منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    مقاربة مفهوم التناص في الادب الغربي

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    مقاربة مفهوم التناص في الادب الغربي Empty مقاربة مفهوم التناص في الادب الغربي

    مُساهمة   الأربعاء ديسمبر 29, 2010 1:55 pm

    مقاربة مفهوم التناص في الادب الغربي
    بقلم : الاستاذة سهيلة بريوة
    [ شوهد : 685 مرة ]

    مقاربة مفهوم التناص في الادب الغربي 1255633186

    مقاربة مفهوم التناص في الادب الغربيتمهيــد:
    لقد تفطن الدارسون القدامى إلى ظاهرة التداخل بين النصوص، وتناولوها في
    أبسط ورها المتمثلة في السرقات الأدبية والبحث في ظواهر التشابه والتأثير
    والتأثر بين الكتّاب.
    أمّا حديثا فتعد جهود بعض الشكلانيين الروس الفاتحة لدراسة ممنهجة، إذ
    أفتى الناقد "ميخائيل باختين" (Mikhail Bakhtine) بالتعدد الصوتي، وجعل من
    الرّوايات جنسا أدبيا ، يحتضن ألوان الخطابات وكرس المبدأ الحواري الذي
    ألهم "كرستيفا" (Kresteva) فكرة التناص، الذي سنتتبع في مبحثنا هذا مراحل
    نشأته ومراحل تطوره بدءا بـ "كرستيفا" و"بارت" (Barthes) و"ريفاتير"
    (Rifattere) وانتهاء بـ "جيرار جينات" (Gerrard gennette) ، ثم نعرّج على
    انعكاساته في نقدنا العربي.


    1.1.1-التّناص عند الغرب

    1.1.1.1-إرهاصات التناص عند ميخائيل باختين Mikhail Bakhtine :
    لم يذعن "ميخائيل باختين" إلى مرسوم الشكلانيين الروس القائم على أسس
    مادية، بل ثار على تصورهم الضيق للإيديولوجيا، وجعل من نظريته في الكلمة
    فضاء تأويليا "احتلت فيه هذه الأخيرة موضع الصدارة في دراسة
    الايديولوجيات... وهي الظاهرة الإيديولوجية الأمثل" .
    فكل كلمة محملة برموز ودلالات تكتسبها من طابعها الاجتماعي غير منفصلة عن
    سياقها الذي يحدد دلالتها، إضافة إلى وظيفتها التواصلية "فهي تشكل حصيلة
    تفاعل المتكلم والسامع، كل كلمة تصلح تعبيرا للواحد بالنسبة للآخر" .
    هذه الكلمة التّي تندرج ضمن اللّغة، والتّي تحمل طابع التواصل الذي يعّرف
    شخص المتكلّم ويعكس أفكاره ورؤاه وإيديولوجيته لدى الآخر، وهي نفسها
    الكلمة التّي تعرفني بالآخر.
    ويعتبر "باختين" الرّواية "تنوع كلامي (وأحيانا لغوي) اجتماعي منظم فنيا
    وتباين أصوات فردية والتفكك للغة القومية الواحدة إلى لهجات اجتماعية وطرق
    تعبير خاصة لمجموعات معينة" . أي أنّ الرّواية ترتكز على الهجنة في
    مستويات اللّغة والخطاب المترامي بين الطبقات الاجتماعيّة، فخطاب المثقف
    يختلف عن خطاب الفلاّح أو العامل البسيط، إضافة إلى اختلاف اللّغات
    واللّهجات، وهي المقولات الأساسية التّي ركّز عليها "باختين" في دراسته
    الكلمة في الرّواية باعتبارها جنسا هجينا تتقاطع فيه مختلف اللّغات
    وتتعدّد الأصوات والآراء وتتضارب فيه الأدلّة، وفي دراسته لرّوايات
    "دوستويفسكي" (Dostyevski) ضمن كتاب (شعريّة دوستو يفسكي) أشار "باختين"
    إلى الجانب الحواري الذي اعتمده "دوستويفسكي" حيث جعل من شخصيّاته "أناسا
    أحرارا مؤهلين للوقوف جنبا إلى جنب مع مبدعهم"(1)، فلكل شخصية موقف
    إيديولوجي
    منفصل عن سلطة مبدعها، معبر عن موقفها الخاص تجاه القضايا المطروحة على
    مستوى النّص، ويعلق باختين "أمّا رّواية دوستويفسكي فذات طابع حواري،
    إنّها تبنى لا بوصفها وعيا واحدا وتاما يتقبل موضوعيا أشكالا أخرى من
    الوعي، بل بوصفها تأثيرا متبادلا تاما لعدد من أشكال الوعي"(2)؛ إذ تسهم
    في اختلاف وجهات النظر، فدوستويفسكي لا يمارس سلطة الرّاوي العليم الذي
    يقهر الشخصيات ويلبسها إيديولوجيته الخاصة بل يمنح الحرية لهذه الأصوات في
    التحدث والتعدد مشكّلة خطابا متبادلا قائما على المبدأ الحواري الذي
    يعتبره باختين ظاهرة خاصة بكل
    معه، وحده آدم الأسطوري، كان يستطيع أن يتجنب تماما هذا التوجه الحواري نحو الموضوع مع
    خطاب، إنّه التثبيت الطبيعي لكل كلام حي وعلى كل الطرق التّي يسلكها نحو
    الموضوع، وفي كل الاتجاهات يصادف الخطاب موضوعا آخر "أجنبيا" لا يستطيع أن
    يتجنب تفاعلا حيا قويا
    كلام الآخرين"(3)، فلا وجود لخطاب لا يفترض الآخر ولا يتأثر به، فكل هذه الآراء كانت إيماء

    (1) ميخائيل باختين، شعريّة دوستويفسكي، ترجمة: جميل ناصف التكريتي، مراجعة حياة شرارة، دار توبقال للنشر، دط، دت، ص: 10.
    (2) المرجع نفسه، ص: 26.
    (3) ميخائيل باختين، الخطاب الحواري، ترجمة محمد برادة، دار الفكر للدراسات والنشر، القاهرة، ط1، 1987، ص:53.
    متخف لظاهرة التناص التي اكتشفها ولم يسمها.
    2.1.1.1_نشأة المصطلح عند جوليا كرستيفا Julia Kristeva :
    اقترن مصطلح التناص باسم الباحثة البلغارية "جوليا كريستيفا" (Julia
    kristeva)، التي وضعته كآلية نقدية بعد اطلاعها على أعمال الروسي "ميخائيل
    باختين" واستفادت في هذا من أصداء المصطلح الباختيني Le Dialogisme
    (الحوارية) الذي كان إيماء متخفيا للتناص كما (أسلفنا).
    وقد ظهر مصطلح التناص للمرة الأولى ضمن مجلة تال كال (Tel Quel)، إذ نشرت
    الباحثة مفهومها الجديد في مقالين لها سنة 1966-1967، لتعيد نشرهما ضمن
    كتابها (بحوث للتحليل الدلالي) سنة 1969، (Recherches pour une
    sémanalyse) (1)، معترفة بفضل "باختين" في اهتدائها إليه؛ فبعد ظهور
    القطيعة بين الأدباء حول اعتبار روايات كل من "رابلي"
    "وسويفت""ودوستويفسكي" روايات استعراضية خيالية، واعتبار روايات "جويس" و
    "بروست" والرّوايات المتعددة الأصوات، روايات غير قابلة للقراءة – تقول
    الباحثة في مقالها الكلمة، الحوار والرواية – ظهرا إشكال التناص (من
    الحوار بين النصوص)، واستطاع "باختين" أن


    (1) Tiphaine Samoyault, L'intertextualité mémoire de la littérature, Nathan 2001, p.09.

    يكتشف الحوارية النّصانية في كتابات "ماياكوفسكي" (MayaKovski) و"خلينكوف" (Khelinkov) (1).
    وهكذا طورت "كريستيفا" مفهوم الحوارية إلى مفهوم التناص إيذانا برؤية
    جديدة، لاغية لفكرة النص الأصل، مغيرة لمبدأ المقارنين الفرنسيين في
    التأثير والتأثر، واعتبرت النص جهازا عابرا للغة أي "أنّ علاقته باللغة
    التي يتموقع داخلها هي علاقة إعادة توزيع، ونتيجة لذلك فهو قابل للتناول
    عبر المقولات المنطقية، لا عبر المقولات اللسانية الخالصة وإنه ترحال
    للنصوص وتداخل نصي، ففي فضاء كل نص معين تتقاطع وتتنافى ملفوظات عديدة
    مقتطعة من نصوص أخرى" (2)، فكل نص يعمد إلى إعادة ترتيب الألفاظ وتجميعها،
    وداخل كل نص تتوزع اللغة مشكلة فضاء من التداخلات منتجة نصا قابلا
    للاستهلاك عبر مقولاته المنطقية.
    وارتبط التناص عند كريستيفا بالإيديولوجيم وهو الوظيفة التناصية التي
    نستشفها ماديا على مستويات بنية كل نص، ويمتد على المدى الأوسع عبر وجوده
    التاريخي والاجتماعي"(3).
    ومن خلال هذه الرهانات التي اعتبرت النص جهاز غير لساني وإنتاجية، استطاعت
    كريستيفا أن تصل إلى كنه النص باعتباره فضاء تتضارب فيه الخطابات وتتقاطع
    في فضاءه النصوص "يتشكل كموزاييك من الاستشهادات وكل نص هو امتصاص وتحويل
    لنص آخر" (4)،
    (1)Julia Kresteva, Recherches pour une sémanalyse seuil, 1969. p.152.
    (2) جوليا كريستيفا، علم النص، ترجمة فريد الزاهي، دار توبقال للنشر، المغرب، ط 2، 1997، ص: 21.
    (3) Julia Kresteva, Recherches pour une sémanalyse, p.114.
    (4) Ibid, p.114
    فلا وجود لنص متفرد مبدَع من العدم، منفصل عن باقي النصوص. ولم تكتف
    كريستيفا في مقاربتها للنص بل استفادت من تفريقها بين المصطلحين
    Signification الدلالة و Signifiance التدال، من وضع مفهومي النص الظاهر
    Phénotexte والنص المولد Génotexte.
    ويتموضع النص الظاهر في بنية الملفوظ المادي ويختص بالعمليات التواصلية،
    أما النص المولد - وهو الأمثل لوظيفة التدال -، ففيه تتموضع العمليات
    المنطقية، فالنص الظاهر هو مجال
    الدال، بينما يختص النص المولد بالتدال، وبه استطاع علم الدلالة تجاوز السيميولوجيا الكلاسيكية(1).
    كما ميزت كريستيفا بين نوعين من التناص:
    التناص الشكلي: مرتبط بالتقاليد الشكلية للكتابة التي يكتسبها المؤلف ويستعملها كالتراكيب والدلالات المعجمية والعبارات.
    والتناص المضموني: الذي هو استحضار للاستشهادات من أمثال وحكم ومقولات فلسفية(2).
    والواقع أنّ كريستيفا قد تخلت عن أمومة المصطلح لتنشغل بقضايا أخرى وتترك الأمر لنقاد أضافوا واستفاضوا في هذا الموضوع.

    (1) Roland Barthes, Encyclopedia Universalis, V 22, p 371a 374b.
    (2) سلمان كاصد، عالم النص، دار الكندي، الأردن 2003، ص: 246.
    3.1.1.1_رولان بارت Roland Barthes:
    يعد النص عند بارت مقدسا، حرا فاعلا متطرفا متأبيا عن التقنين والتفتيت،
    فهو تعددي وخلاق "يعيد إنتاج اللغة ويبقى مجالا لهذا الإنتاج" (1) أين
    تتخمر الدلالات وتتشابك متفاعلة منتجة ومعبرة، كما يستعين في مقاربته للنص
    بمعناه اللغوي في اللغة الفرنسية الذي يعني النسيج، لدا فهو يرفض ويزيح
    مفهوم النص الذي يعني الحاجز الذي يحجب الوقائع والحقائق، ويضع محله مفهوم
    النص النسيج باحثا في شفراته وصيغه ودلالاته ، وهو كشبكة العنكبوت التي
    تهلك فريستها في شباكها" (2).
    وهو بهذا يجعل من النص بناء معقدا، تلتقي فيه الإشارات والأدلة ، على عكس
    العمل الأدبي "الذي يعتبره شيئا منتهيا ومؤقتا، مرتبط بفضاء مادي (كأن
    يحتل مكانا على رفوف المكتبات، في حين أن النص حقل تأويلي فسيح" (3)،
    تتدخل عبقرية القارئ في توسيع دلالاته وفك إشاراته. كما يرتبط النص عند
    بارت باللذة التي يخلقها لقاء القارئ بالنص الذي "يرتبط بالمتعة واللذة
    التي لا يمكن فصله عنها، إنه يشارك في يوتوبيا اجتماعية خاصة به سابقة على
    التاريخ" (4).
    (1) Roland Barthes, Théorie du texte, Encyclopaedia Universalis, 1988, V 22, p 371a 374b.
    (2) Ibid.
    (3) Ibid.
    (4) صبري حافظ، التناص وابتكاريات العمل الأدبي، مجلة ألف البلاغة المقارنة، العدد الرابع، ربيع 1984، ص: 15.
    كما يرفض أن تقيد حرية النصوص بتبويبها في أجناس أدبية تحد من حرية
    التأويل، فالنص عنده نص وكفى حر مكتف بذاته معبر عنها، وهي نقطة خلاف أخرى
    تفصل النص عن العمل الأدبي، الذي يفترض التجنيس.
    كما يعتبر كل نص تناصا، تتمظهر فيه نصوص أخرى على مختلف المستويات وبأشكال
    واضحة أو غامضة ؛ كل نص هو نسيج جديد من الاستشهادات العابرة تمر داخل
    النص وتتناسج فيه، شفرات وصيغ ونماذج... ومقاطع من اللغات الاجتماعية"
    (1). وداخل كل نص تتخمر كل هذه الأشكال من التعابير المستقاة من الذاكرة
    أو المحيط الاجتماعي ، فالتناص شرط لكل نص
    تتمظهر داخله شعوريا أو لا شعوريا سواء أكانت تلك النصوص موثقة أو غير موثقة لا مفر لأي نص منه.
    ميشال ريفاتير Michael Rifaterre :
    تبنى ريفاتير مصطلح التناص في المنتدى الدولي للبويطيقا، الذي نظمه في
    نيويورك 1979(2). وهي السنة نفسها التي نشر فيها "إنتاجية النص La
    production du texte و Syllepse intertextuelle في مجلة الشعرية، ومقال
    أثر المتناص La trace de

    (1) المرجع نفسه ، ص: 15.
    (2) محمد عبد المطلب، قضايا الحداثة عند عبد القاهر الجرجاني، الشركة المصرية العالمية للنشر، لونجمان مصر، ط 1، 1995، ص: 160.

    l'intertexte في مجلة الفكر La pensée. ثم تلاه مقال المتناص المجهول L'intertexte
    Inconnu سنة 1981، وسيميائية الشعر Sémiotique de la poésie سنة 1982.
    مسجلا بهذه الأعمال نضوجا نوعيا لمفهوم التناص بعد أن تخلت عنه كريستيفا:
    "وقد فرق ريفاتير بين المتناص * Intertexte والتناص Intertextualité،
    مركزا على التلقي" (1). إذ يقول في مقاله أثر التناص : "التناص هو إدراك
    القارئ للعلاقة بين عمل وأعمال أخرى سابقة أو لاحقة، هذه الأعمال تشكل
    متناصا للعمل الأول، وبعد إدراك هذه العلاقات أحد المكونات الأساسية
    لأدبية العمل التي ترتكز بدورها على وظيفة مزدوجة للنص معرفية وجمالية،
    وبينما تقوم الوظيفة الجمالية على إمكانية إرجاع العمل إلى تقليد أدبي أو
    نوع أدبي، وإلى إمكان التعرف على أشكال سبق إدراكها في أعمال أخرى.

    * أخذت هذه الترجمة عن سعيد يقطين ويعرف المتناص قائلا: هو مجموع النصوص
    التي نجدها في ذاكرتنا عند قراءة مقطع معين "انفتاح النص الرّوائي ص 95.
    (1) Christiane Achour et Amina Bekkat, Clefs pour la lecture des récits
    convergences critique, Edition du tell Algérie 2002, p 106.


    تقوم الوظيفة المعرفية على الإرجاع الواقعي أو المتخيل
    للكلمات إلى واقع خارجي ككل رسالة لغوية وإلى الإحالة على وجه الخصوص إلى
    قول سابق رسخ في الذاكرة" (1)؛ إذ يكشف القارئ إزاء النص الوشائج التي
    تربطه بنصوص تحضر في الذاكرة، هذه النصوص حاضرة بشكل مادي كاستشهادات، أما
    النصوص المحالة على الذاكرة بمجرد القراءة الأولى للنص وإن لم يتسجل
    حضورها الملموس فيه فتشكل عند ريفاتير متناصا، ويرفض ريفاتير رؤية النقاد
    المعاصرين للمتناص باعتباره مجموع الأعمال التي يستطيع قارئ ما أن يقربها
    مما هو تحت عينيه (2). إذ تمنح هذه الرؤية حرية أوسع للقارئ كما تعرض
    المتناص إلى احتمالات الصدف والثقافة المتفاوتة لدى القراء ويرى أن
    "المتناص لا يأخذ امتداداته من الصدف وإنما وفق أنظمة تتقبل اختلافات
    كثيرة أو قليلة ولكن جميعها يصب في مصب ثابت ومهما يكن المتناص الممنوح
    للقارئ، فإن له عناصر دائمة ومنظمة تخضع لحتميات النص" (3).
    لقد نظر ريفاتير إلى النص كفضاء تأويلي إذ ربطه بالسيميائيات وكذا
    بالأسلوبية في دراسة أشكاله، وأعطى بذلك نفسا جديدا للتناص كما يؤكد بيار
    مارك دوبيازي p.M. Debiasi في الموسوعة العالمية قائلا بأن:" ريفاتير قد
    استعمل مفهوم التناص كآلية أسلوبية وسيميائية تعيد الفرضيات التي قولبتها
    كريستيفا مشبعا إياها بتجارب النصوص" (4).
    (1) Michael Riffalèrre, La trace de l'intertexte in la pensée, Revue sur rationalisme moderne N° 215. Octobre 1980, Paris, p 04.
    (2) Ibid, p 05.
    (3) Ibid, p 05.
    (4) Pierre Marc Debiasi, Théorie de l'intertextualité, Encyclopaedia Universalis, Volume 12, p515.
    هذه النصوص الحية التي تتوالد آلاف المرات وتتناتج مع كل قارئ جديد تفتح فضاء رحبا يجمع بين بهاء النسق وروعة التأويل.


    جيرار جينات Gerrard Genette :
    بدأ جيرار جينات حيث توقفت
    جوليا كريستيفيا ، وحيث انتهى ريفاتير وأعاب على الأولى تخليها عن تطوير
    المصطلح وأخذ على الثاني شرحه الفضفاض المفتقر للدقة، وأعطى مفهوما أشمل
    للتفاعل النصي، وجعل التناص أحد الأشكال الخمسة التي وضعها في المتعاليات
    النصية التي يقصد بها "كل ما يضع النص في علاقة ظاهرة أو ضمنية مع نصوص
    أخرى" (1).
    وسنوجز ذكر هذه الأصناف اعتمادا على كتاب Palimpsestes أطراس لجينات:
    1- التناص intertextualité: لم يبتعد في تعريفه عما ذهبت إليه كريستيفا،
    إذ يتمظهر في حضور نص في نص آخر أو عدة نصوص في نص آخر، كما يعتبر
    الاستشهاد والسرقة أشهر أشكاله، يقول "التناص هو حضور متزامن بين نصين أو
    أكثر ... وفي غالب الأحيان عن طريق الحضور الفعلي لنص داخل نص آخر" (2).
    النص الموازي Paratexte: وهو مجموع النصوص المرافقة للنص وتكون أقل وضوحا
    وأكثر بعدا عن المجموع المشكل من خلال عمل أدبي ويمثله: العنوان، العنوان
    الفرعي، العنوان الداخلي، الديباجات، التدييلات، التنبيهات، التصدير،
    الحواشي الجانبية، الحواشي السفلية، الهوامش المذيلة للعمل، العبارة
    التوجيهية، الأشرطة، تزيين يتخذ شكل حزام، الرسوم، نوع الغلاف (3).
    (1) Gerrard Genette palimprestes, La littérature au second degré, Edition Seuil 1982, p 07.
    (2) Ibid, p 08.
    (3) Ibid, p 09.

    2- النصية الواصفة Metatextualité: أو الشارحة، وهي علاقة التفسير والشرح
    الرابطة بين نص ونص آخر متحدث عنه دونما الاستشهاد به أو استدعائه أو
    تسميته، ويقوم النص الثاني بوظيفة الشارح والناقد للنص الأول دون الإشارة
    الصريحة لذلك.
    3- النصية المتفرعة Hepertextualité: وهو كل علاقة تجمع النص المتفرع
    Hupertexte بالنص الأصل أو Hupotexte، وهي ليست علاقة تفسيرية أو شارحة،
    وإنما يستمد النص المتفرع وجوده وبنيته من النص الأصل.
    4- النصية الجامعة L'architextualité : تتقارب هذه العلاقة مع المبدأ الأجناسي
    للأدب الذي يحدد النص من حيث كونه شعرا، دراسة، رواية، وهذه العلاقة توجه القارئ لمحتوى النص.
    والخلاصة أن جينات قد درس الظاهرة التناصية من جميع نواحيها، وبعمق لم تصله دراسة من قبل مزج فيها بين الشكل والمضمون.

    نشر في الموقع بتاريخ : 2009-10-

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 11:49 pm