الإيقاع في شعرية القدم محدّد ماهوي لجنس الشعر وعد شكلا ذا معنى وله في الشعر العربي القديم تجليات في ستة مستويات.
مظاهر الإيقاع في النص الشعري القديم
1- مستوى التشكيل الصوتي: بنية الأصوات / مخارجها / ارتباط جمالية الصوت بمخرجه وصفاته ودرجة انفتاحه ما بين الجهر و الهمس / الشدة / الرخاوة / اللين / المد / الصفير / الغنّة.
2- المستوى الصرفي (التصريفي / الاشتقاقي)
وقانونه التكرار يخترق الصفات ( المشتقات / اسم الفاعل / اسم المفعول....
3- المستوى التركيبي: تكرار التراكيب النحوية ( التعاود المنتظم).
4- المستوى البلاغي البديعي: أحصى فيه العرب أكثر من 20 صورة: المطابقة – المقابلة – العكس – الترشيح – جمع المؤتلف و المختلف / السلب الإيجاب / صحة التقسيم – صحة التفسير – التذييل التتميم – الالتفات – الرجوع – الإيغال – الاستطراد – التصريع – الترديد – المضارعة – الاتساق – الترصيع – الازدواج – السجع – الجناس.
5- المستوى العروضي: البحور موحّدة التفعيلة / البحور ممزوجة التفعيلة (ما يسمى بموسيقى الإطار).
(أحصى الجلاصي 3553 قصيدة للشعراء الجاهليين وفي صدر الإسلام فوجد بحورها الشعرية لا تخرج عن : الطويل والوافر والكامل و البسيط ( 86% من الشعر الجاهلي) ، وهي ذات مقاطع طويلة أعلاها الكامل (30 مقطعا وهي بحور تختبر فيها قدرة الشعراء على طول النفس وجودة القريحة خاصة إذا كانت دواعي الشعر مدحية تكسبيه أو فخرية في المنافرات ورد الخصوم.
6- نظام التقفية: (نظام عمودي يبنى على المماثلة والمشاكلة والملاءمة عطف نغمي بين الأبيات بوصفها مجموعة من الوحدات الإيقاعية.
ألحق النقاد العرب بالقافية جملة من الخصائص والوظائف صارت بمقتضاها دليل الشاعرية وأمارة الاقتدار والفحولة ومن ذلك.
- قانونا يحكم الشاعر بإلزامات تركيبية وعدوها مطلبا إعرابيا يتحكم
في بناء الجملة إما بحفظ الرتب بين عناصر الإسناد في الجملة أو
بالعدل عن أصل الترتيب تلبية لداعي التقفية.
- محدد لجنس الشعري
اعتبار القافية - محققا لوظيفة الاتساق الإيقاعي.
- اخر ما يقرع السمع في تعاود زمني متساو تحدده مقاطع التفعيلات
و البحر الشعري عامة.
- مضوع نظم لتراكيب الجملة الشعرية مشروطة بالملاءمة بين
المعنى والقافية والمحلل الإعرابي النحوي .
ولقد احصى النقاد على الشعراء عيوبا منها : - عدم التطابق بين المعنى القافية حتى تكون الألفاظ منقادة لغيره ما تراد له ومن عيوبه : الإيطاء- الإقواء- السناد.
- كما عابوا توعر مخارج القافية.
- و انكروا التخليع المتمثل في كثرة الزحافات في
الحشو. فعدوا الزحافات ضرورة من ضرورات
الوزن تقع مراتب استحسانها بين الجواز و الحظر
خاضعين لمقاسات الكم.
ولم يفت النقاد ان يستحسنوا المؤتلف المتماثل فالحقوا به نعوتا مثل: جودة التفصيل- التلاؤم- التماثل التناسب – القران –التلاحم- حسن النظم –السهولة واللين والحلاوة والطلاوة.......
وظائف الايقاع : مشاكلة اللفظ للمعنى / مظاعفة الطاقة التخييلية / تكثيف طاقات النص الإبلاغية / مساعدة المنصت على التذكر والحفظ في مقام المشافهة /إطراب السامع.