ماهر علي
74. منهج البحث الأدبي ، تأليف : على جواد الطاهر
75. منهج البحث الأصولي ، تأليف : عبد الوهاب أبو سليمان ، بحث منشور في جامة أم القرى ، العدد السادس ، عام 103 هـ
76. منهج البحث التاريخي ، تأليف : حسن عثمان
77. منهج البحث عند الغزالي ، تأليف : عادل زعبوب
78. منهج البحث عند الكندي ، تأليف : فاطمة اسماعيل محمد
79. منهج البحوث العلمية للطلاب الجامعيين ، تأليف : ثريا ملحس
80. المنطق الحديث ومناهج البحث ، تأليف : محمود قاسم
81. المنهج في كتابة التاريخ ، تأليف : محمد السلمي
82. المنهج والأطر التأليفية في تراثنا ، تأليف : محمد لطفي الصباغ
83.موسوعة البحث العلمي ، تأليف : عبد الفتاح مراد
القسم الثاني : كتابات الغربيين في مناهج البحث وكتابته :
1. أساليب البحث العلمي ، تأليف : أركان أونجل ، ترجمة : حسين ياسين ومحمود نجيب
2. البحث عن الحقيقة ، تأليف : رينيه مونبيبه ، ترجمة : هاشم الحسيني
3. خطوات البحث والتأليف ، تأليف : ويليس والدو ، ترجمة : شعبة الترجمة بالينسكو
4. عقم المنهج التاريخي ، تأليف : كارل بوبو ، ترجمة : عبد الحميد صبرة
5. العلم والمشتغلون بالبحث العلمي ، تأليف : جون ديكنسون ، ترجمة : شعبة الترجمة بالينسكو
6. فن البحث العلمي ، تأليف : و. ا . ب بفردج ، تعريب : زكريا فهمي
7. مقدمة للمنطق ولمنهج البحث في العلوم الاستدلالية ، تأليف : لفرد تاركسي ، ترجمة: عزمي إسلام ، ومراجعة : فؤاد زكريا
8. مناهج البحث في الدراسات الدينية ، تأليف : أحد قراملكي ، تعريب : سعد الطائي
9. منهج البحث في الأدب واللغة ، تأليف : لا نسوت وماييه ، ترجمة : محمد مندور
10. المنهج لأحكام قيادة العقل والبحث عن الحقيقة في العلوم ، تأليف :
رينيه ديكارت ، ترجمة ومراجعة : فواز الصلاح ومحمود الصالح
مصادر مناهج البحث في العقيدة
أولا ً : البحوث التفصيلية في مناهج البحث في العقيدة :
وتحت هذا المبحث سيُذكر عدة كتب مرتبة على حسب صدورها ووقتها ـ إلى البحث
الرابع ـ ثم بعد ذلك يكون الترتيب المقصود على حسب موضوعها .. وهي متفاوتة
1 ـ مناهج البحث عند مفكري الإسلام واكتشاف المنهج العلمي في العالم الإسلامي، تأليف : د. علي سامي النشار[1] .
يقول الدكتور علي النشار : كانت الفكرة السائدة لدى الباحثين ـ شرقيين
وأوربيين ـ أن المنطق الارسططاليسي قوبل في العالم الإسلامي حين ترجم
وتوالت تراجمه أحسن مقابلة، فسرعان ما اعتبرته المدارس الإسلامية ـ على
اختلاف نزعاتها وتباين أغراضها ـ قانون العقل الذي لا يرد ، والمنهج العلمي
الثابت ...
ومن ثمة نشأت تلك الفكرة القائلة إن المنطق الارسططاليسي أميز مثال للفتنة
اليونانية التي افتتن بها المسلمون والتي سيطرت على عقولهم إلى حتى العصور
القريبة..... وقفت أمام هذه الفكرة بعد دراسة عميقة للمنطق الارسططاليسي
موقف الشك والارتياب ... وقد لفظ الإسلام علوم اليونان لفظا ً قاسيا ً
وحاربها أشد محاربة . [2]
ثم يقول : بدأت البحث في التراث المنهجي للعالم الإسلامي وحاولت الكشف عن
نتاج العبقرية الإسلامية في التوصل إلى المنهج ... وإن هذا البحث الذي
أعرضه للقارئ هو تاريخ تلك الحركة الفكرية التي سادت العالم . [3]
وخلاصة بحث الدكتور النشار نقد المنطق الأرسطي القديم وإحلال محله علم الكلام وأنه منهج البحث لدى المسلمين .
أما موضوعات الكتاب فهي كما يلي :
المقدمة : واشتملت على شرح كيفية انتقال المنطق الأرسطي إلى العالم الإسلامي .
الباب الأول : المنطق الأرسططاليسي بين أيدي الشراح والمخلصين
وتناول فيه مسائل المنطق العامة ، ومبحث التصورات ، ثم مبحث التصديقات ، ونقدها نقدا ً بارعا ً .
الباب الثاني : موقف الأصوليين من المنطق الارسططاليسي حتى القرن الخامس
ويدور الكلام في هذا الباب حول العلة والاستدلال وما فيهما من كلام ، ثم
أتبعه في نهايته بالطرق الإسلامية مثل قياس الشاهد على الغائب ، والاستدلال
بالمتفق عليه على المختلف فيه و السبر التقسيم والإلزامات ...
الباب الثالث : موقف الفقهاء من المنطق الأرسططاليسي بعد القرن الخامس الهجري .
وتكلم في هذا الباب عن موقف الفقهاء حتى عصر شيخ الإسلام ابن تيمية ، ثم تكلم عن نقد ابن تيمية للمنطق .
الباب الخامس : مناهج البحث لدى علماء العلوم الكيميائية والطبيعية والرياضية في العالم الإسلامي .
ومشكلة الكتاب أنه لما نقد المنطق أحل محله علم الكلام وتفاخر وتبجح به
وزعم أنه وليد عند المسلمين وأنه من علوم المسلمين .. وفي الكتاب أشياء
كثيرة تنكر على كاتبها ..
2 ـ مناهج البحث في العلوم الإسلامية ، تأليف : د. مصطفى حلمي .
وقد حوى هذا البحث ثلاثة أبواب ، هي :
الباب الأول : في المنهج ، ويشتمل على فصول
الفصل الأول : التعريف بمناهج البحث ، والنظرية العلمية
الفصل الثاني : نقد علماء المسلمين للمنطق الأرسططاليسي
الفصل الثالث : صلة النهضة الأوربية بالمنهج التجريبي ، وأسباب التقدم العلمي لدى المسلمين .
الباب الثاني : التقدم العلمي ثمرة جهود العلماء المسلمين .
الباب الثالث : مناهج البحث في العلوم الإنسانية في الفكر الإسلامي .
يقول الدكتور مصطفى حلمي في مقدمة كتابه مفصحا ً عن منهجه :
فإننا سنعرض في هذا الكتاب لمقدمات عن مناهج بحث بعض العلوم الاسلامية ،
فنبدأ بإعطاء فكرة عن الملامح العامة للنظرية العلمية ، توطئة لعرض المنهج
العلمي عند المسلمين... مع بيان آثار ذلك في المنجزات العلمية للحضارة
الإسلامية التي أسهمت في قيام حضارة أوربا ونفذت إلى أعماقها .
وتكون مهمتنا توضيح بعض معالم المنهج العلمي لدى علماء المسلمين من أطباء وعلماء فلك وطبيعة وكيماء وغيرهم ..
محمد الغانم
05-Aug-2007, 10:20 AM
3 ـ مناهج البحث في العقيدة الإسلامية في العصر الحاضر .
تأليف : د. عبد الرحمن بن زيد الزنيدي .
وقد تكلم المؤلف في هذا الكتاب عن المناهج المعاصرة ، مع تقعيده لمنهج أهل السنة والجماعة فلم يغفله المؤلف .
وقد جاءت دراسة المؤلف في كتابه على قسمين :
القسم الأول :
يقول المؤلف :
محاولة استقرائية للمكتوب حديثا ً في مجال دراسة الأسس الإيمانية العقدية ،
التي يقوم عليها المنهاج الإسلامي ، صنفت من خلالها هذه الدراسة المعاصرة
في مناهج خمسة :
1 ـ المنهج التراثي .
2 ـ منهج العلم التجريبي المعاصر .
3 ـ المنهج الفطري الثقافي .
4 ـ منهج الضرورة العلمية .
5 ـ المنهج المذهبي . [1]
القسم الثا