منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    التحليل الدّلالي الآلي للغة العربية

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    التحليل الدّلالي الآلي للغة العربية Empty التحليل الدّلالي الآلي للغة العربية

    مُساهمة   الخميس يونيو 30, 2011 7:34 am

    [center]التحليل الدّلالي الآلي للغة العربية

    المؤلف: سمر معطي تقارير - العدد (27) - شهر أيار 2008


    يُعدّ التحليل الدلالي الآلي من أصعب أنواع التحاليل اللّغوية الخاصة باللغات الطبيعية، فهو يوفّر مجمل المعطيات اللازمة للتحليل اللّغوي العميق؛ أي تجري فيه عملية الفهم الآلي لمضمون الجمل والسياق. يمكن بناء محلّل دلالي آلي للّغة العربية يقوم بالاستدلال والاستنتاج بالاعتماد على القواعد النحوية والصّرفية، وذلك باستخدام تقانات الذكاء الصنعي، حيث يعمل محرك البحث الدلالي على تفسير الجملة من الناحية الدلالية وتحديد قبولها أو عدم قبولها دلالياً، وذلك بعد إجراء الكثير من بُنى التحكم، من حيث إيجاد الحقول الدلالية التي تنتمي إليها كل كلمة، وإيجاد الروابط الدلالية ومراتبها بين كلمات الجملة مع مراعاة الروابط النحوية. يقوم المحرّك الدّلالي بفهرسة ضمنية للمجموعات أو الحقول الموجودة ضمن البُنى الدلالية، وبربط الحقول مع المحلّلات على أساس الاستعمال والموقع النّحوي، وبإيجاد مرتبة الرابط الدلالي بالاعتماد على الروابط النحوية، تُحدَّد الجمل المقبولة نحوياً ودلالياً.

    1. الدّلالة واللّغة

    لا يمكن فصل علم الدلالة عن غيره من فروع اللغة، فكما تستعين علوم اللغة الأخرى بالدلالة للقيام بتحليلاتها، يحتاج علم الدلالة لأداء وظيفته إلى الاستعانة بهذه العلوم، ولتحديد معنى الحدث الكلامي لا بدّ من ملاحظة الجوانب التالية:

    · الجانب الصوتي الذي قد يؤثر في المعنى مثل التنغيم والنبر، مثل قوله تعالى في الآية الكريمة "قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إنْ كُنتُمْ كَاذِبِين قَالُوا جَزَاؤُُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فهوَ جَزَاؤُهُ" فتنغيم الجملة "قَالُوا جَزَاؤُُهُ" بنغمة الاستفهام، وجملة "مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فهوَ جَزَاؤُهُ" بنغمة التقرير سيُقرّب معنى الآيات إلى الأذهان ويكشف مضمونها.

    · التركيب الصرفي للكلمة وبيان المعنى الذي تؤديه صيغتها، فلا يكفي لبيان معنى "اسْتَغْفَرَ" بيان معناها المعجمي المرتبط بمادتها اللغوية )غ ف ر( بل لا بدّ أن يُضمّ إلى ذلك معنى الصيغة وهي وزن "اسْتَفْعَلَ" أو الألف والسين والتاء التي تدلّ على الطلب.

    · الجانب النحوي )الوظيفة النحوية( لكل كلمة داخل الجملة، فتغيير مكان الكلمات في الجملة يؤدي إلى تغيير المعنى، فمثلاً إذا لم يؤد ذلك إلى تغيير المعنى فليس هناك فرق بين الجملة "طاردَ الكلبُ القطَ" والجملة "طاردَ القطُ الكلبَ".

    · بيان المعاني المفردة للكلمات؛ أي المعنى المعجمي، فمن الممكن وجود هذا المعنى من دون المعنى النحوي كما في الكلمات المفردة، والعكس صحيح أيضاً مثل الجمل التي تُركَّب من كلمات عديمة المعنى مثل "شربَ القرعبُ النبعَ".

    · دراسة التعبيرات التي لا ينكشف معناها بمجرد تفسير كل كلمة من كلماتها، والتي لا يمكن ترجمتها حرفياً من لغة إلى أخرى، مثل "البيت الأبيض".

    2. التحليل الدلالي

    يقوم بناء الجملة على إحياء كمٍّ غير منظم من المفردات بترشيح مجموعة من العلاقات الأساسية بينها، أما فهم الجملة فمعناه إدراك مجموعة العلاقات الأساسية التي تربط بين مفرداتها المتفرقة. فعملية تحليل الكلام تتكون من عدة مراحل، تبدأ بتعرُّف مكوّنات الكلمة، وهذا هو التحليل الصّرفي، ثم يرتقي مستوى التحليل ليتعامل مع تراكيب الكلمات بعضها مع بعض، وذلك عن طريق التحليل النّحوي، إلى أن يصل إلى تَعَرُّف معنى الكلام ودلالته وذلك عن طريق التحليل الدّلالي. وتمتاز هذه المستويات بشدّة التماسك الذي يساعد على الفهم الآلي للكلام المكتوب والمنطوق، وجلاء اللُّبس الناجم عن غياب الضبط بالشكل. يختّص المحلِّل الدلالي بالقضايا المتعلقة بالمعنى، وهو يفرض قيوده على المحلِّل النّحوي بحيث يمنع توليد جمل سليمة نحوياً وغير مقبولة دلالياً، ويتعامل مع تراكيب الجمل من حيث المعنى والدلالة. فالانحراف الدلالي هو التنافر بين السمات الدلالية الانتقائية (سمات سياقية تُلحَق بالمداخل المعجمية) التي تحدد التوارد السياقي للركن الفعلي، وبين السمات الدلالية الذاتية (سمات ذاتية بمعزل عن السياق) التي تميِّز الركن الاسمي للمفعول، حيث يؤدي هذا الانحراف إلى نوع من اللُّبس والإبهام بسبب التداخل بين هذه السمات، فمثلاً في جملة ""حَملْتُ الجبلَ""، تأخذ كلمة "حَمَل" السمات التالية: /+ فاعل متحرك/ و/+ مفعول منتقل/، أما كلمة "الجبلَ" فتأخذ السمة /- منتقل/، ويُلاحظ أن هذه الجملة مكتملة الوظائف النحوية، لكنها تفتقر إلى العلاقات الدلالية الصحيحة، فهناك تنافر بين الفعل "حَمَل" والمفعول "جَبَل" من حيث العلاقة السياقية التي تتحدد في ظل السمات الدلالية التفريعية.

    يتحكم التقديم والتأخير والحذف وغير ذلك من الأمور التي تطرأ على الجملة في القبول النحوي والدلالي، حيث إن وجود الكلمات في غير موضعها الصحيح في الجملة يؤدي إلى اللّبس واضطراب في الفهم، فتكون الجملة غير مقبولة لا دلالياً ولا نحوياً. يمكن تحديد المحاور التي ترتكز عليها الجملة التي تعدّ صحيحة نحوياً ودلالياً في اللغة العربية بالنقاط التالية:

    · وظائف نحوية بينها علاقات أساسية تُسهم في نقل المعنى.

    · مفردات مناسبة تُختار لشغل الوظائف النحوية السابقة.

    · علاقات دلالية متفاعلة بين الوظائف النحوية والمفردات المختارة.

    · السياق الخاص الذي ترد فيه الجملة سواء أكانت سياقاً لغوياً أم غير لغوي.

    3. مكونات المحلّل الدلالي الآلي

    يحتوي المحلّل الدلالي الآلي على معجم دلالي أو لائحة بمفردات اللغة، وعلى القواعد التي تكوِّن قدرة المحلل الدلالي الآلي على استدلال معنى الجمل من معنى المفردات. والمكتبة العربية فقيرة في هذا النوع من الدراسات، حيث لا يتوفر معجم دلالي، لذلك يجب بناء معجم الحقول الدلالية الذي يتألف من الكلمات التي تترابط عن طريق الاستعمال، ولكنها لا تقع في الموقع النحوي نفسه، أي ربط الأفعال ذات السمات المشتركة بالأسماء العائدة لها، مثل (قرأ - كتاب)، و(ذهب - مدرسة)، و(سمع- صوت). يمكن إنشاء بُنى الحقول الدلالية وبناء المحرّك الدّلالي (مجموعة من الخطوات البرمجية) لإيجاد الروابط الدلالية المناسبة بين كلمات الجملة، وذلك باتباع الخطوات التالية:

    I. إنشاء بُنى الحقول الدلالية

    يمكن إنشاء بُنى للحقول الدّلالية الخاصة بالأسماء والأفعال، والتي تضم حقولاً من اللغة العربية، حيث يجري تقديم المفردات داخل كل حقل على أساس تفريعي تسلسلي، ويمكن بناء هذه البُنى باللجوء إلى المراحل التالية:

    · هياكل المفردات

    يمكن بناء قوائم بمفردات اللغة ذات السمات الدّلالية الذاتية والانتقائية، التي تأخذ دوراً مهماً في تكوين الجملة، وذلك بعد تركيبها بالاعتماد على القواعد الأساسية للغة العربية. وقد تكون هذه المفردات أسماء ذات سمات تفريعية دلالية مثل: /+- جسم/ /+- حي/ /+-إنسان/ /+-رجل/ /+-عاقل/ أو غير ذلك. وقد تكون أفعالاً ذات سمات دلالية ذاتية مثل: /+- حالة/ /+-حركة/ /+ -موقف/ /+- عمل/. أو ذات سمات دلالية انتقائية مثل: +-/فاعل حي/ +-/فاعل إنسان +-/ مفعول حي/.

    · الحقول الوظيفية

    يمكن تصنيف المفردات وفقاً للمجالات أو المفاهيم التي تتناولها وحسب الموقع الوظيفي الذي تشغله في الجملة، وذلك بالاعتماد على السمات الدلالية الانتقائية) السياقية( التي تحدّد الوضع الوظيفي للكلمة في الجملة مثل: +-/فاعل حي/ +-/فاعل إنسان +-/ مفعول حي، وغير ذلك. تُعنون هذه الحقول بأسماء معينة تميز كل حقل من الحقول الدلالية، حيث يمكن تخزين هذه الحقول واستدعاؤها من قِبَل المحلّل الدّلالي.

    · مراتب الحقول الدلالية

    يمكن إيجاد الروابط الدلالية بين المجموعات المصنّفة (الحقول) وذلك اعتماداً على مراتب الروابط النحوية التي يُحْصل عليها من المحلّل النحوي الذي تخضع له الجملة، حيث أن لكل رابط دلالي مرتبةً أي رقماً يدلّ على الرابط النحوي، فهناك رابط الفاعلية والمفعولية والجار والمجرور وغير ذلك. ويُحْكم على الجملة من حيث الصحة الدّلالية أو عدمها من مفاهيم ومدلولات الروابط، ومن هذه الحقول: حقل أفعال التعليم }كَتبَ، دَرسَ، ناقَشَ، خطَّ، تَلْمَذَ، تَنَوَّرَ، حَاضَرَ، حَفِظَ، {….، وحقل أسماء الحيوانات }أَرْنَب، قِطَّة، بَقَرَة، حِصَان، قِرْد، بَطَّة، زَرَافَة،.......{

    II. بناء المحرّك الدّلالي

    يقوم المحرّك الدلالي بالعديد من الإجراءات بُغية إيجاد الروابط المُثلى لبُنى الحقول الدلالية لتكوين الاستدلال والاستنتاج المطلوب، وذلك وفقاً للخطوات التالية:

    · الفهرسة الضمنية

    يمكن إجراء عملية فهرسة ضمنية للحقول الموجودة ضمن البُنى الدلالية، فبعد إيجاد الحقول الدلالية للأسماء والأفعال، تجري عملية فهرسة (عنونة) لهذه الحقول لِتسهيل الوصول إليها، حيث يقوم المحلّل النحوي باستدعاء هذه الحقول عند فحص كلمات الجملة بغرض إزالة اللُّبس الناجم عن إعراب بعض الكلمات، للحُكْم على صحة الجملة أو عدم صحتها دلالياً.

    · ارتباط الحقول

    يمكن ربط الحقول الدلالية بعضها ببعض على أساس الاستعمال والموقع النحوي، حيث يضمّ كل حقل مجموعة من الكلمات ذات السمات المشتركة التي تؤهلها لاحتلال موقع معين من الجملة، وتجري هذه العملية بناء على السمات الدلالية الانتقائية التي يتميز بها كل حقل دلالي، فمثلاً الحقل الذي يحمل معنى الأفعال العامة يتميز بالسمات التالية: ]+فاعل حي إنسان+مفعول به غير حي[، والحقل الذي يحمل معنى الفاعلية يتميز بالسمات التالية: ]+جسم+حي+إنسان+عاقل[ لذلك يجري ربط هذين الحقلين أحدِهما بالآخر.

    · مرتبة الرابط الدّلالي

    يمكن إيجاد مرتبة الروابط الدلالية لكلمات الجملة بعد معرفة مرتبة الروابط النحوية لهذه الكلمات عن طريق المحلّل النحوي، الذي يقوم بإيجاد الموقع النحوي لكل كلمة من كلمات الجملة بالاعتماد على المحلّل الصرفي. فالحقل الذي يحمل معنى الأفعال العامة يُربط بالحقل الذي يحمل معنى الفاعلية برابط ذي مرتبة 1، وبالحقل الذي يحمل معنى المفعولية برابط ذي مرتبة 2، وهكذا. فمثلاً إذا كانت الجملة S وهي جملة "شربَ الطفلُُ الحليبَ" مؤلفة من ثلاث كلمات (Wi) حيث i=1,2,3 عدد كلمات الجملة، فتأخذ الكلمة الأولى "شربَ" W1 المرتبة النحوية 0، والكلمة الثانية "الطفلُُ" W2 المرتبة النحوية 1، والكلمة الثالثة "الحليبَ" W3المرتبة النحوية 2، ويمكن تمثيل مراتب الروابط النحوية لهذه الكلمات بالشكل: S(0 1 2). كذلك يقوم المحلّل الدّلالي بفحص كلمات الجملة من حيث انتماؤها إلى الحقول الدلالية مع إيجاد الروابط والمراتب الدلالية مع هذه الحقول، حيث يمكن استخلاص السمات الدلالية لكل كلمة من كلمات الجملة، فكلمة "شربَ" تحمل السمات (+ حركة+ تام)، وكلمة "الطفلُ" تحمل السمات (+اسم+ فاعل حي)، أما كلمة "الحليبَ" فتحمل السمة (+اسم)، حيث ينتمي الفعل "شربَ" إلى زمرة الأفعال الدالة على عمل بيولوجي، وهي الزمرة التي تقتضي فاعلاً حياً ومفعولاً سائلاً، لذلك وُجِد أن الكلمة الأولى "شربَ" لها ارتباط الفاعلية ذا المرتبة 1 بالحقل الذي تنتمي اليه الكلمة الثانية "الطفلُ، وترتبط أيضاً بالحقل الذي تنتمي اليه الكلمة الثالثة "الحليبَ" ارتباط المفعولية ذا المرتبة 2.

    4. الخاتمة

    إن بيان معاني المفردات؛ أي المعاني المعجمية، وبيان معاني الجمل والعبارات؛ أي العلاقات بين الوحدات اللغوية )مورفيمات، كلمات، جمل( ليس كافياً لإدراك معنى الكلام، فثمة عناصر غير لغوية ذات أثر كبير في تحديد المعنى، بل هي جزء من معنى الكلام، وذلك كشخصية المتكلم وشخصية المخاطب وما بينهما من علاقات وما يحيط بالكلام من ملابسات وظروف. لم يقدّم علماء اللغة العربية دراسات مُبتكرة يمكن أن تبحث في كيفية تطوير علم الدّلالة، فهذه اللغة تحتاج الى الاعتماد على هذا العلم ضمن الاهتمامات الطّموحة لتطوير أنظمة معالجتها وتطبيقاتها.

    المراجع

    1. بحيري سعيد حسن، 1988، نظرية التبعية في التحليل النحوي، مكتبة الأنجلو المصرية.

    2. حساني أحمد، 1993، السمات التفريعية للفعل في البنية التركيبية، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر.

    3. زكريا ميشال، 1984، مباحث في النظرية الألسنية وتعليم اللغة، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، لبنان.

    4. مبارك محمد، 2004، فقه اللغة وخصائص العربية، رابطة أدباء الشام.

    5. مختار عمر، أحمد، 1998، علم الدلالة، عالم الكتب، القاهرة.
    معطي سمر وسكر فاضل، 2005، تصميم وتنفيذ نظام تشغيل صوتي للمكفوفين باستخدام تقانات الذكاء الاصطناعي، جامعـة حلـب، كليـة العـلـوم، قسم الرياضيات/ معلوماتية، رسالة أعدّت لنيل درجة الماجستير في المعلوماتية، حلب، سورية.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 7:57 pm