منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    المكونات السيميائية والدلالية للمعنى

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    المكونات السيميائية والدلالية للمعنى Empty المكونات السيميائية والدلالية للمعنى

    مُساهمة   الخميس ديسمبر 17, 2009 12:38 pm

    المكونات السيميائية والدلالية للمعنى

    آليات إنتاج المعنى في الخطاب السردي



    الدكتور: الأطرش يوسف

    المركز الجامعي خنشلة





    لقد لاحظنا في مناسبات كثيرة، وفي هذا الملتقى بالذات، خلطا كبيرا في استخدام المصطلح؛ فالكثير من الباحثين والدارسين، المبتدئين بخاصة، لا يفرقون بين علم الدلالة والسيمياء (بين الدلالية والدلائلية)، كما أنهم لا يفرقون بشكل دقيق بين تفسير النصوص الأدبية وفق طريقة معينة كأن تكون أسلوبية أو بنيوية أو تأويلية.. وبين التحليل السيميائي؛ إذ لاحظنا بأنهم لا يميزون بين بنية المعنى، التي هي في صميم الدرس السيميائي، وبين دلالة البنية، أي التفسير النسقي للبنى اللغوية المتجسدة في النصوص الأدبية أو غير الأدبية، الصورة مثلا.. وبناء على هذا التداخل في المصطلح وفي التصور المنهجي، نحاول في هذه المساهمة أن نبين الفروق الجوهرية بين الدلالية والدلائلية؛ أي البحث في دلالة البنية والبحث في بنية الدلالة، مما يعني بأن البحث الدلالي تحصيل حاصل للبحث السيميائي، والعكس غير صحيح. ويمكن أن نبين هذا بصورة أوضح؛ عندما ننوي تفسير مكونات الظاهرة فإننا بصدد دراسة سيميائية، وعندما ننوي تفسير دلالة الظاهرة فإننا بصدد دراسة دلالية.

    وحتى نناقش القضية بدقة أكثر سنحاول فيما يلي توضيح اللبس الذي يحدث أحيانا بين التصورين؛ السيميائي والدلالي، انطلاقا من مفاهيم علم الدلالة، وسنلاحظ نقاط الاتفاق ونقاط الاختلاف بين العلمين؛ السيمياء وعلم الدلالة. يقابل مصطلح الدلالية أو علم الدلالة، المصطلح الفرنسي (Sémantique) والإنجليزي (Semantics)، وهو مشتق من الكلمة اليونانية (Semantikos) وتتألف من (Sema) بمعنى علامة أو دليل (Signe). ولفظة (Semaino) تعني في اليونانية "دل على"، وهي صفة منسوبة إلى الأصل (Sens) أي "المعنى". وبناء على هذا الأصل الاشتقاقي، فإن الدلالية يراد بها دراسة المعنى الذي تتضمنه الدلائل، سواء أكانت دلائل لغوية (كلمات)، أم غير لغوية ( أيقونات، إشارات، رموز..).

    كما تُوصف العلامات بـ الدلالية عندما يتعلق الأمر بدليل يتضمن معنى تواصلي، وبخاصة الكلمات اللغوية، ذلك أن التواصل يحدث عن طريق الدلائل (العلامات)، وكلما حدث تغيُّر في الدلالة صاحبه تغيُّر في المعنى، ومن ثم فإن "القيمة الدلالية لكلمة تكمن في معناها"[1]. يرتبط المعنى، مهما كان شكله وطبيعته، بالحياة النفسية للأفراد والجماعات، نتيجة الغاية من التواصل، ونتيجة التحول الذي تحدثه العلامة التواصلية في نفسية المتكلمين والمستمعين؛ أي إن الدلالة تشتغل في ضوء آليات فيزيولوجية وسيكولوجية. إلى جانب ذلك فإن العلامة ترتبط واقعيا بالحياة الاجتماعية، التي تُقَنِّن فعل التواصل، من حيث الظروف والحالات التي تحدد موضوعات التواصل ومواقفها. وعلى هذا الأساس فإن اللسان و/أو اللغة هو المنظومة التواصلية الأكثر أهمية، لأنها ترتبط بحياة الإنسان في جميع المستويات؛ وبالتالي فإن الدلالية اللسانية تتصدر مختلف العلوم التي تدرس وتحلل ظاهرة التواصل.

    تدرس الدلالية اللسانية "الكلمات داخل اللغة"، انطلاقا من البحث في ماهية الكلمة، وبحث العلاقة التي تربط الكلمة بمعناها، والعلاقة الموجودة بين الكلمات التي تنتمي إلى لغة معينة، وتحلل الطريقة التي تؤدي بها هذه الكلمات وظيفتها الدلالية.

    لقد كان هذا البحث وهذه الدراسة، ضمن علوم مختلفة، قبل أن تستقل الدلالية بموضوعها وغايتها؛ بحيث سعى علم النفس، والمنطق، واللسانيات إلى دراسة قضية معنى العلامات ودلالتها، لكنها كانت دراسة متضمنة في إطار موضوعات هذه العلوم وأهدافها؛ وبالتالي يمكن أن نقول بأن الدلالية نشأت نتيجة الملاحظات والفرضيات التي استخلصها علم النفس والمنطق، وبخاصة ما يتعلق بالوظيفة السيكو- سوسيولوجية للكلام[2].

    استقلت الدلالية (La sémantique) عن مختلف العلوم التي تهتم بدراسة العلامة، وبخاصة السيمياء واللسانيات، واختص بدراسة معنى الكلمات، انطلاقا من المسلمة أن الكلام وسيلة اتصال، واللغة أداة لنقل الأفكار وتداولها. وهذا لا يعني أنها قد استغنت نهائيا عن مختلف العلوم التي تهتم بالعلامة الدالة (السيمياء، المنطق، اللسانيات، علم النفس، وعلم الاجتماع.. )؛ لأن نقل هذه العلامة يشترط حضور الدال عليها، والصورة الذهنية للشيء المدلول، عند كل من المرسل والمرسل إليه. ويشترط أن تخضع العلامة إلى نظام تفرضه قوانين النسق؛ فالأصوات اللغوية تخضع إلى ترتيب محدد سلفا وهي تحمل معنى، حتى تكون علامة قابلة للنطق وللاستماع؛ أي إن الكلام يتشكل من تسلسل الأصوات والكلمات والبنية النحوية، ليؤدي وظيفته الإبلاغية.

    يتضح أن دراسة هذا التسلسل يستدعي، تحليلا صوتيا، صرفيا، معجميا، ونحويا، إلى جانب التحليل النفسي أو الاجتماعي للموقف الذي استدعى هذا الكلام. وبالتالي فإن الدلالية تستعين بمختلف العلوم التي تفسر ظاهرة المعنى، إلا أنها تستقل بدراسة وظيفة الكلمات وتحليلها، التي هي نقل المعنى. فالكلام الذي يوجهه المخاطِب ينقل رغبة للمخاطَب للحصول على شيء ما، يشترط أن يتضمن الكلام تفاصيل هذه الرغبة، ويشترط أيضا أن يستوعب المخاطَب هذا الكلام؛ أي إن الكلام تصور ذهني، ينقله المتكلم إلى وعي المرسل إليه، وهذا ما ندعوه الدلالة.

    يجب، إذا، أن نميز بين المعنى (Le sens) والدلالة (La signification): فالمعنى يتميز بصفة سكونية، يرتبط بالتصور الذهني الذي أنشأته العلامة المرتطبة أصلا بالمشاعر؛ أما الدلالة فإنها المعنى في حالات التحول، أي إنها المعنى زائد الوظيفة، أو اشتغال المعنى في مواقف ووضعيات معينة. المعنى عند اللسانيين هو مادة الأشكال السيميائية، والدلالة هي تمفصل المعنى في وضعية خطابية، تشتغل بوصفها نشاطا إدراكيا، تسنده قصدية معينة[3]. وبناء على ذلك فإن الدلالية، كما يرى بيار غيرو (Pierre GUIRAUD)، " تغطي حقلا فسيحا للغاية، بحيث يتعدى حدود المنطق، وعلم النفس، ونظرية المعرفة وعلم الاجتماع والتاريخ، على الرغم من أنه يراعي حدود اللغة الضيقة"[4].

    يتضح لنا بأن مفهوم الدلالة يتجاوز إطار اللغة، على الرغم من أنها مادته الأساسية؛ لأن المسألة لا تتعلق بفعل الإخبار فحسب، وإنما تتجاوزه إلى ربط علاقة (نفسية أو اجتماعية) بين مستخدمي الدال. فالعلامة الدالة منَبِّه أو مثير، يستدعي رد فعل و/أو انفعال ينشط الذهن تجاه مثيرات أخرى؛ فرؤية الدخان علامة على وجود النار، وكلمة دخان تثير الصورة نفسها، كما أن رؤية السحاب دليل على المطر، ولفظة سحاب تستحضر المدلول نفسه. مما يعني بأن الإنسان يعيش ضمن منظومة من العلامات، سواء أكانت لغوية أم غير لغوية، ومن ثم فإن الدلالة هي النقطة " التي يتم خلالها ربط الشيء والكائن والمفهوم والحدث بعلامة قابلة لأن توحي بها"[5].

    نستخلص من هذه المناقشة، أن الدلالية لا تهتم بأثر المعنى على مستوى الفرد؛ لأن المعنى لا يكون كذلك إلا إذا كان قابلا للتداول، أي أن يكون طبيعيا قبل أن يتحول إلى ميزة أسلوبية خاصة بفرد، كما هو الشأن بالنسبة للأدب. فالدلالة الأدبية لا تتحقق إلا في ضوء النموذج الدلالي الطبيعي (المتداول)، كما أن استعمال اللغة في بعض الحالات الخاصة من قبل بعض الأفراد، لا يتم بالطريقة الطبيعية المألوفة، بحيث يحتاج فهمها إلى وسائل وأدوات خاصة، كما هو الشأن بالنسبة للحالات السيكولوجية التي يحللها أو يعالجها علم النفس.. وعلى الرغم من هذه الخصوصية، إلا أنه لا يمكن دراسة هذه الظواهر الخاصة، إلا في ضوء الظواهر العامة.

    نلاحظ من خلال ما تقدم أن موضوع الدلالية متشعب، ومجاله واسع إلى درجة أننا لا نفرق أحيانا بين دراسة المعنى في حد ذاته، وبين دراسة المعنى في ضوء علاقاته السيكولوجية والسوسيو- ثقافية، وبالتالي نعرض هنا جملة من التعريفات، ثم نحاول أن نستخرج مفهوما واضحا يحدد تصورنا المنهجي لهذا العلم الحديث؛ فمن وجهة نظر سيمائية، فإن السيمنتيك (La sémantique) جزء من النظرية العامة للدلالة (La théorie générale de la signification)، لأن المعنى موحد ويمكن أن يظهر في أي شكل دال، سواء أكان لغويا أم شكلا آخر من أشكال التدلال المختلفة (إشارة، رمز، ظاهرة طبيعية...)، ومن الشروط الأساسية التي تضعها السيميائيات لدراسة الدلالة[6]:

    1- الطابع التوليدي للمعنى: أي أن يستثمر المعنى في ضوء تدرجه من معنى مجرد، إلى معنى ملموس، ثم إلى معنى مجازي أو تصويري.

    2- الطابع النحوي للمعنى: أي أن يدرس المعنى في ضوء تَمَظْهُرِهِ التركيبي، وليس على مستوى وحدته المعجمية، بمعنى من خلال عملية إنتاج الخطابات.

    3- الطابع العام للمعنى: أي إن المعنى موحد في جميع تمظهراته، ويمكن أن يدل ضمن أشكال سيميائية مختلفة.

    يتضح أن هذه المفاهيم تُعَرِّف الدلالية في ضوء اشتغال المعنى ضمن أنظمة سيميائية مختلفة، أي دراسة المعنى المتجسد في خطاب. ونجد تعريفات أخرى تحدد مفهوم الدلالية من خلال علاقاته بالعلوم اللغوية الأخرى التي تتقاطع معه، منها[7]:

    1- " علم الدلالة هو علم المعنى الذي يختلف تماما مع علم الأصوات، وهو الدراسة التاريخية والسيكولوجية للتغير في معاني الكلمات وتصنيفها" (معجم Webster).

    2- " علم الدلالة هو علم معاني الكلمات، والنمو التاريخي لفهم وإدراك معاني الكلمات من حيث إنه يختلف تماما مع علم الأصوات والسمعيات" (معجم Winston).

    3- " علم الدلالة هو ذلك العلم الذي يدرس المعنى، سواء على مستوى الكلمة المفردة أم على مستوى التركيب، وما يتعلق بهذا المعنى من قضايا لغوية، أي إنه يدرس اللغة من حيث دلالتها، أو من حيث إنها أداة للتعبير عما يجول في الخاطر" (رجب عبد الجواد إبراهيم. دراسات في الدلالة والمعجم)

    4- ونجد له تعريفا آخر يخرجه من حدود اللغة، إلى مجالات دلالية تستخدم وسائل غير لغوية، وبالتالي فإن مجال البحث الدلالي يتسع ليشمل أنواع العلامات التي تنقل المعنى؛ إنه "العلم الذي يدرس الشـروط الواجب توافرها في الرمز حتى يصبح قادرا على حمل المعنى، ويدور علم الدلالة حول العلامات والرموز"[8].

    نستخلص من هذه التعريفات أن الدلالية تهتم بدراسة المعنى وتحليله في تجلياته المختلفة؛ بحيث لم يبق –مع تطور العلوم- حبيس الدلالة المعجمية السكونية. ويجب أن نشير هنا إلى أن مختلف العلوم، وبخاصة اللغوية منها، قد اهتمت بقضية المعنى منذ العصور القديمة، مما يستدعي بحثا ابستيمولوجيا لهذه العلوم التي اهتمت بالعلامة. فالعلامة أو الدليل ظاهرة ثقافية تربط الكائن بكل ما يحيط به؛ أي إنها وسيلة تواصل بين الذات والعالم الخارجي، وعن طريقها يدرك الإنسان هذا العالم، وفي هذا المعنى يقول بـ. غيرو " فنحن نعيش بين العلامات وثمة علم دلالة عام يتناول بالتحليل مختلف النشاطات والمعارف الإنسانية"[9]. إن الحديث عن العلامة بمثل هذه الأهمية، يقودنا إلى الحديث عن علم العلامات، أي السيمياء أو السيميولوجية. تنطلق السيميائيات بمختلف اتجاهاتها وأنواعها من مفهوم العلامة، بوصفها القاعدة التي ترتكز عليها الدراسات والتحليلات السيميائية جميعها. ونعني هنا بمفهوم العلامة النموذج البنيوي لأصغر وحدة دالة دلالة تامة.

    ما هي العلامة ؟

    هناك ثلاث نماذج قاعدية للعلامة (لبنية المعنى)؛ نموذج دو سوسير اللساني المبني على ثنائية الدال والمدلول الذي سماه الدليل؛ ونموذج بيرس المنطقي و/أو الفلسفي الميني على التعالق الثالثاني والذي سماه العلامة؛ ونموذج غريماص السيميائي المبني على علاقات رباعية وسماه المربع السيميائي.

    أولا- النموذج اللساني:

    العلامة- أو الدليل- وحدة دلالية، تتشكل من علاقة افتراضية تقابلية بين مظهر تعبيري يسمى الدال، وتصور مفهومي يسمى المدلول، أثناء فعل الكلام، أو أي فعل تواصلي. والدليل اللساني (Signe linguistique) عند دي سوسير (F. De Saussure)، هو اتحاد بين صورة صوتية سماها الدال (Signifiant)، وصورة ذهنية (أو مفهوم) سماها المدلول (Signifié). أي إن كل كلمة تعد دليلا لسانيا، وبالتالي فإن اللغة نظام من الدلائل. كما تُعرَّف طبيعة العلامة أيضا بأنها اجتماع شكل العبارة بشكل المضمون.

    تهتم السيميائيات الأوربية بالعلاقة الثنائية للعلامة، لأنها تعد مرحلة أولى من مراحل وصف شبكة تمفصلات الأشكال الدالة؛ في حين أن السيميائيات واللسانيات في أمريكا تهتمان بطبيعة العلامة وتفسرانها في ضوء علاقتها بالمرجع؛ وقد استوحتا ذلك من منطق الفيلسوف شارل سندرس بيرس[10]، الذي تجاوز العلامة اللسانية، إلى تصنيف الظواهر في مقولات -كما سنرى فيما بعد- انطلاقا من مفهوم العلامة. ثانيا- النموذج المنطقي:

    تعتمد السيميائيات التي أسسها بيرس على تأمل فلسفي يشمل الكون كله، تبدو في الظاهر تجريدية ومعممة لا يمكن أن تؤسس نظرية للمعرفة؛ إلا أنها تزود الدارس بأدوات منهجية تمكنه من تحديد معالم نظرية العلامة، بوصفها نظرية تصنيفية لمقولات الوجود، التي درسها أرسطو من قبل، ثم كانط لاحقا الذي تأثر به بيرس. وفيما يلي مفهوم العلامة عنده[11]:

    العلامة بالنسبة للممثِّل (Representamen): هي علامة بحد ذاتها، قد تكون مجرد ظاهرة، أو كيفية بحتة، فتسمى علامة كيفية (Qualisigne) أو الصفة؛ منها الصفات الجنسية كالألوان والأصوات والروائح... وقد تكون العلامة شيئا فرديا يحصل في الخارج وتسمى علامة عينية أو مفردة (Sinsigne) كوجود كلمة في سطر كتاب، هي علامة عينية مهما تعددت نسخ الكتاب، أو إشارة ضوئية هي في مكانها علامة مهما تعددت هذه الإشارات في شارع... وإذا كانت العلامة ذات طبيعة عامة فهي علامة قانونية (Légisigne) تختلف عن الكيفية وعن العينية، هي ذاتها في كل تجلياتها.. كلمة بيت بغض النظر عن تعدد لفظها أو كتابتها هي علامة قانونية واحدة؛ ألفاظ اللغات الطبيعية، الرموز الرياضية والكيميائية، علامات السير، الإمارات الجوية، الشعارات الدينية، كالهلال والصليب... يستعمل بيرس مصطحات: Tone و TokenوType مقابل الـ كيفية والـ عينية والـ قانونية..

    يقسم بيرس العلامة من حيث الدلالة على الموضوع (objet) إلى أيقونة (Icone) وشاهد (Index) (أو مؤشر أو إشارة) ورمز(Symbole).. والموضوع هو الشيء الذي يمكن تسميته أو الدلالة عليه...

    يميز أيضا ثلاثة فروع للعلامة نسبة إلى المؤول(Interprétant) ويستعير لها ثلاثة مصطلحات من المنطق التقليدي وهي: Rhéme و Dicent و Argument . الأول يقابل مصطلح مفردة في المنطق عند العرب، إلا أن مصطلح التصور أعم وأقرب إلى قصد بيرس، أي كل علامة مفردة أو مركبة لا تصلح أن تكون حكما بل فقط حدا في الحكم؛ وبالتالي لا تحتمل لا الصدق ولا الكذب: مثل المحمولات البسيطة كـ أسمر، أو المحمولات المركبة كـ طويل الشعر، أو الاستعارات كـ أسد بدل اسم الشخص، والعينات والزخارف والهياكل...

    ومصطلح Dicent الذي يعني القول، فيختص بقسم من القول الذي هو تام، لا ينطبق على القول الناقص، الذي ينطبق على مصطلح Rhema، فهو التصديق وهو عند بيرس علامة قابلة للحكم؛ أي إنها تقبل الصدق أو الكذب، فهي مركب تام "مركب يصح السكوت عنه".

    الحجة Argument تأليف من العلامات لا يتعلق إلا بالقواعد، وهي أتم العلامات، الحجة دائمة الصدق، من قبيل الأقيسة المنطقية، الأشكال الشعرية.. " لا تكون النسبة إلى الموضوع إلا رمزية، وبالنسبة إلى الممثل إلا قانونية.. لا يمكن التمثيل للأيقونة إلا بطريقة تصورية، أما التمثيل للمؤشر يمكن أن يكون تصوريا أو تصديقيا، وأما التمثيل للرمز فإنه يمكن أن يكون تصوريا أو تصديقيا أو حجيا..

    * المقولات ممكنة التحقق في الواقع:

    1- العلامة الكيفية الأيقونية التصورية (1-1+2-1+3-1): كاللون الأحمر الذي لا يمكن أن يدل على الموضوع إلا لشبه ما وبالتالي لا يمكن أن تكون العلامة إلا أيقونية، وما دامت الكيفية احتمال بحت، فلا يمكن أن تكون العلامة إلا ماهية أو تصور.

    2- العلامة العينية الأيقونية التصورية(1-2+2-1+3-1): إنها شيء أو حدث من التجربة، يدل على موضوعه من بعض كيفياته، ولكونه أيقونيا لا يمكن أن يكون إلا تصوريا؛ كـ تخطيط فردي ما، تخطيط درجة حرارة مريض...

    3- العلامة العينية المؤشرية التصديقية(1-2+2-2+3-2) هي شيء أو حدث من التجربة المباشرة، يدل على موضوعه لعلّة ما بينهما، مثل الصرخة الفجائية التي تنم عن ألم أو فرح...

    4- العلامة العينية المؤشرية التصديقية(1-2+2-2+3-2): هي شيء أو حدث من التجربة المباشرة، يخبر، بقدر ما هو علامة، عن موضوعه الذي هو واقع حالي. وهذا لا يمكن أن يحصل إلا إذا كان الشيء أو الحدث متأثرا بالموضوع. كـ ميزان الريح الذي يخبر بوضعه الحالي عن اتجاه الريح الفعلي...

    5- العلامة القانونية الأيقونية التصورية(1-3+2-1+3-1): هي قانون عام أو نمط، كل واحد من تحققاته الفردية يمتلكه كيفيات تخوله أن يثير في ذهن المؤول(المعبر) صورة عن موضوعه. مثل التخطيط العام الذي لا يتعلق بحالة فردية معينة، بل ينطبق على سائر الحالات المشابهة، كـ التخطيط العام للحرارة الناجمة عن الحصبة.

    6- العلامة القانونية المؤشرية التصورية (1-3+2-2+3-1): هي قانون عام أو نمط كل واحد من تحققاته الفردية مرتبط أو متأثر بموضوعه، بشكل أنه يوجه الانتباه إلى هذا الموضوع. مثل ضمائر الإشارة...

    7- العلامة القانونية المؤشرية التصديقية(1-3+2-2+3-2): هي قانون عام أو نمط، يفيد خبرا ما عن موضوعه ويدفع المؤول إلى العمل أو الأخذ بالقرار كـ إشارات المرور والأوامر...

    8- العلامة القانونية الرمزية التصورية(1-3+2-3+3-1): هي علامة مرتبطة بموضوعها بواسطة اقتران المعاني الكلية. فكل اسم عام مثل بيت أو شجرة هو من هذا الصنف..

    9- العلامة القانونية الرمزية التصورية(1-3+2-3+3-1): هي علامة ترتبط بموضوعها بواسطة اقتران المعاني الكلية كي تفيد خبرا عن هذا الموضوع مثل: الوردة حمراء، العلماء مجتهدون ...

    10- العلامة القانونية الرمزية الحجية(1-3+2-3+3-3): هي علامة مؤلفة من مركب تام وقياسي من العلامات، خلافا للعلامة السابقة، لا يجري فيها تحديد الموضوع، بل تحديد التركيب الحاصل بين العلامات التي تخبر عن الموضوع( أي العلامات القانونية الرمزية التصديقية)؛ هذا النوع من العلامات الحجية هو دائم الصدق أي صحيح. كـ الأقيسة والبراهين المنطقية، والأشكال الشعرية...

    رتب بيرس هذه المقولات في جدول على شكل المثلث التالي:

































    ويمكن أن نبين هذا التفرع بالشكل التالي، حتى يسهل على القارئ المبتدئ تحديد هذه المقولات، معتمدا على الرقم الذي يقابل كل نوع من أنواع العلامة:





    Qualisigne Sinsigne Logisigne

    1- الكيفية 2- العينية 3- القانونية

    Zone de Texte: الممثل 1 Representamen















    Icône 1 الإيقونية

    التصورية Rhème

    Zone de Texte: المؤولة 3 Interprétant


    Zone de Texte: الموضوع 2 Objet


    Index 2 المؤشرية


    الخبرية

    Symbole

    3 الرمزية الحجية argument

    وحتى تتضح المفاهيم نحاول أن نربط العلاقة بين مصطلحات بيرس ومصطلحات اللسانيين، لأن الذي يهمنا أكثر في هذا المقام هو العلامة اللسانية؛ فـ الدال في اللسانيات الأوربية هو الرمز في اللسانيات الأمريكية وهو المُمَثِّل عند بيرس؛ والمدلول في اللسانيات الأوربية هو المرجعية في اللسانيات الأمريكية والمؤَوِّل عند بيرس؛ والواقع المشار إليه هو المرجع في اللسانيات الأمريكية والموضوع عند بيرس.

    ويمكن أن نمثل لهذه المفاهيم بالشكل التالي:





    الدال – الرمز – الممثل



    أحمر





    العلامة

    علم خطر

    الواقع المشار إليه- المرجع- الموضوع المدلول – المرجعية – المؤول





    ثالثا: النموذج السيميائي:

    ينطلق التصور لبنية المعنى في الدرس السيميائي من القواعد الأساسية لفعل القراءة؛ بحيث يرتكز هذا الفعل في الدرجة الأولى على تحليل المكونات السيميائية للمعنى (بنية المعنى)، قبل أن يدرس هذا الفعل المكونات الدلالية المرتبطة بالبنية الدلالية للنص، ثم المكونات القيمية المرتبطة بالبنية الفكرية للمرجعيات المعرفية التي يحيل عليها النص (العمل).

    الذي يهمنا في هذا المقام هو البنية القاعدية للمعنى؛ فالمعنى في ضوء التصور السيميائي تخلقه أربع علاقات و/أو معايير هي: التضاد (Le contraire)، التناقض(La contradiction)، الاقتضاء (La complémentarité)، والتضاد التحتي (Le subcontraire) –وهي علاقة شبه مهملة-. فكل علامة تحقق وجودها ووظيفتها، إذا كانت تتعالق تضاديا وتناقضيا واقتضائيا مع علامة أخرى تستدعيها، ويمكن أن تقوم مقامها للدلالة على الخطاب الآخر(الغائب، الذهني)، الذي كان وراء تجسيد الخطاب الحاضر. ويمكن أن نبين بنية هذا النموذج بالشكل التالي:









    تضاد

    حرية استعباد



    اقتضاء تناقض تناقض اقتضاء



    لا استعباد لا حرية

    تضاد تحتي(شبه تضاد )





    تشتغل هذه البنية عموديا أثناء فعل القراءة، أي إن الذهن يدرك المعنى في ضوء تشاكله العلائقي مع العلامة و/أو العلامات التي توجد في البنية الاستبدالية التي تحيل عليها البنية الأفقية (السطحية). وفي النموذج أعلاه، فإن الحرية هي البنية الظاهرة في الخطاب، والاستعباد أو الاستغلال أو العبودية هي البنية المغيبة؛ لكن الدلالة لا تفسر إلا في ضوء استحضار هذه البنية الغائية (الخطاب المضاد). لاتؤدي هذه البنية وظيفتها الدلالية، إلا من خلال عملية إنتاج المعنى على المستوى التركيبي؛ وعملية إنتاج المعنى تستدعي عوامل ترتبط بالحالة السيكولوجية أو السوسيولوجية للمنتج (المتلفظ)، ومن ثم فإن العامل (L'actant) عنصر أساسي في عملية إنتاج الكلام بأنواعه المختلفة (خطاب يومي، شعر، سرد، حوار...). وعلى هذا الأساس كانت بنية العامل في الخطابات بؤرة إنتاج الدلالة، لتشكل مع بنية المعنى أداتين قاعديتين للإدراك وبالتالي للفهم وللتفسير.

    ويمكن أن نبين في هذا الشكل نموذج بنية العامل، انطلاقا من التصور المنطقي البسيط لبنية فعل الكلام؛ التي تستدعي متكلما وكلاما ومستمعا، ولتحقيق هذا الفعل فإن للمتكلم غاية إبلاغية من أجل إيصال كلامه للمستمع؛ فالعامل، إذا، هو الإبلاغ. أما في الوضعيات الخطابية الأكثر تعقيدا، كما هو الشأن في الأعمال الأدبية، فإن هذه البنية لا تكفي لتحقيق الخطاب، بحيث تظهر عناصر أخرى تستدعيها بنية الخطاب نفسها؛ ففي الخطاب السردي تمتد البنية العاملية لتشمل بطلا ومعيقا ومساعدا، حتى تكتمل البنية السردية لتشكل خطابا أدبيا؛ وبالتالي فإن البنية القاعدية البسيطة لفعل الكلام تتعالق مع هذه العناصر لتخلق عاملين آخرين يسهمان وظيفيا في عملية إنتاج السرد أو الكلام.

    وبناء على هذا التصور القاعدي لعناصر البنية العاملية، فإن العلاقات التي يولدها وجود كل من البطل والمعيق والمساعد، هي علاقة الرغبة بين البطل وموضوع الرسالة، وعلاقة الصراع بين المعيق والمساعد. ويمكن أن نبين هذه العلاقات العاملية في الشكل التالي:





    علاقة إبلاغ





    المرسل الرسالة المرسل إليه



    علاقة رغبة



    المعيق البطل المساعد





    علاقة صراع



    يتضح لنا من خلال هذا النموذج أن الذي يولد المعنى هو العلاقة بين عناصر البنية الكلامية، بمعنى أن العامل لا يتحقق خارج العلاقة؛ فالمرسل لا يصبح عاملا إلا من خلال علاقته بالمرسل إليه، والبطل لا يصبح عاملا إلا من خلال رغبته في تحقيق الموضوع، والمعيق لا يصبح عاملا إلا من خلال علاقة الصراع بالمساعد او البطل، وبالتالي فإن هذه العلاقات الثلاثة هي التي تنتج السرد، أي أفعال التلفظ بنوعيها؛ ملفوظ الفعل (Enoncé de faire) وملفوظ الحالة (Enoncé d'état ). وهذا يعني بأن الخطاب السردي مسار تتناوب فيه الملفوظات بحسب برنامج توزيعي، يسمى البرنامج السردي (Programme narratif) تحدده طبيعة الخطاب، فيما إذا كان يعتمد الفعل (الحركة) كما هي الحال بالنسبة لروايات المغامرة مثلا، أو يعتمد الحالة (الصفة) كما في الروايات السيكولوجية؛ وهذا مجال آخر قد نعود إليه في مناسبة أخرى.

    إن هذه البنية القاعدية للعامل لا تعني ثبات العلاقات بين الطرفين –مرسل/مرسل إليه-بطل/موضوع-مساعد/معيق- وإنما يمكن أن تتغير العلاقة بين هذه العناصر؛ كأن يكون الصراع بين المرسل والبطل، أو تكون الرغبة بين المساعد والمرسل إليه وهكذا؛ إنما الثابت في هذه البنية هو العوامل أو العلاقات الثلاثة: الإبلاغ، الرغبة والصراع، بوصفها أدوات إنتاج المعنى، أي الدافع النفسي-الاجتماعي للتلفظ.



    رابعا: مفاهيم أخرى للعلامة:

    هناك من صنَّف العلامة بحسب طبيعتها، والوسيلة المستخدمة لنقل المعنى فيها، وأطلقوا عليها مصطلح الرمز، ثم ميزوا بين الرمز الإشاري، والرمز السيكولوجي، والرمز اللغوي[12]؛ إن لفظة رمز تعني في منطق بيرس العلامة التي تقوم على التواضع الاجتماعي:

    1- الرمز الإشاري: هو عبارة عن حركة، أو إشارة يقوم بها الفرد من أجل نقل معنى ما؛ أي الاستعمال الإرادي لعضو من أعضاء الجسم للتعبير عن دلالة من الدلالات: اليد، الرأس، الرجل، الأصبع...

    2- الرمز الانفعالي أو السيكولوجي: وهو حركة جسدية، نتيجة حالة نفسية ما، وقد يكون إراديا: حركة الشفتين، العينين...؛ وقد يكون غير إرادي: احمرار الوجه أو اصفراره، جحوظ العينين...

    3- الرمز اللغوي (العلامة اللغوية): عرفها دي سوسير[13] في ضوء علاقة ذهنية ثنائية كما رأينا أعلاه، وليس ربط اسم بشيء؛ إنما هي اتحاد صورة صوتية (Image acoustique ) بصورة مفهومية (Concept)، تشتغلان على المستوى السيكولوجي (التصور)، وعلى المستوى الفيزيولوجي (القناة الصوتية)، شريطة أن يكون هذا النشاط ميزة كل من ينتمي إلى اللغة نفسها. وعلى هذا الأساس تُفَسَّر اللغة بوصفها ظاهرة اجتماعية، أي إنها علاقة مُتَبادَلة بين النطق والسمع.

    إن العلامة اللغوية هي صورة سمعية (صوتية) أو قابلة لأن تتحول إلى أصوات إذا كانت مكتوبة، وصورة ذهنية أو مفهوم للموجود الذي يشار إليه. أي إن الشيء الموجود الخارجي، تقابله في الذهن صورة وموجات صوتية، وبالتالي فإن العلامة اللغوية أصوات تثير انطباعا في الذهن، مما يجعلها ترتبط بالجانب السيكولوجي للفرد. وهذا ما يوضح المفهوم العام للغة الذي وضعه دي سوسير؛ حيث عرف اللغة بأنها نظام من العلامات يعبر عن أفكار... ويرى بأنه أصبح من الممكن الحديث عن علم يدرس حياة الدلائل في الوسط الاجتماعي، وبالتالي فإن هذا العلم جزء من علم النفس الاجتماعي. تنبأ دي سوسير بعلم العلامات، الذي دعاه السيميولوجية (Sémiologie)، الذي تطور بعده وأصبح من أهم العلوم التي تدرس الأنظمة الدالة بدءا بالعلامة ووصولا إلى الأشكال الدلالية الأكثر تعقيدا.

    إن الذي يهمنا هنا هو العلامة اللغوية: طبيعتها، شكلها، تمظهراتها، تمفصلها، علاقاتها؛ على الرغم من أن السيميائيات يمكن أن تتجاوزها، وتستغل أنساقا دلالية غير لغوية، كما رأينا. وعلى هذا الأساس سينصب حديثنا الآن على بنية الدليل اللغوي في ضوء علاقاته بعلوم اللغة، على أن تكون مكونات بنية المعنى هي الغاية المنهجية، بوصفها موضوع التحليل السيميائي. ويجب أن نشير هنا إلى أن النتائج التي حققها البحث في مجالي علم الدلالة والبنيوية، أسهمت كثيرا في تطوير أدوات التحليل السيميائي، ومن ثم لا يجب أن ننفر من الاستخدام المشترك لمعظم المفاهيم والمقولات التي تنتمي في الأصل إلى علم الدلالة؛ وقد استخدم غريماص نفسه مفهوم علم الدلالة البنيوي (La sémantique structurale) للتعبير عن التصور السيميائي للأشكال الدالة.

    1- علم الأصوات الوظيفي:

    يجب أن نميِّز بين علم الأصوات(La phonétique)؛ الذي يدرس الصوت اللغوي لذاته وفي حد ذاته، أي من حيث كونه حركة لأعضاء النطق والسمع، ومن حيث كونه ينتقل عبر ذبذبات هوائية من المتكلم إلى السامع؛ وعلم وظائف الأصوات (La phonologie)، الذي يدرس الصوت الحامل لمعنى، أي الطريقة التي يؤدي بها الصوت الإنساني لوظيفته في اللغة، ودراسة الكيفية التي تنتظم بها الأصوات اللغوية في لغة ما. ترتبط بنية المعنى في العلامة اللغوية أكثر بعلم وظائف الأصوات، لأن الصوت يؤدي وظيفة دلالية أثناء الكلام، ويؤثر في المعنى: كالتنغيم، التفخيم، الترقيق، الوقف والوصل.

    2- علم الصرف (المورفولوجية):

    يدرس علم الصرف البنية الصوتية (الحروف) للكلمات في لغة ما، والبنية هي الهيئة التي تظهر عليها الكلمات، من حيث عدد الأصوات (الحروف) ومن حيث طريقة انتظامها. تؤدي هذه الدراسة إلى إظهار المعنى من خلال التركيب الصرفي للكلمة. إن تحديد معنى استغفر يستدعي العودة إلى مادتها غفر، ثم معنى الصيغة استفعل، وعلم الصرف العربي يؤكد أن ما زيد بالهمزة والسين والتاء دل على الطلب، تضيف هذه القاعدة الصرفية معنى ثانيا أكثر وضوحا لمعنى المادة (غفر) في المعجم.

    3- النحو:

    يدرس النحو المعيار الذي يحدد موقع الكلمة في التركيب اللغوي، أي إنه يحافظ على استقامة المعنى في الجمل. فالصرف يدرس استقامة معنى الكلمة ذاتها، والنحو يدرس استقامة معنى الكلمة و/أو الكلمات في بنية الجملة، فـ "النحو يقوم برصد التغيير الذي يطرأ على أواخر الكلمات، وهناك علاقة تربط بين المعنى الدلالي والوظيفة النحوية لكل كلمة داخل الجملة"[14]. تتضح العلاقة بقوة بين التركيب النحوي والدلالة في هذه الآيات الكريمة؛ قوله عز وجل " إِنَّمَا يَخْشَى اللّـهَ من عِبَادِهِ العُلَمَاءُ "(فاطر 28)، وقوله تعالى " وَإِذِ ابْتَلَى إبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ" (البقرة 124)، وقوله تعالى " أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ من المُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ" (التوبة 3)؛ فنصب لفظة الله ورفع لفظة العلماء في الآية الأولى، ونصب لفظة إبراهيم ورفع لفظة ربه في الآية الثانية، ورفع لفظة رسوله في الآية الثالثة يزيل اللبس الذي يمكن أن يكون في دلالة هذه الآيات.

    4- المعجم والمعنى الموسوعي:

    يعد المعجم المرجع الأساسي للمعنى، بحيث يتضمن المعنى العام لكل كلمة. وعندما تستخدم الكلمة في تركيب نحوي (مع غيرها من الكلمات)، تدل بحسب موقعها في هذا التركيب، لكننا لا نستطيع أن نفهم دلالتها التركيبية إلا إذا كنا على دراية بمعناها المعجمي؛ وبالتالي فإن دلالة العلامة اللغوية تستفيد من البنية المعجمية الثابتة، شريطة " أن يكون لها معنى في نفسها، وأن تؤدي معنى عندما تتركب مع غيرها"[15].

    أما المعنى الموسوعي فإنه يتسع ليشمل الجنس والنوع والطبيعة والتاريخ وما إلى ذلك من المعارف المتعلقة بمبادئ العلوم والمعارف المختلفة، كما أن التأليف الموسوعي يعطي بعض النماذج الدلالية للمعنى. وفي بعض الحالات توضح المعاني بالصور والرسوم والخرائط. إن بعض التراكيب اللغوية التي نصادفها أثناء القراءة، أو بعض الكلمات لا نستطيع أن نفهمها إلا من خلال المعرفة الموسوعية؛ كما هو الشأن بالنسبة للأدب الحديث وبخاصة الشعر، حيث يتطلب تفسيره دراية كبيرة بالتاريخ وبالتراث الإنساني. وبالتالي فإن المعنى الموسوعي يقدم للمتلقي جملة من الفرضيات والمعطيات القياسية، التي تمكنه من فهم وتفسير دلالة النصوص؛ ويُوصف هذا النوع من البحث الدلالي بـ علم الدلالة المعرفي(La sémantique instructionnelle)[16].

    نستخلص من كل ما سبق، أن السيمياء وعلم الدلالة واللسانيات قد نشأت من خلال تطور التفكير حول المعنى؛ بحيث كان البحث عن المعنى وفي المعنى متضمنا في البحث اللساني منذ العهود القديمة. لقد ميز أرسطو بين الصوت والمعنى، وأقر بتطابق المعنى مع التصور الذهني، ومن ثم ميز بين الأشياء في العالم الخارجي، والتصورات (المعاني) والأصوات (الرموز أو الكلمات). كما درس الهنود القدامى العلاقة بين اللفظ والمعنى، وقسموا أنواع المعنى، بناء على الموجودات في الكون، إلى:

    1- قسم يدل على مدلول عام أو شامل ( رجل، حيوان)

    2- قسم يدل على كيفية (طويل، أسمر)

    3- قسم يدل على حدث (جاء، كتب)

    4- قسم يدل على ذات (محمد)[17]

    كما اهتم علماء العربية بدراسة بنية المعنى في مجالات مختلفة، وبخاصة في مجال علوم القرآن، ومن أهم موضوعات البحث الدلالي: معاني الغريب في القرآن الكريم- المجاز في القرآن- الوجوه والنظائر. كما ألفوا معاجم الألفاظ، ومعاجم الموضوعات. أسهم اللغويون العرب أيضا، إسهاما كبيرا في نشأة البحث الدلالي والدلائلي العربي، حيث كانت مجهودات ابن فارس في معجم "المقاييس"، الذي وضح فيه العلاقة بين المعاني الجزئية والمعاني العامة للمادة اللغوية. والزمخشري في كتابه "أساس البلاغة"، الذي ميز فيه المعاني المجازية من المعاني الحقيقية.

    وجهود ابن جني الذي حلل السمة الدلالية الموجودة في الكلمة التي تتكون من نفس الأصوات مهما تقلبت بنية هذه الأصوات، مثل: كلم، كمل، لكم، مكل، ملك التي تدل على القوة والشدة في هذه التراكيب الصوتية جميعها. ويجب أن نشير أيضا إلى جهود الفلاسفة المسلمين الذين درسوا دراسة وافية جملة من المسائل المتعلقة بمكونات المعنى، مثل دلالة اللفظ، دلالة المنطوق، دلالة المفهوم، تقسيم اللفظ بحسب الظهور والخفاء، الترادف، الاشتراك اللفظي، وما إلى ذلك من القضايا المتعلقة بالمعنى. كما يجب أن نشير إلى الدرس البلاغي العربي، الذي أولى أهمية كبيرة لمسألة المعنى، بحيث ميز بين الحقيقة والمجاز، وحلل الأساليب اللغوية المختلفة (الأمر، النهي، الاستفهام...). ولعل أهم عمل في هذا المجال فكرة النظم عند عبد القاهر الجرجاني[18].

    إن هذا البحث الإبستيمولوجي المختصر، لا يعني أن التصور السيميائي للمعنى قد تحددت معالمه ونظرياته في القديم، إنما هي إشارة إلى اهتمام العلوم المختلفة بموضوع المعنى، الذي كان ضمن هذه الأبحاث كما قلنا؛ لأن طبيعة العلم هي أن يضع نظريات ومفاهيم تَدرس وتُفسر المادة المتحقِّقة وما يمكن أن يتحقق في المستقبل. والآراء التي ناقشناها إلى حد الآن مبنية أساسا على مادة متجسدة في الواقع، كما هو الشأن بالنسبة للدراسات حول القرآن الكريم، والدراسات اللغوية والبلاغية العربية، والمعاجم ومتون اللغة، التي تُصَنَّفُ بحسب الموضوع الذي تتناوله: علوم القرآن، النحو والصرف، المعجمية، البلاغة، علم الكلام وما إلى ذلك.

    الحقيقة أن السيميائيات قد نشأت وتحددت معاييرها النظرية في العصر الحديث على أيدي باحثين في ميداني علوم اللغة والأنثروبولوجية؛ انطلاقا من فكرة أن الكلام والفكر مسألتان متطابقتان، كما رأينا عندما ناقشنا مفهوم العلامة أعلاه، ومن ثم أخذت البحوث اللسانية على الخصوص تهتم بقضيتي المعنى والدلالة، عندما فصلتهما عن الفكر الفلسفي (فلسفة اللغة). وفي أمريكا قدمت الأبحاث الأنثروبولوجية والسيكولوجية وجهة نظر جديدة لدراسة المعنى، بحيث قام الباحثون في هذين المجالين بتصنيف الحقول الدلالية، انطلاقا من دراسات لغوية مقارنة؛ كألفاظ القرابة، أسماء الأمراض، الألوان...إلخ. ويعد ليفي ستروس ألمع اسم في هذا المجال.

    كما قدم اللساني بلومفييلد (L.BLOOMFIELD) منهجا لدراسة المعنى، يعرف بالنظرية السلوكية؛ على الرغم من أن معظم الدارسين اللسانيين الذين فسروا أعماله، رأوا بأنه أهمل المعنى من دراساته اللسانية. وقد استطاعت السيميائيات اللسانية أن تؤسس نظريتها، وتحدد موضوعها وغايتها، بعدما ظهرت اللسانيات التحويلية، والنحو التوليدي على يد تشومسكي[19]، الذي يرى بأن كل متكلم أصلي يملك حدسا إبداعيا لبنية لغته، يمكنه من إدراك الجمل النحوية من جهة، ومن فهم عدد لا متناه من الجمل (لم يتفوه بها من قبل) و التكلم بها من جهة أخرى؛ أي إن كل جملة نستطيع أن نفهمها في ضوء ما لم تقله هذه الجملة، ضمن الاحتمالات التوليدية التي تنتجها هذه الجملة.

    لقد كانت هذه الخلفيات التنظيرية ضرورية، من أجل بلورة رؤية واضحة ومنهجية لمفهوم السيمياء أولا ومفهوم العلامة الدالة؛ كانت هذه المحطات كلها عوامل أساسية لتقعيد علم خاص ببنية المعنى، الذي يبدو للوهلة الأولى أنه مسَلَّمَة منطقية، أو تحصيل حاصل الكلام؛ غير أن الحقيقة ليست كذلك، بحيث -على الرغم من هذا الاهتمام بمسألة المعنى- إن مسألة وضع علم خاص بمادة معينة يتطلب جهودا كبيرة، ومسارا زمنيا قد يطول أو يقصر. قلت على الرغم من ذلك، إلا أن الأبحاث اللسانية حول مفهوم البنية، نبهت إلى وجود بنية عميقة توازي و/أو تقابل البنية السطحية التي تظهر عليها الملفوظات اللغوية، ومن ثم أخذت السيميائيات تتجه نحو استغلال نتائج الدرس اللساني، وبخاصة ما يتعلق بمسألة التوليد الدلالي. أصبحت النظريات اللسانية والسيميائية تهتم بالخطابات المتحققة، كما تهتم بالخطابات المحتملة، وبالتالي فـ "إن الأبعاد التي اتخذها البحث الدلالي الحديث عبر دراسات معمقة، أخرجت النظريات الدلالية والفرضيات العلمية اللسانية من مجال التخمين والتقدير إلى ميدان التحقيق والتطبيق، رسمت إطارا مفتوحا على المستقبل لمشروع دلالي أوسع يلج من خلال الدرس السيميائي إلى كل مجال من مجالات المعرفة والبحث العلمي"[20].

    يتضح من هذا القول أنه يجب أن نميز بين البنية الدلالية والشكل المعبِّر عنها، لأن العلاقة بين البنيتين علاقة تشاكل، ولا يمكن أن نفصل بينهما إلا لأغراض تفسيرية. كما يجب أن نميز بين الأشياء التي ندركها ونفسرها، فيما إذا كانت جزءا من العالم، أم شكلا من أشكال التعبير عن هذا العالم. وبالتالي يجب، أن ننطلق من فرضية وجود مشاكلة بين مستوى التعبير ومستوى المعنى وسماته، لأن البنيات اللسانية تحتوي على عوالم دلالية.

    لقد قدمنا في هذا المؤتمر كلمة مختصرة حول إنتاج المعنى في الخطاب السردي، ركزنا فيها على المربع السيميائي والبنية العاملية، وحاولنا أن ننبه إلى أهمية هذين النموذجين السيميائيين في تحليل النصوص السردية، عندما يشغلهما الدارس عموديا (المربع) وأفقيا (العامل)، ليكتشف الكيفية التي يتطور بها السرد، أو أي نوع من الكلام؛ قدمت إلينا أثناء المناقشة جملة من الأسئلة من قبل الطلبة بخاصة، ونظرا لضيق الوقت آنذاك، وعدنا بالإجابة عنها في هذه الورقة، وفيما يلي وعدنا:

    السؤال العام: حول وظيفة العامل في الدرس النحوي وفي الدرس السيميائي؟

    نقول:إذا كانت وظيفة العامل في النحو هي تبرير استقامة المعنى، فإن وظيفة العامل في السيمياء هي تبرير إنتاج المعنى...

    س: مصباح وهيبة: كيف يمكن أن نصنف النص الذي يحتويعلى السرد والوصف هل إلى نصوص ملفوظات الحالة أم إلى نصوص ملفوظات الفعل؟

    ج: إن نظرية العامل تساعد على تصنيف الملفوظات، من أجل تحديد الغاية الجمالية للنص، فيما إذا كان يركز على الحالة كما هو الشأن بالنسبة للروايات السيكولوجية، أو يركز على الفعل كما الشأن بالنسبة لروايات المغامرات.. وقد يعتمد نص واحد الملفوظين.. فالعامل أداة تحليلية..

    س: زهية غشة: تقول فيما معناه ما هي النظرية الأصلح للتطبيق على النصوص؟

    ج: كل النظريات جزئية، ليس هناك نظرية شاملة؛ إنما يجب أن يختار الدارس نظرية و/أو نظريات يحددها المنهج الذي يختاره والغاية التي يسعى إلى تحقيقها؛ فالنظرية توفر الأداة والوسيلة، والاتجاه يوفر المنهج.. السيمياء توفر الأدوات ولا توفر المنهج..

    س: لحلوحي عبلة: هل العامل يعمل وظيفة النقل إلى المعنى، أو يقوم بإنتاج المعنى مباشرة؟

    ج: العامل يؤدي أثناء التلفظ وظيفة إنتاج المعنى مباشرة، لأنه حالة سيكولوجية تستدعي التكلم، لا يمكن أن نتصور كلاما يصدر من شخص، سواء أكان حقيقيا أم خياليا، من دون أن يكون هذا الشخص في وضعية سويو-نفسية معينة؛ هذه الوضعية هي العامل..

    س: أحمد التجاني سي كبير: هل البرنامج السردي فعل واعي إرادي، يقوم به الأديب تحضيرا لروايته؟ أم هو فعل إبداعي لا شعوري باطني من طرف الأديب؟ قلتم الذات لا تنفصل عن الموضوع، فهل يمكن أن نعتبر الموضوع ذات فاعلة؟ نطلب مثال..

    ج: مسألة البرنامج السردي، تتعلق بخطاطة الرواية و/أو الحكاية، فكل كاتب يهيكل نصه قبل إخراجه؛ وقد اهتم جيرار جونيت بهذه المسألة، ودعا إلى دراسة مسودات الكتاب، ومقارنتها بالنص المتجسد في عمل أدبي.. فالبرنامج السردي يعني توزيع الأدوار على الممثلين، وتوزيع اللغة على الممثلين وعلى الراوي؛ فالإبداع يكمن في اللغة وليس في برمجة توزيع هذه اللغة. قد يغير الكاتب برنامجه في موضع معين من السرد، لكنه يغير برنامج ببرنامج آخر وهكذا.. فالبرنامج المتحقق في النص السردي هو احتمال من عدد غير متناه من الاحتمالات التي يمكن أن يخرج بها النص.. أما اتهامنا بأننا قلنا الذات لا تنفصل عن الموضوع، فهذا لم يرد في مداخلتنا، ما قلناه هو عكس ذلك.. قلنا إن السرد أو التلفظ هو علاقة بين ذات وموضوع؛ قد يتحقق إدراك الموضوع وقد لا يتحقق، وفي كلتا الحالتين فإن الذات تبقى ذات والموضوع يبقى موضوع. غير أن إدراك الموضوع يقوي المعرفة، ويحول الموضوع إلى جزء من الذات.. أنصحك بالعودة إلى منطق بيرس لتأسيس الفهم السيميائي للكون(الصحيح، الخاطئ، المحتمل)..أما المثال فالمجال لا يسمح بذلك، أعدك بتحقيق ذلك مستقبلا (في المؤتمر القادم إن شاء الله)

    س: زوبيري رشيدة: ما الفرق بين أفعال الحالة وأفعال الحركة؟

    ج: ببساطة فأفعال الحالة ثابتة، وأفعال الحركة متحولة.. كتب: حركة، خاف: حالة.. وهناك أفعال تشترك فيها الحالة والحركة: طأطأ رأسه..

    س: د/حليم: إن السيميائية المعاصرة أحدثت ثورة منهجية في تناول النص؟ أرجو منكم تحليل هذا التوجه.

    ج: سؤال كبير، لكننا نقول بأنه يجب التمييز بين المنهج والإجراء؛ فالسيمياء إجراء وليس منهجا، توفر للدارس أدوات التحليل في ضوء أي منهج.. وهذا ما جعل بيار زيما يدعو إلى منهج السوسيو-سيمياء (La socio- sémiotique)..

    س: سامية زيدي: كيف تتمفصل أفعال الحركة في المستوى الأفقي؟

    ج: المقصود بالمستوى الأفقي هو البنية التركيبية (النحوية)، وكلما استدعى السياق فعلا، سوا أكان من أفعال الحركة أم من أفعال الحالة، وضع في الموضع المناسب له.. مسألة التمفصل مسألة تركيبية..

    س: نصر الدين بن غنيسة: حين الحديث عن إنتاج الخطاب الأدبي وربطه بالمستوى الإبلاغي في البنية العاملية، تجلى فيما يبدو لي خلط بين الملفوظ (Enoncé) والذي يندرج تحته المستوى اإبلاغي، وهو ما يقلبله في تفريعات HELMSLEV (شكل المضمون) وهو غاية السيميائية السردية الغريماسية وبين التلفظ Enonciation والذي يتضمن آليات إنتاج النص، وما يعادله من (شكل التعبير) الذي شكل مركز اهتمام GENETTE.

    ج: السؤال غير واضح .. وأنا لم أتحدث عن الملفوظية، وإنما تحدثت عن إنتاج الملفوظات (أفعال الكلام)، ويجب أن نميز بين السيميائيات السردية والسيميائيات اللسانية.. ثم إن الخطاب لا ينتج، الخطاب معيار سوسيو-ثقافي، توجده الأعراف الثقافية في المجتمعات عبر التاريخ.. الكتاب يحققون هذه الخطابات فحسب..هلمسليف لساني، جونيت بنيوي، غريماص سيميائي.. وهنا تكمن الفروق في استخدام المصطلح، إلى جانب الترجمات المختلفة للمصطلح الواحد.. أنصحك بالعودة إلى معجم السيمياء لرشيد بن مالك، المستوحى من معجم غريماص وكورتيس.. GREIMAS.A.J. et COURTES.J. SEMIOTIQUE Dictionnaire raisonné de la théorie du langage

    س: صياد عز الدين: ما هي العلاقة الموجودة لتواصل المرسل والمرسل إليه؟ وهل هي علاقة تلازم الإبلاغ وتحقيق الموضوع المراد الوصول إليه بطرية سيميائية؟

    ج: إن النموذج العملي الذي عرضته في هذه المداخلة هو النموذج التقليدي، الذي ينطبق على معظم النصوص السردية الكلاسيكية، في السرود الحديثة ابتكرت طرائق جديدة في ربط العلاقات العاملية؛ كأن يكون الإبلاغ بين المعيق والمر

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 10, 2024 7:02 am