منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    قراءة في قصيدة

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    قراءة في قصيدة Empty قراءة في قصيدة

    مُساهمة   الجمعة سبتمبر 09, 2011 3:04 pm

    قراءة في قصيدة »ذكرى عيد الوحدة« لمحمد أحمد منصور (1-2)

    <table align="center" border="0" width="98%">
    <tr>
    <td>صحيفة 26سبتمبر
    توفيق الشرعبي

    وانت تقرأ له لا تجد جفافاً ولا يبوسة في شعره ما جعل عبقريته الشعرية
    تستمر طوال هذا الوقت في نضوج وتفتح ترغد مواسم الثقافة والمناسبات وتؤرخ
    للحقب والاحداث العظيمة والعظماء.. الشاعر محمد احمد منصور يعايش الحدث
    ويجعله مقدساً عظيماً في شعره ويظهر من خلاله استعداداً دائماً ليكون
    مستكشفاً في اغوار اللغة والصور بحثاً عما يؤثث به مادته الابداعية
    النافعة.. لذا نجد بحثه موفقاً وسريع التأثير الى حد يجعل الشاعر منصور
    وكأنه ناطقاً بعشق الحدث والشعر فيتماهى معهما.. لهذا يبرز احاسيسه بولائه
    لوطنه ونضج قصيدته واستوائها.
    إن محمد احمد منصور قد خصص الكثير من شعره
    لعظمة الحدث والمحدث في الواقع اليمني خلال فترة طويلة عاشها الشاعر
    وامتلأ قلبه وفاضت روحه بالنشوة والفرحة والبهجة والسرور، وكل هذا يعكس
    نفسه على وجدان الشاعر واحاسيسه ومشاعره فهو يرى ان الشعر لا يجري إلا كما
    تجري الحياة على ظهر الارض، اذ هو صدى من اصدائها ونتيجة من نتائجها وبذا
    تكون تعبيراته الشعرية الصادحة بعظمة الحدث والتي اعدها في قراءتي هنا احدى
    الحيثيات والاسس التي احكم من خلالها على ان معظم شعره في ابراز عظمة
    الحدث والمحدث ويمكن توضيح ذلك من خلال مروري على مقتطفات من قصيدة ذكرى
    عيد الوحدة نشرتها صحيفة «26سبتمبر» بداية الشهر الحالي على طريق الاحتفال
    بالعيد الوطني السابع عشر للوحدة المباركة والرؤية الفاحصة للابيات وما
    تحملها من بعد او ابعاد دلالية..

    ارفعوا في هامة النجم لواها
    وحدة مدت على الافق سماها
    جددوا الذكرى ففي ميلادها
    رفع الشعب على الدنيا الجباها
    صنع الوحدة اسمى قائد
    فانحنت تلثم اجلالا فتاها
    هذه
    الابيات كلها مفعمة ومليئة بما ذهبت اليه من التغني بعظمة الحدث الوحدة
    وعظمة المحدث القائد الرمز والمتأمل في الابيات يجدها تحمل شاعراً لا يريد
    التغني بالاحداث او التزلف للمحدث بل يستنهض الهمم لدى الاجيال للتمسك
    والحفاظ والسمو والتفاخر بهذه الاحداث وصانعها.
    انها ابيات يتجلى فيها
    الشاعر طالبا من الشعب ان يرفع في هامة النجم لواء هذه الوحدة وايحاءات
    الابيات العميقة تدل على ان محمد احمد منصور يريد توجيه الارشاد الى الشعب
    ويخلق فيه روح الارتباط والتماهي في هذا الحدث، فاللغة الشعرية اكثر من
    وسيلة للنقل والتفاهم فعظمة الحدث عميقة في الذات الكامنة لدى الشاعر كما
    هو ملموس في ابياته السابقة على ان محمد احمد منصور لم يكن الشاعر الوحيد
    الذي يتغنى بعظمة الوحدة وصانعها إلا ان الفرق بينه وبين الاخرين فرق
    بالقيمة الجمالية الخلاقة ولا يقف الشاعر المنصور في ابرازه لعظمة الوحدة
    عند حد معين لكنه يعمقها في ذاكرة الاجيال حتى تصل الى التعرض لارهاصات
    تحقيقها..
    جددوا الذكرى لها في امة
    نصبت في مفرق الشمس علاها
    صافحت صنعاء فيها عدنا
    وسرى من جنة الخلد شذاها
    وغدا الشعب بها مبتسما
    وانطوى كل رفيق وبكاها
    فاهتفوا ياقوم من اعماقكم
    لا انفصال بعد ان طال بناها
    ويكرر
    الشاعر افعال الامر «جددوا، اهتفوا» في كثير من الابيات ليحث على التمسك
    بالوحدة ويستنهض قيما كامنة في الاعماق من اجل العلا والرفعة والتقدم الذي
    يأتي من خلال هذا الحدث الذي يتطلب الارتباط به والهتاف لاجله ومعرفة مكامن
    الخطر المحدق به وقد وظف الشاعر قدرته الفنية الخاصة بطبيعة تراكيب
    الالفاظ المكونه للابيات التي تدل من حيث البعدين الوطني والفني لها ان
    مضمونها يمثل قيمة وعظمة الحدث والتمسك به ولذا يستحق التجديد والهتاف لان
    هناك مخاطر طالما استهدفت هذه الوحدة..
    ان كل هذا المعاني والدلالات
    والابعاد تكونت عن طريق التركيب الفني من قبل الشاعر لالفاظه المشحونة
    بطاقة دلالية فلو غصنا في اعماق الايحاء للفعل اهتفوا لوجدنا الشاعر لا
    يريد مجرد الهتاف والصياح بالوحدة وانما قصد الدلالة العميقة الخاصة بتجذير
    الوحدة في الاعماق وغرس الولاء والانتماء لها والقلق عليها بدليل القرينة
    التي جاءت مؤكدة بحرف النفي لا انفصال بعد ان طال بناها».
    انها طبيعة
    الولاء والانتماء للحدث وعظمته وماهذه الابيات من الشاعر إلا لاجل الحفاظ
    عليها فبقاؤها لن يكون آمناً إلا اذا ظلت الاجيال عارفة بقيمتها وليس مهما
    تسمية الصورة التي رسم بها الشاعر ارهاصات تحقق الوحدة بقدر ما يهم تحديد
    ابعاد هذه الصورة فقد استطاعت الصور ان تصور الاوضاع والمراحل الحاقدة على
    الوحدة من قبل الرفاق الحمر» وتنامي ارهاصاته داخل الابيات فانه يبدو
    واضحاً للقارئ ما استقاه الشاعر من مواقف للرفاق رمز الى تصرفاتهم وعدائهم
    للوحدة التي طالما انتظرها الشاعر ومجايلوه!!
    ورموا في الحي من اوغادهم
    زمرة تخبط في ليل دجاها
    كلما رام زمان نصحها
    نبذته وتمادت في غباها
    وهكذا
    اذا كانت الاحداث العظيمة تتملك وتمتلك الشاعر منصور فإن شعره ازاءها كان
    الوسيلة التي ارتبطت بكل ما يحتاج ان يعبر عنه هذا الشاعر ما جعل المتلقي
    ينتظر كل جديد منه في اية ذكرى لحدث عظيم.. ويستمر الشعار بالتنقل بين
    ابياته مبرزاً تارة عظمة الحدث وتارة اخرى عظمة المُحدث الذي لولاه لما
    تحققت هذه الوحدة التي:
    «ركعت بين يديه بعد ان
    عرفت ان لا سواه لسواها»
    وهذا
    ما اكده سابقاً الدكتور المقالح بقوله «ان الرئيس القائد حقق ثلثي الثورة
    وكل الوحدة» ويذهب الشاعر محمد احمد منصور مستعرضاً مراحل تحقق الوحدة وجهد
    القائد الذي ضحى وفدى هذه الوحدة..
    يا علي المجد والمجد فدى
    لعلي كيف ضحى وفداها
    وابتنى في كل ارض جنة
    قد جرت انهارها بين ذراها
    صنع الوحدة صبحا في يد
    وباخرى قد رمى عنها عداها
    هكذا
    يصور الشاعر القائد اروع تصوير فهو المجد والمجد فدى له متعجبا -اي
    الشاعر- باسلوب انشائي غاية في الروعة ويحمل غرض التعظيم لهذا الرمز الذي
    ضحى وفدى الوحدة، وبدأ الشاعر بيته يا علي المجد بالنداء الذي يحمل غرض
    التعظيم لعلي المجد وباداة نداء تستخدم للبعيد والقريب ليوحي بعلو مكانة
    هذا القائد وبقربه من مناديه ثم ينتقل الشاعر في بيته الثاني وكأنه يتحدث
    عن غائب لم يناده في البيت الاول وابتنى في كل ارض جنة ليثير الانتباه لدى
    المتلقي!!
    ويبرز انجازات ومنجزات الحدث العظيم والمحدث الاعظم الذي حقق
    اماني واحلام وراحة وفرحة الشعب في فترة من التاريخ لا يخطر على بال
    ولايصدق ذو لب ان يتحقق هذا الحدث العظيم فيها، فقد ولد القائد ليبني
    المنجزات ويصنع هذا الوحدة ويدافع عنها في ان معا فاصبحت حقيقة لها
    متلازماتها كتطور الوطن والمستقبل الافضل الذي يبدو واقعا حقيقيا..
    حيث ما شاهدت تلقى منجزا
    قائما في سهلها اوفي رباها
    منجزات كل من ينظرها
    يعثر الطرف ولم يبلغ مداها
    فاذا ما زار فيها موقعا
    لثمته عن ولاء شفتاها
    انها
    صورة رائعة وعظيمة للواقع المعيش بعد تحقق الوحدة المباركة التي لم تدع
    مكانا في سهلها او في رباها إلا وفيه من خيراتها حتى صارت المنجزات من
    كثرتها واختلافها تعجز وتعثر طرف من اراد ان يبلغ مداها انها صورة تعكس
    للقارئ مدى عجز من ينكر خيرات الوحدة فقد عكس الشاعر رؤيته الجميلة لما
    حوله ناقلا صورة متكاملة للمسار التنموي والخدمي في سهول وربا هذا البلدة
    الطيبة التي صعب على غيره تحقيقها والتي بنيت بالشهب واختارت عليا قائدا
    واستقرت بعد ان القت عصاها»، ولطول القصيدة نقتطف منها ابياتا من هنا وهناك
    لان الشاعر ما ترك شيئا طيبا في طيات هذا الحدث العظيم إلا حاول التعريج
    عليه في ذكراه..
    ايها العيد سلام عاطر
    ملأ الدنيا اريجا وكساها
    ايها العيد ابتسم في موطن
    حقق الوحدة امنا ورفاها
    هنا
    ينادي الشاعر هذا العيد العظيم للحدث بغرض التعظيم له لما حققه من فرحة
    وما فاح به من اريج ملأ به الدنيا وعطرها لان هذا الحدث جاء في غاية
    الاهمية كأمن للوطن والشعب ورفاهية له في زمن الانقسامات فهي وحدة جاءت
    لتحيي النفس وتحمي الحق بعيدا عن التأميم والنهب..
    وحدة لم تقتل النفس ولا
    اممت ارضا ولم تنهب ثراها
    وحدة ما سفكت يوما دما
    لا ولا اغتالت اباها او اخاها
    وحدة لم تقتل الآلاف في
    عدن كلا ولا مدت رداها
    تكرار
    موفق ابرز من خلاله الشاعر عظمة هذه الوحدة وما تحمله من امن واستقرار
    وحياة للانسان كما تبدو الكناية موضحة وموحية لما قام به الرفاق» من قتل
    واقتتال ونهب واغتيال وسفك قبل ان يتحقق هذا الحدث العظيم على يد القائد
    الملهم، وبالتعرض للبناء الفني للقصيدة سنجد ان الشاعر محمد احمد منصور
    يتميز بتباين في الصور البيانية البعيدة عن التكلف والصنعة وما جاء من صور
    بيانية فنية في ابياته جاء كضرورة استدعتها اللحظة الابداعية النفسية
    والشعورية التي تولدت اثناء هذه الصورة واقتصر هنا على التشبيه والاستعارة
    كون هاتان الصورتان تلعبان دورا مهما في النشاط الشعري حيث يري عبدالقاهر
    الجرجاني ان التشبيهات والاستعارة من التخييل عنصران هامان في جماليات
    التخييل ويعالجهما على انهما معان وصور تخييليه تقوم على الايهام والمبالغة
    والاغراق.
    لذا قال ارسطو ينبغي ان نقل من استخدام التشبيه والاستعارة
    في النثر لانهما اخص بالشعر او ان التشبيهات والكلمات المرتبطة بمواقف
    انفعالية متوترة اليق منها بالخطابة لان ثمة شيئاً ملهماً في الشعر وهذه
    النظرة الفلسفية الادبية تعطي الشعر سمة خاصة تميزه عن غيره وانطلاقاً من
    هذه السمة المميزه نورد بعضها في ابيات محمد احمد منصور الذي منحهما
    العذوبة والايقاع الخاص ونقلهما الى اذهان المتلقين في صور جمالية تجسد
    للآخرين عظمة الواقع المطرز بالانجازات العملاقة بفضل محقق الوحدة المباركة
    التي:
    لوا اراد الدهريثني عزمها
    لم يطق تحويلها عن مبتداها
    ان
    المتعمق في دلالة وابعاد هذه الصورة الفنية يكتشف البراعة المدهشة لدى
    الشاعر محمد احمد منصور كونه شاعراً محكوماً بوضع وطني فهو يريد ان يوصل
    رسالته الى المغرر بهم او الرفاق» هذا من جانب ومن جانب آخر يريد ان يبدع
    لحناً خالداً مؤثراً ومعبراً بصدق عن الاوضاع السائدة حالياً تجاه الوحدة
    العظيمة ان هذه الصورة تعطي المتأمل فيها دلالات متكاملة لمدى حب الناس
    للوحدة التي لو حاول الدهر اثناء عزمها لم يطق تحويلها، وهذه الصورة
    الاستعارية «لارادة الدهر» تضمنت تأكد الشاعر وادراكه ان قيم الشعب وولاءه
    ووفاءه للوحدة لن يتبدل ولن يتغير وانما يزداد تجذرا يوما بعد يوم..
    قد بنت عرشا ظليلا وارفا
    لك من أكبُدها يوم وفاها
    انها
    صورة فنية اخرى ضمن الصورة الجميلة والكثيرة في قصيدة ذكرى عيد الوحدة»
    للشاعر منصور التي توضح وتؤكد وفاء وحب هذه الامة للقائد، بل لقد اثخن
    الشاعر هذا البيت بالصور الاستعارية التي توحي بعظمة حب الامة لزعيمها صانع
    الوحدة حيث استعارت مواد بناء العرش من اكبدها لهذا القائد العظيم..
    فانبرى كالليث من غابته
    وحمى الامة فرداً ووقاها
    وبهذه
    الصورة التشبيهيه رسم الشاعر السياسة الوطنية للقائد تجاه الوحدة ودلل
    عليه بقيمة فنية اوحت بقيمة الوحدة المباركة بالنسبة لصانعها، وبالطبع
    تستلفت الجمل الفعلية في القصيدة اي ناقد وان توزعت بين الخبر والانشاء لان
    الموضوع يغلب عليه الحماسة والتعظيم لفكرة الشاعر التي قدمها بقالبه
    الشعري الذي سيطرت عليه الموضوعية، واشتمل على الكثير من افعال الامر
    كاسلوب انشائي خرج الى غرض الحث والتعظيم وهذا ما فرضه الموضوع واستدعى
    الشاعر الى التنقل بين الاغراض والاساليب البلاغية المفعمة بالدلالات، وبدت
    عاطفة الشاعر الحماسية الرصينة واضحة دللت على عظمة «الحدث وصانعه» فجاءت
    القصيدة بابياتها المضغوطة بالدلالات ويمضي الشاعر محمد احمد منصور في
    ايقاعاته الموسيقية المتراقصة والتي جعلها سلماً نحو العلا والافق الواسع
    الذي مدت اليه هذه الوحدة سماها فابرزت تجربة الشاعر الحماسية بدءاً
    بالفاظه الانفجارية «بالتشديد» ومروراً بحرف الهاء الذي اشتملت عليه كثير
    من الكلمات والذي جعله الشاعر ضمن حروف القافية وقد تكرر حرف الهاء الى حد
    بعيد وبتكرار حرف الهاء المطلق بالالف سيعطينا ضحكة طويلة» تنم عن الفرحة
    بهذا الحدث العظيم «ها ها ها ها...» وفضلاً عن هذه الموسيقى فالشاعر قد
    استخدم بحر الرمل الذي استطاع ان يتنفس من خلاله ويبدي فرحته بذكرى عيد
    الوحدة.
    اذاً هكذا نجد ان قصيدة «ذكرى عيد الوحدة» لمحمد احمد منصور
    تذهب في البوح بوجدانية الشاعر تجاه عظمة الحدث وصانعه» وتختصر الدلالة
    وتخصبها من خلال بروز حس الشاعر المحب للوحدة المباركة لان حدثها لا يمكن
    ان يوفي حقه بمفردات شعرية، لذا انساب الشاعر في احداثها والمراحل التي
    مرت بها وكأنه مؤرخاً من خلال هذه القصيدة الفريدة المقروءة بضراوة..!!


    </td>
    </tr>
    </table>

    منقول







      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 4:42 am