منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    تحليل سيميائي لقصيدة

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    تحليل سيميائي لقصيدة Empty تحليل سيميائي لقصيدة

    مُساهمة   الأحد يناير 02, 2011 11:47 am






    تحليل سيميائي لقصيدة





    د. كمال غنيم (خذ بيدي!)





    سائدة العمري




    النص مناجاة
    أم أثقلتها الجراح بعد طول انتظار لعودة الابن العزيز من سجون
    الاحتلال الذي سلبها معنى المحبة والأمان، تكتنز بالصور المعبّرة،
    والألفاظ الموحية، تحمل بين سطورها دلالات عظيمة، بحيث تلتف كلماتها
    بخيوط تنسجها عبقرية مبدع.




    والنّص
    للشاعر الفلسطيني المعاصر الناقد الأدبي الدكتور : كمال غنيم




    بين يدي
    النص:




    خذ بيدي
    !




    مهداة إلى
    والدة الأسير البطل عبد الهادي غنيم




    في فراش
    مرضها الصعب وسط تباشير الحرية القادمة




    كانت تفتح
    عينيها وتغلقهما، ولا تنسى أن ترحب بزائريها في مرضها منذ عشرين
    يوما، وكانت عيناها تفيضان دمعا إذا دعا الزائرون لها بالشفاء حتى
    ترى ابنها البطل الأسير عبد الهادي غنيم... ذلك الدعاء الذي رافقها
    على مدار عشرين عاما منذ عمليته البطولية التي قام فيها بقلب حافلة
    إسرائيلية من طريق عال على مشارف القدس.




    لم تبيض
    عيناها من الدمع، لكن وهنت قواها... ووعود تحرير الأسرى تتصاعد،
    ودعاء القادمين يتزايد بتماثلها للشفاء حتى ترى ابنها البطل الأسير.
    قرأت في صمتها وتمتماتها رسالة أم مجاهدة صابرة ، ما زالت على ثقة
    بالله أن الفجر قريب، نسأل الله أن يمد في عمرها ويمتعها بالصحة
    لتنعم برؤية ابنها البطل بعد كل هذا الغياب والعذاب.




    د. كمال أحمد
    غنيم




    اكتب إليه،
    وقل له:




    جاهدتُ حتى
    آخر الأنفاس يا ولدي.




    ما زلت أزعم
    أنني سأراك يوماً،




    ما يئستُ
    للحظةٍ




    يا فلْذة
    الكبدِ.




    عشرون عاما
    تنقضي




    وأنا
    هنا




    أرنو لباب
    الدارِ... يُفتح في الغدِ.




    كُتبت عليّ
    مواجع الصبر الجميل




    فقلت:



    يا نجمَ
    الكواكب غرّدِ.




    هذي الكواكب
    قد تأجج نورها




    والليل آذن
    بالرحيلِ...




    فخذ
    يدي.




    إني أصارع كي
    أراكَ




    فهل تجود
    بعودةٍ ميمونة في الموعدِ.




    ظلت
    خطاكَ




    ترنّ في أذني
    هنا




    وأنا أحرّك
    جمرةً في الموقدِ.




    اللهَ يا
    جمرَ المواقدِ...




    كم أرى نفسي
    تذوبُ




    فدى المحب
    المفتدي.




    أأنا أُقلّب
    جمرنا!




    أم
    أننا




    جمرٌ يُقلّب
    في أيادي المعتدي؟!




    لا
    تبتئسْ!




    فالحلم حلمٌ
    صادقٌ




    والسجن وهمٌ
    زائلٌ بعد الغدِ.




    حتى وإن عادت
    خطاك إلى هنا




    ووجدتني



    غادرتُ عبر
    المسجدِ.




    سترفرف الروح
    المحبةُ




    في
    العلا




    ويزول وهمُ
    الظالم المتبددِ.




    هذي ربوع
    الكونِ




    تفتح بابها
    للفجرِ




    يعصف بالظلام
    الأسودِ.




    إني أراك
    هنا




    وأنت
    تزورني




    والشمس تضحك
    بالشعاع المنشِدِ.




    قل للذين
    تمترسوا ببنادقٍ




    مزجت دموع
    الأمهات بعسجدِِ:




    سلمت يمين
    الصانعين كرامةً




    والذلّ كلّ
    الذلّ للمتردد!




    11
    ليلاً




    12-4-2007




    أولاً:
    سيميائية العنوان والإهداء




    ينطلق
    العنوان بكل ما ينوء به من آلام الأمّ المثقلة بالجراحات، حتى أمست
    غير قادرة على أن تبرح مكانها، الذي التصقت به تنتظر بزوغ وجه ابنها
    الحبيب، تحادثه وكأنّه أمامها رغم بعد المكان، وعصف الزمان، فتهتف
    به قائلة ( خذ بيدي ) فهو رغم بعده المكاني إلاّ أنّه ما زال قابعاً
    في ناظريها، متغلغلاً في أعماق حشاياها، فإن كان الجسد بعيد، فالروح
    لم تبرح قلبها أبداً، فإذا بها تطلب منه أن يأخذ بيدها يساعدها على
    نفض غبار الضعف والألم الذي اعتصر قلبها، وأنهك جسدها فلم تعد قادرة
    على النهوض والتخلّص من وحل الهموم، التي حاولت يائسة أن تنتزع
    صورته من فؤادها، وترى في قولها ( بيدي ) إشارة إلى الأمل الذي يبرق
    في سماء أحلامها وهي ترنو إلى التقاء قريب مع ابنها الحبيب.




    ثانياً:
    سيميائية الأسماء




    " ولدي "
    أروع ما قيل من أسماء بما يحمل من معاني الحنان والعطف والأمان، بما
    يتفلّت فيه من الأمان وبوارق الحياة ، استغنت به الأم عن الاسم
    الحقيقي رغم ما يعنيه من رسم خاص ومميز لشخصية عزيزة و متجذّرة في
    نفس الأم، لأنّ هذا اللفظ يجدد في قلبها قربه منها ووجوده معها، فهي
    لا تحتاج إلى أن تنادي باسمه لأنّه ليس ببعيد عنها فهو أمامها
    متمثّل أمام ناظريها بل يتحرك بداخلها ، يجدد ضربات القلب كلما تحرك
    في الشرايين والأوردة كلّما دفعه القلب لإحياء خلايا الجسم ، بدفئه
    وحبّه. فهو ليس بذلك الشخص ذو القوام المعتدل؛ وإنّما هو ذلك الجزء
    الفارّ من كبدها، الذي تقافز من بين أضلاعها، كدمية تمثّل كل معاني
    الأمل في الحياة، فهو ليس " عبد الهادي " وإنّما " ولدي " " كبدي "
    الذي تحاول أن تتشبّث بالنسيم القادم من صوبه، تناديه بكل لواعج
    الحبّ تبثّه كل حبّها، تغمره بحنانها، تشعره بمسيس حاجتها إليه، و
    تهالك قواها أمام الانتظار الطويل.




    ثالثاً:
    سيميائية الصور




    يبدأ النّص
    برسم صورة جميلة موحية تخرج القارئ من عالم الوعي لتأسره في داخل
    سطور النّص فيعيش مع الأم التي تجلس على سرير اللهب تصارع الأنفاس
    التي تحاول أن تشقّ طريقها بين ركامات الزمن التي ترسبت في جسدها
    المثقل بالجراحات، وهي ما زالت ترقب باب الدار بكل لهفة وأمل تنتظر
    شروق شمس حياتها الذي تأججت الكواكب وهي ما زالت تنتظر أشعته
    الذهبية التي تنير فضاءها .




    ثمّ إذا
    بكلمات النّص تستقبلك بأروع ما يمكن أن يصف الحال التي عاشتها الأم،
    وهي تجالس الموقد، فلا فرق بينهما قد اجتمعا وتصالحا، إذ بينهما
    قاسم مشترك؛ فكل واحد منهما مرآة تعكس الآخر؛ فهي حين تخاطب جمر
    المواقد، لم تخاطبها اعتباطاً، ولكن الإنسان دوماً يبحث عن من
    يشاطره الإحساس، يبحث عن مثيله الذي يرى فيه نفسه، الذي تعرّض لنفس
    المواقف. فلم تجد الأمّ من يماثلها غير جمرات المواقد، تلك التي
    تتأجج احمراراً، تذوب في نفسها في بطء خرافي، فتشاركها الأم نفس
    الشعور، فهو إحساس واحد، ألم... تآكل ... احمرار... ذوبان... وصمت
    مطبق.




    ولكن رغم كل
    هذه الصور الملتهبة، إلاّ أنّ هناك بارق أمل يتجدد، وطيف جميل يرفرف
    حين ترسم الأم صورة روحها الطاهرة النقيّة وهي تحوم حول ولدها عند
    تحرره من الأسر، فهي تشدد بأنّه وإن لم يكن هناك لقاء فالأمل منبثق
    من الإصرار والعزيمة المتفجرة في قلوب الماثلين في زنازين الكرامة،
    والقابعين على الثغور، فهذا الأمل سيشرق في الأفق ليبدد ظلام الليل
    ذاك الأسود.




    رابعاًً:
    سيميائية الزمان والمكان والعلاقة بينهما




    عشرون عاماً
    تنقضي




    وأنا هنا
    ...




    التحم الزمان
    بالمكان حتّى أصبحا جسراً واحداً لا انفصال بينهما، تمرّ عليهما
    آهات الألم، وعذابات الشوق، فالعشرون من الأعوام الطويلة التي حملت
    في جنباتها كل آهات وعذابات الفراق ، كل الألم والتّوجّع الذي فتّت
    القلب فبات الجسد منه ساكناً بلا حركة، فالحمل ثقيل والجسم ضئيل،
    لذلك ما كان من الأمّ إلاّ أن تلتصق بهذا المكان نفسه لا تحيد عنه،
    تستقبل باب الدار علّ الحبيب يدق بأقدامه أوتار قلبها بوقعها على
    درجات باب الدار، فتنطلق أغنيات الحنين تبعث الحياة من جديد.




    عشرون عاما
    من الصبر والاحتمال ، عشرون عاما من لهيب الشوق الذي يعصف بأوراق
    العمر فيبعثرها في كل مكان بلا عودة، عشرون عاماً وما زال الأمل
    يتجدد، (فإن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين).




    خامساً:
    سيميائية الشخصيات بوظائفها وملامحها الداخلية والخارجية




    تظهر في
    النّص شخصيّة محورية تتربّع عرش النّص؛ إذ تحتل مركزاً جوهرياً، فهي
    تشع بملامحها في جوانب الأسطر الشعرية، هذه الشخصية الصامدة الصابرة
    التي تحدّت كل آلام السنين رغم مرور عشرين عاماً، فهي المرابطة
    المثقلة بالألم والجراحات التي تحرق في أحشائها فتتقلّب فيها بصمت
    رهيب، وهي في صمتها تظهر ملامح الأمل والتفاؤل الذي تنبعث خيوطه بين
    كلمات النّص رغم الشقوق التي صدعت النّفس، وحفرت طريقها في ملامح
    شخصيتها.




    وإلى جانب
    هذه الشخصية العملاقة، تظهر بوضوح شخصية الابن الذي لهجت الأم
    بمناداته، وحثّه على مدّ يد العون لها، وبثّها الدفء الذي ترنو
    إليه.




    المربع
    السيميائي للنص




    يتمحور النّص
    في أربع محاور أساسية تقوم بينها علاقات مختلفة باتجاهات مختلفة
    يوضّحا المربع السيميائي التالي:




    تحليل سيميائي لقصيدة Tahlelsema2i0507



    نجد من خلال
    المربع السيميائي لعناصر النص أنّه تكون لدينا ثلاث نتائج بين
    مفرداته هي:




    - علاقة تضمن
    بين الأم والابن وهي كذلك بين المحتل والسجن.




    ويدل عليها
    شوق الأم لابنها وطلبها أن يأخذ يدها وقولها سترفرف الروح
    المحبّة.




    والأسر للابن
    من قبل الاحتلال الذين يقلّبون الناس في العذابات.




    - علاقة
    تناقض بين الابن والسجن، وكذلك بين الأم والمحتل.




    ويدل عليها
    قولها : لا تبتئس، سيزول وهم الظالم المتبدّد.




    قولها هذي
    ربوع الكون.تفتح بابها للفجر.يعصف بالظلام الأسود.




    - علاقة تضاد
    بين الأم والسجن، وكذلك بين الابن والمحتل.




    الأم تكره
    السجن الذي يحجب عنها ابنها.




    بينما الابن
    يقاوم الاحتلال لذلك يسجن.



      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 4:59 am