تــــحــلــيــل الخــطـاب-الجــزء1- « في: Jan, 19, 2009, 02:01:04 » |
تحليل الخطاب و الإجراء العربي .
قراءة في إسهامات عربية .
1- تحليل الخطاب .... ما هو ؟
تحليل
الخطاب ( discours annalysis ) مصطلح جامع ذا استعمالات عديدة ، و يشتمل
على مجالات واسعة من الأنشطة ( التداولية بالسيميائية – اجتماعية – نفسية
– أسلوبية ... الخ. إنه في استفاضة دائمة : موضوعا ، مجالا – علما ، منهجا
، يسعى في اجتماع جزئيته اللتان ساهمتا بشكل فعال في تكوينه – إلى تحليل
وفك شفرة الخطاب – من أجل فهمه – على اختلاف أنواعه : ( أدبي / شعري /
نثري ) ، سياسي ن اجتهادي ، اجتماعي – نفسي ، تعليمي ، علمي ... الخ ( حتى
لا نقف عند هذا الأخير مكتوفي الأيدي و عاجزين لا نملك آليات التحليل ، و
لا قدرة على القراءة و التحليل ، أمام خطاب متماسك غاية في التعقيد و
التشابك .
يقول سعيد علوش : " ان وقفة عابرة على نص جبني هيرغلوفي ،
سانكريثي لتجعانا نقف كمحاربين منزوعي الأسلحة ، مدهشين أمام كنوز ، لا
نمتلك مفاتيحها ، و كذلك الأمر أمام نوتات موسيقية ، وضعت بين يدي رسام ،
أو إشارة أبكم إلى أعمى " 1 أمام هذه المقولة ، ماذا نريد بتحليل الخطاب
؟
أ – الخطاب : لم يكن هذا المصطلح أوفر حضا من مصطلحات كثيرة علمية
لسانية ، نقدية معاصرة ، على المستويين : المصطلح – المفهوم ؛ فقد حضي
بتعريفات متعددة ، بتعدد التخصصات و زوايا الرؤيا ؛ إذ هو المصطلح الذي
نشعر بابتعادنا عن كنه ، كلما حاولنا الاقتراب منه و تعريفه ، من أجل هذا
يقول مشال فوكو ( micheal voco ) ": " بدل أن أقلص تدريجيا من معنى كلمة
خطاب (discours ) و ما لها من اضطراب و تقلب أعتقد أنني قي حقيقة الأمر
أضفت لها معان أخرى بمعالجتها أحيانا كمجال عام لكل العبارات و أحيانا
كمجموعة من العبارات الخاصة ، و أحيانا أخرى كممارسة منظمة تفسر و تبرر
العديد مت العبارات "2 و رغم هذا الاضطراب لفوكو في تحديد مفهوم الخطاب
؛ إلا أنه أكد شيئا واحدا ، و هو صعوبة التحكم بهذا المصطلحات تحت لواء
مفهوم واحد ، الأمر الذي جعل العديد من الباحثين – في نية تحديد مفهوم له
، يقابلونه بمصطلحات أخرى عديد : الكلام ، الملفوظ ، النص ، اللغة ، الغرض
، المجتمع ... إلخ ؛ إذ أن الخطاب يعتمد على نقاط مرجعية تقع خارج نقاطه ،
و داخلها .
و هذا ما جعل ما يكل شورت يذهب إلى أبعد ما ذهب إليه فوكو .
في جعل النص : " اتصالا لغويا ، يعتبر صفقة بين المتكلم و المستمع ، نشاطا
متبادلا بينهما ، و تتوقف صيغته على غرضه الاجتماعي ،3 ؛ فالخطاب في
الواقع ، هو صيرورة إنتاجية تفاعلية غير خاصة بجانب دون آخر ، و إنه
تجربة دينامية تساهم فيها أطراف متعددة لا عن طريق التحكم و الهيمنة
التامة ، و لكن عن طريق التفاعل من أجل تحديد الأدوار : مؤلف ، خطاب ،
قارئ ، ( مستمع ) ؛ هذا الأخير الذي يسعى دائما – إلى تحليل الخطاب من أجل
الوصول به إلى أقصى حد ممكن من المقروئية وقوفا على كل الرؤى و البنى التي
ساهمت في هذا الناتج الفكري / التواصلي المتنوع : ( دين ، تراث ، اقتصاد ،
مجتمع ، قيم ، مذاهب ن مبادئ ، أبعاد ... الخ ) .
ب – التحليل : و
يعني لغة – الفتح – جاء في لسان العرب " حل العقدة يحلها حلا : فتحها و
نقضها فانحلت " 4 إي فككها ؛ فالتحليل يعني التفكيك ؛ تفكيك الشيء إلى
مكونات جزئية ، تتيح لنا معرفة بنياته الداخلية ( الصغيرة و الكبيرة ) ، و
الخارجية ، و بنية التفاعل فيما بينهم ، يقول صامويل باتلر (samewal .
bateler ) : ط يجب أن ندرس كل شيء في ذاته قدر الإمكان ، و ان ندرسه –
كذلك – من حيث علاقته ؛ فإذا حاولنا النظر إليه في ذاته مطلقا ، و يقطع
النظر عن علاقته ، فإننا سنجد أنفسنا شيئا فشيئا قد استنفذناه فهما و
دراسة ، و إذا حاولنا النظر إليه من خلال علاقته فقط ، فسنكشف أنه لا توجد
زاوية في هذا الكون إلا و قد احتل مكانه فيها " 5 ، و التحليل مصطلح جامع
يستدعي في ممارسته مصطلحات عديدة ، بإجرائه عملية اسقاطية على ما يسمى
الخطاب ((discours) ؛ غذ تسعى هذه العملية إلى تفكيك الخطاب المحبوك
المتماسك ( شكلا و دلالة ) ، المكتوب و المسموع إلى بنيات جزئية فاعلة و
متفاعلة : داخلية و خارجية ، من أجل معارفه مختلف المرجعيات الخطابية (
الأسس المعرفية و الخلفية و الأطر النظرية للخطاب ) ، التي ساهمت في تشكله
، أي معرفة : مضامينه - محتوياته – غاياته – معاييره – فضائية – بنياته –
جنسه .... الخ.
ليتحقق التحليل؛ الأمر الذي يجعل العملية غاية في
التشابك و التعقيد، تتطلب من أجل التحكم فيها ، معرفة موسوعية عميقة في
التخصص تخوفها معارف رافده أخرى ، من جهة ؛ و التحكم في ممارسة بعض
المصطلحات التي ، يقودنا إلى " التحليل " – كمصطلح جامع –من جهة أخرى ،
أما عن هذه المصطلحات .
- القراءة: أصبحت القراءة في الدرس
المعاصر، فعل معقد معاني أصبحت القراءة في الدرس المعاصر، فعل معقد معاني
في التشابك. و في اللغة يقال : " قرأتن إي صرت قارئا ناسكا . تقرأ : تفقه
: قرأت : تفقهت "6 ؛ فالقارئ لم يعد مجرد مستهلك للنص ، إنه المنتج ،
كذلك ؛ يعمل على إخراج هذا النص ، ذا الصقوس ، المتباينة و المتضامنة و
المتفاعلة: الفنية الجمالية ، النفسية ، الاجتماعية ، السياسية ، الروحية
... الخ
- الهوامش :
1-صدوق نور الدين ، في النص و تفسير النص
، الفكر العربي المعاصر ( نص النقد /نص النقد )، مركز الإنماء القومي ،
بيروت ، حزيران 1990 ، عدد 76 / 77 ، ص 22 .
2-سارة ميز الخطاب ، ترجمة : يوسف بغول ، منشورات مخبر الترجمة في الأدب واللسانيات ، جامعة متنوري، قسنطينة ، 2004، ص05.
3-المرجع نفسه، ص03.
4-ابن المنظور الإفريقي المصري(جمال الدين ابن مكرم ) ، لسان العرب ، دار صادر ، بيروت ، ط1 ، 1997 ، المجلد ، ص143.
5-جوليان
بروان وجورج يول ، ترجمة : محمد لطفي الزليطي ومنير التريكي ، جامعة الملك
سعود ، المملكة العربية السعودية ، 1418/1997 ص ك .
6-ابن منظور ليان العرب ، المجلد الخامس ، ص 219