نتابع إن شاء الله تعالى مع ..
[size=29]انقسام التناص حسب توظيفه في النصوص
[size=25]ينقسم التناص حسب توظيفه في النصوص إلى :
1- التناص الظاهر: ويدخل ضمنه الاقتباس والتضمين ويسمى أيضاً التناص الواعي أو الشعوري.
2- التناص اللاشعوري: (تناص الخفاء) ويكون فيه المؤلف غير واعي بحضور نص في النص الذي يكتبه (21)
التناص ودلالاته في جدارية لمحمود درويش
حول الجدارية:
جدارية هو ديوان / قصيدة للشاعر محمود درويش يمثل تجربة جديرة بالتأمل
والدراسة لما تحويه من غنى وتنوع في الظواهر الأدبية والفنية ، تجسد
(جدارية) بشكل عام صراعاً بين الموت والحياة في إشارات واضحة لذلك على مدار
القصيدة ، يعاني فيها الشاعر موت أمور كثيرة فمن موت اللغة إلى ضياع
الهوية إلى عبث ولا جدوى ، وتحدي وإصرار على المواجهة ، القصيدة (أرض
خضراء) جمعت جوانب أدبية ودينية واجتماعية وفلسفية وسياسية بحيث ألقى فيها
الشاعر جل همومه. أحيانا يلجأ إلى تصويرها وحين يشتد به الأسى يلجأ
كثيراً إلى أسلوب التداعي الحر في بعض المقاطع ، واستخدامه للرمز
والأسطورة والتناص وهو ما تم التركيز عليه في هذا البحث ، في هذا الفصل
نقدم نماذج لبعض مواطن التناص الواردة في القصيدة مع يقين مطلق بأن ما سيتم
ذكره من تناصات هو جزء بسيط من تلك التناصات الخفية التي لم يفطن لها.
التناص ودلالاته في جدارية لمحمود درويش
أ- التناص الأدبي:
والتناص الأدبي هو تداخل نصوص أدبية مختارة قديمة أو حديثة شعراً أو نثراً
مع نص القصيدة الأصلي بحيث تكون منسجمة وموظفة ودالة قدر الإمكان على
الفكرة التي يطرحها الشاعر.(22(
1- النص الموازي (جدارية):
النموذج الأول للتناص في الجدارية هو عنوان الديوان/ القصيدة (جدارية)
ولأن أرض قصيدته خضراء كما يردد الشاعر في النص فقد كانت بالفعل كذلك
أرضاً خضراء غنية بالتناصات حتى إنه ليطالعنا في النص الموازي (العنوان
على الغلاف) فحين كتب محمود درويش هذه القصيدة أسماها (جدارية) وهي مفردة
مرادفة لـ (معلقة) فلعل الشاعر بهذا يرغب في أن يعود لنقطة البداية من
جديد بعد صراع محموم مع النهاية (الموت) في معلقته أو جداريته، ولأن
للمعلقات مكانة خاصة ومتميزة في الشعر العربي فإن اختياره لهذا العنوان
يرفع من القيمة الأدبية لعمله ويضعه في مصاف المعلقات وربما كان ذلك
إيماناً من الشاعر بعبقريته الشعرية وبرؤيته لنصه على أنه يستحق أن يعلق
على الجدران كما كان الحال مع المعلقات الخالدة، والدلالة الأخرى التي
يثيرها عنوان جدارية هي أن الشاعر في هذه الجدارية يشعرنا بأنه قد أودعها
خلاصة شعره وتجربته الحياتية والأدبية وحكمته فأراد لها أن تبقى حية في
الأذهان خالدة في الذاكرة كخلود المعلقات الجاهلية ، أو لأن النص بريء
وعفوي يتعامل مع "أصغر الأشياء" ببساطة وعفوية البدايات البشرية، وكلما
توغلنا في النص كلما تكثفت دلالات المعلقات وما ارتبط بها وبشعرائها - كما
سنرى لاحقاً- ، كل هذه الدلالات تفجرها لفظة جدارية التي وسم بها محمود
درويش ديوانه هذا .
ويتبعـــــــــ[/size]
[/size][size=29]انقسام التناص حسب توظيفه في النصوص
[size=25]ينقسم التناص حسب توظيفه في النصوص إلى :
1- التناص الظاهر: ويدخل ضمنه الاقتباس والتضمين ويسمى أيضاً التناص الواعي أو الشعوري.
2- التناص اللاشعوري: (تناص الخفاء) ويكون فيه المؤلف غير واعي بحضور نص في النص الذي يكتبه (21)
التناص ودلالاته في جدارية لمحمود درويش
حول الجدارية:
جدارية هو ديوان / قصيدة للشاعر محمود درويش يمثل تجربة جديرة بالتأمل
والدراسة لما تحويه من غنى وتنوع في الظواهر الأدبية والفنية ، تجسد
(جدارية) بشكل عام صراعاً بين الموت والحياة في إشارات واضحة لذلك على مدار
القصيدة ، يعاني فيها الشاعر موت أمور كثيرة فمن موت اللغة إلى ضياع
الهوية إلى عبث ولا جدوى ، وتحدي وإصرار على المواجهة ، القصيدة (أرض
خضراء) جمعت جوانب أدبية ودينية واجتماعية وفلسفية وسياسية بحيث ألقى فيها
الشاعر جل همومه. أحيانا يلجأ إلى تصويرها وحين يشتد به الأسى يلجأ
كثيراً إلى أسلوب التداعي الحر في بعض المقاطع ، واستخدامه للرمز
والأسطورة والتناص وهو ما تم التركيز عليه في هذا البحث ، في هذا الفصل
نقدم نماذج لبعض مواطن التناص الواردة في القصيدة مع يقين مطلق بأن ما سيتم
ذكره من تناصات هو جزء بسيط من تلك التناصات الخفية التي لم يفطن لها.
التناص ودلالاته في جدارية لمحمود درويش
أ- التناص الأدبي:
والتناص الأدبي هو تداخل نصوص أدبية مختارة قديمة أو حديثة شعراً أو نثراً
مع نص القصيدة الأصلي بحيث تكون منسجمة وموظفة ودالة قدر الإمكان على
الفكرة التي يطرحها الشاعر.(22(
1- النص الموازي (جدارية):
النموذج الأول للتناص في الجدارية هو عنوان الديوان/ القصيدة (جدارية)
ولأن أرض قصيدته خضراء كما يردد الشاعر في النص فقد كانت بالفعل كذلك
أرضاً خضراء غنية بالتناصات حتى إنه ليطالعنا في النص الموازي (العنوان
على الغلاف) فحين كتب محمود درويش هذه القصيدة أسماها (جدارية) وهي مفردة
مرادفة لـ (معلقة) فلعل الشاعر بهذا يرغب في أن يعود لنقطة البداية من
جديد بعد صراع محموم مع النهاية (الموت) في معلقته أو جداريته، ولأن
للمعلقات مكانة خاصة ومتميزة في الشعر العربي فإن اختياره لهذا العنوان
يرفع من القيمة الأدبية لعمله ويضعه في مصاف المعلقات وربما كان ذلك
إيماناً من الشاعر بعبقريته الشعرية وبرؤيته لنصه على أنه يستحق أن يعلق
على الجدران كما كان الحال مع المعلقات الخالدة، والدلالة الأخرى التي
يثيرها عنوان جدارية هي أن الشاعر في هذه الجدارية يشعرنا بأنه قد أودعها
خلاصة شعره وتجربته الحياتية والأدبية وحكمته فأراد لها أن تبقى حية في
الأذهان خالدة في الذاكرة كخلود المعلقات الجاهلية ، أو لأن النص بريء
وعفوي يتعامل مع "أصغر الأشياء" ببساطة وعفوية البدايات البشرية، وكلما
توغلنا في النص كلما تكثفت دلالات المعلقات وما ارتبط بها وبشعرائها - كما
سنرى لاحقاً- ، كل هذه الدلالات تفجرها لفظة جدارية التي وسم بها محمود
درويش ديوانه هذا .
ويتبعـــــــــ[/size]