منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    قراءة في مقالة مستويات الدراسة البنيوية لصلاح فضل

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    قراءة في مقالة مستويات الدراسة البنيوية لصلاح فضل Empty قراءة في مقالة مستويات الدراسة البنيوية لصلاح فضل

    مُساهمة   الأحد أكتوبر 24, 2010 1:28 pm

    قراءة في مقالة مستويات الدراسة البنيوية لصلاح فضل
    ذ.أحمد أتزكنرمت
    I. تقديم:
    لم تقف صيرورة المناهج النقدية عند حدود دراسة النص الأدبي وتفسيره إعتمادا على علاقته بالتاريخ أو المجتمع بل انتقلت مع المنهج البنيوي إىلالتركيز على العالم الداخلي للنص الأدبي في بنياته اللغوية والفنية والرمزية، والبحث عن العلاقات والقوانين الباطنية التي تحكمه.
    وتعود نشأة المنهج البنيوي إلى منتصف العقد الثاني من القرن العشرين، مع رائد اللسانيات (علم اللغة) فيرديناند دوسوسير الذي أسس للقطيعة مع المقاربات التقليدية للغة وقال:” بأن اللسانيات هي العلم الذي يدرس اللغة في ذاتها ولذاتها”، بغض النظر عن نشأتها وصلاتها بظواهر اجتماعية أو تاريخية، كما تعود نشأة البنيوية إلى الشكلانيون الروس الذين أسسوا لمقولة البحث عن أدبية النص الأدبي، أي “ما يجعل من عمل أدبي أدبا” مثل العناصر النصية والعلاقات المتبادلة بينها والوظيفة التي تؤديها في مجمل النص.
    والبنيوية منهج وصفي في قراءة النص الأدبي يستند إلى خطوتين أساسيتين وهما: التفكيك والتركيب ، كما أنه لا يهتم بالمضمون المباشر، بل يركز على شكل المضمون وعناصره وبناه التي تشكل نسقية النص في اختلافاته وتآلفاته. ويعني هذا أن النص عبارة عن لعبة الاختلافات ونسق من العناصر البنيوية التي تتفاعل فيما بينها وظيفيا داخل نظام ثابت من العلاقات والظواهر التي تتطلب الرصد المحايث والتحليل السانكروني الواصف من خلال الهدم والبناء أو تفكيك النص الأدبي إلى تمفصلاته الشكلية وإعادة تركيبها من أجل معرفة ميكانيزمات النص ومولداته البنيوية العميقة قصد فهم طريقة بناء النص الأدبي. ومن هنا، يمكن القول : إن البنيوية منهج ونشاط وقراءة وتصور فلسفي يقصي الخارج والتاريخ والإنسان وكل ماهو مرجعي وواقعي ، ويركز فقط على ماهو لغوي و يستقرىء الدوال الداخلية للنص دون الانفتاح على الظروف السياقية الخارجية التي قد تكون قد أفرزت هذا النص من قريب أو من بعيد. و يعني هذا أن المنهجية البنيوية تتعارض مع المناهج الخارجية كالمنهج النفسي والمنهج الاجتماعي والمنهج التاريخي والمنهج البنيوي التكويني الذي ينفتح على المرجع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتاريخي من خلال ثنائية الفهم والتفسير قصد تحديد البنية الدالة والرؤية للعالم.
    ومن النقاد العرب الذين أسسوا لهذا المنهج وأعملوه في قراءة كثير من نصوص الأدب العربي القديم والحديث، نجد فؤاد أبو منصور، وحسين الواد، ومحمد سويرتي، وعبد السلام المسدي، وجمال الدين بن الشيخ، وعبد الفتاح كليطو، وعبد الكبير الخطيبي، ومحمد بنيس، ومحمد مفتاح، ومحمد الحناش، وموريس أبو ناضر، وجميل شاكر، وسمير المرزوقي، وفؤاد زكريا، وعبد الله الغذامي إضافة إلى الناقد المصري صلاح فصل، الذي تقلد عدة مناصب ثقافية مهمة كعمادة المعهد العالي للنقد الفني بأكاديمة الفنون، ومستشار ثقافي لمصر بإسبانيا، وله عدة إنتاجات تجمع بين النقد الأدلب والنقد التطبيقي ونظرية الأدب.
    والنص موضوع الدراسة مأخود من كتاب “النظرية البنائية في النقد الأدبي”ز فما القضية التي يطرحها الكاتب في النص؟ وما المقصدية من طرحها؟
    II. ملاحظة النص
    1. قراءة العنوان وفرضيات الموضوع:جاء عنوان النص خبرا لمبتدإ محذوف تقديره هذه، وهو مضاف و”الدراسة” مضاف إليه، و”البنيوية” نعت تابع لمنعوته في الجر. واحتلت فيه كلمة البنيوية موقع البؤرة، وتعني النسق أو الكيفية التي التي تنتظم بها عناصر مجموعة ما، في نطاق علاقات، بحيث يؤدي أي تغيير في أحد عناصرها إلى تغيير العناصر الأخرى. مما يدفعنا إلى افتراض اتصال موضوع النص ب:
    § التعريف بمنهج نقدي يعتبر النص الأدبي بنية من العناصر تتماثل والأشكال المادية المحسوسة.
    § استعراض مستويات الدراسة البنيوية للنص الأدبي.
    III. فهم النص
    1. المعنى-عرض مضامين النص
    v تعريف الكاتب لمصطلح البنية الأدبية بأنها ليست شيئا حسيا يمكن إدراكه، بل هي تصور ذهني تجريدي يعتمد على الرموز ، خلاف الإعتقاد الشائع الذي يربط البنية بالتصميم المادي الداخلي الأعمال الأدبية.
    v تأكيد الكاتب أن فهم المبادئ المتحكمة في التوليد الشعري أو الإبداعي ينبغي التمييز بين مفاهيم البنية والشكل والموضوع:
    § البنية: نتاج لمبادئ ذات طابع شكلي موضوعي تتحكم في توليد وخلق العمل الأدبي، ويترتب عنها النظام الذي تتخده الوحدات المكونة.
    § الشكل: الهيكل الناجم عن قوانين الصياغة والقوالب التي توضع فيها عناصر معينة.
    § الأسلوب: ما تثيره المادة من تصورات ذهنية دلالية رمزية .
    v تمييز الكاتب بين البنية والأسلوب، من حيث اتصال البنية بتركيب النص، في حين يتصل الأسلوب بالنسيج اللغوي الذي كتب به نص ما. فالبنية في القصة تتكون من مستويات الحكاية والزمن والشخصيات والأحداث..أما الأسلوب فيتكون من الخلايا اللغوية الكاشفة عن مستويات البنية.
    v تحديد الكاتب لهدف التحليل البنيوي والمتمثل في اكتشاف تعدد معاني الآثار الأدبية، باعتبارها حصيلة لانفتاح النص الأدبي نفسه وقابليته لتعدد المعاني.
    v اعتماد المنهج البنيوي على اعتبار العمل الأدبي كلا شاملا مكونا من عناصر مختلفة متكاملة فيما بينها، ودراستها في نفسها أولا وفي علاقاتها المتبادلة تحدد في نهاية الأمر البنية الأدبية المتكاملة.
    v مستويات الدراسة البنيوية:
    § المستوى الصوتي: دراسة الحروف ورمزيتها وتكويناتها الموسيقية من نبر وتنغيم وإيقاع.
    § المستوى الصرفي: دراسة الوحدلت الصرفية ووظيفتها في التركيب اللغوي.
    § المستوى المعجمي: يدرس الخصائص الحسية والتجريدية للكلمات .
    § المستوى النحوي: ويدرس تأليف وتراكيب الجمل وخصائصها الدلالية.
    § المستوى القولي: يدرس تراكيب الجمل الكبرىوخصائصها.
    § المستوى الدلالي: يحلل المعاني بالاستفادة من علم النفس وعلم الاجتماع.
    § المستوى الرمزي: الكشف عن الأبعاد الدلالية والرمزية للغة أو التأويل.
    2. بناء المعنى
    النص مقالة نقدية يكشف من خلالها الناقد المصري صلاح فضل المفاهيم المؤسسة للمنهج البنيوي في نظرته للأعمال الأدبية، بدءا بمفهوم البنية، ومفهوم الشكل، ثم مفهوم الأسلوب، كما حدد مستويات الدراسة البنيوية من خلال اعتبار العمل الأدبي كلا مكونا من عناصر مختلفة متكاملة فيما بينها.
    IV. تحليل النص

    1. 1. المفاهيم والمصطلحات النقدية

    يتوزع النصمعجم النص حقلان، حقل محددات البنية وحقل النظرية البنيوية
    حقل محددات البنية
    وحقل النظرية البنيوية
    -تصور تجريدي يعتمد الرموز-وسيط يقوم وراء الواقع-جملة من المبادئ-ذات طابع شكلي موضوعي-نظام تتخده الوحدات المكونة – تتصل بتركيب النص-
    -اكتشاف تعدد معاني الآثار الأدبية- انفتاح الأثر الأدبي –معاني متعددة- المستويات المتداخلة بنيويا- العمل الأدبي كل مكون من عناصر مختلفة متكاملة فيما بينها- مستويات متعددة- الكل الشامل-المستوى الصوتي- الصرفي-النحوي-القولي-الدلالي-الرمزي-البنية الأدبية

    يشكل مفهوم البنية الأساس الذي يشد عليه البنيويون نظريتهم في تحليل النص الأدبي باعتباره بنية تجريدية ذهنية تصف الواقع اللغوي للنص الأدبي وتكشف عن أبعاده الدلالية والرمزية المتعددة، من خلال تتبع مستوياته البنائية المتكاملة فيما بينها.

    1. 2. القضايا النقدية

    تتفرع عن إشكالية النص النقدية عدة قضايا فرعية، نورد أهمها في ما يلي:
    1. مفهوم البنية: ككيان مستقل من العلاقات الداخلية المتكونة على أساس التدرج، وهي نتاج لمبادئ ذات طابع شكلي موضوعي تتحكم في توليد وخلق العمل الأدبي، ويترتب عنها النظام الذي تتخده الوحدات المكونة المتكاملة فيما بينها. وتتسم البنية بمجموعة من الخصائص ثلاث :
    أ- الكلية/الشمولية totalité. الكلية في البنية الروائية تعنى العناصر التكوينية الأولى للجنس الروائي، وهي التي تعطي للمكونات الصغرى مثل الزمان والمكان والشخصيات وغيرها من العناصر، الاستقلالية التامة من جهة كونها موضوعات منفصلة يمكنها أن تشكل عالما منغلقا قائما بذاته، فالزمان على سبيل المثال يدرس من خلال تمثلاته اللغوية/الصرفية أو الذهنية، وفي نفس الوقت حينما يوضع بجانب العناصر الأخرى يصبح ذا معنى جديد يكتسبه من خلال وضعه في هذا النسق.
    ب- التحولات transformations. فتنتج عن تبديل الأدوار بين هذه العناصر، لنتصور أن الزمان انحرف في النص الروائي بمقدار معين، من الحاضر إلى الماضي في حركة عكسية وبدون سابق إنذار، هنا يتدخل مبدأ التحول ليشتغل على باقي العناصر المكونة للعمل الروائي، فيتحول المكان والشخصيات أيضا بنفس المقدار ونفس الدرجة لانحراف الزمان، وهذا يجرنا إلى مفهوم آخر استعمل بكثرة في الدراسات الشعرية المعاصرة ولكننا لم نستفد منه في الدراسات السردية كثيرا وهو مفهوم التوازي، التوازي هنا يتعلق بمقادير الانحرافات كما بينتها في المثال المذكور.
    ج- الضبط الذاتي auto-réglage. الحركة التصحيحية التي تضمن هذا النوع من التوازي، وتجعل النص الروائي نصا منسجما، مما يجعل البنية الروائية قادرة على إعادة تنظيم نفسها بنفسها مما يضمن انتظامها وتجددها باستمرار، ويجعلها خاضعة في نهاية الأمر للقانون الأول: قانون الكلية.
    2. مفهوم الشكل: الهيكل الناجم عن قوانين الصياغة والقوالب التي توضع فيها عناصر معينة. ويمكن تقديم تعريف موسع للشكل من خلال سبعة نقاط:
    أ- الشكل مجموع العلاقات التي تعرف نظام العلامات في تعارض مع الجوهر .
    ب- اللغة عبارة عن نظام أشكال .
    ج-”شكل المضمون ” تقطيع للمفاهيم ،بواسطة العلامة ، أما ” شكل التعبير ” فهو تقطيع للفونيمات والحروف بواسطة العلامات .
    د- لا أساس في السميولوجيا لتعارض الاستعمال الرائج بين “الشكل”و” المضمون/ لمعنى/العمق “
    ه-تعكس استعمالات “الشكل ” تاريخ الفكر المستعمل وأسسه الابستمولوجية في نظرية من النظريات السيميائية .
    و-”مفهوم الشكل ” موروث أرسطي يعارض “المادة ” ومن هذا التقسيم يقترب بـ “الشكل ” من مفهوم “البنية ”
    ز-كما يسمح تأويل (يامسليف ) للمفهوم (السوسيري ) لـ “الشكل ” بتحديد لهذا الأخير من الوجهتين المنهجية والأبستمولوجية .
    3. مفهوم الأسلوب: ما تثيره المادة من تصورات ذهنية دلالية رمزية، ويقفريفاتير الأسلوب على إبراز بعض عناصر سلسلة الكلام، وحمل القارئ على الانتباه إليهابحيث إذا غفل عنها تشوّه النّص، وإذا حلّلها وجد لها دلالات تمييزية خاصة. ويمكنالقول إن الكلام يعبّر، وإن الأسلوب يبرز.‏

    1. 3. الإطار المرجعي

    يتكون الإطار المرجعي للمنهج البنيوي من المرجعيات التالية: الدراسات اللسانية، وحركة الشكلانيون الروس، وجمعية دراسات شعرية، والفلسفة الظاهراتية، والمناهج العقلية المنطقية.

    1. 4. طرائق العرض

    استند الكاتب في النص إلى إطار مرجعي ينطلق من العام إلى الخاص من خلال انطلاقه من مسلمة اعتبار البنية هيكل عظمي أو تصميم داخلي للأعمال الأدبية تحديد مفهوم البنية وعلاقتها بمفاهيم موازية كالشكل والأسلوب، قبل أن ينتقل على تحديد مقومات النظرية البنيوية ومستويات التحليل البنيوي. كما اعتمد صلاح فضل على أسلوب التعريف والشرح في توضيخه لكثير من المفاهيم والمصطلحات، إضافة إلى تفسير لمستويات التحليل البنيوي.
    5. البناء الحجاجي
    أما البناء الحجاجي للنص فيمكن أن نوضحه من خلال الجدول التالي:
    الأطروحة
    البنية الأدبية بأنها ليست شيئا حسيا يمكن إدراكه، بل هي تصور ذهني تجريدي يعتمد على الرموز ، خلاف الإعتقاد الشائع الذي يربط البنية بالتصميم المادي الداخلي الأعمال الأدبية.
    الدفاع عن الأطروحة/نقيض الأطروحة

    * الإعتراض على ما يثيره مصطلح البنية من انطباع مادي
    * تعريف مصطلح البنية من وجهة نظر بعض النقاد
    * التمييز بين البنية والشكل والموضوع
    * عرض مقومات النظرية البنيوية ومستويات دراسة العمل الأدبي

    النتيجة/الخلاصة
    الإنتهاء إلى أن دراسة جميع مستويات العمل الأدبي في علاقتها المتبادلة هو ما يحدد البنية الأدبية المتكاملة.

    كما اعتمد الكاتب جملة من الموارد الحجاجية في الدفاع عن أطروحته منها:

    * الاستدلال بحجة المثال:في قوله:”فالبنية في القصة مثلا…”
    * الاستدلال بحجة الاستشهاد:في قوله:”قد حاول بعض النقاد…”وقوله:”ويقترح بعض النقاد…”

    1. 6. اللغة والأسلوب:

    اعتمد الكاتب لغة نقدية أدبية يغلب عليها الطابع التقريري التعريفي، وفي ذلك حرص الكاتب على تماسك جمل النص بواسطة الربط الدلالي والتركيبي، وبواسطة الإحالة سواء أكانت مقامية أو نصية، من خلال مقولات الضمائر والموصولات والإشارات.
    كما اعتمد على أسلوب خبري تغلب عليه صيغ التوكيد(وقد حاول..-إن أهم..-إن دراسة)وصيغ الوجوب (-على أن ذلك يقتضي- ولابد..-) إضافة إلى صيغ الشرط(إذا كان مصطلح…فإنه ينبغي…-)وغايته من ذلك إلزام المتلقي بصحة الأطروحة المعبر عنها.
    V. تركيب وتقويم
    قصد الكاتب صلاح فضل من خلال النص التعريف بالمنهج البنيوي من خلال ماهيته وخصائصة وأسسه ومستويات الدراسة البنيوية، ومن خلال ذلك نقف على أن المنهج البنيوي يتأسس على مفهومين أساسيين، هما البنية وموت المؤلف.
    وتأسيسا على ذلك يمكن القول إن البنيوية بوصفها منهجا نقديا حديثا له ملامحه الواضخة والمتكاملة في الفكر الحديث قد تبلورت في حوار مع مناهج سابقة أو معاصرة، ومع مجموعة من العلوم كاللسانيات والأنثروبولوجيا وعلم النفس، لكنها (البنيوية)ظلت أداة للنظر والتحليل ولم تتحول إلى علم أو نظرية قائمة الذات.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 9:02 pm