<blockquote class="postcontent restore ">
المقال الأول:
الاختلاف في مواد المحاكاة:
كما أن هناك من الناس - سواء عن وعي بالحرفة الفنية أو عن طريق العادة
المدرجة - من يحاكون أشياء كثيرة، بوساطة عمل صور لها، باستخدام الألوان أو
الأشكال ، فإن هناك آخرين ممن يحاكون باستخدام الصوت. هكذا الأمر، بالنسبة
لكل الفنون التي سبق ذكرها ؛ فإن المحاكاة فيها تتحقق باستخدام مواد :
الوزن واللغة والإيقاع، ويتم ذلك إما باستخدام كل مادة منها على حدة أو
بوساطة المزج بينها :
(أ)- فالإيقاع والوزن - مثلاً - يستعملان وحدهما في الصفر على الناي أو
العزف على القيثارة، كذلك ألمر في اي فن من الفنون الأخرى المشابهة.
(ب)- أما فنون الرقص فتستخدم في محاكاتها الوزن وحده دون الإيقاع. كما أن
الراقصين يصورون عن طريق الحركة الموزونة شخصيات وانفعالات وأفعالاً.
(ج)- وهناك فن أخر يحاكي عن طريق استخدام اللغة وحدها، سواء أكانت تلك
اللغة نثراً أو شعراً... فإن كانت شعراً فإنها تستخدم جملة من العروض
المتنوعة أو نوعاً واحداً منها. ولكن هذا الفن اللغوي لا يزال بلا اسم حتى
يومنا هذا ( لم يكن في اللغة اليونانية وقتذاك ما يعادل كلمة الأدب ) فليس
هناك مصطلح عام يمكن أن يطلق على ميميات mimos ( ضرب من الأداء التمثيلي
يحاكي صوراً مختلفة من الحياة ) كل من سوفرون ( شاعر ) واكسينارخوس ( إبن
سوفرون ) أو على محاورات سقراط أو حتى على المحاكيات الشعرية التي تستخدم
العروض الثلاثي .
الفرق بين الشاعر والناظم :
إلا أن الناس يضيفون كلمة (صانع) أو (شاعر) إلى اسم العروض الذي يصوغ في
الشاعر شعره، ومن ثم يسمون البعض (شعراء أليجيين ) أو ( شعراء ملاحم ) .
كما أن المحاكاة هي التي لا تصنع الشاعر ، وإنما استخدام الوزن الشعري هو
الذي يصنع الشاعر دون تمييز بين من يحاكي ومن لا يحاكي. حتى لقد جرت العادة
على أنه إذا ما وضعت مقالة منظومة في الطب أو العلوم الطبيعية أن يسمى
ناضمها شاعراً. غير استعمال الوزن العروضي ، ومن ثم يكون من الأصوب أن نسمي
الأول شاعراً بينما الآخر عالماً طبيعياً.
وهكذا ينبغي أن توضع الحدود الفاصلة بين هذه الأمور على النحو الذي بيناه.
(د)- وهناك بعض الفنون التي تستخدم كل ما ذكرناه ونعني به الوزن والإيقاع
والعروض ومن بيها : الشعر الديثرامبي والنومي nomos ( ضرب من الشعر القديم
المرتبط بالديثرامب ) . وكذلك التراجيديا والكوميديا ، بيد أن الاختلاف
بين تلك الفنون يتمثل في أن الفنين الأولين يستخدمان كل تلك الوسائل
الثلاثة في الوقت نفسه.
_______________________
منقول : كتاب فن الشعر ، تأليف أرسطو / ترجمة د. حمادة إبراهيم.
الاختلاف في مواد المحاكاة:
كما أن هناك من الناس - سواء عن وعي بالحرفة الفنية أو عن طريق العادة
المدرجة - من يحاكون أشياء كثيرة، بوساطة عمل صور لها، باستخدام الألوان أو
الأشكال ، فإن هناك آخرين ممن يحاكون باستخدام الصوت. هكذا الأمر، بالنسبة
لكل الفنون التي سبق ذكرها ؛ فإن المحاكاة فيها تتحقق باستخدام مواد :
الوزن واللغة والإيقاع، ويتم ذلك إما باستخدام كل مادة منها على حدة أو
بوساطة المزج بينها :
(أ)- فالإيقاع والوزن - مثلاً - يستعملان وحدهما في الصفر على الناي أو
العزف على القيثارة، كذلك ألمر في اي فن من الفنون الأخرى المشابهة.
(ب)- أما فنون الرقص فتستخدم في محاكاتها الوزن وحده دون الإيقاع. كما أن
الراقصين يصورون عن طريق الحركة الموزونة شخصيات وانفعالات وأفعالاً.
(ج)- وهناك فن أخر يحاكي عن طريق استخدام اللغة وحدها، سواء أكانت تلك
اللغة نثراً أو شعراً... فإن كانت شعراً فإنها تستخدم جملة من العروض
المتنوعة أو نوعاً واحداً منها. ولكن هذا الفن اللغوي لا يزال بلا اسم حتى
يومنا هذا ( لم يكن في اللغة اليونانية وقتذاك ما يعادل كلمة الأدب ) فليس
هناك مصطلح عام يمكن أن يطلق على ميميات mimos ( ضرب من الأداء التمثيلي
يحاكي صوراً مختلفة من الحياة ) كل من سوفرون ( شاعر ) واكسينارخوس ( إبن
سوفرون ) أو على محاورات سقراط أو حتى على المحاكيات الشعرية التي تستخدم
العروض الثلاثي .
الفرق بين الشاعر والناظم :
إلا أن الناس يضيفون كلمة (صانع) أو (شاعر) إلى اسم العروض الذي يصوغ في
الشاعر شعره، ومن ثم يسمون البعض (شعراء أليجيين ) أو ( شعراء ملاحم ) .
كما أن المحاكاة هي التي لا تصنع الشاعر ، وإنما استخدام الوزن الشعري هو
الذي يصنع الشاعر دون تمييز بين من يحاكي ومن لا يحاكي. حتى لقد جرت العادة
على أنه إذا ما وضعت مقالة منظومة في الطب أو العلوم الطبيعية أن يسمى
ناضمها شاعراً. غير استعمال الوزن العروضي ، ومن ثم يكون من الأصوب أن نسمي
الأول شاعراً بينما الآخر عالماً طبيعياً.
وهكذا ينبغي أن توضع الحدود الفاصلة بين هذه الأمور على النحو الذي بيناه.
(د)- وهناك بعض الفنون التي تستخدم كل ما ذكرناه ونعني به الوزن والإيقاع
والعروض ومن بيها : الشعر الديثرامبي والنومي nomos ( ضرب من الشعر القديم
المرتبط بالديثرامب ) . وكذلك التراجيديا والكوميديا ، بيد أن الاختلاف
بين تلك الفنون يتمثل في أن الفنين الأولين يستخدمان كل تلك الوسائل
الثلاثة في الوقت نفسه.
_______________________
منقول : كتاب فن الشعر ، تأليف أرسطو / ترجمة د. حمادة إبراهيم.
</blockquote>
<blockquote class="signature restore">
إيهاب فاروق حسني
</blockquote>
رد مع اقتباس
<li class="postbitlegacy postbitim postcontainer" id="post_264520">
13-08-2009 16:03
#2
فتحى حسان محمد
عضـو الملتقى
تاريخ التسجيل25-01-2009المشاركات603مواضيع المدونة7
<blockquote class="postcontent restore ">
الاستاذ الفاضل والقاص المبدع / إيهاب فاروق حسنى
تحية طيبة مباركة وبعد
إليك مقدمة كتابى أسس وقواعد الدراما من القرآن الكريم
تحية طيبة مباركة وبعد
إليك مقدمة كتابى أسس وقواعد الدراما من القرآن الكريم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين الذي منحنا وأفاء على عبد من عباده بقبس من نوره
ليكون سببا لمن يهدى إلى صراط الله الذي له ما فى السماوات وما فى الأرض
ويهتدي إلى الذى تصير الأمور إليه عاجلها وآجلها 0 فأطاع وتدبر، وفكر
وأمهر، وفهم وأعمل، واستوعظ ووعظ ، وأنْعِمَ عليه فتنعّم ، وتضرع واصطبر،
فنعم المُلهِم وسعد المُلَهَم 0 والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا
محمد وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبع هداه إلى يوم الدين ، اللهم إنا نشهد أنه
أتم الرسالة بكمال علمه ، وأدى الأمانة بكمال خلقه ، ونصح الأمة بتمام
إخلاصه ، وكشف الله به الغمة فنعم الكاشف والمكتشف، وعظُم القائد وحسُن
المقتدى ، عليه الصلاة إلى يوم الدين ، وأتم التسليم إلى يوم أن نلقاه
شفيعا عند عرش الرحمن الرحيم 0 الذي منّ علينا ورأيناه فى المنام العظيم ،
فى يوم من أيام الأشهر الحرم ، ذي الحجة والحجيج يفيضون عند المقام ،
فاللهم صل وسلم وبارك عليه صلاة إلى يوم أن نلقاه فى الميقات المحدد
المعلوم0
إن القرآن العظيم معجزة الله لسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -
وللناس والعرب خاصة لأنه من كلامهم وبكلامهم ، والقرآن هو كنز ثمين مليء
بالجواهر، فمن يمن الله عليه ويرضى عنه يفتح عليه بفتح من عنده ويشرح له
صدره وينير له بصيرته ، ويفتح له قلبه ليلقى فيه جوهرة مكنونة من القرآن
العظيم الذي فيه من كل مثل وهو صالح لكل زمان ومكان ، وفيه مالا يخطر على
البال، ومالا تدركه القلوب والعقول والأبصار، إلا من أذن له الرحمن ،
وألهمه بنور من عنده ليعرف جوهرته من ذلك الكنز ويأخذها ، وإنني بفضل الله
عثرت على منحته وهبته لى ، وعرفت طريق جوهرتي ، وأمسكت بتلابيبها وأخرجتها-
بإذن من الله - للناس فى هذا الكتاب الذى سبقه أول بعنوان أسس وقواعد
الأدب والرواية من القرآن الكريم ، حجر الزاوية القوى والبنية الأساسية
لهذا الكتاب علم القصة الفعلية الدرامية المشاهدة المكمل لعلم نوع القصة
الأول علم القصة القولية الروائية فى كتابى السابق ، ولا غنى عنه للفهم
والتعرف على الأدلة التى بنيت عليها البراهين التى أوردتها هنا ، ولم أذكر
الأدلة لسابق ذكرها ، الكتابان اللذان أعدهما درة من درر كنز الرحمن القرآن
المجيد ، وأتمنى من الله كما هداني وأنار بصيرتي وجعلني أستطيع أن أصوغ
هذه الجوهرة من تعريف لأنواع القصص ، والفرق بينها ، وأصولها ، ومكوناتها ،
وقواعدها ، وأسسها ، وقوانينها ، ومعاييرها ، وشروطها ، وأهدافها ،
والوصول بالقصة إلى درجة من درجات الكمال ، وتصبح بها علما كاملا يستفيد
منها أصحاب الشأن من المؤلفين بكل أنواعهم الذين اختلط عليهم الأمر وذهبت
عنهم الفطرة السليمة التى كانت تحضهم على الإبداع السليم ، ولكن لاحتراف
الكتابة والشهرة وبعض الأغراض الخبيثة لبعض النفوس المريضة الضعيفة صار
الإبداع يخالف الفطرة السليمة ويخالف أوامر الله ونواهيه ، ويتجاوز وعده
ووعيده إلى وعد الناس وجنتهم ومطالبهم لا إلى جنة الله ورضوانه ؛ بادعاء
باطل أن الجمهور هو ما يحدد اتجاه الإبداع وكيفيته ، وهو ما منّ الله به
علينا نريد تصويبه ليكون إبداعا يوافق شرع الله باليقين للقلب، وعقيدة
ونموذج إجابة لعقل القلب ، والفهم والربط لعقل المخ وإجباره لحكم عقل
القلب،
كم كنت قلقا بشأن هذا الكتاب ، ولكن الله منّ علىّ وطمأنني ، فمن يرى
الرسول محمدا - صلى الله عليه وسلم - فقد رأى الحق ، عن أبى سعيد الخدرى
رضى الله عنه أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم يقول : " من رآنى فقد رأى
الحق ، فإن الشيطان لا يتكوننى " عن أبى هريرة رضى الله عنه ، قال : قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم :" إذ اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن
تكذب ، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة وما كان من النبوة
فإنه لا يكذب0 [ رواه البخاري ومسلم ] ولذلك بعون الله وحمده اطمأن قلبي ،
وسيطمئن لرأى شيوخنا وعلمائنا وأساتذتنا المستنيرين من أنهم سيرون فى هذا
الكتاب الحق لما يمكن أن يسير ويكتب على هديه المؤلف وأيضا الناقد الذي
سيجد فيه علما تاما كاملا للقصة لما يجب أن تكون ويستطيع أن يكون لديه منهج
علمي يتخذه مطية للنقد الصحيح الحسن الذي لا يستطيع أن يعارضه أو يرده أو
يعلق على نقده أحد 0
ﭽ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ [ ص ] إنه القرآن الكريم كتاب
أنزله الله مباركا على قلب سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - لنفكر نحن
جميع المسلمين في آياته ، ونعمل بهداياته ودلالاته ، وليتذكر أصحاب القلوب
السليمة التى لا يزال بها عقل القلب يحكم ويعرف الحلال من الحرام ولا تزال
عقول أمخاخهم مطيعة مستجيبة لحكم عقول قلوبهم ما كلفهم الله به ، لم يخص
الله أحدا من خلقه دون الآخر بهذا التدبر والفهم لآياته ، ولم يجعلها حكرا
على أحد من عباده لفئة معينة منا، بل الجميع له نفس الحق فى التدبر والفهم
حسب ما يمن الله على كل واحد ما يستطيع فهمه ، حتى يجعل القرآن متجددة
معانيه إلى أن تقوم الساعة ، لا مقصورة معانيه وهديه على ما جاء به كبار
المفسرين والعلماء ، وإلا ما صار فى القرآن إعجاز وهو الذي تحدى به
العالمين إنسهم وجنهم ﭽ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭼ
[الإسراء] ولذلك تكون حكمته من أنه لم يقصر الدعوة والفهم له حكرا على أحد
من خلقه ، إذن الدعوة عامة لنا كل العالمين ونحن المسلمين أولى 0 وعرفنا
من علمائنا وشيوخنا وخطبائنا وما درسناه وما درجنا عليه من أن القرآن كتاب
جامع مانع فيه أخبار ما قبلنا وما بعدنا ، وفيه القصص العظام والعبر
النافذة لأولى الأبصار والقلوب والعقول السليمة ، ولذلك
عندما قرأت كتاب (فن الشعر) لأرسطو وما قرأته لشراحه ومن تناولوه ومنهم
الدكتور إبراهيم حمادة ، وغيره من القدماء والمحدثين حيث أجمعوا على تفرده
فى علم الدراما ، وقالوا : ما من كاتب ولا مفكر ولا مبدع منذ أرسطو إلى
الآن ما استطاعوا أن يغيروا أو يضيفوا أى إضافات للأسس التى أوردها ، وحتى
من ابتدعوا وجددوا مثل أبسن كما قال الدكتور فوزي فهمى لم يخرج فى إبداعه
وقواعده الجديدة عن قواعد وأسس أرسطو واستقى منها الكثير ، حتى وإن اختلف
معه فى بعض الأحيان إن ما أبدعه أرسطو عد كلماته الشراح والدارسون بالكلمة
والحرف ، وهو ما بعث فى نفسي الغيرة وأشعل فى قلبي الحمية ، وفى عقلي تحدى
هذا الرجل الذي لم يستطع أحد أن يأتى بمثل ما أتى ، ولذلك قلت فى نفسي إذا
كان معشر المفكرين والفلاسفة والكتاب والدارسين والشراح وغيرهم لم يستطيعوا
أن يأتوا أو حتى يضيفوا أو يعدلوا أو يغيروا ، فإن التحدي يكون بما هو
أكبر من أرسطو ؛ أستطيع مواجهته – ونحن جميعا – نمتلك كتابا جامعا مانعا
معجزا هو كتاب الله القرآن الكريم ، وأخذت اسأل نفسي هل أورد الله أسس
الدراما فى القرآن الكريم ؟! سؤال بدا غريبا ، وليست الغرابة منى
ولكن الغرابة من كل ما عرف منى بما يدور فى خلدي ، حتى إنى وجدت نفسي
معارضا معارضة شديدة وقوية ، واتهمت بالجنون لمجرد الربط وليس حتى المقارنة
بما جاء فى كتاب أرسطو وما جاء فى القرآن الكريم ، وعندما وجدت هذه
المعارضة التى لم تعطني فرصة لأبوح بما جاء ودار بفكري ووقر بقلبي من أن
إيماني بأن القرآن لا يستطيع أن يأتى بمثله أحد وأن به كل شيء ، حتى إن بدت
الصورة من الوهلة الأولى أنه لا يوجد فى القرآن شيء من أسس الدراما ، أخذت
أفكر وأفكر وأراجع نفسي فترة تجاوزت خمس سنوات ، وأمسكت عما أنا فيه عن
الناس الذين يعرفونني ، حتى كان شهر رمضان فوجدتني مدفوعا بقوة هائلة
تدفعني لعقد المقارنة والولوج إلى متن القضية دون اعتبار لأحد ، وبدأت
الأبواب تتفتح أمامي بابا وراء باب ، ولم أجد للدراما بابا يفتح بعد ،
وكانت البداية أن ذهبت إلى غير ما أريد لأجد أرضية مشتركة أنطلق منها ،
فكانت قصص القرآن التى حتمت علىّ أن أدرس وأستخرج كل ما يتصل بالقصة ثم بعد
ذلك يفعل الله ما يريد ، وكانت البداية بالقصة النموذج الفريد الكامل
التام قصة سيدنا يوسف فى سورة يوسف ، ومنها توصلت إلى نوعين من القصة حيث
القول شىء والفعل شىء آخر ، ومن هنا اتضح نوعا القصة ، حيث الأولى قصة
قولية أداتها القص وهى تخبر عن الماضى ، والماضي لا يعود إلا قولا ، وقصة
فعلية لا تتحقق إلا فى الحاضر تشبيها أو تمثيلا حال تحققه 0 فبدأت أكتب
ولكن الخوف يكبلني بكل ما تعنى الكلمة ، فدعوت الله كثيرا أن يمنَّ علىَّ
بعلامة أو إشارة أو أى شيء أستطيع منه إدراك أنني على صواب ، وتمنيت أن
تكون العلامة أو الإشارة رؤية سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم - وقد
انتظرت رؤيته ثلاث ليال حتى منَّ الله علىَّ برؤيته صلى الله عليه وسلم فى
الليلة الخامسة فى حوالي الساعة الثالثة والنصف فجرا ، بعد أن انتهيت من
الكتابة وجلست ممددا أفكر فيما تفجر أمامي من أمور صعبة ثم بعدها أدخل إلى
حجرة نومي ، فأخذتني سنة من النوم وكانت الرؤيا الجميلة التى كانت بردا
وسلاما على قلبي ومنها انطلقت ليل نهار فى هذا الكتاب حتى أتمه ، وأتممته
والحمد لله على أنى لم أضمنه كل ما رزقني الله به من فكر وفهم ونور لا
يكفيه كتاب من ألف صفحة ، إذ قصة سيدنا يوسف لا يكفيها ألف صفحة ، وقصة
سيدنا موسى ألفان0 لشرح وتوضيح كيف تم بناء القصة حرفا حرفا وكلمة كلمة ،
وآية آية ، وكيفية الربط بين الحدث والآخر – قولية - وبين المشهد واللقطة –
فعلية - ببناء محكم معجز0 وللإفادة التى أتعجلها للناس عمدت إلى الاختصار
وليكون الكتاب في المتن متضمنا علما كاملا وتاما لأنواع القصة القولية
الروائية ، وأنواع القصة الفعلية الفنية الدرامية ، ومما لن تصدقوه بسهولة
لأنه يفوق تخيل أدباء العالم أجمع متحدين ، من أن القصة القولية أربعة
انواع : قصيرة ، روائية ملحمية ، قومية ، وينقسمون إلى ثلاثة أصناف :
مأسملهاة ، مأساة ، ملهاة ، وإلى ثلاثة عشر وصفا : الأخلاق ، السلوك ،
المعاناة ، الشخصية ، القومية ، القيم 0 والشخصية السوداء ، والعظيمة ،
والإلهية 0 والقومية السوداء ، والعظيمة ، والإلهية ، والملهاة 0 والقصة
الفعلية الدرامية تتنوع إلى ثلاثة انواع رئيسية ، ويصنفون إلى ثلاثة عشر
وصفا ، سنعرفهم بالشرح والتفصيل فى هذا الكتاب 0 كل ذلك تتضمنه سورة يوسف
التى تروى قصته ، إنه إعجاز الله القرآن الذي لا يستطيع الإنس والجن أن
يأتوا بآية من مثله ، إن مكمن الإعجاز ليس فقط فى التعبير اللغوي البليغ
فحسب إذ من الممكن أن نأتي بجملة بليغة تشبهه ، ولكن ذروة الإعجاز فى
القدرة الكامنة فى الكلمة فيه لها حياة وقوة من التنفيذ والإحداث والوقوع
الفعلي يتحقق على أرض الواقع وتشهده بنفسك وفى نفسك وتراه رؤى العين وسمع
الأذن وإدراك القلب وإفهام عقل المخ ؛ لأن مصدرها هو العالم بكل شىء
والقادر عليه وأمره بين الكاف والنون ، بينما يظل كلام البلغاء منا كلاما
فقط يفتقد قوة التنفيذ والإحداث والتغيير والإجبار لا فينا ولا فى غيرنا
ولن تدب فيه الحياة على الإطلاق آجله أو عاجله سوى أن يكون تمثيلا لا
حقيقة ، وتأثيرة وتغييره وإحداثه يكون لشفاء الروح فقط بدون تفعيل متحقق
للجسد سوى معافاته0
ونحن نريد لأدبنا الدرامي الذى صار بحكم الواقع هو ديوان العرب الحديث
فعلا، لا زمن الرواية المقروءة كما قال الدكتور جابر عصفور ، بل نحن فى
زمن الرواية المشاهدة لأن لها الغلبة والحظوة والسطوة ؛ ولأن العرب لا
يحبون القراءة بصفة العموم والكثير منهم أمي ، وقد فطروا وجبلوا على حب
الحكي المسموع أكثر من المقروء ، وعندما صار الحكي مشاهدا أخذ ألبابهم وسحر
قلوبهم حيث وجدوا ضالتهم بما يشتاقون إليه من اليسر والسهولة والتسلي
والتفريج والتسرية ، ونحن نريد له أن يتسيد سواء كان روائيا أو دراميا
على أن يكون مغايرا لما سبق من أدب الأقدمين الذين كتبوا وأبدعوا حسب
الفطرة السليمة لبعضهم ، ولحقهم آخرون تغيرت فطرتهم بتحرر مفرط تجاوز حدود
وأهداف الأدب النبيل المثبت للقلب على الطاعة ، ولم يكن لديهم علم تام
كامل للقصة يكتبون على هديه ومعايير يسيرون عليها وأصول يهتدون بها ،
وقوانين يتحاكمون إليها ، ومكونات يستندون عليها ، وأسس تعينهم على الصواب
والحسن والتعمق ، نريد للدراما أن تكون أدبا جديدا مبنيا على علم دقيق
شامل يحتويه هذا الكتاب الذى بين أيديكم وجاء فيه فصل الخطاب الذى يختلف
العالم كله فيه ولم يحسمه الحسم التام منذ أرسطو حتى الآن ؛ نتيجة فقدان
الدليل الحازم الذى لم ينتبه ولم يتأمل ولم يهتد إليه فلاسفة المسلمين على
وجه الخصوص ، بمثل ما هداني الله إليه وهو بين أيدينا نتلوه آناء الليل
وأطراف النهار ونزين به الأمكنة ونتشرف به ، أدب لا يختلف حول قواعده وأسسه
وقوانينه وأصوله وأهدافه أحد ، ولا يحتار فى مقاصده الكلية ولا نهاياته
المطلوبة النفعية أحد ، مستندين على علم من كلام رب العالمين منزله وقاصه
على أفضل رسله ، الذى خلق الإنسان وفضله وميزه عمن خلق ، وهو جل اهتمامنا
ومناط عنايتنا ومقصد عملنا وقبلة اجتهادنا ، لما نريده من صلاح وهدى كامل
لمن يكتب وعلاج نافع شاف للروح لمن يكتب لهم ، مثبت للقلوب على التقوى
والطاعة لله ، ملزمة هادية منيرة راشدة دالة محرضة مقننة للعقل من حريته
الكاملة التى يتمتع بها التى إن تركت على حالها وعنفوانها تورده مورد
المساءلة والحساب العسير من الله خالقه ومحاسبه ، ومده بعقل المخ مناط
الحساب والاختيار ، وعقل فى القلب حكم لكنه يتغير وينسى ويتقلب ولذا يحتاج
إلى الثبات والتذكر والعبرة ، ليظل على ثباته على الطاعة والهداية والتقوى
وليكون بحق حكم على إفراز عقل المخ ملزم وهادٍ وحاكم له ، وهى من موجبات
القص المتكرر المتجدد التى تعين العقل على التذكر والاتعاظ والنصح
والالتزام ، وتعين القلب على القوامة والتثبيت على الصواب والإيمان والصلاح
للحكم 0
إن الأدب الدرامي الذى نبتغيه تسمعه الأذن وتراه العين ويعيه القلب
ويدركه العقل فهو أقوى تأثيرا ومدا ، وأشد حسما وصدقا ، وأوسع انتشارا
وفعلا ، وأحسن سطوة وجذبا ، واجل هدفا وعظما ، وأكثر دويا ونفعا ، لامتلاكه
أدوات التأثير القوى التى تسيطر على الآذان والأفئدة والأبصار مراكز
الإدراك ، وهى أدوات الوعي أيضا لأنها تقدم ما أدركته لعقل المخ ليفعل هذه
المدركات ويخرج بالعبرة المرجوة والهدف المطلوب والعظة المأمولة ، محركات
مشاعره وأحاسيسه وعواطفه أجهزة الاستقبال الخارجية وأدوات الأجهزة الفاعلة
الداخلية التى تتحكم فى الروح ، وتكون مكمن قوته وعلاجه وقوامه وصحته
وتقدمه ورقيه وابتكاره وطاعته من تثبيت القلب ، وهداية للعقل فلابد من
التوظيف السليم ، والنهج الحسن المليح ، والقوامة الراشدة الدالة الهادية
المنيرة حتى تؤتى أكلها الطيب وثمارها النافعة التى تعيد الوعى وتنير
البصيرة وتستنفر الطاقة وتحقق التعلم الذى ينفر منه الجميع ، وينشر المعرفة
لتعين الجميع على اكتشاف دروب الحياة الصعبة لتيسرها علي غير القادرين على
إدراكها لجهلهم وأميتهم وكسلهم وتواكلهم وتعالج ما فسد وما استجد من قضايا
، وتؤرخ بموجبات طباعها لزمن وقوعها غير ملتزمة بتاريخ متتابع منظم تخبر
بكل ما يحدث حسب ما يقع ، فهذا ليس من شأنها بل تحمله فوق أكتافها عبئا
زائدا عن حاجتها ومقتضيات وظيفتها المعالجة للنفس من أدرانها وأمراضها
ومثبتة للقلب ومسرية للروح ، وبجميعهم تكون سبيلا من سبل النهضة والتقدم
والوعي تعين المؤسسات الأخرى لنرتقي ونتقدم 0 ولكن الأدب الدرامي يعيبه عدم
استدامة وخلود منتجه وضعف لغته ، وهى نقيصته التى نريد لها درجة كبيرة من
الكمال ، أن نستعيضها ونكملها بثراء المنتج وتحكمه إلى نهج عقيدتنا الوسطية
السمحة ، والتجويد والتحسين للغته بشرف التمسك ببعض الفصحى التى تتخلل
العامي ، بقرآن كريم ، وحديث شريف ، وقول مأثور ، وشعر موزون ، وقول حكيم ،
وعبارة فيلسوف وكثرة العرض الجديد المتغير يعوض الاستدامة والخلود0
والله الموفق لما فيه الخير والصلاح
فتحى حسان محمد
الحمد لله رب العالمين الذي منحنا وأفاء على عبد من عباده بقبس من نوره
ليكون سببا لمن يهدى إلى صراط الله الذي له ما فى السماوات وما فى الأرض
ويهتدي إلى الذى تصير الأمور إليه عاجلها وآجلها 0 فأطاع وتدبر، وفكر
وأمهر، وفهم وأعمل، واستوعظ ووعظ ، وأنْعِمَ عليه فتنعّم ، وتضرع واصطبر،
فنعم المُلهِم وسعد المُلَهَم 0 والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا
محمد وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبع هداه إلى يوم الدين ، اللهم إنا نشهد أنه
أتم الرسالة بكمال علمه ، وأدى الأمانة بكمال خلقه ، ونصح الأمة بتمام
إخلاصه ، وكشف الله به الغمة فنعم الكاشف والمكتشف، وعظُم القائد وحسُن
المقتدى ، عليه الصلاة إلى يوم الدين ، وأتم التسليم إلى يوم أن نلقاه
شفيعا عند عرش الرحمن الرحيم 0 الذي منّ علينا ورأيناه فى المنام العظيم ،
فى يوم من أيام الأشهر الحرم ، ذي الحجة والحجيج يفيضون عند المقام ،
فاللهم صل وسلم وبارك عليه صلاة إلى يوم أن نلقاه فى الميقات المحدد
المعلوم0
إن القرآن العظيم معجزة الله لسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -
وللناس والعرب خاصة لأنه من كلامهم وبكلامهم ، والقرآن هو كنز ثمين مليء
بالجواهر، فمن يمن الله عليه ويرضى عنه يفتح عليه بفتح من عنده ويشرح له
صدره وينير له بصيرته ، ويفتح له قلبه ليلقى فيه جوهرة مكنونة من القرآن
العظيم الذي فيه من كل مثل وهو صالح لكل زمان ومكان ، وفيه مالا يخطر على
البال، ومالا تدركه القلوب والعقول والأبصار، إلا من أذن له الرحمن ،
وألهمه بنور من عنده ليعرف جوهرته من ذلك الكنز ويأخذها ، وإنني بفضل الله
عثرت على منحته وهبته لى ، وعرفت طريق جوهرتي ، وأمسكت بتلابيبها وأخرجتها-
بإذن من الله - للناس فى هذا الكتاب الذى سبقه أول بعنوان أسس وقواعد
الأدب والرواية من القرآن الكريم ، حجر الزاوية القوى والبنية الأساسية
لهذا الكتاب علم القصة الفعلية الدرامية المشاهدة المكمل لعلم نوع القصة
الأول علم القصة القولية الروائية فى كتابى السابق ، ولا غنى عنه للفهم
والتعرف على الأدلة التى بنيت عليها البراهين التى أوردتها هنا ، ولم أذكر
الأدلة لسابق ذكرها ، الكتابان اللذان أعدهما درة من درر كنز الرحمن القرآن
المجيد ، وأتمنى من الله كما هداني وأنار بصيرتي وجعلني أستطيع أن أصوغ
هذه الجوهرة من تعريف لأنواع القصص ، والفرق بينها ، وأصولها ، ومكوناتها ،
وقواعدها ، وأسسها ، وقوانينها ، ومعاييرها ، وشروطها ، وأهدافها ،
والوصول بالقصة إلى درجة من درجات الكمال ، وتصبح بها علما كاملا يستفيد
منها أصحاب الشأن من المؤلفين بكل أنواعهم الذين اختلط عليهم الأمر وذهبت
عنهم الفطرة السليمة التى كانت تحضهم على الإبداع السليم ، ولكن لاحتراف
الكتابة والشهرة وبعض الأغراض الخبيثة لبعض النفوس المريضة الضعيفة صار
الإبداع يخالف الفطرة السليمة ويخالف أوامر الله ونواهيه ، ويتجاوز وعده
ووعيده إلى وعد الناس وجنتهم ومطالبهم لا إلى جنة الله ورضوانه ؛ بادعاء
باطل أن الجمهور هو ما يحدد اتجاه الإبداع وكيفيته ، وهو ما منّ الله به
علينا نريد تصويبه ليكون إبداعا يوافق شرع الله باليقين للقلب، وعقيدة
ونموذج إجابة لعقل القلب ، والفهم والربط لعقل المخ وإجباره لحكم عقل
القلب،
كم كنت قلقا بشأن هذا الكتاب ، ولكن الله منّ علىّ وطمأنني ، فمن يرى
الرسول محمدا - صلى الله عليه وسلم - فقد رأى الحق ، عن أبى سعيد الخدرى
رضى الله عنه أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم يقول : " من رآنى فقد رأى
الحق ، فإن الشيطان لا يتكوننى " عن أبى هريرة رضى الله عنه ، قال : قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم :" إذ اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن
تكذب ، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة وما كان من النبوة
فإنه لا يكذب0 [ رواه البخاري ومسلم ] ولذلك بعون الله وحمده اطمأن قلبي ،
وسيطمئن لرأى شيوخنا وعلمائنا وأساتذتنا المستنيرين من أنهم سيرون فى هذا
الكتاب الحق لما يمكن أن يسير ويكتب على هديه المؤلف وأيضا الناقد الذي
سيجد فيه علما تاما كاملا للقصة لما يجب أن تكون ويستطيع أن يكون لديه منهج
علمي يتخذه مطية للنقد الصحيح الحسن الذي لا يستطيع أن يعارضه أو يرده أو
يعلق على نقده أحد 0
ﭽ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ [ ص ] إنه القرآن الكريم كتاب
أنزله الله مباركا على قلب سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - لنفكر نحن
جميع المسلمين في آياته ، ونعمل بهداياته ودلالاته ، وليتذكر أصحاب القلوب
السليمة التى لا يزال بها عقل القلب يحكم ويعرف الحلال من الحرام ولا تزال
عقول أمخاخهم مطيعة مستجيبة لحكم عقول قلوبهم ما كلفهم الله به ، لم يخص
الله أحدا من خلقه دون الآخر بهذا التدبر والفهم لآياته ، ولم يجعلها حكرا
على أحد من عباده لفئة معينة منا، بل الجميع له نفس الحق فى التدبر والفهم
حسب ما يمن الله على كل واحد ما يستطيع فهمه ، حتى يجعل القرآن متجددة
معانيه إلى أن تقوم الساعة ، لا مقصورة معانيه وهديه على ما جاء به كبار
المفسرين والعلماء ، وإلا ما صار فى القرآن إعجاز وهو الذي تحدى به
العالمين إنسهم وجنهم ﭽ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭼ
[الإسراء] ولذلك تكون حكمته من أنه لم يقصر الدعوة والفهم له حكرا على أحد
من خلقه ، إذن الدعوة عامة لنا كل العالمين ونحن المسلمين أولى 0 وعرفنا
من علمائنا وشيوخنا وخطبائنا وما درسناه وما درجنا عليه من أن القرآن كتاب
جامع مانع فيه أخبار ما قبلنا وما بعدنا ، وفيه القصص العظام والعبر
النافذة لأولى الأبصار والقلوب والعقول السليمة ، ولذلك
عندما قرأت كتاب (فن الشعر) لأرسطو وما قرأته لشراحه ومن تناولوه ومنهم
الدكتور إبراهيم حمادة ، وغيره من القدماء والمحدثين حيث أجمعوا على تفرده
فى علم الدراما ، وقالوا : ما من كاتب ولا مفكر ولا مبدع منذ أرسطو إلى
الآن ما استطاعوا أن يغيروا أو يضيفوا أى إضافات للأسس التى أوردها ، وحتى
من ابتدعوا وجددوا مثل أبسن كما قال الدكتور فوزي فهمى لم يخرج فى إبداعه
وقواعده الجديدة عن قواعد وأسس أرسطو واستقى منها الكثير ، حتى وإن اختلف
معه فى بعض الأحيان إن ما أبدعه أرسطو عد كلماته الشراح والدارسون بالكلمة
والحرف ، وهو ما بعث فى نفسي الغيرة وأشعل فى قلبي الحمية ، وفى عقلي تحدى
هذا الرجل الذي لم يستطع أحد أن يأتى بمثل ما أتى ، ولذلك قلت فى نفسي إذا
كان معشر المفكرين والفلاسفة والكتاب والدارسين والشراح وغيرهم لم يستطيعوا
أن يأتوا أو حتى يضيفوا أو يعدلوا أو يغيروا ، فإن التحدي يكون بما هو
أكبر من أرسطو ؛ أستطيع مواجهته – ونحن جميعا – نمتلك كتابا جامعا مانعا
معجزا هو كتاب الله القرآن الكريم ، وأخذت اسأل نفسي هل أورد الله أسس
الدراما فى القرآن الكريم ؟! سؤال بدا غريبا ، وليست الغرابة منى
ولكن الغرابة من كل ما عرف منى بما يدور فى خلدي ، حتى إنى وجدت نفسي
معارضا معارضة شديدة وقوية ، واتهمت بالجنون لمجرد الربط وليس حتى المقارنة
بما جاء فى كتاب أرسطو وما جاء فى القرآن الكريم ، وعندما وجدت هذه
المعارضة التى لم تعطني فرصة لأبوح بما جاء ودار بفكري ووقر بقلبي من أن
إيماني بأن القرآن لا يستطيع أن يأتى بمثله أحد وأن به كل شيء ، حتى إن بدت
الصورة من الوهلة الأولى أنه لا يوجد فى القرآن شيء من أسس الدراما ، أخذت
أفكر وأفكر وأراجع نفسي فترة تجاوزت خمس سنوات ، وأمسكت عما أنا فيه عن
الناس الذين يعرفونني ، حتى كان شهر رمضان فوجدتني مدفوعا بقوة هائلة
تدفعني لعقد المقارنة والولوج إلى متن القضية دون اعتبار لأحد ، وبدأت
الأبواب تتفتح أمامي بابا وراء باب ، ولم أجد للدراما بابا يفتح بعد ،
وكانت البداية أن ذهبت إلى غير ما أريد لأجد أرضية مشتركة أنطلق منها ،
فكانت قصص القرآن التى حتمت علىّ أن أدرس وأستخرج كل ما يتصل بالقصة ثم بعد
ذلك يفعل الله ما يريد ، وكانت البداية بالقصة النموذج الفريد الكامل
التام قصة سيدنا يوسف فى سورة يوسف ، ومنها توصلت إلى نوعين من القصة حيث
القول شىء والفعل شىء آخر ، ومن هنا اتضح نوعا القصة ، حيث الأولى قصة
قولية أداتها القص وهى تخبر عن الماضى ، والماضي لا يعود إلا قولا ، وقصة
فعلية لا تتحقق إلا فى الحاضر تشبيها أو تمثيلا حال تحققه 0 فبدأت أكتب
ولكن الخوف يكبلني بكل ما تعنى الكلمة ، فدعوت الله كثيرا أن يمنَّ علىَّ
بعلامة أو إشارة أو أى شيء أستطيع منه إدراك أنني على صواب ، وتمنيت أن
تكون العلامة أو الإشارة رؤية سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم - وقد
انتظرت رؤيته ثلاث ليال حتى منَّ الله علىَّ برؤيته صلى الله عليه وسلم فى
الليلة الخامسة فى حوالي الساعة الثالثة والنصف فجرا ، بعد أن انتهيت من
الكتابة وجلست ممددا أفكر فيما تفجر أمامي من أمور صعبة ثم بعدها أدخل إلى
حجرة نومي ، فأخذتني سنة من النوم وكانت الرؤيا الجميلة التى كانت بردا
وسلاما على قلبي ومنها انطلقت ليل نهار فى هذا الكتاب حتى أتمه ، وأتممته
والحمد لله على أنى لم أضمنه كل ما رزقني الله به من فكر وفهم ونور لا
يكفيه كتاب من ألف صفحة ، إذ قصة سيدنا يوسف لا يكفيها ألف صفحة ، وقصة
سيدنا موسى ألفان0 لشرح وتوضيح كيف تم بناء القصة حرفا حرفا وكلمة كلمة ،
وآية آية ، وكيفية الربط بين الحدث والآخر – قولية - وبين المشهد واللقطة –
فعلية - ببناء محكم معجز0 وللإفادة التى أتعجلها للناس عمدت إلى الاختصار
وليكون الكتاب في المتن متضمنا علما كاملا وتاما لأنواع القصة القولية
الروائية ، وأنواع القصة الفعلية الفنية الدرامية ، ومما لن تصدقوه بسهولة
لأنه يفوق تخيل أدباء العالم أجمع متحدين ، من أن القصة القولية أربعة
انواع : قصيرة ، روائية ملحمية ، قومية ، وينقسمون إلى ثلاثة أصناف :
مأسملهاة ، مأساة ، ملهاة ، وإلى ثلاثة عشر وصفا : الأخلاق ، السلوك ،
المعاناة ، الشخصية ، القومية ، القيم 0 والشخصية السوداء ، والعظيمة ،
والإلهية 0 والقومية السوداء ، والعظيمة ، والإلهية ، والملهاة 0 والقصة
الفعلية الدرامية تتنوع إلى ثلاثة انواع رئيسية ، ويصنفون إلى ثلاثة عشر
وصفا ، سنعرفهم بالشرح والتفصيل فى هذا الكتاب 0 كل ذلك تتضمنه سورة يوسف
التى تروى قصته ، إنه إعجاز الله القرآن الذي لا يستطيع الإنس والجن أن
يأتوا بآية من مثله ، إن مكمن الإعجاز ليس فقط فى التعبير اللغوي البليغ
فحسب إذ من الممكن أن نأتي بجملة بليغة تشبهه ، ولكن ذروة الإعجاز فى
القدرة الكامنة فى الكلمة فيه لها حياة وقوة من التنفيذ والإحداث والوقوع
الفعلي يتحقق على أرض الواقع وتشهده بنفسك وفى نفسك وتراه رؤى العين وسمع
الأذن وإدراك القلب وإفهام عقل المخ ؛ لأن مصدرها هو العالم بكل شىء
والقادر عليه وأمره بين الكاف والنون ، بينما يظل كلام البلغاء منا كلاما
فقط يفتقد قوة التنفيذ والإحداث والتغيير والإجبار لا فينا ولا فى غيرنا
ولن تدب فيه الحياة على الإطلاق آجله أو عاجله سوى أن يكون تمثيلا لا
حقيقة ، وتأثيرة وتغييره وإحداثه يكون لشفاء الروح فقط بدون تفعيل متحقق
للجسد سوى معافاته0
ونحن نريد لأدبنا الدرامي الذى صار بحكم الواقع هو ديوان العرب الحديث
فعلا، لا زمن الرواية المقروءة كما قال الدكتور جابر عصفور ، بل نحن فى
زمن الرواية المشاهدة لأن لها الغلبة والحظوة والسطوة ؛ ولأن العرب لا
يحبون القراءة بصفة العموم والكثير منهم أمي ، وقد فطروا وجبلوا على حب
الحكي المسموع أكثر من المقروء ، وعندما صار الحكي مشاهدا أخذ ألبابهم وسحر
قلوبهم حيث وجدوا ضالتهم بما يشتاقون إليه من اليسر والسهولة والتسلي
والتفريج والتسرية ، ونحن نريد له أن يتسيد سواء كان روائيا أو دراميا
على أن يكون مغايرا لما سبق من أدب الأقدمين الذين كتبوا وأبدعوا حسب
الفطرة السليمة لبعضهم ، ولحقهم آخرون تغيرت فطرتهم بتحرر مفرط تجاوز حدود
وأهداف الأدب النبيل المثبت للقلب على الطاعة ، ولم يكن لديهم علم تام
كامل للقصة يكتبون على هديه ومعايير يسيرون عليها وأصول يهتدون بها ،
وقوانين يتحاكمون إليها ، ومكونات يستندون عليها ، وأسس تعينهم على الصواب
والحسن والتعمق ، نريد للدراما أن تكون أدبا جديدا مبنيا على علم دقيق
شامل يحتويه هذا الكتاب الذى بين أيديكم وجاء فيه فصل الخطاب الذى يختلف
العالم كله فيه ولم يحسمه الحسم التام منذ أرسطو حتى الآن ؛ نتيجة فقدان
الدليل الحازم الذى لم ينتبه ولم يتأمل ولم يهتد إليه فلاسفة المسلمين على
وجه الخصوص ، بمثل ما هداني الله إليه وهو بين أيدينا نتلوه آناء الليل
وأطراف النهار ونزين به الأمكنة ونتشرف به ، أدب لا يختلف حول قواعده وأسسه
وقوانينه وأصوله وأهدافه أحد ، ولا يحتار فى مقاصده الكلية ولا نهاياته
المطلوبة النفعية أحد ، مستندين على علم من كلام رب العالمين منزله وقاصه
على أفضل رسله ، الذى خلق الإنسان وفضله وميزه عمن خلق ، وهو جل اهتمامنا
ومناط عنايتنا ومقصد عملنا وقبلة اجتهادنا ، لما نريده من صلاح وهدى كامل
لمن يكتب وعلاج نافع شاف للروح لمن يكتب لهم ، مثبت للقلوب على التقوى
والطاعة لله ، ملزمة هادية منيرة راشدة دالة محرضة مقننة للعقل من حريته
الكاملة التى يتمتع بها التى إن تركت على حالها وعنفوانها تورده مورد
المساءلة والحساب العسير من الله خالقه ومحاسبه ، ومده بعقل المخ مناط
الحساب والاختيار ، وعقل فى القلب حكم لكنه يتغير وينسى ويتقلب ولذا يحتاج
إلى الثبات والتذكر والعبرة ، ليظل على ثباته على الطاعة والهداية والتقوى
وليكون بحق حكم على إفراز عقل المخ ملزم وهادٍ وحاكم له ، وهى من موجبات
القص المتكرر المتجدد التى تعين العقل على التذكر والاتعاظ والنصح
والالتزام ، وتعين القلب على القوامة والتثبيت على الصواب والإيمان والصلاح
للحكم 0
إن الأدب الدرامي الذى نبتغيه تسمعه الأذن وتراه العين ويعيه القلب
ويدركه العقل فهو أقوى تأثيرا ومدا ، وأشد حسما وصدقا ، وأوسع انتشارا
وفعلا ، وأحسن سطوة وجذبا ، واجل هدفا وعظما ، وأكثر دويا ونفعا ، لامتلاكه
أدوات التأثير القوى التى تسيطر على الآذان والأفئدة والأبصار مراكز
الإدراك ، وهى أدوات الوعي أيضا لأنها تقدم ما أدركته لعقل المخ ليفعل هذه
المدركات ويخرج بالعبرة المرجوة والهدف المطلوب والعظة المأمولة ، محركات
مشاعره وأحاسيسه وعواطفه أجهزة الاستقبال الخارجية وأدوات الأجهزة الفاعلة
الداخلية التى تتحكم فى الروح ، وتكون مكمن قوته وعلاجه وقوامه وصحته
وتقدمه ورقيه وابتكاره وطاعته من تثبيت القلب ، وهداية للعقل فلابد من
التوظيف السليم ، والنهج الحسن المليح ، والقوامة الراشدة الدالة الهادية
المنيرة حتى تؤتى أكلها الطيب وثمارها النافعة التى تعيد الوعى وتنير
البصيرة وتستنفر الطاقة وتحقق التعلم الذى ينفر منه الجميع ، وينشر المعرفة
لتعين الجميع على اكتشاف دروب الحياة الصعبة لتيسرها علي غير القادرين على
إدراكها لجهلهم وأميتهم وكسلهم وتواكلهم وتعالج ما فسد وما استجد من قضايا
، وتؤرخ بموجبات طباعها لزمن وقوعها غير ملتزمة بتاريخ متتابع منظم تخبر
بكل ما يحدث حسب ما يقع ، فهذا ليس من شأنها بل تحمله فوق أكتافها عبئا
زائدا عن حاجتها ومقتضيات وظيفتها المعالجة للنفس من أدرانها وأمراضها
ومثبتة للقلب ومسرية للروح ، وبجميعهم تكون سبيلا من سبل النهضة والتقدم
والوعي تعين المؤسسات الأخرى لنرتقي ونتقدم 0 ولكن الأدب الدرامي يعيبه عدم
استدامة وخلود منتجه وضعف لغته ، وهى نقيصته التى نريد لها درجة كبيرة من
الكمال ، أن نستعيضها ونكملها بثراء المنتج وتحكمه إلى نهج عقيدتنا الوسطية
السمحة ، والتجويد والتحسين للغته بشرف التمسك ببعض الفصحى التى تتخلل
العامي ، بقرآن كريم ، وحديث شريف ، وقول مأثور ، وشعر موزون ، وقول حكيم ،
وعبارة فيلسوف وكثرة العرض الجديد المتغير يعوض الاستدامة والخلود0
والله الموفق لما فيه الخير والصلاح
فتحى حسان محمد
</blockquote>
</li>
<li class="postbitlegacy postbitim postcontainer" id="post_264877">
<blockquote class="postcontent restore ">
الزميل الرائع فتحي حسان محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
لقد عمدت إلى تنزيل كتاب أرسطو هنا - حيث أزمع تحميله كاملاً على حلقات -
حتى يكون في متناول من لم يقرأه، وهو أهمّ كتب الدراما طوال القرون
الماضية...
دور المدرسة الأدبية هو التحاور مع المبدعين المتمكنين من كلمتهم، والأخذ
بيد هؤلاء الذين يدخلون إلى عالم الإبداع على استحياء وصولاً إلى أول طريق
الإبداع...
كنت أعلم أنك سوف تدخل معي في هذا الحوار، وأنك بالضرورة ستعرض علينا
نظريتك حول الدراما - كلي ثقة فيما تعرض علينا حيث توسمت فيه ذلك منذ
القراءة الأولى له - لذا سأقوم بتفريد صفحات خاصة لتعليقاتك على كتاب أرسطو
موضوعاً بموضوع لإظهار الفوارق، وبالتالي إقناع الزملاء بما جئت به من
جديد في طريق التنظير للدراما... حيث سيحملك الأمر وقتاً كبيراً لتغيير أو
حتى تعديل المفاهيم الثابتة...
و يجب أن ننسى ( عقد الخواجة ) التي تسكننا جميعاً... إذ كل ما هو وارد من
الخارج يصبح ذا بهاء ومكانة أعظم بكثير مما ينتج محلياً حتى ولو كان أقل
شأناً وقيمة...
لا شكّ أستاذي من أنك سوف تعاني كثيراً حتى تثبت وجهة نظرك...
ولتعتبرني من أوائل المقتنعين بجديدك - رغم أني لم أقرأه كاملاً - لأنك تنتهج الطريق الصحيح... وحتما ستصل بإذن الله....
أنتَ أحسنت القياس؛ إذ كان النموذج الذي رجعت إليه هو أفضل القصص على
الإطلاق، ألا وهو القصص القرآني. على العكس من أرسطو الذي اتخذ من العروض
التي تحدث أثناء مهرجان الديونيزيس نماذجاً له، وهنا فإن الفارق كبير...
لكننا لا يجب أن نتجاهل ما جاء به أرسطو؛ لأنه عبقرية فذّة - رغم أن البعض
قد خرج عما جاء به أرسطو في إبداعاته ومن هؤلاء وليم شكسبير نفسه وغيره من
الكتاب المعاصرين خاصة - فما جاء به أرسطو مجرد نتائج لما قام به من دراسة
تأملية لوضع مفهوم للدراما في زمنه... وليس في ذلك ما يؤخذ عليه...
لكن لا يجب أن يتوقف الزمن عند أرسطو...
كان يجب أن يأتي أحد غيره بجديد...
وهذا ما أعتقده فيما جئت به خاصة وأنك تستخلص من القصص القرآني...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
لقد عمدت إلى تنزيل كتاب أرسطو هنا - حيث أزمع تحميله كاملاً على حلقات -
حتى يكون في متناول من لم يقرأه، وهو أهمّ كتب الدراما طوال القرون
الماضية...
دور المدرسة الأدبية هو التحاور مع المبدعين المتمكنين من كلمتهم، والأخذ
بيد هؤلاء الذين يدخلون إلى عالم الإبداع على استحياء وصولاً إلى أول طريق
الإبداع...
كنت أعلم أنك سوف تدخل معي في هذا الحوار، وأنك بالضرورة ستعرض علينا
نظريتك حول الدراما - كلي ثقة فيما تعرض علينا حيث توسمت فيه ذلك منذ
القراءة الأولى له - لذا سأقوم بتفريد صفحات خاصة لتعليقاتك على كتاب أرسطو
موضوعاً بموضوع لإظهار الفوارق، وبالتالي إقناع الزملاء بما جئت به من
جديد في طريق التنظير للدراما... حيث سيحملك الأمر وقتاً كبيراً لتغيير أو
حتى تعديل المفاهيم الثابتة...
و يجب أن ننسى ( عقد الخواجة ) التي تسكننا جميعاً... إذ كل ما هو وارد من
الخارج يصبح ذا بهاء ومكانة أعظم بكثير مما ينتج محلياً حتى ولو كان أقل
شأناً وقيمة...
لا شكّ أستاذي من أنك سوف تعاني كثيراً حتى تثبت وجهة نظرك...
ولتعتبرني من أوائل المقتنعين بجديدك - رغم أني لم أقرأه كاملاً - لأنك تنتهج الطريق الصحيح... وحتما ستصل بإذن الله....
أنتَ أحسنت القياس؛ إذ كان النموذج الذي رجعت إليه هو أفضل القصص على
الإطلاق، ألا وهو القصص القرآني. على العكس من أرسطو الذي اتخذ من العروض
التي تحدث أثناء مهرجان الديونيزيس نماذجاً له، وهنا فإن الفارق كبير...
لكننا لا يجب أن نتجاهل ما جاء به أرسطو؛ لأنه عبقرية فذّة - رغم أن البعض
قد خرج عما جاء به أرسطو في إبداعاته ومن هؤلاء وليم شكسبير نفسه وغيره من
الكتاب المعاصرين خاصة - فما جاء به أرسطو مجرد نتائج لما قام به من دراسة
تأملية لوضع مفهوم للدراما في زمنه... وليس في ذلك ما يؤخذ عليه...
لكن لا يجب أن يتوقف الزمن عند أرسطو...
كان يجب أن يأتي أحد غيره بجديد...
وهذا ما أعتقده فيما جئت به خاصة وأنك تستخلص من القصص القرآني...
</blockquote>
</li>
<blockquote class="postcontent restore ">
[quote=فتحى حسان محمد;264520]الاستاذ الفاضل والقاص المبدع / إيهاب فاروق حسنى
تحية طيبة مباركة وبعد
إليك مقدمة كتابى أسس وقواعد الدراما من القرآن الكريم
[align=justify]المقدمة
الحمد لله رب العالمين الذي منحنا وأفاء على عبد من عباده بقبس من نوره
ليكون سببا لمن يهدى إلى صراط الله الذي له ما فى السماوات وما فى الأرض
ويهتدي إلى الذى تصير الأمور إليه عاجلها وآجلها 0 فأطاع وتدبر، وفكر
وأمهر، وفهم وأعمل، واستوعظ ووعظ ، وأنْعِمَ عليه فتنعّم ، وتضرع واصطبر،
فنعم المُلهِم وسعد المُلَهَم 0 والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا
محمد وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبع هداه إلى يوم الدين ، اللهم إنا نشهد أنه
أتم الرسالة بكمال علمه ، وأدى الأمانة بكمال خلقه ، ونصح الأمة بتمام
إخلاصه ، وكشف الله به الغمة فنعم الكاشف والمكتشف، وعظُم القائد وحسُن
المقتدى ، عليه الصلاة إلى يوم الدين ، وأتم التسليم إلى يوم أن نلقاه
شفيعا عند عرش الرحمن الرحيم 0 الذي منّ علينا ورأيناه فى المنام العظيم ،
فى يوم من أيام الأشهر الحرم ، ذي الحجة والحجيج يفيضون عند المقام ،
فاللهم صل وسلم وبارك عليه صلاة إلى يوم أن نلقاه فى الميقات المحدد
المعلوم0
إن القرآن العظيم معجزة الله لسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وللناس
والعرب خاصة لأنه من كلامهم وبكلامهم ، والقرآن هو كنز ثمين مليء بالجواهر،
فمن يمن الله عليه ويرضى عنه يفتح عليه بفتح من عنده ويشرح له صدره وينير
له بصيرته ، ويفتح له قلبه ليلقى فيه جوهرة مكنونة من القرآن العظيم الذي
فيه من كل مثل وهو صالح لكل زمان ومكان ، وفيه مالا يخطر على البال، ومالا
تدركه القلوب والعقول والأبصار، إلا من أذن له الرحمن ، وألهمه بنور من
عنده ليعرف جوهرته من ذلك الكنز ويأخذها ، وإنني بفضل الله عثرت على منحته
وهبته لى ، وعرفت طريق جوهرتي ، وأمسكت بتلابيبها وأخرجتها- بإذن من الله -
للناس فى هذا الكتاب الذى سبقه أول بعنوان أسس وقواعد الأدب والرواية من
القرآن الكريم ، حجر الزاوية القوى والبنية الأساسية لهذا الكتاب علم القصة
الفعلية الدرامية المشاهدة المكمل لعلم نوع القصة الأول علم القصة القولية
الروائية فى كتابى السابق ، ولا غنى عنه للفهم والتعرف على الأدلة التى
بنيت عليها البراهين التى أوردتها هنا ، ولم أذكر الأدلة لسابق ذكرها ،
الكتابان اللذان أعدهما درة من درر كنز الرحمن القرآن المجيد ، وأتمنى من
الله كما هداني وأنار بصيرتي وجعلني أستطيع أن أصوغ هذه الجوهرة من تعريف
لأنواع القصص ، والفرق بينها ، وأصولها ، ومكوناتها ، وقواعدها ، وأسسها ،
وقوانينها ، ومعاييرها ، وشروطها ، وأهدافها ، والوصول بالقصة إلى درجة من
درجات الكمال ، وتصبح بها علما كاملا يستفيد منها أصحاب الشأن من المؤلفين
بكل أنواعهم الذين اختلط عليهم الأمر وذهبت عنهم الفطرة السليمة التى كانت
تحضهم على الإبداع السليم ، ولكن لاحتراف الكتابة والشهرة وبعض الأغراض
الخبيثة لبعض النفوس المريضة الضعيفة صار الإبداع يخالف الفطرة السليمة
ويخالف أوامر الله ونواهيه ، ويتجاوز وعده ووعيده إلى وعد الناس وجنتهم
ومطالبهم لا إلى جنة الله ورضوانه ؛ بادعاء باطل أن الجمهور هو ما يحدد
اتجاه الإبداع وكيفيته ، وهو ما منّ الله به علينا نريد تصويبه ليكون
إبداعا يوافق شرع الله باليقين للقلب، وعقيدة ونموذج إجابة لعقل القلب ،
والفهم والربط لعقل المخ وإجباره لحكم عقل القلب،
كم كنت قلقا بشأن هذا الكتاب ، ولكن الله منّ علىّ وطمأنني ، فمن يرى
الرسول محمدا - صلى الله عليه وسلم - فقد رأى الحق ، عن أبى سعيد الخدرى
رضى الله عنه أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم يقول : " من رآنى فقد رأى
الحق ، فإن الشيطان لا يتكوننى " عن أبى هريرة رضى الله عنه ، قال : قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم :" إذ اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن
تكذب ، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة وما كان من النبوة
فإنه لا يكذب0 [ رواه البخاري ومسلم ] ولذلك بعون الله وحمده اطمأن قلبي ،
وسيطمئن لرأى شيوخنا وعلمائنا وأساتذتنا المستنيرين من أنهم سيرون فى هذا
الكتاب الحق لما يمكن أن يسير ويكتب على هديه المؤلف وأيضا الناقد الذي
سيجد فيه علما تاما كاملا للقصة لما يجب أن تكون ويستطيع أن يكون لديه منهج
علمي يتخذه مطية للنقد الصحيح الحسن الذي لا يستطيع أن يعارضه أو يرده أو
يعلق على نقده أحد 0
ﭽ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ [ ص ] إنه القرآن الكريم كتاب أنزله الله مباركا على
قلب سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - لنفكر نحن جميع المسلمين في آياته ،
ونعمل بهداياته ودلالاته ، وليتذكر أصحاب القلوب السليمة التى لا يزال بها
عقل القلب يحكم ويعرف الحلال من الحرام ولا تزال عقول أمخاخهم مطيعة
مستجيبة لحكم عقول قلوبهم ما كلفهم الله به ، لم يخص الله أحدا من خلقه دون
الآخر بهذا التدبر والفهم لآياته ، ولم يجعلها حكرا على أحد من عباده لفئة
معينة منا، بل الجميع له نفس الحق فى التدبر والفهم حسب ما يمن الله على
كل واحد ما يستطيع فهمه ، حتى يجعل القرآن متجددة معانيه إلى أن تقوم
الساعة ، لا مقصورة معانيه وهديه على ما جاء به كبار المفسرين والعلماء ،
وإلا ما صار فى القرآن إعجاز وهو الذي تحدى به العالمين إنسهم وجنهم ﭽ ﭜ ﭝ ﭞ
ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭼ [الإسراء] ولذلك تكون حكمته من أنه
لم يقصر الدعوة والفهم له حكرا على أحد من خلقه ، إذن الدعوة عامة لنا كل
العالمين ونحن المسلمين أولى 0 وعرفنا من علمائنا وشيوخنا وخطبائنا وما
درسناه وما درجنا عليه من أن القرآن كتاب جامع مانع فيه أخبار ما قبلنا وما
بعدنا ، وفيه القصص العظام والعبر النافذة لأولى الأبصار والقلوب والعقول
السليمة .
تحية طيبة مباركة وبعد
إليك مقدمة كتابى أسس وقواعد الدراما من القرآن الكريم
[align=justify]المقدمة
الحمد لله رب العالمين الذي منحنا وأفاء على عبد من عباده بقبس من نوره
ليكون سببا لمن يهدى إلى صراط الله الذي له ما فى السماوات وما فى الأرض
ويهتدي إلى الذى تصير الأمور إليه عاجلها وآجلها 0 فأطاع وتدبر، وفكر
وأمهر، وفهم وأعمل، واستوعظ ووعظ ، وأنْعِمَ عليه فتنعّم ، وتضرع واصطبر،
فنعم المُلهِم وسعد المُلَهَم 0 والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا
محمد وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبع هداه إلى يوم الدين ، اللهم إنا نشهد أنه
أتم الرسالة بكمال علمه ، وأدى الأمانة بكمال خلقه ، ونصح الأمة بتمام
إخلاصه ، وكشف الله به الغمة فنعم الكاشف والمكتشف، وعظُم القائد وحسُن
المقتدى ، عليه الصلاة إلى يوم الدين ، وأتم التسليم إلى يوم أن نلقاه
شفيعا عند عرش الرحمن الرحيم 0 الذي منّ علينا ورأيناه فى المنام العظيم ،
فى يوم من أيام الأشهر الحرم ، ذي الحجة والحجيج يفيضون عند المقام ،
فاللهم صل وسلم وبارك عليه صلاة إلى يوم أن نلقاه فى الميقات المحدد
المعلوم0
إن القرآن العظيم معجزة الله لسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وللناس
والعرب خاصة لأنه من كلامهم وبكلامهم ، والقرآن هو كنز ثمين مليء بالجواهر،
فمن يمن الله عليه ويرضى عنه يفتح عليه بفتح من عنده ويشرح له صدره وينير
له بصيرته ، ويفتح له قلبه ليلقى فيه جوهرة مكنونة من القرآن العظيم الذي
فيه من كل مثل وهو صالح لكل زمان ومكان ، وفيه مالا يخطر على البال، ومالا
تدركه القلوب والعقول والأبصار، إلا من أذن له الرحمن ، وألهمه بنور من
عنده ليعرف جوهرته من ذلك الكنز ويأخذها ، وإنني بفضل الله عثرت على منحته
وهبته لى ، وعرفت طريق جوهرتي ، وأمسكت بتلابيبها وأخرجتها- بإذن من الله -
للناس فى هذا الكتاب الذى سبقه أول بعنوان أسس وقواعد الأدب والرواية من
القرآن الكريم ، حجر الزاوية القوى والبنية الأساسية لهذا الكتاب علم القصة
الفعلية الدرامية المشاهدة المكمل لعلم نوع القصة الأول علم القصة القولية
الروائية فى كتابى السابق ، ولا غنى عنه للفهم والتعرف على الأدلة التى
بنيت عليها البراهين التى أوردتها هنا ، ولم أذكر الأدلة لسابق ذكرها ،
الكتابان اللذان أعدهما درة من درر كنز الرحمن القرآن المجيد ، وأتمنى من
الله كما هداني وأنار بصيرتي وجعلني أستطيع أن أصوغ هذه الجوهرة من تعريف
لأنواع القصص ، والفرق بينها ، وأصولها ، ومكوناتها ، وقواعدها ، وأسسها ،
وقوانينها ، ومعاييرها ، وشروطها ، وأهدافها ، والوصول بالقصة إلى درجة من
درجات الكمال ، وتصبح بها علما كاملا يستفيد منها أصحاب الشأن من المؤلفين
بكل أنواعهم الذين اختلط عليهم الأمر وذهبت عنهم الفطرة السليمة التى كانت
تحضهم على الإبداع السليم ، ولكن لاحتراف الكتابة والشهرة وبعض الأغراض
الخبيثة لبعض النفوس المريضة الضعيفة صار الإبداع يخالف الفطرة السليمة
ويخالف أوامر الله ونواهيه ، ويتجاوز وعده ووعيده إلى وعد الناس وجنتهم
ومطالبهم لا إلى جنة الله ورضوانه ؛ بادعاء باطل أن الجمهور هو ما يحدد
اتجاه الإبداع وكيفيته ، وهو ما منّ الله به علينا نريد تصويبه ليكون
إبداعا يوافق شرع الله باليقين للقلب، وعقيدة ونموذج إجابة لعقل القلب ،
والفهم والربط لعقل المخ وإجباره لحكم عقل القلب،
كم كنت قلقا بشأن هذا الكتاب ، ولكن الله منّ علىّ وطمأنني ، فمن يرى
الرسول محمدا - صلى الله عليه وسلم - فقد رأى الحق ، عن أبى سعيد الخدرى
رضى الله عنه أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم يقول : " من رآنى فقد رأى
الحق ، فإن الشيطان لا يتكوننى " عن أبى هريرة رضى الله عنه ، قال : قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم :" إذ اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن
تكذب ، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة وما كان من النبوة
فإنه لا يكذب0 [ رواه البخاري ومسلم ] ولذلك بعون الله وحمده اطمأن قلبي ،
وسيطمئن لرأى شيوخنا وعلمائنا وأساتذتنا المستنيرين من أنهم سيرون فى هذا
الكتاب الحق لما يمكن أن يسير ويكتب على هديه المؤلف وأيضا الناقد الذي
سيجد فيه علما تاما كاملا للقصة لما يجب أن تكون ويستطيع أن يكون لديه منهج
علمي يتخذه مطية للنقد الصحيح الحسن الذي لا يستطيع أن يعارضه أو يرده أو
يعلق على نقده أحد 0
ﭽ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ [ ص ] إنه القرآن الكريم كتاب أنزله الله مباركا على
قلب سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - لنفكر نحن جميع المسلمين في آياته ،
ونعمل بهداياته ودلالاته ، وليتذكر أصحاب القلوب السليمة التى لا يزال بها
عقل القلب يحكم ويعرف الحلال من الحرام ولا تزال عقول أمخاخهم مطيعة
مستجيبة لحكم عقول قلوبهم ما كلفهم الله به ، لم يخص الله أحدا من خلقه دون
الآخر بهذا التدبر والفهم لآياته ، ولم يجعلها حكرا على أحد من عباده لفئة
معينة منا، بل الجميع له نفس الحق فى التدبر والفهم حسب ما يمن الله على
كل واحد ما يستطيع فهمه ، حتى يجعل القرآن متجددة معانيه إلى أن تقوم
الساعة ، لا مقصورة معانيه وهديه على ما جاء به كبار المفسرين والعلماء ،
وإلا ما صار فى القرآن إعجاز وهو الذي تحدى به العالمين إنسهم وجنهم ﭽ ﭜ ﭝ ﭞ
ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭼ [الإسراء] ولذلك تكون حكمته من أنه
لم يقصر الدعوة والفهم له حكرا على أحد من خلقه ، إذن الدعوة عامة لنا كل
العالمين ونحن المسلمين أولى 0 وعرفنا من علمائنا وشيوخنا وخطبائنا وما
درسناه وما درجنا عليه من أن القرآن كتاب جامع مانع فيه أخبار ما قبلنا وما
بعدنا ، وفيه القصص العظام والعبر النافذة لأولى الأبصار والقلوب والعقول
السليمة .
</blockquote>