19- الإيحاء
من شأن الإيحاء تجسيد النص إلى أرضية الواقع، حيث يلج المتلقي النص ويغوص فيه بأفكاره وتجاربه وثقافته.. عن طريق التناص أو الخيال...
ونستطيع القول بأن الإيحاء علم يرتكزبالأساس على الصوت اللغوي بأسلوب بلاغي ساحر.. وإذا كان علم الأصواتمستنبط من كتاب الله العزيز، فلا يسعنا سوى أن نقول كذلك الإيحاء.. إلاأننا نجد الباحثين والدارسين يتوجهون صوب ترجمات من اللغات الأعجمية!وعندنا في اللغة العربية من الإيحاء اللفظي ما لا تستطيع أية لغة أخرى أنتنافسها... وإذا كانت اللغة وسيلة التفكير، فللإيحاء أثر كبير علىالفكر...
وعن طريق الإيحاء تنتقل القيمالإيجابية، أو السلبية من شخص إلى آخر لأن قوة الإيحاء تكمن في الكاتبالذي يستطيع أن يجعل المتلقي ينقاد بسهولة ويسر عندما يجسد له النص حتىيصبح الإيحاء شيئا واقعيا...
20- التلميح
التلميح ضد التصريح؛ واصطلاحا يعنيالإشارة إلى –اسم مشهور، عنوان قصيدة، قصة، مثل، حكمة، نكتة، تاريخ...-ويُشترط أن يكون ما يشار إليه متواترا، وبأسلوب بليغ...
وإن كان التلميح ضد التصريح إلا أنالكاتب المتمكن يكون تلميحه أبلغ من التصريح لأنه يحقق الغاية المقصودة منالتلميح؛ ونجده عند الكاتب العتيق في بعض الأحيان أبلغ من التصريح لكنهيؤلم النفس...
ويساهم التلميح في تعدد المعاني، مما يجعل للقصة عدة تأويلات...
21- الإيهام
الإيهام هو كلمة مترجمة من اللاتينية إلى الانجليزية إلى الفرنسية…وفي اللاتينية تعني: "السخرية والبسط"؛ إلا أن الترجمة موهت المعنىالحقيقي للكلمة فأصبحت تعني الوهم في إدراك الشيء الذي يجعل المتلقي يعتبرالظاهر حقيقة...
ونجد من فسر هذه الكلمة من فعل "توهّم"، الذي يعني: "تخيل، تصور، تمثل.." إلا أننا نجد هناك فارقا بين المعنيين؛ حيث الإيهام في القصة هو عملية متكاملة تعتمد بالأساس على الإيحاء من خلال محاكاة الواقع بأسلوببليغ يصور ويجسد الخيال حتى يلج المتلقي النص عبر الشخصية تصديقا لمايقرأه...
ويُعدّ الإيهام ركنا ركينا في صناعةالنص القصصي حيث يفتح فضاء بين الحقيقة والخيال. وبطبيعة الحال لا يتحققهذا إلا ببراعة الكاتب الذي ينتقي أجمل الأدوات ليعبر عن الواقع بمهارةوفن تطويع اللغة والارتقاء بمكنوناتها الإبداعية والدلالية...
22- الرمزية
الرمزية هي إشارات وتعبير تستعمل لتمثيل الأشياء؛ وتساهم في التكثيف والترقيم والاختزال بشكل أكثر وجلي..
والرمزية اصطلاحا هي التعبير بواسطة الرموز، الإشارات، التلميح، التلويح...
كما أننا نستطيع القول بأن الرمزية في حد ذاتها هي "الإيحاء" لأنها تعبر عن الأشياء بطريقة غير مباشرة...
ويتنوع الرمز إلى ثلاثة أنواع:
1- الرمزية العالمية
وهي الرموز التي استخدمها كبار الأدباء، وكذلك الموجودة في الطقوس الدينية، والمتداولة في المجتمعات...
2- الرمزية التانصية
وهي الرموز التي يشير بها الكاتب من خلال نصوص قديمة أو معاصرة...
3- الرمزية الإبداعية
وهي الرموز التي يبتكرها الكاتبويستخدمها؛ وكثيرا ما نجدها غامضة، أو لا تفي الغرض في النص؛ وقد تفوق فيكثير من الأحيان ما هو أبعد من المبهم...
وقد يُحوّل الكاتب المتمكن الرمزيةإلى "تراصف"، حيث يكون الرمز يعني شيئا، ويجعله في صورة أخرى فيتحولالمعنى الحقيقي للرمز إلى تراصف؛ مثال ذلك: لو جعل الكاتب رمز السلم فيالنار يعني هذا تراصفا، أي المعنى أصبح حربا قائمة باسم السلم ولو أن رمزالسلم ضد الحرب وخال من أي مضمون الحرب...
وتستند الرمزية بالأساس على الابتعاد عن الواقع، إلا أنها تصوره عالما خياليا تكون فيه الرموز هي المعبرة عن المعاني...
كما تعمد الرمزية كذلك إلى تقريب الصفات المتباعدة عن طريق الإيحاء، وإلى التعبير عن مكنونات الكاتب...
وتنقسم الرمزية إلى أربعة أقسام:
1- الرمزية الأدبية
وهي الرموز التي يستخدمها الأدباء...
2- الرمزية الفلسفية
وهي الرموز التي تستخدمها المدرسة الرمزية... وقد يبتكرها أديب كبير...
3- الرمزية الفكرية، أو الصوفية
وهي الرموز التي يستخدمها الصوفية من تلميح وتلويح وإشارات في كتاباتهم...
4- الرموز الشعبية
وهي رموز تستخدمها الشعوب فيحياتهم اليومية سواء في طقوسهم الدينية، أو أعرافهم... ولكل مجتمع رموزشعبية، وبالأحرى كل قبيلة لها رموزها الشعبية...
كما أنها تتفرع بين ما هوخاص، وما هو عام؛ والرموز الخاصة تعبر عن انفعالات ومواقف الشخص، بينماالعامة تعبر عن التواصل بين أفراد المجتمع...
وإذا كانت الرمزية في القصة لا تؤثر في المتلقي جملا وفنا وإبداعا ودلالة.. فالقصة تعتبر طلسما أكثر مما نسميها قصة.. أما إذا تحول الرمز إلى لغز فحينها القصة تتحول إلى لوحة وسريالية غارقة في المعالم ومثخنة الغموض..
23- الخيال
الخيال هو قوة إبداع الكاتب في تصويرالأشياء ظاهريا، وتصويرها باطنيا، ثم يجعل الباطن مخفيا في الظاهر...ويستمد الكاتب الخيال من المحسوسات ويركبها تركيبا جديدا ذا قيمة رمزية...ولا يجب أن نخلط بين الوهم والخيال؛ فالوهم يكون بمعنى الظن... والخيالأحد قوى العقل الذي كلما تطور إلا وولّد الابتكار لدى الفنان...
فعندما يلتجأ الكاتب إلى الشخصياتالخرافية، والأساطير، والأفكار، والتصورات، والخيال الشعبي،والاكتشافات... حينها تتحرك في عقله قوى الخيال وتكون نتيجة عمله ما يُسمى"الإبداع"...
والخيال يتفاعل مع القلب والعقل وينتجعلى إثر هذه الانفعالات "فكرا" ؛ لأن الخيال يرتبط بالعالم الخارجي الذييمثل الحقيقة، كما يرتبط بالعالم الداخلي الذي يمثل الفكر والنفس معا؛ فيمرآة تعكس العالم الحسي على مخيلة الكاتب فيصور ما هو خارجي إلى عالمداخلي تتجسد فيه الانفعالات مع العقل دون أن ينحرف عن الحقيقة...
ويُعد جمال التخييل من أبرز وأقوىأركان القصة؛ لأن الكاتب عندما يتميز بقوة المخيلة تتكون لديه قوة أخرىتتحرك بين الحس والعقل؛ مما يجعله يجمع الصور المنطبعة في الحس، والمختزنةفي الخيال، ثم يُعيد تصويرها من جديد صورا مبتدعة...
ومن أصعب الكتابات هي أدب الطفل؛ إلاأن الخيال الذي يخص الطفل هو أصعب مما يتصوره الإنسان.. فدون بحث ميدانيلا يستطيع أي كاتب أن يغوص في أعماق الطفل؛ ولو أراد أن ينطلق من نفسهليجسد طفولته لن تجدي فتيلا لأن زمان طفولته ليس هو زمان كتابته...
24- السخرية
لعل السخرية هي من تقوم بالتضاد فيالمفارقات؛ ومن مميزات السخرية: المفارقة والالتباس وازدواجية المعنى..ولا نعني بالتضاد في المفارقات نقيض ما يفكر به الإنسان! وإنما ما يتجلىفي سياق النص، أو ما هو فوق النص.. كما يجب أن لا نخلط بين الفكاهة،والنكتة، والتهكم، والهجاء... كما يجب أن لا نأخذ مفهوم السخرية كقاعدةأساسية نظرا لمفهومها الغامض والمتعدد المفاهيم حسب نظرية كل شخص وجنس..فعلى سبيل المثال لو أعطينا نصا ساخرا لمجموعة من النقاد والأدباء لكانتالنتيجة كما يلي: نص هزلي، نص فكاهي، نص ساخر، نص مفارق... إذا لا نستطيعأن نحكم على نص أهو سخري أو غير ذلك باتفاق أو بإجماع! لهذا نحاول فقط فهمالمعنى بالتقريب فقط...
وقد نجد السخرية بطرق كثيرة؛ فهناكمثلا من يبدل المدح بالذم، أو العكس.. وهناك من يعتبرها مجازا يستند إلىتعارض دلالي.. وهناك من يراها إخفاء المعنى الحقيقي والقول بعكسه...
ولنا في الأمثال الشعبية نماذج لهذه السخرية إلا أنها لم تجد من يحيط بها ويوظفها أحسن توظيف وعلى سبيل المثال:
- قال: ما ينقصك أيها العاري؟ قال: الخواتم يا مولاي!
- الجمال في "الدفلة" وتنام في الخلاء!
- للا زينة وزادها نور الحمام!
وأرى أن عن طريق نماذج هذه الأمثلةالشعبية نصل إلى مفهوم السخرية؛ كما نستطيع أن نصنف أقسام السخرية.. وهذايلزم بحثا يكلف وقتا طويلا لبلوغ المرام...
25- الوصف
الوصف، والتصوير عنصران يستخدمها الكاتب لتشخيص الأحداث الدرامية المتوثرة...
وهناك أنواع الوصف كثيرة نذكر من بينها:
* الوصف الشاعري
الوصف الشاعري هو الوصف البلاغي بتعبير يحمل معاني جميلة... مثال: انطلق القمر من جنته يعدو بخيلاء من نهره...
* الوصف الدقيق
الوصف الدقيق هو الوصف الذي تراه العين فتصفه كما هو دون بلاغة... مثال: رأيت امرأة عجوزا تتوكأ على عصا عرجاء مقوسة الظهر...
* الوصف المكثف
الوصف المكثف هو الوصف الذي لا يزيد عن كلمة لها معاني قوية ودلالات عميقة؛ وأروعها الاستعارات... مثال: الإنسان العتيق، غابت شمسه...
والوصف المكثف يخدم القصة القصيرة جدا في مسار حبكة الأحداث في الحكي؛ لأن إذا سقط الوصف من الحكي كسيارة بلا بنزين....
من شأن الإيحاء تجسيد النص إلى أرضية الواقع، حيث يلج المتلقي النص ويغوص فيه بأفكاره وتجاربه وثقافته.. عن طريق التناص أو الخيال...
ونستطيع القول بأن الإيحاء علم يرتكزبالأساس على الصوت اللغوي بأسلوب بلاغي ساحر.. وإذا كان علم الأصواتمستنبط من كتاب الله العزيز، فلا يسعنا سوى أن نقول كذلك الإيحاء.. إلاأننا نجد الباحثين والدارسين يتوجهون صوب ترجمات من اللغات الأعجمية!وعندنا في اللغة العربية من الإيحاء اللفظي ما لا تستطيع أية لغة أخرى أنتنافسها... وإذا كانت اللغة وسيلة التفكير، فللإيحاء أثر كبير علىالفكر...
وعن طريق الإيحاء تنتقل القيمالإيجابية، أو السلبية من شخص إلى آخر لأن قوة الإيحاء تكمن في الكاتبالذي يستطيع أن يجعل المتلقي ينقاد بسهولة ويسر عندما يجسد له النص حتىيصبح الإيحاء شيئا واقعيا...
20- التلميح
التلميح ضد التصريح؛ واصطلاحا يعنيالإشارة إلى –اسم مشهور، عنوان قصيدة، قصة، مثل، حكمة، نكتة، تاريخ...-ويُشترط أن يكون ما يشار إليه متواترا، وبأسلوب بليغ...
وإن كان التلميح ضد التصريح إلا أنالكاتب المتمكن يكون تلميحه أبلغ من التصريح لأنه يحقق الغاية المقصودة منالتلميح؛ ونجده عند الكاتب العتيق في بعض الأحيان أبلغ من التصريح لكنهيؤلم النفس...
ويساهم التلميح في تعدد المعاني، مما يجعل للقصة عدة تأويلات...
21- الإيهام
الإيهام هو كلمة مترجمة من اللاتينية إلى الانجليزية إلى الفرنسية…وفي اللاتينية تعني: "السخرية والبسط"؛ إلا أن الترجمة موهت المعنىالحقيقي للكلمة فأصبحت تعني الوهم في إدراك الشيء الذي يجعل المتلقي يعتبرالظاهر حقيقة...
ونجد من فسر هذه الكلمة من فعل "توهّم"، الذي يعني: "تخيل، تصور، تمثل.." إلا أننا نجد هناك فارقا بين المعنيين؛ حيث الإيهام في القصة هو عملية متكاملة تعتمد بالأساس على الإيحاء من خلال محاكاة الواقع بأسلوببليغ يصور ويجسد الخيال حتى يلج المتلقي النص عبر الشخصية تصديقا لمايقرأه...
ويُعدّ الإيهام ركنا ركينا في صناعةالنص القصصي حيث يفتح فضاء بين الحقيقة والخيال. وبطبيعة الحال لا يتحققهذا إلا ببراعة الكاتب الذي ينتقي أجمل الأدوات ليعبر عن الواقع بمهارةوفن تطويع اللغة والارتقاء بمكنوناتها الإبداعية والدلالية...
22- الرمزية
الرمزية هي إشارات وتعبير تستعمل لتمثيل الأشياء؛ وتساهم في التكثيف والترقيم والاختزال بشكل أكثر وجلي..
والرمزية اصطلاحا هي التعبير بواسطة الرموز، الإشارات، التلميح، التلويح...
كما أننا نستطيع القول بأن الرمزية في حد ذاتها هي "الإيحاء" لأنها تعبر عن الأشياء بطريقة غير مباشرة...
ويتنوع الرمز إلى ثلاثة أنواع:
1- الرمزية العالمية
وهي الرموز التي استخدمها كبار الأدباء، وكذلك الموجودة في الطقوس الدينية، والمتداولة في المجتمعات...
2- الرمزية التانصية
وهي الرموز التي يشير بها الكاتب من خلال نصوص قديمة أو معاصرة...
3- الرمزية الإبداعية
وهي الرموز التي يبتكرها الكاتبويستخدمها؛ وكثيرا ما نجدها غامضة، أو لا تفي الغرض في النص؛ وقد تفوق فيكثير من الأحيان ما هو أبعد من المبهم...
وقد يُحوّل الكاتب المتمكن الرمزيةإلى "تراصف"، حيث يكون الرمز يعني شيئا، ويجعله في صورة أخرى فيتحولالمعنى الحقيقي للرمز إلى تراصف؛ مثال ذلك: لو جعل الكاتب رمز السلم فيالنار يعني هذا تراصفا، أي المعنى أصبح حربا قائمة باسم السلم ولو أن رمزالسلم ضد الحرب وخال من أي مضمون الحرب...
وتستند الرمزية بالأساس على الابتعاد عن الواقع، إلا أنها تصوره عالما خياليا تكون فيه الرموز هي المعبرة عن المعاني...
كما تعمد الرمزية كذلك إلى تقريب الصفات المتباعدة عن طريق الإيحاء، وإلى التعبير عن مكنونات الكاتب...
وتنقسم الرمزية إلى أربعة أقسام:
1- الرمزية الأدبية
وهي الرموز التي يستخدمها الأدباء...
2- الرمزية الفلسفية
وهي الرموز التي تستخدمها المدرسة الرمزية... وقد يبتكرها أديب كبير...
3- الرمزية الفكرية، أو الصوفية
وهي الرموز التي يستخدمها الصوفية من تلميح وتلويح وإشارات في كتاباتهم...
4- الرموز الشعبية
وهي رموز تستخدمها الشعوب فيحياتهم اليومية سواء في طقوسهم الدينية، أو أعرافهم... ولكل مجتمع رموزشعبية، وبالأحرى كل قبيلة لها رموزها الشعبية...
كما أنها تتفرع بين ما هوخاص، وما هو عام؛ والرموز الخاصة تعبر عن انفعالات ومواقف الشخص، بينماالعامة تعبر عن التواصل بين أفراد المجتمع...
وإذا كانت الرمزية في القصة لا تؤثر في المتلقي جملا وفنا وإبداعا ودلالة.. فالقصة تعتبر طلسما أكثر مما نسميها قصة.. أما إذا تحول الرمز إلى لغز فحينها القصة تتحول إلى لوحة وسريالية غارقة في المعالم ومثخنة الغموض..
23- الخيال
الخيال هو قوة إبداع الكاتب في تصويرالأشياء ظاهريا، وتصويرها باطنيا، ثم يجعل الباطن مخفيا في الظاهر...ويستمد الكاتب الخيال من المحسوسات ويركبها تركيبا جديدا ذا قيمة رمزية...ولا يجب أن نخلط بين الوهم والخيال؛ فالوهم يكون بمعنى الظن... والخيالأحد قوى العقل الذي كلما تطور إلا وولّد الابتكار لدى الفنان...
فعندما يلتجأ الكاتب إلى الشخصياتالخرافية، والأساطير، والأفكار، والتصورات، والخيال الشعبي،والاكتشافات... حينها تتحرك في عقله قوى الخيال وتكون نتيجة عمله ما يُسمى"الإبداع"...
والخيال يتفاعل مع القلب والعقل وينتجعلى إثر هذه الانفعالات "فكرا" ؛ لأن الخيال يرتبط بالعالم الخارجي الذييمثل الحقيقة، كما يرتبط بالعالم الداخلي الذي يمثل الفكر والنفس معا؛ فيمرآة تعكس العالم الحسي على مخيلة الكاتب فيصور ما هو خارجي إلى عالمداخلي تتجسد فيه الانفعالات مع العقل دون أن ينحرف عن الحقيقة...
ويُعد جمال التخييل من أبرز وأقوىأركان القصة؛ لأن الكاتب عندما يتميز بقوة المخيلة تتكون لديه قوة أخرىتتحرك بين الحس والعقل؛ مما يجعله يجمع الصور المنطبعة في الحس، والمختزنةفي الخيال، ثم يُعيد تصويرها من جديد صورا مبتدعة...
ومن أصعب الكتابات هي أدب الطفل؛ إلاأن الخيال الذي يخص الطفل هو أصعب مما يتصوره الإنسان.. فدون بحث ميدانيلا يستطيع أي كاتب أن يغوص في أعماق الطفل؛ ولو أراد أن ينطلق من نفسهليجسد طفولته لن تجدي فتيلا لأن زمان طفولته ليس هو زمان كتابته...
24- السخرية
لعل السخرية هي من تقوم بالتضاد فيالمفارقات؛ ومن مميزات السخرية: المفارقة والالتباس وازدواجية المعنى..ولا نعني بالتضاد في المفارقات نقيض ما يفكر به الإنسان! وإنما ما يتجلىفي سياق النص، أو ما هو فوق النص.. كما يجب أن لا نخلط بين الفكاهة،والنكتة، والتهكم، والهجاء... كما يجب أن لا نأخذ مفهوم السخرية كقاعدةأساسية نظرا لمفهومها الغامض والمتعدد المفاهيم حسب نظرية كل شخص وجنس..فعلى سبيل المثال لو أعطينا نصا ساخرا لمجموعة من النقاد والأدباء لكانتالنتيجة كما يلي: نص هزلي، نص فكاهي، نص ساخر، نص مفارق... إذا لا نستطيعأن نحكم على نص أهو سخري أو غير ذلك باتفاق أو بإجماع! لهذا نحاول فقط فهمالمعنى بالتقريب فقط...
وقد نجد السخرية بطرق كثيرة؛ فهناكمثلا من يبدل المدح بالذم، أو العكس.. وهناك من يعتبرها مجازا يستند إلىتعارض دلالي.. وهناك من يراها إخفاء المعنى الحقيقي والقول بعكسه...
ولنا في الأمثال الشعبية نماذج لهذه السخرية إلا أنها لم تجد من يحيط بها ويوظفها أحسن توظيف وعلى سبيل المثال:
- قال: ما ينقصك أيها العاري؟ قال: الخواتم يا مولاي!
- الجمال في "الدفلة" وتنام في الخلاء!
- للا زينة وزادها نور الحمام!
وأرى أن عن طريق نماذج هذه الأمثلةالشعبية نصل إلى مفهوم السخرية؛ كما نستطيع أن نصنف أقسام السخرية.. وهذايلزم بحثا يكلف وقتا طويلا لبلوغ المرام...
25- الوصف
الوصف، والتصوير عنصران يستخدمها الكاتب لتشخيص الأحداث الدرامية المتوثرة...
وهناك أنواع الوصف كثيرة نذكر من بينها:
* الوصف الشاعري
الوصف الشاعري هو الوصف البلاغي بتعبير يحمل معاني جميلة... مثال: انطلق القمر من جنته يعدو بخيلاء من نهره...
* الوصف الدقيق
الوصف الدقيق هو الوصف الذي تراه العين فتصفه كما هو دون بلاغة... مثال: رأيت امرأة عجوزا تتوكأ على عصا عرجاء مقوسة الظهر...
* الوصف المكثف
الوصف المكثف هو الوصف الذي لا يزيد عن كلمة لها معاني قوية ودلالات عميقة؛ وأروعها الاستعارات... مثال: الإنسان العتيق، غابت شمسه...
والوصف المكثف يخدم القصة القصيرة جدا في مسار حبكة الأحداث في الحكي؛ لأن إذا سقط الوصف من الحكي كسيارة بلا بنزين....
يُتبع بالقسم الثاني
بقلم: محمد معمريالمصدر: منتديات منابر ثقافية