[b][center]
بالسيميولوجية ووعي المستويات الثلاثة من : محور الاشارات
محور الايقونات
محور الرموز
وقد تجاوز ابي الطيب المتنبي مرحلة الباطن الشعري او اللغز النصي الى الجذور والامتداد والانعتاق في المشابهة الرمزية ووعي الرموزالسيكولوجية بعقيدة وقوة اسطورية كبيرة تؤكد ثراء النص الشعري عند المتنبي .وعندما يترجم هذا الوعي الاسطوري -والرمزي والذي هو نتيجة جدلية للنظرة التحليلية والتي تعنى بالعلاقات الاختلافية في الاشارات باعتبارها تخارجات واشارات تسير وفق لحظة الضمير الرمزي الاختلافي والذي يعنى بمفهوم اللحظة المتكونة بالمنظومة الايديولوجية والوعي القياسي الذي يحدد المعنى وبطريقة تركيبية في علاقة جدلية متركبة ومتعددة الابعاد والايقونات الاشارية83
فحب الجبان النفس اورده التقى وحب الشجاع النفس اورده الحربا
ويختلف الرزقان والفعل واحد الى ان ترى احسان هذا ولذا ذنبا
ـــــــــــــــــــ
83*انظر:barthes,[ensays criticos] trad.baree iona 1970,p.252.
فالعلاقة بين العلامة السيميولوجية وفكرة النظم بتصور يربط هذه الاشارات المتلاحقة والمتداخلة سيكولوجيا بوضوح رمزي يحدد قيمة هذه العلاقة وباختيار سيميولوجي باطني يؤكد العمق الدلالي في لغة [المنهجية البنائية]التي تستند الى تصورات تتعلق بالاشياء والملاحظات وهذا يتكون ويتوفر بالحالة الانبثاقية وحركية الاتصال بموضوع المشاكلة في النصين اعلاه وهو موضوع يتعلق بالنسيج الشعري عند المتنبي وما يترتب عليه من اختيارات تتصل بتلك الحلقة الاشارية التي تشخصها السيميولوجيا وتشير الى الدلالة في عمق الاشياء واتصالها بدلالتها السيميولوجية.فالرجلان يقومان بالفعل الواحد وقول احمد بن علي الازدي المهلبي بقوله:واقول:انه لم يفهم معنى البيتين ولا ترتيب الاخر منهما على الاول.ومعنى البيت الاول [ان الجبان يحب نفسه فيحجم طلباللبقاء والشجاع يحب نفسه فيقدم طلبا للثناء.والبيت الثاني:مفسرا للاول يقول:فالجبان يرزق بحبه نفسه الذم-لا حجامه.والشجاع يرزق بحبه نفسه المدح لا قدامه فكلاهما محسن الى نفسه بحبه لها فاتفقا في الفعل الذي هو حب النفس واختلفا في الرزقين اللذين هما الذم -والمدح حتى ان الشجاع لو احسن الى نفسه يترك الاقدام كفعل الجبان لعد ذلك له ذنبا.فهذا هو المعنى وهذا في غاية الاحكام بل في غاية الاعجاز لا لما فسره ]وهذا يعني ان ابن
جني لم يدرك ما خصه ابي الطيب المتنبي في هذين البيتين من معنى 84*
ان التوصل الى بنية هذين البيتين لابد من تحديد اختيارات مشروطة بالنظم التي تخضع للسياقات في البحث السيميولوجي وتحديد وظيفة النظم الدالة والاختلافية في اللغة طبقا للمنهجية البنائية المتمثلة بالتصور الخاص بالاشياء والملاحظات المتوفرة لهذا الانبثاق والاتصال بالوعي الشعري ومقوماته ووجهات النظر في المنظومة المحورية التي حددتها السيميولوجية البنائية التي تناولها [ابي الطيب المتنبي ]في شعره والعنصر السياقي في التفسير الذي توصل اليه [ابن جني ]للوصول الى القوانين التركيبية التي احكمت اجزاء الطباق والتركيب في المنهجية الجدلية عند المتنبي .والتضامن الذي اقتضى تشابك تلك الوحدات في البيتين وبالضرورة التبادلية .وكانت السيميولوجيا هي التوفيق الاختلافي بين هذه الوحدات ابتداء بحركة الاختيارات وانتهاء بحدود التوفيق -والتوثيق بين المحاور الثلاثة المشار اليها في الصفحات السابقة ولنفس الغرض المطلوب .
والاختيار في تجميع القوانين النقدية التي تحكم النص الشعري -من الناحية الفنية وما يتعلق بالحرية التي توفق بين النصوص الشعرية والاسلوب النقدي. فهي اوسع
ــــــــــــــــــــ
84*انظر.الدكتور عباس احسان تاريخ النقد الادبي عند العرب ص285.
لمنطق الحرية منعطفا لمنطق الحرية لانها تخضع لقوانين النقد المتماسك الذي يتصل بالموضوع وما نعنيه [الميدان الفكري واللغوي ]وياتي السياق هنا بتدرج احتمالي ليتناسب عكسيا مع الحجم المتناسب للوحدات ويتصاعد هذا السياق كلما انتقلنا الى مستويات اعلى من الابداع.ويعد الاشكال النقدي على هذا الصعيد عند ابن جني وملابساته في شعر المتنبي ومن الواضح ان ابن جني وعلى وجه العموم لم يكن ناقدا ولذلك حدث الالتباس في الاحكام التي كان من السهل الاشارة لها او رفضها او تزييفها او التحكم في تفسيرها وهي اشارة الى القواعد النقدية المحددة.وهي وحدها كافية لتصور ذلك الصراع النقدي الذي دار بين انصار ابي الطيب المتنبي وخصومه.وكان سعد بن محمد الازدي البغدادي[كان عالما بالنحو واللغة والعروض وبارعا في الادب كما يقول فيه ياقوت في معجم الادباء ]وهو صاحب مؤلف شرح فيه ديوان ابي الطيب ولم يصلنا هذا الشرح ولكن كان الاعتماد على تعليقات ابن جني ويذكر ان هذه التعليقات جاءت بتماس مع ابي الطيب لان الازدي البغدادي عاصر ابي الطيب وكان في مصر حين كان ابي الطيب نزيلا فيها .وكانت له علاقة بابن خزابه احد خصوم ابي الطيب وانه كان على دراية بما يحاك من مؤامرات حول المتنبي في مصر قال [فوقفت من امره على شفا الهلاك ودعتني نفسي-لحب اهل الادب-الى استحثاثه على الخروج فخشيت على نفسي ان ينهى ذلك عني]وهو الذي شهد المتنبي [رجل يقرأ عليه شعره فيساله عن اشياء قريبة فما كان جوابه اياه جواب متقن وصاحب الكتاب نحوي متقن]85*
وقد تراه في مجالس سيف الدولة في حلب بعد ان فارق المتنبي لحضرته ومعروف انه له منهج خاص كان قد خاضه معه في حديث حول ابي الطيب.فهو على العموم متابع لخواص واخبار ابي الطيب في مراحل مختلفة او سمع اخباره منهم وعارض بعضها ثم حسبه خطا ابن جني،فهو يبدأ بتعريف اتجاهات متعددة ومختلفة تخرجه عن كل الاطوار فهو يتجه الى الطور النقدي اللاذع باحكام العدل وابن جني له اطلاع بصناعة الشعر الذي اوصله الى هذا الموقف هو العناد والتشدد الذي احكمه ومن ثم شنه الخصوم،والمتنبي شاعر ذو فضائل وعيوب اما الفضائل وتندرج في ما يلي:
1.طول النفس.
2.جزالة الكلام .
3.والمبالغة في خواص المعنى .
ــــــــــــــ
85*المصدر السابق نفسه ص288.
اما العيوب فهي:
1.عدم الدقة والتفتيح في الكلام .
2.استعمال الرذل من الغريب في اللغة -والغريب الحوشي.
3.التكرار في المعنى.
4.الغموض في شعره.
5.الخطأ في اللغة .
6.اللحن في الاعراب.
وابن جني في دفاعه عن ابي الطيب هو ان المتنبي قد ظلم وانه محاولا انصافه.والذي يعنينا بقوله هو ان المتنبي مثل القوانين التركيبية في قواعد التوفيق بين رموز اللغة والتوزيع العام للمستوى السياقي وان المستوى السياقي عند المتنبي يتكون من رموز حية تتعلق بمختلف الوظائف وتتبادل اطرافها الحية علاقة من الاختلافية والتبادل الموضوعي في تكوينات اختلافية من رموز العلاقات السياقية المتجاورة.والمتنبي وافق الاقتضاء لهذه الوحدات وفق اليه جدلية تحدد:
1.الضرورة والتبادل الحسي في مدحه سيف الدولة:
عذل العواذل حول قلب التائه
وهوى الاحبة منه في سودائه
يشكو الملام الى اللوائم حَّسره
ويصدُّ حينَ يلمنَ عن برحائِهِ
فهو الاشد والاشقى ان يشكو هذا الملام الى اللوائم ما يلقاه من حر هذا القلب في تفاصيل اختياره وفق عذابات تحدوها قوانين تحكم وتحتكم الى عمليات الخلق الفني والعاطفي.فالتوفيق بين هذه العمليات الاختلافية انما تخضع للتماسك الفكري المتصل عاطفيا مع الحدث.
2.الاقتضاء الفكري الذي يؤدي الى العمليات الاختلافية
أَأَحُبّهُ وأَحِبُ فيه ملامةً ؟ انّ الملامةَ فيه من اعدائِهِ
اجد الملامة في هواك لذيدة حباً لذكِركِ فليلمني اللّومُ . 86*
اضافة الى اقتضاء الملامة وهي الاطروحة الشعرية في فلسفة العقيدة في اللغة والملامة ثانية فيه تتصل بالميدان اللغوي باعتبارها احتمالية تتناسب طرديا مع الطباق الشعري ثم تاتي الملامة في هواك وهي اكتمال خصوصية التفاعل بين القوانين الثلاثة في [الاطروحة الشعرية +الطباق الشعري +التركيب الشعري الجديد في الحب
ـــــــــــ
86*انظر.الفتح الوهبي على مشكلات المتنبي ..تاليف ابي الفتح عثمان بن جني تحقيق الدكتور محسن غياض دار الشؤون الثقافية بغداد 1990ص27.
لذكرك فليلمني اللوم وهو المستوى التركيبي في الاصرة اللغوية عند[سوسير]والتي يسميها قوانين التراكيب او قوانين المركبات الواقعة في ثلاثة محاور]:
محور الاطروحة الشعرية + محور الطباق الشعري محور التركيب الشعري الجديد وهو الذي يساوي المعنى في هذه التركيبة الفكرية وهي تتشاكل على ثلاثة اتجاهات تجمعها الوحدات اللغوية وقوانينها في حركية الاختيار وطبيعة حدود تكويناتها المختلفة على المستويات القياسية -والتبادلية داخل [البوتقة السيميولوجية]التي اصبحت هي المستوى العلمي للوصول الى الوحدات السياقية عن طريق التفكيك والتحليل والتركيب -والتجاور داخل التقابلات المتشابهة في المنظومة اللغوية.ومن الملاحظ ان اجتماع بعض عناصر الابنية التركيبية التي تتسم بالاطراد والذي ينطوي على مفهوم[نظام ظاهرة التركيب]طبقا لظاهرة تركيب المنظومة الصائبة على مستوى سياقات البنية.والمتنبي ادخل في هذا التنظيم عنصر الاتصال.فالبنية قد اتسمت بتشكيل العلاقة والتنظيم بالتوصيل بين اختلافية هذه التواصلات في المنظومة الوظيفية التي تحدد كتلتها عناصر دقيقة في المنظومة ، وهذا الذي توصلنا له من الناحية البنائية :وهو البحث عن تفاصيل متشاركة داخل التحليل الوظيفي للمنظومة الشعرية عند المتنبي وهو يهدف الى الكشف عن خواص للتواصل داخل هذه الحلقة المستعرة شعريا في قوله:
عَجِبَ الوشاة من اللحاة وقولهم
دَعْ ما نراك ضعفت عن اخفائه
والوشاة حوله والذات مفهوم متعلق بسياق خارج المعنى حتى كأن الفكر البنائي داخل هذا المعنى لا يعود فكرا مركزيا.فأن محور العلاقة هم الوشاة كقول قيس بن ذريح:
تكنفني الوشاة فأزعجوني
فيا للناس للواشي المطاع
وهنا يتمركز محور هذه العلاقة ، وحين يتحدد مسبقا وعندما يختلف الموقف باستمرار داخل هذه المنظومة الشعرية التي تظم مع غيره من الاشياء ، والذي اعجبه في هذا الضعف :هو عدم الاخفاء ما وجد من تفاصيل هذه اللعبة الذاتية الواضحة واذا لعب دورا صغيرا لتركه يكون في حالة ضعف اكثر وجوبا ، وهنا يأتي دور التكليف ، فهو خارج السياق الذاتي لانه فعل ما يعجز عما هو دونه ، ويأتي دور تحديد اللغة فهو الدور الحاسم في هذا المعنى وقد فشل في تشخيص العناصر المنفصلة ألا وفق العلاقات الخلافية في عناصرها المختلفة .ويقول:
ما الخل الا من أود بقلبه وأرى بطرف لا يرى بسوائه 87*
ـــــــــــ
87- المصدر السابق نفسه ص28
وفي هذين السياقين الذاتيين داخل المعنى والذي يتم البرهان في الاول مجرى السياق الذاتي الذي يعرش داخل حلقة الروح والسياق الثاني يتداخل مع السياق الاول ويتلابس معه في استحقاق الوعي الذاتي وباستخدام البناء وفق وظيفة حيوية كما حددها في البيت الاول والمنعطف الثاني يأتي عمليا داخل الذات اي يأتي دور الترجمة العملية في ذلك من خلال النص الشعري.
مثل قوله :
لساني وعيني والفؤاد وهمتي
أود اللواتي ذا اسمها منك والشطر
في البيت تقنيات ذاتية ترجع الى حضورها الذهني السيكولوجي في استمرار ما تبقى من امكانية لهذه العلاقة واذا استمرت ، فالذات هي القائمة لتتجاوز كل تقنيات الود المطروحة ، والعلاقة بالذات هي علاقة تأمل ببلوغ اللحظة التاريخية ، حيث يكون الفرد والذات هي العلاقة الودية بين هذا الفراغ السيكولوجي.
مثل قوله:
خليلك أنت لا من قلت خلي وان كثر التجمل والكلام
وفيها: ان المعين على الصبابة بالأسى أولى برحمة ربها وأخائه
كانت العلاقة قد استهلكت بالذات وهي الانموذج الفردي ضمن اطار المعرفة.فالتأمل يعي التخارجات الفردية في حالة استهلاك الحلقة الراهنة داخل الذات ويأتي الاضمحلال داخل هذه التشكيلات خاصة عند[لاكان]في تصريح العلاقة مع الذات والعون بالصبابة وهو شروع للمعونة بالاسى اي طلب المعونة في الاسى وهو اهتمام بطلب أصرة المواساة سيكولوجيا والنطق لسانيا من خلال المنظومة الشعرية .نعود الى موضوع هجوم الوحيد[ابو طالب سعد بن محمد الازدي البغدادي على ابن جني ، وانه في راي الازدي البغدادي :قد تصدى الى منعطف لا يحسنه حتى يقول له في بعض الاماكن [لو كان لنقد الشعر والحكم فيه محتسب لمنعك ايها الشيخ من ذلك لانه ليس من عملك ]وينصحه ان يكون معلم للصبيان فقط [عليك ايها الشيخ بنفض اللحية وتبريق العينين للصبيان ولا يحل لك التعرض للشعر]والوحيد الازدي جاء مخلصا المتنبي من ابن جني -وجدناه يحط من الاثنين بشكل عادل ، حيث يقول :وما قرأت ديوان شاعر من المحدثين فيه من العيوب ما في شعره ، فهلا اقتصدت في هواك وتجملت ولم تدع كتابك من الفاظك ما يشينك ولا يزينك]
فالذي اوضحه الوحيد الازدي انه انطلق من وقفة عاطفية لدراسة البنية الشعرية للمتنبي حيث تخللها الهوى والعصبية حتى نلحظ ببساطة انه يقوم بعملية نقدية منحازة الى ابن وكيع حيث اخذ هذا الناقد على ابي الطيب كراهته للخمر لانها تذهب العقل [وذو اللب يكره انفاقه]وذهب الوحيد الازدي حين قال : [انما العقلاء احتالوا في انفاق العقل وقتا ما ليزول عن النفس ثقله ، فأنه كالحافظ الرقيب يعترض على متبع الهوى ، فيثقل على النفس ، فاحتالوا في الراحة منه وقتا ما تخفيفا عن النفس ]والوحيد الازدي رغم هذا المعترك الاشكالي ورغم هذا التشابك ، والضبابية المكثفة والواهنة في الاساليب النقدية عند ابن جني ، كان الوحيد الازدي يعتمد المحاولات البنائية في اكتشاف منظومة المتنبي الشعرية ، وهو يعمل على اعادة انتاج هذه البنية وفق مبدأ انتاج الواقع وصياغة منظومته السسيولوجية بمعنى تفكيك حلقة الاثنين ،وهذا عمل منطقي لانه يتعلق بالبنية الشعرية والواقع ما يعنيه الوحيد الازدي هو الكشف عن هذه الاسباب والمسببات وحين امتدح ابن جني خلق المتنبي عارضه الوحيد بقوله:[ليس لذكر الاخلاق ها هنا معنى]ولما بادر ابن جني بالثناء لأستاذه ابي علي الفارسي على المتنبي قال له الوحيد الازدي[النقد لا يحتاج الى تقليد ولا تساوي الحكايات عند النقد شروي قبيل ، فاربع على ظلعك ، وابق ان شئت على نفسك]وعندما اراد ابن جني ان يقيم توافقا بين بيتين للمتنبي حسبهما متناقضين رد عليه الوحيد الازدي بقوله:[هذا يدل على اعتقاد صاحب الكتاب ان على الشاعر ان يساوي بين معانيه في جميع قصائده ، وهذا باطل ، فأن الشاعر قد يحمد الشيء ويصفه بالحسن بكلام حسن مقبول ثم يذمه في قصيدة اخرى... ولا سمعت على أحد من نقاد الشعر أخذ على شاعر مثل هذا ، وإنما يؤخذ عليه تناقض كلامه في حال واحدة في بيت واحد وأما في شعر أخر قد رمى فيه الى غرض سوى الاول فلا....]88*
(الوحيد الازدي وابن وكيع التنيسي
والاشكالية النقدية في شعر المتنبي )
ان التعريف للاتجاهات النقدية واحتماليتها المشروطة باستخدام العرض تعريفا واختزالا من الناحية البنيوية وهي تقع ضمن محاولة لعزل بنيات الانشطة الانسانية العامة والبنيوية في التقدير العالي للموقف ، هي الدراسة للاداب [ولانثروبولوجية اللغة]وحركة التاريخ ، والبنية:وحدة تتعلق بالتركيب الوجودي للغة والعلاقة داخل مكونات الوعي الموضوعي والبنية:مرتكزاتها تكوينيا من خلال مركبات هذه العناصر بعضها بالبعض الاخر وليس من مكونات الطبيعة الجوهرية المركبة لهذه العناصر ، والوحيد الازدي يتطرق الى الغلو في المعنى ، ولو حدث ذلك لكان المحدثون اشعر من الاوائل .يريد من خلال هذا التفسير ان يقول:ان ابن جني قد اخطأ التقدير حين
ـــــــــــــــ
88*انظر:د.عباس احسان :تاريخ النقد الادبي عند العرب ص289 ص290.
تناول شعر المتنبي من [مركب المعنى وحده]والوحيد يعود الى نظرية [الجاحظ]القديمة فيقول:[والمعاني يقدر عليها الزنج-والترك-والنبط...فيعتبرونها كل بلغته]ولذلك فالمؤاخذة على الشعراء المحدثين بان نصوصهم الشعرية يشوبها الغموض ، وتحتاج الى تفسير ، وهنا يعتقد [الوحيد الازدي]ان التفسير للنص الشعري هو منقصة لصاحب الشعر .والبنية النشيطة في تقديره هي التي تصف العناصر الجوهرية ، فكان ارسطو يصف التراجيديا ، بانها محاكات لفعل وقدر كامل في ذاته لان فيه احداث تثير الشفقة -والخوف لكي يتم التطهير وفق وصف البنية المتكاملة وصاحبة النشاط التراجيدي.كذلك ما دعاه [فرويد][بنيتي النرجسي -والاوديبي]وعند[بارت]المتسم بالتحول الذي يولد معنى معينا .وهنا يحدث التغير في منطقه النسبي ، ثم بعد ذلك يتحول الى تركيب جديد ينشد التغير .[ودريدا -ونيتشه يعتبران البنية وتفاصيل المعنى الذي اظهره المتنبي في نصوصه الشعرية:هو دراسة بنية العلامة السيميولوجية من خلال عرض الرغبة في التوجيه والضبط وعزل هذه الوحدات وما تشكله طريقتها من توجس وفق دراسة للمنظومة العضوية التاريخية من الناحية البنيوية ]واما الفكرة العامة لفلسفة النص الشعري عند ابي الطيب فهو نطاق الدراسة السيميولوجية كما قلنا من ناحية الامتداد التاريخي وما هو مفيد في حلقة المناقشة -والمعنى في خاصية التوضيح فيه من ناحية التوصيفات البنيوية لانه معنى واسع من ناحية التعيين لان [الوحيد الازدي]كان ذو حدود ضيقة في التفسير -والغموض هو من حركية الابداع في القصيدة .فاذا كتبنا بشكل مباشر وتعليمي ماذا بقي للمتلقي ؟ ونحن دائما نتذكر المنحى الفلسفي في شعر المتنبي -والوحيد يعتبره وجه من أوجه الماخذة في شعر المتنبي.نقول فأن من المعتاد الا نقوم بالتعيين الضيق للبنيوية الحديثة وباسمائها ومدارسها ابتداء من [الشكلانيين الروس]في النقد ، وسوسير وتروبتسكي في اللغة ، نقول ان الشكلانيون الروس 89*انشغلوا في مداخلات المقولات وعزلها من الناحية الوصفية المتعلقة بالنص الادبي ، وهو رد فعل على اسلوب العاطفة الذي شكل الرمز منهجه المتفكك ثم ياتي [بروب]في السرديات حيث تطورت بنيوية الرحلة الى اوروبا الشرقية -ولكن دريدا مثل التواصل البنيوي في هذه المرحلة الطويلة ، نقول ان الاشتغال على هذا الطريق الذي سلكه[الوحيد الازدي]في دراسة المعنى دون الدراسة[السيميولوجية]ودون دراسة القوانين المتنوعة في تشكيل البنيات ، وتفاصيل الوحدات[الصوتية]في انتاج المعنى وبنية العلامة نفسها في القياس المنطقي ، والذي يمثل وحدة تكاملية تنتج العلاقة الديلكتيكية بين [الدال والمدلول]وياتي النشاط البنيوي ليتشكل بقياسات تتمثل باللغة [والسيميوطيقا]ليضع ليفي شتراوس هذه المسلمات
ــــــــــــــــــــــ
89*انظر:صور دريدا ..المجلس الاعلى للثقافة السنة 2002 ص78
واضعا نصب عينيه احكام [مارسل موسى]في المقدمة الموضوعة لكتاب[السوسيولوجيا-والانثروبولوجيا]وهم يخطون بخطوات التشكيل الدلالي عند [تروبتسكي]90*لقد اخفق[الوحيد الازدي]في نقده لشعر المتنبي لضيق افقه في الدراسة لشعره ولفشله في اتهام المتنبي بانه بالغ في شعره وبافراط وهذه حقيقة :في ان المبالغة هي من خواص الشاعر ولا ضير في المبالغة اذا تطلب الامر وصفها في البيت الشعري ، واتهام المتنبي في ايراد الفاظ الصوفية -والفاظ في الطب -والفلسفة والوحيد الازدي اذا عاب على المتنبي هذه الخواص ، فهذا يعد شرفا في فلسفة النقد عند الوحيد الازدي لماذا :لان المتنبي لعب دور التجديد في البنيوية اللغوية فيما يخص العلوم -والفلسفة الاجتماعية ، وهو نفس الدور الذي لعبه العلماء في خدمة المعرفة والتجديد عند المتنبي على مستوى هذه العلوم ، هو بالكشف السيميولوجي لبنيوية اللغة والمنهجية اللغوية عند[تروبتسكي]وهي تنتقل من الصياغة المنهجية الواعية في اللغة الى الدراسة البنيوية التحتية للعناصر التي وصفت بالكيتونات وتحليل العلاقات بين العناصر وفق مفهوم تفاصيل النظام البنيوي المترابط وبين الانظمة الصوتية المتشكلة وفق منهج لغوي-بنيوي ، وهذا يؤدي الى اكتشاف القوانين
ــــــــــــــ
90*-المصدر السابق نفسه ص78
العامة ، ويعيب [الوحيد الازدي]على المتنبي صحبة الفاظ الصوفية ويعتبره عيب في صناعة الشعر.ونحن نتساءل عن هذا الايغال في الاتهام بمعنى:ان التحليل التاريخي الشامل لمعنى الخاصية البنيوية للشعر واللغة -باعتبارهما كائنان مترابطان في التأسيس وحيث تكون اللحظة المناسبة في تقييم هذه المداخلات سواء[الصوفية او الطبية او الفلسفية]التي يعيبها [الوحيد الازدي ]اصبح افتراضا خارج عن انسكلوبيديا الشعر عند المتنبي .والنص الشعري عند المتنبي في منهجه الحداثي تجاوز ممنوعات [الوحيد الازدي]لانه مهد الى المعلوماتية العلمية الحديثة وكان نص المتنبي مبشرا بالعلوم والمعارف .اما ما تناوله [الوحيد الازدي]فهو امكان نقدي متخلق ، فالمتنبي ناقدا تحديثيا وشاعرا مبشرا بالحداثة والابستمة ، وهو الذي أسس معنى التميز الذاتي في القصيدة التحديثية وموضوعه الشعري هو :[التقاء الذات بالموضوع]وفق وظيفة تعدد البناء الموجه بشكل خفي داخل بوتقة [رفعة النص من الناحية السيكولوجية-والانثروبولوجية]ونصوص المتنبي هي لعبة الوعي الفكري داخل نصية-متعلقة بالذات ، ومحور تركزها على الذات والموضوع -والبنية الصوتية والاداة الواصفة للبنية[الجراماتولوجية]فالوصف الموضوعي لحقيقة الذات يتعلق بمسار البنية [الجراماتولوجية]وبشكل واضح باعتبارها بنية.فالذات عند ابي الطيب حققت التوصيفات الموضوعية.من جهة اخرى فقد اشار ابن وكيع التنيسي واسمه:[ابو محمد الحسن بن علي]وهو شاعر ولد بمصر ونشأ فيها، ولكن الكتاب الذي الفه في اظهار سرقات المتنبي واسمه[المنصف للسارق والمسروق في اظهار سرقات المتنبي]وابا الحسن المهلبي صاحب كتاب [المسالك والممالك]يخبرنا انه الف الكتاب[للعزيز بالله الفاطمي]وهو الذي التقى المتنبي اثناء اقامته بمصر ، حيث توفي في العام [380]وكانت له صلة بابي القاسم [علي بن حمزة البصري رامية ابي الطيب وقد رحل من بغداد وتوفي بصقلية في العام [375]وابن وكيع كان قد اتصل بكل من عرف المتنبي -ويشير [بلاشير]وقد الف ذلك الكتاب وهو تضامنا مع ابن حنزابة الذي كان خصما للمتنبي ، لان المتنبي ترفع عن مدحه وعاش ابن حنزابة الى سنة [390]وقد عاصر بن وكيع والكتاب الذي الفه كان ردا من شاعر حاقد على شعرية ابي الطيب وردا على المناصرين لابي الطيب.وكان المتنبي وعند اقامته في مصر جمع حوله عدد من الانصار والمعجبين بشعره وكانوا يذهبون مذهبا بعيدا في هذا الحب.91*
1.فضلوه على من تقدم من الشعراء .
2.ان كل ما قاله المتنبي له معنى جديد ونادر وهو نتاج اولي لم يسبقه به احد من
ـــــــــــــــــ
91*-انظر:الدكتور عباس احسان تاريخ النقد الادبي عند العرب ص294
الشعراء .
3.كان يبتدع ولا يتبع للمعنى من احد فقد كان سابقا عليهم ولم يكن سارقا.
4.قوة الذات الباحثة -والباعثة خلق عند ابن وكيع غيضا مضاعفا.
[انصار الحداثة من المعجبين بشعر المتنبي ]
وقد تمثل هذا الاعجاب:
1.بالمنهجية البنيوية الجديدة وقوة الذات الباعثة والباحثة والتي اعادت الوضوح الى موضوعية الشعر عن طريق المحاكات باعتباره بنية تتعلق باطار المناقشات الشعرية الدقيقة السائدة في مصر والدائرة حول شخصية المتنبي الشعرية .
2.والبنيوية المصاغة وفق دراية عند المتنبي ، هو دليل على عبقرية هذا الشاعر والصورة ، والعقلية المفكرة تضاف الى الموضوع الانثروبولوجي اللغوي الذي تركب منه شعر المتنبي.
3.المقاومة الفعلية لما كان يطرحه بن وكيع في الكشف عن سرقات المتنبي.
4.فكرة الاتصال بالحلقات الانسانية وهي تنطوي عن فكرة التجديد في النص الشعري عند المتنبي.
5.كانت العلامة عند المتنبي :هو موضوع كشف لان العلامة متحركة في مجال الدلالة لانها فكرة حسية عارمة في حضورها.
6.والسيميولوجيا الفكرية عند المتنبي يمكن تحديد حضورها بالفكر الاسماعيلي والفلسفة السياسية للقرامطة ، وبالفلسفة اليونانية والحركات الصوفية التي التقاها بالشام وهم [اهل عين الجمع].
7.التعاضد في وحدة البيت الشعري وهذا موجود في التشكيل الرئيسي في وحدة الكتابة والبنية المتداخلة مع العلامة .
8.ان مفهوم العلامة عند المتنبي جاء منه مفهوم العلامة الثنائي الذي خصه سوسير وهو اتصال انفصالي للمدلول المتعالي فهو تعبير عن فيزيقية الحضور الى جانب هذا الموضوع نلاحظ ان السيميو لوجيا من ناحية المفهوم عند سوسير هو ان المدلول غير قابل للانفصال عن خارطة[الدال فالدال =المدلول]كذلك فان الصوت الذي يؤشر الحلقة المادية لا يمكن رجوعه الى اللغة كذلك المنحى اللغوي لا يمكن ارجاعه الى كنه الصوت وهكذا هي الاستعارة عند سوسير لمفهوم العلامة.
[جراماتولوجيا ابي الطيب المتنبي ]
ما يتعلق بالمناقشة اللغوية معروضا فيها ثنائية العلاقة عند المتنبي والتي يرفضها[سوسير]باعتباره يعارض العملية الثنائية ويعتبرها نمذجة بمعنى من المعاني لمنهج المدرسة النقدية البنيوية ، والمتنبي زاوج بين -[الدال والمدلول ][التزامني والتعاقبي]وهو تميز المنهج البنيوي عن المناهج الاخرى ، ونحن نناقش هذا الموضوع ينبغي[دراسة البنية التحتية اللاواعية]مستندين في ذلك الى فرويد في منهجية الذات عند المتنبي باعتبار ان الذات عند المتنبي هي :تعبير عن الاختيار العملي للدراسات التصنيفية ، ويدلنا المنهج العلمي ، بان العقل اللاواعي-لا يمكن حسمه وانه متواجد دائما وبفعل اخر ، وهو خارج القدرة السيكولوجية ويتضمن محاور لتأسيس انشطة عقلية واعية .وقد طرح سؤال من قبل حقيقة المقاربة[الجراماتولوجية]ما معنى التعارض بين الذات-والموضوع والذي يتحرك باتجاهه ، ويستند اليه الامكان التوصيفي الموضوعي من خلال طرح نتائج لموضوع ملوث وفق قوانين الذات وبرغبتها المتشكلة عبر رغبة غير متحققة علما.ونستطيع ان نحدد بعد المضي في التدقيق بان[الجراماتولوجيا]تستفسر من بنية الاختلاف الثنائية والمحاولة الى التساوق المتوازن بين الاطراف.والمتنبي في اتصاله الانفصالي لمدلوله المتعالي كان قد ابتعد عن [فيزيقية]المفاهيم منطلقا من الحضور للحاضر.
وما دام العقل اللاواعي لا يمكن حسمه وانه متواجد دائما وخارج القدرة [السيكولوجية].من هنا قد يحدث[الشطط]في المنهجية السلوكية-او الشعرية ومنها :
1.نقل اللفظ الركيك وغير الرصين.
2.وعكس الثناء-الهجاء كما حصل مع هجائه لسيف الدولة الحمداني.
3.استخراج المعنى من المعنى .
4.تقديم الاتباع على الابداع.
ولكن ازاء هذا الشطط نلاحظ المنطلق الحضوري في :
1.الدال والمدلول.
2.واستيفاء اللفظ وايجازه .
3.توليد المعاني الجديدة والحسنة.
4.التعاقب والتزامن في الخواص الشعرية.
5.الكتابة والاختلاف داخل بنية التفكيك البنيوية لايجاد مخرج يؤكد البنية المتميزة.
6.القوة التفسيرية في النص الشعري عبر المجتمع الانساني .
من جهة اخرى يصر الحاتمي متقصدا ان يخرج سرقات المتنبي الى الوجود حسب ما يعتقد هو ، من شعراء مغمورين لا يقارنون[بابي تمام والبحتري] ويتهم الحاتمي المتنبي بسرقة معاني نصر[الخبز أرزي]يقول:[وانا اعلم ان الافكار يقع بي في سرقته من نصر لانهم اذا كانوا يرغبون به عن السرقة ممن تقدم عصره وعظم في نفوس قدره كانوا ممن قارب عصره ولم يتناقل الادباء شعره ارغب ، وهذه الطائفة السامية بقدره ، المفرطة في تعظيم امره ، عرفته بعد خطوته وارتفاع صيته ورتبته ، ولم تعرفه وهو دقيق الخمول ، وهو بمنزلة المجهول ، وقد كان زمانه في هذه الحال اطول مسافة من زمانه في ارتفاع الحال ووجود المال الذي شهر اسمه ، وابان لهم فضله وعلمه ]92*لقد كانت النقطة الفاصلة في هذا الموضوع هو اساءة قراءة نصوص المتنبي ...وحتى ابي الطيب كان يعرف ما يتركبه العقل وما يعانيه الجنون في التحديث العقلي للجنون.فالعقل هو الوجه الاخر للتحديث الجنوني ، لان المتنبي يعد التشكيل الاختلافي في خواص العقل الواعي داخل منهجية الذات.وذات المتنبي ذات تعبر عن الاختيار العلمي في تشكيل الدراسات التصنيفية .
فالموضوع الذي طرحه الحاتمي باتهام المتنبي بسرقة معاني الشعراء المغمورين مثل[الخبز رزي]وهو محور متأسس على عقل غير واعي بدليل:هو ان الحاتمي تحدث بلسان الوجه الاخر للعقل وهو الجنون .والمتنبي كان قد فرق بين سياق العقل والصمت الصائت الذي جاء به الحاتمي ، وهو ليس عند الحاتمي هو تحقيق للفوز على المتنبي ، لكن الحاتمي اساء كما قلنا قراءة المتنبي وقراءة الاستنتاج الجنوني الذي اتى به وهو مثال على تكوين الحدث الجنوني عند الحاتمي وهي خلاصة جاءت متأخرة وانعكست بتأمله الجنوني ، ولذلك جاء منهجه الجنوني في [أنا الناقد وأناافكر]وانا المجنون وانا افكر هو تفصيل وانعكاسان قابلان لعملية التبادل السيكولوجية عند الحاتمي .وقد شكل ابن وكيع محورا وصفيا وحصريا وهوجزء من
ـــــــــــــــــــ
92*المصدر السابق نفسه ص304ص305.
حياكته المؤامرات ضد ابي الطيب هو وباسناد منه [لعلي بن حمزة البصري]وهنا علي بن حمزة البصري يتهم المتنبي برواية له ، بان المتنبي في مراحله الاولى من كتابته الشعر يسرق المعنى من[الخبز رزي]وانه كان يتوافق مع محاكاة قصائده حين يقول :[وأنا اورد عليك من خبره ما خبرني به ابو القاسم علي بن حمزة البصري-وكان من المجردين في صحبته والمفرقين في صنعته-ذكر انه حضر عند ابي الطيب وقت وصوله من مصر الى الكوفة ، وشيخ بحضرته فيه دعابة لا تقتضيها منزلة ابي الطيب في ذلك ، قال فرأيت ابا الطيب محتملا لما سمعه ، فقال له فيما قال :يا ابا الطيب ، خرجت من عندنا ولك ثلاثمائة قصيدة ، وعدت بعد ثلاثين سنة ولك مائة قصيدة ونيف من القصائد ، أفكنت تفرقها على المنقطعين من ابناء السبيل ؟ فقال له :الا تدع هزلك ؟ قال:فأخبرني عن قصيدتك الشاطرية التي خرجت من اجلها الى البصرة ، حتى اظهرت فيها معارضتك [الخبز رزي]لم اسقطتها ؟ فقال:تلك هفوات الصبا ، قال:فسألت الشيخ:اتحفظ منها شيئا؟ قال:فأنشدني ابياتا عدة ، قال ابو القاسم:فامهلت أبا الطيب مدة حسن معها السؤال وخفي المقصد ، فقلت له:أدخلت البصرة قط ؟ قال:نعم ، قلت:فأين كنت تسكن ؟ فخبرني عن منزل أعرفه ، كان[الخبز أرزي]منه على أدور يسيرة ، اربع او خمس ، فعلمت بأن الشيخ قد
صدق ]93*
في البداية نقول:ان المتنبي يوصف بانه كان اذا اراد ان يشخص من الناحية الشعرية فهو يشخص عصرا بكامله وبلغة عصرية قابلة للتجدد والتطور ، محكمة البنية والمعرفة ، والمتنبي في عصره اصبح سمة مميزة لذلك العصر لانه شخص البنية[الابستمية]في تشكيلاتها المتناقضة وهو يتحول بخطوات تجاوز فيها الابستمية نحو حلقة اكثر تطورا من الناحية الابستمية في هذا التطور حقق المتنبي منظومة[ابستمولوجية]في الشعر وبامتياز في عصر خاضه المتنبي وهو يقاوم ويقارع الخصوم ويدعو الى التطور بايجاز اركيولوجي في اطار المنظومة الابستمية واصفا حركة التاريخ ومنهجها الاختلافي وتاريخ الافكار نصب عينيه ومحاولة اعادة كتابة منظومة[مثيولوجيا الشعر العربي]خاصة بعد عودته من مصر الى الكوفة.والمتنبي حلم بخطاب فلسفي يجمع خواص الشعر وفي التركيز على الجانب الاكتمالي وقوة المجاز في اطار منظومة فلسفية شعرية خصبة.فالتاريخ الابستمي لابي الطيب كان تاريخا لبنية الافكار ، ونهاية لتاريخ الجنون الذي تمثل بمجموعة حاقدة على الابداع عملت دائما على تركيز الغل والحقد وقد تمثلت بشخصيات دفعها غلها وحقدها على
ــــــــــــــــــ
93*المصدر السابق نفسه ص305ص306
تطويق الابداع-لقتله امثال[الحاتمي وابن وكيع-والمهلبي-والوحيد الازدي]وغيرهم
وكان الدافع الى ذلك التصرف هو الدافع السياسي والتحريض السياسي ضد ابي الطيب ، ونحن في هذا الباب نؤكد على الحلم الذي حلم به المتنبي وهو يقتفي اثر الحلقة الجدلية في الشعر ويبتعد عن جنون الحاقدين فهو يسير وفق اشكال منطقي ويتحدث عن معنى الوجود في الصوت الذي هيمن على هذا الكون.فالمتنبي كان نصا ابديا يتحرك وفق ديالوغ العقل.فقد كان الاختلاف في المنظومة السيكولوجية.فلائحة الاتهام التي وجهت الى المتنبي بانه ضعيف باللغة وهذا افتراض معروف مغزاه ومعناه بعد ان فشلت خطاهم في الدس بسرقة المعنى والسطو على ابيات الاخرين.يعاود ابن وكيع الكرة ثانية في تعليقه على قول المتنبي:
ورد اذا ورد البحيرة شرباً بلغ الفرات زئيره والنيلا
يقول:[وتعظيم زئيره جيد ، وليس لصوت زئيره في الماء الا ماله في البر مع عدم الماء ، فكيف اقتصر على ذكر البحيرة-والفرات-والنيل ، اتراه لا يسمع الا في الماء]وهذا الموضوع ياتي في دور المبالغة في رسم الصورة الشعرية ولا خلاف في ذلك ، فالصورة الشعرية كلما تركبت فهي دليل على قوة عقلية وعاطفية متركبة عند الشاعر.وهذه ليست عيبا من عيوب الصورة الشعرية ثم ياتي الحاتمي ليتابع غيضه باتجاه المتنبي في تحقيق فعلته ، من ان المتنبي ضعيف اللغة وهو يعلق في الباب على ما قاله المتنبي[أذهب للغيط]انما يجوز[أشد اذهابا للغيط]ويدلل على هذا الموضوع بحديث يقوم باسناده الى الشيخ ابي الحسن المهلبي حيث يقول:[حضرته في مجلس لبعض الرؤساء ، وجرت مسألة في المذكر والمؤنث فقلت:قد يؤنث المذكر اذا نسبت لمؤنث-[مثل:كما شرقت صدر القناة من الدم]فقال:من قال هذا ؟ قلت:سيبويه...فقال:لا أعرف هذا ولعله مذهب -البصريين ولا اعمل على قولهم ، قال:فقلت:هذا في كتاب ابن-السكيت في المذكر والمؤنث:فقال:ليس ذلك فيه ، فأخرجته من خزانة الرئيس الذي كنا عنده ، فلما مرأه قال:ليس هذا بخط جيد ، أنا اكتب خيرا منه ، فقلت:ما جلسنا للتخاير بالخطوط فانقطع في يدي]94*وابن وكيع يؤسس موقفا سجاليا من خياله-باعتباره مفتاح للحقيقة والصدق في هذا الموضوع ، هو ان المتنبي كان يميز بين الحقيقة والخيال الجامد عند ابن وكيع في سجاله هذا يريد ان يحجب الجانب الامل في المغامرة عند المتنبي والجانب الذي يحل هذا اللغز العائم في حساب ابن وكيع ليسهل عملية القراءة لهذا السجال الفج في نهاية الموقف.فكان ابن وكيع هو والمهلبي شيخه الفج الذي يشكل الرقم الثاني في قضية الاتهام هو ان من المفارقة الغريبة هو:رفض فكرة المدلول -اولية المعنى الكلي على المفردة.فالمتنبي متشبع بالمتعالي
ــــــــــــــــــ
94*المصدر السابق نفسه ص306ص307
السيكولوجي بمنهج الاولوية للدال واولوية المفردة على المعنى ، ولكن الذي حصل هو ان ابن وكيع والمهلبي ارادا ان يعللا موقفهما في الكشف عن الاخطاء في اللغة عند المتنبي مع انه موضوع خارج عن اطار المناقشة اصلا ، وبلغ بابن وكيع مبلغا بان يهاجم المتنبي لان المتنبي لا يحب شرب الخمر حيث قال:
وجدت المدامة خلابـة تهيــج للقلـب اشواقـه
تسيء من المرء تاديبه ولكـن تحسـن اخلاقــه
وانفس مال الفتى لبـه وذو اللب يكـره انفاقــه
وقد مات امس بها موته وما يشتهي الموت من ذاقه
لان ابن وكيع كان مولعا بحب شرب الخمر لا يعجبه قول المتنبي فهو يعلق على البيت الثالث بقوله:[ولا اعرف شيئا دعا الناس الى محبة الشراب إلا ما نعلمه من انفاق العقل الذي اذا ذهب الليلة عاد غدا ، وقد أوحد ربحا من السرور تنتهز فرصته وتحلوا لذته فقد كره ابو الطيب ما أحبه الناس ، هذا مع فضائل يكثر عددها وتتواتر مددها ، منها ما يفعله الفرح في الجسم من زيادة اللحم والدم ...وربما بلغ السكر بالشارب العاقل الى غاية لا ترضي الصغار الغلمان وخساس العبدان ، ولكن لها ساعة تقل هذه البلايا في جبنها ، وتحمل على معاودة شربها ، وهي الحال التي
كرهها ابو الطيب]95*ومداخلات الموضوع تطلعنا على ما قام به ابن وكيع وغيره في بداية هذا الباب من اتهام المتنبي بتغليب المعنى وسرقة المعنى من الشعراء المغمورين والخطاء باللغة ومحاكمته بكل سماجه وبدون وجهة حق.فنحن نصل الى محصلة وقلناها في البداية من هذا الباب بان المتنبي كان مستهدفا سياسيا وبتحريض سياسي مسبق والا ماذا يعني هذا الفصيل من المدعين في النقد وتحويل امراضهم السيكولوجية وحقدهم وجهلهم في الشعر الى حراب في وجه ابداع المتنبي ، وهذه التجربة الذاتية الخاصة بابن وكيع يريد تعميمها على الاخرين لتكون مقياسا عاما لسيكولوجية بائسة تنشد الرغبة الذاتية اللاواعية ، وهكذا تمضي استجابة الدال الى الذات ، فابن وكيع عمم بدون دراية وادراك ، ان علاقته بالخمرة والحقد هي علاقة جدلية.فهو اعاد مرجعيته في اطار النظرة التحليلية لانها تقوم على البناء العقلي اللاواعي كما ان ابن وكيع له اسبقية في الذات متركبة ومتفردة بالمرض السيكولوجي حتى اعتقد انه يمكن تعميمها على الاخرين وفق اطار استعادتها وهي متفردة بخلاصتها العمومية.
ــــــــــــــــــــ
95*المصدر السابق نفسه ص310
[اعجاز المعنى واشكالية الدال عند ابي الطيب]
ان وصف الدال عند المتنبي:يعني حضور المعاني ، وخواص الدال عند المتنبي :وحده -جدلية فريدة ، فهي وجود طبيعي برموزه في الغياب والدال رغبة شديدة لا توجد حتى في تلافيف الذات ، انه دليل المعنى وهو الدال المهيمن على كل الرغبة العارمة وهو في هذا الموضوع يعكس رغبات متعددة من الوعي الانساني الكبير ، وهو الخوف حتى من الاخصاء ، وهو رسم لمواقف تدلل بمدلول متعال هو الوجود .وتعد البنية المركبة عند المتنبي قيمة دلالية تتشكل بالاداءوعلى كل المستويات المختلفة.فالمظهر البنيوي يعطينا قيمة دلالية تؤكد وحدة المعنى.فالبنية المركبة تعطينا معنى لحرية التاويل وصياغة للبنى الدلالية في توليد المعاني والمتنبي كما يقول[ابن رشيق]في عمدته:[ثم جاء المتنبي فملأ الدنيا وشغل الناس]وبهذه الفرضية التاويلية-بقيت وجهة نظرفي فلسفة الخطاب تتحرر بطابع وجودي وهي قائمة على واقعية منطقية تتناقض مع التمثيل البنيوي في فرضيات التاويل المتعاكسة بازدواجية جدلية لمعنى الخطاب في فلسفة [الدال الخطابي]وتجدر الاشارة ، هو ان المغزى والاحالة في حلقة المعنى في الدال تفضي بنا وفق عبارة ابن رشيق هو ما عجز عنه النقاد والخصوم ، والشراح ، وحقيقة الامر:ان المتنبي احدث ضجة في معنى العلم الدلالي بما شكله الخطاب الفلسفي من معنى واضاءة للنظرية الشعرية وشروط امكانها في الخطاب الذي حدث لابن الرومي نتيجة بسط لسانه في الانحاء حتى حذر منه القاسم فدس له السم وحسبك ما تركه ابي الطيب من خلافات واحالات ومنازعات سيكولوجية كقول:الجرجاني عن خصوم المتنبي وهذا الفريق[يسابقك الى مدح ابي تمام والبحتري ويسوغ لك قريظ ابن المعتز وابن الرومي حتى اذا ذكرت ابا الطيب ببعض فضائله واسميته في عداد من يعصر عن رتبته امتعض امتعاض الموتور ونفر نفر المضيم فغض طرفه وثنى عطفه وصعر خده واخذته العزة بالاثم]96*وعلة ذلك المنحى هو المنهج البنائي المعرفي للدال عند المتنبي باعتباره حقيقة تستفز هذا الحشد الحاقد من الجهلاء ويثير الامتعاض ويشعر المتلقي بانه امام صرح بنائي[للعلامتين][الكتابية -والصوتية]في انتاج المعنى واللغة بوصفهما يتناولان[البنيوية السيميولوجية]ويشتركا منطقيا مع الدال بوصفه اشكال صوتي يتعلق بلغة الذات المتعالية.وهذا ما يقوم بوصفه[الجرجاني في كتابه الوساطه]من ان الناس كانوا فريقين ، فريقا يعرفه وفريقا اخر يحكم من خلال شعره.وقد روي عن[ابو علي الفارسي]هو ان بيته كان يقع في طريق ابي الطيب الى عضد الدولة وكان ابو علي الفارسي لا يتراجع الى كبرياء المتنبي ، وكان ابن جني وهو الشخص المعجب
ـــــــــــــــــــــــ
96*انظر مختارات المازني عبد القادر دار الفكر بيروت سنة 1965ص11
بالمتنبي يكره من يذم المتنبي ويحط منه وكان يسوءه اطناب ابي علي الفارسي في ذم المتنبي وصادف ان قال ابا علي لابن جني[اذكر لنا بيتا من الشعر نبحث فيه مبدأ ابن جني فانشد:
حلت دون المزار فاليوم لوزر ت لحال النحول دون العناق
فاستحسنه ابو علي واستعاده ، وقال لمن هذا البيت فانه غريب المعنى ؟ فقال ابن جني للذي يقول:
ووضع الندى في موضع السيف بالعلى
مضر كوضع السيف في موضع الندى
فقال وهذا احسن والله!لقد اطلت يا ابا الفتح فاخبرنا من القائل ؟ قال:هو الذي لا يزال الشيخ يستثقله ونستقبح فعله وزيه وما علينا من القشور اذا استقام اللب ؟ قال اظنك تعني المتنبي ؟ قال:نعم ، قال:والله لقد حببته الي 97*وكان ابن جني ينشد ما ارتبط باعماقه من شعر المتنبي فهو يمتد بالاشارة القصدية عند المتنبي معتمدا مسلمة متسامية الى ما وراء اللغة ، هذا التخارج المنطقي هو الاكثر اصالة في تفاصيل المعنى وبانطلاق انطولوجي نحو تجريبية المعنى الدال وجدله العميق باصالة النظرية
ــــــــــــــــ
97*المصدر السابق نفسه ص12
الشعرية بوصفها خطابا يعيد صياغة العملية الجدلية بين[الواقع-والمعنى-والدال]فاللغة هي عمق هذا التخارج والعلامة مثلت الاكتساب الفعلي من خلال استعمالها في الخطاب والسيمياء الخطابية كانت اداة التجريد في الدال والعلامة اصبحت اختلافا بين[الدال-والمدلول]والخلاصة:ان الدال عند المتنبي تمثل تعريف الاصالة للنظرية الشعرية التي تربط التكوينات الداخلية والمحايث التطبيقي في اللغة وبالقصدية المتعالية لموضوع اشكالية الدال عند ابي الطيب وهو المعيار النهائي لفلسفة الخطاب الشعري.
[العلامة الصوتية]
تعالج المنهج البنيوي لعلامة اللغة عند المتنبي بالوعي المتعالي للعلامة الصوتية ودور العلامة الصوتية في انتاج المعنى داخل محايث اللغة.فاللغة عند ابي الطيب هي عملية درس الكلام من خلال الصوت وانتاج العلامة والبنيويتان-[السيميولوجية-والسيكولوجية]يحركان[الدال الصوتي]باعتباره تعبيرا عن الوعي الذاتي في[الجراماتولوجيا]النصية ، يلحق المتنبي تكنيك النص الشعري باعتباره خرقا للكلام ، ويعني ان البنيوية السيميولوجية تشترك بالتفاصيل مع ذاتية الدال باعتبارها ركن صوتي يسمى اللغة الذاتية ، ويعود الاعتقاد بان الاشياء هي عالقة بالحضور الذاتي ، وان الدليل على هذا الحضور هو الاشكالية في الصوت والوحدات الصوتية الموضوعية ، وقد وضح هذا الموضوع[هوسرل]في كتابه[الكلام والظواهر]فكان صوت المتنبي اشبه بالصوت الصامت ويؤشر المتنبي هنا حالة الاستبصار المكبوت، في ان الحاصر دائما مسكون بالاختلاف ، والمتنبي وضح هذا الحضور الذاتي في الصوت المكبوت واقعيا ، وكان الصوت لابي الطيب صوتا باطنيا وكان صوته هو الانموذج لتكوين الوحدات الصوتية والانموذج الافصح للعلامات ، وصوت المتنبي ينتمي الى باطن جوهري في هذه الاشكالية الجدلية المتفاعلة والذي اختزل النزاع-والسماع بوصفه تفصيلا ذاتيا يتعلق بالباطن الوصفي للذات.
[المركزية الصوتية]
فهي ترتبط عند المتنبي بالنزعة الذاتية ، وافتراضا يكشف رغبة حركة الحضور المركزي[في البداية-والوسط-والنهاية]اما العلامة المركزية للصوت تبقى متعلقة بتقاربية انطولوجية مطلقه.وما يعنيه[الصوت-والوجود]وعلاقته بالمعنى الموضوعي وتقريبيته من[مثالية المعنى]وتاتي مركزية الصوت عند المتنبي في تقديري بتعيين تاريخي للمعنى الانطولوجي لانه الحضور الذي امتزج بالتعيينات الذاتية والتي تستند الى الموضوعية ويعني هذا في هذه المعادلة:من أن:
الحضور بوصفه ابتداء من لحظة+والحضور بوصفه عملية جوهرية+والحضور بوصفه وجودا+والحضور يعني الوعي الذاتي+والحضور يعني للاخر+الذات بوصفها خلاصة للأنا وهكذا تتعين كينونة الوجود بوصفها حضورا
العلامة الصوتية
العلامة المركزية الصوت والوجود
المتعالي المنهج
الوعي البنيوي
السيميولوجيا النص الشعري ذاتية الدال الصوتي
+ الدال
السيكولوجيا جراماتولوجيا
مثالية المعنى انتاج المعنى الأنطولوجية
المطلقة
مرتسم توضيحي رقم (3) يشير الى
العلامة الصوتية _ ومركزية الصوت
البيت الاول
من الحلم ان تستعمل الجهل دونه واذا اتسعت في الحلم طرق المظلم.
"العلامة الصوتية في انتاج المعنى"
*************
البيت الثاني
وأن ترد الماء الذي شطره دم فتسقى اذا لم يسق من لم يزاهم.
"السيميولوجيا+السيكولوجيا+الدال الصوتي"
************
البيت الثالث
ومن عرف الايام معرفتي بها وبالناس روى رمحه غير راهم.
"العلامة المركزية+الانطولوجية المطلقة"
************
البيت الرابع
فليس بمرحوم اذا ظفروا به ولا في الردى الجاري عليهم باثم.
"الصوت والوجود+مثالية المعنى"
البيت الخامس
اذا صلت لم اترك مصالا لصائل وان قلت لم اترك مقالا لعالم.
"الوعي المتعالي"
************
البيت السادس
والا فخانتني القوافي وعاقني عن ابن عبيد الله ضعف العزائم.
جراماتولوجيا النص الشعري
**********
البيت السابع
عن المقتنى بذل التلاد تلاده ومجتنب البخل اجتناب المحارم
"ذاتية الدال"
***********
البيت الثامن:ويتشكل من اربعـة ابيــات
تمر عليه الشمس وهي ضعيفــة تطالعه من بين ريش القشاعم
اذا ضؤوها لاقى من الطير فرجة تدور فوق البيض مثل الدراهم
ويخفي عليك البرق والرعد فوقه من اللمح في حافاته والهماهم
ارى ما دون ما بين الفرات وبرقه ضرابا يمشي الخيل فوق الجماجم98*
[المنهج البنيوي]
[بنية الاثر الفكري والحضور الذاتي]
هو ما يتعلق بالسلطة التراتبية في تشكيلاتها المركزية وهي مركزية الصوت داخل البنية هذا الموضوع هو الذي
بالسيميولوجية ووعي المستويات الثلاثة من : محور الاشارات
محور الايقونات
محور الرموز
وقد تجاوز ابي الطيب المتنبي مرحلة الباطن الشعري او اللغز النصي الى الجذور والامتداد والانعتاق في المشابهة الرمزية ووعي الرموزالسيكولوجية بعقيدة وقوة اسطورية كبيرة تؤكد ثراء النص الشعري عند المتنبي .وعندما يترجم هذا الوعي الاسطوري -والرمزي والذي هو نتيجة جدلية للنظرة التحليلية والتي تعنى بالعلاقات الاختلافية في الاشارات باعتبارها تخارجات واشارات تسير وفق لحظة الضمير الرمزي الاختلافي والذي يعنى بمفهوم اللحظة المتكونة بالمنظومة الايديولوجية والوعي القياسي الذي يحدد المعنى وبطريقة تركيبية في علاقة جدلية متركبة ومتعددة الابعاد والايقونات الاشارية83
فحب الجبان النفس اورده التقى وحب الشجاع النفس اورده الحربا
ويختلف الرزقان والفعل واحد الى ان ترى احسان هذا ولذا ذنبا
ـــــــــــــــــــ
83*انظر:barthes,[ensays criticos] trad.baree iona 1970,p.252.
فالعلاقة بين العلامة السيميولوجية وفكرة النظم بتصور يربط هذه الاشارات المتلاحقة والمتداخلة سيكولوجيا بوضوح رمزي يحدد قيمة هذه العلاقة وباختيار سيميولوجي باطني يؤكد العمق الدلالي في لغة [المنهجية البنائية]التي تستند الى تصورات تتعلق بالاشياء والملاحظات وهذا يتكون ويتوفر بالحالة الانبثاقية وحركية الاتصال بموضوع المشاكلة في النصين اعلاه وهو موضوع يتعلق بالنسيج الشعري عند المتنبي وما يترتب عليه من اختيارات تتصل بتلك الحلقة الاشارية التي تشخصها السيميولوجيا وتشير الى الدلالة في عمق الاشياء واتصالها بدلالتها السيميولوجية.فالرجلان يقومان بالفعل الواحد وقول احمد بن علي الازدي المهلبي بقوله:واقول:انه لم يفهم معنى البيتين ولا ترتيب الاخر منهما على الاول.ومعنى البيت الاول [ان الجبان يحب نفسه فيحجم طلباللبقاء والشجاع يحب نفسه فيقدم طلبا للثناء.والبيت الثاني:مفسرا للاول يقول:فالجبان يرزق بحبه نفسه الذم-لا حجامه.والشجاع يرزق بحبه نفسه المدح لا قدامه فكلاهما محسن الى نفسه بحبه لها فاتفقا في الفعل الذي هو حب النفس واختلفا في الرزقين اللذين هما الذم -والمدح حتى ان الشجاع لو احسن الى نفسه يترك الاقدام كفعل الجبان لعد ذلك له ذنبا.فهذا هو المعنى وهذا في غاية الاحكام بل في غاية الاعجاز لا لما فسره ]وهذا يعني ان ابن
جني لم يدرك ما خصه ابي الطيب المتنبي في هذين البيتين من معنى 84*
ان التوصل الى بنية هذين البيتين لابد من تحديد اختيارات مشروطة بالنظم التي تخضع للسياقات في البحث السيميولوجي وتحديد وظيفة النظم الدالة والاختلافية في اللغة طبقا للمنهجية البنائية المتمثلة بالتصور الخاص بالاشياء والملاحظات المتوفرة لهذا الانبثاق والاتصال بالوعي الشعري ومقوماته ووجهات النظر في المنظومة المحورية التي حددتها السيميولوجية البنائية التي تناولها [ابي الطيب المتنبي ]في شعره والعنصر السياقي في التفسير الذي توصل اليه [ابن جني ]للوصول الى القوانين التركيبية التي احكمت اجزاء الطباق والتركيب في المنهجية الجدلية عند المتنبي .والتضامن الذي اقتضى تشابك تلك الوحدات في البيتين وبالضرورة التبادلية .وكانت السيميولوجيا هي التوفيق الاختلافي بين هذه الوحدات ابتداء بحركة الاختيارات وانتهاء بحدود التوفيق -والتوثيق بين المحاور الثلاثة المشار اليها في الصفحات السابقة ولنفس الغرض المطلوب .
والاختيار في تجميع القوانين النقدية التي تحكم النص الشعري -من الناحية الفنية وما يتعلق بالحرية التي توفق بين النصوص الشعرية والاسلوب النقدي. فهي اوسع
ــــــــــــــــــــ
84*انظر.الدكتور عباس احسان تاريخ النقد الادبي عند العرب ص285.
لمنطق الحرية منعطفا لمنطق الحرية لانها تخضع لقوانين النقد المتماسك الذي يتصل بالموضوع وما نعنيه [الميدان الفكري واللغوي ]وياتي السياق هنا بتدرج احتمالي ليتناسب عكسيا مع الحجم المتناسب للوحدات ويتصاعد هذا السياق كلما انتقلنا الى مستويات اعلى من الابداع.ويعد الاشكال النقدي على هذا الصعيد عند ابن جني وملابساته في شعر المتنبي ومن الواضح ان ابن جني وعلى وجه العموم لم يكن ناقدا ولذلك حدث الالتباس في الاحكام التي كان من السهل الاشارة لها او رفضها او تزييفها او التحكم في تفسيرها وهي اشارة الى القواعد النقدية المحددة.وهي وحدها كافية لتصور ذلك الصراع النقدي الذي دار بين انصار ابي الطيب المتنبي وخصومه.وكان سعد بن محمد الازدي البغدادي[كان عالما بالنحو واللغة والعروض وبارعا في الادب كما يقول فيه ياقوت في معجم الادباء ]وهو صاحب مؤلف شرح فيه ديوان ابي الطيب ولم يصلنا هذا الشرح ولكن كان الاعتماد على تعليقات ابن جني ويذكر ان هذه التعليقات جاءت بتماس مع ابي الطيب لان الازدي البغدادي عاصر ابي الطيب وكان في مصر حين كان ابي الطيب نزيلا فيها .وكانت له علاقة بابن خزابه احد خصوم ابي الطيب وانه كان على دراية بما يحاك من مؤامرات حول المتنبي في مصر قال [فوقفت من امره على شفا الهلاك ودعتني نفسي-لحب اهل الادب-الى استحثاثه على الخروج فخشيت على نفسي ان ينهى ذلك عني]وهو الذي شهد المتنبي [رجل يقرأ عليه شعره فيساله عن اشياء قريبة فما كان جوابه اياه جواب متقن وصاحب الكتاب نحوي متقن]85*
وقد تراه في مجالس سيف الدولة في حلب بعد ان فارق المتنبي لحضرته ومعروف انه له منهج خاص كان قد خاضه معه في حديث حول ابي الطيب.فهو على العموم متابع لخواص واخبار ابي الطيب في مراحل مختلفة او سمع اخباره منهم وعارض بعضها ثم حسبه خطا ابن جني،فهو يبدأ بتعريف اتجاهات متعددة ومختلفة تخرجه عن كل الاطوار فهو يتجه الى الطور النقدي اللاذع باحكام العدل وابن جني له اطلاع بصناعة الشعر الذي اوصله الى هذا الموقف هو العناد والتشدد الذي احكمه ومن ثم شنه الخصوم،والمتنبي شاعر ذو فضائل وعيوب اما الفضائل وتندرج في ما يلي:
1.طول النفس.
2.جزالة الكلام .
3.والمبالغة في خواص المعنى .
ــــــــــــــ
85*المصدر السابق نفسه ص288.
اما العيوب فهي:
1.عدم الدقة والتفتيح في الكلام .
2.استعمال الرذل من الغريب في اللغة -والغريب الحوشي.
3.التكرار في المعنى.
4.الغموض في شعره.
5.الخطأ في اللغة .
6.اللحن في الاعراب.
وابن جني في دفاعه عن ابي الطيب هو ان المتنبي قد ظلم وانه محاولا انصافه.والذي يعنينا بقوله هو ان المتنبي مثل القوانين التركيبية في قواعد التوفيق بين رموز اللغة والتوزيع العام للمستوى السياقي وان المستوى السياقي عند المتنبي يتكون من رموز حية تتعلق بمختلف الوظائف وتتبادل اطرافها الحية علاقة من الاختلافية والتبادل الموضوعي في تكوينات اختلافية من رموز العلاقات السياقية المتجاورة.والمتنبي وافق الاقتضاء لهذه الوحدات وفق اليه جدلية تحدد:
1.الضرورة والتبادل الحسي في مدحه سيف الدولة:
عذل العواذل حول قلب التائه
وهوى الاحبة منه في سودائه
يشكو الملام الى اللوائم حَّسره
ويصدُّ حينَ يلمنَ عن برحائِهِ
فهو الاشد والاشقى ان يشكو هذا الملام الى اللوائم ما يلقاه من حر هذا القلب في تفاصيل اختياره وفق عذابات تحدوها قوانين تحكم وتحتكم الى عمليات الخلق الفني والعاطفي.فالتوفيق بين هذه العمليات الاختلافية انما تخضع للتماسك الفكري المتصل عاطفيا مع الحدث.
2.الاقتضاء الفكري الذي يؤدي الى العمليات الاختلافية
أَأَحُبّهُ وأَحِبُ فيه ملامةً ؟ انّ الملامةَ فيه من اعدائِهِ
اجد الملامة في هواك لذيدة حباً لذكِركِ فليلمني اللّومُ . 86*
اضافة الى اقتضاء الملامة وهي الاطروحة الشعرية في فلسفة العقيدة في اللغة والملامة ثانية فيه تتصل بالميدان اللغوي باعتبارها احتمالية تتناسب طرديا مع الطباق الشعري ثم تاتي الملامة في هواك وهي اكتمال خصوصية التفاعل بين القوانين الثلاثة في [الاطروحة الشعرية +الطباق الشعري +التركيب الشعري الجديد في الحب
ـــــــــــ
86*انظر.الفتح الوهبي على مشكلات المتنبي ..تاليف ابي الفتح عثمان بن جني تحقيق الدكتور محسن غياض دار الشؤون الثقافية بغداد 1990ص27.
لذكرك فليلمني اللوم وهو المستوى التركيبي في الاصرة اللغوية عند[سوسير]والتي يسميها قوانين التراكيب او قوانين المركبات الواقعة في ثلاثة محاور]:
محور الاطروحة الشعرية + محور الطباق الشعري محور التركيب الشعري الجديد وهو الذي يساوي المعنى في هذه التركيبة الفكرية وهي تتشاكل على ثلاثة اتجاهات تجمعها الوحدات اللغوية وقوانينها في حركية الاختيار وطبيعة حدود تكويناتها المختلفة على المستويات القياسية -والتبادلية داخل [البوتقة السيميولوجية]التي اصبحت هي المستوى العلمي للوصول الى الوحدات السياقية عن طريق التفكيك والتحليل والتركيب -والتجاور داخل التقابلات المتشابهة في المنظومة اللغوية.ومن الملاحظ ان اجتماع بعض عناصر الابنية التركيبية التي تتسم بالاطراد والذي ينطوي على مفهوم[نظام ظاهرة التركيب]طبقا لظاهرة تركيب المنظومة الصائبة على مستوى سياقات البنية.والمتنبي ادخل في هذا التنظيم عنصر الاتصال.فالبنية قد اتسمت بتشكيل العلاقة والتنظيم بالتوصيل بين اختلافية هذه التواصلات في المنظومة الوظيفية التي تحدد كتلتها عناصر دقيقة في المنظومة ، وهذا الذي توصلنا له من الناحية البنائية :وهو البحث عن تفاصيل متشاركة داخل التحليل الوظيفي للمنظومة الشعرية عند المتنبي وهو يهدف الى الكشف عن خواص للتواصل داخل هذه الحلقة المستعرة شعريا في قوله:
عَجِبَ الوشاة من اللحاة وقولهم
دَعْ ما نراك ضعفت عن اخفائه
والوشاة حوله والذات مفهوم متعلق بسياق خارج المعنى حتى كأن الفكر البنائي داخل هذا المعنى لا يعود فكرا مركزيا.فأن محور العلاقة هم الوشاة كقول قيس بن ذريح:
تكنفني الوشاة فأزعجوني
فيا للناس للواشي المطاع
وهنا يتمركز محور هذه العلاقة ، وحين يتحدد مسبقا وعندما يختلف الموقف باستمرار داخل هذه المنظومة الشعرية التي تظم مع غيره من الاشياء ، والذي اعجبه في هذا الضعف :هو عدم الاخفاء ما وجد من تفاصيل هذه اللعبة الذاتية الواضحة واذا لعب دورا صغيرا لتركه يكون في حالة ضعف اكثر وجوبا ، وهنا يأتي دور التكليف ، فهو خارج السياق الذاتي لانه فعل ما يعجز عما هو دونه ، ويأتي دور تحديد اللغة فهو الدور الحاسم في هذا المعنى وقد فشل في تشخيص العناصر المنفصلة ألا وفق العلاقات الخلافية في عناصرها المختلفة .ويقول:
ما الخل الا من أود بقلبه وأرى بطرف لا يرى بسوائه 87*
ـــــــــــ
87- المصدر السابق نفسه ص28
وفي هذين السياقين الذاتيين داخل المعنى والذي يتم البرهان في الاول مجرى السياق الذاتي الذي يعرش داخل حلقة الروح والسياق الثاني يتداخل مع السياق الاول ويتلابس معه في استحقاق الوعي الذاتي وباستخدام البناء وفق وظيفة حيوية كما حددها في البيت الاول والمنعطف الثاني يأتي عمليا داخل الذات اي يأتي دور الترجمة العملية في ذلك من خلال النص الشعري.
مثل قوله :
لساني وعيني والفؤاد وهمتي
أود اللواتي ذا اسمها منك والشطر
في البيت تقنيات ذاتية ترجع الى حضورها الذهني السيكولوجي في استمرار ما تبقى من امكانية لهذه العلاقة واذا استمرت ، فالذات هي القائمة لتتجاوز كل تقنيات الود المطروحة ، والعلاقة بالذات هي علاقة تأمل ببلوغ اللحظة التاريخية ، حيث يكون الفرد والذات هي العلاقة الودية بين هذا الفراغ السيكولوجي.
مثل قوله:
خليلك أنت لا من قلت خلي وان كثر التجمل والكلام
وفيها: ان المعين على الصبابة بالأسى أولى برحمة ربها وأخائه
كانت العلاقة قد استهلكت بالذات وهي الانموذج الفردي ضمن اطار المعرفة.فالتأمل يعي التخارجات الفردية في حالة استهلاك الحلقة الراهنة داخل الذات ويأتي الاضمحلال داخل هذه التشكيلات خاصة عند[لاكان]في تصريح العلاقة مع الذات والعون بالصبابة وهو شروع للمعونة بالاسى اي طلب المعونة في الاسى وهو اهتمام بطلب أصرة المواساة سيكولوجيا والنطق لسانيا من خلال المنظومة الشعرية .نعود الى موضوع هجوم الوحيد[ابو طالب سعد بن محمد الازدي البغدادي على ابن جني ، وانه في راي الازدي البغدادي :قد تصدى الى منعطف لا يحسنه حتى يقول له في بعض الاماكن [لو كان لنقد الشعر والحكم فيه محتسب لمنعك ايها الشيخ من ذلك لانه ليس من عملك ]وينصحه ان يكون معلم للصبيان فقط [عليك ايها الشيخ بنفض اللحية وتبريق العينين للصبيان ولا يحل لك التعرض للشعر]والوحيد الازدي جاء مخلصا المتنبي من ابن جني -وجدناه يحط من الاثنين بشكل عادل ، حيث يقول :وما قرأت ديوان شاعر من المحدثين فيه من العيوب ما في شعره ، فهلا اقتصدت في هواك وتجملت ولم تدع كتابك من الفاظك ما يشينك ولا يزينك]
فالذي اوضحه الوحيد الازدي انه انطلق من وقفة عاطفية لدراسة البنية الشعرية للمتنبي حيث تخللها الهوى والعصبية حتى نلحظ ببساطة انه يقوم بعملية نقدية منحازة الى ابن وكيع حيث اخذ هذا الناقد على ابي الطيب كراهته للخمر لانها تذهب العقل [وذو اللب يكره انفاقه]وذهب الوحيد الازدي حين قال : [انما العقلاء احتالوا في انفاق العقل وقتا ما ليزول عن النفس ثقله ، فأنه كالحافظ الرقيب يعترض على متبع الهوى ، فيثقل على النفس ، فاحتالوا في الراحة منه وقتا ما تخفيفا عن النفس ]والوحيد الازدي رغم هذا المعترك الاشكالي ورغم هذا التشابك ، والضبابية المكثفة والواهنة في الاساليب النقدية عند ابن جني ، كان الوحيد الازدي يعتمد المحاولات البنائية في اكتشاف منظومة المتنبي الشعرية ، وهو يعمل على اعادة انتاج هذه البنية وفق مبدأ انتاج الواقع وصياغة منظومته السسيولوجية بمعنى تفكيك حلقة الاثنين ،وهذا عمل منطقي لانه يتعلق بالبنية الشعرية والواقع ما يعنيه الوحيد الازدي هو الكشف عن هذه الاسباب والمسببات وحين امتدح ابن جني خلق المتنبي عارضه الوحيد بقوله:[ليس لذكر الاخلاق ها هنا معنى]ولما بادر ابن جني بالثناء لأستاذه ابي علي الفارسي على المتنبي قال له الوحيد الازدي[النقد لا يحتاج الى تقليد ولا تساوي الحكايات عند النقد شروي قبيل ، فاربع على ظلعك ، وابق ان شئت على نفسك]وعندما اراد ابن جني ان يقيم توافقا بين بيتين للمتنبي حسبهما متناقضين رد عليه الوحيد الازدي بقوله:[هذا يدل على اعتقاد صاحب الكتاب ان على الشاعر ان يساوي بين معانيه في جميع قصائده ، وهذا باطل ، فأن الشاعر قد يحمد الشيء ويصفه بالحسن بكلام حسن مقبول ثم يذمه في قصيدة اخرى... ولا سمعت على أحد من نقاد الشعر أخذ على شاعر مثل هذا ، وإنما يؤخذ عليه تناقض كلامه في حال واحدة في بيت واحد وأما في شعر أخر قد رمى فيه الى غرض سوى الاول فلا....]88*
(الوحيد الازدي وابن وكيع التنيسي
والاشكالية النقدية في شعر المتنبي )
ان التعريف للاتجاهات النقدية واحتماليتها المشروطة باستخدام العرض تعريفا واختزالا من الناحية البنيوية وهي تقع ضمن محاولة لعزل بنيات الانشطة الانسانية العامة والبنيوية في التقدير العالي للموقف ، هي الدراسة للاداب [ولانثروبولوجية اللغة]وحركة التاريخ ، والبنية:وحدة تتعلق بالتركيب الوجودي للغة والعلاقة داخل مكونات الوعي الموضوعي والبنية:مرتكزاتها تكوينيا من خلال مركبات هذه العناصر بعضها بالبعض الاخر وليس من مكونات الطبيعة الجوهرية المركبة لهذه العناصر ، والوحيد الازدي يتطرق الى الغلو في المعنى ، ولو حدث ذلك لكان المحدثون اشعر من الاوائل .يريد من خلال هذا التفسير ان يقول:ان ابن جني قد اخطأ التقدير حين
ـــــــــــــــ
88*انظر:د.عباس احسان :تاريخ النقد الادبي عند العرب ص289 ص290.
تناول شعر المتنبي من [مركب المعنى وحده]والوحيد يعود الى نظرية [الجاحظ]القديمة فيقول:[والمعاني يقدر عليها الزنج-والترك-والنبط...فيعتبرونها كل بلغته]ولذلك فالمؤاخذة على الشعراء المحدثين بان نصوصهم الشعرية يشوبها الغموض ، وتحتاج الى تفسير ، وهنا يعتقد [الوحيد الازدي]ان التفسير للنص الشعري هو منقصة لصاحب الشعر .والبنية النشيطة في تقديره هي التي تصف العناصر الجوهرية ، فكان ارسطو يصف التراجيديا ، بانها محاكات لفعل وقدر كامل في ذاته لان فيه احداث تثير الشفقة -والخوف لكي يتم التطهير وفق وصف البنية المتكاملة وصاحبة النشاط التراجيدي.كذلك ما دعاه [فرويد][بنيتي النرجسي -والاوديبي]وعند[بارت]المتسم بالتحول الذي يولد معنى معينا .وهنا يحدث التغير في منطقه النسبي ، ثم بعد ذلك يتحول الى تركيب جديد ينشد التغير .[ودريدا -ونيتشه يعتبران البنية وتفاصيل المعنى الذي اظهره المتنبي في نصوصه الشعرية:هو دراسة بنية العلامة السيميولوجية من خلال عرض الرغبة في التوجيه والضبط وعزل هذه الوحدات وما تشكله طريقتها من توجس وفق دراسة للمنظومة العضوية التاريخية من الناحية البنيوية ]واما الفكرة العامة لفلسفة النص الشعري عند ابي الطيب فهو نطاق الدراسة السيميولوجية كما قلنا من ناحية الامتداد التاريخي وما هو مفيد في حلقة المناقشة -والمعنى في خاصية التوضيح فيه من ناحية التوصيفات البنيوية لانه معنى واسع من ناحية التعيين لان [الوحيد الازدي]كان ذو حدود ضيقة في التفسير -والغموض هو من حركية الابداع في القصيدة .فاذا كتبنا بشكل مباشر وتعليمي ماذا بقي للمتلقي ؟ ونحن دائما نتذكر المنحى الفلسفي في شعر المتنبي -والوحيد يعتبره وجه من أوجه الماخذة في شعر المتنبي.نقول فأن من المعتاد الا نقوم بالتعيين الضيق للبنيوية الحديثة وباسمائها ومدارسها ابتداء من [الشكلانيين الروس]في النقد ، وسوسير وتروبتسكي في اللغة ، نقول ان الشكلانيون الروس 89*انشغلوا في مداخلات المقولات وعزلها من الناحية الوصفية المتعلقة بالنص الادبي ، وهو رد فعل على اسلوب العاطفة الذي شكل الرمز منهجه المتفكك ثم ياتي [بروب]في السرديات حيث تطورت بنيوية الرحلة الى اوروبا الشرقية -ولكن دريدا مثل التواصل البنيوي في هذه المرحلة الطويلة ، نقول ان الاشتغال على هذا الطريق الذي سلكه[الوحيد الازدي]في دراسة المعنى دون الدراسة[السيميولوجية]ودون دراسة القوانين المتنوعة في تشكيل البنيات ، وتفاصيل الوحدات[الصوتية]في انتاج المعنى وبنية العلامة نفسها في القياس المنطقي ، والذي يمثل وحدة تكاملية تنتج العلاقة الديلكتيكية بين [الدال والمدلول]وياتي النشاط البنيوي ليتشكل بقياسات تتمثل باللغة [والسيميوطيقا]ليضع ليفي شتراوس هذه المسلمات
ــــــــــــــــــــــ
89*انظر:صور دريدا ..المجلس الاعلى للثقافة السنة 2002 ص78
واضعا نصب عينيه احكام [مارسل موسى]في المقدمة الموضوعة لكتاب[السوسيولوجيا-والانثروبولوجيا]وهم يخطون بخطوات التشكيل الدلالي عند [تروبتسكي]90*لقد اخفق[الوحيد الازدي]في نقده لشعر المتنبي لضيق افقه في الدراسة لشعره ولفشله في اتهام المتنبي بانه بالغ في شعره وبافراط وهذه حقيقة :في ان المبالغة هي من خواص الشاعر ولا ضير في المبالغة اذا تطلب الامر وصفها في البيت الشعري ، واتهام المتنبي في ايراد الفاظ الصوفية -والفاظ في الطب -والفلسفة والوحيد الازدي اذا عاب على المتنبي هذه الخواص ، فهذا يعد شرفا في فلسفة النقد عند الوحيد الازدي لماذا :لان المتنبي لعب دور التجديد في البنيوية اللغوية فيما يخص العلوم -والفلسفة الاجتماعية ، وهو نفس الدور الذي لعبه العلماء في خدمة المعرفة والتجديد عند المتنبي على مستوى هذه العلوم ، هو بالكشف السيميولوجي لبنيوية اللغة والمنهجية اللغوية عند[تروبتسكي]وهي تنتقل من الصياغة المنهجية الواعية في اللغة الى الدراسة البنيوية التحتية للعناصر التي وصفت بالكيتونات وتحليل العلاقات بين العناصر وفق مفهوم تفاصيل النظام البنيوي المترابط وبين الانظمة الصوتية المتشكلة وفق منهج لغوي-بنيوي ، وهذا يؤدي الى اكتشاف القوانين
ــــــــــــــ
90*-المصدر السابق نفسه ص78
العامة ، ويعيب [الوحيد الازدي]على المتنبي صحبة الفاظ الصوفية ويعتبره عيب في صناعة الشعر.ونحن نتساءل عن هذا الايغال في الاتهام بمعنى:ان التحليل التاريخي الشامل لمعنى الخاصية البنيوية للشعر واللغة -باعتبارهما كائنان مترابطان في التأسيس وحيث تكون اللحظة المناسبة في تقييم هذه المداخلات سواء[الصوفية او الطبية او الفلسفية]التي يعيبها [الوحيد الازدي ]اصبح افتراضا خارج عن انسكلوبيديا الشعر عند المتنبي .والنص الشعري عند المتنبي في منهجه الحداثي تجاوز ممنوعات [الوحيد الازدي]لانه مهد الى المعلوماتية العلمية الحديثة وكان نص المتنبي مبشرا بالعلوم والمعارف .اما ما تناوله [الوحيد الازدي]فهو امكان نقدي متخلق ، فالمتنبي ناقدا تحديثيا وشاعرا مبشرا بالحداثة والابستمة ، وهو الذي أسس معنى التميز الذاتي في القصيدة التحديثية وموضوعه الشعري هو :[التقاء الذات بالموضوع]وفق وظيفة تعدد البناء الموجه بشكل خفي داخل بوتقة [رفعة النص من الناحية السيكولوجية-والانثروبولوجية]ونصوص المتنبي هي لعبة الوعي الفكري داخل نصية-متعلقة بالذات ، ومحور تركزها على الذات والموضوع -والبنية الصوتية والاداة الواصفة للبنية[الجراماتولوجية]فالوصف الموضوعي لحقيقة الذات يتعلق بمسار البنية [الجراماتولوجية]وبشكل واضح باعتبارها بنية.فالذات عند ابي الطيب حققت التوصيفات الموضوعية.من جهة اخرى فقد اشار ابن وكيع التنيسي واسمه:[ابو محمد الحسن بن علي]وهو شاعر ولد بمصر ونشأ فيها، ولكن الكتاب الذي الفه في اظهار سرقات المتنبي واسمه[المنصف للسارق والمسروق في اظهار سرقات المتنبي]وابا الحسن المهلبي صاحب كتاب [المسالك والممالك]يخبرنا انه الف الكتاب[للعزيز بالله الفاطمي]وهو الذي التقى المتنبي اثناء اقامته بمصر ، حيث توفي في العام [380]وكانت له صلة بابي القاسم [علي بن حمزة البصري رامية ابي الطيب وقد رحل من بغداد وتوفي بصقلية في العام [375]وابن وكيع كان قد اتصل بكل من عرف المتنبي -ويشير [بلاشير]وقد الف ذلك الكتاب وهو تضامنا مع ابن حنزابة الذي كان خصما للمتنبي ، لان المتنبي ترفع عن مدحه وعاش ابن حنزابة الى سنة [390]وقد عاصر بن وكيع والكتاب الذي الفه كان ردا من شاعر حاقد على شعرية ابي الطيب وردا على المناصرين لابي الطيب.وكان المتنبي وعند اقامته في مصر جمع حوله عدد من الانصار والمعجبين بشعره وكانوا يذهبون مذهبا بعيدا في هذا الحب.91*
1.فضلوه على من تقدم من الشعراء .
2.ان كل ما قاله المتنبي له معنى جديد ونادر وهو نتاج اولي لم يسبقه به احد من
ـــــــــــــــــ
91*-انظر:الدكتور عباس احسان تاريخ النقد الادبي عند العرب ص294
الشعراء .
3.كان يبتدع ولا يتبع للمعنى من احد فقد كان سابقا عليهم ولم يكن سارقا.
4.قوة الذات الباحثة -والباعثة خلق عند ابن وكيع غيضا مضاعفا.
[انصار الحداثة من المعجبين بشعر المتنبي ]
وقد تمثل هذا الاعجاب:
1.بالمنهجية البنيوية الجديدة وقوة الذات الباعثة والباحثة والتي اعادت الوضوح الى موضوعية الشعر عن طريق المحاكات باعتباره بنية تتعلق باطار المناقشات الشعرية الدقيقة السائدة في مصر والدائرة حول شخصية المتنبي الشعرية .
2.والبنيوية المصاغة وفق دراية عند المتنبي ، هو دليل على عبقرية هذا الشاعر والصورة ، والعقلية المفكرة تضاف الى الموضوع الانثروبولوجي اللغوي الذي تركب منه شعر المتنبي.
3.المقاومة الفعلية لما كان يطرحه بن وكيع في الكشف عن سرقات المتنبي.
4.فكرة الاتصال بالحلقات الانسانية وهي تنطوي عن فكرة التجديد في النص الشعري عند المتنبي.
5.كانت العلامة عند المتنبي :هو موضوع كشف لان العلامة متحركة في مجال الدلالة لانها فكرة حسية عارمة في حضورها.
6.والسيميولوجيا الفكرية عند المتنبي يمكن تحديد حضورها بالفكر الاسماعيلي والفلسفة السياسية للقرامطة ، وبالفلسفة اليونانية والحركات الصوفية التي التقاها بالشام وهم [اهل عين الجمع].
7.التعاضد في وحدة البيت الشعري وهذا موجود في التشكيل الرئيسي في وحدة الكتابة والبنية المتداخلة مع العلامة .
8.ان مفهوم العلامة عند المتنبي جاء منه مفهوم العلامة الثنائي الذي خصه سوسير وهو اتصال انفصالي للمدلول المتعالي فهو تعبير عن فيزيقية الحضور الى جانب هذا الموضوع نلاحظ ان السيميو لوجيا من ناحية المفهوم عند سوسير هو ان المدلول غير قابل للانفصال عن خارطة[الدال فالدال =المدلول]كذلك فان الصوت الذي يؤشر الحلقة المادية لا يمكن رجوعه الى اللغة كذلك المنحى اللغوي لا يمكن ارجاعه الى كنه الصوت وهكذا هي الاستعارة عند سوسير لمفهوم العلامة.
[جراماتولوجيا ابي الطيب المتنبي ]
ما يتعلق بالمناقشة اللغوية معروضا فيها ثنائية العلاقة عند المتنبي والتي يرفضها[سوسير]باعتباره يعارض العملية الثنائية ويعتبرها نمذجة بمعنى من المعاني لمنهج المدرسة النقدية البنيوية ، والمتنبي زاوج بين -[الدال والمدلول ][التزامني والتعاقبي]وهو تميز المنهج البنيوي عن المناهج الاخرى ، ونحن نناقش هذا الموضوع ينبغي[دراسة البنية التحتية اللاواعية]مستندين في ذلك الى فرويد في منهجية الذات عند المتنبي باعتبار ان الذات عند المتنبي هي :تعبير عن الاختيار العملي للدراسات التصنيفية ، ويدلنا المنهج العلمي ، بان العقل اللاواعي-لا يمكن حسمه وانه متواجد دائما وبفعل اخر ، وهو خارج القدرة السيكولوجية ويتضمن محاور لتأسيس انشطة عقلية واعية .وقد طرح سؤال من قبل حقيقة المقاربة[الجراماتولوجية]ما معنى التعارض بين الذات-والموضوع والذي يتحرك باتجاهه ، ويستند اليه الامكان التوصيفي الموضوعي من خلال طرح نتائج لموضوع ملوث وفق قوانين الذات وبرغبتها المتشكلة عبر رغبة غير متحققة علما.ونستطيع ان نحدد بعد المضي في التدقيق بان[الجراماتولوجيا]تستفسر من بنية الاختلاف الثنائية والمحاولة الى التساوق المتوازن بين الاطراف.والمتنبي في اتصاله الانفصالي لمدلوله المتعالي كان قد ابتعد عن [فيزيقية]المفاهيم منطلقا من الحضور للحاضر.
وما دام العقل اللاواعي لا يمكن حسمه وانه متواجد دائما وخارج القدرة [السيكولوجية].من هنا قد يحدث[الشطط]في المنهجية السلوكية-او الشعرية ومنها :
1.نقل اللفظ الركيك وغير الرصين.
2.وعكس الثناء-الهجاء كما حصل مع هجائه لسيف الدولة الحمداني.
3.استخراج المعنى من المعنى .
4.تقديم الاتباع على الابداع.
ولكن ازاء هذا الشطط نلاحظ المنطلق الحضوري في :
1.الدال والمدلول.
2.واستيفاء اللفظ وايجازه .
3.توليد المعاني الجديدة والحسنة.
4.التعاقب والتزامن في الخواص الشعرية.
5.الكتابة والاختلاف داخل بنية التفكيك البنيوية لايجاد مخرج يؤكد البنية المتميزة.
6.القوة التفسيرية في النص الشعري عبر المجتمع الانساني .
من جهة اخرى يصر الحاتمي متقصدا ان يخرج سرقات المتنبي الى الوجود حسب ما يعتقد هو ، من شعراء مغمورين لا يقارنون[بابي تمام والبحتري] ويتهم الحاتمي المتنبي بسرقة معاني نصر[الخبز أرزي]يقول:[وانا اعلم ان الافكار يقع بي في سرقته من نصر لانهم اذا كانوا يرغبون به عن السرقة ممن تقدم عصره وعظم في نفوس قدره كانوا ممن قارب عصره ولم يتناقل الادباء شعره ارغب ، وهذه الطائفة السامية بقدره ، المفرطة في تعظيم امره ، عرفته بعد خطوته وارتفاع صيته ورتبته ، ولم تعرفه وهو دقيق الخمول ، وهو بمنزلة المجهول ، وقد كان زمانه في هذه الحال اطول مسافة من زمانه في ارتفاع الحال ووجود المال الذي شهر اسمه ، وابان لهم فضله وعلمه ]92*لقد كانت النقطة الفاصلة في هذا الموضوع هو اساءة قراءة نصوص المتنبي ...وحتى ابي الطيب كان يعرف ما يتركبه العقل وما يعانيه الجنون في التحديث العقلي للجنون.فالعقل هو الوجه الاخر للتحديث الجنوني ، لان المتنبي يعد التشكيل الاختلافي في خواص العقل الواعي داخل منهجية الذات.وذات المتنبي ذات تعبر عن الاختيار العلمي في تشكيل الدراسات التصنيفية .
فالموضوع الذي طرحه الحاتمي باتهام المتنبي بسرقة معاني الشعراء المغمورين مثل[الخبز رزي]وهو محور متأسس على عقل غير واعي بدليل:هو ان الحاتمي تحدث بلسان الوجه الاخر للعقل وهو الجنون .والمتنبي كان قد فرق بين سياق العقل والصمت الصائت الذي جاء به الحاتمي ، وهو ليس عند الحاتمي هو تحقيق للفوز على المتنبي ، لكن الحاتمي اساء كما قلنا قراءة المتنبي وقراءة الاستنتاج الجنوني الذي اتى به وهو مثال على تكوين الحدث الجنوني عند الحاتمي وهي خلاصة جاءت متأخرة وانعكست بتأمله الجنوني ، ولذلك جاء منهجه الجنوني في [أنا الناقد وأناافكر]وانا المجنون وانا افكر هو تفصيل وانعكاسان قابلان لعملية التبادل السيكولوجية عند الحاتمي .وقد شكل ابن وكيع محورا وصفيا وحصريا وهوجزء من
ـــــــــــــــــــ
92*المصدر السابق نفسه ص304ص305.
حياكته المؤامرات ضد ابي الطيب هو وباسناد منه [لعلي بن حمزة البصري]وهنا علي بن حمزة البصري يتهم المتنبي برواية له ، بان المتنبي في مراحله الاولى من كتابته الشعر يسرق المعنى من[الخبز رزي]وانه كان يتوافق مع محاكاة قصائده حين يقول :[وأنا اورد عليك من خبره ما خبرني به ابو القاسم علي بن حمزة البصري-وكان من المجردين في صحبته والمفرقين في صنعته-ذكر انه حضر عند ابي الطيب وقت وصوله من مصر الى الكوفة ، وشيخ بحضرته فيه دعابة لا تقتضيها منزلة ابي الطيب في ذلك ، قال فرأيت ابا الطيب محتملا لما سمعه ، فقال له فيما قال :يا ابا الطيب ، خرجت من عندنا ولك ثلاثمائة قصيدة ، وعدت بعد ثلاثين سنة ولك مائة قصيدة ونيف من القصائد ، أفكنت تفرقها على المنقطعين من ابناء السبيل ؟ فقال له :الا تدع هزلك ؟ قال:فأخبرني عن قصيدتك الشاطرية التي خرجت من اجلها الى البصرة ، حتى اظهرت فيها معارضتك [الخبز رزي]لم اسقطتها ؟ فقال:تلك هفوات الصبا ، قال:فسألت الشيخ:اتحفظ منها شيئا؟ قال:فأنشدني ابياتا عدة ، قال ابو القاسم:فامهلت أبا الطيب مدة حسن معها السؤال وخفي المقصد ، فقلت له:أدخلت البصرة قط ؟ قال:نعم ، قلت:فأين كنت تسكن ؟ فخبرني عن منزل أعرفه ، كان[الخبز أرزي]منه على أدور يسيرة ، اربع او خمس ، فعلمت بأن الشيخ قد
صدق ]93*
في البداية نقول:ان المتنبي يوصف بانه كان اذا اراد ان يشخص من الناحية الشعرية فهو يشخص عصرا بكامله وبلغة عصرية قابلة للتجدد والتطور ، محكمة البنية والمعرفة ، والمتنبي في عصره اصبح سمة مميزة لذلك العصر لانه شخص البنية[الابستمية]في تشكيلاتها المتناقضة وهو يتحول بخطوات تجاوز فيها الابستمية نحو حلقة اكثر تطورا من الناحية الابستمية في هذا التطور حقق المتنبي منظومة[ابستمولوجية]في الشعر وبامتياز في عصر خاضه المتنبي وهو يقاوم ويقارع الخصوم ويدعو الى التطور بايجاز اركيولوجي في اطار المنظومة الابستمية واصفا حركة التاريخ ومنهجها الاختلافي وتاريخ الافكار نصب عينيه ومحاولة اعادة كتابة منظومة[مثيولوجيا الشعر العربي]خاصة بعد عودته من مصر الى الكوفة.والمتنبي حلم بخطاب فلسفي يجمع خواص الشعر وفي التركيز على الجانب الاكتمالي وقوة المجاز في اطار منظومة فلسفية شعرية خصبة.فالتاريخ الابستمي لابي الطيب كان تاريخا لبنية الافكار ، ونهاية لتاريخ الجنون الذي تمثل بمجموعة حاقدة على الابداع عملت دائما على تركيز الغل والحقد وقد تمثلت بشخصيات دفعها غلها وحقدها على
ــــــــــــــــــ
93*المصدر السابق نفسه ص305ص306
تطويق الابداع-لقتله امثال[الحاتمي وابن وكيع-والمهلبي-والوحيد الازدي]وغيرهم
وكان الدافع الى ذلك التصرف هو الدافع السياسي والتحريض السياسي ضد ابي الطيب ، ونحن في هذا الباب نؤكد على الحلم الذي حلم به المتنبي وهو يقتفي اثر الحلقة الجدلية في الشعر ويبتعد عن جنون الحاقدين فهو يسير وفق اشكال منطقي ويتحدث عن معنى الوجود في الصوت الذي هيمن على هذا الكون.فالمتنبي كان نصا ابديا يتحرك وفق ديالوغ العقل.فقد كان الاختلاف في المنظومة السيكولوجية.فلائحة الاتهام التي وجهت الى المتنبي بانه ضعيف باللغة وهذا افتراض معروف مغزاه ومعناه بعد ان فشلت خطاهم في الدس بسرقة المعنى والسطو على ابيات الاخرين.يعاود ابن وكيع الكرة ثانية في تعليقه على قول المتنبي:
ورد اذا ورد البحيرة شرباً بلغ الفرات زئيره والنيلا
يقول:[وتعظيم زئيره جيد ، وليس لصوت زئيره في الماء الا ماله في البر مع عدم الماء ، فكيف اقتصر على ذكر البحيرة-والفرات-والنيل ، اتراه لا يسمع الا في الماء]وهذا الموضوع ياتي في دور المبالغة في رسم الصورة الشعرية ولا خلاف في ذلك ، فالصورة الشعرية كلما تركبت فهي دليل على قوة عقلية وعاطفية متركبة عند الشاعر.وهذه ليست عيبا من عيوب الصورة الشعرية ثم ياتي الحاتمي ليتابع غيضه باتجاه المتنبي في تحقيق فعلته ، من ان المتنبي ضعيف اللغة وهو يعلق في الباب على ما قاله المتنبي[أذهب للغيط]انما يجوز[أشد اذهابا للغيط]ويدلل على هذا الموضوع بحديث يقوم باسناده الى الشيخ ابي الحسن المهلبي حيث يقول:[حضرته في مجلس لبعض الرؤساء ، وجرت مسألة في المذكر والمؤنث فقلت:قد يؤنث المذكر اذا نسبت لمؤنث-[مثل:كما شرقت صدر القناة من الدم]فقال:من قال هذا ؟ قلت:سيبويه...فقال:لا أعرف هذا ولعله مذهب -البصريين ولا اعمل على قولهم ، قال:فقلت:هذا في كتاب ابن-السكيت في المذكر والمؤنث:فقال:ليس ذلك فيه ، فأخرجته من خزانة الرئيس الذي كنا عنده ، فلما مرأه قال:ليس هذا بخط جيد ، أنا اكتب خيرا منه ، فقلت:ما جلسنا للتخاير بالخطوط فانقطع في يدي]94*وابن وكيع يؤسس موقفا سجاليا من خياله-باعتباره مفتاح للحقيقة والصدق في هذا الموضوع ، هو ان المتنبي كان يميز بين الحقيقة والخيال الجامد عند ابن وكيع في سجاله هذا يريد ان يحجب الجانب الامل في المغامرة عند المتنبي والجانب الذي يحل هذا اللغز العائم في حساب ابن وكيع ليسهل عملية القراءة لهذا السجال الفج في نهاية الموقف.فكان ابن وكيع هو والمهلبي شيخه الفج الذي يشكل الرقم الثاني في قضية الاتهام هو ان من المفارقة الغريبة هو:رفض فكرة المدلول -اولية المعنى الكلي على المفردة.فالمتنبي متشبع بالمتعالي
ــــــــــــــــــ
94*المصدر السابق نفسه ص306ص307
السيكولوجي بمنهج الاولوية للدال واولوية المفردة على المعنى ، ولكن الذي حصل هو ان ابن وكيع والمهلبي ارادا ان يعللا موقفهما في الكشف عن الاخطاء في اللغة عند المتنبي مع انه موضوع خارج عن اطار المناقشة اصلا ، وبلغ بابن وكيع مبلغا بان يهاجم المتنبي لان المتنبي لا يحب شرب الخمر حيث قال:
وجدت المدامة خلابـة تهيــج للقلـب اشواقـه
تسيء من المرء تاديبه ولكـن تحسـن اخلاقــه
وانفس مال الفتى لبـه وذو اللب يكـره انفاقــه
وقد مات امس بها موته وما يشتهي الموت من ذاقه
لان ابن وكيع كان مولعا بحب شرب الخمر لا يعجبه قول المتنبي فهو يعلق على البيت الثالث بقوله:[ولا اعرف شيئا دعا الناس الى محبة الشراب إلا ما نعلمه من انفاق العقل الذي اذا ذهب الليلة عاد غدا ، وقد أوحد ربحا من السرور تنتهز فرصته وتحلوا لذته فقد كره ابو الطيب ما أحبه الناس ، هذا مع فضائل يكثر عددها وتتواتر مددها ، منها ما يفعله الفرح في الجسم من زيادة اللحم والدم ...وربما بلغ السكر بالشارب العاقل الى غاية لا ترضي الصغار الغلمان وخساس العبدان ، ولكن لها ساعة تقل هذه البلايا في جبنها ، وتحمل على معاودة شربها ، وهي الحال التي
كرهها ابو الطيب]95*ومداخلات الموضوع تطلعنا على ما قام به ابن وكيع وغيره في بداية هذا الباب من اتهام المتنبي بتغليب المعنى وسرقة المعنى من الشعراء المغمورين والخطاء باللغة ومحاكمته بكل سماجه وبدون وجهة حق.فنحن نصل الى محصلة وقلناها في البداية من هذا الباب بان المتنبي كان مستهدفا سياسيا وبتحريض سياسي مسبق والا ماذا يعني هذا الفصيل من المدعين في النقد وتحويل امراضهم السيكولوجية وحقدهم وجهلهم في الشعر الى حراب في وجه ابداع المتنبي ، وهذه التجربة الذاتية الخاصة بابن وكيع يريد تعميمها على الاخرين لتكون مقياسا عاما لسيكولوجية بائسة تنشد الرغبة الذاتية اللاواعية ، وهكذا تمضي استجابة الدال الى الذات ، فابن وكيع عمم بدون دراية وادراك ، ان علاقته بالخمرة والحقد هي علاقة جدلية.فهو اعاد مرجعيته في اطار النظرة التحليلية لانها تقوم على البناء العقلي اللاواعي كما ان ابن وكيع له اسبقية في الذات متركبة ومتفردة بالمرض السيكولوجي حتى اعتقد انه يمكن تعميمها على الاخرين وفق اطار استعادتها وهي متفردة بخلاصتها العمومية.
ــــــــــــــــــــ
95*المصدر السابق نفسه ص310
[اعجاز المعنى واشكالية الدال عند ابي الطيب]
ان وصف الدال عند المتنبي:يعني حضور المعاني ، وخواص الدال عند المتنبي :وحده -جدلية فريدة ، فهي وجود طبيعي برموزه في الغياب والدال رغبة شديدة لا توجد حتى في تلافيف الذات ، انه دليل المعنى وهو الدال المهيمن على كل الرغبة العارمة وهو في هذا الموضوع يعكس رغبات متعددة من الوعي الانساني الكبير ، وهو الخوف حتى من الاخصاء ، وهو رسم لمواقف تدلل بمدلول متعال هو الوجود .وتعد البنية المركبة عند المتنبي قيمة دلالية تتشكل بالاداءوعلى كل المستويات المختلفة.فالمظهر البنيوي يعطينا قيمة دلالية تؤكد وحدة المعنى.فالبنية المركبة تعطينا معنى لحرية التاويل وصياغة للبنى الدلالية في توليد المعاني والمتنبي كما يقول[ابن رشيق]في عمدته:[ثم جاء المتنبي فملأ الدنيا وشغل الناس]وبهذه الفرضية التاويلية-بقيت وجهة نظرفي فلسفة الخطاب تتحرر بطابع وجودي وهي قائمة على واقعية منطقية تتناقض مع التمثيل البنيوي في فرضيات التاويل المتعاكسة بازدواجية جدلية لمعنى الخطاب في فلسفة [الدال الخطابي]وتجدر الاشارة ، هو ان المغزى والاحالة في حلقة المعنى في الدال تفضي بنا وفق عبارة ابن رشيق هو ما عجز عنه النقاد والخصوم ، والشراح ، وحقيقة الامر:ان المتنبي احدث ضجة في معنى العلم الدلالي بما شكله الخطاب الفلسفي من معنى واضاءة للنظرية الشعرية وشروط امكانها في الخطاب الذي حدث لابن الرومي نتيجة بسط لسانه في الانحاء حتى حذر منه القاسم فدس له السم وحسبك ما تركه ابي الطيب من خلافات واحالات ومنازعات سيكولوجية كقول:الجرجاني عن خصوم المتنبي وهذا الفريق[يسابقك الى مدح ابي تمام والبحتري ويسوغ لك قريظ ابن المعتز وابن الرومي حتى اذا ذكرت ابا الطيب ببعض فضائله واسميته في عداد من يعصر عن رتبته امتعض امتعاض الموتور ونفر نفر المضيم فغض طرفه وثنى عطفه وصعر خده واخذته العزة بالاثم]96*وعلة ذلك المنحى هو المنهج البنائي المعرفي للدال عند المتنبي باعتباره حقيقة تستفز هذا الحشد الحاقد من الجهلاء ويثير الامتعاض ويشعر المتلقي بانه امام صرح بنائي[للعلامتين][الكتابية -والصوتية]في انتاج المعنى واللغة بوصفهما يتناولان[البنيوية السيميولوجية]ويشتركا منطقيا مع الدال بوصفه اشكال صوتي يتعلق بلغة الذات المتعالية.وهذا ما يقوم بوصفه[الجرجاني في كتابه الوساطه]من ان الناس كانوا فريقين ، فريقا يعرفه وفريقا اخر يحكم من خلال شعره.وقد روي عن[ابو علي الفارسي]هو ان بيته كان يقع في طريق ابي الطيب الى عضد الدولة وكان ابو علي الفارسي لا يتراجع الى كبرياء المتنبي ، وكان ابن جني وهو الشخص المعجب
ـــــــــــــــــــــــ
96*انظر مختارات المازني عبد القادر دار الفكر بيروت سنة 1965ص11
بالمتنبي يكره من يذم المتنبي ويحط منه وكان يسوءه اطناب ابي علي الفارسي في ذم المتنبي وصادف ان قال ابا علي لابن جني[اذكر لنا بيتا من الشعر نبحث فيه مبدأ ابن جني فانشد:
حلت دون المزار فاليوم لوزر ت لحال النحول دون العناق
فاستحسنه ابو علي واستعاده ، وقال لمن هذا البيت فانه غريب المعنى ؟ فقال ابن جني للذي يقول:
ووضع الندى في موضع السيف بالعلى
مضر كوضع السيف في موضع الندى
فقال وهذا احسن والله!لقد اطلت يا ابا الفتح فاخبرنا من القائل ؟ قال:هو الذي لا يزال الشيخ يستثقله ونستقبح فعله وزيه وما علينا من القشور اذا استقام اللب ؟ قال اظنك تعني المتنبي ؟ قال:نعم ، قال:والله لقد حببته الي 97*وكان ابن جني ينشد ما ارتبط باعماقه من شعر المتنبي فهو يمتد بالاشارة القصدية عند المتنبي معتمدا مسلمة متسامية الى ما وراء اللغة ، هذا التخارج المنطقي هو الاكثر اصالة في تفاصيل المعنى وبانطلاق انطولوجي نحو تجريبية المعنى الدال وجدله العميق باصالة النظرية
ــــــــــــــــ
97*المصدر السابق نفسه ص12
الشعرية بوصفها خطابا يعيد صياغة العملية الجدلية بين[الواقع-والمعنى-والدال]فاللغة هي عمق هذا التخارج والعلامة مثلت الاكتساب الفعلي من خلال استعمالها في الخطاب والسيمياء الخطابية كانت اداة التجريد في الدال والعلامة اصبحت اختلافا بين[الدال-والمدلول]والخلاصة:ان الدال عند المتنبي تمثل تعريف الاصالة للنظرية الشعرية التي تربط التكوينات الداخلية والمحايث التطبيقي في اللغة وبالقصدية المتعالية لموضوع اشكالية الدال عند ابي الطيب وهو المعيار النهائي لفلسفة الخطاب الشعري.
[العلامة الصوتية]
تعالج المنهج البنيوي لعلامة اللغة عند المتنبي بالوعي المتعالي للعلامة الصوتية ودور العلامة الصوتية في انتاج المعنى داخل محايث اللغة.فاللغة عند ابي الطيب هي عملية درس الكلام من خلال الصوت وانتاج العلامة والبنيويتان-[السيميولوجية-والسيكولوجية]يحركان[الدال الصوتي]باعتباره تعبيرا عن الوعي الذاتي في[الجراماتولوجيا]النصية ، يلحق المتنبي تكنيك النص الشعري باعتباره خرقا للكلام ، ويعني ان البنيوية السيميولوجية تشترك بالتفاصيل مع ذاتية الدال باعتبارها ركن صوتي يسمى اللغة الذاتية ، ويعود الاعتقاد بان الاشياء هي عالقة بالحضور الذاتي ، وان الدليل على هذا الحضور هو الاشكالية في الصوت والوحدات الصوتية الموضوعية ، وقد وضح هذا الموضوع[هوسرل]في كتابه[الكلام والظواهر]فكان صوت المتنبي اشبه بالصوت الصامت ويؤشر المتنبي هنا حالة الاستبصار المكبوت، في ان الحاصر دائما مسكون بالاختلاف ، والمتنبي وضح هذا الحضور الذاتي في الصوت المكبوت واقعيا ، وكان الصوت لابي الطيب صوتا باطنيا وكان صوته هو الانموذج لتكوين الوحدات الصوتية والانموذج الافصح للعلامات ، وصوت المتنبي ينتمي الى باطن جوهري في هذه الاشكالية الجدلية المتفاعلة والذي اختزل النزاع-والسماع بوصفه تفصيلا ذاتيا يتعلق بالباطن الوصفي للذات.
[المركزية الصوتية]
فهي ترتبط عند المتنبي بالنزعة الذاتية ، وافتراضا يكشف رغبة حركة الحضور المركزي[في البداية-والوسط-والنهاية]اما العلامة المركزية للصوت تبقى متعلقة بتقاربية انطولوجية مطلقه.وما يعنيه[الصوت-والوجود]وعلاقته بالمعنى الموضوعي وتقريبيته من[مثالية المعنى]وتاتي مركزية الصوت عند المتنبي في تقديري بتعيين تاريخي للمعنى الانطولوجي لانه الحضور الذي امتزج بالتعيينات الذاتية والتي تستند الى الموضوعية ويعني هذا في هذه المعادلة:من أن:
الحضور بوصفه ابتداء من لحظة+والحضور بوصفه عملية جوهرية+والحضور بوصفه وجودا+والحضور يعني الوعي الذاتي+والحضور يعني للاخر+الذات بوصفها خلاصة للأنا وهكذا تتعين كينونة الوجود بوصفها حضورا
العلامة الصوتية
العلامة المركزية الصوت والوجود
المتعالي المنهج
الوعي البنيوي
السيميولوجيا النص الشعري ذاتية الدال الصوتي
+ الدال
السيكولوجيا جراماتولوجيا
مثالية المعنى انتاج المعنى الأنطولوجية
المطلقة
مرتسم توضيحي رقم (3) يشير الى
العلامة الصوتية _ ومركزية الصوت
البيت الاول
من الحلم ان تستعمل الجهل دونه واذا اتسعت في الحلم طرق المظلم.
"العلامة الصوتية في انتاج المعنى"
*************
البيت الثاني
وأن ترد الماء الذي شطره دم فتسقى اذا لم يسق من لم يزاهم.
"السيميولوجيا+السيكولوجيا+الدال الصوتي"
************
البيت الثالث
ومن عرف الايام معرفتي بها وبالناس روى رمحه غير راهم.
"العلامة المركزية+الانطولوجية المطلقة"
************
البيت الرابع
فليس بمرحوم اذا ظفروا به ولا في الردى الجاري عليهم باثم.
"الصوت والوجود+مثالية المعنى"
البيت الخامس
اذا صلت لم اترك مصالا لصائل وان قلت لم اترك مقالا لعالم.
"الوعي المتعالي"
************
البيت السادس
والا فخانتني القوافي وعاقني عن ابن عبيد الله ضعف العزائم.
جراماتولوجيا النص الشعري
**********
البيت السابع
عن المقتنى بذل التلاد تلاده ومجتنب البخل اجتناب المحارم
"ذاتية الدال"
***********
البيت الثامن:ويتشكل من اربعـة ابيــات
تمر عليه الشمس وهي ضعيفــة تطالعه من بين ريش القشاعم
اذا ضؤوها لاقى من الطير فرجة تدور فوق البيض مثل الدراهم
ويخفي عليك البرق والرعد فوقه من اللمح في حافاته والهماهم
ارى ما دون ما بين الفرات وبرقه ضرابا يمشي الخيل فوق الجماجم98*
[المنهج البنيوي]
[بنية الاثر الفكري والحضور الذاتي]
هو ما يتعلق بالسلطة التراتبية في تشكيلاتها المركزية وهي مركزية الصوت داخل البنية هذا الموضوع هو الذي