منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    الإيقاع في الرواية

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    الإيقاع في الرواية Empty الإيقاع في الرواية

    مُساهمة   الأحد مارس 21, 2010 10:53 am



    بقلم : د. حسين المناصرة


    "دراسة الإيقاع في الرواية تكشف عن عمق العلاقات بين الناس والأشياء، وحركة الأشياء، ومعنى "جديد" للزمان والمكان والعلاقات…" نورثروب فراي

    لا خلاف إطلاقاً حول حرية أي قارئ في مقاربة الرواية من الوجهة التي يريدها ، حتى لو وصل الأمر بهذا القارئ إلى الادعاء بأنه فاتح لمنهجية لم يسبقه إليها أحد رمياً بـ " هل غادر الشعراء من متردم …" بعرض الحائط الإسمنتي..إنما من الضروري أن تكون هذه القراءة المشروعة مبدئياً أو تلك في أساسها الديموقراطي منجزة ( وواهبة للمحار لا للردى )عندما تتحول بدورها إلى خطاب مقروء على مستوى " قراءة القراءة " أو "قراءة النقد " ، وإلا فإنها تصبح مضللة ، واستعراضية واستغفالاً بطريقة أو بأخرى …

    عنوان كتاب أحمد الزعبي " في الإيقاع الروائي نحو منهج جديد في دراسة البنية الروائية "يثير على المستوى التنظيري قضية مألوفة في القراءات الشعرية المهتمة بالموسيقى والإيقاع في القصيدة المحدودة المساحة والغنائية ، وإلى حد ما قضية مألوفة في القراءات الشعرية للرواية من المنظورات الكلاسية التي تختصر وتختزل الرواية إلى مجموعة من الجمل والأساليب الإيقاعية ، لكنه عنوان يتمطى "الجديد"،وهو يعلن أنه قراءة للإيقاع في سياق " البنية الروائية "، وهذا ما جعلني على الأقل أترصد الفرصة المناسبة لأدخله ضمن الثقافة المنهجية السردية ..وفي الجماليات تحديداً.

    وفي تصور القارئ المتجدد الواعي أن البنية الإيقاعية للرواية يجب أن تكون مخالفة إلى حد كبير لما يمكن أن ينتج على مستويات الشعر أو التشكيل أو الدراما، دون أن تلغي هذه المخالفة التقاطع فيما بين هذه الأجناس من جوانب متشابهة متعددة، لأن الأجناس بطبيعتها متواصلة ومتراسلة ومتفاعلة بعضها مع بعض.. ومعنى هذا أن الخطورة تكمن - وكما أنجزت في النقد التقليدي الأكاديمي - في رصف المقولات الخاصة بالإيقاع من فضاء الشعر لتنجز بطريقة إسقاطية في فضاء الرواية دون الأخذ بعين الاعتبار الخصوصية التي تتمتع بها الرواية أو السرديات عموماً في هذا المجال ، وقد حارب باختين في" الخطاب الروائي " بشكل خاص هيمنة المقولات الشعرية على الفضاء السردي ، وأيضاً عالج حميد لحمداني هذه الإشكالية في كتاب مستقل بعنوان "أسلوب الرواية" ، إذ لديهما ( باختين ولحمداني) سياق إيقاعي لغوي ورؤيوي خاص بالرواية، و هو سياق متميز عن إيقاع الفنون الأخرى كالشعر والتشكيل و الدراما …

    في المدخل والمقدمة النظرية يحاول الزعبي في كتابه التنظير للإيقاع في الرواية تمهيداً لدراسة هذا الإيقاع في خمس روايات عربية مشهورة ، هي : السفينة ، والمستنقعات الضوئية،وموسم الهجرة إلى الشمال ، واللص والكلاب، وتلك الرائحة. وما نكتشفه فعلاً في الخمس والعشرين صفحة لا يتجاوز تكرار ثلاثة أو أربعة أفكار، بحيث يمكن تلخيص مساحات الصفحات كلها في ثلاث أو أربع صفحات فقط …ومع تقديري لبعض كتابات أحمد الزعبي الأخرى إلا أنه في هذا الكتاب تحديداً يجسد حالة من الضياع المؤدية إلى طريق اللغة المجانية ..ربما بسبب عدم وضوح فكرة الإيقاع عموما كإشكالية سردية.

    هذا ما وجدته في المدخل والمقدمة السالفين ،حيث يوجد تكرار لتعريف ضبابي للإيقاع ، وتكرار لتميز كل رواية بإيقاعها الخاص ، وريادة دراسة الباحث في مجالها، وتثبيت لبعض المقولات الخاصة بالإيقاع في الشعر لجرها على السرد تحت الشعار " الرواية فن كفن الشعر "، المقولة الكلاسية ذات الإيقاع الثقافي الرسمي الاحتكاري .

    ولعلي أشير إلى نمطية تكرارية تعريف الإيقاع الذي يذكره المؤلف بين الفينة والأخرى محاولة منه لتعريف الإيقاع الروائي ، لكنه يصل في النهاية -ربما- إلى الفشل واللاجدوى والعجز عن الوصول إلى تعريف مقنع ، ومن تعريفاته المتكررة ما يلي:

    · " ..تحاول هذه الدراسة أن تحلل وتركز على الإيقاع الروائي من خلال حركة الأحداث وتطور الشخصيات وتغيرها وتعاقب الأزمنة وتغير الأمكنة وتوظيفها" .

    · " إن المقارنة التي تقدم في هذه الدراسة ما بين حركة الزمان والمكان والأحداث من جهة ، والتغير الذي يطرأ على الشخصيات سواء في عالمهم النفسي/ الداخلي أو عالمهم المرئي الخارجي من جهة ثانية ستكون مصدر إغناء وتعميق لفهم الرواية على المستويين الفني والمضموني.. " وهذا هوالإيقاع .

    · " الإيقاع في الرواية يشكل ويرصد عالم الأمكنة والأزمنة والأحداث في حركتها وتغيرها وبنائها ومدلولاتها ،ويرسم هذه الخطوط الإيقاعية المنتظمة فيما بينها التي هي بناء الرواية ومعمارها وهندستها . كما يشكل الإيقاع في الرواية ويرصد العالمين : الخارجي / المرئي الظاهري للشخصية نفسها والحدث نفسه .. الخ . حركة العالم الخارجي تلتقي / تنفصل / تتداخل مع حركة العالم الداخلي للشخصيات ، وتشكل إيقاعاً معيناً وعلاقة معينة ما بين داخل الشخصية وخارجها..".

    · " الإيقاع في هذه الحالة يرصد هذه العلاقة الجدلية ..هذه الخطوط / هذه الحركات صعوداً وهبوطاً / داخلاً وخارجاً فيما

    المزيد

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 4:46 am