وت وت
مفتاح لمعنى النص سيميائية العنوان في قصص محمود شقير * زياد أبولبن
إنّ دراسة "سيميائية العنوان في قصص محمود شقير" ، تضيء لنا جوانب مهمّة في النص نفسه ، وتفيد في كشف المخبوء في بعده الدلالي ، والذي حفّزني للوقوف على سيميائية العنوان كتاب محمود عبد الوهاب "ثريا النص: مدخل لدراسة العنوان القصصي" ، فوقفت على بنية عناوين قصص شقير محللاً مكوناتها وكاشفاً عن شبكة العلاقات المتبادلة بينها وبين القصة نفسها ، وعن وظائف تلك العلاقات في إنتاج الدلالة ، باعتبار أن العنوان بنية صغرى تؤلًّف مع القصة وحدة عمل على المستوى الدلالي ، فهناك علاقة وطيدة بين العناوين ونصوصها ، ولا يمكن أن يحقق أية دلالة بمعزل عن نصه الكبير ، ولا يمكن النظر إليه خارج سياق النص الذي تحته ، إلاّ في حالات التصنيف والفهرسة. (انظر كتاب: محمود عبدالوهاب ، ثريّا النص:مدخل لدراسة العنوان القصصي ، ص9) ، و"السيميائيات طريقة جديدة في فهم الظواهر وتأويلها ، وهي أيضاً طريقة جديدة في التعامل مع المعنى". (سعيد بنكراد ، السيميائيات: النشأة والموضوع ، مجلة عالم الفكر ، العدد 3 ، المجلد 35 ، الكويت ، يناير - مارس 2007 ، ص7) ، ولا تكتفي بالبحث عن الدلالات أو الإحالات أو الإشارات ، وقد عرّف ابن منظور عنوان الكتاب بأنه سمته وديباجته ، أي هيئته ونسجه ، وقال ابن فارس في كتابه "الصاحبي":"العنوان مأخوذ من المعنى" ، وعدّ (أوسبنسكي) العنوان عنصراً بنائياً يشتبك مع غيره من عناصر الرواية لتشييد منظور الكاتب وعقيدته العامة التي تعني عنده رؤية الكاتب للعالم. (ثريّا النص: مدخل لدراسة العنوان القصصي ، ص10).قبل الدخول في تحليل عناوين قصص شقير ، أقف عند سبب اختيار العنوان عند هذا الكاتب أو ذاك ، للكشف عن العلاقات التي تحكم اختيار العنوان في إنتاج الدلالة ، وقبل ذلك استوقفني حديث أحد الروائيين ، وهو يبحث عن عنوان لروايته الجديدة ، فيعرض على أصدقائه عناوين مختلفة ، أو يفكر معهم في عنوان مُغاير ، يحمل إيحاءات مختلفة في الدلالة ، مقلّباً الأمر على وجوه عدّة ، وما بين الحيرة والقلق استقرّ على عنوان يتفق وسياق الرواية ، فيه تأويل مشحون بالدلالة ، "فالعنوان الحديث بدأت تتحكم باختياره موجهات مختلفة تأتي في مقدمتها مهيمنة ، تتمثّل في بروز شديد لأحد أنساق النص على بقية أنساقه الأخرى ، يعمد الكاتب بقصدية إلى اختيارها وبلورتها على مستوى العبارة عنواناً لعمله ، ومن هنا جاء اتصاف العنوان في النصوص الحديثة بالانغلاق النسبي". (ثريّا النص: مدخل لدراسة العنوان القصصي ، ص16) ، فتبقى الأسئلة مطروحة حول العنوان ، فهل يقفز العنوان فجأة في خاطر القاص ، قبل البدء بالكتابة ، أو أثنائها ، أو بعدها ، وهل يخضع العنوان إلى عمليات من التغيير أو التحوير أو التعديل ؟ كل هذه الأسئلة تستدعي اشتراطات الكتابة نفسها ، التي تتحكم بالحالة أو ترشد إليها.لا يشكّل عنوان المجموعة بنية نهائية ، وإنّما هو بنية صغرى لا تعمل باستقلال تام عن البنية الكبرى التي تحتها ، فالعنوان -بهذه الكينونة - بنية افتقار ، يغتني بما يتصل به من قصة ورواية وقصيدة ، ويؤلف معها وحدة على المستوى الدلالي ، وبسبب من وظيفته التأويلية ، ونحن نتفق مع القول بأنه لن يُفهم العنوان منقطعاً عن نصه ، ولا تُدرك إشاراته إلا عبر العلاقة بينهما ، (ثريّا النص: مدخل لدراسة العنوان القصصي ، ص9) ، فعناوين المجموعات القصصية لشقير ، التي كُتبت للكبار ، (من المعروف أنه كتب قصصا للأطفال والفتيان والفتيات) هي: خبز الآخرين (1975) ، الولد الفلسطيني (1977) ، طقوس للمرأة الشقية (1986) ، صمت النوافذ (1991) ، مرور خاطف (2002) ، صورة شاكيرا (2003) ، ابنة خالتي كوندوليزا (2004) ، باحة صغيرة لأحزان المساء (2004). تبين كعناوين كبرى لمجموعاته القصصية ، التي تنقسم إلى قسمين: قسم يحمل دلالة مباشرة لا تحتمل التأويل ، وهي: خبز الأخرين ، الولد الفلسطيني ، صورة شاكيرا ، ابنة خالتي كوندوليزا ، وقسم آخر يحمل دلالة تُحْمَلُ على للتأويل وهي: طقوس للمرأة الشقية ، صمت النوافذ ، مرور خاطف ، باحة صغيرة لأحزان المساء ، فمن الملاحظ عنوان مجموعة "باحة صغيرة لأحزان المساء" مثلاً ، استأثر بجملة طويلة على الرغم أن المجموعة قصص قصيرة جداً ، فكأن العنوان يحمل دلالة مغايرة للمتوقع ، ونجد أيضاً أن هناك عناوين دالة على الموضوع السياسي ، مثل: خبز الآخرين ، والولد الفلسطيني ، وابنة خالتي كوندوليزا ، في حين عنوان "صورة شاكيرا" دال على اسم علم في إحالة مغايرة لموضوع المجموعة ، وهو موضوع سياسي اجتماعي ثقافي ، وهناك عناوين لا تحمل دلالة مباشرة على الموضوع المطروق في قصص المجموعات ، باعتبار أن العنوان مفتاح تأويلي ، فحملت مجموعات أخرى لغة الشعر ، مثل: طقوس للمرأة الشقية ، وصمت النوافذ ، ومرور خاطف ، وباحة صغير لأحزان المساء ، "قد يُكتب العنوان بسيرورة النص الذي يحمله ، وقوة تأثيره في الأجيال المتعاقبة سلطة ـ تداولية ، تجعله ضوءاً لنصه حتى إذا ما ذُكر العنوان استدعى حضور مرجعه لنصه الغائب في الذهن". (ثريّا النص: مدخل لدراسة العنوان القصصي ، ص17). وهناك مجموعات قصص لشقير ، تمثّل فترات زمنية متباعدة كُتبت فيها ، أوّلها: مجموعة "خبز الآخرين" ، التي صدرت عام 1975 ، وأعيد إصدارها في طبعة خاصة في القاهرة عام 1990 ، نجد أن عناوين قصص المجموعة تنقسم إلى قسمين: قسم يحمل الدلالة المباشرة ، التي لا تحتمل التأويل ، وترتبط بالواقع الفلسطيني ، وهي: أهل البلد ، بقرة اليتامى ، الفتى الريفي ، البلدة القديمة ، متى يعود إسماعيل ، ثلاث قصص قصيرة جداً ، الوطن ، رجل وامرأة ، التراب ، القرار ، الخروج . وقسم آخر ينطوي على دلالة تُحمل على التأويل بمعزل عن النص ، وتُحمل على التأويل بارتباطها في النص ارتباطاً وثيقاً ، وهي أربع قصص من بين ست عشرة قصة: خبز الآخرين (تحمل دلالة مفتوحة على فضاء واسع من التأويل) ، والنار ذات الوقود (فيها إحالة على النص الديني: القرآن) ، ونجوم صغيرة (تحمل دلالة رومانسية في تأويلها) ، واليوم الأخير (عنوان مفتوح على بنية زمانية ومكانية) ، باعتبار أن العنوان يؤلف "على مستوى التعبير مقطعاً لغوياً يعلو في النص وتتحكم به قواعد نحوية وسيميائية ، تعمل على بلورة موضوعته ، وتحدد رؤيتها وترميز دلالتها في مفردة أو عبارة ذات أجزاء ، أي (ألفاظ مفردة) تتعاقب لأداء وظيفة لتأسيس "وجهة نظر" من التركيب العام للنص" ، (ثريّا النص: مدخل لدراسة العنوان القصصي ، ص10). وما كان اختياري لهذا النموذج أو النماذج الأخرى إلاّ من باب تفسير "الدور الكبير الذي تلعبه النماذج سواء في تحديد المتون حيث تتأسس هوية النص عبر انتمائه إلى "نوع" يجسد مجموعة خصائصه في الوجود وفي الاشتغال ، أو في تصور أداة تمكن من فهم الظاهرة حيث يقوم التحليل بإدراج الظاهرة ضمن سيرورة ، أو سيرورات تأويلية ، تستعيد عبرها هذه الظاهرة خصوصيتها وغناها". ( سعيد بنكراد ، النص السردي نحو سيميائيات للإيديولوجيا ، ص7) ، قد تكون هذه القراءة الافتتاحية مفتاحاً للوصول إلى ما تنطوي عليه قصص شقير في بُعدها الدلالي ، خاصة إن تلك القصص اقتربت من الواقعية الجديدة بأسلوب ساخر ، يكشف عن قدرة الكاتب في تمثّل الأحداث ، وتطويعها في العمل الكتابي ، وهو أسلوب مميّز في الكتابة القصصية ، خطّه شقير منذ أواسط السبعينيات حتى الآن ، من مجموعته الأولى "خبز الآخرين" إلى ما بعد مجموعته"باحة صغيرة لأحزان المساء". ہ قاص وناقد أردني Abulaban_ziad@yahoo.com
منقول
مفتاح لمعنى النص سيميائية العنوان في قصص محمود شقير * زياد أبولبن
إنّ دراسة "سيميائية العنوان في قصص محمود شقير" ، تضيء لنا جوانب مهمّة في النص نفسه ، وتفيد في كشف المخبوء في بعده الدلالي ، والذي حفّزني للوقوف على سيميائية العنوان كتاب محمود عبد الوهاب "ثريا النص: مدخل لدراسة العنوان القصصي" ، فوقفت على بنية عناوين قصص شقير محللاً مكوناتها وكاشفاً عن شبكة العلاقات المتبادلة بينها وبين القصة نفسها ، وعن وظائف تلك العلاقات في إنتاج الدلالة ، باعتبار أن العنوان بنية صغرى تؤلًّف مع القصة وحدة عمل على المستوى الدلالي ، فهناك علاقة وطيدة بين العناوين ونصوصها ، ولا يمكن أن يحقق أية دلالة بمعزل عن نصه الكبير ، ولا يمكن النظر إليه خارج سياق النص الذي تحته ، إلاّ في حالات التصنيف والفهرسة. (انظر كتاب: محمود عبدالوهاب ، ثريّا النص:مدخل لدراسة العنوان القصصي ، ص9) ، و"السيميائيات طريقة جديدة في فهم الظواهر وتأويلها ، وهي أيضاً طريقة جديدة في التعامل مع المعنى". (سعيد بنكراد ، السيميائيات: النشأة والموضوع ، مجلة عالم الفكر ، العدد 3 ، المجلد 35 ، الكويت ، يناير - مارس 2007 ، ص7) ، ولا تكتفي بالبحث عن الدلالات أو الإحالات أو الإشارات ، وقد عرّف ابن منظور عنوان الكتاب بأنه سمته وديباجته ، أي هيئته ونسجه ، وقال ابن فارس في كتابه "الصاحبي":"العنوان مأخوذ من المعنى" ، وعدّ (أوسبنسكي) العنوان عنصراً بنائياً يشتبك مع غيره من عناصر الرواية لتشييد منظور الكاتب وعقيدته العامة التي تعني عنده رؤية الكاتب للعالم. (ثريّا النص: مدخل لدراسة العنوان القصصي ، ص10).قبل الدخول في تحليل عناوين قصص شقير ، أقف عند سبب اختيار العنوان عند هذا الكاتب أو ذاك ، للكشف عن العلاقات التي تحكم اختيار العنوان في إنتاج الدلالة ، وقبل ذلك استوقفني حديث أحد الروائيين ، وهو يبحث عن عنوان لروايته الجديدة ، فيعرض على أصدقائه عناوين مختلفة ، أو يفكر معهم في عنوان مُغاير ، يحمل إيحاءات مختلفة في الدلالة ، مقلّباً الأمر على وجوه عدّة ، وما بين الحيرة والقلق استقرّ على عنوان يتفق وسياق الرواية ، فيه تأويل مشحون بالدلالة ، "فالعنوان الحديث بدأت تتحكم باختياره موجهات مختلفة تأتي في مقدمتها مهيمنة ، تتمثّل في بروز شديد لأحد أنساق النص على بقية أنساقه الأخرى ، يعمد الكاتب بقصدية إلى اختيارها وبلورتها على مستوى العبارة عنواناً لعمله ، ومن هنا جاء اتصاف العنوان في النصوص الحديثة بالانغلاق النسبي". (ثريّا النص: مدخل لدراسة العنوان القصصي ، ص16) ، فتبقى الأسئلة مطروحة حول العنوان ، فهل يقفز العنوان فجأة في خاطر القاص ، قبل البدء بالكتابة ، أو أثنائها ، أو بعدها ، وهل يخضع العنوان إلى عمليات من التغيير أو التحوير أو التعديل ؟ كل هذه الأسئلة تستدعي اشتراطات الكتابة نفسها ، التي تتحكم بالحالة أو ترشد إليها.لا يشكّل عنوان المجموعة بنية نهائية ، وإنّما هو بنية صغرى لا تعمل باستقلال تام عن البنية الكبرى التي تحتها ، فالعنوان -بهذه الكينونة - بنية افتقار ، يغتني بما يتصل به من قصة ورواية وقصيدة ، ويؤلف معها وحدة على المستوى الدلالي ، وبسبب من وظيفته التأويلية ، ونحن نتفق مع القول بأنه لن يُفهم العنوان منقطعاً عن نصه ، ولا تُدرك إشاراته إلا عبر العلاقة بينهما ، (ثريّا النص: مدخل لدراسة العنوان القصصي ، ص9) ، فعناوين المجموعات القصصية لشقير ، التي كُتبت للكبار ، (من المعروف أنه كتب قصصا للأطفال والفتيان والفتيات) هي: خبز الآخرين (1975) ، الولد الفلسطيني (1977) ، طقوس للمرأة الشقية (1986) ، صمت النوافذ (1991) ، مرور خاطف (2002) ، صورة شاكيرا (2003) ، ابنة خالتي كوندوليزا (2004) ، باحة صغيرة لأحزان المساء (2004). تبين كعناوين كبرى لمجموعاته القصصية ، التي تنقسم إلى قسمين: قسم يحمل دلالة مباشرة لا تحتمل التأويل ، وهي: خبز الأخرين ، الولد الفلسطيني ، صورة شاكيرا ، ابنة خالتي كوندوليزا ، وقسم آخر يحمل دلالة تُحْمَلُ على للتأويل وهي: طقوس للمرأة الشقية ، صمت النوافذ ، مرور خاطف ، باحة صغيرة لأحزان المساء ، فمن الملاحظ عنوان مجموعة "باحة صغيرة لأحزان المساء" مثلاً ، استأثر بجملة طويلة على الرغم أن المجموعة قصص قصيرة جداً ، فكأن العنوان يحمل دلالة مغايرة للمتوقع ، ونجد أيضاً أن هناك عناوين دالة على الموضوع السياسي ، مثل: خبز الآخرين ، والولد الفلسطيني ، وابنة خالتي كوندوليزا ، في حين عنوان "صورة شاكيرا" دال على اسم علم في إحالة مغايرة لموضوع المجموعة ، وهو موضوع سياسي اجتماعي ثقافي ، وهناك عناوين لا تحمل دلالة مباشرة على الموضوع المطروق في قصص المجموعات ، باعتبار أن العنوان مفتاح تأويلي ، فحملت مجموعات أخرى لغة الشعر ، مثل: طقوس للمرأة الشقية ، وصمت النوافذ ، ومرور خاطف ، وباحة صغير لأحزان المساء ، "قد يُكتب العنوان بسيرورة النص الذي يحمله ، وقوة تأثيره في الأجيال المتعاقبة سلطة ـ تداولية ، تجعله ضوءاً لنصه حتى إذا ما ذُكر العنوان استدعى حضور مرجعه لنصه الغائب في الذهن". (ثريّا النص: مدخل لدراسة العنوان القصصي ، ص17). وهناك مجموعات قصص لشقير ، تمثّل فترات زمنية متباعدة كُتبت فيها ، أوّلها: مجموعة "خبز الآخرين" ، التي صدرت عام 1975 ، وأعيد إصدارها في طبعة خاصة في القاهرة عام 1990 ، نجد أن عناوين قصص المجموعة تنقسم إلى قسمين: قسم يحمل الدلالة المباشرة ، التي لا تحتمل التأويل ، وترتبط بالواقع الفلسطيني ، وهي: أهل البلد ، بقرة اليتامى ، الفتى الريفي ، البلدة القديمة ، متى يعود إسماعيل ، ثلاث قصص قصيرة جداً ، الوطن ، رجل وامرأة ، التراب ، القرار ، الخروج . وقسم آخر ينطوي على دلالة تُحمل على التأويل بمعزل عن النص ، وتُحمل على التأويل بارتباطها في النص ارتباطاً وثيقاً ، وهي أربع قصص من بين ست عشرة قصة: خبز الآخرين (تحمل دلالة مفتوحة على فضاء واسع من التأويل) ، والنار ذات الوقود (فيها إحالة على النص الديني: القرآن) ، ونجوم صغيرة (تحمل دلالة رومانسية في تأويلها) ، واليوم الأخير (عنوان مفتوح على بنية زمانية ومكانية) ، باعتبار أن العنوان يؤلف "على مستوى التعبير مقطعاً لغوياً يعلو في النص وتتحكم به قواعد نحوية وسيميائية ، تعمل على بلورة موضوعته ، وتحدد رؤيتها وترميز دلالتها في مفردة أو عبارة ذات أجزاء ، أي (ألفاظ مفردة) تتعاقب لأداء وظيفة لتأسيس "وجهة نظر" من التركيب العام للنص" ، (ثريّا النص: مدخل لدراسة العنوان القصصي ، ص10). وما كان اختياري لهذا النموذج أو النماذج الأخرى إلاّ من باب تفسير "الدور الكبير الذي تلعبه النماذج سواء في تحديد المتون حيث تتأسس هوية النص عبر انتمائه إلى "نوع" يجسد مجموعة خصائصه في الوجود وفي الاشتغال ، أو في تصور أداة تمكن من فهم الظاهرة حيث يقوم التحليل بإدراج الظاهرة ضمن سيرورة ، أو سيرورات تأويلية ، تستعيد عبرها هذه الظاهرة خصوصيتها وغناها". ( سعيد بنكراد ، النص السردي نحو سيميائيات للإيديولوجيا ، ص7) ، قد تكون هذه القراءة الافتتاحية مفتاحاً للوصول إلى ما تنطوي عليه قصص شقير في بُعدها الدلالي ، خاصة إن تلك القصص اقتربت من الواقعية الجديدة بأسلوب ساخر ، يكشف عن قدرة الكاتب في تمثّل الأحداث ، وتطويعها في العمل الكتابي ، وهو أسلوب مميّز في الكتابة القصصية ، خطّه شقير منذ أواسط السبعينيات حتى الآن ، من مجموعته الأولى "خبز الآخرين" إلى ما بعد مجموعته"باحة صغيرة لأحزان المساء". ہ قاص وناقد أردني Abulaban_ziad@yahoo.com
منقول