نموذج لتحليل نص قرائي في مستوى السنة الثالثة الثانوية الإعدادية
31/12/2009
نموذج لتحليل نص قرائي في مستوى السنة الثالثة الثانوية الإعدادية
بسم الله الرحمن الرحيم نموج قراءة منهجية لنص شعري للشاعر الشابي لفائدة المتعلمين في السنة الثالثة من سلك التعليم الثانوي الإعدادي
كتاب : الأساسي في اللغة العربية درس اللغة العربية / المكون القرائي / القراءة المنهجية للنص. المجال : الفني والثقافي المحور : الفني نموذج : من الشعر الرومانسي المبدع : الشاعر أبو القاسم الشابي الإبداع : قصيدة : ( قلت للشعر ) ص :202 من الكتاب المدرسي . أولا : القراءة التوجيهية للنص : 1 ) خطوة استعراض وتعرف أرصدة المتعلمين :
1 ـ 1 : نشاط استعراض المعلومات المتعلقة بالمجال ومحوره : الفن هو تطبيق الفنان معارفه على ما يتناوله من قضايا فيرتفع بها إلى المثل العليا لتحقيق فكرة أو عاطفة يقصد بها التعبير عن الجمال الأكمل من أجل لذة العقل والقلب. والفنون الجميلة هي الشعر والموسيقى والمسرح والتصوير والنحت والرقص والسينما . والفن ضرورة حيوية للسمو بالإنسان نحو الكمال والجمال .
1 ـ 2 : نشاط استحضار معلومات حول الإبداع وعلاقته بالمجال : الشعر من بين الفنون الجميلة ، وهو تصوير الحياة من خلال الكلام الموسيقي ، لهذا يعتبر هذا النص ذا صلة بالمجال الفني . 1 ـ 3 : نشاط استحضار معلومات متعلقة بقضية النص موضوع الشعر) . وقد تحدث عنه النقاد ، كما تحدث عنه الشعراء ، وحديث هؤلاء عنه له خصوصيات حيث يتحدث الشعراء عن أنفسهم وعن تجاربهم دون واسطة وبصدق قد لا يصل إليه النقاد .
1 ـ 4 : نشاط مقارنة النص المدرسي بالنص الأصلي لمعرفة أثر التصرف فيه: أ ) النص الأصلي : يتكون متنه من 32 بيتا ب ) النص المدرسي يتكون متنه من 13 بيتا ج ) المقارنة بين المتنين : يغطي متن النص المدرسي من متن النص الأصلي ما نسبته حوالي 40 في المائة ، وهي نسبة أقل من المتوسط لتمثيل النص الأصلي حيث غيب النص المدرسي 19 بيتا من النص الأصلي ، وعليه فالتصرف في النص الأصلي غيب أكثر من نصف النص مما قد يؤثر على جو النص بشكل من الأشكال. 2 ) خطوة تأطير النص :
2 ـ 1 : نشاط التعريف بالمبدع : ـ أبو القاسم بن محمد الشابي نسبة لقرية الشابية قرب توزر بتونس ـ فترته الزمنية ما بين 1909 و1934ميلادية. وقد مات بداء تضخم القلب وهو في ريعان الشباب. ـ بيئته الشابية مسقط رأسه الذي لم يعش فيه وهو قرب توزر بتونس ، ثم قابس وسليانة و زغوان ورأس الجبل وتونس العاصمة. ـ ثقافته : خريج جامع الزيتونة ، أصيل الثقافة ،ولم يكن يعرف لغة أجنية ، ولكنه أطلع على الآداب الغربية المترجمة عن طريق الترجمة العربية. كان من دعاة تجديد الأدب ، ومناصرة تحرير المرأة . ـ أعماله : له كتاب "الخيال الشعري " وقد أحدث ضجة كبرى لدعوته إلى التجديد الشعري ،وله ديوان " أغاني الحياة " ـ مذهبه الشعري وطريقته : هو الاتجاه الرومانسي في الشعر العربي الذي يتغنى بالذات وبالطبيعة ، وبالقضايا الإنسانية كالحرية .
2 ـ 2 : نشاط التعريف بالإبداع : ـ مصدره : ديوان أغاني الحياة للشابي مع تحديد الطبعة لتسهيل الوصول إلى الصفحة. ـ نوعيته : من شعر التأمل الرومانسي . ـ ظروفه : كان الشاعر كثير المعاناة فسخر شعره للعبير عن معاناته الوطنية والنفسية والصحية 3 ) خطوة ملاحظة النص من خلال عنوانه وبدايته ونهايته :
3 ـ 1 : نشاط الوقوف على العنوان لمعرفة دلالته : هو نفس عنوان النص الأصلي في الديوان ، ويتكون من فعل " قال " المسند إلى ضمير المتكلم ومتبوع بلام جر متصلة باسم محض هو الشعر. وفعل القول له دلالات متعددة منها التلفظ والخطاب والاعتقاد والظن.... والمقصود في هذا العنوان هو الخطاب. وقد أسند الفعل إلى الزمن الماضي للتعبير عن ماضوية الحدث ، كما أسند إلى ضمير المتكلم الذي يعود على الشاعر صاحب التجربة الشعرية مما يضفي الذاتية على النص. وكلمة شعر في العنوان لها دلالتان الأولى هي الدلالة على العلم ، والثانية هي الدلالة على الكلام الموسيقي المعروف. وهذا العنوان يدل على علاقة الشاعر بشعره. د ) البداية والنهاية في المتن المدرسي : ـ بداية النص الأصلي هي : أنت يا شعر فلذة من فؤادي //// تتغنى وقطعة من وجودي وهي بداية توحي بفناء الشاعر وانصهاره في شعره ـ ونهايته هي : فيك ما في الوجود من نغم //// حلو وما فيه من ضجيج شديد وهي نهاية توحي بتوحد الشعر مع الوجود ، ومن ثم توحد الشاعر مع هذا الوجود من خلال إضفاء نفسيته على الوجود .
4 ) خطوة فهم النص وهي :
4 ـ 1 : نشاط الأداء القرائي السليم المراعي لعلامات الترقيم ، والمتمثل لأساليب النص ، والمحترم لنغم النص الداخلي والخارجي ( قراءة شعرية ).
4 ـ 2 : نشاط الشروح اللغوية والإضاءات : أ ) شروح لغوية تخص المفردات الغامضة بالترادف والتضاد وفي سياقات مفيدة ، ويستحسن أن تكون من الكلام البليغ قرآنا وحديثا وشعرا وأمثالا. ب ) إضاءات تتعلق بالمفاهيم الآتية : ( الوجود/ النفس/ الخلود)
4 ـ 3 : نشاط تقسيم النص إلى مقاطع أو وحدات : يتكون النص من مقطع أول يمثله البيت الأول ، وهو مقطع يدور حول انصهار وذوبان الشاعر في شعره ، ومقطع ثان يتكون من ثلاثة أبيات تدور حول القواسم المشتركة بين الشاعر وشعره ، ومقطع ثالث يتكون من خمسة أبيات تدور حول تغطية الشعر لمراحل حياة الشاعر ، ومقطع رابع يتكون من بيتين يدوران حول حاجة الشاعر إلى شعره ، ومقطع خامس يتكون من بيتين يدوران حول تلاحم شعر الشاعر مع الوجود ومن ثم تلاحم الشاعر مع الوجود. ثانيا : مراحلة القراءة التحليلية : وتتضمن الخطوات والأنشطة الآتية : 1 ) خطوة التحليل على المستوى الدالي وهي :
1 ـ 1 : نشاط تحديد وحصر معجم النص المهيمن وهو : (شعر ـ فؤاد ـ وجود ـ حنين ـ طفولة ـ سلام ـ ابتسام ـ غبطة ـ سعود ـ شبيبة ـ شجون ـ بهجة ـ جمود ـ ربيع ـ سنابل ـ ورود ـ صيف ـ أحلام ـ ساحر ـ خلود ـ خريف ـ شاحب اللون ـ أملود ـ شتاء ـ صواعق ـ رعود ـ صباح ـ سعيد ـ كهوف ـ ليالي ـ حلك ـ ضياء ـ نغم ـ حلو ـ ضجيج )
1 ـ 2 : نشاط الحقول الدلالية للنص وهي : أ ـ حقل التعبير عن الأمل والتفاؤل ب ـ حقل التعبير عن اليأس والتشاؤم ج ـ والحقلان يتقاطعان ويتكاملان ولا يتناقضان لتصوير التناقض المميز لنفسية هذا الشاعر الرومانسي . 2 ) خطوة التحليل على المستوى الدلالي وهي :
2 ـ 1 : نشاط رصد الجانب الصوتي الإيقاعي للنص :
أ ـ الموسيقى الخارجية للنص : استعمل الشاعر بحر الخفيف الذي وزنه :" فاعلاتن مستفع لن فاعلاتن " ويتكون من 28 مقطعا ، وهو بحر فخم يناسب الأغراض الشعرية الجليلة ، وقد ناسب قضية هذا النص التأملية الوجودية ، وهو بحر واضح النغم ومتدفقه يوحي بنوع من الملنخوليا " الكآبة " ، لهذا اختاره الشاعر للتعبير عن معاناته. وإلى جانب فخامة البحر الممثل لموسيقى النص الخارجية نجد الشاعر يختار قافية مطلقة دالية الروي ومكسورة المجرى مؤثرة في نغم البحر الموسيقي ، وهي قافية جيدة ذات رنة شجية مناسب لطبيعة النص لأن الدال صوت ينحصر بين أول اللسان والثنايا العليا لهذا هو شديد مجهور وانفجاري إلا أن حركة الكسرة المصاحبة له خففت من انفجاره ومالت به إلى الرقة التي اقتضاها موضوع النص الرومانسي. ومما يدخل أيضا ضمن الموسيقى الخارجية للنص ظاهرة التصريع وهي عبارة عن مقابلة بين لفظتين في آخر شطري بيت المطلع " فؤادي " و" وجودي " ولهما نفس الوزن ونفس الإيقاع الموحي برومانسبة النص.
ب ـ الموسيقى الداخلية : وهي موسيقى الأصوات المفردة والكلمات والعبارات : ـ موسيقى الأصوات المفردة : يعرف النص ظاهرة الجناس السجعي كما هو الحال في قول الشاعر : " فيك ما فيك ..... " المتكرر في عدة أبيات حيث توالت أصوات حروف الفاء والياء والميم . والفاء والميم صوتان شفويان قد تناسبا همس الفاء مع جهر الميم وساوقا معا جو القصيدة الرومانسي ـ موسيقى الكلمات المفردة : كما يعرف النص ظاهرة الجناس الازدواجي المتثل في تكرار الكلمات ذات الوزن الواحد من قبيل قول الشاعر : " فيك ما في جوانحي / فيك ما في طفولتي/ فيك ما في شبيبتي " " فيك يبدو خريف نفسي / فيك يمشي شتاء أيامي / فيك ما في الوجود من حلك/ فيك ما في الوجود من نغم " ـ موسيقى العبارات والتراكيب : ومما يدخل ضمن الموسيقى الداخلية للنص المطابقات والمقابلات والتكرارات على المستوى العمودي والأفقي من قبيل قول الشاعر : فيك ما في الوجود من حلك دا //// ج وما فيه من ضياء بعيد فيك ما في الوجود من تغم //// حلو وما فيه من ضجيج شدي فهذه التكرارات والمقابلات أعطت للنص إيقاعا ناسب الطبيعة التأملية للنص.
2 ـ 2 : نشاط يكشف الجوانب الصرفية النحوية أو المورفو ـ تركيبية : تغلب على النص الجمل الاسمية ، ومن خصائصها الدلالة على الثبوت ، وقد ناسبت طبيعة النص الواصفة لمشاعر الشاعر الشابي وعوالمه الداخلية ، وقد غابت الجملة الفعلية من عدة أبيات في القصيدة ، وهي جملة تدل على الحركة التي نابت عنها موسيقى النص الداخلية من خلال المقابلات والتكرارات كما مر بنا. ولعبت الجمل الفعلية دور تكسير ثبوت الأوصاف في القصيدة. وقد جاءت كل أفعال النص مثبتة وفي الزمن الحاضر للدلالة على استمرار الحال التي أراد الشاعر التعبير عنها. ومما يلفت النظر في النص تكرار بعض حروف المعاني مثل " في " و " من " و " ما "، فحرف " في " يدل على الظرفية الزمانية المكانية وقد وظفت للتعبير عن عوالم الشاعر. و"من "حرف يدل على التبعيض ، وقد انسجم مع العلاقة بين الشاعر وشعره والوجود . و"ما "حرف يدل على الموصولية الدالة على الإبهام ، وهو وسيلة لاستشراف عوالم الشاعر المجهولة.وأما الغالب على النص من الضمائر فهو : أ ـ ضمير المتكلم العائد على الشاعر والدال على حضور ذاتيته ، ب ـ ضمير المخاطب العائد على شعر الشاعر ، وهي حيلة من الشاعر للانفصال عن ذاته ومحاورتها بعد ذلك.
2 ـ 3 : نشاط الجانب الجمالي الفني أو البلاغي : يهيمن على النص التصوير المعتمد على المجاز بنوعيه المجاز العقلي والاستعارة مع بعض الكنايات من قبيل قول الشاعر : " عانق الربيع فؤادي / يمشي شتاء أيامي الباكي/ ترغي صواعقي ورعودي/ يبدو خريف نفسي ملولا " وهذه الصور كلها من أجل تشخيص الطبيعة والانصهار فيها. وهي صور قربت المسافة بين الشاعر وشعره من جهة وبينهما وبين الوجود من جهة ثانية. فجاءت القصيدة في مجملها عبارة عن لوحات فنية تصويرية على الطريقة الرومانسية ، وهي صور محدثة جديدة على الشعر العربي. 3 ) خطوة التحليل على المستوى التداولي وهي :
3 ـ 1 : نشاط رصد أساليب النص ودلالتها : فالغالب على هذا النص الأسلوب الخبري المناسب لطبيعته التأملية الواصفة للعوالم الباطنية للشاعر، وتتخلله بعض الأساليب الإنشائية وخصوصا النداء لنقلنا من الجو التأملي الواصف إلى جو الخطاب من خلال تشخيص الشعر ومحاورته ومن خلاله محاورة الذات . ثالثا : مرحلة القراءة التركيبية : وتتضمن الخطوات والأنشطة التالية :
1 ) خطوة تجميع معطيات ونتائج التحليل وهي : 1 ـ 1 : نشاط الربط بين نتائج التحليل : سجل الشاعر توفيقا في توفير معجم رومانسي مناسب لموضوع نصه الشعري ، وهو معجم أحال على حقلين دلاليين يجمعان بين ثنائية اليأس والأمل والتشاؤم والتفاؤل ، ووفر لهذين الحقلين الموسيقى المناسبة سواء الخارجية أو الداخلية من خلال اختيار بحر فخم متدفق النغم ، ونغم داخلي ملنخولي ، وأكثر من التصوير الفني التشخيصي ، واختار لنصه الأسلوب الواصف المتأمل. 2 ) خطوة الحكم على النص وهي : 2
ـ 1 : نشاط الحكم على النص من خلال نتائج التحليل : النص يندرج ضمن المجال الفني ، وهو بالفعل معبر عن هذا المجال بامتياز حيث يقدم لنا مفهوم فن الشعر من خلال رؤية الشاعر الرومانسية ، وهو طرح فني لموضوع فن الشعر. ومن خلال هذه التجربة يمكن الوقوف على كيف يسمو الفن بالمشاعر الإنسانية نحو الكمال والجمال .
2 ـ 2 : نشاط مقارنة الحكم المتوصل إليه بالآراء النقدية المتخصصة : من المعروف عند النقاد في العصر الحديث أن الشاعر الشابي شاعر رومانسي ، وقد أكدت نتائج التحليل أنه كذلك من خلال طغيان ذاتيته ،ومشاعره المتأرجحة بين التفاؤل والتشاؤم ، وارتباطه بالطبيعة وتشخيصها والفناء فيها طلبا للكمال والجمال.
محمد شركي
31/12/2009
نموذج لتحليل نص قرائي في مستوى السنة الثالثة الثانوية الإعدادية
بسم الله الرحمن الرحيم نموج قراءة منهجية لنص شعري للشاعر الشابي لفائدة المتعلمين في السنة الثالثة من سلك التعليم الثانوي الإعدادي
كتاب : الأساسي في اللغة العربية درس اللغة العربية / المكون القرائي / القراءة المنهجية للنص. المجال : الفني والثقافي المحور : الفني نموذج : من الشعر الرومانسي المبدع : الشاعر أبو القاسم الشابي الإبداع : قصيدة : ( قلت للشعر ) ص :202 من الكتاب المدرسي . أولا : القراءة التوجيهية للنص : 1 ) خطوة استعراض وتعرف أرصدة المتعلمين :
1 ـ 1 : نشاط استعراض المعلومات المتعلقة بالمجال ومحوره : الفن هو تطبيق الفنان معارفه على ما يتناوله من قضايا فيرتفع بها إلى المثل العليا لتحقيق فكرة أو عاطفة يقصد بها التعبير عن الجمال الأكمل من أجل لذة العقل والقلب. والفنون الجميلة هي الشعر والموسيقى والمسرح والتصوير والنحت والرقص والسينما . والفن ضرورة حيوية للسمو بالإنسان نحو الكمال والجمال .
1 ـ 2 : نشاط استحضار معلومات حول الإبداع وعلاقته بالمجال : الشعر من بين الفنون الجميلة ، وهو تصوير الحياة من خلال الكلام الموسيقي ، لهذا يعتبر هذا النص ذا صلة بالمجال الفني . 1 ـ 3 : نشاط استحضار معلومات متعلقة بقضية النص موضوع الشعر) . وقد تحدث عنه النقاد ، كما تحدث عنه الشعراء ، وحديث هؤلاء عنه له خصوصيات حيث يتحدث الشعراء عن أنفسهم وعن تجاربهم دون واسطة وبصدق قد لا يصل إليه النقاد .
1 ـ 4 : نشاط مقارنة النص المدرسي بالنص الأصلي لمعرفة أثر التصرف فيه: أ ) النص الأصلي : يتكون متنه من 32 بيتا ب ) النص المدرسي يتكون متنه من 13 بيتا ج ) المقارنة بين المتنين : يغطي متن النص المدرسي من متن النص الأصلي ما نسبته حوالي 40 في المائة ، وهي نسبة أقل من المتوسط لتمثيل النص الأصلي حيث غيب النص المدرسي 19 بيتا من النص الأصلي ، وعليه فالتصرف في النص الأصلي غيب أكثر من نصف النص مما قد يؤثر على جو النص بشكل من الأشكال. 2 ) خطوة تأطير النص :
2 ـ 1 : نشاط التعريف بالمبدع : ـ أبو القاسم بن محمد الشابي نسبة لقرية الشابية قرب توزر بتونس ـ فترته الزمنية ما بين 1909 و1934ميلادية. وقد مات بداء تضخم القلب وهو في ريعان الشباب. ـ بيئته الشابية مسقط رأسه الذي لم يعش فيه وهو قرب توزر بتونس ، ثم قابس وسليانة و زغوان ورأس الجبل وتونس العاصمة. ـ ثقافته : خريج جامع الزيتونة ، أصيل الثقافة ،ولم يكن يعرف لغة أجنية ، ولكنه أطلع على الآداب الغربية المترجمة عن طريق الترجمة العربية. كان من دعاة تجديد الأدب ، ومناصرة تحرير المرأة . ـ أعماله : له كتاب "الخيال الشعري " وقد أحدث ضجة كبرى لدعوته إلى التجديد الشعري ،وله ديوان " أغاني الحياة " ـ مذهبه الشعري وطريقته : هو الاتجاه الرومانسي في الشعر العربي الذي يتغنى بالذات وبالطبيعة ، وبالقضايا الإنسانية كالحرية .
2 ـ 2 : نشاط التعريف بالإبداع : ـ مصدره : ديوان أغاني الحياة للشابي مع تحديد الطبعة لتسهيل الوصول إلى الصفحة. ـ نوعيته : من شعر التأمل الرومانسي . ـ ظروفه : كان الشاعر كثير المعاناة فسخر شعره للعبير عن معاناته الوطنية والنفسية والصحية 3 ) خطوة ملاحظة النص من خلال عنوانه وبدايته ونهايته :
3 ـ 1 : نشاط الوقوف على العنوان لمعرفة دلالته : هو نفس عنوان النص الأصلي في الديوان ، ويتكون من فعل " قال " المسند إلى ضمير المتكلم ومتبوع بلام جر متصلة باسم محض هو الشعر. وفعل القول له دلالات متعددة منها التلفظ والخطاب والاعتقاد والظن.... والمقصود في هذا العنوان هو الخطاب. وقد أسند الفعل إلى الزمن الماضي للتعبير عن ماضوية الحدث ، كما أسند إلى ضمير المتكلم الذي يعود على الشاعر صاحب التجربة الشعرية مما يضفي الذاتية على النص. وكلمة شعر في العنوان لها دلالتان الأولى هي الدلالة على العلم ، والثانية هي الدلالة على الكلام الموسيقي المعروف. وهذا العنوان يدل على علاقة الشاعر بشعره. د ) البداية والنهاية في المتن المدرسي : ـ بداية النص الأصلي هي : أنت يا شعر فلذة من فؤادي //// تتغنى وقطعة من وجودي وهي بداية توحي بفناء الشاعر وانصهاره في شعره ـ ونهايته هي : فيك ما في الوجود من نغم //// حلو وما فيه من ضجيج شديد وهي نهاية توحي بتوحد الشعر مع الوجود ، ومن ثم توحد الشاعر مع هذا الوجود من خلال إضفاء نفسيته على الوجود .
4 ) خطوة فهم النص وهي :
4 ـ 1 : نشاط الأداء القرائي السليم المراعي لعلامات الترقيم ، والمتمثل لأساليب النص ، والمحترم لنغم النص الداخلي والخارجي ( قراءة شعرية ).
4 ـ 2 : نشاط الشروح اللغوية والإضاءات : أ ) شروح لغوية تخص المفردات الغامضة بالترادف والتضاد وفي سياقات مفيدة ، ويستحسن أن تكون من الكلام البليغ قرآنا وحديثا وشعرا وأمثالا. ب ) إضاءات تتعلق بالمفاهيم الآتية : ( الوجود/ النفس/ الخلود)
4 ـ 3 : نشاط تقسيم النص إلى مقاطع أو وحدات : يتكون النص من مقطع أول يمثله البيت الأول ، وهو مقطع يدور حول انصهار وذوبان الشاعر في شعره ، ومقطع ثان يتكون من ثلاثة أبيات تدور حول القواسم المشتركة بين الشاعر وشعره ، ومقطع ثالث يتكون من خمسة أبيات تدور حول تغطية الشعر لمراحل حياة الشاعر ، ومقطع رابع يتكون من بيتين يدوران حول حاجة الشاعر إلى شعره ، ومقطع خامس يتكون من بيتين يدوران حول تلاحم شعر الشاعر مع الوجود ومن ثم تلاحم الشاعر مع الوجود. ثانيا : مراحلة القراءة التحليلية : وتتضمن الخطوات والأنشطة الآتية : 1 ) خطوة التحليل على المستوى الدالي وهي :
1 ـ 1 : نشاط تحديد وحصر معجم النص المهيمن وهو : (شعر ـ فؤاد ـ وجود ـ حنين ـ طفولة ـ سلام ـ ابتسام ـ غبطة ـ سعود ـ شبيبة ـ شجون ـ بهجة ـ جمود ـ ربيع ـ سنابل ـ ورود ـ صيف ـ أحلام ـ ساحر ـ خلود ـ خريف ـ شاحب اللون ـ أملود ـ شتاء ـ صواعق ـ رعود ـ صباح ـ سعيد ـ كهوف ـ ليالي ـ حلك ـ ضياء ـ نغم ـ حلو ـ ضجيج )
1 ـ 2 : نشاط الحقول الدلالية للنص وهي : أ ـ حقل التعبير عن الأمل والتفاؤل ب ـ حقل التعبير عن اليأس والتشاؤم ج ـ والحقلان يتقاطعان ويتكاملان ولا يتناقضان لتصوير التناقض المميز لنفسية هذا الشاعر الرومانسي . 2 ) خطوة التحليل على المستوى الدلالي وهي :
2 ـ 1 : نشاط رصد الجانب الصوتي الإيقاعي للنص :
أ ـ الموسيقى الخارجية للنص : استعمل الشاعر بحر الخفيف الذي وزنه :" فاعلاتن مستفع لن فاعلاتن " ويتكون من 28 مقطعا ، وهو بحر فخم يناسب الأغراض الشعرية الجليلة ، وقد ناسب قضية هذا النص التأملية الوجودية ، وهو بحر واضح النغم ومتدفقه يوحي بنوع من الملنخوليا " الكآبة " ، لهذا اختاره الشاعر للتعبير عن معاناته. وإلى جانب فخامة البحر الممثل لموسيقى النص الخارجية نجد الشاعر يختار قافية مطلقة دالية الروي ومكسورة المجرى مؤثرة في نغم البحر الموسيقي ، وهي قافية جيدة ذات رنة شجية مناسب لطبيعة النص لأن الدال صوت ينحصر بين أول اللسان والثنايا العليا لهذا هو شديد مجهور وانفجاري إلا أن حركة الكسرة المصاحبة له خففت من انفجاره ومالت به إلى الرقة التي اقتضاها موضوع النص الرومانسي. ومما يدخل أيضا ضمن الموسيقى الخارجية للنص ظاهرة التصريع وهي عبارة عن مقابلة بين لفظتين في آخر شطري بيت المطلع " فؤادي " و" وجودي " ولهما نفس الوزن ونفس الإيقاع الموحي برومانسبة النص.
ب ـ الموسيقى الداخلية : وهي موسيقى الأصوات المفردة والكلمات والعبارات : ـ موسيقى الأصوات المفردة : يعرف النص ظاهرة الجناس السجعي كما هو الحال في قول الشاعر : " فيك ما فيك ..... " المتكرر في عدة أبيات حيث توالت أصوات حروف الفاء والياء والميم . والفاء والميم صوتان شفويان قد تناسبا همس الفاء مع جهر الميم وساوقا معا جو القصيدة الرومانسي ـ موسيقى الكلمات المفردة : كما يعرف النص ظاهرة الجناس الازدواجي المتثل في تكرار الكلمات ذات الوزن الواحد من قبيل قول الشاعر : " فيك ما في جوانحي / فيك ما في طفولتي/ فيك ما في شبيبتي " " فيك يبدو خريف نفسي / فيك يمشي شتاء أيامي / فيك ما في الوجود من حلك/ فيك ما في الوجود من نغم " ـ موسيقى العبارات والتراكيب : ومما يدخل ضمن الموسيقى الداخلية للنص المطابقات والمقابلات والتكرارات على المستوى العمودي والأفقي من قبيل قول الشاعر : فيك ما في الوجود من حلك دا //// ج وما فيه من ضياء بعيد فيك ما في الوجود من تغم //// حلو وما فيه من ضجيج شدي فهذه التكرارات والمقابلات أعطت للنص إيقاعا ناسب الطبيعة التأملية للنص.
2 ـ 2 : نشاط يكشف الجوانب الصرفية النحوية أو المورفو ـ تركيبية : تغلب على النص الجمل الاسمية ، ومن خصائصها الدلالة على الثبوت ، وقد ناسبت طبيعة النص الواصفة لمشاعر الشاعر الشابي وعوالمه الداخلية ، وقد غابت الجملة الفعلية من عدة أبيات في القصيدة ، وهي جملة تدل على الحركة التي نابت عنها موسيقى النص الداخلية من خلال المقابلات والتكرارات كما مر بنا. ولعبت الجمل الفعلية دور تكسير ثبوت الأوصاف في القصيدة. وقد جاءت كل أفعال النص مثبتة وفي الزمن الحاضر للدلالة على استمرار الحال التي أراد الشاعر التعبير عنها. ومما يلفت النظر في النص تكرار بعض حروف المعاني مثل " في " و " من " و " ما "، فحرف " في " يدل على الظرفية الزمانية المكانية وقد وظفت للتعبير عن عوالم الشاعر. و"من "حرف يدل على التبعيض ، وقد انسجم مع العلاقة بين الشاعر وشعره والوجود . و"ما "حرف يدل على الموصولية الدالة على الإبهام ، وهو وسيلة لاستشراف عوالم الشاعر المجهولة.وأما الغالب على النص من الضمائر فهو : أ ـ ضمير المتكلم العائد على الشاعر والدال على حضور ذاتيته ، ب ـ ضمير المخاطب العائد على شعر الشاعر ، وهي حيلة من الشاعر للانفصال عن ذاته ومحاورتها بعد ذلك.
2 ـ 3 : نشاط الجانب الجمالي الفني أو البلاغي : يهيمن على النص التصوير المعتمد على المجاز بنوعيه المجاز العقلي والاستعارة مع بعض الكنايات من قبيل قول الشاعر : " عانق الربيع فؤادي / يمشي شتاء أيامي الباكي/ ترغي صواعقي ورعودي/ يبدو خريف نفسي ملولا " وهذه الصور كلها من أجل تشخيص الطبيعة والانصهار فيها. وهي صور قربت المسافة بين الشاعر وشعره من جهة وبينهما وبين الوجود من جهة ثانية. فجاءت القصيدة في مجملها عبارة عن لوحات فنية تصويرية على الطريقة الرومانسية ، وهي صور محدثة جديدة على الشعر العربي. 3 ) خطوة التحليل على المستوى التداولي وهي :
3 ـ 1 : نشاط رصد أساليب النص ودلالتها : فالغالب على هذا النص الأسلوب الخبري المناسب لطبيعته التأملية الواصفة للعوالم الباطنية للشاعر، وتتخلله بعض الأساليب الإنشائية وخصوصا النداء لنقلنا من الجو التأملي الواصف إلى جو الخطاب من خلال تشخيص الشعر ومحاورته ومن خلاله محاورة الذات . ثالثا : مرحلة القراءة التركيبية : وتتضمن الخطوات والأنشطة التالية :
1 ) خطوة تجميع معطيات ونتائج التحليل وهي : 1 ـ 1 : نشاط الربط بين نتائج التحليل : سجل الشاعر توفيقا في توفير معجم رومانسي مناسب لموضوع نصه الشعري ، وهو معجم أحال على حقلين دلاليين يجمعان بين ثنائية اليأس والأمل والتشاؤم والتفاؤل ، ووفر لهذين الحقلين الموسيقى المناسبة سواء الخارجية أو الداخلية من خلال اختيار بحر فخم متدفق النغم ، ونغم داخلي ملنخولي ، وأكثر من التصوير الفني التشخيصي ، واختار لنصه الأسلوب الواصف المتأمل. 2 ) خطوة الحكم على النص وهي : 2
ـ 1 : نشاط الحكم على النص من خلال نتائج التحليل : النص يندرج ضمن المجال الفني ، وهو بالفعل معبر عن هذا المجال بامتياز حيث يقدم لنا مفهوم فن الشعر من خلال رؤية الشاعر الرومانسية ، وهو طرح فني لموضوع فن الشعر. ومن خلال هذه التجربة يمكن الوقوف على كيف يسمو الفن بالمشاعر الإنسانية نحو الكمال والجمال .
2 ـ 2 : نشاط مقارنة الحكم المتوصل إليه بالآراء النقدية المتخصصة : من المعروف عند النقاد في العصر الحديث أن الشاعر الشابي شاعر رومانسي ، وقد أكدت نتائج التحليل أنه كذلك من خلال طغيان ذاتيته ،ومشاعره المتأرجحة بين التفاؤل والتشاؤم ، وارتباطه بالطبيعة وتشخيصها والفناء فيها طلبا للكمال والجمال.
محمد شركي